الخميس، 13 سبتمبر 2012

حول شبهة ضرب المرأة في القران .. (جواب على @Je__blanc و رد على ارشاد منجي (مؤلفة كتاب الخلل في الاسلام) ) ..



@Je__blanc

السلام عليكم سيدي الوراق..قرأت في مدونتك موضوع عن ردود على كاتبه افغانيه تنتقد القرآن..ما اثار اشمئزازي هو تبريرك لضرب المرأه..فلا اعتقد شخصيا ان المرأه يجب ان تضرب..الآيه واضربوهن لم يقنعني تفسيرها وشخصيا لا اعرف النحو كي افسرها بنفسي..لكن الا تعتقد ان تفسيرها قد يكون هو الهجر الكلي؟ فالرسول لم يضرب زوجاته وبذلك لم يلتزم بالآيه اذا كان مقصدها الضرب الجسدي وهو قد اختلف معهم..الامر الآخر ذكرك للنشوز وانه سبب لضرب المرأه وهو سيطرة المرأه واستعلائها..مالمشكله اذا كانت المرأه مسيطره؟ لماذا تعامل بأنها يجب ان يُسيطر عليهاوالا فهي ناشز؟ حقيقتا لست مقتنعه بوضع المرأه في الاسلام سابقا من خلال احاديث وقد كنت اقول الأحاديث قد تكون مدسوسه لكن الآن لست مقتنعه بالآيات المحدده لوضع المرأه..فهل يعقل ان الله سيأمر بالعنف وضرب المرأه وان كان العنف غير مبرح؟ هو يعتبر تعنيف ايضا ومهين ولا اظن ان كرامتي ستسمح لي بتقبل الضرب حتى وان كان غير مبرح وحتى لو كنت غير مخطئه..فما يراه الرجل خطأ قد اراه صحيح..من اعطى الحق للرجل لمحاولة تقويمي على طريقته هو ونظرته والزامي بها او نصحي ثم هجري ثم ضربي؟ هل يعقل ان تكون الحياه الزوجيه بدون تقبل لي ان رآني مخطئه وحتى ان كان خطأي هو رغبتي بالحريه الشخصيه او السيطره والسلطه مالخطأ ان كان ما افعله يفيد اسرتي وقد تكون قراراتي هي الصحيحه..هذا الامر يعطي الاحقيه للرجل بأن يضرب زوجته اذا خرجت عن امره ورأيه ولا اعتقد هذا من تفضيل للمرأه ولكيانها فهي ليست جاريه لزوجها..حقيقة قالت لي زميله ان القرآن كلام إلاهي لكن قد يكون حُرّف فيه لأنه لا يناسب هذا الزمان سواء احكامه الاجتماعيه او الاكتشافات العلميه..وبالمناسبه انا مؤمنه ومسلمه ومازلت لكني اتشكك احيانا بسبب هذه الحجج اللتي اراها غير منطقيه..فالمرأه اليوم في الغرب يُدافع عنها ضد تعنيفها ونأتي نحن اللذين نقول الاسلام لكل زمان ومكان ونعنفها..لا اعتقد ان هذا من رحمة الله فضرب المرأه جارح جدا ولأنك رجل قد لا تفهم ذلك..اتمنى ان تفيدني فأنا لا اناقش بل اسأل ماستشكل علي وعندي ثقه بأن ترد علي..واتمنى ان لا ترد على قضيه انسانيه بشكل منطقي فضرب المرأه لا انساني..شكرا


الرد :

شكرا على تساؤلك الذي استشف منه بحثك عن الحقيقة والرغبة في المعرفة ، والحمد لله انك لا تزالين مسلمة وان كانت الكثير من الشكوك والشبهات تدور حول رأسك ، و أنا لا ألومك لأنها دارت حول رأسي مثلك ، لكن البحث عن الحقيقة لوحدها دون التأثر بالمؤثرات الحضارية والإعلامية هو الذي ينجي ..

لاحظت أنك ترددين كلمات : ( في زماننا ، في الغرب ، الإنسانية ، حقوق المرأة .. ) ، مثل هذه المؤثرات لا تجعل الباحث عن الحقيقة في صفاء ذهني ، لان هذه عبارة عن صيحات ناتجة من ايديولوجيات تريد ان تغير في الواقع لاجل مصالح معينة وليس لاجل الحقيقة ، والا كان عليها ان تصيح بإسم الحقائق كلها ..

على الباحث أن يبعد أية مؤثرات ، خصوصا مؤثرات عصره الذي يعيش فيه ، لأن كل أهل زمان كانوا يعتقدون أن زمانهم و قيمه هي المرجع وهي الأفضل ، و هذا ما نسميه التجرد في البحث من المؤثرات العصرانية الضبابية ..

أنتي قلتي انك لا تريدين تبريرا منطقيا ، إذن أي تبرير سيقنعك إذا كان المنطق لا يقنعك !! و ليس سوى المنطق الا اللا منطق ، ولا أظنك تقتنعين باللامنطق .. و هذا أحد الخطأين الذين وقعتي فيهما ، و الثاني أنك اعتبرتي النشوز هو المخالفة في وجهة النظر ، والتي قد تكون صحيحة ، و طبعا ليس هذا هو المقصود .. إذ لا يمكن التطابق في وجهات النظر بين اثنين 100% ، فضلا عن أن يكون بين رجل وامرأة ..

و الإسلام لا يلزم الناس باعتناق الإسلام بالقوة ، فضلا عن ان يلزم أحدا بوجهة نظر معينة .. إن النشوز هو مخالفة المعروف وعمل المنكر الذي يقر الجميع بأنه منكر ، إذن هي مسألة أخلاقية وليست مسألة وجهة نظر أو حتى إدارة ؛ فقد تدير المرأة الرجل ، لكن المهم هو إدارة بالمعروف ام بالمنكر ؟؟

الحكمة ضالة المؤمن سواء كانت عنده أو عند زوجته .. تخيلي امرأة يلاحظ زوجها حركات مريبة لها ، و لها اهتمام برجال آخرين مثلا ، أو تهمل واجباتها في المنزل أو تهمل اطفالها أو تسبب المشاكل و تفسد الأُسر بالغيبة والنميمة ، وزوجها ينصحها ويعظها ويذكرها ، وهي تقول : انت تريد ان تجبرني على رايك ! مع ان هذا ليس رايه ، هذا راي الاخلاق . وعظها وناقشها ولم يجد الا العناد ، مع انه يقول حقا ، وتتهرب وتتملص وتكذب ، هجرها في فراشه ، والهجر يتطلب مدة زمنية ، ومع ذلك مصرة على اخطائها ، فهل في رأيك الافضل في هذه الحالة ان يطلقها ويشتت الاسرة فيكون هذا الحل مرضي وانساني بالنسبة لك ؟ بينما هي تعاني من بعض الغرور وعدم التركيز على كلامه ؟ ولو ضربها ضربا غير مبرح لانتبهت الى خطورة سلوكها ، وعرفت ان هذا السلوك سيدمر اسرتها ، بدليل ان زوجها ضربها عليه لاول مرة ، أي عاقبها ، والعقاب دائما يعطي للسلوك قيمة ، ويبرزه الى حيز التركيز اذا لم ينفع التفهيم والوعظ والهجر ..

لاحظي ان هذه الحالة لا تكون مع أي امرأة ، ان تلك المرأة سوف تكون ثقيلة احساس وبطيئة فهم وتحركها انانيتها ، اذن هي آثمة والعقاب ليس دائما ضرر ، ففي حالات كثيرة وناس كثر ، هو المنبه الوحيد لهم على اخطائهم ، لانه ليس كل انسان يفهم ويحس ويتصور الكلام الذي يقال له ويميز من تلقاء نفسه ، سيكون ضرب المراة فضيعا اذا وجه لامراة حساسة وذكية وعاقلة ، وتستوعب الكلام الذي يقال لها وتتصوره ، وتعرف كيف تميز بين الخطأ والصواب ، ولماذا المرأة بالذات ؟ كل القوانين في العالم تشتمل على شيء اسمه عقاب ، يختلف بالعقاب الجسدي او المالي او الادبي الخ .. وما السجن الا عقاب جسدي ونفسي ،

فإما ان تكوني ضد فكرة العقاب البدني بالكامل وسوف تكون دعواك صعبة على الجميع وليس فقط المرأة ، لان الرجل انسان ايضا ، فكيف تسمحين بضرب الرجل ولا تسمحين بضرب المرأة ؟ او تكونين تسمحين بالعقاب لكن ليس على المرأة ! وهذا ليس بعدالة ، بحجة ان المراة رقيقة وعصرية الخ !

فكرة الانسانية ليست مضادة لفكرة العقاب ، كثير من الناس يشكرون العقوبات يشكرون العقوبات التي وجهت لهم في فترة من الفترات ، لانها نبهتهم الى حجم الخطا الذي مارسوه ، وكثير من الشباب والمراهقين لانه صفع على وجهه مرة ، عدل سلوكا كان سيتطور الى خطر كبير قد يودي بحياته ، فتكون هذه الصفعة ثمينة اذا جاءت في وقتها المناسب ، انتي ربما تفعلين هذا مع الاطفال ، هل تستطيعين ان تربي اطفالا او تدرسي في مدرسة اطفال دون استعمال العقاب البدني ابدا ؟ هذا من الصعب ، لان هناك اطفال يحتاجون الى هزة تنبههم ،

دائما المكان السليم للعقاب البدني مثل ما وضعه القرآن أن يكون الخيار الأخير ، الخطأ هو ان يوضع العقاب في الاول ، وهذا سلوك غير انساني ، ولو تطورت الانسانية لتبنت هذا المبدأ القرآني : تأجيل العقاب حتى استنفاد كل الفرص ، وعلى حق ايضا ، وليس بالمزاج ، اذن نشترط للعقاب شروط ثلاثة : ان يكون على حق ومعروف ، وان يكون اخر الحلول .. وان يكون غير مبرح ولا جائر ..

ان تقديم العقاب يعني تفضيل لاسلوب الترهيب على الترغيب ، واسلوب الترغيب مفيد وبناء وانساني ، سوف ينجرح كل انسان عومل بالعقاب والترهيب قبل الترغيب . لكن اذا اخذ الترغيب والتنبيه والاقناع ثم عوقب ، تأكدي انه سوف لن ينجرح نفسيا ، وهذا يثبت لنا الحالات والقصص الكثيرة التي تعدل فيها سلوك الشخص بعد ان رأى العقاب ، احدهم يشتكي من زوجته وسلاطة لسانها ، وتطاولها عليه ، صفعها مرة واحدة بعد ان هجرها عدة اشهر ، وتكلم معها الكثير من الجلسات والنقاش ، فأخذ سلوكها يتغير نحو الافضل ، وكأنها اعترفت برجولته لاول مرة التي كانت تطعن فيها من قبل ، وتتصوره خائفا منها ، وصارت تحترم الفاظها وهي تتكلم ، لا بد انها في داخلها تشكر تلك الصفعة ، لانها صارت تحبه من بعدها ، وكأنها كانت من قبل تستقل شأنه ، وتتصور انه جبان ، هذه القصة حقيقية ، بل انا من اشار بتلك الصفعة !! فكانت صفعة ذهبية جعلت حياتهما افضل من قبل ، والعجيب انها لم تشعر كما تتصورين بالاهانة والذل والانكسار والتسلط ، لماذا ؟ لانها استنفد كل الحلول السابقة ، ولم يبق عذر لشعورها حتى يغضب ، لكن تصوري انه ضربها فجأة ، سكيون هذا سلوكا مهينا ، بدون نصح ولا تنبيه ولا محاولات ولا هجر ،

هذا الاسلوب علينا ان نتبناه حتى في تربية الاولاد ، المقياس هو ثقل الاحساس ، ولا بحتاج للعقاب الا من ثقل احساسه وتصوره حتى ينتبه ، اذن فكرة العقاب في اساسها فكرة تنبيهية لا انتقامية وليس القصد منها الاهانة ، لهذا غضب الرسول عليه الصلاة والسلام عندما عاقب الصحابي شارب الخمر وسمع بعض الصحابة يتلفظ عليه بالفاظ سيئة ، فقال لهم : دعوه ولا تعينوا الشيطان عليه ، فما علمته الا يحب الله ورسوله .

العقاب تنبيه وليس انتقام ، وعقاب التنبيه - وهذه مفارقة قد لا تصدقينها - يحرك الشعور ويجذب المحبة ، القران واقعي وليس خيالي طوباوي كالافكار التي يرددها الغرب عن الانسانية بينما هم يعاقبون الناس بالقنابل الذرية رجالا ونساء وحيوانات ونباتات !!

منهج القران ليس منهجا طوباويا ، علينا ان ندخل في التفاصيل دائما ، ففكرة ضرب امرأة تتصورينها امرا فظيعا ، لانك تتصورين امرأة مسالمة لم تفعل شيئا ، وتضرب لأتفه الاسباب !! هذا كلٌ يستنكره وليس من الاخلاق ، حتى لو كان ضرب رجل ، وفكرة عدم ضرب احد ولا عقاب احد ، هذه فكرة في الجنة ويستحقها اهل الجنة ، وما دام الشر موجود فالعقاب يجب ان يكون موجود ، لكن حتى العقاب له اخلاق يجب ان تراعى ..

حتى بعض المدرسين يستغرب من الطلاب وهم يطالبونه بالعقاب ! بل بالضرب ! حتى يرتاحون من الازعاج ! هذه الافكار القادمة من الغرب ، قادمة بشكل ضبابي وطوباوي وغير مطبق حقيقة في واقعهم لو دققنا ، انها افكار دعائية القصد منها محاربة الدين والدعوة لتحرير المراة من القيود الاخلاقية والحشمة الخ .. حتى يفسح المجال للسيطرة الراسمالية .. وهذا تناقض بين دعوة عدم ضرب المراة ، ودعوة المساواة بالرجل ، كبقية افكارهم المادية المتناقضة التي لا تعيش الا لوحدها ، حيث لا يمكن جمع فكرتين في كأس واحد .

الافكار عندهم مثل اوراق اللعب ، في الموضع المناسب يستخدم الورقة المناسبة ، لكن اوراق اللعب لا تستعمل كلها دفعة واحدة حتى لا ينكشف التناقض ، للمراة حرية ان تنزع من لباسها ما تشاء ، ولكن ليس لها حرية ان تلبس وتتحجب كما تشاء .. اما القران فيتعامل مباشرة مع النفس البشرية ،

وقلتي ان كلامي السابق في الرد على ارشاد منجي غير منجي وغير مقنع ، مع انك لم تردي عليه ولم تبيني الخطأ فيه ، وقلتي انك لا تعرفي النحو حتى تفسري الآية ، بينما لا علاقة للنحو بالتفسير ، ومع ذلك حاولتي ان تفسري الاية بان الضرب الغير مبرح هو الهجر الكلي !! وهذا معنى وذلك معنى آخر ، وهذا لفظ وذاك لفظ اخر ، واللغة واحدة ، بالتالي لا يمكن تفسير الضرب الغير مبرح بالهجر الكلي ، خصوصا انه ذكر الهجر في الاية قبل الضرب ، اما كون الرسول لم يضرب زوجاته ، وبالتالي لم يلتزم بالآية ، اولا : لماذا يضربهن وهو لم ير منهن نشوزا ؟ قد تقولين ايضا : لماذا لم يجلدهن والقرآن يقول بجلد المراة الزانية ؟ زوجاته لم يزنين ! فهل يضربهن بدون ذنب ؟ ليس كل ما في القرآن يجب ان يطبقه الرسول على حياته الخاصة ، اذا لم تتوفر نفس الشروط ،

وكون الرسول لم يضربهن رغم اختلافه معهن ، هذا دليل يثبت تفسيري للنشوز ، بانه ليس مجرد الاختلاف في الراي ، النشوز هو في الاختلاف على الاهداف كونها اخلاقية او غير اخلاقية ، وهذا لم يحدث من زوجات الرسول ، انما كان الاختلاف على الطريقة وليس على الغاية ، والاسلام يفسح حرية الراي والتعبير ،

اما تبريرك لاخطاء أي امراة تخطئ بانها مسألة حرية شخصية ن فهذا التبرير غير كافي ، اذن كلٌ يخطئ ويسيء ويحتج بالحرية الشخصية ، ثم لا ننسى ان المراة شريكة لحياة الرجل ، وهي قبلت هذه الشراكة ، أي ان حريتها لم تعد مثل ما كانت قبل الزواج ، حين كانت مسؤولة عن نفسها فقط ، الان بعد الزواج اصبح مسؤولة ايضا عن كرامة زوجها وسمعته ، واستقرار بيتها وخدمته ، قرار الزواج ليس بالامر السهل ، ولم يجبرها احد على الزواج ما دامت تحب حريتها الشخصية دون ان تراعي مشاعر من ارتبطت به ،

هذا الزوج لن يضره سلوكها قبل ان يتزوج بها ، لكن سلوك زوجته بعد الزواج يضره او ينفعه ، وكذلك الامر بالنسبة للزوجة ، يجب ان نستبعد الافكار التشويهية التي تقدم ضد القرآن وندرس الامر بحيادية لانه يجب ان تعرفي ان للقرآن اعداء ، يريدون له التشويه ويبذلون كل ما يستطيعون لاجل ذلك ، سواء في الغرب او الشرق ، بل هناك من يفرح على المسلمين ويعمل لنشر الطائفية بينهم ، فالغرب لا تقوده الملائكة كما تتصورين ، هم فككوا المجتمع الغربي من خلال المراة ، ويريدون ان يفعلوا ذلك مع المجتمع المسلم ، ليس بكاء على المراة بقدر ما هو بكاء على مصالحهم ..

لقد حولوا المراة في الغرب الى دمية يعرضون عليها سلعهم ، ونزعوا لباسها ليتفرجوا على جسمها ، ونزعوا عنها غيرة الرجل ووفاؤه لها ، فاصبحت تشعر بالضياع والتفكك الاسري ، ولا نقول ان هذا حال كل الناس في الغرب ولكن نتكلم عن السائد وما يدعى اليه ، ويجب الا نكون ضحية للشعارات البراقة ، بل انني اشعر بالخوف من كل شعار يروج له في الاعلام في أي مكان ، واعرف ان من وراءه مؤامرة ، حتى لو كان سليما في ظاهره ، وهذا لا يعني انني اعادي الانسانية ، بل انا اموت حبا فيها ، لكن لا اريد ان يستغل عقلي .. واريد ان اقتنع بنفسي لا بمؤثرات ودعايات ،

اذن حريتنا الشخصية لا تكون على حساب كرامة من ننتسب اليهم ، ولا تكون على حساب الفضائل والحقائق والاخلاق ، الحرية الحقيقية هي الحرية من الخطأ ومن الظلم ، وليست الحرية بانتهاك الخطأ ،

اما كلامك عن القران وانه غير مناسب لزماننا ، فلماذا زماننا هو المقياس ؟ لماذا لا يكون زماننا غير مناسب للقرآن ويجب ان يعدل من حاله ؟ اذا كان الزمان هو المقياس فعلى أي ثابت ان يتحول الى هذا المقياس ، وهل نحن نضمن ان كل ما في زماننا هو الحق المطلق حتى نقيس عليه كل شيء ؟ لا تنسي ان اهل الازمنة السابقة قالوا مثل هذا التمجيد لزمانهم ، بينما من جاء بعدهم ينتقدهم ، المقياس هو الحق ، والحق ثابت ، والزمن متغير والحضارة متغيرة ،

ونقدك لاحكام القرآن الاجتماعية على اساس زماننا ، يجب ان تقدمي له مبرر منطقي عدا كلمة عصرنا وزماننا الذي هو عصر الغرب وبالذات الفلسفة المادية المسيطرة على الغرب والعالم والتي يسيطر عليها تجار الذهب الكبار ، ويملكون وسائل اعلامه ..اعطيني بديلا مقنعا افضل من احكام القران الاجتماعية وسأكون معك ، لكن لا تحيليني على الغرب كمقياس ، لانهم هم بانفسهم يشتكون من سوء اوضاعهم الاجتماعية ، دعيك من كلامي ، ويشتكون من تفكك الاسرة وضعف الروابط الاجتماعية ، وهم الاكثر امراضا نفسية وانتحارا في العالم بموجب الاحصاءات . وه ل من حاله هذه يصلح ان يكون مقياسا ؟

اما عن تصادم القرآن مع العلم فهذا وهم كبير ، يشيعه الملاحدة ، ولا يصمدون لاثباته ، بل الواقع ان القران يتفق مع العلم الصحيح وليس مع الفرضيات النابعة من ايديولوجية ، كالتطور وغيرها . واقرأي في الاعجاز العلمي للقرآن لتجدي العجائب ، واقرأي عن العلماء الذين اسلموا بسبب اية وموقف علمي ،

انتي تقولين ان الغرب يدافع عن المراة ضد تعنيفها ، هذا كلام مبهم ، لم يذكر فيه هل هي مخطئة ام لا ، نعم تعنيف أي احد وهو لم يخطئ ظلم ، كأنك تقولين : دعوا المراة تفعل ما تشاء وتقول ما تشاء حقا او باطلا لانها امراة ! وجنس لطيف ! هل هذا هو المطلوب ؟ وهل هذا منطقي واخلاقي ؟ وهل هذا فيه مساواة في الحقوق والواجبات ؟ القران احترم المراة وساواها بالرجل في الاجر وفي العقوبة ، وهذه الدعوة تردي الا تساوى المراة في العقوبة ، وكونها لا تساوى في العقوبة يعني انتقاص لها ، لاحظي عمن تـُسقط العقوبة عادة ؟ ستجديها بسبب نقص ، فالمجنون لا يعاقب لانه ناقص عقل ، فهل تريد المرأة الا تـُعاقب لانها ناقصة ؟ ناقصة ماذا ؟

وهل يصلح المجتمع ونصفه لا يعاقب اذا اخطأ ؟ بل لا ينبه الى خطئه حتى لا ينجرح شعوره ؟ واذا كانت المراة المخطئة حساسة على نفسها ، فلماذا لم تحس بغيرها وقد سببت الاما لهم بسلوكاتها ؟ علينا ان نبحث عن الحقيقة كلها وليس احدى اوراق اللعب فقط . وانا لا اشك في انك تبحثين عن الحقيقة ، ولا اقصدك انتي باللعب ، ولكن اقصد اللاعبين الكبار الذي يرفعون ورقة المراة متى شاءوا وحقوق الانسان متى شاءوا والسلام الدولي متى شاءوا ، وحقوق العمال متى شاءوا و حقوق الاصدقاء متى شاءوا .. الخ

علينا الا نأخذ الشعارات مغلفة ، بل نفهمها من داخلها ، ما معنى كلمة انسانية ؟ الانسانية لا تعني مجرد النعومة والتدليع فقط ، كلمة انسانية تعني كل ميزة في الانسان عن الحيوان ، ومن ضمنها العقل ، اذن الانسانية ليست ضد العقل والمنطق ، لأنك طلبتي مني ردا انسانيا وليس عقليا ،

وضرب المراة الناشز كما ترين مليء بالمحددات ، فمن الظلم ان نقول ان القرآن ينادي بضرب المرأة ،هذا سيكون عملا تشويهيا ، فالاسلام دعا الى حسن معاملة المراة ومساواتها بالحقوق والواجبات ، لكن هذه حالة خاصة جدا ليس من العدالة تعميمها بالشكل الدعائي ، فاذا فصلت احدى الشركات احد موظفيها ، لتهاونه في العمل ، لا يصلح ان نقول ان تلك الشركة تنادي بفصل أي موظفق لادنى خطأ .. سيكون هذا عمل دعائي مضاد ، اما ان هناك من يضربون زوجاتهم لاتفه الاسباب او يحتقرونهن الخ ، فيجب الا ينسب هذا الى القرآن ، لان هناك مؤثرات اخرى ، وليس كل مسلم يسير بموجب تعاليم القرآن حتى نحاكم القرآن من خلال اتباعه .

وازيدك من الشعر بيتا ، ان احدى الاحصاءات لعدة دول عربية ، اثبتت اغلبية النساء اللائي يضربن ازواجهن ! وهن مسلمات ! فهل القرآن امرهن بضرب الرجال ؟

انا لا اطالبك بان تقتنعي بكلامي فهذا راجع الى تأملك ، لكن من حقي اذا خطّئتي كلامي ان توضحي الخطأ وتستبدليه بالصواب ، بشكل مفصل كما طرحته انا بشكل مفصّل ، والا فسأعتبر عدم قبولك له حرية شخصية وليس لأنه خطأ . وشكرا على ثقتك وسؤالك وأتمنى لك من الله الافضل والهداية على بصيرة و وعي ، فليس خطأ ان نتشكك ، ولكن الخطأ الا نتحرك .

***

هناك 4 تعليقات :

  1. أضيف أن هناك بحوث علميه تثبت أن بعض النساء تحب الضرب من زوجها بل تتمتع به وكأنه شئ فطرى فيها .. وشئ أخر إذا إعتبرنا أن مليارات البشر التى تشتهد المصارعه الحره المؤذيه نوعا ما وكلها ضرب فى ضرب فانها تتقبل هذا الضرب ولاتعتبره إهانة مثلآ .. فماهو الفرق هنا .. سيقولون لك ضرب المرأه إهانة وذاك رياضه ولكنه كلام ليس مقنع ... فى الغرب يضربون بعضهم لأتفه الأسباب ويتقبلون هذا وهو جزء معروف من ثقافتهم ولا أحد ينتقده مثلآ ... وجهة نظر

    ردحذف
  2. المفكر الإسلامي السعودي الدكتور عبدالحميد أبو سليمان بحث هذه القضية وأفرد لها كتاباً خاصاً اسمه: (ضرب المرأة وسيلة لحل الخلافات الزوجية؟!) ذهب فيه الى رأي خاص في تفسير معنى (الضرب) الوارد في الآية، فأبو سليمان بعد رجوعه الى استعمال لفظة (ضرب) ومشتقاتها في القرآن، والضرب في الأرض هو السفر والمفارقة، والضرب على الأذن هو منعها عن السماع، وضرب الصفح عن الذكر هو الإبعاد والإهمال والترك، وضرب الحق والباطل تمييزهما وتجليتهما مثلاً وضرب الخمار على الجيب هو ستر الصدر ومنعه عن الرؤية، وضرب الطريق في البحر شقه ودفع الماء جانباً، والضرب بالسور بينهم عزلهم ومنعهم بعضهم عن بعض، وضرب الذلة والمسكنة عليهم نزولها بهم وتخييمها عليهم وصبغهم وتمييزهم بين الناس بها، وضرب الأعناق والبنان بتره وفصله وإبعاده عن الجسد، أما باقي ما ورد من كلمة (الضرب) ومشتقاتها من مثل ضرب الأرجل وضرب الوجوه وضرب الحجر وضرب الأصنام باليمين، فهي بمعنى الدفع بقوة والخبط واللطم ضد جسد الشيء أرضاً أو و
    جهاً أو حجراً أو إنساناً أو صنماً لإحداث الأثر بإحداث الصوت أو الإيلام والمهانة أو تفجير الحجر (لإخراج الماء) أو تحطيم الأصنام. وهكذا فإن عامة معاني كلمة (الضرب) في السياق القرآني هي بمعنى العزل والمفارقة والإبعاد والدفع.
    أما معنى ( ضرب المرأة) الوارد في القرآن فيرى أبو سليمان أن معناه الأولى والأجدر في سياق ترشيد العلاقة الزوجية - ووضع أطرفها أمام مسؤولياتهم، والعودة عن الشقاق والنزاع غير المقصود - هو الترك والمفارقة والاعتزال، أي ترك منزل الزوجية ومفارقة دار المرأة واعتزالها، وذلك كخطوة أبعد، ودرس للمرأة أعمق وابلغ، كآخر خطوة ممكنة في أي جهد ذاتي يبذل بين الأزواج، لرأب الصدع، ولم الشمل، تتبين فيه أطراف العلاقة الآثار الخطيرة المترتبة على العصيان والتمرد والشقاق في انفراط عقد الأسرة وانهيارها، ولا يكون بعد خطوة ترك منزل الزوجية، إن بقي للود موضع، إلا التحكيم ومساعدة طرف ثالث من أهل الزوجة والزوج، على إدارة الحوار وامتحان أسباب النفرة والنزاع، واقتراح الحلول وترشيد الأطراف لوضع حد لتلك النفرة، فلا يتطور الأمر الى صراع وشقاق وتظالم، ولينهي الشقاق بين الزوجين، إما بالإصلاح أو الفراق والطلاق {فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان }( البقرة: 229).

    ردحذف
  3. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
    الردود
    1. رد مقنع جدا يجعلك تنظر للامور بمنظار مختلف ..... اذا كانت النفوس سليمة ستستقبله و تتقبله بصدر رحب لانه يشفي القلوب الباحثة عن الحقيقة

      حذف