الأربعاء، 19 سبتمبر 2012

نقد لأفكار كارل بوبر (2)

# رد على اقتباس من مقال نافذة على فلسفة كارل بوبر ، لـ د. توفيق السيف

"قدم بوبر نظرية هامة في فلسفة العلم تبدأ بنقد منهج الاستقراء الذي يقوم في صورته المبسطة على ملاحظة العناصر المشتركة بين الامثلة الواقعية وصياغة قاعدة عامة وصفية بناء على تلك المشتركات. رأى بوبر ان ملاحظة الواقع ليست بسيطة : حين ترى شيئا فانك لا تستعمل عينك فقط ، العين هي مجرد اداة لنقل المشهد الخارجي الى منصة فرز وتصنيف في داخل عقلك. هذه المنصة هي اداة فهم للاشياء تتشكل على ضوء ثقافتك السابقة وتوقعاتك وفهمك لنفسك ولمحيطك. ولهذا فان الوصف الذي تعطيه لذلك الشيء يتضمن – بصورة صريحة او ضمنية – حكما عليه. ومن هنا فان ما قرر الباحث انه عنصر اشتراك بين الاشياء هو في حقيقة الامر حكمه الخاص عليها ، وهو حكم قد يحكي الواقع وقد يجافيه."

الرد:

هذا منهج للبحث وليس نتيجة نهائية ، وإذا لم يعتمد الانسان على حواسه وعقله فعلى ماذا يريده ان يعتمد ؟ وهل العلم الذي يستفيد بوبر من معطياته ، قام على منهج بوبر ام على منهج الاستقراء ؟  

"يعتقد بوبر ان البحث العلمي في كل مراحله هو سلسلة من المشكلات الذهنية او الواقعية التي يجري تجريب الحلول عليها بشكل تدريجي. ما نسميه حلا او تفسيرا او نظرية هو في واقع الامر تجربة او مرحلة من مراحل تطور الفكرة وليس نهايتها. الباحثون في العلوم لا يختلفون في عملهم عن سائر الناس . اولئك مثل هؤلاء ، يتبعون نفس الطريق التجريبي في التعامل مع المشكلات التي يواجهونها . تبدأ العملية بتحديد المشكلة ، وهذا يقود الى بروز العديد من الحلول المحتملة ، التي تخضع للمقارنة بغرض استبعاد الاحتمالات الاضعف . ما ينتج عن هذه العملية هو احتمال اقوى وليس حلا نهائيا او حقيقة صريحة . سياتي اشخاص اخرون ويكتشفون بعض العيوب في تلك النتيجة ، ويقترحون حلا ارقى ، اي اقل عيوبا. وهكذا تستمر العملية ولا تتوقف ابدا."

هو هنا يفتح الباب على مصراعيه له ولأصحابه ليعدلوا في نظرياتهم عندما تواجههم مشكلة ، فعينه تراقب الايديولجية وليست تراقب العلم .
   
من هنا فان البحث العلمي لا يستهدف اثبات حقائق نهائية ، وهو على اي حال لا يستطيع بلوغ هذه المرتبة مهما حاول . هدف البحث العلمي هو تقديم حلول مؤقتة كل منها يمثل احتمالا افضل في وقته.

اذن ما زلنا في خدمة الاليديولوجية وليس في خدمة العلم ، ولاحظ انه قدم حقيقة ثابتة بان العلم لا يهدف الى ايجاد حقائق نهائية . ولماذا قال انه لا يمكن ان يصل لحقائق نهائية ؟ ولاحظ المغالطة في كلمة "نهائية" بدلا من "دائمة" .. نحن نريد حقائق دائمة حتى ولو لم تكن نهائية ، لانه لا يمكن الوصول الى نهاية العلم في شيء . فاستعمل لنا كلمة "نهائية" بدلا من دائمة ، وهذا يكون التلاعب في الالفاظ لاهداف ايديولوجية . لاننا سنقول : نعم لن يمكننا الوصول الى حقائق نهائية . نحن نريد حقائق ، وعرف اننا لا يمكن ان نصل الى النهاية .

وكلمة علم لا تعني حلول ، فقد تكون الحلول معلومة او غير معلومة. العلم يعني معرفة ، حتى ولو لم تحل مشاكل .    

وضع بوبر معيارا للتمييز بين ما يعتبره علميا او غير علمي ، اثار الكثير من الجدل ، فحواه ان القابلية للتفنيد هي ما يميز العلمي عن غير العلمي. النظريات التي لا يمكن دحضها او تفنيدها ليست علما.

ماذا تكون اذن ؟ وماذا يسميها ؟ وهل البشرية تريد الا هذه الحقائق ؟ اما بوبر فماذا يريد ؟ نعم نريد هذه الحقائق التي لا يمكن دحضها ، والا فما فائدة المجهود العلمي ؟  

يجب ان تكون الفكرة قابلة للتفنيد كي توصف بانها علمية.

لاحظ انه يمهد ليعرف العلم بالنظريات ، وليس بالحقائق الثابتة ، بوبر يريد ان تح النظريات محل العلم الثابت ، اي يريد الزائف بدلا من الحقيقي ، والمشكوك فيه بدلا من المتيقن منه . من الذي يضطر الى كره الحقيقة ومخالفتها ؟ القارئ يعرف بلا شك .

كل معلومة قابلة إما للاختبار أو الاستدلال, وإلا ما فائدة العقل؟ لو تقول أنك تسكن في الجزيرة العربية في منطقة فيها ثلوج طول العام, هنا سأكذبك مع أني لم أزور كل مكان في الجزيرة العربية, لكني أعرف المنطق وأعرف الجغرافيا. العقل واستدلالاته يحل محل التجربة, فنحن لا نستطيع أن نجرب كل شيء. والأمور الأهم بحياة الناس غير قابلة للتجريب العلمي المادي أًصلا, مثل وجود إله ومثل المحبة و الصداقة والوفاء والمشاعر والسعادة..إلخ, أي أن أهم الأشياء في الحياة غير علمية, إذن ما فائدة العلم؟! هذا تقليل لشأن العلم من قبل بوبر! والعلم نفسه يسيره العقل وليس مجنونا يجرب كل شيء ويعيد تجاربه آلاف وملايين المرات! كل شيء له طرق استدلالاته, هناك شيء بالمختبر وشيء بالعقل وشيء بالشعور والإحساس..إلخ.

والدين ليس خارجا عن نطاق إمكانية الاختبار حتى يقول بوبر أنه زائف, فما يدعيه القرآن كله قابل للاختبار أو الاستدلال, بل حتى والتجريب في ما يتعلق بالإنسان وسعادته وحياته. القرآن مثلا يقول أن من أعرض عن ذكر الله سيعيش في ضنك, وهاهم الملحون والماديون هم أكثر الناس انتحارا والأكثر بحثا عن الترفيه والإدمان لتعويض ناقص السعادة الداخلية وللتسلية. ويدعي القرآن أنه هو الطريق الوحيد لطمأنينة الإنسان, وهذا شيء قابل للتجريب. ويدعي أن الحكمة في طريق الله, ويدعي أن الكفار قلوبهم قاسية ... إلخ من الادعاءات التي يمكن اختبارها والاستدلال عليها .

بل نحن نعد القرآن أساس العلم والحضارة –بما فيها الغربية- التي إلى يومنا مدينة للقرآن الذي وجه العقول إلى الطرق السليمة, فلولا القرآن لاستمر النظر إلى الأرض على أنها مسطحة وأن النجوم عبارة ثقوب من عالم المثل, بينما المسلمون من فهمهم للقرآن تصوروا أن الأرض كروية وأنها تمر مر السحاب, وهذا كثير في كتب التراث الإسلامي, بل وتدور أيضا وتسبح بالفلك. و كوبرنيكوس وديكارت وغيرهم اقتبسوا من مخطوطات المسلمين في الأديرة, فكوبرنيوس استقى من مخطوطة ابن الشاطر التي فيها نص نظرية كوبرنيكوس, وديكارت حتى خطوطه على الكلمات المهمة في كتاب الغزالي عن الشك واليقين لا زالت موجودة, وهكذا بقية مؤسسي الحضارة الغربية, أغلبهم سراق وقراصنة كنوز دون ذكر المراجع. هذه المعلومة الأساسية عن الفلك والطبيعة –دوران الأرض وكرويتها- هي أساس العلم الحديث, و جاءت من القرآن. في الوقت الذي كانت أوروبا تؤمن بنظرية بطليموس أن الأرض مربعة كان المسلمون يرسمون خطوط الطول ودوائر العرض بأمر من الخليفة في بغداد! وهذه المعلومة عن الأرض والفلك ليست مما ترجمه المسلمون من غيرهم لأن العالم كله كان يؤمن بما يشبه نظرية بطليموس.

كل شيء موجود أو يقال أنه موجود هو قابل للاختبار, لكن كل شيء له أساليب إثباته والتي تختلف عن بعضها, لأن الإنسان قسمين مادي ومعنوي وليس كله مادي حتى تدخله المختبر, والقرآن يسمي الحكماء والمؤمنين بالعلماء أي عندهم علم مع أنهم لم يجربوا بالبراغيث والفئران. كي تطمئن لوفاء صديقك لا تحتاج أن تدخله في مختبر وتعمل له تحليل دم! عندك عقلك وإحساسك وهي مختبرات بحد ذاتها, والبشر يعتمدون عليها ومنهم بوبر في حياته اليومية وليس عندما يكتب!

نحن نصدق بوجود ريتشارد قلب الأسد مثلا كحقيقة ثابتة وعلمية, بالرغم من أنه قديم جدا ولا نستطيع أن نعيد الماضي لنتأكد من وجوده, لكن الكل اتفق على وجوده, فهو موجود بتاريخ المسلمين وتاريخ الألمان وتاريخ الفرنسيين..إلخ, فهو كوجود ثابت ولا مصلحة لأحد من الكذب فيه.  

بوبر بكلامه هذا ألغى كل العلوم الإنسانية, وصاروا يلصقون أنفسهم بكلمة علم بينما هي علوم زائفة من وجهة نظر بوبر. بل هو ألغى النظريات المادية التي هو يؤمن بها مثل التطور, وقال أن الداروينية ليست نظرية علمية لأنها غير قابلة للدحض, لكنه استدرك بعدها وتراجع عن كلامه مع أن فكرته تنطبق عليها! وكأنه استجاب لضغوط الأيديولوجية الملحدة . ما هو الدليل على أن الحياة بدأت من خلية في مستنقع؟ أليست نظرية غير قابلة للدحض والتكرار والتجربة؟ بوبر في نظرية التطور والعلوم التاريخية لجأ للأدلة العقلية واعتبرها أدلة, لكن في موضوع الإيمان بالله لا يعتبر الأدلة العقلية, لماذا لا يقبل بها رغم قوتها الصارخة؟! هاهو يقبل بأدلة التطور "العقلية" مع أنها بلا مشاهدة وبلا أي مختبر! هذا مقياس بمكيالين.

كلما ازدادت العناصر القابلة للتفنيد في النظرية كانت اقرب الى العلمية والعكس بالعكس. بناء على هذا المعيار قرر بوبر ان المادية التاريخية التي تعتبر من اعمدة النظرية الماركسية ليست علما لانها لا تحوي عناصر قابلة للتفنيد. كذلك الامر بالنسبة لنظرية فرويد المشهورة في التحليل النفسي.
غير العلمي يمكن ان يكون ايديولوجيا او ايمانا او ميتافيزيقا او انطباعا شخصيا ، اي – في العموم- شيء تؤمن به لانك تريد ذلك ، بغض النظر عن قابليته للاثبات والتجربة او عدمها. هذا المعيار ، الذي يبدو غريبا بعض الشيء ، ينطلق من اعتقاد بوبر بان العلم ليس اكتشافا واحدا ، بل هو سلسلة من الكشوف التي لا تتوقف . يتوقف العلم اذا توصلنا الى الحقيقة النهائية ، لكن هذا مستحيل بالنسبة للانسان . نحن نسعى للتعلم والبحث لا ننا لا نعرف الحقيقة الكاملة والنهائية ، ولو وصلنا الى هذه الغاية لما عاد الانسان محتاجا الى العلم ، وهذا من الاحتمالات المستحيلة. 

اذن ما فائدة العلم اذا لم يكن هدفه الوصول الى الحقيقة المطلقة ؟ 

يخلص بوبر من وراء هذه التحليل الى ان النظرية التي نعارضها قد لا تكون "خطأ" في الحقيقة ، بل هي احد الاحتمالات ، وان ردنا عليها هو احتمال آخر. سلسلة الاحتمالات هذه هي خط متصاعد يتطور من خلاله العلم وتتسع المعرفة. كل احتمال هو مرحلة ، ليس بالضرورة خطأ وليس بالضرورة صحيحا. هي في كل الاحوال احتمالات ومراحل تطور. نحن نستفيد من الفكرة التي نعتبرها خاطئة بقدر استفادتنا من الفكرة التي نعتبرها صحيحة.  فالاولى مثل الثانية تفتح اعيننا على بدائل وخيارات مختلفة عنها.

الان بوبر يضع الخطأ بنفس درجة الصواب ، فهل يؤيده جاهل فضلا عن ان يكون عالم ؟ متى كانت قيمة الخطأ هي نفس قيمة الصواب الا في راس بوبر ؟ انه يسوق ويمهد لتحل النظريات الخرافية بجانب العلم وتجلس معه لكي تسقطه وتجلس في مكانه . هذا الطرح يشبه ان تقول : قيمة الفضيلة بنفس قيمة الرذيلة ، بحجة انه لولا الرذيلة لما عرفنا الفضيلة ! لاحظ اننا اعطينا الرذيلة قيمتها لانها دلتنا على الفضيلة ، اذن القيمة للفضيلة التي نبحث عنها ، وهذا ينطبق على موازاته للخطأ والصواب ، ويقول : لولا الخطأ لما عرفنا الصواب ، اذن الصواب اثمن من الخطأ ، اذن لماذا يوازي بينهما لو لم يكن له هدف لدعم الخطأ ؟ وهذا نفس ان تقول قيمة الشيطان هي قيمة الله ، فهما وجهان لعملة واحدة كما يقولون ، ولولا الشيطان ما عرفت الله !! انه تلاعب لفظي لدعم الجانب السيء ، وإكسابه قيمة ليست له .   
...

هناك 4 تعليقات :

  1. انت مريض نفسي

    ردحذف
  2. ما علاقة الرزيلة بالعلم.. النسق القيمي غير المواد التي تجرى عليها الفحص والدحض
    هذه اشكالية يقع فيها انصاف المتعلمين
    وبوبر بنظريته قابلة التكذيب حدد مهمة الاستقراء وبكل تواضع ذكر انها لا تؤدي الى حقيقة مطلقة وبها كشف العلم الحقيقي عن الزائف
    سيدي الكريم لا تتحدث في شيء قبل ان تستوعبه والا عرضت نفسك للاهانة والسخرية

    ردحذف
    الردود
    1. لا مشكلة عندي في ان اتعرض للاهانة والسخرية ، فقد تعودتها من ذوي الكمال العلمي الذين يهربون في الاخير ، ويضحك كثيرا من يضحك اخيرا، لكن فهّمنا .

      أليس من الجائز أنك انت ايضا لم تفهم كلامي ؟ أليس من الجائز أن تفهم كلام بوبر بل تحفظه، بينما كلامي لا يستحق أن تتأمله ؟ كل هذا جائز كاحتمالات ما دمنا فيها .

      لاحظ اول نقد لك يكشف عن سذاجة عقلية، لانك تنتقد مثال، المثال لا يُنتقد ، بل يُنتقد من خلال تشابهه فقط. هل درست منطق ولو قليلا ؟

      المثل مفتوح، سواء قيمي او غير قيمي، لأن المثل يعتمد على التشابه في صور معينة وليس في كل الصور. هل لاحظت أنك لم تفهم ما أكتبه ؟ أنت لطشت الشكل القيمي ولم تفهم تطابق المثل، انت في وضعك هذا مثل لو يُضرب مثلا لأحد ينقل كتب العلم وهو لا يفقهها بالحمار يحمل اسفارا، فيعتبرها شتيمة. مع أنه مجرد مثل مطابق. ويتسائل ما علاقة الحمار بموضوعنا ، كما تفضلت.

      بوبر لا يرتبط بالحقيقة، بل لا يعتبرها موجودة، بل همه افضل الاحتمالات التي تحل المشكلة في الوقت الحاضر ، همه الزمن الحاضر ، أي علماني ، وهذا تمييع للعلم، فالزمن عند بوبر هو الذي يحدد علمية الشيء وليس التجربة والمنطق والبرهان، بينما هدف العلم هو الحقيقة التي لا تُدحض بالتكذيب والبحث عنها، بل تقف بنفسها وتدافع عن نفسها، مثل 1+1=2 ، هيا خطّئها وضع فيها احتمالات خاطئة. هل رايت ان الرجل يتضايق من المنهج العلمي ويريد ان يكون هناك فسحة لحشو النظريات التي تفسّر الكون وتغني عن وجود اله وحشرها في مريلة العلم زورا وبهتانا؟

      هكذا يمهد الملاحدة لحرف العلم عن مساره المنضبط المجرّب الغير قابل للتكذيب الى مجالات قابلة للتكذيب من خلال النظريات التي تصب في حوض ايديولوجيا الالحاد. و واقع العلم يشهد بهذا الانحراف، والمستقبل أسوأ.

      واضح ان بوبر يتهرب من قوة الحقيقة، ويغالط عندما يقول لا يمكن الوصول الى معرفة حقيقية .. لا بل يمكن، لكن الذي لا يمكن هو أن تُعرف كل حقائق الشيء، من هنا لعب لعبته. لأن الإنسان ما اوتي من العلم الا قليلا كما قال الله، فما اوتيه علم حقيقي من العلم المجرب والخاضع للمنطق، ولكن ليس كاملا ولا شاملا. بوبر بدّل كلمة كامل بكلمة حقيقي، حتى يشكك في ثبوتية العلم، وإذا كان العلم كله غير ثابت وقابل للتشكيك و زمني، حينها ليأخذ الدجالون وسَحَرَة الالفاظ والمختبرات ومزوّري الأحافير راحتهم في خداع الجماهير بإسم العلم.

      ثم ما قيمة هذا العلم البوبري الذي يقول عنه انه غير ثابت على الاطلاق ؟ اصلا قيمة العلم في ثبوته، فإذا فقد الثبوت لم يعد علما ، بل اصبح خيالا علميا، لماذا يتعلم الناس الرياضيات والهندسة والكيمياء والكهرباء الخ؟ أليس لأنها ثابتة وقابلة للتجريب ؟ ولا تخدعهم ابدا حتى لو مضت ازمان وازمان عليها ؟ هل قانون الطفو مثلا مؤقت وسوف يزول في الزمان القادم ؟ أو ان الجاذبية ستتوقف بعد 200 سنة ؟ مثل هذا كأن شعاره : صدّقني ما دمتُ حيا ، وإذا متّ فلها ألف حل.

      أنا بينت لك دوافع بوبر، عليك ان تبين الميزات لمثل طرح بوبر، وهل هذا في خدمة العلم ام لا. ومن يحترم العلم اكثر أنا ام بوبر، هل يحترم اكثر الذي لا يقبل الا بمنطق وتجريب وأدلة، أم الذي يعتبره احتمالات سادت في مرحلة ثم بادت ولا توجد حقيقة دائمة ويمشي على الثقة والشهرة ؟ فكّر قليلا ، أيّنا من يحترم العلم اكثر ؟ بغضّ النظر عن الشهرة والاعلام، لأن صاحب العقل الكبير يتخطى هذا الحاجز ويقول الحقيقة حتى لو من مغمور ضد مشهور ، أتمنى أن تكون شجاعا .. شكرا لك .

      حذف