الأربعاء، 18 أبريل 2012

هل نحن نعيش بالمادة أم بتصوراتنا عنها؟


 ( ملاحظة: هذا الموضوع تم ترجمته إلى اللغة الإنجليزية ونشره في عدة منتديات غربية بالإضافة إلى مدونة الوراق الإنجليزية, والردود في أسفل الصفحة هي ردود مترجمة إلى العربية من منتدى : forums.philosophyforums.com)


نحن نعيش بتصوراتنا عن المادة وليس بها ، وإلا لعرفناها بالغريزة وما تصادمنا معها ، والموجود في عقولنا هو افكارنا عنها .

نحن نعيش من خلال رؤيتنا للعالم ، وهذه الرؤية هي رؤية غير مادية ، لكن المادة موجودة وتفرض نفسها . ولو كنا ماديين في الاصل لما احتجنا لدراسة قوانين المادة ، فقوانين الروح والمشاعر لا ندرسها ، ونعرف الجمال بالتلقائية ، ولكننا لا نعرف الكيمياء والهندسة بالتلقائية ، مما يثبت اننا نعيش بالروح وليس بالمادة . والجميع يعرفون ما يثير الضحك وما يثير الحزن بدون اي دراسة تمهيدية مثلاً تُقدَّم لزوار المسرح الكوميدي ، لكن الجميع لا يعرفون مكونات المادة البسيطة التي امامهم إلا بدراسة فيزيائية شاقة ، مع أنها لو تُدرَس مثيرات الضحك فقط لصارت علماً صعباً ، فما بالك ببقية الظواهر العقلية والنفسية والأخلاقية التي يعرفها الجميع بسهولة ؟

اي : نحن لسنا نتائج المادة ، وعقولنا وافهامنا ليست متطورة من المادة وإن كان لنا جملة عصبية مادية ، فهي عبارة عن قناة توصيل تصل بين وجودنا المادي ووجودنا المعنوي ، وتأتي الأوامر لهذه الجملة العصبية الحساسة والمرتبطة ببقية الجسم . ثم ان خداع البصر من الممكن ان يغش جميع من في قاعة السيرك مثلاً . أي ليس فيهم مادي واحد ، ولو كان هناك مادي واحد لما انطلت عليه خدعة المهرج .

ويكفي ان الإنسان ادرى بمزاجه ومشاعره وعواطفه من جسمه . فأكثر الناس يذهبون إلى الطبيب الجسدي ، ولكن القلة يذهبون إلى الطبيب النفسي . مما يدل على اختلاف النسبة في المعرفة . وإذا تألمت نفسياً فغالبا تستطيع ان تحدد ما هي المشكلة ، ولكن لا تعرف ما الذي يجري إذا عانيت من آلام في الظهر أو ضيق في التنفس إلا بحدود ما عرفت من الطبيب ، فضلاً على أن تعرف العلاج . فتشخيصك لنفسك نفسياً أسهل من تشخصيك لنفسك اكلينيكياً . فتعرف مثلا انك تعاني من شعور الغربة بصفة قطعية ، ولا تعرف انك تعاني من انسداد في المرارة إلا من خلال ما اخبرك به الطبيب ، والطبيب عرف ذلك من خلال ما اخبرته به الاجهزة والتحاليل والاعراض . 

اي : اننا نحن نعيش بالروح وليس بالمادة .
..........................................................................................................

بعض الردود: 

العضو Schlitz كتب:
كاتب الموضوع, هل قرأت هذا:
الرد :

لن أقرأ حتى أفهم ما أنا فيه ثم أذهب لأقرأ, وهذا هو المنطقي, لا نقرأ شيء حتى نفهم ما قبله.
أخبرني هل كلامي خطأ أو صواب بعقلك أنت ودع عنك ما تقرأ, أو من خلال ما قرأت إن كنت مؤمنا به.
في أي حوار فلسفي لا يوجد بند اسمه اذهب واقرأ, ولم تعتبر اذهب واقرأ احدى الحجج الفلسفية, إنها وسيلة للتخلص من مأزق حواري, وهي شائعة جدا, عند من يعجز أن يجيب. بل أصبحت علامة العجز عن استكمال الحوار : اذهب واقرأ. أنا أعرف طريق المكتبة ولست بحاجة إلى من يدلني عليها. ولو قرأت فسوف أتساءل أيضا, ثم ستقول لي اذهب واقرأ مرة أخرى, وهكذا تموت الحوارات, كل طرف يقول للآخر اذهب واقرأ. من يعرف يجيب تلقائيا, ومن لا يعرف يقول اذهب واقرأ. وشكرا على النصيحة بالقراءة. المهم أين الجواب؟ بما أنك قد قرأت؟ 

..............................................

العضو  wuliheron
نحن لسنا نعيش في المادة ولا في الطاقة ولا في الروح, نحن نعيش في عالم الجيلي بنكهة الليمون! راقبوا تلألؤها, وادرسوها وتأملوها, حينها ستكون واضحة لكم, أو على الأقل خضراء شفافة!
رد الوراق:


حسنا لنعتبرها نظرية, اشرح لنا كيف نعيش؟ حاول أن تعبر عن عقلك بشجاعة, لن يسخر أحد منك. تعود الكلام ووضح نظريتك مهما كان لا بد أن يكون فيها شيء يفيد. المهم أن تثق بنفسك.  قد لا تكون أنت وحدك من يحمل علبة الجيلي فوق رأسه, أنزلها ليراها الجميع.
 .......................

 العضو Prothero
نحن كائنات تعيش في الزمان ثم في المكان ثم في المادة.
 الرد :
 
المكان مادة أيضا, ونحن نعيش بالزمن غير مفصول عن المكان.
.......................



حوار الوراق مع العضو  SIR2U
SIR2U
كلام فارغ. كل ما في الكون هو مدروس أو خاضع للدراسة.


الرد:
مقدمة خاطئة قدمت بها كلامك وليست على أساس علمي وليس لها دليل وهي أن كل شيء تحت الدراسة, أويمكن دراسته, الزمن لا يمكن دراسيته إلا من خلال ظواهره فقط, الحياة لا يمكن درستها إلا من خلال ظواهرها المادية كالنمو والحركة, اللامنتهي واللامحدود لا يمكن دراسته لأنه دراسته سكون حصر وهو لا منتهي, الأعداد يمكن دراستها إلا من خلال ظواهرها فلا يمكن أن نعرف لماذا تكون نتيجة الجمع بهذا الشكل ولا نعرف آخر الأعداد, ولا يمكن أن يكون مجال لدراسة, إذا المقدمة خاطئة فليس كل شيء في الكون مجال للدراسة, هذه الكلمة غير علمية.

  SIR2U
ولا أحد يعرف ماهو الجمال بالغريزة, فأنت تتعلمه من خلال التعليم الثقافي.

الرد:
إذا ما هي دروس الجمال؟ وهل هو يدرس في المدارس؟ هل يخبرون التلاميذ عن جمال الزهور؟ ماذا يقولون لهم عندما يسأل أحد الأطفال لماذا تقول أن الوردة جميلة؟ ولماذا وكيف ومتى علينا أن نضحك أو نكشر؟ هل لهذه الدروس منهج ؟ بل هل يمكن أن يكون لها منهج ومقرر؟ هل رأيت أن فكرتك غير عميقة؟ 

ولا ألومك لأنك أخذتها بالتلقي دون أن تمحصها, أنا أريد أن نمحص قبل أن نتلقى ولا نثق بكل ما نقرأ. الواقع مخالف لما تقول, ولن تستطيع أن تشرح ما يعرفه الناس بالتلقائية, 

السؤال لماذا عرفوا بالتلقاائية هذه الأمور الأخلاقية والنفسية ولم يعرفوا بالتلقائية المادة وقوانينها؟ أرجو أن تفكر قبل أن تجيب فهو ليس سؤالا سهلا كما يبدو لك. ولماذا تشترك فيها شعوب العالم بدون وسيلة اتصال ثقافي؟ ومادمنا عرفنا هذه الأشياء بالثقافة إذا لماذا لا نعرف المادة باثقافة؟ ولا داعي للجامعات ولا لمراكز الأبحاث, هكذا عرفنا أن جوابك غير كافي. والغير كافي هو الذي يستحق ان يوصف بالفارغ بما أنك قلت ان كلامي فارغ, حسنا كلامي فارغ وكلامك نصف فارغ. وهكذا أكون كريما معك. 


 SIR2U
لا أحد يعرف حتى كيف ترى الاشياء, وهو حسب كلامك معرفة بدائية. فكيف لك أن تقول أن الجميع يعرف الأخلاق بسهولة؟


الرد:
نعم الجميع بسهولة يعرف الأخلاق, جميع من يشاهد الفلم صغار أو كبارا يحبون البطل صاحب الأخلاق ويكرهون الشرير النفعي الأناني ويكشتفونهما بسهولة ولم يحتج صاحب الفلم إى أن يقدم لهم تعريفا أين مكامن الجمال والفضيلة في هذا الفلم وأين المواقف الغير أخلاقية فيه . الأخلاق لها دافع ولها كيفية, الدوافع يعرفها الجميع بالتلقائية, الكيفية يكتسبونها من المجتمع والثقافة, إذا شعوب العالم تتفق على الأخلاق ولا تتفق على الأخاق, أي تتفق على الدوافع وتختلف في الكيفيات, فالكرم كدافع متفق عليه والكرم كطريقة مختلف فيه. والدوافع أهم من الكيفيات, إذا من الخطا قولكم أن الأخلاق نسبية, هي نسبية في كيفيتها وليست نسبية في أساساتها.
SIR2U
بالمناسبة, أحد مثيرات الضحك هو مواضيع كهذه! 

الرد:
اضحك, لكن بعد أن ترد ردا عقلانيا لا يثير الضحك وإن لم تستطع فستكون أنت المثير للضحك. وكيف تضحك على موضوع مثل هذا؟ العاقل لا يضحك على الفلسفة والقضايا الأساسية, إذا كانت الفلسفة وموضواتها كالحياة والموت والوجود والأخلاق وغاية الحياة تضحكك فمالذي يبكيك؟ هذا بحد ذاته مثير للضحك! وقد أضحكني فعلا كونك تضحك من الفلسفة. لأول مرة أصادف شخصا يضحك على قضايا الفلسفة وكأنه أمام مسرحية كوميدية. 
لا تنسى أن تجيب على موضوعي بعد ان تضحك على قضايا الفلسفة, إن استطعت.
 ........................


الحوار الثاني للعضو SIR2U مع الوراق:

 
SIR2U
حسب كلامك لا أحد يحاول أن يفسر هذه الأشياء, لم يحاول أحد أن يحللها ويكتشف ماذا نعني بالزمن أو بالحياة. يبدو هذا غير واقعيا بالنسبة لي. أنا متاكد من أنني قرأت عدة مقالات تحاول أن تشرح أنه إذا كان لدي تفاحتين وأعطاني أحد اثنتين اخريين فإذا حين أحسبها معا سأعرف كيف صارت 2+2=4.  نعرف أن اثنين أو 2 هي رموز أو أسماء لكمية من الاشياء, وأن 4 أو أربعة هي أيضا رمز لكمية. لهذا نعرف كيف تجمع الأرقام بشكل صحيح. لأن هنالك من درس المفهوم وحدد الأسماء للقيم.

 الرد :
 
هذه دراسة الأطفال في الابتدائي للأعداد, أنت لم تفسر لماذا 1+1=2 ولم تساوي 3, مالذي منعها من أن تكون 3؟ أو 1؟ هل يستطيع العلم أن يكتشف أو على الأقل أن يدرس دراسة مفيدة تحل المشكلة؟ هيا بشرنا!  
 وبما أن كل العلم عرفناه بنفس الطريقة, طريقة 1+1=2 دون تفسير, إذا العلم لا يمكن أن يفسر العلم, أي لا يمكن ولا أن يفسر نفسه فكيف يستطيع ان يفسر غيره؟
SIR2U
المفاهيم الأساسية تدرس اكثر من أي شيء آخر, ولكن ربما يكون تعريفي لكلمة : "دراسة" خاطئا.

الرد:
تعريفك لكلمة مفاهيم أساسية هو الخاطئ, ففي الأعداد أنت اعتبرت وضع رمز للكمية وعلاقتها بكمية أخرى هو المفهوم الأساسي, ولكن هذا مفهوم ظاهري وليس مفهوم أساسي.. المفهوم الأساسي هو الذي يجييب على سؤال لماذا حتى يتوقف, وهذا غير موجود في كل العلم, إذا العلم ظاهري وناقص وليس عميقا.
المشكلة الآن أنك تتشكك بالجهل ولا تتشكك بالعلم على عكس ما يفعل العالِم, الثقافة المادية تفتخر على عكس ما يفتخر سقراط الذي يفتخر باعترافه بجهله, بينما هي تفتخر بإنكارها لجهلها, والفرق كبير. معرفة العلم لكل شيء مغالطة تسويقية كبيرة, وكذلك قابليته لأن يعرف كل شيء, وفي كل عصر يتكلم بها الماديون ثم لا تَصدُق ولا تتحقق, لقد قالوا مثل هذا في القرن التاسع عشر أن العلم عرف أغلب الكون ولم يبق إلا القليل سيحل في 30 سنة قادمة في ذلك القرن!
SIR2U
نحن نتعلم هذه الأشياء من خلال عملية طويلة تسمى " النضج أو النمو". نعم هنالك دروس في الجمال, في كل مرة تقول لك أمك أن تنظر إلى الوردة الجميلة أو اللباس الجميل, أو يقول يقول والدك أن هذه سيارة جذابة المظهر. نعم هو يدرس في المدارس, في ك مرة يقول معلم أنك رسمت صورة جميلة أو أن واجبك فوضوي.

الرد:
ومن علم أمي والمدرس هذه الدروس؟ وما هو آخر هذه السلسة التعليمية؟ من الذي بدأها؟ ولماذا لم تأتي بشكل آخر بحيث تكون العنكبوت أجمل من الوردة؟ وهل هذا التعليم بينه ترابط بين سكان القارات والجزر يتبع وزارة تعليم واحدة؟  لم يكن هناك انترنت ولا بث تلفزيوني, لماذا كلهم متشابهون في دروس الجمال؟ مع ضعف أو ندرة الاتصال بين الشعوب قديما؟ أنت لم تفسر الظاهرة. ألم ترى شيئا أعجبك دون أن تقول لك أمك ولا مدرسك شيئا عنه؟ وأشياء لم تعجبك دون أن يحذرك المجتمع منها؟ ولو عرضت عليك نماذج جديدة لا تعرفها أمك ولا معلمك ولا مجتمعك ألن يكون لديك أي قدرة على تقييمها مع أنك لاتجد فيها ما يربطها بما تعرف؟

هل تقول أن الإنسان فاقد القدرة على التقييم دون أستاذ؟ وهل هذه هي وجهة نظر الفسفة المادية؟ وبالتالي فالإنسان مجرد عقل يُملأ كالكتاب أو الكمبيوتر وليس له شعور ذاتي يولد المعاني؟ ماهو الفرق عند الماديين بين الكمبيوتر والإنسان؟ أظنه لا يوجد فرق عندهم إلا التعقيد, بمعنى أن الكمبيوتر سوف يكون يوما من الأيام إنسان, مسألة وقت!

وهذا أيضا يقلل من قمية الإنسان كعادة الفلسفة المادية, تقلل من إنسانية الإنسان وتدعي الإنسانية في تناقض عجيب. تجرد الإنسان من قدرته الخاصة على التقييم واصدار الحكم إلا بمرجعية مسبقة من المجتمع, ولا تفسر من أين جاء التقييم للمجتمع, إذاً الفلسفة المادية لم تكمل ولا حتى بناء نفسها , ولا شك ان هذا فيه احتقار لقدرات الانسان الذي يستطيع أن يصدر حكما جماليا دون مرجعية وقتل لإبداعه الذي لا ينتهي وتحويله لمجرد وعاء مادي يمكن أن يُصَب فيه اي شيء فيحمله, ويُحمّل مثلما يُحمّل جهاز الكمبيوتر, ولا أظنك ترضى أن يقال لك هذا بصفة شخصية, فكيف ترضاه عن عموم البشر وأنت منهم؟

ثم لو كان تحديد القبح والجمال بالتلقي كما تقول كأي معلومات لماذا الناس يتفاوتون في تقدير ذلك الجمال وفي النفور من ذلك القبح مع أن التعليم واحد كما تقول؟ هذا التفسير سطحي وغير مقنع, فأمي ومعلمي لم يعلموني الجمال, ولم يحضر المدرس وردة ويقول: انظروا هذه سموها جميلة وقولوا أنها أجمل من الصرصار! وانتبهوا لا تخطئوا فتضعوا في المزهرية صراصير بدلا من الورد! احفظوها جيدا! شموا رائحة الزهور ولا تشموا رائحة العفن فهي سيئة! ثم تعالوا أخبركم درجات العطر الأفضل!
وأنت تعلم أن الذوق لا يدرس, أم أنك تدعي هذا أيضا؟ أليس لكل شخص ذوقه الخاص وذوق عام؟ من درسه ذوقه الخاص مادام أن كل شيء يأتي من المجتمع؟ وذوقك أنت من أين جاء؟ هل له مصدر واحد أم مصادر متعددة؟ حتما ستقول أن له مصادر متعددة, إذا على أي أساس انتقيت من الأذواق الموجودة؟ أم انها هي التي انتقتك؟ لا يصلح تفريغ الإنسان من محتواه الداخلي وإظهاره بصورة السلبي المفعول به دائما وتحويله إلى سبورة تحمل ما يكتب عليها, الكلام الذي ينطبق على السبورة لا ينطبق على الإنسان. انتم تحاولون أن تجعلوا الإنسان قطعة مادية كغيرها من القطع تفوقها بالتطور ليس إلا, وهذا يصادم الواقع, وأي إنسان يفهم هذا التصور المادي للإنسان حتما سيرفضه, فمن ناقش المادية رفضها, ويقبلها من لم يتعمق بأفكارها وخدمت مصالحه.
هل هم علموك الذوق أم أنت الذي انتقيته من نفسك؟ إن قلت أنهم هم الذين علموك ستنفي بهذا كيانك وشخصيتك وصرت ضد الفردية, وبهذا ناقضَت المادية نفسها حين تدعو للفردية وترفض الذاتية بنفس الوقت, وستكون عبدا للمجتمع أيضا والمجتمع له قيادات هم أسيادك إذا, عفوا على التشبيه لكن تطبيق الفكرة يقتضي هذا, وهذا ينطبق علي لو تبنيت نفس الفكرة التي تتبناها من أفكار الفلسفة المادية, لا أحد يقبل أن يوصف أنه مجرد بوق ينفخ فيه من حوله وقمع يحقن فيه وليس له رأي خاص ولا ذوق خاص, لأن كل ما عنده من قيم حقنها فيه المجتمع كما يتصور الماديون, مثلما يُحقن الزيت في المدفأة, إذا أنت في هذه الحالة غير موجود والموجود هو المجتمع فقط, ولا ترضى أن تكون غير موجود, لأنك موجود ولأن لك ذوق خاص ينتقي ويبتكر.
والمجتمع عبارة عن أفراد والفرد غير موجود في الفلسفة المادية إذا المجتمع أيضا غير موجود! ترى ما هو الموجود؟ إنها المادة فقط, والمادة لا تحس ولا تعي بذاتها بينما الإنسان يعي ذاته, إذا كيف يقال عن الإنسان أنه مادة فقط؟ والمادة لا تملك بكل أشكالها واصنافها خاصية الوعي؟ إذا كلمة الإنسان مادة فقط ليست علمية ولا واقعية.
ووعي الذات ليس داخل في منظومة أي تطور مادي لأنه مختلف عنها, فتستطيع أن تصنع من الحديد المختلط بالتربة أعقد الأشكال, أي تطوره إلى أبعد حد, لكن لن يكون من ضمن هذا التطور أن يعي نفسه, هناك أوضاع أكثر دقة وتعقيد مما قدمته, مهما قدمت تلك نسميها خط تطوري لكن ليس من ضمنها الوعي, ركب المعادن والذرات كما تشاء لن يكون الوعي إحدى صور تطورها لأنه أمر غير مادي, ولو كان ماديا لوعيناه فالوعي هو أن تعي ولا تعي الوعي, وهذا ليس من ضمن اي حركة مادية وليس وضعا ماديا ولا يعد الوعي من الخصائص العلمية للمادة مهما تطورت, لأن فاقد الشيء لا يعطيه.
الوعي يشبه أن ترى من خلال النور ولكنك لا ترى النور فلو رأيت النور نفسه لم ترى شيئا, وهذا يعني أن أحدا أضاء لك الطريق وليس الوعي من داخلك, ولو كان منك لوعيته, فالنور لو نظرت إليه لن تستطيع أن ترى الاشياء الأخرى ولكنك ترى بنفس اتجاهه فتعي الأشياء ولا تعيه, إذ لا يصلح أن ينبع النور من عينيك حتى ترى الأشياء, بل يجب أن يكون من خارجك وليس موجها إلى عينيك, فإذا نظرت إلى النور لن ترى شيئا ولكن إذا نظرت إلى انعكاساته سترى, أي لا تعي النور وتعي غيره, هكذا فقط تستفيد من النور إذا كان من خارجك, وكذلك الوعي تستفيد منه لأنه من خارجك أيضا. ولو كان تعقيد دماغي هو الذي صنع الوعي لما وعيت نفسي وجسمي, لأنهما حينها سيكونان وعيا, والوعي لمن لا يملكه والشيء لا يعي نفسه, وها نحن ذا لا نعي الوعي ولو كان هو مادتنا لما وعينا مادتنا لأننا لا نعيه هو, وبما أننا نعي أجسامنا إذا ليس الوعي في أجسامنا, وكل شيء فينا أو خارجنا نعيه ليس هو الوعي وبما أننا نعي الدماغ إذا ليس هو الوعي, إذا سقطت فكرة الدماغ المسؤول عن كل شيء لأنه تحت الدراسة ويمكن وعيه وتشريحه.
ولو كان الدماغ هو الوعي لما عرفنا عن الدماغ اي شيء , فالدماغ ليس وعينا لأننا نعيه والوعي لا يوعى بذاته بل يوعى به, مثل النور لا يرى بذاته بل يرى به, ولايمكن أن يكون عند اي أحد أي معلومة عن الوعي, لأنه هو الذي يجعلنا نعرف المعلومة, والشيء لا يُعرف بنفسه بل يعرف بغيره, فأنت لا تعرف الحجر بنفسه بل تعرفه من خلال ما حوله, لو تدخل في مادة الحجر نفسها لما عرفت أنك في حجر, إذا الوعي ليس موجودا ماديا ولا علاقة للمادة بالوعي لأننا نعي ونحن نيام ونعيش في بيئات مادية ليست معنا في الفراش ونعرفها تماما مثلما نعرفها ونحن في اليقظة مما يدل أن الوعي لا علاقة له بالمادة, لو كان الوعي يأتي من المادة لما كانت الأحلام لأن تلك المادة غير موجودة معنا في الفراش, ففي الأحلام الوعي موجود والمادة غير موجودة, وهو نفس الوعي والمادة موجودة, مما يعني أنه ليست المادة هي التي جاءت بالوعي.

الروح ليست جزء من الجسد , لأنها ليست هي المادة, لأننا نستطيع ان نعي المادة في أجسامنا, و المادة بعد الموت تعود وترتبط بالمادة أما الحياة والوعي فلا ندري أين ذهبت, فنحن نعرف من خلال الوعي ولكننا لا نعرف الوعي مما يدل على انه ليس من الإنسان, وطالما أن الإنسان يعي المادة إذا هو يمتلك شيء غير مادي, لا نستطيع من خلال أي عنصر ان نعي عنصر آخر, فضلا على أن يعي العنصر نفسه العنصر الآخر, ذلك الوعي هو الروح التي ينكرها الماديون ويستبدلونها بالدماغ المادي. 
من أين جاء الوعي إذا تسامحت عقولنا مع فكرة الصدف التي طورت الكائنات الحية وعقدت اشكالها؟ هل كل شكل معقد يتحول إلى وعي؟ هل هذا قانون علمي؟ هذا ليس موجود عقليا ولا علميا, إذا من أين جاء الوعي؟ إنه موجود في كل أشكال الحياة وليس خاصية للإنسان نقول بأنه تطور ووصل إليها.
هم يقولون أن الكلب لايعي ذاته وهو ينظر في المرآة, ليثبتوا أن الإنسان تطور فهو يعرف نفسه في المرآة, وهذا غير صحيح فالكلب ينبح على الكلب الذي في المرآة لأنه يعي ذاته ويعرف أن ما أمامه ليس هو لكنه لا يعرف بفكرة المرآة كما يعرفها الإنسان, ولو رأى الإنسان صورته أمامه بطريقة غير المرآة و الصورة الفوتوغرافية لا شك أنه سيفزع مثل ما فزع ذلك الكلب مع أنها صورته لأنه يعي ذاته, يحصل أحيانا أن يخاف الإنسان من نفسه, إذا من الذي يخاف إذا كان الإنسان وحدة مادية كما يتخيلها الماديون؟ ولماذا يتردد؟ أليس التردد يعني شخصيتين وشخصية ثالثة مرجحة؟ إذا الروح ليست العقل وليست الشعور, لأن التردد أكثر ما يكون بين ما تعودت عليه عقولنا وبين ما يريده شعورنا وخيالنا.
ماذا يختلف الإنسان عن الدود , كلاهما يعي ذاته, ولكلاهما ذاكرة, إذا أين التطور؟ الإنسان يختلف عن بقية الاحياء بخاصية التمييز العام و الاإحساس بالفروق التي لها علاقة بغرائزه أو ليس لها علاقة, بينما الحيوان يميز ماله علاقة بغرائزه فقط, والتمييز غير الوعي, وهو إحساس غامض وموجود حتى عند الأطفال وليس من صنيعة العقل ولا المجتمع, هو طريق المعرفة ولكنه غير معروف, أي يعرف ولا يُعرَف, إذا نحن نملك تمييزا مختلفا وليس عقلا متطورا, لأن للحيوانات ذكاء لا يملكه الإنسان, لكنه خاص بحياتها وغرائزها ولا يتعداها إلى غيرها, الإنسان لا ييستطيع أحد أن يزيد ذكاؤه إلا إذا رجع هو إلى إحساسه الفطري واحترمه وحاول توضيحه, إذا التعليم ليس من خارج الإنسان كما يتصور الماديون بل هو من داخله, وإلا لزاد الذكاء مع زيادة التعليم وهذا ليس هو الواقع.
هل ترضى عن نفسك أن تكون ملقنا وتعترف بذلك؟ فتقول أنا أحب شكل الورد لأنهم علموني ذلك أما أنا فلا أدري هل أنا أحبها أم لا, فأنا لا أعرف معنى كلمة أحب إلا بموجب ماربطوها به عندما علموني, وكذلك ستقول عن الأخلاق لأنك ترى أن المجتمع هو الذي أوجدها, بدليل اختلاف مظاهرها من مجتمع إلى آخر, وهو دليل سطحي -تبناه ويليام جيمس وغيره من الماديين- لأن دوافع الأخلاق واحدة.
 ماذا سيقول الآخرون عنك؟ كيف يثقون بقدرتك على إصدار حكم وأنت تعترف أن كل ما عندك هو من غيرك بينما أنت لا تحس بذلك, لأنه ليس منك, ترى لو لم يعلمك الجتمع ماذا ستكون وماذا سيكون ذوقك؟ هل ستكون بلا أحكام وبلا ذوق؟ تخيل شخصا يعيش بمفرده منذ ولد ألن يكون له أحكام؟ هل تتوقع أن يكون الصرصار أجمل عنده من شكل الوردة؟ هل تتوقع أن يعجب بالشر أكثر من الخير؟ هل سوف يرى أن الخوف افضل من الأمن؟ وأن المرض أفضل من الصحة وأن القذارة أفضل من النظافة؟ هل ستعجبه الروائح الكريهة أفضل من الروائح الجميلة ؟ هل تتوقع هذا؟ لأنه ليس عنده أم ولا مدرس يعلمونه الجمال والقبح, إذا كنت تستطيع ان تتوقع هذا فتأكد أنه لا يشاركك أحد هذا التوقع..

فلا يمكن أن يعيش الإنسان بدون تقييم ذاتي, كيف يتعامل مع الأشياء الجديدة في الحياة وهو ليس عنده مجتمع يلقنه؟ حتما ستنتهي حياته بالموت لأنه لا يستطيع أن يتخذ القرار بسبب أنه لن يستطيع ان يقيم, إذا لن يعيش حتى يتجاوز الطفولة, إذا هذه فكرة مادية غير ناضجة وهي أن المجتمع هو الذي يعملنا القبح والجمال والسيء والحسن وحسن الخلق وسوء الخلق, إنها غريزة فطرية وشعور لا يقبل كل ما يقدم إليه بسهولة, ويظل يبحث من خلال العقل بصورة الديالكيتك الذي شرح هيغل كيفيته و لم يشرح أسبابه, وهو الشعور الفطري العظيم الذي بنى عظمة الإنسانية وحضارتها أيضا من خلال ذلك الديالكتيك, وليس عقل الإنسان مجرد كيس يملأه المجتمع بما شاء كما تخيل الماديون بنظرة بسيطة جدا إلى كيان عظيم هو الإنسان.
لا يوجد درس للجمال مثل دروس العلوم والرياضيات, بحيث يعرض المدرس للأطفال كل الأشياء التي يريد أن يجعلها جميلة ويقارنها بنماذج يريد المجتمع أن تكون قبيحة, أليس هذا هو التعليم؟ إذا الجمال لا يعلم, لأن الرياضيات والفيزياء تعلم بهذه الطريقة. دروس الرسم ليس القصد منها تدريس الجمال وتحديد الأشياء الجميلة والأشياء القبيحة كما قلتَ بل تدريس تقنيات الرسم وأنواع الأدوات المعروفة في فنون الرسم والتشكيل, من أجل يمتلك الطفل الوسيلة ليعبر بحرية عن ذوقه الخاص ويختار من بين البدائل, ولا تسمى حصة الجمال بل تسمى حصة الرسم.
ماقيمة الحرية إذا كنا ملقنين؟ ولماذا ننادي بالفردية ونحن صدى المجتمع؟ أليست الحرية لأجل أن يخرج ذوقنا وتقييمنا الخاص واختياراتنا؟
 العجيب أن التلاميذ ينسون دروس الفيزياء والرياضايات ولا ينسون الجمال الذي ليس له مادة مخصصة! إذا الصح والخطا والجيل والقبيح في الاساس يعرفه الجميع ولا يدرّس, أمي وأمك تتكلم عن الشيء الجميل أو الشيء الغير جميل ولا تعلّم, هي تقول أن الملابس المتسخة شيء غير جيد لأني أعرف هذا الشيء ولكن لتنبهني على هذا الخطا, حتى الطفل الصغير يعرف أن إراقة إبريق الشاي على الأرض شيء فظيع, حتى لو لم يأخذ تعليمات ولو حصل منه هذا الشيء سينظر إليه بشيء من الفزع ولن يكرره مرة أخرى, وأن تتسخ يداه بالطين شيء لا يريحه.
 الحب كذلك لا يعلم , هل بالكلام أو الأوامر نستطيع ان نجعل الآخرين أو الأطفال يحبوننا؟ عندما يسألني طفل: أنت تقول أحب الناس كيف أحبهم؟ ماذا أفعل لهم؟ سأقول احترمهم, يقول ما معنى احترمهم ماذا أفعل لهم؟ ومع ذك يمارس الحب والاحترام وهو لا يدري, لذلك يسمينا الناس متفلسفين عندما نريد أن نشرح لهم تلك البديهيات, كالحب والاخلاص والأمانة و الطيبة وسوف نجد صعوبة في شرحها بل إنها أتعبت الفلاسفة ..

إذا مادام الفللاسفة لم يستطيعوا أن يوصلوا معانيها للناس من الذي علمهم؟ الكبار طلاب أقسام الفلسفة يجدون صعوبة في فهمها فكيف يعرفها طفل صغير من تلقاء نفسه؟ فيمارس الحب والاخلاص والتعاون دون ان يعرف مسمياتها فضلا أن يشرحها فلسفيا, إذا كيف تقول أن المجتمع هو الذي علمنا؟ كيف نعلم طفل أن يكون له مبادئ في حياته؟ هذا كلام فلسفي لا يفهمه الطفل, هل أمه تستطيع هذا؟ ماذا ستقول له؟ ستقول له كن طيبا وودودا ومخلصا وصادقا ثم تجده يفهمها, مستعينا بلغة جسدها التي يعرفها شعوره وليس عقله, فالمنطق لغة العقل والمشاعر والأحاسيس لغة الشعور, والمنطق أصلا قادم من الشعور لكنه تجمد من خلال اللغة حتى يتم نقله بين الجميع, أما المشاعر فنستعين بكلمات مادية حتى تقربها لأنها ليس لها وجود مادي, وهذا مايفعله الشعر فهو يستعمل المادة لنقل الشعور.
SIR2U
سيقولون للتميذ أن سبب جمال الوردة هو لأنها تبهج العين.

الرد:
والأنف؟ واليد التي تلمس نعومتها؟ وهل العين لها بهجة خاصة والأذن لها بهجة خاصة والرجل لها بهجة خاصة لا علاقة لها ببقية البهجات؟ ولماذا تقول إذا أنا مبتهج بالوردة لم لا تكون دقيق وتقول أنا عيني مبتهجة بالوردة أما بقيتي فلا شأن لها بها؟ هذا تقطيع للكيان الواحد, ولماذا يرتاح بقية الجسم مادام العين وحدها هي التي ابتهجت؟ إذاً إذا تألمت العين على بقية الجسم ألا يتأثر, فمادام أن لها بهجة مستقلة إذا لها ألم مستقل وليس على الرأس أن يتصدع لألم العين وليس على الجسم أن ترتفع حرارته بل حرارتها هي فقط, وإذا لماذا يسمي الشخص نفسه بكلمة واحدة هي أنا؟ هل أنا تعني العين أو الأذن أو الرجل مادام أن لكل منها بهجة مستقلة؟

ولو قطعت أذنه أو رجله هل سيكف عن كلمة انا ويقول بدلا من انا: 80 أو 70 % من أنا, هذا لو كان كيانا ماديا فقط لكانت النسبة صحيحة. ومادامت تبهج العين فهذا الصغير له عين أيضا فلابد انها ابتهجت من تلقاء نفسها, فلماذا يخبرونه بشيء يعرفه من تلقاء نفسه؟ هم عرفوا أنها تبهج العين لأن لهم عيون وهو له عين, إذا لابد أنه عرف مثلهم أنها تبهج العين من تلقاء نفسه فمافائدة التعليم هنا؟ ثم إذا سأل لماذا تبهج العين ماذا سيقول له أستاذه؟ هل يقول لأن موجات اللون الأحمر أطول من بقية الموجات؟ سيقول لماذا الموجات الأقصر أبهج من بقية الموجات؟ هذا غير أنه يسر بالزهور البيضاء والبنفسجية والصفراء غير مكترث بأطوال موجاتها, هل ترى أن تفسيرك هذا علمي ومقنع؟ لأنها تبهج العين!
ولو قال الطفل كيف عرفت يا بابا أنها تبهج العين سيقول بسبب عيني , سيقول الطفل أنا لي عين ايضا أنت لم تتميز بشيء آخر, فعلى أي اساس تعلمني؟ أنت الآن ترد على نفسك وأرجعت الإحساس بالجمال إلى الذات من خلال العين, أنت لم تقل للطفل قال لي المجتمع انها شيء حسن بل قلت انها تبهج عيني مما يعني أن الإحساس بالجمال ذاتي, بمجرد أن رأت العين الوردة ابتهجت من تلقاء نفسها دون وسيط من المجتمع.
SIR2U
وإذا كانوا معلمين جيدين وكان الطلاب كبارا بما يكفي ليفهموا سيقولون لهم أن الأمر متغير وان هنالك آخرون لديهم أفكار مختلفة حول أي الورود هي الجميلة. أما تعابير الوجه فهي ليست شيئا يستحيل تفسيره. بعض العلماء يعتقدون أن بعضها ردود أفعال تلقائية تظهرأنها فطرية لأنها شائعة جدا في كثير من الثقافات المختلفة. ويعتقد آخرون أننا نتعلمها من خلال تقليد الآخرين.

الرد:
ولماذا أفكارهم متفقة على ان الورود كلها جميلة؟ عدنا إلى الذوق العام والذوق الخاص والعلاقة بينهما, الذوق الخاص يتعمد على التفضيل والذوق العام أصيل ومشترك بين الناس ولا يمكن تغييره ولا يأتي  بالتعليم, فلا يمكن أن تكون رائحة العفن أجمل من رائحة الورد  عند أي تلميذ مهما اجتهد المدرس, وسيقول كل التلاميذ أن رائحة الورد أجمل من رائحة العفن أي أصدروا أحكاما جمالية دون إذن المدرس الذي حاول أن يقنعهم أن رائجة العفن أجمل من رائحة الورد, إذا فكرة تعليم الجمال ساقطة من خلال هذه التجربة التي تستطيع أن تجريها بنفسك,
وتستطيع أن تجريها بشكل أدق على طفل منذ ولادته وليس شخص واحد يقوم بها لتحضر لذلك مجتمعا يقنعونه أن رائجة البيض الفاسد أفضل أفضل من رائحة الورد, هل سنتجح التجربة؟ تتوقع هذا؟ إن كنت تتوقع تأكد أن بقية البشر لا يتوقعون مثلك, سستكون أنت وحدك من يتوقع ذلك.  إذاً من علم التلاميذ هذا الدرس الأساسي في الذوق العام؟ هل تظن أنه المجتمع؟ يأتي الذوق الخاص ليبين الدرجة في الكراهة أو الإعجاب, والذوق الخاص يتأثر بالتجارب الخاصة, فشخص مر بتجربة عاطفية أليمة ارتبطت بالورد الأحمر لن يكون مفضلا عنده وربما اختار الورد الأبيض وهكذا أي مؤثر آخر, كأن يكون شخص تحبه يحب هذا النوع من الورود فتفضله لأجله, لكن لا يمكن أن يأتي شحص لا يحب عطور اأزهار ويفضل عليها رائحة البيض المتعفن, إذاً أساس الذوق لا يعلم, ودرجاته تتأثر بدافع خاص وشخصي في أغلب الأحوال.
SIR2U
اقتباس من رد الوراق السابق : "هل رأيت أن فكرتك غير عميقة؟"
كلا, وأفكارك لم تساهم في إقناعي بذلك.
اقتباس من الوراق: " ولا ألومك لكونك أخذتها بالتلقي دون أن تمحصها"
ولا ألومك لكونك ساذج. هل كنت لتظن أنني سأقول شيئا دون أن أفكر به أولا؟

الرد:
هذا كله غير مهم, حتى هذه الفكرة المادية مع كونها غير معميقة لست أنت من ابتكرها, فمعذرة, كل الماديون يرددونها بأن المجتمع هو الذي يغرس القيم في الناس ويحدد لهم الجميل والقبيح, وهي فكرة سطحية وليست منسوبة إليك ولكنك تبنيتها من ضمن الملايين, لأن الفلسفة المادية كلها سطحية وليست هذه الفكرة فقط.
SIR2U
اقتباس : " أنا أريد أن نمحص قبل أن نتقى ولا نصدق بكل ما نقرأ"
طبق ما تدعو إليه!
الرد:
وهذا ما أفعله الآن, وخطئني إذا استطعت, وسوف أتراجع, لن أفعل مثلك, أعدك بذلك.
SIR2U
اقتباس: "الواقع مخالف لما تقول, ولن تستطيع أن تشرح ما يعرفه الناس بالتلقائية."

واقع من؟ أنت؟

الرد:
لا بل واقعك أنت, فقد  يكون أكثر مثالية من واقعي, هل تستطيع أن تشرح ما يجري فيه بالتلقائية؟ سوف تكون اكبر فيلسوف عرفته الأرض لو قمت بذلك, لكن ليست بطريقة "لأن الورد يبهج عيوننا" السابقة! 
 SIR2U
ليس علي أن أشرح ما يعرفه الناس بالتقائية, أنت من يقول أن الناس يعروفن أشياء كالأخلاق والجمال دون أن يتعلموها.

الرد:
وضحت لك ذلك إن كنت تريد الحقيقة, أما إذا كنت تريد فقط أن تنتصر المادية فهذا شأنك, لكن الانتصار لشيء لا يكفيه أننا نريد ذلك, فالعقل له دور والقراء لهم عقول لابد من إقناعهم والرد على جميع أسئلتهم, لكن ليس بطريقة "لأن الورد يبهج عيوننا" مرة أخرى فهي لا تكفي للاقناع كما تصورت.


SIR2U
اقتباس: "السؤال لماذا عرفوا بالتلقائية هذه الأمور الأخلاقية والنفسية ولم يعرفوا باللتقائية المادة وقوانينها؟"

حتى الآن لم تثبت أنهم يعرفون هذه الأشياء بالتلقائية. حين تفعل هذا لك أن تتكلم بالباقي.

الرد:
أنا فعلت هذا, أنت الآن تريد أن تجعل معرفة الناس بالقيح والجمال تماما مثل معرفة الكيمياء والفيزياء والرياضيات, الواقع التعليمي لا يسندك, هذه الدروس العلمية يدرسها التلاميذ
منذ أول سنة إلى أن يتخرجوا من الجامعة ويتخصصوا, ومنهم من يكمل حتى يعتبر متخصصا,  في الكيمياء أو الرياضيات مثلا, هل هذا الشيء يجري مع الجميل والقبيح؟ وهل لها متخصصون مادام أنها علم كبقية العلوم؟ 
هده العلوم لا نعرفها غلا من خلال الدراسة في المدارس والجامعات, فلا نجد فلاحا أميا يعرفها, فنستطيع أن نقول أنه لا يعرف الكيمياء أو الرياضيات لكن لا نستطيع أن نقنول أنه لا يعرف الجمال من القبح, ترى اين تعلمها؟ ستقول المجتمع, لمادا لم يعلمه الرياضيات والكيمياء كما علمه الجمال والقبح وبنفس السهولة والتلقائية؟ أليست كلها علوم مادية كما تظن؟
وماذا عن الناس المعزولين؟ بالتأكيد سيكونون أقل حظا في معرفة الجمال والقبح لأنهم بعيدون عن المجتمع, مصدر الجمال وحامل رايته. هل نستيطع أن نقول هدا؟ هدا ما نستنتجه من النظرة المادية, العميقة حتى لا تغضب.
SIR2U
اقتباس: "أرجو أن تفكر قبل أن تجيب, فهو ليس سؤالا سهلا كما يبدولك"
إذا قد أدركت أنه ليس سهلا. ولكنك متأكد من امتلاكك لكل الأجوبة.
حسنا, أيها الناس, لقد انتهت الفلسفة, هذا الشخص, سيفسر كل شيء لنا تفسيرا مابعده. كل ال3000 سنة من المعاناة والتساؤل حول سبب كل شي وصلنا إلى نهايته.

الرد:
هل تريد بهذا الكلام أن توقفني عن المحاولة كوسيلة للقمع الفكري؟ طبعا لم ينجح غيرك, عليك أن تفكر وعلي أنا أفكر وعلى الجميع أن يفكروا فهو حق للحميع ولمصلحة الجميع, لكن لا ننسى أنك لم تجب على السؤال حتى الآن .
SIR2U
اقتباس "ولماذا تشترك فيها شعوب العالم بدون وسيلة اتصال ثقافي؟"

هذه كذبة صريحة. أنا واحد من الناس في هذا العالم ولا أوافقك الرأي, وأتحداك إما أن تريني الاثبات على هذه الفكرة أو اخرس (شت أب).
الرد:
إذا تجاوزنا شت أب اللطيفة, خذ مثالا: صور الكرم مختلفة عند كل الشعوب, لكن فكرة الكرم محبوبة عند كل الشعوب, وأنت واحد منهم, لا أظنك تحب البخل أكثر من الكرم, من الذي علمهم ذلك؟ وعلمك معهم؟ هل هي الصحافة أو التلفزيون أو معلمك أو ماذا؟ لا تجد شعبا ينفر من الكريم ويستقبحه, ويبتسم مسرورا كلما رأى شحيحا بخيلا يطرد الضيوف والمحتاجين ويستغلهم.

 
SIR2Uاقتباس: "ومادمنا عرفنا هذه الأشياء بالثقافة إذا لماذا لا نعرف المادة بالثقافة"
هل أنت تتفق معي هنا أم انك تحاول خداعي بهذا السؤال؟

الرد:
أنا أسير مع وجهة نظرك لأجل تطبيقها بغض النظر عن اتفاقي أو اختلافي. وليس الخداع من مبادئي, تعلمت ذلك بالتلقائية أيضا, فقد كان الاستاذ يحذرنا من الخداع ونحن نراه يمارسه, ولا يتعلم الإنسان من أحد يكذب, والجميع يعرف أن أكثر المجتمع يكذبون, فكيف يكون المجتمع هو الذي يعلمنا؟
ولماذا لا تجد أحد معجبا بامجتمع مع أنه هو صاحب الفضل في تعليمنا القيم كما تقول؟ فهل المجتمع علمنا أن ننتقده ونضعه في قفص الاتهام دائما مادام أنه يعلم كل شيء؟ كان من الأولى أن يعلمنا المجتمع أن نمجده, بنيما اقرا في الصحافة أو المواقع ستجد أن أكثر اللوم ينصب على المجتمع, ونادار ما تجد أحد يمجد مجتمعه, فهل مجتمعه علمه ألا يمجده؟
SIR2U
اقتباس: "ولا داعي للجامعات ولا لمراكز الأبحاث"


ماذا تظن المدارس بحق الجحيم إن لم تكن جزءا من التعليم الثقافي؟

الرد:
لأن المدارس لا تعلم هذه الاشياء, وتنصب على العلوم, كالتاريخ والجغرافيا والجيولوجيا والفلك والرياضايات...إلخ, المدارس لا تدرس كتالوجا كيف نعيش وماذا نحب وماذا لا نحب, إذا لماذا الدعوة إلى الحرية بحق الجحيم مادمنا لن نخرج عن تعليمات المجتمع؟ لأننا لا نستيطع ان نملك غيرها, أنت تنظر إلى المجتمع كشيء وإلى الفرد كشيء آخر, المجتمع في الآخير هو فرد, إذا لا وجود حقيقي للمجتمع إلا من خلال الأصوات العالية فيه والمؤثرة وهي أصوات فردية, المجتمع مثل خطوط الطول ودوائر العرض, لا وجود حقيقي لها, إذا لا يوجد صوت لمجتمع, إذا المجتمع غير موجود, هناك أفراد, بعضهم صوته يعلوا على بعض بقوة المال والنفوذ والإعلام ويلزم الآخرين بالخضوع له, إذا أنت ترجع كل شيء إلى شيء غير موجود تسميه المجتمع, والمجتمع في الأخير عبارة عن رغبات أفراد معينين,
 إذا كعادة الفلسفة المادية ترجع كل شيء إلى لا شيء, مثلما أرجعت وجود الكون إلى لا شيء, فالمجتمع ليس كيانا موجودا ويفكر, إنه يردد أفكار فراد, وهو عبارة عن أفراد, فالمجتمع نفسه هو أفراد, بعضهم قائد وبعضهم تابع يجمعهم مكان واحد, في السياسة وفي الأفكار, لكن في الذوق والحسن والقبيح لا يستطيع المسيطرون أن يتحكموا في الناس في هذه الأمور, مما يعني أنها ليست من المجتمع, ولا قدرة للأصوات العالية فيه أن تغيرها لهذا ينتقد الناس المجتمع ولا يسمحون لأحد أن يتدخل في ذوقهم, أي ينتقدون الأصوات العالية التي تريد أن تفرض على ذوقهم رغباتها, لذلك لا يقبلون بهذا, مع أنهم يقبلونها في مجال الإدارة والسياسة والعلم إلى حد أكبر, فكيف يكون ذلك من المجتمع ثم لا يسمحون لأحد أن يتحكم فيه ويغيره مع أنه من المجتمع؟ أم أنه استعمال مرة واحدة؟ هل تستطيع المدرسة أن تتحكم في ذوق التلميذ في الطعام واللباس ؟ حتى لو فرضوا عليه سوف يسخط, لكنه يقبل بالتنظيمات الإدارية إلى حد أكبر لأنها من المجتمع, أما ذوقه فلأنه ليس من المجتمع لا يسمح للمجتمع أن يتحكم به.
SIR2U
اقتباس: "نعم الجميع بسهولة يعرف الأخلاق, جميع من يشاهد الفلم صغار أو كبارا يحبون البطل صاحب الأخلاق ويكرهون الشرير النفعي الأناني ويكشتفونهما بسهولة ولم يحتج صاحب الفلم إى أن يقدم لهم تعريفا أين مكامن الجمال والفضيلة في هذا الفلم وأين المواقف الغير أخلاقية فيه ."
الأفلام هي جزء من التعليم الثقافي, ففي كل مرة يخسر الشخص الشرير هذا درس يبين الحاجة لأن نكون خيّرين. وعندما يعاني الشخص الطيب فهذا درس يبين لنا أن كونك خيّر ليس سهلا ولكن على ذلك ألا يغير ما أنت عليه. ألم يعلمك أحد ابدا كيف تحلل القصص والأفلام؟ منذ القدم والخرافات والأساطير تستخدم لتعليم الصغار ولتحافظ على قيم المجتمع.

الرد:
لماذا أنت جعلت الأفلام تعليما؟ منتجوا الأفلام ليس قصدهم أن يعلموا الناس كما تظن إنهم يخطبون ودهم, أي يعزفون النغمة التي يحبها الناس, علينا أن نفهم الأمور كما هي وليس بالمقلوب, المخرج يريد أن يكسب المال وليس وزيرا للتربية, والناس يحبون الفضيلة بالتلقائية ولو جعل البطل يخسر والشرير يفوز دائما لنفر الناس من أفلامه لأنها تخالف فطرتهم وتجعل القبيح حسنا والحسن قبيح, وهو لا يريد أن يخسر الجمهور, بمعنى أن الإعلام والسياسة والتربية تعزف النغمة التي يريدها الناس وليست تعلم الناس البديهيهات التي يعرفونها, وتمرر أهدافها من خلالها, الا ترى أن كل شيء ليُبَس لباس الفضيلة حتى لو كان ضدها؟
 فصاحب المتجر يقول لك أريد أن أخدمك وأنا مسرور بقدومك ويبتسم لك ولا يقول أريد أن أفرغ  جيبك من النقود,لو أن الناس يحبون شخصية الظالم الشرير ويريدونها أن تنتصر لقدمها منتج الأفلام بلا تردد, فعيونه على المال وليست على الأخلاق, والمال مرتبط بحضور الناس وحضورهم مرتبط بمثلهم العليا, وهم يبحثون عن من يؤازرها وينفرون ممن يجعلها في الوضع السيء, ألا تلاحظ أن الناس يختارون من متعدد؟ والجميع يخطب ود الناس ولا يعلمهم, فالرسام لا يعلم الناس لكنه يحاول أن يصطاد ذوقهم, والشاعر لا يعلم الناس بل يدور حول المعاني التي يحبها الناس..

حتى الدين يدور حول الفضائل التي يحبها الناس, ولو عارضها لرفضوه, فالدين لم يحقن حب الفضيلة في الناس بل آزرها وساندها وهي ما يسمى بالفطرة الخيّرة, وهو الوحيد الذي رتب على احترام الفضيلة جزاءا وعلى تركها عقابا, إذا الدين هو أكثر من آزر الإنسانية ودوافعها الفطرية. الجميع يريد أن يحوز على إعجاب الناس لا أن يعلمهم, حتى التعليم نفسه فهو يدرس الناس ما يرى الناس أنه مهم ويستحق التدريس أو أغلبهم على الاقل. ومامعنى النجاح والفشل مع الناس؟ هو ليس إلا قدرة على كسب رضى الناس من عدمه.
SIR2U
الأخلاق هي كلمة تستخدم لتفيدنا في تعريف بعض الأنماط السلوكية هل هي حسنة او سيئة. وهي عادة تقسم إلى قسمين أساسيين: النظرية والتطبيق. الأخلاق كنظرية هي مفهوم تعميمي يتعامل مع كيفية التعريف, وماهي الطرق التي يجب أن تستخدم وهكذا. الأخلاق كتطبيق هي نسبية حسب كل مجتمع. الكرم تابع لمنطقة التطبيق ولهذا سيكون لها تعريف بحسب كل مجتمع. وأتمنى أن أرى إثباتا بأن الكرم فطري. رؤية الناس وهم يتصارعون على الطعام حين يتضورون جوعا تجعلني أعتقد أن ذلك غير ممكن.


الرد:
إذا كل صور التضحية والإيثار تعتقد أنها غير فطرية, ترى من أين جاءت؟ أليس حب الحياة دافعا فطريا؟ لماذا هناك من يضحي بحياته لأجل غيره؟ هل حبه للحياة فطري وحبه للأخلاق غير فطري؟ من ركب هذه التركيبة؟ ولمصلحة أي أيديولوجية مخالفة الواقع؟ الإنسان يحب الإيثار بفطرته, وإن لم يفعله هو فهو يعجب بمن يفعله, ومالأدب والفن إلا وصف لذك الإعجاب بالفضائل وهو مشترك عند كل الشعوب, وكل الآداب تمجد الفضائل والأخلاق. لماذا يحب الإنسان الإيثار؟ هل لأن المجتمع قال له ذلك؟ في حين نجده ينتقد المجتمع؟ هل هو ساذج ومطيع للمجتمع لدرجة ليفرط بمصالحه وربما حياته؟
أليست قيمة المجتمع عنده لأنه يستفيد من المجتمع كما تقولون؟ فإذا خسر حياته ماذا يستفيد من المجتمع؟ وصور التضحية بالحياة لأجل مبادئ أكثر من أن تعد, إذا كيف لي أن أتصور أن الأخلاق ليس لها دافع فطري وأصدق أن المجتمع هو الذي يتحكم بها مع أن هناك من يتحمل رفض المجتمع لتضحياته ومع ذلك يقدمها؟ واولئك الذين يتسارعون إلى الطعام لأنهم جياع, هل ستعدم بينهم من يؤثر طفلا أو مريضا أو عجوزا ويجلسه مكانه؟ لا تنس أن هناك من قتلوا أنفسهم بدافع المبادئ, فما بالك بالطعام؟ إذا الفضيلة غريزة في الإنسان مثل غريزة البقاء والغذاء ولا يعترف بها الماديون, لأنها تخالف أهدافهم, نعم غريزة الجوع تحركنا, وغريزة الفضيلة أيضا تحركنا لكن هناك من يستجيب لها وهناك من يرفضها فهي من الغرائز الاختيارية.
SIR2U
أعتقدت انك قلت أن الضحك يأتي بالتلقائية, إذا ليس ذنبي أنني ضحكت أليس كذلك؟

الرد:
لكن التلقائية مرتبطة بالفضيلة لا تنس ذلك ايضا, والضحك على الفلسفة ليس من الفضيلة.

 
SIR2U
أما بالنسبة للرد, فليس هناك ما أنقضه لأن كل ما فعلته هو البربرة.
إذا أردتني أن أرد على شيء أعطني شيئا لأرد عليه. قدم ادعاء وادعمه بالأسباب التي جعلتك تقوله.


الرد:
إذا كنت لا ترد على شيء, لماذا تكتب وتكلف نفسك؟ أم أنك تعودت على فكرة اللاشيء وصارت جزء من حياتك؟
والرد على الاشيء هو لا شيء, أنت لا تريد أن ترد لأنك لا تستطيع فصرت تتهرب بطريقة كوميدية, وتحسب أن السخرية تنجيك من الموقف الصعب, كل فكرة قدمتها أنا لم تستطع أنت أن ترد عليها بغير كلمة أثبت لي وأرني, مع أني أثبت لك وأريتك لكنك لا تحب أن ترى شيئا, فحياة اللاشيء مسيطرة عليك, وهكذا أنت لم ترد بحجة اللاشيء وكتبت لنا ذلك اللاشيء الذي يرد على لاشيء! هل تراك سلمت وخلصت نفسك؟ هذه حيلة معروفة للهروب فعلها الثعلب عمن قبلك ندما سخر من عنقود العب الذي لم يطله فقال أنه حامض بعد عدة قفزات, وأنت قلت انه لا شيء بعد عدة قفزات فاشلة, وهذا الموقف الضعيف ليس بسبب ضعف قدراتك فأنت ذكي, بل بسبب ضعف جدار الفلسفة المادية الذي تعتمد عليه.
SIR2U
ثم أنت مخطئ بكون المشاكل الأساسية في الفلسفة هي الحياة والموت والوجود والاخلاق وغاية الحياة, هذه اسئلة البشرية. مشاكل الفلسفة هي إيجاد أجوبة لهذا الاسئلة.
الرد:
حسنا لكنها تثير الضحك عندك! ومن يضحك على مشاكل البشرية ماذا تقول عنه البشرية فضلا عن أن يستطيع أن يوجد حلولا لتلك المشاكل! وهل معنى كلمة مشكلة منفصل عن إيجاد حل لها؟ هي لم تسمى مشكلة إلا لأجل أن يبحث لها عن حل, هذه بديهيات لغة وليست بديهيات فلسفة.

SIR2U
اوه, هذه نصيحة, لا تهاجم شخصي مرة أخرى أبدا. إذا كانت لديك مشكلة في طريقة تفكيري, علمني. إذا كنت لا تعتقد أن أفكاري هي الصحيحة فأعطني أفكارا جديدة وأسبابا للتصديق بها. إذا لم تستطع أن تفعل لا هذا ولا ذاك فاذهب إلى الجحيم أنت وغباؤك!


الرد:

تريد أنت تهاجم شخصي كما يحلو لك ومنذ البداية, لكن أنا ممنوع أن أهاجم شخصك وعلي أن أذهب إى الجحيم أنا وغبائي! اما أنت فتختار أقذر الكلمات وليس علي أن أعاملك بالمثل! هل هذا عدل؟ مع أنني لم أعاملك بالمثل ,فلم أقل لك غبي أو اذهب إلى الجحيم ولا كلاماً فارغاً ولا شت أب, إذاً قدِّم هذه النصيحة نفسك أولاً لأنك أنت البادئ, ومع ذلك ترفعت أنا عن هذا المستوى فأنا أستحق منك الشكر لأني لم أعاملك بنفس وقاحة ألفاظك السابقة..

أما إقناعك فأمر ليس بيدي مع شخص لا يحب أن يقتنع بل بيدك, ألم أقل لك أن الذوق لا يمكن لأحد أن يتحكم به إلا صاحبه؟ وإذا تكلمت مع الناس باحترام سيكونون مجبرين أن يكلمونك باحترام, حاول أن تجرب ذلك مرة حتى لا تضع نفسك في مثل هذا الموقف الذي أوجعك, غرورك هو السبب وليس أنا, ومع هذا لن أضحك عليك وسوف أستمر في احترامك, ومرحباً بك عندما تريد أن نبحث معاً عن الحقيقة بدون أيديولجيات ولا وقاحة.


ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق