الرد : يتصور كانت ان الحب له مجراه الذي لا يغيره ، ويتجه
الى البحر ويرفض ان يتجه نحو السهل حيث يستفاد منه ! مع ان هناك علاقة بين الحب
وبين الفهم ، فهّمني ان هذا الشخص خيّر وسوف أحبه ! فهّمني ان هذا العمل خيّر وسوف
احبه ! فهّمني ان رعاية حقوق الجيران عمل نبيل وإنساني وأخلاقي وسوف احبه ! لا ان
اعمله لانه واجب و أنا في داخلي اكرهه !! هذا الوضع الخاطئ يقره كانت بل يدعو اليه
مع الاسف ! ما الفرق بينه وبين التربية الدوغمائية ؟
كأنه يتصور ان الحب والواجب ضدان لا يجتمعان ، وما الحب الى
ميلٌ للخير والجمال والحق ، والحب نابع من الشعور الفطري ، ومن اين اقترح كانت
الواجب الا على هذا الاساس الشعوري اصلا ؟ فهل نأخذ من الشعور ونرفض ؟ الشعور الذي
منه الحب ، نأخذ الواجب فقط و نترك الحب ؟
الرد : أي شيء يؤدى على صيغة الواجب غير المفهوم ، يُشعر
بالكلفة والثقل ، منهج كانت سيجعل الاخلاق ثقيلة على النفس ، لا بد من الحب حتى
نعمل . اذن المفروض تنمية الحب وربط ما نرى انه واجب بالحب ، واستخراج واجبات من
الحب لم ننتبه لها . نغيّر الأساليب ويبقى الحب هو الاساس .
كانت يبدو انه لم ينتبه الى ان العقل نفسه من منتجات الشعور
الذي اساسه الحب . يقول : لا بد من الارادة الخيرة حتى تحصل السعادة ، وهذا ما
يشير اليه الشعور اذا احتـُرِم .
الرد : من يضع القانون المجرد هذا ما دام انه سيفهم بلا احساس
بالحب ولا علاقة له بالمشاعر ؟ من المؤهل لوضعه ؟ كيف نندفع اليه وهو معزول عن
الميل والمحبة ؟ المسألة دقيقة جدا تحتاج الى ربط بالمشاعر ، فالقانون والارادة
الخيرة يقولان لك مثلا : لا تكذب ، في الواقع ربما ستقول لك الارادة الخيرة : اكذب
، وان لم تكذب فانت شرير ! اذن كيف يوجد قانون متناقض ؟ المتناقض ليس له قانون ..
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق