ما الذي يمنع أن يصنع الناس الآن جذورا جديدة لكلمات
تعبر عن معاني جديدة وأشياء ومبتكرات جديدة ومشاعر جديدة وتخضع للنظام العربي من
حروف و أوزان عربية؟ لماذا فقط الأولون
يستطيعون أن يصنعوا جذورا ونحن لا؟ مع أننا أحوج منهم فالأشياء التي تحتاج تسميات
الآن أكثر من السابق, واللغويون يقسمون الاسم إلى منقول و مرتجل, منقول مثل "صالح"
ومرتجل مثل "أُد", ومرتجل أي جديد ومبتكر على حروف وأوزان عربية لا يعرف
أصلها. كلمات كثيرة احتارت بها المجامع اللغوية ولم تستطع أن تتفق فيها على اسم
عربي مثل "التلفزيون", وقالوا سنسميه "التلفاز" أي أنهم نقلوا
جذر أجنبي الآن وأصله لغة فرنسية وحولوه للنظام اللغوي العربي من خلال الحذف,
فصارت تلفاز بدلا من تلفزيون بالفرنسية وأبدلوا الحرف v""
بالفاء, فلماذا يرفضون أن نصنع جذورا جديدة؟ لم لا نبتكر اسما للتلفاز ونسميه مثلا
: أراصون؟ والراديو نسميه مثلا: أربج؟ لو ابتكر أحد أمامك كلمة "تلفاز"
لضحكوا عليه, لكن لأنها أتت من أصل فرنسي أصبحت مقبولة! وهذا فيه ضعف وتبعية وفخر
للفرنسيين, مع أن كلاهما غريب على اللغة العربية: أراصون وتلفزيون!
هناك أشياء كثيرة ليس لها أسماء, مثل تعبة الطائرة
بالوقود وهي في الجو, ومثل الحيوان المقطوعة رجله الخلفية من الأعلى, لا يوجد لها
كلمات في الفصحى, فلماذا لا نبتكر لها اسما جديدا؟ وكثير من تراتيب الحروف يمكن انتاج جذور جديدة منها
مثل "طكف" أو "طفك", فنقول مثلا أن عملية اخراج الماء من الغواصة
حتى ترتفع تسمى: "طفك".
وهذه المعاناة موجودة في كل اللغات, ولهذا تكثر
الاختصارات في اللغة الانجليزية مثلا, لأن الاختصار يقدم اسم جديد, مثل: SUV أو FBI أو CEO
, وهو مثل الاجتثاث باللغة العربية حيث مثلا تَختصر
كلمة "عبشمي" كلمة "عبد شمس", ومثل "بسملة" و
"حوقلة" التي لا أصل لها ولكنهم اجتثوها, فالاختصار قدم كلمة جديدة,
والاسم دائما يبحث عن التميز حتى يلتصق بمسماه, لهذا تنتشر الألقاب بين الناس بسبب
تشابه الأسماء.
التحجر والجمود هو ما يجعل العامية تتوسع وتزيح الفصيحة,
لأن العامية تزداد ثراء و الفصحى مجمدة. ما جعل اللغة الانجليزية محكية في كل
العالم أنها تقبل الكلمات وتتجدد, فتأخذ من كل اللغات وتتوسع.
والقرآن لن يتضرر إذا ابتكرنا كلمة جديدة, فهذا ابتكار
من داخل اللغة, وهو أهون من نقل كلمات أجنبية.
انا من رأي انها بتضعف وخصوصا بعد اهتمامنا في مواقع التواصل الاجتماعي بالعامية
ردحذف