حول السعادة والطمأنينة .. رداً على موضوع كتبه أحد أعضاء المنتديات الأعزاء ..
اقتباس :أهم ثلاث قرارات تؤثر على سعادة الانسان :
- القرار الخاص باختيار التخصص الدراسي ..!!
- القرار الخاص باختيار وظيفة العمر ..!!
- القرار الخاص باختيار شريك الحياة ..!!
يعني السعادة قرار و اختيار .. !!
الرد :
هذه قرارات مهمة لا شك وكلها تقريباً وسائل لأجل الحياة لكن قرار هدف الحياة يبدو لي هو الأهم ..
اقتباس :هل القرارات التي وصفتها بأنها وسائل من أجل الحياة يعني أنها تركز على الجانب المادي و بالتالي إذا نجح و وفق في الاختيار فإن السعادة التي سيشعر بها حينها مؤقتة و ليست بجمال تحقيق هدف الحياة .
الرد :
السعادة أصلاً مترابطة , حتى النجاح في هذه الأمور الثلاثة
أو غيرها مرتبط في النجاح بهدف الحياة لأنه هو الأصل , ولا أظن بأني محتاج
أن أضرب لك أمثلة عن من نجحوا في هذه الأمور بشكلها الظاهري ولكنهم تعساء ,
هناك من انتحر وهو من أصحاب المليارات وأصحاب الشهادات العليا وليس بعد
هذا نجاح في الوظيفة مثلا ..
وكثير ضحوا بالكثير لأجل أن يرتبطوا بشريك الحياة أو شريكة الحياة معتبرين أن السعادة سوف تحل بمجرد أن تدخل شنطتها إلى بيته , لكن انقلب الأمل إلى عذاب لم يكن له حل إلا الطلاق , إذاً نحن لا نعرف السعادة أين تكون وكيف تكون , ولا نستطيع أن نخطط كيف نكون سعداء , لكننا نعرف أننا كلما امتلأنا من الداخل كلما تحسّن الخارج من حولنا , وهذه الحقيقة الصادمة في كوننا لا نستطيع أن نخطط بالضبط لنصل إلى السعادة الأكيدة والدائمة , فلا نعرف ماذا يسعدنا بالضبط ، وكم تمنينا أموراً .. ولمّا تحققت لم تأتي لنا بالسعادة ..
إذاً يجب أن يكون هدف الحياة مرتبط بمن يعرف كيف يسعدنا ويستطيع ذلك وهو الله سبحانه , {قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين } هكذا يجب أن يكون هدف الحياة , فالله يتولى اختيار الخير لنا وإبعاد الشر عنا لأنه هو من يعرف ذلك والقادر عليه ..
وأنا أتكلم من تجربة فلم أستطع أن أسعد نفسي، بل كنت أُتعسها كلما حاولت إسعادها , حتى أتمنى حصول شيء ، فإذا حصل ما تمنيت شعرت بالألم , لكن الله استطاع إسعادي والفضل له , وذلك بعدما سلّمت نفسي له وخططت لحياتي بموجب ذلك التسليم , فيجب علينا ألا نتكل على أنفسنا بل نتكل على من تعهد بحياة طيبة ونعيم أبدي لمن أسلم نفسه له وصار عبداً صادقاً له , لا عبداً لشهواته ولا للمجتمع ولا لأنانيته بل يفعل الواجب لأنه واجب حتى لو تعارض مع هواه؛ لأنه عبد لرب هذا الواجب وليس عبداً لنفسه ولا للناس طبعاً .
وكثير ضحوا بالكثير لأجل أن يرتبطوا بشريك الحياة أو شريكة الحياة معتبرين أن السعادة سوف تحل بمجرد أن تدخل شنطتها إلى بيته , لكن انقلب الأمل إلى عذاب لم يكن له حل إلا الطلاق , إذاً نحن لا نعرف السعادة أين تكون وكيف تكون , ولا نستطيع أن نخطط كيف نكون سعداء , لكننا نعرف أننا كلما امتلأنا من الداخل كلما تحسّن الخارج من حولنا , وهذه الحقيقة الصادمة في كوننا لا نستطيع أن نخطط بالضبط لنصل إلى السعادة الأكيدة والدائمة , فلا نعرف ماذا يسعدنا بالضبط ، وكم تمنينا أموراً .. ولمّا تحققت لم تأتي لنا بالسعادة ..
إذاً يجب أن يكون هدف الحياة مرتبط بمن يعرف كيف يسعدنا ويستطيع ذلك وهو الله سبحانه , {قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين } هكذا يجب أن يكون هدف الحياة , فالله يتولى اختيار الخير لنا وإبعاد الشر عنا لأنه هو من يعرف ذلك والقادر عليه ..
وأنا أتكلم من تجربة فلم أستطع أن أسعد نفسي، بل كنت أُتعسها كلما حاولت إسعادها , حتى أتمنى حصول شيء ، فإذا حصل ما تمنيت شعرت بالألم , لكن الله استطاع إسعادي والفضل له , وذلك بعدما سلّمت نفسي له وخططت لحياتي بموجب ذلك التسليم , فيجب علينا ألا نتكل على أنفسنا بل نتكل على من تعهد بحياة طيبة ونعيم أبدي لمن أسلم نفسه له وصار عبداً صادقاً له , لا عبداً لشهواته ولا للمجتمع ولا لأنانيته بل يفعل الواجب لأنه واجب حتى لو تعارض مع هواه؛ لأنه عبد لرب هذا الواجب وليس عبداً لنفسه ولا للناس طبعاً .
اقتباس :و إذا تعثر الانسان في هذه الأمور الثلاث المهمة و فشل - و الفشل يعني التعاسة - تؤثر على تحقيق هدف الحياة و بالتالي تؤثر سلباً على السعادة الحقيقية ..
الرد :
هذه الأمور الثلاثة تنعكس عليها السعادة الداخلية وليست هي
أسباب السعادة الداخلية بحيث إذا تحققت صرنا سعداء أتوماتيكياً , إنها من
نتائج السعادة الداخلية التي تحصل بالانتماء إلى الله وتسليم النفس له ,
حينها تحل البركة والتوفيق { ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم
يحزنون } وعدم الحزن من السعادة إن لم يكن هو السعادة لأن الدنيا ليست جنة ,
فالسعادة الحقيقة هي في الطمأنينة..
قال تعالى : { يا أيتها النفس المطمئنة} ولم يقل يا أيتها النفس السعيدة , لأن السعادة التي قد يتصورها البعض بالإثارة الدائمة والمرح والضحك الدائم وفقدان الألم الدائم لا يمكن أن تكون في الدنيا , لكن يمكن أن تكون الطمأنينة، والطمأنينة تعني رضا النفس والصبر الجميل والاستمتاع بالأخلاق والفضائل والثقة بالنفس والإبداع وتذوق المعاني والجمال وقلّة اللهاث على المادة وبرزق الله والهدوء العام وقلة التوتر والاستفادة من رزق الله الذي يسره الله فيخف شعور الغيرة والحسد ليحل محله الشكر واستثمار الموجود , وهي تهون المصائب وتخفف التأثير وتقلل القلق وتجعل الإنسان يتحمل أكثر ولا يغضب بسرعة ولا ييأس بسرعة ولا يحس بالخسارة المادية أو التعب مادام يفعل خيراً يرجوه عند الله ..
لاحظ أن هذا كله يخدم الجوانب الثلاثة التي أشرت إليها ويجعلها ناجحة , إذا هي ثمرة للسعادة الداخلية وليست أسباباً لها , وحتى اللذة المادية ليست شيئاً سيئاًَ إذا كانت خاضعة للذّة المعنوية الأسمى منها ولا تتعارض مع المثل والأخلاق وليست هدفا بذاتها بل المعنويات هي الأهم دائما , هكذا نحصل على الطمأنينة التي هي السعادة الممكنة في الدنيا , فالحياة جميلة لو خف القلق والتوتر ..
لاحظ أن الحزن الشديد عبارة عن توتر , وشعور الغيرة والحسد عبارة عن توتر , الخوف من الفقر واللهاث وراء المادة هو توتر , التعصب عبارة عن توتر , المشاكل الزوجية عبارة عن قلق وتوتر وتشدد وقلة تنازلات , التشدد في قيمة الذات والكرامة الشخصية عبارة عن توتر , الغضب والانفعال عبارة عن توتر وشد أعصاب , وكل هذه الأمور ضد السعادة حتى لو كنا ننام على الذهب , فلن نكون سعداء وهذا هو وضعنا الداخلي .
الخط المستقيم يدل على الهدوء وسهولة المشي , والطريق الوعر عبارة عن نتوءات , والحزَن وجمعها حُزُون أو أحزان في اللغة هي الأرض الوعرة , والأرض المطمئنة هي المنبسطة , إذاً التوتر ضد الطمأنينة , ومن كان مع الله يكون مطمئناً ومن أعرض عن ذكره سبحانه فإن له معيشة ضنكاً بسبب القلق وتزايده ونتائجة ومحاولة إزالته التي تزيد التوتر وتحوله إلى توتر داخلي عميق يفقد معه الإنسان طعم الحياة ولذائذها مهما توافرت ويجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصّعد في السماء , ويدفعه للبحث عن متع مادية أكثر في محاولة خلاص من القلق , لكنه يفرح بها قليلا ثم تعود لتزيد رصيده من الألم فيعيد الكرّة وهكذا إلى أن يأخذه الموت فيجد الله أمامه .
لا سعادة حقيقية (اطمئنان) إلا مع الله , وما سوى ذلك فهي بروق تلمع بسعادة خلبية لا تلبث أن تزول ليحل محلها الألم , فنتيجة الطمأنينة أن تأخذ الأمور حجمها الطبيعي سواء كانت مخاوف أو رغبات , المشكلة دائما هي في الزيادات أي في أن يعطى الشيء أكبر من حجمه أو أكبر من حجمه .
قال تعالى : { يا أيتها النفس المطمئنة} ولم يقل يا أيتها النفس السعيدة , لأن السعادة التي قد يتصورها البعض بالإثارة الدائمة والمرح والضحك الدائم وفقدان الألم الدائم لا يمكن أن تكون في الدنيا , لكن يمكن أن تكون الطمأنينة، والطمأنينة تعني رضا النفس والصبر الجميل والاستمتاع بالأخلاق والفضائل والثقة بالنفس والإبداع وتذوق المعاني والجمال وقلّة اللهاث على المادة وبرزق الله والهدوء العام وقلة التوتر والاستفادة من رزق الله الذي يسره الله فيخف شعور الغيرة والحسد ليحل محله الشكر واستثمار الموجود , وهي تهون المصائب وتخفف التأثير وتقلل القلق وتجعل الإنسان يتحمل أكثر ولا يغضب بسرعة ولا ييأس بسرعة ولا يحس بالخسارة المادية أو التعب مادام يفعل خيراً يرجوه عند الله ..
لاحظ أن هذا كله يخدم الجوانب الثلاثة التي أشرت إليها ويجعلها ناجحة , إذا هي ثمرة للسعادة الداخلية وليست أسباباً لها , وحتى اللذة المادية ليست شيئاً سيئاًَ إذا كانت خاضعة للذّة المعنوية الأسمى منها ولا تتعارض مع المثل والأخلاق وليست هدفا بذاتها بل المعنويات هي الأهم دائما , هكذا نحصل على الطمأنينة التي هي السعادة الممكنة في الدنيا , فالحياة جميلة لو خف القلق والتوتر ..
لاحظ أن الحزن الشديد عبارة عن توتر , وشعور الغيرة والحسد عبارة عن توتر , الخوف من الفقر واللهاث وراء المادة هو توتر , التعصب عبارة عن توتر , المشاكل الزوجية عبارة عن قلق وتوتر وتشدد وقلة تنازلات , التشدد في قيمة الذات والكرامة الشخصية عبارة عن توتر , الغضب والانفعال عبارة عن توتر وشد أعصاب , وكل هذه الأمور ضد السعادة حتى لو كنا ننام على الذهب , فلن نكون سعداء وهذا هو وضعنا الداخلي .
الخط المستقيم يدل على الهدوء وسهولة المشي , والطريق الوعر عبارة عن نتوءات , والحزَن وجمعها حُزُون أو أحزان في اللغة هي الأرض الوعرة , والأرض المطمئنة هي المنبسطة , إذاً التوتر ضد الطمأنينة , ومن كان مع الله يكون مطمئناً ومن أعرض عن ذكره سبحانه فإن له معيشة ضنكاً بسبب القلق وتزايده ونتائجة ومحاولة إزالته التي تزيد التوتر وتحوله إلى توتر داخلي عميق يفقد معه الإنسان طعم الحياة ولذائذها مهما توافرت ويجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصّعد في السماء , ويدفعه للبحث عن متع مادية أكثر في محاولة خلاص من القلق , لكنه يفرح بها قليلا ثم تعود لتزيد رصيده من الألم فيعيد الكرّة وهكذا إلى أن يأخذه الموت فيجد الله أمامه .
لا سعادة حقيقية (اطمئنان) إلا مع الله , وما سوى ذلك فهي بروق تلمع بسعادة خلبية لا تلبث أن تزول ليحل محلها الألم , فنتيجة الطمأنينة أن تأخذ الأمور حجمها الطبيعي سواء كانت مخاوف أو رغبات , المشكلة دائما هي في الزيادات أي في أن يعطى الشيء أكبر من حجمه أو أكبر من حجمه .
السلام الداخلي ليس أمرا بسهولة أن نريده فيتحقق أو نفعل كذا وكذا فيتحقق
, أعتقد أنه نتيجة وأنه هبة من الله ووعْد من الله عندما قال : ( الا إن أولياء
الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون) (يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية )
وهذا لا
يتحقق على الرغبة في النتيجة بل بناء على الرغبة في السبب وهو إخلاص العبودية لله
وليس للنفس وما تريد بغض النظر عن ماذا سنكسب , لأن ما سنكسبه لسنا من يكسبه
بوعينا , إنه هبة من الله , فانشراح الصدر من الله (ألم نشرح لك صدرك) حتى العلم
والحكمة هي من الله (يؤتي الحكمة من يشاء) (وقل ربي زدني علما) , إذاً الذي
علينا هو النية وإخلاصها بعبودية الله بغض النظر عن مصالحنا الأنانية هل يتعارض أو
يتفق ؟ وتحقيق العبودية ببساطة هو أن نكون نحن في الدرجة الثانية , والله وما يقرب
إليه في الدرجة الأولى , فركاب الدرجة الثانية على عكس ركاب الطائرات المعروفة هم
من يحظى بالتكريم وحسن الضيافة وتمتلئ نفوسهم اطمئنانا وحبا وجمالا وتنشرح صدورهم
ويكون بالهم واسع ويستطيعون تحمل الغضب والمتاعب بدرجة أكثر من غيرهم (ألا بذكر
الله تطمئن القلوب) , وإذا كان الاطمئنان في الداخل لا تؤثر كثيرا تقلبات الخارج .
اقتباس :سؤال رئيس :
" ما هو قرار هدف الحياة لديكم
سؤال أود منه الاستنارة أكثر و التوضيح ..
الرد :
هدف الحياة قد وضحته .
وهذا من وجهة نظري وشكراً .
وهذا من وجهة نظري وشكراً .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق