السبت، 15 سبتمبر 2012

حوارات حول الحب..

حوارات في موضوع: "متفرقات حول المرأة" :

قطر الندى :
طاب مساءكم, أبدعت أخي الوراقي فيما أخترته من متفرقات حولنا , وهو كلام جميل وأكثره واقعي وملموس, ولكن لازال ينقصه الكثيررر من الصفات التي لم تذكر ولن تذكر, حتى لو وضعتم المرأة تحت المجهر وتحت المراقبه صباح مساء سيظل لها جانب في الظلام لا تعرفه إلا هي..
فقط لي وقفة هنا
"المرأة تبحث عن من يحبها ( كي ) تحبه" ، سيدي الفاضل كل شيء في هذه الحياة يخضع للقياس والتخطيط إلا الحب وهوى القلب, فكم من نساء أحبت رجال دون علمهم ولم تنتظر حبهم ( كي ) تحبهم فالحب يفرض نفسه ولو كنت غير راغب به ولا تريده, وهناك نساء أحبت رجال هم قمة في القسوة والشدة وغير مبالين بهن, ولكن عندما يفرض الحب نفسه لا ينتظر موافقة الطرف الثاني من عدمه, وإلا من أين جاءت عبارة ( الحب الصامت أو حب بصمت ) وأغلبه هذ الحب يخص النساء؟
أكرر إعجابي بما كتبت أناملك .. لك تقديري واحتراماتي .

الرد:
شكرا على إعجابك بالموضوع ، لكن يبدو لي أنه لو لم يكن على أمل أو توقع أن يُحِب لم تحبه ، أقصد ما يمكن أن يحمل قلبه من محبة للآخرين ، أما أن تحب شخصا فظاً غليظ القلب ، فهذا أمر مستحيل ، قال تعالى ( ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ) نعم قد تُعجب ببعض صفاته أو إمكاناته أو مكانته أو شكله أو ما يملك ، لكن هو ذاته لن تستطيع أن تحبه ، ولن يستطيع غيرها أيضا أن يحبه حتى من الرجال ، لأن قوانين الشعور واحدة عند الرجل والمرأة وهما من نفس واحدة . والشعور الفطري مجبور على حب الفضيلة ، لأنها تقرب الى الله ، والفطرة تسعى بصاحبها ليصل الى الله . هذا ما أفهمه ، وإن كان يوجد مثل ما تذكرين لشخص ظالم قاسي لا يعرف المحبة ولا الرحمة ولا يقدر مشاعر الرحمة ولا مشاعر المرأة ، فاشرحي كيف يكون وعلى أي أساس حصل . أنا أعتبر أن للحب قوانين لأنه نابع من الشعور ، والشعور له قوانين ، فالشعور ليس فوضى ، وإلا لانتصرت الرذيلة ، حتى أعوان الظلمة والمستفيدين منهم لا يحبونهم بقلوبهم ، و إن كانوا يظهرون لهم المحبة والاحترام لأجل ما يستفيدونه منهم بدليل سرعة تخليهم عنه وانقلابهم عليه إذا زال عزه .

أنا أتكلم عن الحب القلبي وليس عن الحب والمصالح التي قد تضطر الإنسان لإظهار المحبة لشخص يكرهه قلبه ، دائما أهل الباطل معهم القوة المادية ، لأنهم لا يعرفون غيره ، لكن ليست معهم القلوب ، وإلا لما كان للخير مكان في هذا العالم.


أحيانا يرى الناس في شخص صفات سيئة ، لكن المرأة بدقة إحساسها قد تكون وجدت فيه ما لم يجده أحد غيرها ، مثلا شخص قتل ونفر الناس منه ، لكن زوجته أو حبيبته تعرف تفاصيل دوافعه ، ليست مثل من يصلهم الخبر من الناس ، وبالتالي قد تستمر في حبه ،فيقال انظر ان الحب أعمى ، أو تجدها تحب شخصا كبير في السن وربما فقير ويلومها الناس ، لكنها رأت فيه فضائل لم يروها ، لأن أكثر الناس يقيّمون بالمظاهر وليس بالأحاسيس ، المهم هو أن الشر الخالص لا يحبه أحد ، ولهذا أسماه الله بالمنكر ، أي تنكره كل النفوس والفِطر.


ويدل على أن الحب يبحث عن الفضيلة أنه ليس دائما يدوم إلا بدوام الفضيلة ، وأحيانا يكون على وهم فضيلة ، فإذا اكتُشِفت الحقيقة زال الحب ، وهكذا الشعور الإنساني في رحلة نحو الأفضل . وشكرا مرة أخرى..

--------------------------------
اقتباس:
"شكرا على اعجابك بالموضوع"
تستحق ذلك لأنه بالفعل موضوع راائع ..
"لكن يبدو لي أنه لو لم يكن على أمل أو توقع أن يُحِب لم تحبه"
هذه لم افهمها هل تقصد لو أن المرأة لولم تكن تتوقع أنه سوف يحبها ماأحبته ؟؟ إذا كنت تقصد ذلك فأنت مخطأ فكم من فتيات أحببن شباباً وإلى اليوم لم يعرف بحبهن ولم يظهرن ذلك, إما لأنها تعلم أنه لن يبادلها هذا الحب أو لأنها تعرف أن هناك حواجز ستقف ضد هذا الحب فاثرت الكتمان. كم سمعنا بطالبات ناضجات أحببن أساتذهن حباً جماً ولم يعرف الطرف الأخر بذلك هل كانت تنظر حباً منه ؟؟ كم فتيات أحببن ابناء الجيران وكانت تعرف أنه خاطب او أن له علاقة بأخرى ولكن هي احبته وهذا قدرها ولم يعلم بذلك ، لا تربط الحب كثيرا بالحسابات فهو بعيدا عنها..

الرد:
يعني الاحتمال بحد ذاته قائم ، سواء حصل أو لم يحصل أو لا يمكن أن يحصل . وحتى اختصر عليك ، قد تحب الفتاة شخصا ميتا من زمان على توقع أنه يعرف الحب وكان يملك قلبا يحب ، بمعنى آخر ربما أي رجل يحب ليلى العامرية كرمز للعاشقة العفيفة المخلصة ، وتحب أي فتاة قيس كعاشق مخلص عفيف ، والجميع يحب كليهما . كثير من الشباب يتعشقون شخصيات من التاريخ أو من الأساطير وهذا لا يمكن أن يحدث في الواقع ، وهذا دليل فلسفي على أن الحب ليس مرتبطا بالمادة أو المصلحة أو تحصيل نتيجة معينة ، بل هو حب للفضيلة في أي زمن وجد ، وهل استفدنا نحن من صاحبها أو لم نستفد . الحقيقة لا يوجد فاصل جذري في الحب بين الحب العام وبين العشق ، لأن أساس كليهما هو الفضيلة والمثل . فأحد يحب زوجته, إذا فحصنا العلة أو السبب نجد أن وفاءها وتحملها وابتسامتها له هو السبب ، مثلما أن ذلك الشخص يحب صديقه أو جاره لصفات أو فضائل فيه . الحب يأخذ ألوانه على حسب وضع الطرف الآخر ، فإذا كان الحب بين رجل ورجل سمي إعجاباً وعشرة وصداقة ، وإذا كان تجاه شخصية دينية أو تاريخيه سمي إجلالا ، وإن كان تجاه الجنس الآخر سمي عشقاً ، وهكذا يأخذ اسمه من موضوعه بينما هو شيء واحد .

هذه الأمثلة التي سقتيها تؤيد كلامي بأن الحب مربوط بالفضيلة والميزات الأخلاقية وبدون مصلحة ، والذي يؤدي الى الله مصدر الفضيلة ، فالحب له رسالة إذاً ، وهي الوصول الى الله من خلال الفضيلة ، وهو أحسن طريق للوصول الى الله ، ليس فقط الوصول الى المحبوب . وهذا الكلام أقصد به الحب الصافي وليس ما يسمى حباً بينما هو مصالح مادية واجتماعية.
 
إذن الحب ليس شيئا فوضويا مجنونا عبثياً كما يوحي به تصورك وتصور الكثيرين عنه في الشرق والغرب خصوصا . ففي الشرق ينظر اليه نظرة ازدراء وخوف وعار في كثير من صُوَرِه ، بينما في الغرب المادي يُنظر اليه كرغبة جسدية حيوانية ليس إلا , بل الحب خاضع لقوانين الشعور والتي يستطيع أن يستنتجها العقل ، ولو كان الحب كذلك لعد مرضا لا فائدة منه ، ولو كان مرضا لما كان جميلا ، لأن الأمراض غير جميلة . وعلى هذا فمن حقي أن أُخضع الحب للحسابات المنطقية الشعورية ، ليس فقط الحب ، بل كل الحياة المعنوية للإنسان من حقها الدراسة مثلما تدرس الحياة المادية للإنسان دون أن يعترض أحد ، لأن الله لم يخلق الكون والإنسان عبثاً ، بل بموازين وبمقادير وبالحق كما قال تعالى . والحق يعني علم يمكن دراسته واستنباط قوانينه ، وانظري الى فائدة دراسة سلوك الإنسان ، إنها تخبرنا ماذا نحن وماذا نريد في هذه الحياة بدلا من أن نعيشها ونخرج منها ونحن نقول : هي كذا وخلاص .

بالنسبة لي أنا صرت أعرف ما هو الحب ولماذا وجد ، وعرفت الله به ، لكن لو تبنيت رأيك لن استفيد شيئا من الحب ولن استطيع أن أربطه بشيء ، وربما أحاربه كما يفعل كثير من الناس بسبب ما لوث به من رذائل أو أفهمه بطريقة غرائزية كما يفهمه الماديون كفرويد وغيره ، ولن استطيع أن أقدم أي فائدة لوجود الحب . وقيسي هذا على بقية الأمور. قال تعالى ( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ) إذن علينا أن نعلم ، والعلم هو إخضاع الأشياء لحسابات المنطق والشعور ، ونحاول أن نعلم ونشجع من يحاول أن يعلم بدلا من أن نقول له : "لا تخضع هذه الأمور للحسابات"  علّه أن يجد شيئا ينفعنا ، وإن لم يجد فلن يضر ما عندنا مع أننا لا نملك شيء سوى أنه عبث في الطبيعة لا ندري لماذا ! أنتِ كمن يقول : "دعنا نجهل أحسن من أن نحاول أن نعلم" ، وأنا لا أريدك أن تكوني هكذا ، وأنت تملكين هذه الروح الحوارية التي هي في الحقيقة تريد أن تعلم وإلا لما استمريتي في هذا الحوار . ألا ترين الى أي حد أن الإنسان بحاجة الى ان يعرف نفسه أكثر من أن يعرف ماحوله؟ إذن الأفضل أن نحاول أن نعرف من نحن وماذا نريد من خلال دراسة ظواهرنا السلوكية أفراداً ومجتمعات تحت ضوء القران والإحساس والمنطق والطبيعة .

اقتباس:
"أما أن تحب شخصا فظاً غليظ القلب ، فهذا أمر مستحيل"
ومن قال أنه مستحيل ، كم من زوجات كانت معاملة أزواجهم لهن قاصية وعندما تسأل ماالذي يلزمك بالبقاء معه تقر بحبها له رغم ماتقاسيه, ولا علاقة لأبناء أو مجتمع بذلك, وكم من فتيات أحببن شباب غلاظ القلب شديدي البأس, والمفارقة أن هذا ماأعجبها فيه لأنها تراه من مقومات الرجولة لديه, صحيح أتفق معك أن طبيعة البشر تميل للرفق والحنو والمحبة وتبادل ذلك مباشرة ولكن المفارقات موجودة في الحياة, لدرجة أنك تظن أن من أمامك لا يتبعون الشعور وقوانينه..!
لي عودة ثانية للموضوع..
لك تقديري واحتراماتي
الرد:
إذا كان أحبته لأجل قسوته فعليها أن تكره كل إنسان لطيف ورقيق بالمقابل ، فأنتي بذلك لا تخالفين قوانين الشعور لأنك لا تعترفين بها حتى الآن كما يبدو ، وهذا شأنك ووجهة نظرك ، وإذا كانت هذه المرأة في مثالك تحب زوجها لأجل ظلمه وقسوته وفظاظته فقط عليها أن تحب نيرون وشارون ونيتنياهو وأبو جهل وفرعون وبشار ، لأنهم أشد منه قسوة ، فيستحقون إعجابا أكثر ، ووزعوا قسوتهم على نطاق أكبر منه وليس فقط على امرأة واحدة فقط ! تأكدي لا أحد يشاركك هذا الرأي ، إذن عليك أن تبحثي بدقة أكبر . لماذا أحبته - إن كانت قد أحبته - ؟ ستجدين شيئا آخر وجدَته فيه قد لا تعرف كيف تعبر عنه ، هذا إذا اتفقنا أنها تحبه فعلا وليست صابرة لأجل أن لا تسمى (مطلقة), أو تمدحه لأجل أن لا تتشوه سمعة اولادها منه لأنها تخاف عليهم . أما أن يُحَب لأجل قسوته وظلمه وعنفه من قِبَل من يقع عليه هذا الظلم والعنف ، فهذا شيء لا يصدق منطقيا . وإذا صدقنا هذا علينا أن نصدق أن مسجونا معذبا أحب جلاده وتعشق سوطه المرن لأن الحب أعمى ولا يخضع للدراسة كما تقولين ، ونقول مثلك قد يحصل على طريقة الافتراض خارج نطاق المنطق ، وهي مغالطة عقلية تجعل المستحيل ممكنا ، كأن نقول قد يوجد من يحب أن يُهان بدلا من أن يُكرم طول الحياة ، وقد يوجد من يحب الجوع على الطعام ، وقد يوجد من تعجبه القذارة ولا تعجبه النظافة ، ومن يعجبه المرض ولا يعجبه أن يكون سليما ، وقد يوجد من يطير في الهواء بلا أجنحة ، وقد يوجد من يستطيع أن يخرق الكرة الأرضيه ويخرج من الجهة الأخرى على طريقة الاختصار َ! الانطلاق وراء الفرضيات يبعدنا عن الموضوعية والعقلانية . كل إنسان يعرف أن الظلم منفر ، فكيف يأتي شخص ويقول أن الظلم أفضل من العدل حتى لو كان عليّ ؟ بل وأُحب ذلك الظالم وأنفر من أي شخص عادل وأكرهه خصوصا معي ؟! هذا لا يوجد ولا يُعقل بنفس الوقت.

أما أن يقول يوسف عليه السلام ( رب السجن أحب ألي ) أي أن السجن أحب اليه من معاشرة امرأة جميلة ، عندما نفهم الملابسات نعرف أنه كان منطقيا ولم يخرج عن نطاق العقل ، لأن الرذيلة مكروهة في الأساس ، والمرأة تدعوه اليها ، والرذيلة قبيحة ، إذن كل ما يُنجي من الرذيلة سوف يكون جميلا والجميل محبوب ، إذان قوله ( رب السجن أحب ألي ) كان منطقيا . نعم هناك من يتمنى الموت أو ينتحر ، هذا يعني أنه يُحب الحياة في أحسن أحوالها لكنها لم تحصل ، إذن من شدة حبه للأفضل تخلى عن الواقع وصار من يراه يظن فعلا أنه يحب الموت أكثر من الحياة وهذا ليس حقيقة ، لأنه لو زالت هذه الظروف الاستثنائية لرجع يحب الحياة ويخاف من الانتحار ، إذن لم يكن فعلا يحب الانتحار لكنه مجبر عليه .

اقرأي هذا الرابط ان شئت عن قوانين الشعور التي استنتجها في مدونتي: 
وشكرا لك على المواصلة بالحوار..
--------------------------
اقتباس:
أبداا لم أقصد هذا عندما ذكرت أن الفتاة تحب الشاب دون علمه, فأمثلتك هذه تدل على قصور شديد في العقل وأظنه خبلاً أو غير واقعي أو عقلاني أن تحب شخصاً ميتاً أو عات عليه الزمن. أما من قصدت أنا فقد كنت أعني ماأقول وأكرره هناك من تحب شخصا لأسباب هي قد أعجبتها في شخصه تعشقه لحدود بعيدة ولكن ..
الرد:
واقعيا لا يوجد فرق بين الصورتين ، وكلاهما لا يمكن الحصول عليه ، والرسول صلى الله عليه وسلم ميت فهل لا نحبه ؟


اقتباس:
ولكن هو لا يعلم بذلك ولا يستطيع أحد إشتراط ذلك أبداااااا , وليت الموجودين في المنتدى يزودونا ببعض القصص الواقعية التي حدث معهم أو مع أقرباء لهم من الفتيات , ويوضحوا لك أن الحب لا ينتظر أن تسمح له أو ينتظر أن تبدأ كي يحبك الطرف الأخر .
الرد:
هل أنا قلت هذا ؟ أنا قلت لا يُحَب من لا يُحِب أو يمكن أن يُحِب ، أي عنده الإمكانية ، أي له قلب حتى لو لم يبدأ هو بالحب وبالتالي مثالك يدخل في هذا .


اقتباس:
سيدي الفاضل أنا لم أقل أبدا أن الحب فوضوياً أو يتصور لي ذلك أو لغيري, كلنا نعرف أن الحب هو أرقى المشاعر التي لا يشوبها
الخداع أو التملص أو الأغراض الخاصة ولم نقل أبدا أنه فوضوي أو عبثياً, ولا يعني أنني قلت أن يأتي من طرف واحد دون علم الأخر أي أنه عبثي, بل أراه أسمى أنواع الحب وهو الحب بصمت والتضحية بصمت

الرد:
أي شيء غير عبثي يعني أن له نظام ، و ما له نظام يمكن أن يُخضع للدراسة والحسبة . أنتي تقولين أن الحب غير عبثي وبنفس الوقت ترفضين أن يُخضع للدراسة والمقاييس ، وهذا تناقض ينبغي الانتباه له.


اقتباس:
لم يبدع الحب ويتألق إلا في ربوع وحارات وأرياف العرب ولم يعرف له قدر إلا لديهم, ولم يتغنى به وتتواثر القصص فيه إلا عند العرب فلا تظلم العرب. صحيح هناك نوع من الكتمان من طرف البنت وهذا له ظروف تحكمه, ولكن أبداااا لم يزدريه أحد أو يحسبه عاار
الرد:
كلامك صحيح أنه لم يشتهر الحب العذري عند أحد مثلما اشتهر عند العرب ، لكنه حب معاناة ومنع ، ترى ما السبب إذن إذا كان الجميع يتقبلونه ويؤمنون به ؟  لماذا كل قصص الحب العربية هي قصص حرمان ومنع ؟ أليس بسبب الخوف على السمعة والعار ؟ لماذا لم يتزوج قيس من ليلى ورفضه أهلها ؟ وغيرهما الكثير ؟


اقتباس:
أبدااا حتى الغرب حطم العديد من الحواجز لأجل الحب وعبروا القارات و لأجله وتزوج الملك من طبقة فقيرة ومتوسطة لأجل الحب, وأختلطت الأنساب بين دول العالم الغربي لأجله , فلا تظلموا أحدااا.. صحيح هم تحكمهم معيشه خاصة بقوانين خاصة بهم ولكن للحب عندهم مكانة لا تخطئها..

الرد:
أنا تكلمت عن الفكر المادي الغربي المسيطر على الساحة هناك ولا أتكلم عن الغرب كأفراد . لاحظي الأدب الغربي القديم عند شكسبير وفيكتور هيجو والكسندر دوماس بروايات مثل روميو وجولييت والفضيلة وغيرها ، وغيرهم حيث الحب في أسمى معانيه وفضائله ، و اقرأي الأدب الغربي المعاصر الواقعي حيث انحطت معاني الحب الى معاني دونية حيوانية . وانظري معنى الحب عند الفلسفة المادية المسيطرة هناك ، لن تجدي لها معنى إلا الجنس والإباحية ، حتى ممارسة الجنس يسمونها ممارسة الحب ، والاهتمام بالجسد أشهر من ان اتحدث عنه لدى الثقافة الغربية - ثقافة المادة والجسد - .
 
كان الغربيون مثل بقية الشعوب يهتمون بالعفاف ويستهجنون التبرج والتفسخ ، لكن سيطرة المادية جعلتهم مختلفين إلا ماقل ، فكيف يكون الحب العفيف في وسط ثقافة لا تعترف بالعفة أصلا ؟ وتعتبر شيوعية الجنس حق للجميع يحميه القانون شرط عدم الإكراه ؟ وفاقد الشيء لا يعطيه ، الثقافة العربية تحترم الحب العفيف أكثر من الثقافة المادية التي لا تعترف بشيء اسمه حشمة وعفاف , لكن الثقافة العربية تشبع الحب العفيف شكوكاً وظنونا وخوفا من كلام الناس ، لهذا لم يتزوج قيس من ليلى لأنه تغزل بها وهذا يفتح مجالاً لكلام الناس لأجل هذا زوجوها شخصا آخر مع أنهم يعرفون بصدق حب قيس العفيف . أما الثقافة المادية فتعتبر الحب الصادق الوفي العفيف نوعا من العقد النفسية وتقييد للحرية تبعا لأستاذهم فرويد الإباحي.

وليس كل الناس في الغرب تصدق فرويد ، لكن أنا أتكلم عن السائد وما يمثله الإعلام والثقافة ، فالمذهب الرأسمالي مثلاً هو المسيطر في الغرب ومع ذلك خرجت مئات الألوف تتظاهر ضد الرأسمالية ، ومع ذلك لا تزال مسيطرة ولا زال الغرب يوصف بالرأسمالية ، فكلامنا ليس تعميماً ، لكنه على حسب السائد ، لأن مجال التعميم ضيق جدا في أي شيء ، وإذا عمم أحد فهو ينظر الى السائد ومن باب الاختصار .

اقتباس:
حسناً أخضع الحب للقياس في شخصك أو في أحد أخر وأطلب منه أن يحب فتاة لأجل أن تحبه هي وأذكر لي ماهي نسبة التجاوب من الفتاة, بشرط أن تكون ناضجة وعاقلة لا مراهقة تفرح بمن يؤشر لها . سيدي الفاضل أبداا لن تسطيع أن تتحكم في المشاعر أو أن تحسب لها وتخطط فلا تجهد نفسك
الرد:
هذا تعميم وقطع لطريق تغيير الذات ، على كلامك إذا اشتكت فتاة أو فتى من أنهم لم يجدوا من يحبهم ليس لديك أي نصيحة لهم وستقولين لتلك الفتاة : هي هكذا وحظك هكذا ! وبما أنه لم يحبك أحد يعني أنه لن يحبك أحد مستقبلا ً ! ولا أظن هناك أكثر سلبية من هذا الرأي ، ولن تقولي مثل هذا الكلام لتلك الفتاة ، إذن ستقولين لها : غيّري من نفسك وثقي بنفسك وغيّري من أفكارك وتحلي بالأخلاق ...الخ حتى يحبك الناس ، إذن أنتي وقعتي في التحكم في الحب التي تنفينه بالكامل وناقضتي نفسك بنفسك مرة أخرى . ولماذا الناس يتجملون ويظهرون أو يتظاهرون بالفضائل ويحسنون من أشكالهم ولباسهم ؟ أليست هذه من صور التحكم في مشاعر الآخرين والتأثير بها ؟ والحب من ضمن المشاعر الإنسانية ، وكل يحاول أن يكون محبوبا ، ولو كان الأمر بلا تحكم لما أجهدوا أنفسهم .


وتقولين أدرس الموضوع لشخصك ، نعم أنا أدرسه لشخصي ولغيري ، لأن شخصي ليس من كوكب آخر ، وكل البشر من نفس واحدة ولهم شعور مشترك ، فإذا درست شعوري فكأني درست غيري ، أما قبول دراستي من قبل شخصك الكريم فهذا ليس قضيتي الأولى ، وليس شرطا أن كل ما أقوله يجب أن يقبله الجميع ، فأنت حرة في قبول ما تشاءين ولو لم تقبلي من كلامي ولا فكرة واحدة ، هذا لا يعني أنني أترك استكمال الفكرة ، الفكرة دائما أهم من مواقف الأشخاص . مع احترامي لجميع الأشخاص ، فالفكرة باقية ونحن زائلون.

اقتباس:
لم يقل أحد غير ذلك مادمت تتحرك وفق أشياء مادية قابلة للحسابات والتغيير أما أنك تقرر لقلبك أن يحب فلان وتجزم
في حساباتك أنه سوف يحبك بالمثل لا أظن ذلك
الرد:
هل الحسابات والعقل لا تعمل إلا في المجال المادي ؟!  العقل يعمل في نطاق الموجود , والحب موجود والمشاعر موجودة ، إذن هي في نطاق العقل وان لم تكن مادية كما تفضلت ، فالعقل لا يعمل في مجال المادة فقط كما تتصورين ، وستجدين أنك نفسك تتوقعين لسلوكك وسلوك غيرك النتائج مسبقا وكثيرا ما تكوني مصيبة في رأيك . إذن انت قمتي بدراسة وتقييم لجوانب معنوية ، فكيف يكون هذا حلال لك وحرام على غيرك ؟  لا شك أنكِ تقولين أن من يتكبر على الناس لن يحبوه ، وأن من يظلم الناس لا بد أن يلقى جزاءه بشكل أو بآخر ، وأن الكذاب لابد أن ينكشف ، وأن الصادق لابد أن يحترم ...الخ ، و ما هذه إلا تقنينات مسبقة نتيجة تجارب ، أي دراسة لأمور معنوية. وكثير من الناس كانوا غير محبوبين وحسّنوا أخلاقهم وسلوكهم وأصبحوا مقبولين ومحبوبين . ويستطيع أي انسان أن يتعامل مع أشخاص جدد ويكسبهم أو يخسرهم ، وهذا راجع الى طريقته في التعامل معهم .


إذن المسألة خاضعة للتحكم من خلال الذات وليس من خلال الآخرين ، أي نغير أنفسنا للأفضل فنصبح محبوبين أكثر ، وليست المسألة عشوائية ، وأكثر الكتب مبيعاً تلك الكتب التي تتكلم عن تطوير الذات ومحبة الناس وكسب الأصدقاء ، ولو لم تكن المحبة قابلة للتحكم لما وجدت الكتب هذا الإقبال .

اقتباس:

كلام عقلاني لن أجادل فيه فقط لو تجعل النقاش في الحب على مستوى البشر, لأن حب الله والخوض فيه وأن تجعله في الحياة الدنيئة لا أظن أنه مناسب
الرد:
إذا لم نحب الله في الحياة فمتى نحبه ؟! هل بعد أن نموت ؟ ولم تكن الحياة دنيئة الا بسبب قلة محبة الله .
 

أنت ترفضين كلامي السابق بحجة أنه عقلاني ، وهل العقلانية لشيء سبب لرفضه أم سبب لقبوله؟ مع أنه لم يظهر أنك تأملتي في مضمونه أو حتى فهمتيه ومع ذلك ترفضينه جملة وتفصيلا لأنه يخالف رأيك ، وهذا شأنك على كل حال وليس شأني ، فأنا يعنيني توضيح الفكرة لشخصي أولا ، ولمن أراد أن يبحث عن الحقيقة بتجريد ، فكلامي مشروح وموضح ، وكلامك عام ورافض بدون تفصيل وبدون تفلسف ، فإذا كانت تخريجي لعاطفة الحب ليس صحيحا كان عليك أن تقدمي التخريج الصحيح ، لكنك اكتفيت بالرفض فقط .

اقتباس:
والله لم أقل ذلك وأنا كما البشر أكره الجهل وابحث عن المعرفة
الرد:
حسنا ، هذا جيد ، إذا لندرس هذه العاطفة كغيرها دون حظر جوي..
 

اقتباس:
سيدي الفاضل نحن في هذه الحياة في مدرسة مفتوحة نتعلم منها في كل وقت ومن الجميع, ومهما تعلمنا لازالنا نتعلم ممن حولنا, ولا يعني هذا مقتنعون تماماً بما تعلمنا فكل شيء معرض أن يكون خطأ وقابل للتصحيح, ونحن على إستعداد لذلك فقط اقنعني
الرد:

أولا ، أعترض على تعميمك على أن كل شيء معرض أن يكون خطأ ، لأن هناك ثوابت لا تتغير ، وهناك اجتهادات ونظريات هي التي قد تتغير . فالمنطق الثابت مثلا لا يتغير ، والعلم الثابت لا يتغير .

ثم أنا حاولت أن اقنعك لكنني قوبلت بالرفض أكثر من الرد والتخريج ، واستعملت المنطق والفلسفة كي أقنعك بالعقل فرفضت ذلك لأنه عقلاني . أتمنى أن اقنعك لكن لا أعرف بأي وسيلة للإقناع غير العقل ، وأنت لو راجعت كلامي مرة أخرى وتأملت فيه فربما تقتنعين فيه ولو جزئيا ، أي تقنعي نفسك بنفسك لأن الاقتناع ينبع من الداخل ولا يُفرض فرضا من الخارج.

اقتباس:
ابداا لم اقل أحبته لقسوته بل قلت يكون قاسياً ومع هذا فهي تحبه هل ستنكر عليها هذا الحب ؟؟ هل ستقول لها أنه قاسي ويجب أن تتبعي قوانين الطبيعة وتكرهيه هو زوجها عاشرته وأنجبت منه وأحبته لصفات معينة وكانت القسوة سمة فيه مع خليط هذه الصفات. واتمنى أن تقتبس من ردي السابق ماذكرته حول هذه النقطة
الرد:
إذن نحن غير مختلفين ، وأنت لم توضحي أنها أحبته لصفات حسنة غير قسوته ، أنت أشرت الى أنها تحب شخصا قاسيا ، أي ذكرت صفات القسوة ولم تذكري غيرها ، وأنا أجبتك أنها لا يمكن أن تحبه لأنه قاسي لكن هناك مبررات أخرى . وهنا إما أننا متفقان من الأساس أو أني اقنعتك لكنك لا تحبي أن تعترفي ، وهذا غير مهم ، فالمهم أننا وصلنا الى نتيجة أن القسوة بحد ذاتها لا يُحب أحد عليها ، إذن يكون كلامي صحيحا أن الحب مبني على الفضائل ، ولا يكون أبدا مبني على الرذائل ، و إن اجتمعت فضيلة ورذيلة في شخص وأحبه أحد فسيكون بسبب الفضيلة ، وهذا هو محور فكرتي واهتمامي .


إذن الحب ليس أعمى ، بل هو مبني على الفضيلة وبالتالي له قوانين ، ويمكن أن نجعل أنفسنا محبوبين ، ويمكن وبسهولة أن نجعل أنفسنا مكروهين . إذن القضية قابلة للدراسة هذا ما أردت أن أقوله ، وأتمنى لو تشاركيني الرأي ، وحتى لو لم تشاركيني الرأي فلا يعني هذا أنني سأتخلى عنها لأني وجدته مبرَّرا ومنطقيا ولابد من تبرير أفضل حتى أغير رأيي .


اقتباس:
لم أقل ذلك ولا تقولني مالم أقل . ثم ليكن من ذكرت في قمة قسوتهم كيف تجزم أن زوجاتهم لا يحبونهم؟ ولا أظن أن قاسي في خارج بيته يكون رحيم في داخله. 
سيدي الفاضل كم سعدت بالنقاش معك ولو أنني أظن أننا أتفقنا من حيث لا ندري في جل النقاط التي ذكرت, ولكن يظل الحب من الأشياء التي ليس من السهل تعريفها أو حتى وضعها في قالب يسهل التحكم إذا كان في وجهته الصحيحة ..
لك تقديري واحتراماتي
الرد:
إما أن تكون تلك الزوجة فهمت قسوته بشكل معاكس على أنه هو المظلوم وأن الآخرين يظلمونه بحجة حماية الوطن وما الى ذلك ، أو تكون لا تحبه لكن مصلحتها في البقاء معه ويكفي أنهم رؤساء ، لكن أنها تحبه لأنه يقتل أطفالا أبرياء فهذا لا يمكن أن يكون ، لأن لها أطفال وتعرف معنى الأمومة . وبعضهن تمضي حياتها وهي تحاول أن تحبه ، وتظهر بمظهر من يحب وهي لا تحب في الحقيقة .

باختصار, الرذيلة لا يُحب أحد عليها ، حتى المجرمون يعجبهم شخصية البطل الخيّر في الروايات والأفلام ويكرهون شخصية الشرير الظالم ، هذه قوانين الشعور فماذا نفعل ؟ وهي لا تتغير لأجل إرضاء أحد ومسايرته على وجهة نظره ، فسامحيني لأني أبحث عن الحقيقة أكثر من البحث عن رضا الآخرين وإن كان يهمني ، لكن البحث عن الحقيقة هي الأهم دائما . 
وشكرا لك على التقبل وهدوء الحوار .


اقتباس:
مساءك طيب سيدي المحترم الوراق
بصراحة يعجز قلمي على الإستمرار في نقاشك ليس عناد أو تكبر مني بل الفجوة كبيرة بيني وبينك, فيبدو أنني أمام شخصية مثقفة قوية الحجة والبصيرة لا يشق لها غبار في كل الأصعدة سواء في الثقافة أو فن الحوار وصياغة مفرداته, وما أنا إلا محاورة لك بزاد قليل من الثقافة أراه لم يفي الغرض أمامك.
ومع هذا توجد بعض النقاط التي لازلت لم تقتعني بها كي أقنع بها نفسي وليست المسألة مسألة عناد أو تشبت بالرأي بقدر ما هي لنقل قناعات تكونت من واقع  نعيشه أو نشاهده أو نسمع عنه وهي طبعاً قابلة للتغير متى ما ثبت عدم صحتها, وأنا لست أبدا من المتزمتين بارئهم أو متعصبة لها بل على العكس على إستعداد أن أقولها أمام الملأ جميعاً أنا مخطئة أو أنا أعتذر أو أنت على صواب.

وهنا سأقف عند بعض من ردودك:
"واقعيا لا يوجد فرق بين الصورتين ، وكلاهما لا يمكن الحصول عليه ، والرسول صلى الله عليه وسلم ميت فهل لا نحبه ؟"
نرجع هنا لنقطة الصفر أبداا ليس هو الحب المقصود في النقاش, أجل نحن الرسول عليه الصلاة والسلام نحب أصحابه رضوان الله عليهم نحب زوجاته نحب كثيرين قد كانوا , ولكن هل هذا هو الحب المعني هل سأحب المتنبي مثلاً حب حبيب؟ أبدااا لا سأحب شعره ومنه أقول أنني أحبه ولكن ليس بالمعنى المطلوب, أما من أحبته الفتاة حب حبيب ودون علمه أو ترقباً وإنتظار لحبه وهو موجود أمامها هذا هو المقصود وهذا هو الواقع

الرد:
ماأروع هذه المقدمة التي كتبتيها في أول ردك واستعدادك لقبول الحقيقة إذا تبينت ، وأنا لا أشاركك الرأي في كلامك المتواضع عن أسلوبك وقدراتك ، أنتي محاورة ممتازة وطويلة النفس واللغة طيّعة معك الى حد كبير وتعبيراتك واضحة ولا تُشكل غموضا أو تراكما ، لكن الفرق بيننا أنك تنظرين من خلال الواقع والمجتمع وما يقول الواقع ، وأنا أنظر من داخل النفس البشرية ، وفي داخل النفس البشرية ذكرت لك أن منبع الحب واحد ، سواء من امرأة لرجل تريد أن تتزوجه ، أو حب شخصية من التاريخ ، أو حب من طرف واحد . فكلمة حب شاملة وتأخذ نوعها من موضوعها ، ولهذا نستعمل نفس الكلمة ونقول ( حب الطبيعة ، حب الوطن ، حب الحبيب ، حب الأولاد ) فلاحظي اشتراك هذه الأنواع بكلمة حب يدل على أن أصلها واحد . وهناك حب تمني ، فقد تحب فتاة شخص تعلم أنها لن تحصل عليه ، فالحب يفرض نفسه وهو مبني على الفضائل والجمال الداخلي قبل الخارجي ، وما الجمال الخارجي إلا عنوان لافت لكتاب قد يكون مضمونه يستحق وقد لا يكون كذلك ، وما الجمال إلا ظرف مناسب للحب ، فإذا لم يوجد الحب المبني على الفضيلة فلا قيمة للظرف مثل ظرف الرسالة بلا رسالة.


اقتباس:
أنت قلت "فإذا رأيت امرأة تحِب فإن الرجل قد أحبها من قبل ، فالمرأة تبحث عن من يحبها كي تحبه" وهنا شرطك كان معضلتي 
الرد:
هذا لا ينطبق على كل حال ، هذا في حالة لقاء الطرفين وانتباههما لبعض ، فإذا انتبه لها ولم يحبها أو أحست أنه أحبها ولم يبين حينها ممكن أن تحبه ، لكن إذا كان قلبه من صخر فكيف تحبه ؟ إلا على أمل أن يحبها حتى تحبه ، وحبها حينئذ يكون محاولة لتحريك المشاعر مع أن مظهرها أنها تحبه .


أنا أحاول أن أتكلم من الداخل ، لكن المُشاهد من الخارج قد لا يرى هذا التفصيل ويعتقد أنها أحبته وانتهى الأمر مع أنه لم يرى فيها شيئا يحب ، لا ننسى أن المرأة عندها كرامة وأنوثتها لا تسمح لها بأن تكون في موضع لا تُحَب فيه ، فأرجو التفريق بين محاولة ايجاد الحب والحب نفسه .

اقتباس:
أجل الحب غير عبثي أم لأنه لايكون بعلم الحبيب أو لم يكلل بالزواج نطلق عليه عبثياً ، ثم لماذا حب عنتر لعبلة لم يخضع للدراسة ألم يكن غير متكافئ؟ ولماذا حب إمرأة العزيز لسيدنا يوسف عليه السلام لم يخضع للقياس؟ أليس لأنه قد فرض الحب نفسه عليها ولم يستشرها ولم يترك لها فرصة للدراسة؟ وهي من هي إمرأة
العزيز ولو قاستها وحسبتها مانظرت له أصلاً . إذا فالحب مسئلة يصعب فك رموزها أو دراستها وإلا لماذا نشاهد العديد من القصص المؤلمة والتي لم تنتهي أليس
لأنها كانت من الأساس غير متكافأة؟ ولكن المشاعر شيء لا تستطيع وضعه تحت المجهر وتتحكم فيه
الرد:
هذا ما أردته بكلمة دراسة ، وهي أن نضع المشاعر تحت المجهر ، وليست دراسة واقعية مصلحية ظرفية بالنسبة لعنتر أو عبلة أو امرأة العزيز ، فهؤلاء ظروفهم هم أدرى بها وهم يدرسونها أو لا يدرسوها ، فالحب لا يستأذنهم ولا ينتظر نتيجة الدراسة وقرار الحب ، الحب ينتظر الفضيلة وتمكنها . فضائل يوسف أجبرت امرأة العزيز على حبه مثلما أجبرت نسوة المدينة لما شاع خبر استعصامه عن الفاحشة .


نحن نريد أن ندرس عاطفة الحب بشكل عام ولست أقصد دراسة عقلية يقدمها المحب لنفسه : هل يقبل المجتمع أم لا ؟  أنا لا أقصد أن نختار شخصاً نحسب مصالحنا منه ثم نقرر أن نحبه ، أنا ضد هذا و سميته الحب المصلحي الكاذب ، نريد أن ندرس هذا الشيء الذي لا تتحكم به عقولنا ، ولماذا يجعلنا أحيانا ننجذب لأحد لا نجده مناسبا لنا من ناحية الظروف الخارجية ، ونريده أن ينجذب لأحد يناسبنا ظاهريا ويقبله مجتمعنا لكن نعجز عن حبه .

نعم المشاعر لها نظام -وليست فوضى- يتحكم بها ذلك النظام وليس نحن . أريد أن نعرف لماذا مشاعرنا أحبت ولماذا مشاعرنا نفرت ، ولا أقصد بذلك دراسة جدوى مجتمعية أو مصلحية . نريد أن نعرف لماذا عبلة أحبت عنتر مع أنه كان عبداً استعبده والده من أم حبشية ؟ مالذي جعلها تغيّر رأيها فيه ؟ إنها الفضيلة , فهي عرفت أن عنتر شجاع وشاعر ، والأهم من هذا أن قلبه يعرف الحب ولم ينسها وهو في معمعة القتال, ويقول:
ولقد ذكرتك والرماح نواهل - مني وبيض الهند تقطر من دمي
فوددت تقبيل السيوف لأنها - لمعت كبارق ثغرك المتبسم .
فكل هذا ولم ينجذب شعورها اليه ؟! ودعينا من عقلها الذي قد يرفض لأجل المجتمع ، لقد وجدت نفسها تحبه مع أنه يبدو غير مناسب بالنظرة الخارجية للأمور . ولهذا قلت لك نستطيع أن نفرض حبنا على الآخرين لكن ليس بالأوامر والغصب بل بانقيادنا للفضائل على طريق الله ، سوف تعمل قوانين الطبيعة وتجعل شعورهم يميل الينا بأي وضع كان رغما عنهم , وعلى حسب احترامهم لشعورهم تكون قوة الانجذاب ، فالحب لا يستأذن عقولنا ولا يخضع لمواصفاتنا ، لكنه يخضع لمواصفات شعورية تدور حول الفضائل .

اقتباس:
ولماذا لا تعطي أمثلة إلا من الماضي لماذا لا تستدل بحال شباب العرب اليوم من منهم لا يتزوج دون حب الأن, طبعا مع الفارق في بيئة كل واحد منهم ولكن لنعمم فلا فرق بين من يسكن اليمن ومن يسكن لبنان أو مصر أو ليبيا أو تونس, الجميع صار يحب ويتزوج  والبعض كانت لهم قصص رائعة وتكللت بالزواج
الرد:
نعم و أنت قلت البعض ، بينما البعض الآخر حُرموا بسبب الحب وكأنه أصبح ذنبا وهذا حصل معي أنا شخصيا ، وأنا أعيش في هذا الزمن العربي ، رفضوا الزواج لأنهم اكتشفوا الحب العفيف السابق للزواج ، ولو لم يكتشفوه لما رفضوه ، فكأنه عيب شرعي .

اقتباس:
أتفق مع ما ذكرت وأعترف أنني لست ملمة كثيراً بكتابات وأرآء فلاسفة الغرب وأطروحاتهم وحتى ثقافتهم غير ما نسمع فقط عنهم. ولكن أختلف في جزئية قيس وليلى لأن الماضي لا يصلح للإستدلال به في عصرنا هذاا كثيراااا ولاتستدل لي هنا بعصر صدر الإسلام لتقول أن الماضي هو دروس للحاظر فهناك جزئيات لا تصلح بالفعل لذلك وهذا المثال من ضمنها
الرد:
في هذه النقطة أنا اعترض بشدة لأن الشعور الإنساني لا يتغير ولا يتطور ، فعاطفة الحب في هذا الزمن هي عاطفة الحب زمن الفراعنة وليس صدر الإسلام فقط . وبإمكانك الرجوع للأثريات القديمة من كتابات الفراعنة والبابليين وغيرهم ، سوف تجدين أن المشاعر والعواطف والعقل هي نفسها ، ويصلح حكمهم لزماننا وحكمنا لزمانهم رغم الاختلاف الحضاري الكبير وكأنه لم يمر زمن . حتى أنهم وجدوا في قبر احدى الملكات السومريات ادوات زينتها تتكون من الكحل وأحمر شفاه ومشط وباقة من الورد وكأن لا زمن بيننا يصل الى 7000 سنة .


الإنسان هو الإنسان ، والحب هو الحب ، لاحظي أننا نردد أشعارا في الحب قيلت قبل 1000 سنه وأكثر ، ويتغنى بها المغنون في هذا الزمن ويطرب لها العشاق ، وربما تنزل دموعهم ، استمعي الى فيروز وهي تشدو بقصيدة جميلة قالها شاعر بدوي في صدر الإسلام هو الصمة القشيري:
بروحي تلك الأرض ما أطيب الربا ** وما أحسن المصطاف والمتربعا 
وأذكر أيام الحمى ثم أنثني ** على كبدي من خشية أن تصدعا
وليست عشيات الحمى برواجع ** اليك ولكن خلي عينيك تدمعا
كأنا خلقنا للنوى وكأنما ** حرام على الأيام أن نتجمعا

هل تلاحظي فيها مايعيبها ويمنعها أن تصلح لزماننا ؟
الإنسان هو الإنسان في أي لغة وبلد وزمن ، وعلينا أن نعظم المشاعر الإنسانية ونحترمها و ماينتج عنها من آداب وفنون لأنها لنا وتخاطب انسانيتنا ، وندرسها أكثر من دراستنا للماديات لأنها تمثل ذواتنا ، بينما الماديات تمثل اجسادنا ، وذواتنا أهم من اجسادنا . ولو أن الإنسانية اعترفت بالإنسانية لحلت أكثر المشاكل اللاإنسانية ، و لاقتربت أكثر من طريق الحق الذي هو طريق الله.

اقتباس:
وهل حب الناس أو احترامهم كحب الحبيب؟ أنت تسطيع أن تفعل ماتشاء تلبس تهذب نفسك تتظاهر بالفضائل لكي يحبك الناس هذا لا جدال فيه, ولكن هل يستطيع أحد الإكتفاء بذلك لأجل أن يحبه شخصاً حباً من نوع أخر؟
هذه هي النقطة التي بيننا لا تستطيع أن تروض نفسك وتدرس وتخطط لها كي تحب شخصا أخر حب حبيب أو تأمل أن يحبك هو أيضاً
الرد:
الحبيب من الناس أيضا ، ويؤثر فيه ما يؤثر فيهم . فهل عندما نظهر بمظهر غير جميل ولا نظيف في لباسنا أو غيره هل هذا سيساعد الحبيب على حبنا أم لا ؟ إذا كنا أوفياء وصادقين وواضحين وأخلاقيين ، ألا يؤثر هذا في الحبيب أو غيره ؟  تذكري أن الحب قائم على الفضائل أصلا وليس ضربة حظ ،. أعطيك مثالا : أكثر المحبوبين يكثر حولهم المحبون ، هذا يشير الى أن الفضيلة تجمع القلوب ، فيوسف عليه السلام لم تحبه امرأة العزيز فقط ، بل أي امرأة عرفته أو رأته سوف تحبه بغض النظر عن الاستجابة للحب.

اقتباس:
أقصد بدراسة الموضوع لشخصك أو لغيرك بأن يحاول أحد منكم أن يخطط وينفذ ويحب من يشاء وينظر للنتائج هل الطرف الأخر قابل أن يتجاوب وان يحب ولو كانت لا تربطكم به علاقة ما
الرد:
التخطيط الذي أقصده غير الذي تقصدينه ، أنتي تقصدين التخطيط العقلي وأنا أقصد التخطيط الشعوري ، كثير من الزوجات تشتكي من فشلها في كسب قلب زوجها ، وتقول أنها غيّرت كل شيء في المنزل وغيرت من لبسها ولون شعرها ..الخ دون فائدة ، لكنها لم تغير ما في نفسها ، والقران يقول ( ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)..

اقتباس:
أجل موجودة ولكنها لا تخضع للقياااس ولا أستطيع أن أقول أنني اليوم أحب فلاناً وأكره فلاناً أو بالأصح سأحب أو سأكره
الرد:
نعم ، كلام سليم ، لكت إذا غيرنا أخلاقنا ونظرتنا للناس والأشياء تغيّر موقفهم منا ، بما في ذلك الحبيب . لاحظي أن الحب لا يدوم مع المكر والغدر والخيانة ، لماذا ذهب مع أنه موجود ؟ إذن ذهب بنظام وجا بنظام ، جاء بالوفاء والصدق وذهب بالغدر والخيانة ، وهذه أشياء يمكن دراستها بسهولة .

إذن كلما تكون أخلاقنا سيئة لن نُحَب ، وكلما زادت أخلاقنا كلما زادت محبتنا ، وهذه معادلة واضحة . إنا أقصد التخطيط المعنوي وليس المادي ، نعم يأتي المادي لكن خادم للمعنوي وليس العكس ، فنحن نهتم للمظهر بعد أن جودنا المخبر ، لا أن نجعل المخبر والأخلاق خادمة للمظهر المادي والمصالح التي نفترضها ، لأننا سنكون منافقين ، نظهر المحبة والأخلاق لأجل الحصول على منفعة مادية او اجتماعية !

اقتباس:
وهل كل هذه الحدة في الرد ناتجة من كلمة عقلاني !!!أنت من فهم المقصد في غير محله. أما تخريجي ولن أقول الصحيح لعاطفة الحب بل ماأقتنع به فقد كررته مراراً أن عاطفة الحب تصدر من الجميع من الوالدين من الأخوة من الحبيب من الأصدقاء من الزملاء من الوسط المحيط بك, وهي لا تخضع للدراسة فالوالد يحب كثيراً أحيانا أحد أبناءه ليس لميزة فيه بل حب وكفى والأهل يحبون أحد الأحفاد ليس لميزة فيه ولا لتخطيط بل هو حب وكفى. وكذلك حب الفتاة للشاب هو عاطفة لم تستطع السيطرة عليها تختلف عن حب الأخرين أحياناً في الشخص الغير المناسب لها ولا إلى أهلها ولا تطمح في المقابل بالمثل ولكنها أحبته وكفى فالحب لا يخضع لاللقياس ولا إلى التخطيط.
حقيقة لم أشأ التعليق على كل ما ذكرت لأنني بالفعل قد إقتنعت بجله وفهمت ما المغزى الذي تطمح أن أقتنع به وقد كان.
أشكر لك سيدي الفاضل رحابة صدرك وحسن أدبك وتقبلك ماتراه أنه عناد من ردودي وتحملك عناء الرد على ذلك.
كان لي الفخر بحوارك وأعتذر إن حدث من صياغتي لبعض المفردات ماتراه أنه لم يقع موقع حسناً عندك فأنا بالفعل لم أقصد الإساءة أبداا وإنما سيكون خطأ في إستخدام
اللفظ ليس إلا.
لك تقديري واحتراماتي

الرد:
اقتناعك بجل الموضوع يستحق الإجلال ، لكن مازالت الفكرة المركزية لم تقتنعي بها ، وهي قضية ( حب وكفى ). أنا لا تكفيني كلمة حب وكفى ، أنا أريد أن أفهم لماذا أحبت الأسرة هذا الولد من بين أخوته ، ولماذا أحب يعقوب يوسف أكثر من أخوته ؟ ولماذا أحب المعلم ذلك التلميذ من بين بقية التلاميذ ؟ بل لماذا أحببت هذه الزهرة من بين كل الزهور ؟ وهكذا .. ، في بحث فلسفي طويل لكنه شيّق .
وشكرا لك على كل ما كتبتيه واستفدت من حوارك كثيرا ، وأنا غير غاضب منك كما قد تتصورين ، بل اشكرك على اتاحة الفرصة لهذا الحوار المفيد .

-------------------------------------------------

منتديات سما البريمي:
اقتباس:
Fox:
1- الانوثة في حقيقتها سالبة ، والرجولة موجبة
2- ستجد رجلا واحدا تحبه الكثيرات
3- الحب قائم على الفضائل وليس على الاشكال
4- العقل ليس هو قاضي محكمة الحب .. بل القلب
5- من يطالبك بالقيام له و تقبيل راسه ويديه لاظهار الاحترام ، لا يجعلك تحترمه في داخلك
6- ما اجمل السلوك المرتبط بالمشاعر الحقيقية دون تكلف و رسميات لان الحب والاحترام لا ياتي في اجواء تسلطية 
الوارق , نثرت حروفك فـ أبدعت
وأجبرتني لأعادة القرأه مرات ومرات ومرات
لأستخلص ما أقتبس أعلاه
لك كل الود

الرد:
شكرا لك على التلخيص الواضح, و اسمح لي أن استعملها كتغريدات على صفحتي على التويتر.

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق