الخميس، 20 سبتمبر 2012

رداً على تعليق في موضوع: رأي حول معنى الأنوثة


رداً على تعليق زائر (غير معرف) في موضوع : رأي حول معنى الأنوثة  ..



تريد أن تقول أيها الأنثى كوني سلبية وضعيفة و امتصي الصدمات حتى تكوني أنثى و جميلة؟ قديم هذا الأسلوب مع احترامي.

نعم، نحن نحارب "تشييء المرأة في الغرب و الشرق"، فلدينا يغطونها أكثر من اللازم لأنهم يرونها كجسد، و هناك يعرونها أكثر من اللازم لأنهم يرونها جسد أيضا.

لكن الحرية الغربية تتميز بكونها أعطت كامل الخيار للمرأة، لهذا هناك نرى المرأة العاملة و العالمة و الواثقة جنبا إلى جنب مع الرجل، تبقى مع الرجل من منطلق حب لا من منطلق حاجة و ضعف، و بهذا يكون الحب أسمى و أكمل و أبلغ !

الرد:
والحب أليس حاجة؟ وهل هناك حب بدون أي حاجة ولا حتى نفسية؟؟! وهنا رجعنا للأنوثة في الحب والرجولة، فلابد أن تكون الأنثى أنثى في الحب والذكر ذكراً ، والأنوثة تعني التحمل وامتصاص الصدمات والفهم بإحساس هادئ وصامت .. وهذا معنى الأنوثة ، وليس الخضوع بالقوة كما تريدين أن تفهمي ، فالمرأة إذا أحبت خضعت وهذه هي فطرتها ، فالمرأة ليست رجلاً ، والثقافة الغربية تغتال الأنوثة لأنها تخالف الطبيعة فهي أفكار ماديين رأسماليين من أهل السوق يهمهم مصلحتهم ، وأفكارهم الاجتماعية فاشلة ومدمرة .

وأنا وضحت لك السلب المقصود ، وتعلمين أن الصبر قوة ، والصبر سلب وهو قوة ، وهذا مثال على قوة السلب ، التحمل قوة ، ولم يفز متسابق إلا بشدة تحمله أكثر من إيجابيته ، والمصارع ينتصر بجلده وصبره على الألم أكثر من ضرباته التي ليس شرطاً أن تكون ناجحة ومسددة ، لهذا القرآن حث المجاهدين في سبيله على الصبر وليس على الشجاعة ، ومن هنا نفهم قوة السلب وبالتالي نفهم قوة المرأة! فالله يقول { وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ } ولم يقل (تشجعوا) .

وبالنسبة للرجل فلا يوجد رجل حسب فهمي تعجبه المرأة المستقلة التي تشبه الرجل ، أي أن الثقافة الغربية ضد الطبيعة ، وأقبح عيوب المرأة هو صفة النشوز على شريكها ، وما النشوز إلا استقلالية وهجوم ونكد وطول لسان ومساواة كاملة  ، وهنا يطيب الفراق أحسن من الاجتماع لأنها صارت مثل زميل الغرفة (roommate ) بل أسوأ .

وإن قلت أنها تعطي برضاها فإن عطاءها هو ما تحدثنا عنه من حنان وتضحية وتحمل وإحساس فنكون عدنا إلى موضوعنا . لا مناص للمرأة عن أنوثتها ، وكل إناء بما فيه ينضح ، فإناء المرأة ينضح عطراً وحباً وصبراً وسلاماً وهدوءاً ، ولهذا تراد المرأة ، وبدون هذا لا يريدها رجل ، اربطي فهم المرأة دائماً بالأمومة ، وكل طفل ماذا ينتظر من أمه إلا هذه الصفات : الحب- التحمل- المتابعة- الاهتمام- الحنان- العطف ، وما الرجل إلا طفل كبير ، فالرجل نفس الشيء يريد من زوجته ولا يطالبها بشيء لا تعرفه ولا يجيدها إلا هي ، ومن هنا نفهم سخافة التوجه الغربي لترجيل المرأة ، والذي تفرضه وسائل الإعلام مع الأسف وتغسل به الأدمغة .

فعلى المرأة أن تكافح حتى لا تكون رجلاً ؛ لأن المحافظة على الأنوثة المعنوية ليس بشيء سهل في هذا الزمان ، فالمطلوب أن تكون امرأة فيها من الرجل ، لا أن تكون رجلاً فيه من المرأة شكلها ، وبعض النساء ترى الأنوثة عيباً وذنباً وتكافح حنانها ألا يظهر ، فالمرأة المسترجلة لا هي بالرجل ولا بالمرأة ، مثل الغراب الذي أراد تقليد مشي الحمامة فنسي مشيته ولم يستطع أن يمشي كالحمامة !

أما عن الظلم والقهر والغصب والتسلط الأهوج والتحكم بدون مشاورة فهذا أكثر شيء أرفضه من الرجل ، وحينها لا يستحق أنوثتها ولا يستحق تضحية إذا فقد الأمل في فهمه . وكذلك الرجل في داخله أب وتفهمه المرأة من خلال الأبوة .

الله يأمر بالعدل ويأمر  بالفطرة أيضاً ، ويجب أن يكون فهمنا للموضوع متوازناً بين العدل والفطرة ، ولا نكون عادلين إذا ظلمنا الفطرة ، ولا عادلين إذا ظلمنا المرأة كإنسان أو ظلمناها كأنثى وهما شيئان مختلفان ، فالمرأة إنسان وبنفس الوقت أنثى ، والرجل إنسان وبنفس الوقت ذكر ، وعلى الرجل أن يكون إنساناً ثم يكون ذكراً ، وعلى المرأة أن تكون إنساناً ثم تكون أنثى ، حتى يستفيد كل من الآخر ، وعندما يكونان متشابهين فلن يكون أحد بحاجة إلى الآخر ..

 التساوي لا يعني أي حاجة ، والقيادة لا تكون لمتساويين ، قال تعالى {الرجال قوامون على النساء} والقوامة لا تعني التسلط وذل المرأة وإهانتها ، فهذا الموضوع داخل في الظلم المحرم على الرجل والمرأة ، بل تعني الآية القيام بها ، ولاحظ {قوامون} تشير إلى القيام والحركة والإيجاب والرعاية ، وليست تعني القهر والتسلط والإذلال؛ لأن هذا اسمه تعذيب وليس قوامة ، ومن هنا تسقط الفكرة الغربية في المساواة بين الرجل والمرأة.
أما العادات والتقاليد والظواهر الاجتماعية فليست موضوع نقاشنا .




و بسبب النظرة السلبية نحو الأنوثة للأسف لدينا- المرأة مظلومة عندنا... طالما كانت و ستزال هكذا طالما وجدت هذه النظرة، و طالما لم تحترم المرأة نفسها ككيان مستقل، ليس عن الرجل فقط، بل عن كل شيء آخر. و كذلك يفعل الرجل. النزعة الفردانية هي أساس الإبداع و التقدم. الصورة النمطية عن الغرب أنه متفكك و و.. نظرة قديمة. فزواجاتهم أطول عمرا و ترابطا و نجاحا منها عندنا.

ارفعوا وصايتكم الذكورية المقيتة عن تحديد الصحيح من الخاطيء للمرأة و ما يجب أن تكون عليه، كما تكرهون ذلك لأنفسكم!!


الرد :
أنا أحاول أن أرفع الوصاية الغربية عن المرأة التي اغتالت أنوثتها وحولتها إلى رجل يكحل عينيه وتهتز أردافه على الشواطئ !
 ومن قال لك أن الفردانية هي سبب الإبداع؟؟ فالفردانية سبب الأمراض النفسية والشعور بالوحدة وحمل عبء الحياة على كتفين أعزلين ، وهي باب الانتحار الواسع.

الإنسان مخلوق اجتماعي وليس فردانياً ، وهذه من الأفكار الغربية الخبيثة التي سببت تفكك المجتمع وحولت الناس إلى آحاد ، والتفرق يُذهب الريح ويُضعف ، الفردانية تعني اللا انتماء والشعور بالغربة والوحشة بين الناس الفردانيين ، والإبداع بحاجة إلى أمان نفسي ومحبة وتقارب مع الآخرين وتلاقح في الأفكار، الفردانية تعني الأنانية المقيتة وأن الإنسان لا يفكر إلا بنفسه وليس مسؤولاً إلا عن نفسه .

أما عن الزواجات بالغرب فليس أنا من يقول بل هم من يتكلمون ، ثم أين الزواجات في الغرب أصلاً؟؟ إذا كان نصف سكان الدول الإسكندنافية من أبناء الزنا بالإحصاءات الرسمية، وتراجع عدد الزيجات بشكل حاد ، هذا غير الخيانة الزوجية المتعارف عليها في الزيجات طويلة العمر التي تقولين عنها ، فتكون للرجل زوجة واحدة وسبع عشيقات ، وفضائح رؤسائهم خير دليل على وضعهم الاجتماعي المشبع بالخيانة الزوجية ، هذا غير أن الزوجة بدورها لها أصدقاء! والسؤال: لماذا يطول الزواج وهو بهذه الحال؟؟!
ولا نعمم على الجميع فهناك من هم على دينهم وأخلاقهم وهم ضد التيار السائد الذي يريده كبار أصحاب المصالح ولا نقول المفكرين ، لأنه لا يوجد مفكرين حقيقيين في الغرب إلا ما ندر ولم يشتهروا ، فكلهم أتباع لأقطاب المؤامرة الكبرى التي تدور رحاها على إنسانية الإنسان وأخلاقه ودينه، وسلاحهم الأول هو المرأة بحجة تحريرها وكأنها مسجونة في زنزانة ، والعجيب أن من ينادي بتحريرها هم الرجال وليس النساء!! فلم تقم ثورة واحدة للنساء إلا وراءها مئات من الرجال في الخفاء، إنها ثورة الرجال لتحرير المرأة (ثورة الذئاب لتحرير الخراف ذات اللحم الشهي!)

 إذاً اتباع الهوى والفردانية يدمر الزواج ويمحوه بالكامل ، وسيأتي زمان لن توجد فيه فكرة الزواج بالغرب إن استمروا في قبول الأفكار الخبيثة التي تشاع بينهم من قبل وسائل الإعلام المملوكة لأفراد يهمهم مصالحهم ومصالح أموالهم .

أنا أقدم تحريراً للمرأة الغربية قبل الشرقية إذا فهمتِ ما أتحدث عنه وأدور حوله ، فتحرير المرأة هو بإعادتها إلى أنوثتها المسلوبة ، لا توجد فكرة واحدة عن الإنسان والمجتمع بالثقافة الغربية تستحق التقدير والاحترام فضلاً عن موضوع المرأة الذين يشتكون هم منه أنفسهم ، فالغرب ليس جنة الدنيا كما تتخيلين ، كنا نظن أنهم ينعمون بالرخاء الاقتصادي والسعادة حتى انطلقت مظاهرات (وول ستريت) في ألف مدية غربية تشتكي آلامها وديونها واستغلال الرأسمالية لهم وتحويلهم إلى عبيد يعملون 12 ساعة يومياً ليغطوا ديونهم بملاحقة سلع ومتع يومية، وهذا ما سيكون في بقية العالم إذا لم ينتبهوا ويعودوا إلى ربهم فلا نجاة إلا بالقرآن وتعاليمه حتى لو لم يكونوا مسلمين، وقد قمعوا هذه المظاهرات بأسلوب كشفت عن حقيقة الأسياد هناك وكشفت إنسانيتهم وديموقراطيتهم المزعومة .
ينبغي إعادة النظر ومراجعة القناعات المأخوذة من الإعلام المتأثر بالغرب تلقائياً ، حتى لا نكون ضحية للإعلام .

لا تتحرر المرأة حتى تستعيد فطرتها وأنوثتها وإلا فهي خاضعة سواء للقمع أو لاستغلال جسدها وتصويره شبه عاري على المنتجات الرأسمالية .
أنا من طالب بأن لا يُنظر إلى المراة كجسد بل إلى أنوثة معنوية وعقل إنساني ، وأنت تطالبين بالنموذج الغربي الذي ينظر إليها كجسد عارٍ مقابل من ينظرون إليها كجسد يجب تغطيته فقط . أنا طالبت بإنسانية المرأة وفطرتها ، وأنت تطالبين باتباع أفكار الغرب المادية التي دمرت الأسرة والمرأة والمجتمع وأفقدت الأطفال حنان الأمومة ودفء الأسرة ، وحولتهم إلى ماديين يفتقرون لقيمة الحياة المعنوية وتربيهم المؤسسات التجارية للحضانة .

وشكراً للمداخلة .

هناك تعليقان (2) :

  1. مرحبا ..
    أستطيع الاتّفاق مع جلّ ما تقوله ولكن لديّ تساؤل ..
    لماذا حين تُفسّر معنى الأنوثة لا بدّ أن تلحقها بمعنى الأنوثة بالنّسبة للرجل أو بالنّسبة للطفل ؟
    على سبيل المثال أنت تقول :
    " وبالنسبة للرجل فلا يوجد رجل حسب فهمي تعجبه المرأة المستقلة التي تشبه الرجل "
    فهل يمكنني عند تعريف الذّكورة أو الرّجولة أن ألجئ إلى رغبات النّساء وأجعلها حكمًا على هذا التّعريف؟
    أنا أقدّس الأمومة، أقدّس العلاقة الزّوجيّة، أقدّس الحنان والامتصاص والرّغبة الّتي تسكنني باحتواء الرّجل الّذي أحبّه إلى حدّ أنّني أشعر وكأنّني أريد ولادته من جديد وأريد أن أصبح أمًّا له من فيض حناني .. أحبّ هذا كلّه، ولكنّي لا أعرّف نفسي بناءً على علاقتي به .

    أنا أيضًا لديّ وظيفتي وهواياتي وأحلامي وأفكاري وعملي، أحصل على مالي الخاصّ وأساند عائلتي، وأحبّ إذا ما تزوّجتُ أن أساهم مع زوجي في الأعباء المادّية، أشعر وكأنّ نظرتك إلى الأنوثة تختصر هذا كلّه وتستلبه مقابل علاقة المرأة بالرّجل فلماذا؟ .

    تنتقد الاستقلاليّة بعنف شديد، ماذا لو أنّ الله لم يكتب لي العيش مع رجل حتّى لو رغبت بذلك؟ هل أظلّ مكسورة لا قيمة لي؟ هل أحتاج إلى رجل كي أكون أنثى أصلاً؟ ألا يمكنني الإنطلاق والعيش وتحقيق طموحات خاصّة؟

    لا أحبّ التّجربة الغربيّة أبدًا، لكنّي أفضّل العيش في مجتمع يسمح لي بمواجهة الحياة على العيش في مجتمع لا أستطيع الحياة فيه طالما أنّني لم أعثر على الرّجل المناسب :)

    ردحذف
    الردود

    1. مرحبا بك وشكرا على تعليقك ومشاركتك.. وقد وضعت ردي على تعليقك في موضوع مستقل هذا رابطه http://alwarraq0.blogspot.com/2013/08/blog-post_24.html

      حذف