السبت، 8 سبتمبر 2012

الرد على @linalno حول وجود الله والعقلانية 4 ..



انت ترفض وجود شئ ازلي غير الله وان ارفض هذه الفكرة! ثانيا القانون لااقصد به المعادلات الرياضية ليحتاج لواضع,لأني اعتقد ان كل المسببات لاتخرج عن اطار القوانين المؤثرة في الكون


هذا الرفض غير منطقي ، لان كل شيء لا بد له من بداية ومسبب ، واذا كان هناك اشياء ازلية من قبل الله ، فمن خلقها ؟ ولا يصلح حينها ان يسمى خالق الكون ، لانه لم يخلق كل شيء ، اذن المنطق معي و ليس معك . ومن هو هذا الخالق الآخر الذي مع الله ؟ الذي خلق المادة الاساسية وجاء الله ليشكلها ؟ المنطق يقودنا الى علة اولى . ومن العجيب انه كلما قلنا كلمة "منطق" كلما اتفقت مع فكرة الاله و التوحيد . وكل من رفض هذه الفكرة يكون قد خرج من المنطق من احدى الشوارع الفرعية ، انه الصراط المستقيم . اذن توحيد الله هو الصراط المستقيم لكل شيء بما في ذلك العقل ، وهذا ليس كلاما انشائيا ، وانا أريتك الشارع الفرعي الذي خرجتي عنه عن اوتوستراد المنطق في هذه المرة . وهناك ايضا شوارع اخرى سوف تخرجي منها عن طريق المنطق ما دامتي تتبنين فكرا لا دينيا الحاديا ..

باختصار : المنطق مع الايمان وليس مع الالحاد .. والمنطق طريق مستقيم يوصل الى الله ، وهو المقصود بكلمة الصراط المستقيم .. وبالتالي العقلانية مؤمنة ، واللاعقلانية ملحدة . وعلى هذا تكون الفلسفة مؤمنة ومن خالف الايمان لن يبحر طويلا في بحار الفلسفة . هذا ما اقوله وما انا مطالب بإثباته ، وقد اثبت الكثير من ذلك في محاورات طويلة مع اللادينيين والملاحدة و اريتهم بالضبط كيف يخرجون عن مجال المنطق ، و اسف على هذا الاستطراد التوضيحي .

والقوانين المؤثرة في لكون ، الا تحتاج لواضع ؟ اليست نظاما ؟ من وضع هذا النظام ؟ لاحظي انها تتحكم بالكون وليس الكون الذي اقتضاها ، وهذه مفارقة دقيقة . ثم قوانين الرياضيات : هل هناك احد وضعها ام اكتشفها (اكتشف وجودها ولم يُحدِث وجودها) حتى نكون دقيقين ؟ لانها موجودة في الطبيعة ولم يأتي بها عالم الرياضيات من عنده .


كما ان افتراض ان لكل شئ سبب يجعلني اقول لك , ان القوانين هي المسبب للكون .


حسنا وما سبب القوانين ؟ لانها داخلة ضمن كلمة (كل شيء) ، وهنا توقف للمنطق عندما نقول ان القوانين فعلت كل شيء ثم نسكت ! من فعل القوانين ؟ هذا غير سؤال : ما هي القوانين في مضمونها ؟ وهذا ميتافيزيقيا كاملة ، والعلم يعتمد على القوانين ، اذن العلم ميتافيزيقيا . وما دمتي مؤمنة بالميتافيزيقا فقد وصلنا للايمان بالله .

نحن نفهم بالقوانين ، لكننا لا نفهم القوانين ، مثلما اننا نعرف بالعقل ولكننا لا نعرف ماهو العقل. اذن نحن غير مستقلين ، ونـُسيّر بإرادة الهية ونعلم بإرادة الهية ، لو اننا نعرف ادواتنا لجاز لنا ان نقول : لا يوجد اله . (الذي علم الانسان ما لم يعلم) . فالإنسان معلّم في الاصل وليس متعلم بنفسه ، والقوانين هي المدرسة ، نعلم بها ولا نعلمها . بعبارة اخرى : نحن مـُلقـّنون بدون فهم كامل .. لاننا نعرف القانون الرياضي مثلا ولا نعرف لماذا كان هذا القانون ولم يكن غيره .. (خلق الانسان من نطفة فإذا هو خصيم مبين) ، الانسان تصور انه مستقل وتوهم ذلك .. مع انه مخلوق وطارئ على الحياة ومعلَّم بالتلقين دون ادراك كامل ومع ذلك فهو يخاصم اله الكون ويثور عليه . بينما هو لا يعلم شيء ابدا الا ظواهر من الحياة الدنيا ، اغتر بها وتصور انه يعرف كل شيء .. بينما هو لا يعرف ولا حتى نفسه . لأن كل معرفته قادمة من قوانين لا يمكن ان يعرف شيئا عنها .

وضع الانسان المتمرد على ربه وذاته مثل وضع انسان مغمض العينين تضعه في غرفة وتضع امامه الطعام وتضيء له الانوار وتختبئ ، فأول مايشبع يقول انك غير موجود لانه لم يرك !! وان كل هذه الاشياء جاءت من تلقاء نفسها ومن القوانين !! ومن يقول انك موجود عليه ان يثبت وجودك ويضعك امام النور الذي وضعته له حتى يراك .. !


طبعا العلم لايثبت ولا ينفي وجود الله ابدا , ولا يثبت ولا ينفي وجود اي الهه اخرى او اي كائنات "غيبية" ! يمكن للعقل ان يفترض وجود الله ويمكنه ان يفترض وجود مجموعه من الالهه ببساطة ,القران لااعتبره دليل على الاله الحقيقي ,لااؤمن به .


ليس العقل حرا في ان يفترض او لا يفترض وجود اله ! هذا كلام يصلح للمزاج ، العقل مبني على منطق والمنطق مبني على قوانين ، والمنطق له حتميات ، والمنطق يحتم وجود اله ، وليس مجموعة آلهة .. لأن مجموعة الآلهة ايها المسيطر ؟ وايها من اوجد بقيتها ؟ والكون واحد ونظمه واحد ، فكيف يكون مجموعة الهة مستقلين عن بعضهم خلقوا كونا واحدا ؟ وهذا ما ادركه اصحاب الديانات متعددة الالهة ، حيث جعلوا كبير الهة مثل زيوس عند الهة اليونان هو الموجد الاساسي .

والمنطق الفلسفي منذ القدم تكلم عن علة فاعلة اولى وليس مجموعة من العلل الفاعلة ، اذن لسنا احرار في الافتراضات الا عندما نكسر العقل والمنطق ، فهناك الحرية غير محدودة ، ولكنها خارج العقل . وما كان خارج العقل من نظريات فلا قيمة له وخروجها عن العقل بحد ذاته اكبر دليل على سقوطها .

حسنا ، عدم ايمانك بالقران مسألة شخصية ، لكن اثبات ذلك منطقيا وعلميا هو الذي يهم ، ولم تقومي بذلك . اذن هو اختيار شخصي خاص بك ، بينما انا ارى ان القرآن هو كلام الله خالق هذا الكون ، ليس باختياري الشخصي فقط بل باقتناعي وراحتي النفسية وشعور يؤيد ..لأني وجدته هو الكتاب الحقيقي الذي ينطق عن الحقيقة والطبيعة والواقع ،

وبالمناسبة : من رايي اذا شئتي ان تفهمي الحياة وحقيقة الانسان ، سوف تحتاجين للقرآنحتى لو لم تؤمني به ، اعرف انها نصيحة مرفوضة مسبقا ، ولكن تذكري .. لاني قد مررت بمثل حالتك ، وبحثت طويلا ولم اجد الا السير على ضوء القرآن هو الذي يعطينا البصيرة الحقيقية لفهم انفسنا وسلوكنا ، وهو الذي يقدم رؤية فلسفية واخلاقية لم استطع ان اتشكك فيها رغم شكوكي التي لا تتوقف ، ولا زلت ارى انه طريق السعادة الوحيد وما سواه اوهام تنتهي بأمراض نفسية تنتهي عاجلا او اجلا .. وما زلت اتكلم عن نفسي ولا الزم غيري ..

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق