التعليق:
من هنا نفهم علاقة الراسمالية بالفردية وحرية الفرد ، فهذا الفرد اما ان يكون راسمالي ، ومن مصلحته ان يكون حرا بلا قيود ولا تحديد ولا جمارك ولا برلمان ولا اخلاق ولا بيئة الخ .. ليكسب اكثر من مال الناس ، ومن مصلحة الراسمالية ان يكون الفرد المستهلك ايضا فردي ، لأن من مصلحة الراسمالية غياب النظرة المشتركة عند المجموع ، والتاثير على الفرد اسهل من التاثير على المجموع ، عبر وسائل الدعاية والاغراء .
من هنا نفهم علاقة الراسمالية بالفردية وحرية الفرد ، فهذا الفرد اما ان يكون راسمالي ، ومن مصلحته ان يكون حرا بلا قيود ولا تحديد ولا جمارك ولا برلمان ولا اخلاق ولا بيئة الخ .. ليكسب اكثر من مال الناس ، ومن مصلحة الراسمالية ان يكون الفرد المستهلك ايضا فردي ، لأن من مصلحة الراسمالية غياب النظرة المشتركة عند المجموع ، والتاثير على الفرد اسهل من التاثير على المجموع ، عبر وسائل الدعاية والاغراء .
واذا عرفنا ان الراسمالية عبارة عن مهاجم ، فمن مصلحة المهاجم تفريق
العدو ، لان الاتحاد قوة . حتى الطعام تحتاج الى تفتيته وتفريقه بالسكين حتى تأكله
، فالمجتمع عبارة عن كعكة امام الراسمالي لا يستطيع اكلها حتى يقطّعها ، لهذا
اشتغلت وسائل الاعلام الراسمالية بحماس لاجل الفردية لتجعلها احدى الركائز في
الذهنية الغربية ، ومنها الى العالم .
في الغرب لا يتحرك الا الراسمالي ، وما السياسيون الا دمى في ايدي
الاقتصاديين الكبار . ولا يمكن فهم الثقافة الغربية بدون الانطلاق من الراسمالية و
مصالحها العليا والمستقبلية والمرحلية .
الفرد الذي يقصده سميث هو الراسمالي ، و بعبارة اخرى : كل الافكار
الراسمالية وبما فيها افكار الراسمالية ، كلها مبنية على اساس خطأ ، لانه يعبر عن
الفرد الغني وليست على اساس الفرد الفقير ، وكلمة فرد هي تلاعب لفظي ..
هذا الفرد الذي يقصده في حقيقته هو ضد حرية الافراد الاخرين ، لان
الاقتصاد عصب الحياة وهو يريد ان يستحوذ الفرد (الغني) على كل الاقتصاد بلا حدود ،
مما يعني فقدان الحرية للـ 99% وتجمعها في الـ 1% ، اي حريات اضافية للاغنياء
الاقل مسلوبةً من الفقراء الاكثر . واية حرية لمسلوب المال ؟!!
بخصوص دور الدولة الذي يقترحه سميث ، فهو حولها إلى بوليس و بودي جارد
يحمي بنوك الاغنياء ، يعيّنونهم ويفصلونهم حسب ارادة ومصالح الـ 1% ، و هذا وضع
ليس بالوضع السهل ، بل هو خطير ، لانه يقضي على ارستقراطية الدولة ، و يحول الحاكم
الى شرطي عند الغني ، مع ان الحاكم يمثل مصلحة الشعب ، و قيم الشعب ، اما الغني
فيمثل مصلحته الخاصة على حساب الشعب ، اي ان هذا الوضع الذي يطالب به سميث ، يسلّم
الضحية الى الجلاد .. فالراسمالي غير مسؤول عن مصالح المجتمع ولا قيمه ولا فقره
ولا غناه ، اما الحاكم فهو مسؤول ، ويعتبر حامي الشعب والاب الروحي لهم ، فإذا
همّش دوره نكون على مبدأ : غاب القط العب يا فأر ، و هذا يفسر لنا تهاوي
الارستقراطيات في اوروبا منذ بزوغ الراسمالية في القرنين السابع والثامن عشر ..
ليفسح المجال لراس المال كي يتصرف في كل مجال ..
و من الخطأ ان نفهم ان الراسمالي مجاله الاقتصاد فقط ، في الحقيقة بعد
ذهاب الارستقراطية وتنحية الدين ، صار الراسمالي هو من يتحكم بمفاصل الحياة
الاقتصادية والسياسية والثقافية والفنية والاعلامية والعلمية ايضا .. بمعنى : اراد
سميث حكم الاغنياء ، و هذا هو واقع الدول الغربية في العصر الحالي ، اي ان
الراسمالية تحكم كل شيء وليس فقط الاقتصاد ، وما الحاكم الا ألعوبة في يدها . من
الممكن ان نسميه : حكم انكشارية الذهب ، و : حكم الذهب (Golden Rule)
.. هذا ما يعيشه العالم ومقبلٌ عليه بعد ان مر بالحكم الثيوقراطي والديموقراطي
والارسطقراطي والديكتاتوري ..
شكرا جزيلا على هذا التوضيح المهم .
ردحذفشكرا جزيلا
ردحذف