لا بد ان يكون منطلق اداء الاعمال الصالحة هو الحب والمحبة قبل المصلحة المرجوة ، حتى المصلحة في الآخرة ، فإذا عملت الخير والصالحات وانت منطلق من المصلحة ، فمعنى هذا ان المصلحة المادية مسيطرة عليك و هي الاساس عندك ، والمصلحة يدخل فيها دفع الضرر مثل طلب النفع ، بل هو اكثر ، فالانسان المصلحي يخاف اكثر من كونه يرغب .. والتفكير المصلحي جذره الخوف وليس الرغبة .. والرغبة لا تجتمع مع الخوف ، واذا اجتمعت الرغبة مع الخوف غلب الخوف ..
و مقتضيات المصلحة قد تتطلب مخالفة الخير و الفضيلة في بعض الظروف ، وما اكثرها .. و من هنا تحصل الازدواجية او النفاق ، و ينتج عن هذا رغبة في وجود تعويض من خلال اعمال معينة لها اجر مضاعف ، حتى تعوّض ما اقتضته المصلحة من ذنوب ، وكأنه غسيل اموال ، فيكون حسب تصوره قد جمع بين مصلحتي الدنيا والاخرة . كل هذا بسبب العقلية المصلحية ، لانها كانت هي المنطلق الاول ..
نعم الانسان يحتاج لمصالحه في الدنيا والاخرة ، لكن لن تكون المصلحة ابدا هي المحرّكة للخير والفضيلة .. ولن تكون هي الدافع للايمان ، بسبب ان المصلحة ممكن ان تنفتح على وجه آخر ، هو وجه المصالح الدنيوية البحتة ، لان المصلحة دائما تحب العاجل و ما خف وزنه وغلي ثمنه وسهل تناوله .. اما الايمان والتدين على اساس المحبة في الله والمحبة في الخير والحق والجمال فهي لا يمكن ان تنفتح على بابين ، بل لها باب واحد .. فالايمان اذا كان على هذا الاساس ، سيكون ايمانا اخرويا لا ينس نصيبه من الدنيا .
لهذا جدد ايمانك بالحب ، احب الله ،احب الفضيلة ، احب الله لانه الله ، فالله ليس الجنة ، و أحب الحق والفضيلة لأنها جميلة ولأنها على طريق الله لا لأنها مفيدة فقط .. وسوف تأتيك المصالح ، لا تفكر بها كثيرا .. قال تعالى (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب) و لم يقل : من حيث طلب وألحّ و احتسب ، بل إنه لم يحتسب .. و قال تعالى (انما نطعمكم لوجه الله) ولم يقولوا : لِيَد الله التي تعطي المصالح .. والوجه رمز المحبة ..
التفكير المصلحي لا ينتج ايمانا جيدا و متماسكا .. ولا اخلاقا جيدة ومتماسكة ، بل يكثر فيه التناقض ، والصراط المستقيم لا عوج فيه ..
والايمان جذره محبة الحق والخير والجمال ، فشخص ملحد آمن و صدق بالله وبرسوله واليوم الآخر ، هل المصلحة هي التي دفعته للايمان ؟ طبعا لا ، لأنه لم يكن يؤمن بوجود هذا الاله حتى يخاف منه او يرجوه ، لأن المصلحة تأتي بعد الايمان بشيء وليس قبله .. فإذا صدقت وآمنت بوجود كنز اثري في مكان معين ، حينها تفكر في مصلحتك . لكن ليس وأنت تصف هذا الخبر بالخرافة ! هذا معنى أن الايمان عقل و محبة .. والمصلحة تأتي فيما بعد .. والروح اولا والجسم ثانيا ، وهذا المنطق الانساني ، وليس الجسد اولا والروح ثانيا ! وهذا الاصل في الانسان ، بدليل انه يرفض من يطعمه و يهين كرامته بنفس الوقت ، مؤثرا الجوع والحاجة على اهانة الروح .
ما الذي جعله يؤمن ؟ انه وجد الحق و صدق بوجود اله بعد أن كان ينكره ، ووجد ان الاسلام هو اصفى الديانات وأوضحها وانشرحت نفسه ، اي احب ، ثم بعد ذلك نظر ماذا وعد ربه ، فوجده يعد بالجنة و النار ، فكّر بعدها بمصلحته ، وأن الجنة هي مصلحته وليس النار . وعمل بمقتضى ذلك ، وهكذا فالايمان توجد فيه المحبة والمصلحة ، ولكن الاساس هو الايمان وليس المصلحة ، وهذا خلاف رؤية الماديين للايمان بأنه مبني على المصلحة ، لأنهم يقيسون على تفكيرهم المادي المصلحي ، وينظرون ان الله يعد بالجنة والحور العين والنعيم فيقولون : "اذن انتم مثلنا تبحثون عن النعيم ، لكن نحن نشتغل على المضمون وانتم على الغيب " ..
وكلما كان المنطلق واحد كلما كانت النتائج متقاربة .. وهذا يفسر التقارب بين الدنيويين ومن تدينه بني على المصلحة .. حيث يلتقون في نقاط كثيرة ..
و مقتضيات المصلحة قد تتطلب مخالفة الخير و الفضيلة في بعض الظروف ، وما اكثرها .. و من هنا تحصل الازدواجية او النفاق ، و ينتج عن هذا رغبة في وجود تعويض من خلال اعمال معينة لها اجر مضاعف ، حتى تعوّض ما اقتضته المصلحة من ذنوب ، وكأنه غسيل اموال ، فيكون حسب تصوره قد جمع بين مصلحتي الدنيا والاخرة . كل هذا بسبب العقلية المصلحية ، لانها كانت هي المنطلق الاول ..
نعم الانسان يحتاج لمصالحه في الدنيا والاخرة ، لكن لن تكون المصلحة ابدا هي المحرّكة للخير والفضيلة .. ولن تكون هي الدافع للايمان ، بسبب ان المصلحة ممكن ان تنفتح على وجه آخر ، هو وجه المصالح الدنيوية البحتة ، لان المصلحة دائما تحب العاجل و ما خف وزنه وغلي ثمنه وسهل تناوله .. اما الايمان والتدين على اساس المحبة في الله والمحبة في الخير والحق والجمال فهي لا يمكن ان تنفتح على بابين ، بل لها باب واحد .. فالايمان اذا كان على هذا الاساس ، سيكون ايمانا اخرويا لا ينس نصيبه من الدنيا .
لهذا جدد ايمانك بالحب ، احب الله ،احب الفضيلة ، احب الله لانه الله ، فالله ليس الجنة ، و أحب الحق والفضيلة لأنها جميلة ولأنها على طريق الله لا لأنها مفيدة فقط .. وسوف تأتيك المصالح ، لا تفكر بها كثيرا .. قال تعالى (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب) و لم يقل : من حيث طلب وألحّ و احتسب ، بل إنه لم يحتسب .. و قال تعالى (انما نطعمكم لوجه الله) ولم يقولوا : لِيَد الله التي تعطي المصالح .. والوجه رمز المحبة ..
التفكير المصلحي لا ينتج ايمانا جيدا و متماسكا .. ولا اخلاقا جيدة ومتماسكة ، بل يكثر فيه التناقض ، والصراط المستقيم لا عوج فيه ..
والايمان جذره محبة الحق والخير والجمال ، فشخص ملحد آمن و صدق بالله وبرسوله واليوم الآخر ، هل المصلحة هي التي دفعته للايمان ؟ طبعا لا ، لأنه لم يكن يؤمن بوجود هذا الاله حتى يخاف منه او يرجوه ، لأن المصلحة تأتي بعد الايمان بشيء وليس قبله .. فإذا صدقت وآمنت بوجود كنز اثري في مكان معين ، حينها تفكر في مصلحتك . لكن ليس وأنت تصف هذا الخبر بالخرافة ! هذا معنى أن الايمان عقل و محبة .. والمصلحة تأتي فيما بعد .. والروح اولا والجسم ثانيا ، وهذا المنطق الانساني ، وليس الجسد اولا والروح ثانيا ! وهذا الاصل في الانسان ، بدليل انه يرفض من يطعمه و يهين كرامته بنفس الوقت ، مؤثرا الجوع والحاجة على اهانة الروح .
ما الذي جعله يؤمن ؟ انه وجد الحق و صدق بوجود اله بعد أن كان ينكره ، ووجد ان الاسلام هو اصفى الديانات وأوضحها وانشرحت نفسه ، اي احب ، ثم بعد ذلك نظر ماذا وعد ربه ، فوجده يعد بالجنة و النار ، فكّر بعدها بمصلحته ، وأن الجنة هي مصلحته وليس النار . وعمل بمقتضى ذلك ، وهكذا فالايمان توجد فيه المحبة والمصلحة ، ولكن الاساس هو الايمان وليس المصلحة ، وهذا خلاف رؤية الماديين للايمان بأنه مبني على المصلحة ، لأنهم يقيسون على تفكيرهم المادي المصلحي ، وينظرون ان الله يعد بالجنة والحور العين والنعيم فيقولون : "اذن انتم مثلنا تبحثون عن النعيم ، لكن نحن نشتغل على المضمون وانتم على الغيب " ..
وكلما كان المنطلق واحد كلما كانت النتائج متقاربة .. وهذا يفسر التقارب بين الدنيويين ومن تدينه بني على المصلحة .. حيث يلتقون في نقاط كثيرة ..
موضوع رائع .. كان بمثابة رد على استفسارات في داخلي وتساؤلات عن فعل الخير لنتقي به شرا سيصيبنا كأن مثلا نخرج الصدقه لندفع بها الأذى عنا ...كنت اقول هل ان الله يتقبل صدقاتنا حينما نضمر في انفسنا ونياتنا على اخراجها انها تفريجا للكروب ...!
ردحذفلكن هناك ايضا الاستغفار ...امر الله به في اياته الكريمه كما امر بالصدقه و وعدنا بنتائج الاستغفار ...ان تمطر السماء ويرزقنا بأموال وبنين وغير ذلك كثير ..يعني هل الاستغفار هنا مبني على المحبه ام على المصلحه ايضا..!!!
وجزيت خيرا استاذنا الفاضل