الثلاثاء، 16 يونيو 2015

الإلحاد مراوغة الفلسفة

الالحاد ليس فلسفة و لكنه مراوغة الفلسفة .

الفكر الملحد مثل لاعب الكرة الذي يتحاور مع اللاعبين يمينا و يسارا لكي يوصل كرته الى الهدف الذي يرغب تحقيقه . و الهوى ليس له فلسفة ، و من هنا صعوبة التحاور مع الملحدين لانهم لا تحكمهم ثوابت : لا في المنطق ولا في العلم ولا في الاخلاق ولا في الدين ، انها تمرد على كل شيء الا الرغبة .

مثل ذلك اللاعب لا تستطيع ان ترسم له خطا مستقيما سيفعله كل لاعب مثله .. فمرة يكبرون من شان المنطق ومرة يخرجونه على الهامش . و مرة يكبرون من شان العلم و مرة يظهرونه بمظهر الذي لا يعرف شيئا والخالي من المسلمات .. و مرة يحتقرون انسانية الانسان ، و يتهمونها بالوقوف في وجه العلم ، ثم ياتون مرة اخرى ليتباكون على العبيد بروح انسانية تنزف رقة و حنانا !! ما دام هذا في تصورهم ينتقص من الاسلام .. اي ليس لهم خط ثابت . إما انسانية او لا انسانية ، إما علم ثابت او لا علم ، اما منطق ملزم او لا منطق ، هذا ما يجب ان يكون .. اما التلاعب بينها حسب الرغبة ، فهذا امر ممجوج ولا يقيم فلسفة تحمي نفسها من النقد ..

(ان ربي على صراط مستقيم) ، و الالحاد ليس على صراط مستقيم ، فكل شيء مسموح ، وكل شيء مباح ، المهم ان تصل الكرة الى المرمى ، والغاية تبرر الوسيلة حسب الفكرة البرجماتية . لا يصلح ان يكون الالحاد ثمرة لتقدم البشرية و هو بهذا الشكل ، بل هو انتكاس . فالفوضى في كل شيء ليست نظاما ولا تطورا ، بل تحللا للانظمة . و الالحاد فلسفة الرغائب والتلاعب في كل ما يقف في طريقه . اي فوضى عقائدية وفكرية ومنطقية وعلمية و اخلاقية ..

لاول مرة يكون للتناقض فلسفة .  

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق