الاثنين، 23 أبريل 2012

حوار حول الانتقائية الفكرية والدين ..


حوار مع العضو لامع في منتدى طبيعي حول الانتقائية الفكرية والدين ..


(اقتباسات من العضو لامع في ردوده على بعض الاعضاء ) :

"لاننا لو آمنا ان الاديان احتياج بشري حتى لو كانت خاطئة لعرفنا ان جزء كبير منها لم يكن فقط لمصالح فئة شريرة بل يجب ان ندرس البديل الصحي لذلك الاحتياج الانساني ."
"وقت ظهور الاديان السماوية كان نظام الدولة معروفا كما ان الاسلام بالذات جاء ليضاهي انظمة الدولة الرومانية ووضع لها دساتير وتشريعات سياسية عامة (ما يسمى بالشريعة فقها) فالقانون والدستور موجودة منذ اكثر من ثلاثة الاف عام تاريخيا واذا سرقتي خوفا من القانون لما فرقتي عن الذي يسرق خوفا من النار فكلاهما خوفا من القانون , المفترض الا تسرقي لوازع اخلاقي ولان السرقة ضارة بحد ذاتها وما لا تقبليه على نفسك لا تقبليه على غيرك فالأديان جاءت لكي لا تجعلنا مثل حياة الغاب ولا نكون ماديين تماما واهتمت بالجانب المعنوي او الفلسلفي او الروحي او ما وراء المادة لأن عقلنا مجبول على حب معرفة الغامض والمجهول وبالتالي هذا هو الاحتياج , الآن العلم والفلسفة والأدب والفن والتجربة تجيب عن اسئلة الانسان التي لا نهاية لها لكن الدين في عصر من العصور كان هو الذي يريح فضول الانسان الذي يحيره دائما فتطفئ عبارة "الارادة الالهية" نار الحيرة والتوهان والفوضى العقلية للانسان اما في العصر الحالي بعد التجربة والخبرة تبين للانسان خطأ الاديان لان بها اشياء ضارة كثيرة لكن ما زال الانسان يحتاج الى بعض الروحانيات لشغل الجانب الغير مادي منه ."
"المقصود من المحاضرة في رأيي هو عدم رفض كل شئ قادم من الاديان فقط لان بها خرافات او اشياء لا اقتنع بها فكما ان الحكمة ضالة المؤمن اينما وجدها اخذها فكذلك هي للملحد "
"الدين جزء منه غيبي وجزء منه واقعي (انساني/اجتماعي) فاما الواقعي فيشمل كل شئ ويتضمن بشكل عام كل فكر وتقليد اجتماعي لانه من اسباب قبوله حاجة المجتمع لذلك , الالحاد هو فقط انكار الميتافيزيقي واللادينية رفض كثير ما جاءت به الاديان لكن يبقى جزء مشترك وهو نابع من الانسان نفسه نقلته لنا الاديان وتوارثه الانسان عبر الدين لكن هو مجرد ثقافة وفكر انساني يُحترم نتج عن تفكير مديد لالاف السنين وجهد وتعب ووعي ."

الرد:

الزميل لامع :

قلت ان الاديان نقلت فكرا للانسان من خلالها .. السؤال هو : لماذا الدين اصبح الوسيلة الوحيدة لانتقال هذا الفكر ؟ و طالما ان هذه الافكار لا توجد الا من خلال الاديان ولم تعرف الا من خلالها ، فكيف نسمي الدين انه مجرد ناقل لها ؟

من يرفض الدين عليه الا يكون عالة على الدين في اي شيء ، ويمكن ان يقول البعض ان الدين تراث انساني قد يستفيد منه الانسان حتى لو كان ملحدا ، والرد على هذا هو انه الان اثبت اهمية الدين وانه لا يمكن ان يعيش احد دون ان يستفيد من الدين ، بينما الملحد يقول ان الدين وبال على البشرية وخطر عليها ، فلماذا ياخذ منها !! ؟؟

المؤمن لا ياخذ من الالحاد اي شيء . من يفكر بمثل هذا التفكير عليه ان يعترف بان فكره عالة على الاديان التي يرفضها من الاساس . وهكذا يظهر الملحد بمظهره الطبيعي وهو التطفل .. طالما الملحد يرى ان اصل الدين باطل ، إذا فرعه يجب ان يكون باطل ، وكل ما اسس على الباطل فهو باطل .

يا ترى لو استعان المؤمن بافكار الملحدين ، هل سيبقى مؤمنا ؟ طبعا لا ، ولن يرض اي مؤمن ان يكون عالة على فكر مضاد له ، اذا الدين يجعل الانسان اكثر كرامة حتى على مستوى الفكر . واصلا لا يمكن لشيء أتى به الدين ان يكون مناسبا للفكر المادي الالحادي . هل الاخلاق مثلا مناسبة لفكر مادي الحادي ؟ طبعا لا ، لانه لا يعترف الا بالمادة ، وعلاقة الانسان بالمادة علاقة مصالح ، اذا الملحد لا يعترف الا بالمصلحة المادية ، والاخلاق مبنية على الايثار بدون مقابل منتظر .

الفن مثلا ، عندما تقول "فن ديني" ، اي انه مرتبط بالدين ، اي بما ترفضه ! فكيف تقبل شيئا يمجد ما ترفضه وتريد تشويهه ؟ هذا تناقض . اذا قبل المؤمن الجانب الاجتماعي والفكري والفني من معطيات الدين ، فهو لديه غطاء فكري و عقدي لها . لكن عندما يتناولها الملحد ، فما هو غطاؤه الفكري ؟

الدين مثلا ينهى عن كلمة اف للوالدين ، اذا تبنى الملحد هذه الفكرة فما هو غطاؤه ، بينما فكره يعتمد على المصلحة المادية ؟ اين المصلحة المادية في تحمل والدين هرما في السن و يسببان عزلة عن الحياة للشاب الملحد الذي تقول له مبادئه : استمتع و دع القيم ، فهي بنات الدين والدين خرافة ، والحياة مادة ، وعلاقتك بالمادة ان تستمتع بها ؟ اذا سوف يكون متناقضا اذا كان بارا بوالديه مع مبادئه الالحادية المادية .

انت الان تقدم الملحد بشكل مفكك ومتناقض مع نفسه ، بل ومع اساس فكره . لا يستطيع الانسان ان يحافظ على شخصيته وهو يبنيها على متناقضات . انت تحاول الان ان تفكك الدين الى اجزاء وتأخذ منها ما تشاء وتترك ما تشاء . هذه النظرة تـُجرّد الدين من روابطه الفكرية وتصوره كانه كتلة متكلسة من عدة اشياء تفككها عن بعضها ، وتصبح لا علاقة لبعضها ببعض ، والدين ليس كذلك . بل حتى الفلسفات ليست كذلك : لا تستطيع ان تفكك الماركسية مثلا وتأخذ منها اجزاء تناسبك ، وتفكك الراسمالية وتاخذ منها ما يناسبك ، وتفكك المادية وتاخذ منها ما يناسبك ، وتفكك الدين وتاخذ منه ما يناسبك ، سوف تكون انسانا مضطرب الشخصية و متناقضة مع بعضها البعض ولا تستطيع ان تدافع عن افكارها . لانها بلا منظومة منطقية تربطها مع بعضها البعض .

لنطبق فكرتك على شخص مؤمن ، فسوف يفكك الاديان وياخذ قطعة من هنا وقطعة من هناك ، ماذا سيكون وضعه ؟ ان صورة التناقض انت تعرضها الان ، عندما لقبت نفسك بملحد صوفي ! كيف يكون هذا الشيء ؟ الصوفية روحانية وعقلك الملحد لا يؤمن الا بالمادة ، فكيف تكون شيئين متناقضين في نفس الوقت ؟

على هذه الحال نستطيع ان نقول : انا ملحد مسلم ! و فلان هندوسي مسيحي !

هذه الفكرة نابعة من الفكر المادي التفكيكي والبنيوي ، ففكك و ابن ِ كما تشاء .. اتحدى اي شخص ان يصنع قيما كما يشاء ويعتنقها .

امامك كأس : هل تستطيع ان تصنع له قيمة خاصة وتجعله مقدسا دون ان تربطه بشيء مقدس لديك ؟ طبعا لا ، اذا العقلانية المادية لا تصنع قيما ، بل هي تفككها وتحولها الى مادة لها نفس حكم المادة . فالحجر الاسود وتمثال افروديت ولوحة الموناليزا ، كلها شيء واحد بالنسبة للفكر المادي ، يعيدها كلها الى ذرات مادية كغيرها من الذرات ، لأن الفكر المادي لم يبن على اساس قيمي ، بل مبني على ان المادة سواء ، ولا شيء غير المادة ، فمن اين تاتي القيم لهذا الفكر ؟

الملحد الحقيقي لا يمجد الفن ، بل يجب ان يسخر منه ، لانه لا قيمة مادية حقيقية له ، تماما مثلما يسخر من المقدسات الدينية . وهكذا نرى ان الالحاد يـُفقد الانسان انسانيته ، وجمال تلك الانسانية ، لكن لا ملحد يطبق الالحاد في الحقيقة ، ويظل يتطفل على ما حوله مما ليس له .

الالحاد ليس منظومة فكرية متناسقة مع بعضها ، الالحاد هو عكس العقل ، فالعقل مبني على ارتباطات ، والالحاد مبني على القص واللصق والانتقائية بدون روابط ، لهذا الالحاد يفتقر الى النظرة الفلسفية المترابطة ولا يصمد للنقاش . والانتقائية ضد العقل وضد الفلسفة ، هي في الاخير تعني اللاشيء ، سوى المزاج المتقلب ، يأخذ ما يشاء ويترك ما يشاء ، اي ان الالحاد لا يقدم فلسفة تستطيع ان تصمد وتناقش الفلسفات الاخرى .

من الصعب ان يصنف الالحاد من بين التيارات الفكرية ، فلا يوجد تيار اسمه افعل ما تشاء واختر ما تشاء واقبل ما تشاء وارفض غداً ما تشاء ، انها فوضى : الالحاد يعني الفوضى الفكرية . والفوضى ليست نظاما بل هي ضده . الالحاد هو فكر يهرب عن نفسه ، فكلما تقول له : لماذا تفعل كذا وانت ملحد مادي ؟ يقول لك : انا حر وافعل ما اشاء ! مع انه يخالف مبادئه ، ففكر الملحد ضد الاخلاق ، ثم ياتي ليتذوق الاخلاق !! وفكره ضد الجمال وياتي ليتذوق الفن و الجمال !! و هي قيم معنوية و ليست مادية مبنية على المصلحة !!!

الملحد الحقيقي يرتبط بالمصلحة المادية فقط ، اذا كل ملحد يناقض الالحاد .

البوهيمية المبنية على الفوضى هي اقرب وصف للالحاد ، اذا ليس مكان الالحاد ان يصنف ضمن الفلسفات ، لأنه لا يطبق ولا يحمل آلية لتصنيف الاشياء بشكل مستمر و ثابت . هو ايديولوجية و دين بنفس الوقت بحكم التبني والتعصب وحرب الاديان ، لكن اذا نوقش الالحاد لا تجد شيئا ، فلا نظام ولا رؤية فلسفية متكاملة ، هو دين الفوضى .

المؤمن اذا اعجب بالجمال ، يقول الله جميل يحب الجمال ، لكن ماذا يقول الملحد وهو لا يعترف الا بالمادة والقيمة المادية للاشياء ؟ فالجمال لا يؤكل ولا يشرب ولا يباع . اذا الجمال خرافة مثل الدين عند الفكر المادي الملحد . واذا ادخلت الجمال في المختبر فلن تجد سوى الذرات المادية ، اذا لا وجود للجمال في حكم الفلسفة المادية .

وعلى هذه الفكرة (فكرة التفكيك والاخذ من الاديان) لن يكون الناتج ملحدا صافيا ، بل نصف مؤمن ، او ربع مؤمن او ثلاثة ارباع مؤمن . وهذه الموضة هي خير دليل على الجدب الذي يعاني منه الفكر الالحادي المادي ، و امر مثير للعجب ان تجد ملحدا لا يؤمن بوجود اله ولا يؤمن الا بالمادة والانتفاع بها ، ثم ياتي ليتذوق التراتيل الدينية او الموسيقى او الجمال او الشعر بدون اي مرجعية فكرية لهذا التذوق !!

لو رايت ايها الملحد مسلما ينتقي من الاديان والفلسفات لانتقدته ولم تسمه مسلما ، كذلك الملحد فيـُنتـَقـَد ولا يسمى ملحدا حينها ، فلا يكون ملحدا كاملا .

هكذا نرى ان فكرة الانتقائية فكرة ساذجة ، تخيل انك تنتقي في الملابس ، فترى هنديا وتأخذ قطعة من لباسه ، وترى رجل دين مسيحي وتاخذ منه قطعة ، وترى الهنود الحمر وتنتقي من لباسهم .. سوف تكون متناقضا ولا تعرف الى ماذا ترمز هذه القطع .

اذا الفكرة الالحادية : افعل ما تشاء وقل ما تشاء واعتنق ما تشاء ، فكرة ساذجة ولا يستطيع احد ان يطبقها .. الانتقائية من الجميع تفسد الجميع .
---------------------------------------------------------------------------------------------
لامع :


الورّاق في 30 مارس 2012 - 06:45 ص كتب :
قلت ان الاديان نقلت فكرا للانسان من خلالها .. السؤال هو : لماذا الدين اصبح الوسيلة الوحيدة لانتقال هذا الفكر ؟ و طالما ان هذه الافكار لا توجد الا من خلال الاديان ولم تعرف الا من خلالها ، فكيف نسمي الدين انه مجرد ناقل لها ؟


الدين ليس الوسيلة الوحيدة لانتقال الفكر بل وسيلة مهمة لتأملات الانسان الفلسفية ووعيه الناضج , لو نظرت الى اوروبا قبل المسيحية كانت الوثنية هي المنتشرة لكن تلك الوثنية لم تكن دينا منتظما بل مجرد اعتقادات لكن مع ذلك نقلت لنا كثير من الفلسفات والعلوم والفنون , اذن الدين ليس هو الناقل الوحيد , الفكر ينتقل عبر الفن والادب والعلم والتأريخ والاعراف والتقاليد 

الرد:
كل ما ذكرت هو مرتبط بالدين ، ولا يمكن فصلها عنه . اذاً كل ما جاء من الماضي هو منقول من خلال الدين ، الا اذا ثبت وجود تيار الحادي في الماضي القديم (وهذا لم يكن) ، سيكون قد جاءنا شيء من غير الدين ، لان غير الدين يساوي الالحاد ..

كل مجالات النشاط البشري لها ارتباط قريب او بعيد بالدين ، على الاقل سماحه لها بالمرور . وهذا ليس بغريب ، فالحضارة كلها بنت للدين كما اثبت التاريخ ذلك . اذا منطقيا كل ملحد هو عالة على الدين بشكل حتمي ، لانه سوف يعتمد على اشياء جاء بها الدين او لوّنها الدين .. فلا توجد حضارة الحادية ولا فن الحادي ..

الالحاد مذهب مبتكر في القرن الثامن عشر بعد سيطرة الفكر المادي لصالح الراسمالية التي تسوق لكل الافكار المادية والتي من ضمنها الالحاد ، حتى تخلق جو الصراع المادي ، وتبرر للهيمنة المادية والامبريالية بعد ان يقال : كل الناس ماديون و انانيون ، والصراع حقيقة لا مفر منها ، والبقاء للاقوى !!  وهذه هي مسامير نعش الانسانية و خشباته .

اذا الفكر المادي الغربي هو عدو للانسانية وان كان يتبجح بها .

لامع : 
الورّاق في 30 مارس 2012 - 06:45 ص كتب :
والرد على هذا هو انه الان اثبت اهمية الدين وانه لا يمكن ان يعيش احد دون ان يستفيد من الدين ، بينما الملحد يقول ان الدين وبال على البشرية وخطر عليها ، فلماذا ياخذ منها !! ؟؟ 



الرفض للدين اما نتيجة عدم اقتناع بوجود شئ خلف المادة وهذا يسمى ملحد مادي واما بسبب وجود اخطاء انسانية يرفضها اللاديني او الملحد ولكن يبقى لا أدريا من ناحية وجود قوة فوق طبيعية الا ان يثبت العكس وهذا الصنف انا منهم ,

الرد:
اين دور المنطق هنا ؟ انت تتكلم عن اخطاء انسانية و تركت المنطق !! فهل المنطق يقتضي وجود اله ام لا في فكرك اللا ادري ؟ ام ان النتيجة "لا ادري" ايضا ؟

لا يصلح ان يتعامل الانسان مع قضية ذات وجوه متعددة من خلال وجه واحد كما فعلت . ثم هذا الوجه الواحد الانساني : هل في صالح الانسانية و النظرة الانسانية ان يكون هناك اله يحب الانسانية و يشجع عليها ، ويعاقب من يعتدي عليها ، ويعوض من يحترمها ولا يلقى مقابلا من الناس ؟ طبعا من صالحها ذلك ، اذا هي فكرة اكثر انسانية .. 

لامع :  الدين ليس وبال على البشرية بشكل مطلق بل فيها الخير والشر حاله كحال اي شئ في الافكار الانسانية ,

الرد:
اين الشر في الدين كفكرة عامة ؟ لا يوجد .. اما عن الممارسات والتطبيقات والاجتهادات الشخصية للأتباع ، فهذا موجود في كل مذهب حتى في الالحاد نفسه ، فتطبيقات الملحدين و افكارهم ليست بدرجة واحدة على الشرط ..

اما الالحاد كفكرة عامة ، فهي تحمل الشر فقط ولا خير فيها على الاطلاق .. لاحظ اني اناقش افكارا وليس اشخاصا .. مع احترامي للجميع .. لانها تعني الفوضى وتعني " لا حسيب ولا رقيب" سوى الاخرون ، فان استطعت ان تخدعهم فاين المشكلة ، و لا داعي للالتزام بالاخلاق الا تفضلا او مجاملة او مصلحة .. فليس لها اله يقيّم عليها ، وهذا منطقيا يفتح باب الشر ولا يفتح بابا للخير ..

اذا الالحاد ليس فكرة انسانية كما تصورت . و انت تقول انك تركت الدين لاخطاء انسانية ، فهل نترك السيء لنقع في الاسوأ ؟ انت قلت ان الدين فيه خير وفيه شر ، لكن الالحاد من ناحية فكرية ليس فيه الا الشر .. ولا يمكن اثبات العكس - على مستوى الفكرة وليس على مستوى الاشخاص – فليس كل ملحد ملتزم بالالحاد .. الالحاد يعني عدم الاقرار بوجود اله لاسباب مادية .

و هل كل شيء نجد فيه اخطاء انسانية نتخذ منه موقفا فكريا ؟ انت عانيت من اخطاء انسانية في الدين كما تقول ، فقفزت الى مستوى فكري – وليس انساني – لا يقر بوجود اله ! وهذا قفز بين الاصعدة ، فالاخطاء الانسانية تعالج على الصعيد الانساني وليس على الصعيد الفكري ، كأن تطالب بفهم جديد للدين يتلافى تلك الاخطاء الانسانية ، والدين قائم على الفهم ، و مفتوح للجميع لان يفهموه كما يستطيعون ، وليس ملكية خاصة لأحبار او علماء او مشائخ كي نقول اننا لا نستطيع ان نغير في فهمنا شيئا لان "اصحابه وملاكه" رفضوا !! فالدين لله وليس لهم .

اذا عملية الهروب لم تكن سليمة ، والاولى دائما هو اصلاح المشاكل وليس الهروب منها ، حتى لا نكون مثل جحا عندما اراد ن يتبخر (من البخور) فاحترق ثوبه ، فقال : لا تبخّرت ابدا طول حياتي !! فهو رفض عملية التبخر كلها و لم يرفض احتراق الثوب فقط و ينتبه له !!

اذا هذه الحجج غير كافية ما دمت لا تستطيع ان تثبت الخلل الانساني في الفكرة الاساسية للدين ، اما اذا اثبت هذا ، فيكون لك حق بان تترك الجمل بما حمل ..     

لامع : الملحد لا يأخذ من الدين ما يعجه لانها من الدين بل لانه يوافق عليها لانها شئ حسن , تماما كما فعلت الانبياء التي أبقت على شرائع واعراف قديمة فهل رفضها لتلك المعتقدات الوثنية يعني انها ترى انه شرا مطلق حتى لو كانت ما تعتقد به باطل ؟ بالطبع لا , اذن ان كان ما تقوله صحيحا فمحمد مثلا كان متطفلا وانتقائيا , لماذا ؟ لانه أ/ر بالعراق واقر بوجود مكارم للأخلاق عند المشركين ومع ذلك رفض الكثير من ممارساتهم ومعتقداتهم .

الرد:
محمد لم يقرها لأنها عند المشركين ، و لو لم تكن عند المشركين لجاء بها ، لأنها من صميم الاخلاق . والدين ليس الا الاخلاق مع الخالق والمخلوقين و المخلوقات . الملحد ليس يأخذ بعض الاشياء ، بل كل ما عنده قادم من الاديان اصلا ، لان الالحاد صحراء مجدبة لا شيء فيها .

كل ما جاء به الدين له علاقة بالدين ، ولا يفعل مفعوله الا من خلاله . انت مثل من يريد ان ياخذ الاجهزة بدون كهرباء ، لان كل شيء له اصول . الا ترى انه لا يصلح للمؤمن ان يأخذ شيء من الالحاد ؟ فالافكار ليست مثل مقاعد المطعم ، تجلس في ايها تشاء .

كل فكرة هي افراز من فكرة سابقة و تنتظم في منظومة مستقلة . و لو كان هذا جائز منطقيا لجاز للمؤمن ان يكون كذلك ، فيختار من دينه الاساسي ما يشاء وياخذ عبادات اعجبته من الهندوسية واخرى من المسيحية وطقوس من الطوطمية واحتفالات من عبدة النجوم او الشيطان .. إلخ . سوف تختل منظومته الفكرية بهذا الشكل . لأنه سوف يتناقض ، فالمنطلقات ليست واحدة للافكار ، فعالم الافكار مثل زهور شجيرات السياج الملتفة مع بعضها ، تحسبها سواء بينما كل زهرة تنتمي الى جذر مختلف . و تحتاج الى تمحيص لكي تنسبها الى جذرها .

الفكر الالحادي كأنه يتطاول على الفكر الراسخ عند البشرية منذ القدم عن طريق المخالفة فقط ، مثل من يريد ان يعارض لاجل المعارضة ، فلو كان هذا المبدأ : خذ ما تشاء ولفق ما تشاء ، لكان معروفا عند البشرية منذ القدم . بل ان كل فكر ينبه الى التسربات التي قد تدخل عليه من فكر اخر .

انت الان لو اكتشفت انك تحمل افكارا تجعل من يعتنقها يرتبط بالمسيحية او الاسلام ، بالطبع سوف تنتبه لها كي لا تخسر الحادك .. فالفكرة مثل الثمرة التي تحمل كل ما في الشجرة ، بل و تحمل بذرة لها لكي تعيد الشجرة بكاملها ، و ليست مثل علبة الكولا التي لا تحمل معها المصنع .

اذا فكرة التجميع بهذا الشكل غير منطقية ، لأن من يجمّع شيئا ، يجمّعه ليضعه في سلة معينة ، فلا ياخذ الا ما يناسب سلته و حاجته . و السلة الفكرية تحتاج الى منطق و اطر و ملامح ، والا سيكون الامر عبثا ، مثل من يلبس قبعة ضابط و بنطلون مهرج وسماعة طبيب .. !

اذا منظومتك الفكرية هي الالحاد ، والالحاد قائم على المادية ، ولا يؤمن بالغيبيات ولا يعترف الا بما ثبت علميا من خلال المختبر .. هذا الوعاء الضيق كيف سيستطيع ان يتحمل اخلاقيات وانسانيات فضلا عن روحانيات كما تفعل ؟ ليس هناك تناسق .. انت تجمعها في سلة الالحاد وهي سلة ضيقة و رافضة لهذه الاشياء لانها لم تثبت للحواس ولا في المختبر . اذا أن أكون ملحدا روحانيا : هذا تناقض ، مثل ان تكون وظيفتي عسكريا بستانيا في نفس الوقت ..

الالحاد رفض الايمان باله لعدم وجود ادلة مادية كافية ، اذا هو يفكر بطريقة مادية ، و كلمة (لا ادري) لا تنقذ من الالحاد ، فالذي جعلك لا ادريا هو انتفاء الدليل المادي ، كأن ترى الله جهرة بالعين المجردة ، لأن حينها ستقول : ادري ، ولا شيء غير هذا يجعلك تقولها .. فكيف يكون الشخص مادي و روحاني وانساني و عاطفي بنفس الوقت ؟ انها خطوط فكرية تشبه سكك القطارات المتوازية ، يقترب القطار من القطار الاخر ولكن لا يركب على خطه ابدا ..

حاوَ الالحاد ان يصنع فكرا مستقلا فعجز وبدأ يلصق نفسه بالافكار الموجودة ، والتي كان ثائرا عليها جملة وتفصيلا .. من وجهة نظري ما دمت انسانا تميل للروحانية والمشاعر وهذا شيء جميل : أليق بك فكرة الاصلاح الديني اكثر من فكرة الالحاد ، لأنك تحب مشاعرك اكثر من ماديتك ، وتحب قلبك اكثر من عقلك ، فنصيحتي ان تتبع قلبك ، و هو كافي ليريك الطريق الصحيح . و سامحني على هذه النصيحة . لكنها جاءت لانك وضعت مشاعرك في حيز الاهتمام ، مع انك قدمت الالحاد العقلي الجاف الميت عليها ، وهي المشاعر الندية الحية المتوثبة .. وهذا على الاقل ما لا يتمتع به اكثر الملحدين .. و انا احترم كل من يحترم احاسيسه و شعوره ، ولا يكون بوقا لغيره .   

 لامع :
الورّاق في 30 مارس 2012 - 06:45 ص كتب :
يا ترى لو استعان المؤمن بافكار الملحدين ، هل سيبقى مؤمنا ؟ طبعا لا ، ولن يرض اي مؤمن ان يكون عالة على فكر مضاد له ، اذا الدين يجعل الانسان اكثر كرامة حتى على مستوى الفكر . واصلا لا يمكن لشيء أتى به الدين ان يكون مناسبا للفكر المادي الالحادي . هل الاخلاق مثلا مناسبة لفكر مادي الحادي ؟ طبعا لا ، لانه لا يعترف الا بالمادة ، وعلاقة الانسان بالمادة علاقة مصالح ، اذا الملحد لا يعترف الا بالمصلحة المادية ، والاخلاق مبنية على الايثار بدون مقابل منتظر .


المؤمن يستعين بافكار الملحدين بالطبع لكن ليس الجزء العقائدي منها ان صح التعبير فكثير جدا من العلماء بمختلف تخصصاتهم كانوا ملحدين في التاريخ فهل يرفض المؤمن العلم وافتراضاته؟ بالمثل الملحد لا يستعين بافكار المؤمنين العقائدية بل بم يتفق معه من فكر انساني واجتماعي لانه ليس مصدره الدين بل الدين ناقل له


الرد:
العلم لا شأن له بالالحاد ولا بالايمان ! هل هناك علم مؤمن وعلم ملحد ؟

انا اقول : فكرة تتعلق بالالحاد ، اما العلم فلا يتعلق بالحاد ولا بايمان ، العلم يتعلق بعالم المادة من خلال التجريب والدراسة ، فهل اذا ركبت سيارة صنعها مؤمن تكون مؤمن ، او صنعها ملحد فيتحول من مؤمن الى ملحد ؟ السيارة لا شأن لها بالعقائد ، ولا يكتب في اوراقها : صنعها مؤمن او صنعها ملحد ..

اذا اعتراضك ليس في محله ، المؤمن لا يأخذ من الملحد شيئا الا اذا خان المؤمن ايمانه ، و العلم منتج بشري عام من كل الديانات والمذاهب والاعراق والشعوب والحضارات وفي كل القارات . ليس العلم ملكا لأحد ، ولا يدعي ابوّته احد . العلم تراكم حضاري بشري ، اشترك فيه الجميع بنسب و ازمنة مختلفة .

وادعاء العلاقة الحميمية من قبل الملحدين بالعلم لا حقيقة لها ، انها من باب التمسح و الالتصاق ليس الا ، فالعلم لا يعرف ولا يحابي احدا ، والالحاد ايديولوجية اجتماعية ظهرت في القرن الثامن عشر على ايدي تجار ماديين ومسوقي الاستعمار والراسمالية .. و بعد سيطرة المادية على اوروبا تغير وجهها الاخلاقي وتحولت الى الامبريالية الكريهة والاباحية وتفكك الاسرة والحروب العالمية وسباقات التسلح والراسمالية المقيتة والعولمة الاخطبوطية ..  

 لامع :
الورّاق في 30 مارس 2012 - 06:45 ص كتب :
الفن مثلا ، عندما تقول "فن ديني" ، اي انه مرتبط بالدين ، اي بما ترفضه ! فكيف تقبل شيئا يمجد ما ترفضه وتريد تشويهه ؟ هذا تناقض . اذا قبل المؤمن الجانب الاجتماعي والفكري والفني من معطيات الدين ، فهو لديه غطاء فكري و عقدي لها . لكن عندما يتناولها الملحد ، فما هو غطاؤه الفكري ؟ 


الآن لو ابدع شخص نازي في تأليف مقطوعة موسيقية رائعة فهل أرفضها لان مؤلفها شخص نازي ؟ هل لو قاتلا متسلسلا أبدع في شئ ما هل علي ان اكون غير منصفا ولا اصفق له في الجانب الخير الذي فعله ؟ المؤمن يقبل الجوانب الاجتماعية والفكرية والنفية ليس لانه مقتنع بها انها حسنة بعد تفكير بل لانه عليه ان يقبل بها بعكس اللاديني الذي تستوي عنده الامور جميعها قبل ان يحكم على الشئ بانصاف 

الرد:
انا قلت الفن الديني ، و لم اقصد قطعة موسيقية حرة ..

المؤمن من اي دين لديه غطاء يتقبل به الفنون الدينية عند ديانات اخرى ، و لكن الملحد لا يحمل هذا الغطاء ، اذا لا ينبغي له ان يستمتع بابتهالات دينية ولا بموسيقى كنسية ولا برسومات تحمل رموزا دينية ، ولا بأدب يكتب و تظهر من خلاله عقائد دينية او مشاعر دينية .. ولا بعمارة اسلامية ولا برسومات رافاييل ومايكل انجلو .. ولو قدمت لي اي معطى فني - على ندرته - يرمز للالحاد ، فلن اتذوقه .. الا من جوانبه التي لا علاقة لها بالالحاد ، فكيف يكون جميل عندي وهو يخالف ما ارى انه اصل الجمال ؟

كلمة (لا يوجد اله ) ، اكتبها باية طريقة ، لن تكون جميلة ، حتى لو كتبهتا بماء الذهب ، سيكون الاعجاب بماء الذهب وليس بها .. ولن اقول اعجبتني لانها فن الحادي .

اذا لا يحق للملحد ان يقول انه اعجبني لانه فن اسلامي او مسيحي او بوذي ..   

كل مؤمن يجتمع مع كل مؤمن على اساس متفق ، وهو انه يوجد اله لهذا الكون .. ثم تاتي الاختلافات فيما دون ذلك . كلما ظهر شيء يشير الى الدين او الايمان ، هنا لا ينبغي ان يُعجَب الملحد به ، والا خالف فكره ، المؤمن لا يمكن ان يستمتع بشيء يقول : لا يوجد اله ، كذلك الملحد عليه الا يستمتع بشيء يقول : يوجد اله .. فللمؤمن عقيدة وللملحد عقيدة معاكسة تماما .. و ما تعاكس في الاصل تعاكس في الفرع ..

فالخلاف بين المؤمن والملحد هو اكبر خلاف ، خلاف المسلم والمسيحي اهون من خلاف المسلم والمسيحي مع الملحد .. واكثر سكان الارض هم من المؤمنين ، اذا الملحد على خلاف عميق مع اكثر سكان الارض ، لانه يعارضهم في الاصل . ومنطقيا بما ان الخلاف ما بين الاديان - و هو فرعي وليس في الاصل – ومع ذلك يقول الملاحدة ان الاديان هي المنتجة للشر والعداوات ، اذا ما بالك بمن يخالف كل الديانات وفي اصولها ايضا ؟ منطقيا سينتج عداوة اكبر .. ما زلنا نتكلم في المنطق .

شخص ينكر ان اخي ليس ابن ابي ، ليس مثل شخص ينكر ان ابانا كلنا ليس هو ابانا !

هكذا نرى ان كلمة : انا ملحد ، ليست بالكلمة الهينة ، عندما ننظر الى توابعها و متعلقاتها الكثيرة .. كأن كلمة انا ملحد تساوي : انا ارفض الموجود كله ولا املك بديلا .. لان كل الموجود له علاقة بالاديان ، والاديان متعلقة بفكرة مركزية واحدة (يوجد اله للكون) ، اذا الملحد هو الاكثر اختلافا مع الحياة بكل صورها و مع الناس . وهذا هو السبب في تساهل الملحدين في عقيدتهم الالحادية و ميلهم الفطري الذي يتعبون في مقاومته نحو الموجود ، رغم معرفتهم بان الدين هو الذي جاء به ، ولا تغني مجرد كلمة : الدين ناقل ، فالدين ليس ساعي بريد . و هم يعرفون ذلك جيدا والا لما حاربوه لو كان ناقلا بريئا ..

حتى القاتل المتسلسل هذا كما تقول : لو كتب قصيدة يمجد فيها القتل والشر ، لن تعجب احدا الا من هو مثله ، الا شذرات هنا وهناك لا علاقة لها باصل فكرته ، كأن يأتي بتشبيه مبتكر او استعارة جديدة ، وما الى ذلك مما ليس في صلب النقد الادبي .. وهذا بالطبع لن يجعل قصيدته جيدة بمجملها .. لان اهم شيء في الحياة هو الفكر ، والناس في الحقيقة يعيشون لافكارهم وليس لمصالحهم كما يتصور الماديون ، بل ان الماديون انفسهم ينسون مصالحهم وينساقون وراء افكارهم ، والافكار ليست غطاء للمصلحة كما يتصور البعض ، الحقيقة ان المصلحة غطاء للافكار .. لدرجة انك تقول : ليت ان البشر تهمهم المصالح المادية النفعية فقط ، لهان الأمر كثيرا ..

وتستطيع ان تستوضح هذا عندما تتابع السياسة العالمية ، انهم يتحججون بالمصالح ، ولكنهم في الحقيقة يخدمون افكارا يطوّعون المصلحة لها ، فالمصالح لها اوجه كثيرة ، والفكر له وجهة واحدة .. ولا يمكن ان يكون الفكر بلا وجهة . فكيف تكون المصلحة لها وجهة واحدة ؟    

لامع :  
 
الورّاق في 30 مارس 2012 - 06:45 ص كتب :
الدين مثلا ينهى عن كلمة اف للوالدين ، اذا تبنى الملحد هذه الفكرة فما هو غطاؤه ، بينما فكره يعتمد على المصلحة المادية ؟ اين المصلحة المادية في تحمل والدين هرما في السن و يسببان عزلة عن الحياة للشاب الملحد الذي تقول له مبادئه : استمتع و دع القيم ، فهي بنات الدين والدين خرافة ، والحياة مادة ، وعلاقتك بالمادة ان تستمتع بها ؟ اذا سوف يكون متناقضا اذا كان بارا بوالديه مع مبادئه الالحادية المادية .


عليك ان تفرق بين الانسانية والمادية فليس كل ملحد مادي وليس كل مؤمن انساني , المادية فلسفة وجودية ظهرت في منتصف القرن العشرين تحت ظروف معينة وهي الحروب العالمية وهذا الشر المقيت الذي افقد اوروبا الكثير من الخيرات والبشر , فلو شخص مثلا عاصر اناسا انانيين لا يفكرون في غيرهم وأصبح مثلهم هل يكون كمن يعايش اناسا كرماء انسانيين واصبح اناني ؟ هذا لتعذر الماديين في فترة من الفترات , هناك من المؤمنين من هم اسوأ من الماديين من انانيين ومجرمين وبلا مشاعر او قيم لهم مع انهم يؤمنون ان تلك القيم صحيحة ولكن يحتجون بان المجتمع كله اصبح شئ والطيب في هذا الزمان احمق الخ فايهما اكبر تناقضا ؟
انا لست ملحدا ماديا بمعنى ان انكر اي شئ غير ملموس والا اصبحنا مثل الروبوتات ذات الذكاء الصناعي , المؤمن والملحد يشعران ولهما قيم ومبادئ لكن الفرق بينمهما ان المؤمن يرجع تلك القيم والمبادئ الى الله بينما الملحد يرجعها الى الانسان او حتى يقول لا ادري لكن ميزة الغير مؤمن انه غير جامد او متعصب نتيجة لحكم مسيق فقد يرى ان المسيحيين لديهم قيمة لا توجد عن المسلمين وفي نفس الوقت المسلمين لديهم قيمة لا توجد عن المسيحيين فيأخذ بالاثنين معا ويكون هو الرابح لانه لم يعتمد على نصوص ثابته تخبره اي القيمة افضل بل اعتمد على عقله فقدر تجربة الآخرين واعتقد بالتطور في بناء الاراء .

الرد:
القضية المركزية هي : من اين تأتي القيم ؟

انت تقول ان القيم من الانسان ، من الذي يقتل ومن الذي يسرق ؟؟ أليس الانسان ايضا ؟ اذا قلنا ان الانسان هو مصدر القيم الخيرة ، فحتما سنقول ان القيم السيئة هي ايضا من الانسان ، و الانسان شيء واحد ، فكيف يحوي الشيء و نقيضه ؟ اذا ما هو الانسب في هذه الحالة التي يشبه الانسان فيها حالة الوعاء ، فالكاس تضع فيه السم وتضع فيه اللبن ؟ بما انه لا يستقيم منطقيا ان يكون هو مصدر القيم خيرها و شرها معا ، اذا يصلح بوضوح ان يكون وعاء لهما ..

إذاً المصادر للقيم هي من خارج الانسان ، بخيرها او شرها .. فالخير في الانسان من الله والشر الذي فيه من الشيطان ، ولم يقرر الانسان يوما من الايام بنفسه ان يجعل هذا الشيء جميل و ذاك قبيح  ، فلم يحصل مثل هذا المؤتمر العالمي لتوزيع القيم بحيث يتفقون على جمال البحر وعلى قبح الرائحة الفلانية وجمال الرائحة الفلانية ، و حسن شيء اسمه خير وقبح شيء اسمه شر ..

وبالتالي يسقط ادعاء ان القيم مصدرها الانسان ، وبالتالي ادعاء ان الاديان مصدرها الانسان ، لانه لا يتحكم في القيم و يحوي ضدها ، اذا هذه الفكرة الغربية فاشلة بأن الانسان مصدر القيم وانه يستطيع ان يلبس منها ما يشاء ويخلع منها ما يشاء .. ولا يمكن الاصرار على نفس الفكرة الا برفض المنطق ، وهذا هو السبب في تهميش الملاحدة للمنطق وعدم احترامهم للفلسفة ، لانها تقوم عليه . و محاولة تقديم العلم كبديل عن الدين وعن العقل ، وهي محاولة يائسة وتحمل موتها في داخلها . لان نقد الفلسفة ليس الا فلسفة بعينها .

و بالتالي فالانسان لا يمكن ان يصنع القيمة ، لأنه ليس هو مصدرها ، بل يختار من بينها ، وهذا يثبت عبثية فكرة الماديين بانك تستطيع ان تصنع القيمة لما تشاء وتلبسها ما تشاء ، فمهما حاولت لن تستطيع ان تتحكم بمشاعر النفور او التقزز او الاعجاب و تلبسها ما تشاء ، اي لن تستطيع ان تنظر الى تفاحة حمراء طرية نظرة تقزز واستقباح بشكل دائم .. ولا تستطيع ان تجعل الشخص الجشع الراسمالي جميلا في وجدانك ، اي انك لا تستطيع ان تتحكم في القيم و توزعها كما تريد ، والا لانحلت المشكلة اصلا ..   

لامع : 

الورّاق في 30 مارس 2012 - 06:45 ص كتب :
والدين ليس كذلك . بل حتى الفلسفات ليست كذلك : لا تستطيع ان تفكك الماركسية مثلا وتأخذ منها اجزاء تناسبك ، وتفكك الراسمالية وتاخذ منها ما يناسبك ، وتفكك المادية وتاخذ منها ما يناسبك ، وتفكك الدين وتاخذ منه ما يناسبك ، سوف تكون انسانا مضطرب الشخصية و متناقضة مع بعضها البعض ولا تستطيع ان تدافع عن افكارها . لانها بلا منظومة منطقية تربطها مع بعضها البعض .


لو كان الحكم على امور اما ابيض او اسود فقط لكان ما تقوله صحيحا , فالكمال لا يوجد في شئ واعتقد انك متفق معي في تلك النقطة , فلا وجود للشخص الصالح تماما حتى الانبياء وان كان بهم شرور بسيط جدا ولا وجود للشخص الطالح تماما وان كان فيه نسبة شرور بسيطة , اذ كل انسان فيه نسبة من الخير والشر معا ومع ذلك لا يسمى هذا تناقضا ,

الرد:
كلامنا ليس عن الكمال ، بل عن عدم امكانية ذلك منطقيا ولا حتى واقعيا .. والا لوُجدت نماذج كثيرة .. حتى عدوك لا يمكن ان تاخذ منه شيء الا ان يكون ذاك الشيء ليس له علاقة بعداوتك و انت تطلبه اصلا ..

لامع :
هذا الفكر (انظر موضوعي المنطق الارسطوطاليسي) هو تفكير الانسان قديما متبعا قاعدة All or none فاما ياخذ كل شئ او لا شئ او اما ان يكون الشئ جيد او سئ وفقط وهذا هو تفكير الفلاسفة قديما الذين ينظرون من برج عاجي بعكس السفسطائيين ,

الرد:
هل تعتقد انك بريء من هذا ؟ وهل يمكن ان تكون بريئا ؟ الم ترفض الدين لان فيه شيء سيء كما تقول ؟ هل نسيت نفسك ؟ اذا انت تفكر بعقلية قديمة عندما رفضت اصل الدين و صرت ملحدا !! المنطق لا يكون قديما ولا جديدا ، المنطق هو حقائق علمية ثابتة ، فالذي سوف تاخذه لا تستطيع ان تقول انك اخذته من الدين وانت تقول انك رافض للدين ! انت مثل من يرفض تناول العشاء في المطاعم من اساسه ، ولكن لا باس بالبيتزا من احد تلك المطاعم حتى لا يكون يفكر بعقلية ابيض او اسود !

مشاكل الالحاد مع المنطق عويصة ، لهذا هو يكرهه من اساسه .

لا تنس ان السفسطائيين بلا منهج ولا غطاء منطقي . فهل اللامنطق افضل من المنطق ؟ هذا ما يقوله الالحاد بصوت خجول وغير خجول احيانا كما فعل نيتشه ..

لامع : الآن بعد بروز النظرية النسبية والكوانتم والعلم الحديث تغيرت مفاهيمنا فلا وجود لشئ ساكن في الكون بعكس ما كنا نعتقد واصبح الحركة والتغيير هي الثبات والطبيعي ووجود شئ ثابت هو المختلف , حتى بعد اكتشاف الانسان ان الارض ليس مركز الكون وانها تدور حول الشمس وغير مسطحة غير الانسان فكره

الرد:
ليس التغيير لمجرد انه تغيير هو الافضل ، بل التغيير للافضل هو المطلوب .. لا يوجد شيء يطلب لذاته ، هذا سيكون عبثا وجنونا . كل شيء يطلب لاجل شيء . الملحد يحاول اقناعنا ان الاشياء تطلب لذاتها وانها قطع منفصلة عن بعضها لكي يقنعنا انه لا غائي ، ناسيا ان غير الغائي هو فاقد العقل ، لان العقل مرتبط بالغاية .

المجنون هو الذي يعمل اشياء لا غاية له منها ، الم اقل لك ان مشاكل الفكر الغربي الحديث مع المنطق عويصة بسبب تبني المادية والالحاد ؟

لم يتغير فكر الانسان بعد اكتشاف دوران الارض الذي تحمّلونه ما لا يطيق و تزجوه في قضايا عقدية ومنطقية لا شأن له بها .. لا يكاد يتكلم ملحد لا ويثير هذه القضية حتى صارت مملولة ، و الهدف من زج اكتشاف كوبرنيكوس و جاليليو هو حرب المنطق مع الاسف من قبل الفكر الملحد .. فكأنه يقول للناس : انظروا للعقل الذي ازعجتمونا به ! انه يتغير ! و المنطق غير ثابت وان العلم قد هزمه ! لذلك لا تحتجوا به عندما يسند المنطق فكرة وجود اله !!

وهذا يمر مع الاسف على البعض .. لكن لو اعاد انظر قليلا ، لوجد ان المنطق لم يغيره كوبرنيكوس ولا يستطيع ان يغيره احد ، فكل ما تغير هو معلومة أدق حلت محل معلومة أقل دقة ، هذا كل ما في الامر .. فالناس لم يكونوا مخطئين منطقيا و صحح لهم كوبرنيكوس منطقهم .. المعلومة لم تكن دقيقة و سليمة حينها ، لكن المنطق كان سليما حينها ايضا .. انت لن تخطئ منطقيا اذا قلت ان الطائرة وهي في السماء تتحرك و نحن ثابتون .. القدماء قالوا هكذا  : الشمس تتحرك ونحن ثابتون ..

المنطق مستمر ، لكن المعلومات تتغير .. العلم يتغير و لكن العقل لا يتغير ابدا ..   

لامع :
اذا حكمت ان الدين مصدره الرب او الله وان ذلك الرب كامل كمال مطلق وخير ثم لم آخذ منه اكون متناقض لكن هل اللاديني يؤمن بالاله ؟ وهل اذا قال ربما يكون الاله موجودا ولكن لن يكون خيرا ثم لم يأخذ بالدين لانه يرى فيه شرور هل يكون متناقض ؟ (هذا سيدخلنا الى فكرة ما هو الاله وهل بالضرورة ان يكون كما افترضه ابيكراتس في معضلة الشر) بالطبع لا يكون متناقض ,

الرد:
لا بل متناقض في هذه الحالة  ، لأن (ربما) تعني احتمالين : احدهما انه موجود .. و بنفس الوقت يقطع انه شرير ! اذا الاله شرير وموجود ، أو شرير غير موجود !! اذا يحكم على الاله الذي اوجده واوجد كل شيء بما فيه معرفته للخير بأن موجده شرير !! ليس بعد هذا التناقض شيء .. أي يحكم على ربه وليس ربه الذي يحكم عليه ، فالمخلوق يقيّم الخالق ويصحح اخطاءه ويعطيه الدرجات المناسبة  .

وإن كان شريرا وغير موجود فهذه أطم تناقضاً و مخالفة للمنطق ، بحيث يكون موجد الخير شرير . وما دام انه شرير في الحالتين ، فمن اوجد الخير ؟ ستقول : الانسان ! الانسان يحمل الشر ايضا ، والالحاد يؤكد ان هذه هي طبيعة الانسان .. اذا الخير فكرة ابتكرها الاقوياء ليخدروا بها الضعفاء ، كما قال إمام الملحدين نيتشه ..   

لامع : اما من يؤمن بان الدين مصدره اله ويعتقد ان الاله صامت على افعال البشر وكأنه راض بها او وجود تشريعات محرفة طول السنين الماضية ولم يفعل الاله شيئا غير بارسال رسول قد لا تصل دعوته الى كل البشر وفي نفس الوقت هذا الاله طيب فيكون ذلك هو التناقض ,

الرد:
وهل نفع ارسال الرسول ؟ انت تتخيل ان الناس فقط ينتظرون ان ياتيهم رسول حتى يتبعوه ، فقد جاءتهم الانبياء و طردوهم و قتلوهم الا قليلا من المؤمنين .. المسألة ليست مسألة تبليغ ، المسألة مسألة بحث و اختيار للخير .. وهذه مفارقة مهمة جدا ينساها الملاحدة ..

يتصورون تلقائيا ان الله هو المحتاج لايمانهم وان عليه هو ان يبحث عنهم ويوصل رسالته بشكل جيد و واضح ولا تقبل اي تشكيك ، طبعا من خلال عقولهم المادية ، لانهم لا يثقون الا بها كما يزعمون ، ناسين ان الناس هم المحتاجون الى الله وليس العكس ، والمحتاج يبحث ولا ينتظر ان ياتيه الرسول ويقدم ملفاته وادلته لعله ان يقبل او لا يقبل .. هذه نظرة متكبرة على الله و مخالفة لواقعهم ، فهم بشر ، وكل البشر محتاجون لاله و ليس العكس ..

اذا حجة راسل في انه سيقول للاله : ألحدت لانك لم تقدم ادلة كافية ، حجة مردودة عليه ، هو الذي كان يجب ان يبحث ويقدم ادلته ، اي ان الادلة مطلوبة من راسل وليست من الله ، حتى يثبت انه بحث لانه محتاج للاله ، ولا يستطيع احد ان ينكر انه محتاج ، ولا يستطيع احد ان يدعي انه غير محتاج لاي شيء ولا يخاف من اي شيء ويعرف كل شيء .. اذا اين بحثه بموجب هذه النواقص والحاجات ؟ سيقول الله لراسل : انت لم تبحث عني ، ولم تكترث لوجودي ، وايضا سيقال هذا لك ، فأنت تقول : لا ادري و تقف ، مع انك محتاج لان تدري ، لكنك لا تكترث بالامر .. لو كان امرا يهمك ولا تدري عنه لما توقفت عن البحث حتى تدري  .

ليست المشكلة في الالحاد ما يزعمه الملحدون من ان الادلة التي تقدم لنا غير كافية ، بل المشكلة في انكارهم الحاجة لوجود اله و تقليل شأنها ، متكئين على انتظار العلم كإله بديل يخدم اهواءهم افضل من الاله الذي يخدم الفضيلة .. و بهذا يكونوا خالفوا حقيقتهم و واقعهم ، و ظهروا بمظهر الذي لا يخاف من شيء ولا يرجو شيئا غير موجود ويعرف كل شيء ، فكأن الاله عبارة عن شخص من الاشخاص ، فقدم لي ادلة كافية لاعترف به لك ، والا فلن اعترف ، اي مشكلة الملاحدة هي شخصنة الاله وتحويله الى بشر عادي ، مما يعني تأليه الذات وهي ليست أهل للتأليه ، فالذات لا تعرف شيئا ، لا من اين جاءت ولا الى اين تمضي ولا ماهيتها نفسها ولا يمكن ان تحل محل الاله .

هم مدانون بان الامر لم يعنيهم ، مع انه في الحقيقة يعنيهم وعرفوا ذلك واستهانوا به اتباعا لاهواءهم وغرورا ليس له رصيد .. اي ان إدانتهم بكلمة واحدة : الكبر ، والله توعد المتكبرين ..

هكذا يكون الملحد واللاادري مدان من دون موضوع الادلة والبراهين .. مدان لأنه جالس و يريد من الاخرين ان يقدموا له الادلة ، بما فيهم الله ، فظهر بمظهر الاله المستقل ، وعلى الاله الاخر الذي يدعى بوجوده ان يقدم ادلته و اوراق اعتماده لعله ان يقبل ويعترف به رسميا اعتراف الند للند .. هذا التكبر سوف يسألهم الله عنه ، ما اساسه وعلى ماذا اعتمدتم حتى بدوتم كالالهة .. كأنهم يقولون لله : اثبت وجودك اذا كنت محتاج لاعترافنا ، اما نحن فلا يهمنا وجودك من عدمه .. و مثلك مثل ابريق يتجول حول المريخ كما قال راسل ، او تنينا في كراج منزل ساجان .. على طريقة (عايشه وحدها بلاك) ..

وهذا الاله الصغير لا يعرف اي شيء ، لا عن حياته ولا عن موته ولا اين جاء ولا اين يذهب ولا ماذا عليه ان يفعل في هذه الحياة ، و مع ذلك فهو اله وغير محتاج لاله اكبر منه !! ويخدع نفسه ويحاول خداع الاخرين بان العلم قادر على كل شيء و في يوم من الايام سيحقق الوهيتنا كما تخيل نيتشه يوما من الايام . كلها اوهام يقدمها الشيطان ليضلهم عن حقيقتهم حتى يتخطفهم الموت وهم مستكبرون عن البحث عن الحقيقة ..   

وهكذا حرفوا القضية عن مسارها الاساسي ، بين عبد و خالق بيده كل شيء حتى المعرفة ، الى قضية شخص يراد منه ان يعترف بشخص ، و كلٌ عايش في بيته .. طبعا الهوى هو الذي يفعل مثل ذلك .

اذا المغالطة حصلت بانهم حرفوا المعادلة بين مخلوق ضعيف و اله قادر ، الى اله مقابل اله ، أو بشر مقابل بشر ، و نيتشه بشّر بهذه الالوهية ، بل كان يغار ان يكون هناك اله وهو ليس اله ! ونفـّس عن امنياته من خلال اسطورة السوبرمان القادر على كل شيء و المسيطر على كل شيء ، اي الاله البشري المنتظر الذي سيجعل كل الملحدين الهة ، و طبعا وسيلته العلم الذي حمل ما لم يحتمل .

جريمتهم انهم استكبروا و هم ليسوا كبارا ، و ادعوا الاستغناء و هم ليسوا اغنياء ، و ادعوا القدرة و هم غير قادرين .. اذا لن يدور النقاش يوم القيامة على موضوع الادلة ، بل سيدور على هذه النقطة اولا : لماذا تكبرت وانت تعرف انك ضعيف ؟ حينها ماذا ستقول ؟ هل ستقول الادلة غير كافية ؟ سيقال لك : دعنا من الادلة ، وأجب عن السؤال .. لن يستطيع اي بشر ان يتخطى هذا السؤال لانه بشر ..

إذاً الله سبحانه وتعالى لا يترك الارض بدون نبراس و منارة تهدي الباحثين عنها ، ولا تهدي من لا يريدها .. و ارسل الله الرسل تترا ، ليجددوا مشعل الحقيقة كلما تجمع حوله الظلام .. حتى لا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل . وابقى مع آخر الرسل كتابا محفوظا هو كلام الله نفسه .

اذا ليس هدف ارسال الرسل في الاساس ان يلاحقوا الناس و يبلغوهم ، لن يستطيعوا ان يغطوا الارض ، كما ان الاكثر لا يريدونهم بسبب باتباع الهوى ، الهدف هو وجودهم كمنارة لمن يبحث عنهم .. الا تذكرة لمن يخشى ، اما الذي لا يخشى ويعيش في واقعه مطمئنا بيومه ولا يعنيه الغد ، فهذا شأنه آخر .. لانه انكر حاجاته هو ، قبل ان ينكر دعوى الرسل ، وكفر بشعوره قبل ان يكفر بهم .. اذا من كذبوا بالدين قبل ذلك كذبوا بحاجاتهم .. وأظهروا الاستغناء عن الله و هم ليسوا اغنياء عنه ..

فالكفر هو خط واحد من بدايته الى نهايته ، و ليس كفرا فقط بنبوة الانبياء ، هو مسلسل من عدم الاعتراف بحيث يعيش في النعم و يأكلها ولا يبحث عن موجدها ، و يدعي ان عمله وعلمه هو الذي يرزقه ، مع انه يعلم انه وجد على هذه الارض المهيئة والمزودة بالخيرات ، وكأنها تنتظره ان يولد .. لم يبحث عن المنعم ونسب النعم اليه و الى مجهوده ، و كأنه هو الذي يعادل الحمض والسكر في البرتقالة قبل ان يخلقها .. و بعلمه ينزل المطر وتجري الانهار .. وبعقله اوجد الحيوان واستفاد منه . و بذكائه العلمي اوجد ظاهرة الليل والنهار .. بل و سخر القمر لكي يضيء في الليل .. هكذا نفهم أن الكفر بالله غير اخلاقي .. لأن كل كفر يجر الى كفر ، و كل ايمان يجر الى ايمان . ومقابل الكفر تكون كلمة شكر ، فالكفر اخفاء والشكر اظهار وصراحة .. و الكفر باي شيء امر ممكن ، و قابل للتحجج ..

اظن ان في كلامي السابق ، يوجد الخير و يوجد المنطق وتوجد الاخلاق و الانسانية ، ومع هذا لا يبدو انك ستقبل اي شيء منه .. و سوف تكفره كله و ببساطة ..

حسنا ، حاول ان تفهم لماذا تفعل هذا .. ؟          

لامع : لو آمنت ان الله هو الذي يقتل ولكنه لن يقتل بايدينا فقط وفي نفس الوقت هو قادر على كل شئ فهذا هو التناقض
ايهما افضل ان ابر والدي لانهما لهما الفضل في تربيتي وانشائي ام لان الله قضى بذلك ؟ ايهما افضل ان اعطف على اليتيم لان الله امر بذلك ام لان انسانيتي تحتم علي ذلك , لانني كان ممكن ان اكون مكانه

الرد:
هل الدين شيء والانسانية شيء ثاني ؟ الله يامر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى ، أي بكل فضيلة . الدين ليس شيئا مفهوما الا بالنظر اليه كأخلاق وفضيلة وطريق خير . وعلى هذا المفهوم يكون من لا يريده لا يريد الخير .
وانت هنا فصلت الله عن الإنسانية او عن الخير فقلت أن الله يامرني بذلك أم إنسانيتي تأمر بذلك؟ وعدنا إلى شخصنة الله وبشريته ، انت تتخيل أن من يبر بوالديه وهو مؤمن خالي من الإنسانية بموجب افتراضك لأنه يطيع امر ربه  (الشخص) فقط بطريقة آلية عمياء ، وهذا مجرد خيال بعيد عن الحقيقة ولا يمكن أن يكون إلا في تصور الملحد ، أصلاً لماذا يطيع المؤمن ربه؟ فهل ربه جاء إليه وأعطاه أوراق الاعتماد ؟ أنتم تتصورون معرفة الله من خلال الأدلة المادية فقط ، فلماذا لا تقول أن إنسانيته هي من دلته على الله ؟؟  مثلما دلتك إنسانيتك على أهمية بر الوالدين؟

وإذا قلت إنسانية فأنت تقصد الخير ، والمؤمن عبد رمز الخير ، وأنت كفرت بهذا الرمز ، إذاً كيف تكون أكثر حباً للإنسانية والخير أكثر من المؤمن الصادق وهو من تعبد رمزها؟ وأنت كفرت واستهنت برمزها ، بل لم تبحث لها عن رمز ولا عن أطر حتى تكون على راحتك تأخذ ما تشاء وتترك ما تشاء حسب المصلحة .

لامع :  
 
الورّاق في 30 مارس 2012 - 06:45 ص كتب :
لنطبق فكرتك على شخص مؤمن ، فسوف يفكك الاديان وياخذ قطعة من هنا وقطعة من هناك ، ماذا سيكون وضعه ؟ ان صورة التناقض انت تعرضها الان ، عندما لقبت نفسك بملحد صوفي ! كيف يكون هذا الشيء ؟ الصوفية روحانية وعقلك الملحد لا يؤمن الا بالمادة ، فكيف تكون شيئين متناقضين في نفس الوقت ؟ 


قد عرفت لك في اعلى المداخلة الفرق بين الشخص المادي والذي لا يقف وراء الاشياء ولا ينظر نظرة بعيدة الى الامور وبين الشخص قصير النظر وقد يكون ذلك الشخص مؤمن او ملحد

الرد:
هذا لا يكون ، فالملحد مادي ، ولا شيء يجعل أحداً يلحد إلا المادية .

لامع : انا اقف من كثير من الامور الميتافيزيقية موقف الحياد لكن بالنسبة للصوفية فهي نظرة فلسفية وتدعو دائما للسلم والوداعة والحب كما يقول ابن عربي «أدين بدين الحب أنى توجهت.. ركائبه فالحب دينى وإيمانى» كذلك عندما تساوى عنده كل الناس طالما كانوا انسانيين فالصوفية هي ثورة على المادية الانانية او الايمان المتعصب العنصري وتوجد في كل الاديان وهي نفس موقف الجانية وكثير من الافكار الهندوسية والبوذية والطابية وكثير من الافكار الانسانية القديمة بما تحمله من معان الحب والسلام والتأمل وعدم الوقوف عند حدود الاشياء فهي دعوة للتأمل في كل شئ

الرد:
أنت الآن فصلت الصوفية عن الدين ، فكل ما عددته من الأديان (هندوسية بوذية طاوية إسلام ...الخ)، فالصوفية ضرب من التدين ، فأنت الان تأخذ الجهاز بدون كهرباء ! او الفرع من الشجرة ، فعندما تقص الفرع يموت بين يديك ، فكيف يكون تصوف بلا دين؟ وما التصوف في أصله إلا زهد في الدنيا ورغبة في الله وما عند الله وابتعاد عن الرغبة والمادية التي تسبب الشحناء والصراع ، وهذا الزهد لا يكون إلا و له مقابل ، مسكين حال ملحد زاهد ، فلا يستمتع في دنياه وليس له آخرة !! فيأخذ من كل شيء أصعبه . بينما الإلحاد تخلـص من قيود الأديان والأخلاق حتى يخلى سبيل المتعة .

لامع : اما بالنسبة للروحانية بمعناها الماوراء المادي spiritualism فلست مع او ضد وان كانت افضل من الاديان الحالية

الرد:
ضد الماوراء هو الواقع ، فكيف تكون روحانية مهتمة بالواقع؟ هذا أمر لا يمكن، والروح بحد ذاتها ليس لها وجود مادي أي ماورائية ، ثم ما هي الروحانية؟ إنها سير وراء الروح ، والروح ليس لها وجود مادي ، والملحد لا يعترف إلا من خلال المادة ، ثم إن التصوف تعبد متجرد ، وهي انقطاع للعبادة عن رغبات الحياة و مشاكلها وقشورها ، فالتصوف ليس شيئاً مستقلاً بحد ذاته تستطيع أخذه كقطعة غيار وإنما صورة من صور التدين ليس إلا ، وهكذا الأخلاق والتأمل والخيال والجمال كلها مرتبطة بالدين لأنها كلها ماورائيات فلا وجود مادي لها ، ولا معنى لها بدون معنى الألوهية .

أنت تنتقد المادية وانت أحد اتباعها لأنك ملحد ، كل الذين كفروا بالأنبياء احتجوا عليهم بالمادية ، وكلهم خاطبوا الأنبياء بلغة البراهين والأدلة الحسية وإلا فلن يؤمنوا ، ومع الأدلة لم يؤمنوا ايضا ! واستطاعوا إيجاد حجج جديدة حتى لا يؤمنوا و كلها مادية ، أنت لم تطلب أدلة على إثبات وجود الجمال وحبه ، لكنك تطلبها لإثبات وجود الله وحبه والحاجة إليه ، وكلاهما ينطلق من إحساس لا وجود مادي له .

 لامع : 

الورّاق في 30 مارس 2012 - 06:45 ص كتب :
على هذه الحال نستطيع ان نقول : انا ملحد مسلم ! و فلان هندوسي مسيحي ! 

هذه الفكرة نابعة من الفكر المادي التفكيكي والبنيوي ، ففكك و ابن ِ كما تشاء .. اتحدى اي شخص ان يصنع قيما كما يشاء ويعتنقها .


تستطيع ان تقول انا انسان ملحد مسلم مسيحي الخ اذا اعتقدت ان الجميع سواء ولكن كلٌ يسير في طريق آخر لنفس الهدف لكن تفكيرك هو التفكير النمطي للدين حيث اما انت معي او ضدي الذي يحاول تشتيت الناس الى فرق ومجموعات تحارب بعضها حتى تهيمن على اكبر عدد فيكون الدين الحق هو الغالب ولو كره الكافرون

الرد:
إذاً الإلحاد هو الذي يجمع الناس ، وهكذا تريد أن تقول ويجعلهم متحابين وروحانيين من دون آلهة وبدون نظم وبدون أي نمط ودون أي حرام  وأي حلال وبدون أي جائزة للمحسن ولا عقوبة للمسيء ومع ذلك سيكونوا إخوة متحابين بسبب طيبة ورقة الإلحاد المبني على المادية التي هي مبنية على الأنانية ، وعدنا لجمع المتناقضات .

 هكذا تريد الفوضوية حتى يتسنى للإنسان فعل ما يشاء كما تحب المادية ان تفعل ما تشاء ، إن نسف الدين لهو اكبر مؤامرة على الإنسانية وعلى الأخلاق والروحانية لأنها كلها مرتبطة بالدين ، وانظر ماذا حل محل الدين ، لقد حلت الشهوانية والرأسمالية والفردية وصراع الأنانيات و كل همه مصلحته الخاصة ، إذاً الإلحاد يفرق الناس ولا يجمعهم ، ويجعل كل شخص مركز الكون ، وصراع البقاء بين الآلهة التي لا تعرف شيئاً عن مصيرها .

 لامع : 

الورّاق في 30 مارس 2012 - 06:45 ص كتب :
الملحد الحقيقي لا يمجد الفن ، بل يجب ان يسخر منه ، لانه لا قيمة مادية حقيقية له ، تماما مثلما يسخر من المقدسات الدينية . وهكذا نرى ان الالحاد يـُفقد الانسان انسانيته ، وجمال تلك الانسانية ، لكن لا ملحد يطبق الالحاد في الحقيقة ، ويظل يتطفل على ما حوله مما ليس له . 


قد وضحت لك الفرق بين الالحاد والمادية , انظر الى شيوخ الارهاب من السلفيين هؤلاء اسوأ من الملحدين الماديين , فهم يحرمون كل شئ بداية من الموسيقى والفن الى اللبس والمظهر وحتى العلم الحديث لانهم يقفون عند نصوص قديمة ويريدون ارجاع الحياة الى تلك الفترة ولم يستعملوا عقلهم حتى في تلك النصوص , ليس المهم ان تكون ملحدا او مؤمنا بل المهم ان تكون انساني وتستعمل عقلك


دعني اوضح لك شيئا الملحد الذي تتكلم عنه هو الملحد القوي الذي هو متأكد حسب زعمه ان لا وجود لشئ خلاف المادة التي ينظر لها وهو موقف انساني متعصب متطرف تجده عند المؤمن المتطرف ضيق الافق ايضا ,

الرد:
صحيح ، انا أتفق معك على أن المادية ليست خاصة بالملحدين ، وتوجد عند كثير من اتباع الأديان وتستغل الاديان أيضاً ، وليست هذه المشكلة التي نحن بصددها .

المشكلة أن الإلحاد يقيم فكره على المادية ، أما الدين فيقيم فكره على الماورائية والروحانية أو بتعبير آخر : الإلحاد يقيم فكره على العقل وما تقدمه الحواس باسم العلم ، والإيمان يعتمد على الشعور والإحساس الذي يؤيده العقل ، فكيف تصنع روحانية من الإلحاد؟ ، إنك لا تجني من الشوك العنب ، فأنت تطلب الماء من النار ، أنت ذهبت إلى أبعد شيء عن الروحانية كي تجد فيها الروحانية. بينما تركت الدين وهو أقرب شيء إلى الروحانية.

 ليس شرطا ان كل أتباع الدين يطبقون الدين كما هو ، كما ان الملحدين لا يطبقون الإلحاد كما هو ، بل على درجات ، انت تكلمت عن الملحد القوي واستبشعت سلوكه مع انك ملحد وهو قوي في الإلحاد ، إذاً الإلحاد منهج سيء لأنك كلما طبقته اكثر صرت بشعاً أكثر بموجب ما قدمت ، الإيمان الحقيقي على العكس فكلما اقتربت من روحه أكثر صرت أفضل ، وكلما نظرت للدين نظرة مادية صرت أسوأ ..

أنا لا أحب مناقشة الأتباع في أي فكرة ، فانا احب ان أنصبّ على الفكرة ، لأنه لا يوجد أتباع يمثلون فكرة تمثيلاً كاملاً ،إذاً يجب استبعادهم ما دامهم لا يمثلون، وعندما اتكلم عن الإلحاد لا أتكلم عنك ولا عن أي ملحد ، فانا أتكلم عن فكرة الإلحاد وتطبيقاتها وعلاقاتها ومقارناتها ، وإذا دافعت عن الإيمان فلا يعني هذا الدفاع عن الأتباع وعن سلوكياتهم جملة وتفصيلا ،ولا أقدمهم كنموذج أفضل ،  دائما الإنسان ليس هو الفكرة فقط ،

أنا أتفق معك فيما تبحث عنه وأعتبره هدفا ساميا في أن يسود الخير والمحبة والسلام ويزول الصراع ، لكنك ترسم لذلك خطا واحدا لا تقبل بغيره وهو الإلحاد ، مع ان هذا الخط منطقيا يعاكس كل المبادئ التي تريد الوصول إليها ، أردت السفر إلى الجنوب فسلكت طريق الشمال .


 لامع :
هو اسلوب تفكير غريب ينفي ما وراء المادة ولا يعترف بالفلسفة او التفكير المنطقي الحالي وفي نفس الوقت يعترف بالمشاعر والقيم والاخلاق , وسواء نتجت المادة عن الوعي ام نتج الوعي عن المادة فيبقى الوعيا وعيا والمادة مادة والاثنين موجودين بغض النظر عن الاصل او المصدر وهو شئ متفق عليه لدى العاقل الحيادي , ليس كل الملحدين سواءا يا زميل ولا كل المؤمنين سواءا , انا ضد الشرور والانانية والظلم والرجعية ثم صنفني على أي تصنيف شئت لن يهمني المهم الانسانية كما وضحت اما لماذا حتى لو لن تعود على مصلحة في ذلك سأقول لك لضميري وراحتي النفسية والعقلية فالسؤال نفسه يوحي بعدم وجود استعداد لذلك الا لو كان ثم مصلحة بعدها 

تحياتي

الرد:
أنا لا أتطفل على اختياراتك الشخصية وعصير الكوكتيل الذي تصنعه ويحلو لك مذاقه ، فاصنعه كما تشاء ، لكن لا تقدمه كنظرية هي الصحيحة وغيرها خاطئ إلا ان تستطيع أن تدافع عنه بالحجة والمنطق ، فكلمة "سمِّني كما تشاء" تنطلق من الذاتية أكثر من الفكرية ، ونحن نناقش الأفكار وليس الأشخاص في اختياراتهم ما لم يدّعوا أنها هي الأصوب والأصح ويقدموها كحقيقة ، نحن نبحث عن الحقائق وإلا فلماذا الحوار؟
وللناس فيما يعشقون مذاهب ، أنا لا أحاج أحداً في ذوقه ، لكن إذا قدم ذوقه كحقيقة فيحق للجميع مناقشته ، وما دمت تقول أن ما اخترته هو الأصوب فسوف يناقشك الناس ، لكن إذ قلت أن ما اخترته هو ذوقي الخاص فلن يعني بهذه القضية على مستوى عام أبداً .

وشكراً على هدوئك في النقاش ، وأرجو أن تكمل حبك للخير والانسانية حينها ستجد الله وتكون وصلت إليه أنت قبل ان يصل هو .
--------------------------------------------------------------

لامع :

عرض مشاركةالورّاق في 04 أبريل 2012 - 11:55 م كتب :
كل ما ذكرت هو مرتبط بالدين ، ولا يمكن فصلها عنه . اذاً كل ما جاء من الماضي هو منقول من خلال الدين ، الا اذا ثبت وجود تيار الحادي في الماضي القديم (وهذا لم يكن) ، سيكون قد جاءنا شيء من غير الدين ، لان غير الدين يساوي الالحاد ..

كل مجالات النشاط البشري لها ارتباط قريب او بعيد بالدين ، على الاقل سماحه لها بالمرور . وهذا ليس بغريب ، فالحضارة كلها بنت للدين كما اثبت التاريخ ذلك . اذا منطقيا كل ملحد هو عالة على الدين بشكل حتمي ، لانه سوف يعتمد على اشياء جاء بها الدين او لوّنها الدين .. فلا توجد حضارة الحادية ولا فن الحادي


دعني اذكرك بتاريخ الالحاد اولا

http://en.wikipedia....ism#cite_note-0


وأنه فكر قديم , طبيعي ان الطفل عندما يولد لا يعلم شيئا وقد يتخيل اشياء ويصدقها

الرد:
قديم قدم الطفولة ام قدم البشرية ؟ كل الاثار التي تم اكتشافها تكشف عن اثار و رموز دينية ، حتى ما يسمى بانسان النياندرتال كان يؤمن بحياة اخرة .

لامع : فمثلا اذا وقع من الكرسي يضرب الكرسي فيعتقد انه كائنا عاقلا كالانسان او الحيوان فكذلك مع النجوم والقوى الطبيعية عندما يراها بدون تفكير او علم في اول نشأته من الطبيعي والمنطقي ان يعتبرها آلهة بحد ذاتها عاقلة ثم بعد تفكير اكثر وخبرات متراكمة يعتقد انها غير عاقلة لكن حدوثها بسبب قوة عاقلة خلفها لسبب ما
الرد:
الطفل يضرب الكرسي لانه مفطور على الغائية ، وأن كل شيء يحدث بنية ، وهذا دليل قوي على انه لا توجد في فطرة الطفل افكار الفوضوية و العشوائية عن الكون واللا غائية التي توجد في اذهان الملحدين فقط . سلوك الطفل اذاً تصرف طبيعي فطري يدل على ان الغائية فطرية في الانسان ولا مكان للعشوائية في هذا الكون المنظم والسائر الى غاية .

لامع : (اشارة الى احتياج ثم الى رضا او غضب) فالسحابة غير واعية او عاقلة ولكن الله هو الذي يسير السحاب لاجلنا نحن العاقلين مثله بفضله .

الرد:
هذا هو عين المنطق . و ما دام الطفل يفعل ذلك بشهادتك ، اذا هو الفطرة ايضا ، والالحاد يعاكس العقل والفطرة ويريد اقناعنا بان اللاشيء يصنع كل شيء ، ضاربا العقل بعرض الحائط حتى يتخلص من التزام اخلاقي يفرضه الاله ، لان الدين اخلاق في اساسه .

الالحاد رمى الدين ومعه كرة معلقة به ، و هي العقل وذهبت معه .

عذرا انا اتكلم عن الالحاد وليس عنك انت شخصيا او عن اي ملحد ، فقد لا تكون ملحدا في الاساس ، او ملحدا غير مطبق لدينه ، فالشخص شيء والفكر شيء اخر .    
لامع :
اول ما عبد الانسان عبد قوى الطبيعة لانه خائف منها كالنجوم والكواكب والشمس
الرد:
من يثبت ذلك ؟ ليس الا راي الملحدين ، هذا كل ما في الامر .. الملحد عنده فكرة مسبقة يريد اثباتها .. لا احد يخاف من الطبيعة ، انما الخوف هو من غير الطبيعة . الطبيعة هي أمنا ، الطبيعة نعمة الله على البشر .. و ما معنى قوى الطبيعة ؟ هل هي قوى معادية ؟ كل حركات الطبيعة في الاخير تحمل نعما للبشرية ، حتى البراكين ، فسيل الوادي هو نعمة على البشرية ، لكنه نقمة لمن ينام في بطنه ، لكن ليس الذي نام هو البشرية كلها ..

هذا مجرد خيال ملحدين ، بدليل لو سألتك ما هي قوى الطبيعة ؟ لقلت البرق والصواعق والفيضانات والزلازل والبراكين .. لكنك لن تقول : التصحر والجفاف ! مع انه يفتك بالناس اكثر !! و هذه القوى السابقة التي تتوقعون انهم كانوا يخافون منها (وانتم لا تخافون) هي التي تحرك الخصب والنماء ، ولكن الجفاف عدو صامت وهادئ .

خيال الملحد مع الاكشن دائما ..  لاحظ ان الجفاف يميت بدون خوف ، فلماذا لا توجد معابد للصحارى تخاف من الجفاف و الرمال الجافة وتسجد لها و تكثر العبادة في الصيف حتى لا يغضب اله الجفاف فيدمر الناس ؟ الملحد يعتقد ان القدماء كانوا يخافون من الظلام بينما هم يطفئون الانوار في غرف نومهم ! و هذا ما يحدث بالضبط في غرفة نوم الطبيعة (الليل) : تطفئ انوار غرفتها لكي ينام البشر والاحياء مع ابقاء لمبة سهارية هي القمر والنجوم ! هل هذا مصدر رعب ان تنام بهدوء وبدون انوار مزعجة ؟؟

جاء الوقت ليعاد النظر في خيال الملحدين الذي في الحقيقة هو اساس طرحهم و ليس العلم . انهم يسمون خيالهم بالعلم ، وخيالهم مادي ، اذا من السهل الرد عليه ..

لو كان الاقدمين يخافون لكان الخوف من التصحر ، و كان هو المعبود  وليس الهة المطر ! ولماذا ليس للتصحر الهة و للمطر الهة ؟ اذا هم عبدوا الهة مطر ، اي أن دافعهم الحب وليس الخوف ، وإلا لكان عندهم الهة للمرض و آلهة للجهل ، بدلا من منيرفا وافروديت و ديانا الهة الحكمة و الصيد عند اليونان، لكان هناك الهة لعدم الصيد !! و للفقر آلهة تعبد ويُخاف من غضبها .. فالأصل عند العقل هو الوجود وليس العدم .. والوجود يعني الايجابي ، والايجبي يعني الحب ..

هذه هي قوى الطبيعة التي يمكن ان تضر و هم يخافون من الضرر ، وانتم تقولون دافعهم الخوف .. أمن دافعه الخوف يعبد الهة للحب والجمال ؟ إذا اساس الدين هو الحب و ليس الخوف ، ومن لا يعرف الدين لا يعرف الحب ومن لا يعر فالحب لا يعرف الدين .. كمبدأ عام ..

المرض والفقر والجفاف والموت ، هي التي تخيف ولكن ليس لها الهة ! بينما نجد الالهة في الجانب الخير !! أرأيت كيف هو ضحل تحليل الالحاد لاصل الدين والدافع له ؟ كيف لملحد ان يفهم الدين ويصف مشاعر اهله وهو ليس مؤمنا و يكون تفسيره دقيقا بنفس الوقت ؟ فأهل مكة ادرى بشعابها ، هذا بخصوص المشاعر .. 

الالحاد المادي يحسن به الا يفسِّر ، لانه ليس فنه ، بسبب انه فرض على نفسه الوقوف عند الظواهر فقط دون تعليل ، لكن عندما ياتي موضوع الدين يشمر الملحد ساعديه لكي يبدا بعملية التحليل و التفسير مخالفا بذلك منهجه بالوقوف على الظواهر فقط .. منطقيا عليه ان يقف عند ظاهرة  الدين ويوصّفها من ظاهرها دون ان يدخل في منطلقاتها واهدافها ، مثلما هو منهجه في ظواهر العلم والكون : وصف بلا دخول في تفسير المنطلقات ولا الغايات ..

الملحد ينفي الغائية لكنه لا ينفيها في الدين .. لانه قضيته المركزية التي يكافح لاجل اسقاطها حتى لو خسر كل اسلحته بما فيها المنطق .

اتمنى ان يزول هذا الدرس المكرر على تلامذة الالحاد الجدد :

السؤال :  لماذا يعبد المؤمنون الالهة ؟
الجواب : لانهم يخافون من ظواهر الطبيعة ..

كأول درس من دروس الالحاد الابتدائي ..

خيال الملحدين يتصور ان القدماء لا يعلمون ان للطبيعة قوانين ، وانهم يفكرون بالعشوائية مثلهم ، و كأن القدماء لا يعرفون ان للسيول موسما و أن البركان الذي يدخن يشكل خطرا قريب الحدوث ، وان تلك الارض كثيرا ما تاتيها الزلازل ، بينما الارض الاخرى تندر او لا تصيبها الزلازل ابدا .. ولو لم يكونوا واعين بذلك لانقرضت البشرية .. 

انهم يعرفون شيء اسمه الغرق ، لذلك يصنعون القوارب او الطوافات ، انهم ليسوا بلا عقل .. الاولى ان يخاف من مظاهر الطليعة في الحقيقة هو الملحد ، لانه هو الوحيد الذي يؤمن بالعشوائية وفوضوية كل شيء .. فكيف يأمن وهو يؤمن بالعشوائية ؟ العشوائية تعني امكانية حدوث اشياء فظيعة في اي لحظة ، لانه لا يؤمن بوجود رب رحيم ولا بنظام صارم ..  من كان يعبد الها ، يعرف ان الاله وضع انظمة للكون ، و هي التي تطوَّرَ فهمُها الى ان صارت علما ، ولكن صاحب العشوائية كيف يصدّق بالعلم ويعتمد عليه ؟ وكيف يقول ان هناك علما و نظاما ، وبنفس الوقت يؤمن بالفوضى الكونية ؟ 

ينطبق على الملحد المثل : رمتني بدائها وانسلت ،، فهم رموا بخوفهم على المؤمنين ..

لامع : ثم عبد الحيوانات القوية المفترسة كالدب ثم عبد قوى خفية مجهولة شرشورية خالقة تلك الظواهر والحيوانات ثم آلهة للوظائف ثم آلهة للخير والشر (النتائج والغايات) ثم المرأة عشتار (طريفة تفكير براجماتية )
الرد:
كل هذا الترتيب هو افتراضات ملاحدة ، اذا رأوا ثورا مرسوما على كهف ، قالوا انه اله ومعبود بسبب قوته ،  و كأن من رسمه لا يعلم ان النمر اقوى من الثور .. قد يكون رسمه من باب التسلية واستعراض القدرات كما يفعل اي رسام او تلميذ وهو يرسم اثناء درس ممل .. كل الرسومات على الصخور اعتبرها الملاحدة معبودات وطواطم وأخذوها بجدية كاملة !

و كأن القدماء ليس لهم الا العبادة والخوف من هذه الحيوانات ومن مظاهر الطبيعة ، والسبب هو عدم وجود كهرباء مثلنا !! .. بالله عليك من الذي يخاف من ثور سمين يصلح وليمة لقبيلة كاملة ؟ كم يساوي ثمن الثور في هذا الزمن ؟ ولماذا يخافون منه ؟ هل هو بعبع ؟ بينما يستطيع طفل ان يقوده بحبل الى المذبح ؟

هل لاحظت ان كل ما قدموه هو عبارة عن خيال ملحدين يريدون ان يصفصفوا التاريخ ليخدم ايديولوجيتهم المسبقة ؟ انا لا اثق بالعلماء الملاحدة أن يقوموا بمهمة لوحدهم . فضلا عن ان اصدق تفسيرهم اصلا ، لان تفسيرهم يعني خيالهم .. و هذا طعن له ادلته ، فتزويراتهم في العلم معروفة ، والتي لم تحدث من غيرهم على طول تاريخ العلم ، وليس مجرد غلطات فردية ..

ترى ماذا سيقول المحللون لاثارنا بعد ثلاثين الف سنة اذا اكتشفوا رسومات لنا فيها سيارات او بنايات وطائرات ؟ هل سيقولون اننا كنا نعبد السيارات ونقدس القطارات ؟ ارجو الا نصدق بجدية كل تفسيرات المؤرخين لتاريخ تفصلنا عنه مئات و الاف وملايين السنين ، انها اجتهادات و كثير منها مغرض . أنت لا تستطيع ان تفسر سلوك صديقك 100% ، فكيف بتفسير امم وشعوب عاشت منذ مئات السنين ؟ ولم يصلنا من آثارهم الا قطع بسيطة لا تستطيع ان تعطينا تصورا كاملا عن حياتهم وافكارهم ؟ فقطعة من العظم او تحفة لا تكفي لان نحكم من خلالها على امة بكاملها .. فالعظمة لا تفسر امة ، بل تثبت وجود كائن حي مات في هذا المكان . 

البشر هم البشر منذ ان وجدوا الى يومنا هذا ، وتحكيه الاثار ايضا . علماء الملاحدة يريدون ان يثبتوا العكس : ان البشر تطوروا حتى في اجسامهم وقدراتهم العقلية .. و يحاولوا ان يجيّروا كل شيء لخدمة هذه الفكرة التي يصعب ابتلاعها على صاحب العقل المحايد .. وكل من يخالف العادي ، عليه ان يقدم دليلا غير عادي .. 
 لامع :
فالمرأة كالأرض هي مصدر الحياة لانها تحتوي على رحم عندما اكتشف الانسان الزراعة فبدأ تفكيره في التغير
الرد:
كيف نصدق ان الإنسان اكتشف الزراعة ؟ لا نصدق بذلك إلا إذا صدقنا بفكرة التطور كلها , و هي فكرة خاصة بالملحدين لا يجوز فرضها على الجميع, لأنها نظرية غير ثابتة علميا, ولا أحد يُلزم بالنظريات .

البشر هم البشر منذ وجودهم , ليسوا إلا شعوبا او قبائل, اي حاضرة على ضفاف الوديان والأنهار يزرعون أو بادية يرعون الماشية ويصطادون الحيوان , وعلمهم في اساسه من الله الذي خلقهم وهيأ هذا البيت الجميل وحفظه من الأضرار الخارجية و كيـّفه واضاءه لهم وأنبت فيه من كل زوج بهيج رزقا لهم .

البشر لم يصنعوا شيئا من عدم ولن يصنعوا , كل شيء مجهز لهم في الاساس, فكل ماعندهم هو نعم من الله وجدوها أمامهم أو بحثوا فاكتشفوها, ولا داعي لان يتطورا اصلا .. لأن كل النعم عندنا ، ولا مبرر لان تنقرض شعوب بكاملها مثلما ادعوا انقراض انسان النياندرتال .. اذ لا مبرر طبيعي لاي انقراض .. فإن كان هناك انقراض فهو بسبب الانسان وظلمه للطبيعة .. كلما قاموا به هو عملية فك و تركيب لما هو موجود اصلا ، فهم لم يخلقوا شيئا ولن يخلقوا, لكن كفر النعمة اضطر الملاحدة إلى اختلاق هذه النظريات البائسة حتى لا يكون هناك إله يستحق الحب والشكر.

خرافة علم الإنثروبولوجيا يجب إعادة النظر فيها ، فما هي إلا افتراضات عقول ملحدة لا تريد أن تثبت وجود إله , ويجب تخليص العلم من الملحدين الذين اختطفوه منذ القرن التاسع عشر ونادي اكس العلمي المؤدلج ، فكون الناس كانوا وحوشا يعيشون على الصيد ، و قبله يعيشون على الجمع والالتقاط ، ثم تعلموا الزراعة إلى غير ذلك من الخرافات الموجودة في قصة الحضارة لديورانت, وكأن الذي يصفهم قد عاش معهم!

كيف استطاعوا أن يعيشوا على الجمع والالتقاط دون صيد و دون زراعة ولا تربية حيوان ؟ اي بدون تخزين وبدون ملابس وبدون حليب و بدون لحم وبدون حبوب وبدون بيوت ايضا, فقط التقط و كل! و كأن الاشجار كلها مثمرة على طول العام وفي كل مكان !! إذا ما الذي دفهم للزراعة وهم يجدون رزقهم في كل مكان؟ والثمار لها مواسم ولها كائنات حية تعيش عليها و تنافس الانسان ، ثم إنه يأتي البرد والجليد, فماذا يلتقطون ؟

تحليلات وافتراضات ملحدة لا تصمد للعقل . حياة الناس ليست بالأمر السهل, وليسوا حيوانات تعيش في جحور, فالإنسان يحتاج إلى المسكن, وكيف يبني سكنا وهو يعيش على الجمع والالتقاط في تنقل دائم وراء الأشجار؟ سينتهي ماحوله , إلا أن يكونوا قبائل متنقلة تعيش على الاتقاط ويمر الصيد امامها ولا تصيده ، لأنها لم تكتشف الصيد بعد ! ولا ظهور تلك الدواب ليركبوها وتحمل أثقالهم , فضلا عن البذور التي تسقط لتنبت من جديد والتي لا تحتاج إلى عبقرية لتُكتشف ..

انهم يعرفون كيف تنبت البذور بعد المطر, أي تحتاج إلى ماء, هذا اسهل من التحليل الإلحادي الذي يثير الاستغراب أو الضحك, من ان بعض الصيادين اتوا بالطرائد وعندما نظفت النساء بطون تلك الحيوانات نبت ما بداخلها من حبوب حول منازل النساء بالصدفة كما يذكر ديورانت , وأيضا وجدنا في بطون بعضها مما لم يمت بعد أطفالا من الحيوانات فربتها النساء فتعلموا تربية الحيوان والزراعة بسبب هذه الحيوانات المصادة التي تنزف دماءً , ولا أدري كيف عللوا اكتشاف الإنسان للصيد : هل تصدق أن هذا هو ما حدث فعلا؟ و أنها ليست افتراضات من خيالهم؟ اين التشكك الذي يتميز به العقلاني؟ أم أنه لا يعمل إلا في الدين فقط؟

ستقول وكيف أصدق افتراضك أنت أيضا ؟ اقول لك : افتراضي اقرب للمنطقية والواقعية , هذا كل ما في الأمر وعلى الأقل . بدلا من الصدف التي يعج بها الخيال الملحد , في حين لا نجد للصدفة أي مساحة في حياتنا ولا عقولنا ، وإلا لم تكن عقولا, فالصدفة فوضى والعقل نظام, حتى ما اكتشفه العلم بالصدف كان هناك دافع للمعرفة وعالمٌ كان يبحث عن شيء ويرصده , في الحقيقة لا مكان في العقل للصدفة, بينما العقلية الملحدة تعتمد كليا على الصدفة. 
في خرافة العصر الحجري مثلا أو البرونزي ..., كلما ما في الأمر أنهم يجدون في مكان معين آثارا من حجارة فيعممونها على الارض كلها أنها كانت تستعمل الحجارة ! مع العلم ان في المتاحف قطع مزخرفة بذوق رائع تعود إلى العصر الحجري ، ولو لم يكتب عليها ذلك لظننتها من انتاج احد مصانع التحف الحديثة ، مع اني اعتقد بالعجز عن ايجاد مثل ذلك الفن بجماله و قوته !!

هم وجدوا الحجارة ولم يبحثوا عن الأدوات التي نُحتت بها هذه الحجارة ، لأنها تحللت ! و يعرفون عصور الإنسان لكن لا يعرفون أماكنهم ! ومن يعرف عصور الإنسان يفترض أنه يعرف من اين ظهر بالضبط وكيف انتشر , و ما دام أنه يعرف طبيعة حياته إلى هذه الدرجة, سنستطيع أنا وأنت أن نحفر في مكان ما فنجد أدوات مصنوعة من قرون الحيوانات ثم نخرج اكتشافنا ونقول بعد أن نحاول معرفة تاريخه : اكتشفنا عصر اسمه العصر القرني ! فكل ادوات البشرية في ذلك الزمن كانت من قرون الحيوانات فقط ! ويبدو انه بعد عصر الصيد و قبل عصر الزراعة ! فنسميه العصر القرني الوسيط أو نسميه العصر وسيط القرن! من سيعارضنا؟

فالناس ليسوا كلهم متخصصين, ونحن نملك وسيلة الإعلام القوية التي تقمع اي عالم حقيقي يقف في وجوهنا لتجرده من قيمته العلمية وتضيفها إلينا, و اهل ذلك الزمان ليسوا هنا ليدافعوا عن انفسهم وليقولوا أنها حالة خاصة نتيجة لأزمة في المعادن أو الخشب في تلك الفترة ليس إلا, وبمثل هذا ربما يجيبنا أهل العصر الحجري : ما دام الخشب متوفرعندهم : ما الذي يضطرهم لجعل كل ادواتهم من الحجر؟ ستجد في المتحف تماثيل جميلة منحوتة من الحجر وبدقة فائقة تعود إلى ما يسمى بالعصر الحجري, فهل التماثيل أدوات ضرورية للحياة؟ وهل يمكن أن يُنقش بهذه الدقة بواسطة حجر آخر؟ مع ملاحظة ان الذوق الجمالي هو نفسه , فأين التطور؟

ألا ترى اننا في هذا الزمان نصنع التماثيل للمشاهير من الحجر أيضا أو البرونز؟ فهل كانوا مخطئين ونحن المصيبين في تقدير قوة الحجر وبقاؤه رغم السنين؟
ثم هل داروا الكرة الأرضية كلها ووجدوا أن كل أدواتهم من ذلك النوع ؟ طبعا لا, فقط وجدوه في مكان معين قد تكون ميزة لقبيلة من القبائل ..

من يحب الآثار يتفاجأ بالقوة والمتانة والجمال في القطع الأثرية كلما عاد إلى الوراء ، على عكس كلام ديورانت وفكرة التطور تماما , والقرآن أشار إلى ذلك بأن القدماء كانوا اشد قوة واثاروا الأرض وعمروها أكثر مما عمروها ، مخاطبا كفار مكة, والآثار التي كانت أقدم من زمن النبي كآثار البتراء والفراعنة ، كانت أشد قوة من آثار زمنه . وتعتمد على نحت الصخور الضخمة أو حملها بطريقة لم يستطعها المتأخرون عنهم .

لامع :
ثم الوثنية الحديثة اي وجود آلهة او ارباب موظفين عند الرب الأعظم وهو اداري فقط اما الدعاء والطقوس والعبادة فهي للمشرفين كهبل والعزى فالمثوبة والعقوبة تتم من عندهم بعد توكيلهم من الله ثم الديانات الثلاث تحتوي على رئيس ونائب رئيس عزير والمسيح ومخلص يأتي في النهاية لتحقيق العدل السماوي ونصرة المؤمنين ورسل كرسل الملوك للتوطيد والتثبيت ثم اله واحد احد (الاسلام) والرسول هو عبد لكن موضعه قريب الى موضع الابن المدلل ثم اديان اخرى قليلة اشبه بالفرقة المنشقة (وما اكثرها في التاريخ لجميع الاديان خصوصا بعد انتشار التفكير الفلسفي) اما تأكيدية بنظرة اصلاحية لتناسب العصر او ارجاع الديانات القديمة (من اول المصرية القديمة الي الهندوسية ) او حتى ديانة الفضائيين الى الروحية spiritism . ارى كلها تدور حول شئ واحد وهو الغموض او المجهول , الانسان خاصة بطبعه الفضول (وليس كل الفضول سئ لانه ادى الى التفكير بجميع مناحيه) وهذا الفضول هو اساس وضع الاعتقاد في رأيي لان الخوف والألم والقلق شعور والشعور وقتي اما الفضول فهو شئ عقلي يتوقف اراديا بافتراض او شغل التفكير باجهاد .

الرد:
هذا الكلام هو من روح النظرة الغربية إلى الدين ، والتي تنتقص الدين لانه يعتمد على محاولة سد فراغ الغموض وتخفيف الخوف من مظاهر الطبيعة ، و مصرة على ذلك التفسير بشكل قطعي ، وكأن الغموض والخوف من الطبيعة انتهى ، هذا غير انها تفسير خاطئ لنظرية الدين .. وهي تنظر باستعلاء الى الغموض وكأنه امر كان من الماضي ، مغترة ً ببعض ما كشفه العلم عن بعض البكتريا والفيروسات ، و كأنهم انتهوا من الغموض !! و بسبب الكهرباء اصبح الانسان لا يخاف من الغموض ! انها نظرة سطحية جدا ومغرورة ..

نحن من الغموض والى الغموض ، نحن نعيش في ظلام دامس خالي من المعرفة ، سوى معرفة سطحية لظواهر الاشياء لا تقدم ولا تؤخر ولا تعتبرها دواخلنا علما يقينيا .. تستطيع ان تعرف كل شيء عن مدينة من المدن لكن هل في داخلك تجزم انك تعرفها وتعرف سكانها وكل شيء فيها لدرجة انك لن تتفاجأ بشيء ؟ هذا غير صحيح ، فمعرفتك بها كانت سطحية ظاهرية ..

هكذا معرفتنا بالحياة ، هل اصبحت الحضارة الغربية تعرف من اين جئنا حقيقة ؟ هل تعرف الى اين نذهب حقيقة ؟ انها لا تعرف هل لنا روح ام لا ! كل معرفتنا بالفلك ، هل تساوي شيئا من الفلك ؟ هل لهذا الكون نهاية ام انه بلا نهاية ؟ و ما معنى اللا نهاية ؟ هل نستطيع ان نتصورها ؟ نحن نولد لا ندري ونموت لا ندري ، و اظن السادة الغرب مثلنا ..

فلماذا الغرور ونحن ضعفاء فعلا ؟ وما دامات عقولنا لا تستطيع ابدا ان تقدم لنا الحقيقة الكاملة الشاملة ، فلماذا لا نستجيب لاحساسنا ونعترف بضعفنا وحاجاتنا ؟ لماذا نتظاهر باننا غير محتاجين لشيء و مغترين بعصرنا كما فعل كل اصحاب العصور ؟ ونتخيل بسذاجة ان القدماء فقط هم الذين كانوا محتاجين لوجود اله يساعدهم على الظلام وظواهر الطبيعة أما نحن فعندنا العلم الكافي والقدرة الكافية والخلود الكافي ؟ انها اوهام الحضارة والقوة تبددها لحظات الموت مثلما مات القدماء :
(يموت راع الضأن في جهله ميتة جالينوس في طبه)  ..
تبدو هذه النظرة غير عميقة ولا حكيمة ، فجهلنا في الكليات والبدايات والنهايات والغايات والحقوق والواجبات هو جهلهم تماما ..    
لامع :
قدس العالم الاشياء العادية والخرافية بالنسبة لنا حاليا ثلاثة اضعاف ما قدس (اليهود والمسيحيون والمسلمون) زمنيا وبنوا حضارتهم كما تقول على كثير من ذلك الاعتقاد . السؤال موجه لك الآن هل ترفض الذي نُقل لك عبر هذه الحضارات الضالة الكافرة بمعتقدك لأنهم يخالفونك ؟ كيف سنقبل انا وانت بفنهم لانه فن وثني ؟ بل لانه ابداع بحد ذاته بعيد عن اعتقاد صاحبها
الرد:
انا وانت كمؤمن وملحد لا نكاد نلتقي على شيء اصلا ، هؤلاء القدماء الذين عبدوا كما تقول مظاهر الطبيعة ، انا لا اقول انهم عبدوا مظاه رالطبيعة ، بل اقول انهم عبدوا الاله الكوني ، وما هذه الا رموز ووسائل تقرب اليه زلفى ، لا اصدق ان مجنونا يعبد صخرا على انها هي التي ابدعت الكون او ان نجمة هي التي اوجدت كل شيء مع ان هناك نجوما مثلها ، أو ان الشمس هي التي ابدعت الكون وهي التي تأفل بالليل ، اي لا ترعى الارض ، كيف تكون ربا لليل وهي غير موجودة ؟ انها نظرة الملحدين السطحية للدين ، وفعلا دائما نظرتهم لا تلامس العمق ..

المسألة اعمق بكثير من تخيل الملحدين الملحدين يعتقدون انهم تغيروا بسبب العلم والحضارى انهم تغيروا عن الانسان القديم حتى انهم صاروا يقربونه من القرود ، ما هذه الا نزوة غرور لا قيمة لها .. نعم انا اتذوق فنهم اكثر منك ، لانه يجمعني بهم رابطة وجود اله جميل عظيم مبدع ، ومنه الجما لواليه الجمال وهو ملهم الجمال ، اما الملحد فا يستطيع ان يرى ان للجمال اعماقا ، فما الاماق عند الملحد الا العشاولئية والفوضى زهي شيء غير جميل ، نحن المؤمنون تمتد جذور الجمال الى ما لا نهاية كلما لاحقناها ن /ام انتم فتنتهي عند صدفة غبية عشوائية قد تتدمر في اي لحظة ..

اذا نظرة الملحد للجمال ايضا سطحية وليس لها امتداد ، نعم انا اختلف معهم في انهم جعلوا وسائط بينهم وبين الله لا تنفع ولا تضر وهي نفسها مسخرة ومسيرة ، ولا تملك لنفسها قرارا .. هم بهذا السلوك قللوا من شأن الإله واثبتوا بعده عن احاسيسنا ومشاعرنا ، فلا نصل اليها الا من خلال وسائط و تبرك و تقرب .. لكن لا اختلف معهم على وجوده مثلما اختلف مع الملحد .

اذا اختلاف المؤمنين فيما بينهم ليس اعمق من اختلافهم مع الملحدين ، لانه هو اعمق اختلاف ظهر على وجه الارض . كل الشعوب قبل القرن الثامن عشر تختلف في دياناتها لكنها لا تعرف شيء اسمه الحاد ، ولم تحاربه اي ديانة لانه غير موجود ، حتى المسيحية التي اخذت منها لفظة ملحد ، هي تتكلم عن الخارجين عن الدين والمستهترين بمبادئه وليس عن منكري وجود اله للكون ، لانها بدعة غذتها الراسمالية في اواخر القرن الثامن عشر وتبنتها الشيوعية في القرن التاسع عشر . ونلاحظ علاقتها الشديدة بموضوع الاقتصاد .. لأن الدين له ثوابت والراسمالي لا يريد اي ثابت يقف في طريقه .

فالدين يلزمه بحقوق الفقراء ويحرم عليه الاستغلال والربا ويشوه صورته ويقيد نشاطه الاقتصادي والتجاري بكثرة الممنوعات من ملابس ومآكل وغير ذلك . الراسمالي يهمه ان يكون الناس ماديون لانه هو من يملك المادة ، والدين يمنع فكرة البقاء للاقوى التي يريدها المادي الراسمالي ، فلا يوجد دين الا و يهتم بالضعفاء ، بينما عقيدة المادي هي البقاء للاقوى . ولا تزدهر الراسمالية في بيئة دينية ابدا ، والواقع شاهد بذلك ..

الراسمالي يطالب دائما بازالة العقبات ، حتى في الولايات الامريكية مهد الراسمالية يبدي الراسماليون ضجرهم من القوانين والانظمة ويطالبون بتحرير الاقتصاد بشكل كامل ، و معنى حرية الاقتصاد الا يقف اي مانع ديني او اخلاقي او انساني او غيره في طريقهم . حتى يحكم قبضته على العالم . لا تكاد تجد راسمالي الا وله موقف ضجر من الموانع ، سواء كانت دينية او اخلاقية او اجتماعية .. حتى في البلاد ذات الصبغة الدينية الا ما ندر منهم ..

لهذا تتماشى كل سمات المذهب المادي مع بعضها ، ولا يقوم بعضها بدون الاخر ، فالراسمالية تشتهي الليبرالية وتتعشق الديموقراطية ، والجميع يحب ان يعيش في بيت العلمانية ..

والشيوعي يريد ان يسيطر على الاقتصاد و يرى ان الدين هو الذي يفسح المجال لوجود الراسمالية ويقر حق الملكية الخاصة ، وأن الدين هو الذي يقنع العمال بالخضوع وقبول قسمتهم و نصيبهم ، و أن الجنة سوف تعوضهم ، متهمين بذلك الراسمالية بانها هي التي انبتت الدين ، وفي الحقيقة انه عدو مشترك لكليهما ، مما يعني ان الحق معه . هذان اكبر تيارين اقتصاديين في العالم .. اذا الالحاد لعبة اقتصادية في الاساس ويتبنى دعمه الاقتصاد العالمي . ولو تركت الشعوب وشأنها لعادت الى الدين بتلقائية ..

 ,لامع : الملحد لا يرى ان الاخلاق نابعة من الدين بل هي ضرورة حتمية فرضتها الطبيعية وهي نسبية فاخلاق الحيوانات تختلف عن بعضها وتختلف عننا جميعا ومن مكان لاخر ومن زمان لاخر فهي ليست جزءا مستقلا بحد ذاته بل هي نتيجة الوعي والتجربة والشعور معا , منتج بشري تماما مثل الانسان .
الرد:
كلمة مهينة في حق الاخلاق وصفها بانها منتج ، المنتج ممكن ازالته و تغييره الى منتج اخر ، اي يمكن ازالة الاخلاق و تبديلها بغيرها ، والمنتج يُصنع لغرض اهم منه .. وهو المصلحة المادية في عرف الماديين التي لا شيء اكبر منها .. ولأجلها وجدت الاخلاق .. اذا الملحد لا يعظم شأن الاخلاق ولا يقر باصالتها لانه يصفها بالمنتج النسبي ، و النسبية تعني قابلية التغيير تبعا للمصلحة .. اذا الاخلاق لا شيء والمصلحة كل شيء . لهذا السبب الملحد يصر على ان للحيوان اخلاقا ، بدافع مصلحة القطيع ، وما ضلل العقل الملحد الا قياسه على الحيوانات في كل الامور الانسانية ..

حقيقة لا يوجد فرق عند الملحد بين الانسان والحيوان الا النسبية ، و هذا خطأ فادح وقعت فيه الفلسفة المادية . فالاخلاق خاصية انسانية لا علاقة للحيوان بها اصلا ، هل الحيوان معني بالكونيات ؟ هل يسأل الحيوان ما بدايته وما نهايته وما هو الواجب و ما هو الصح وما هو الخطا ؟ اذا كان كذلك فسيكون عنده انسانية واخلاق ، واذا لم يكن عنده ذلك فليس لديها .. اذا من الخطأ ربط الانسان بالحيوان ، الانسان يتميز بالانسانية ، و انتم تصرون ان للحيوانات انسانية ايضا ، اذا لماذا لا تطلقون كلمة انسانية و اخلاقية على الحيوان بصراحة ؟

اصل الاخلاق جاء من الاحساس بوجود اله ، ولو ازلنا هذا الاصل لما كان هناك الا المصلحة ، بدليل ان كل مؤمن يعظم من شأن الاخلاق حتى لو لم يطبقها ، بينما الفكر الملحد يقلل من شأن الاخلاق بوصفها منتج بشري قابل للتغيير حسب المصلحة المادية ، بدليل انه يقر بوجودها عند الحيوان ، والحيون معني بمصلحته الغريزية فقط ، وهذا دليل كافي و واضح على ما هو اصل الاخلاق ..

اذا احضرنا انسانا لا يقر بوجود اله يحمي الفضيلة ويحبها ويكرسها ويؤمن بان الحياة جاءت نتيجة العبث والصدف وانتصار الاقوى والافضل ، ولا يعنيه مصيره بعد الموت ولا يعنيه موضوع البحث عن الافضل ولا عن حقيقة هذا الكون ، و يهمه المصلحة والحياة اليومية فقط والمتعة ، هنا : اين ياتي المنبع الاخلاقي ؟

هذه الافكار من العشوائية والتخبط والصدف واللاغائية ، كيف تنتج الاخلاق ؟ هذا الموقف ينتج اهتماما مكثفا بالمصلحة المادية ، اما المؤمن الذي يبحث عن الحقيقة الازلية و يؤمن باله عظيم و قادر على التغيير و فاضل ويحب الفضيلة و يدعو اليها ، وهو مصدرها المثالي ، و يبحث عن جدوى لحياته ، سيكون عنده منابع من هذه الافكار تدفـِّق الفكر الاخلاقي الغير مرتبط بالمصلحة ، و اصرار الملحدين على تفسير كل صور الاخلاق بالمصلحة اصرار اثبت فشله ، لان كثيراً من صور الاخلاق لا يمكن ربطها بالمصلحة الا بخيوط اضعف من خيوط العنكبوت . وتدعو للرثاء كتفسير ضعيف يكشف عن ضيق افق النظرة المادية و عدم قدرتها على استيعاب الانسان ..

انك لا تجني من الشوك العنب .. اذا الاخلاق ليست مشتركا بشريا في منابعها بين ملحد و مؤمن ، لكن الملحد يتلقفها من المؤمن ليساير بها ركب المصلحة و المجتمع ، بينما فكره لا ينتجها ابدا ، انما ينتج المصلحة المادية .. و يجب اعطاء كل ذي حق حقه .. فأنا لأ ابخس المادية والالحاد حقهم في انهم هم الاكثر اهتماما بالمصلحة المادية العاجلة وتفضيلها على كل شيء ان كان هذا حقا ، و لا زلت اتكلم عن الفكر وليس عن الاشخاص ولا عن شخصك الكريم ..

طبعا فكرة الايمان بوجود إله فطرية اصلا ، والفطرة تعرف الاخلاق و تحبها ، فمسايرة الفطرة ينتج الافكار الاخلاقية ، و رفض الفطرة والاكتفاء بالواقع ينتج الافكار المادية ، مع ان الاصل موجود في اعماق الذات الانسانية ، لكن لا قيمة للفطرة في ظل سيطرة الفكرة .. فإذا لم تؤمن بوجود مثالية فستذوي الاخلاق لان ليس لها مدد من ماء المثالية ، فالأخلاق تعني امتدادا و طريقا اكثر من كونها تعني سلوكا معينا ، الالحاد يقطع هذا الطريق ، فلا طريق للمثالية عبر شارع الالحاد المؤدي الى وول ستريت فقط .

الملحدين ركـّبوا على فطرتهم افكارا لا تنتج الا الواقعية و المادية والمصلحة ، والمؤمن ركـّب على فطرته افكارا تتجاوب مع هذه الفطرة و تمتد على المثالية وهي الالوهية ، فصارت تنتج الاخلاق والقيم . اذا القيم والاخلاق الموجودة هي منتجات افكار مبنية على الايمان .. بدليل ان كل الاديان تمجّد الفضائل والاخلاق وان كانت تختلف وتخطئ احيانا في مخارجها ..

اذا منبع الاخلاق واضح .. وانظر الى الاخلاق التي انتجتها الاديان وإلى مثيلاتها في الفلسفة المادية ان وجدت حتى تعرف ما هو مصدر الاخلاق .

فكرة ان الاخلاق مرتبطة بالمصلحة فكرة مهترئة تماما ، الحقيقة ان الاخلاق ضد المصلحة اصلا وليست معها ، اليست تعني التضحية ؟ التضحية بماذا ؟ اليس بالمصلحة ؟ فكيف يجوز عقلا ان يكون ضد الشيء مرتبط به وتابع له ؟   

الاخلاق مربوطة بالغائية . اذا اصل الاخلاق مرتبط بفكرة وجود اله .. و ليس مرتبطا بهذا الدين او ذاك .. فالحيوان مثلما قلنا لا يهتم بكل الما ورائيات بما فيها ما بعد الموت ، و الملحد كذلك : فإذا كانت الحيوانية تنتج حسا اخلاقيا و انسانيا ، فالإلحاد كذلك سوف ينتج ، و إذا كان الجواب لا ، فإن كلاهما لا ينتج اخلاقا .. لأن الحيوان منصب على مصلحته المادية اليومية بصرف النظر عن كل شيء غير موجود ، و كذلك يفكر الملحد . اذا كلاهما لا ينتج اخلاقا ، بل سلوكا يخدم المصلحة الخاصة او العامة المادية المعاشية ليس الا .   

لامع :  الملحد لا يمجد الفن الاسلامي مثلا لانه اسلامي بل لانه قد يكون جميل وهو اصبح جميل ليس لانه تمسك او طبق الدين بل لانه اخذ بالاسباب العقلية المؤدية لذلك حتى لو اعتبر هو خلاف ذلك .
الرد:
العقل لا يسيطر على الجمال ، والا لخنقه ..

الجمال ينطلق من مساحة اوسع من العقل وعلى العقل ان يلاحقها ، لا ان تخضع هي لحدود العقل مع انها تتفق مع ما وصل اليه العقل السليم ، لكن لا تلتزم بحدوده الضيقة لان العقل يتوسع يوما بعد يوم . ان الجمال ينطلق من الشعور الانساني العظيم المؤسس فطريا والذي من حسناته هذا العقل ، والعقل لا يـُفسّر بسبب ان الشعور فطرة لا تـُفسّر ، ومن يلغي علاقة السببية بين العقل والشعور لا بد انه لم يفهم كليهما. 

 لامع :
عرض مشاركةالورّاق في 04 أبريل 2012 - 11:55 م كتب :
اين دور المنطق هنا ؟ انت تتكلم عن اخطاء انسانية و تركت المنطق !! فهل المنطق يقتضي وجود اله ام لا في فكرك اللا ادري ؟ ام ان النتيجة "لا ادري" ايضا ؟


المنطق هو شئ بشري فكيف نقيس بشري على مطلق ؟ يعني مثلا فلنفرض ان المنطق يقتضي وجود اله اذن هذا منطق الانسان , اليس يوجد شئ افضل من الانسان ؟ كائنات عليا لا نعرفها ؟ قد ترى تلك الكائنات الاذكى والاعقل والاوعى ان المنطق لا يقتضي وجود اله . هناك فكرة اود ان الف نظرك اليها وهي البعرة ان دلت على البعير فالبعير مخلوق مثلها او ليس الها وبالتالي ليس مهما ان عرفنا بوجود بعير هنا او لا كما ان البعير غير قادر على ادلالنا لنفسه ولا يريد كما اننا لا ندري حقا لاننا غير متأكدون اذا كانت المادة ازلية ام لا فقد يوجد اله لكنه ناتج عن المادة الأزلية كما اننا غير قادرون على تخيل الأزلية المستقبلية فضلا عن الماضية اصلا .

الرد:
انت الان تسقط العقل ثم تعود لتحتج به على كل شيء جاء به الدين !! اي تعتمد على اللاعقل في نفي الدين والعقل في نفي اوامر الدين !! فتثبت عدم وجود اله باللاعقل ، ثم تعود و تقول : لماذا هؤلاء يركعون ويسجدون ؟ انه عمل لا عقلاني !! و لماذا هؤلاء يطوفون على غرفة مغلقة ؟ هل في مصلحة اي انسان ان يطوف على غرفة مغلقة ؟ انه عمل لا عقلاني !!

وهكذا يلعب الفكر الملحد لعبته المكشوفة .. في أن يسقط اصل الدين باللاعقل ويقلل من شأن العقل اثناء هذه العملية ، ثم يعود لينتفخ العقل مرة اخرى على فروع الدين !! تماما مثل من يقتل الحياة في الاسد ، ثم يعود الى مخالبه وانيابه و يقلبها ويضحك منها : ما فائدتها الآن ؟ وما جدوى وجودها ؟ فإذا قيل لهم أن العقل يحتم وجود سبب و موجد للموجود ، قالوا : انه هذا منطق بشري لا يعتد به !! واذا انتفى الدين ، عادوا ليقولوا : ان هذه التماثيل والقرابين امر غير منطقي !! والعقل يرفضها !! يجب ان نحترم العقل !!! وتختفي الكائنات الاعلى منا و يحكم العقل الجبار فقط !!

هذه هي حكاية الالحاد : لا ثبات ، يجب ان يسمى مذهب : ابحث عن مهرب .. لا يقف في طريقك شيء ، حتى لو وقف العقل فانسفه ولا تبالي ، و عُد الى العقل واستعمله مرة اخرى ..  ان هذا هو اوضح صور الإغراض الذي يحتقر كل شيء على طريقة : الغاية تبرر الوسيلة ، لكي يصل الى هدفه الصعب المضني ، وهو انكار وجود اله ، حتى لو خسر العقل في سبيل ذلك .

المفترض ان يكون العقل مقياسا دائما او الا يكون مقياسا ابدا ، اما ان نستعمله متى شئنا ، ونهمشه متى شئنا ، فهذه هي الانتقائية اللا اخلاقية التي قام عليها الفكر المادي ، و لهذا من الصعب تسميته بفلسفة او مذهب له حدود يحترمها و يقف عندها .. انه مذهب التلاعب الثعالبي الزئبقي ولا يصلح ان يصفَّ ضمن الفلسفات الراسخة التي تحترم ما تقول و تستمر عليه . انه مذهب عدم الالتزام بشيء ،  ومذهب الثوابت المرنة . ولهذا فالحوار مع هذا الفكر يدخله من لديه استعداد ان يتحمل كثرة الهروبات والتقلبات وعدم الثوابت ، وان يكون صيادا معتادا على صيد الثعالب ..

وسوف يكتب تاريخ الفكر الانساني هذا النوع الغريب من الفلسفة المرنة المتقلبة تبعا للهوى والمصلحة ، وسيجد صعوبة في تحديد معالمها لأنها فلسفة اللا معالم ، فقط المتعة و المصلحة والتحايل على كل ما يقف في طريقها . فهي التي تبشّر بموت الفلسفة وبنفس الوقت تسرق الفلسفة وتلبسها لباس العلم .. فتخدع الفلسفة وتخدع العلم بنفس الوقت ، والغاية هي المهمة . وهذه السلوكات الفكرية للفلسفة المادية كلها تقوم على اللا اخلاقية ، وهذا ليس عجيبا على فلسفة ادخلت الاخلاق نفسها في سلة المصلحة ، والعقل في سلة العلم ، والعلم في سلة فلسفتها .        
 لامع :
عرض مشاركةالورّاق في 04 أبريل 2012 - 11:55 م كتب :
لا يصلح ان يتعامل الانسان مع قضية ذات وجوه متعددة من خلال وجه واحد كما فعلت . ثم هذا الوجه الواحد الانساني : هل في صالح الانسانية و النظرة الانسانية ان يكون هناك اله يحب الانسانية و يشجع عليها ، ويعاقب من يعتدي عليها ، ويعوض من يحترمها ولا يلقى مقابلا من الناس ؟ طبعا من صالحها ذلك ، اذا هي فكرة اكثر انسانية ..


نعم ما تقوله صحيحا بغض النظر عن عبثية الاله ليخلق شيئا غير محتاجا اليه لتحقيق قيما المفروض انها متحققة بوجوده اصلا لكن تفكيرك انه يجب ان يكون هناك ما تقوله يدلنا ان الدين احتياج بشري ولم ننكر ذلك يحتاج الطفل لان يبقى طفلا دائما يتوكل على ابيه ليظل سعيدا مرتاح البال , لو كنت رأيت في الاله الاسلامي او المسيحي او اليهودي ما تقوله لكنت مؤمنا لكني ارى ظلما ونقصا دائما .

الرد:
الان جاء دور الهروب من الانسانية الى العقل وتضخيمه لدرجة قدرته على فهم الاله .. ثم العودة الى الانسانية مرة اخرى ..

انت اقررت بخدمة هذه الفكرة للانسانية ، وانت تحب الانسانية ، اذا منطقيا يجب ان تبحث عنها وتقدرها وتجعلها منطلقا لدراستك ، لا ان ترميها وتهرب بهذه السهولة الى حجج عقلية تجعلك تتخلى عن هذا المكسب الذي يخدم فكرة الانسانية بسهولة ، ولا تنس انك تحب الانسانية كما تقول . انت مثل من يريد ان يهرب عن الاله ، هذا كل ما في الامر ، من خلال تضخيم العقل واخراجه عن نطاقه الى نطاق لا يعرفه اصلا وهو نطاق الالوهية ..

فتحاكم به هذا الاله : لماذا يخلق خلقا و يطالبهم بالفضيلة ؟ ولماذا يخلق ملايين النجوم والمجرات ؟ ولماذا كل هذه الانواع من الحشرات ؟ الا يكفيه نوع واحد او نوعين كما يقول داوكينز ؟ وهكذا اسئلة لا جواب لها ..  كان عليه ان يسأل داوكينز او يسألك أو يسألني قبل ان يبدأ عمله و خلقه ! لأننا اخبر منه ! وهذا غير صحيح .. فنحن لا نعرف ولا من اين اتينا ولا كيف تعلمنا ، ولا ماهية ذاتنا ، ولا ماهية معلوماتنا .

من المغالطات الالحادية : الخلط بين المستويات ، بين مستوى العبودية ومستوى الالوهية ، والبشر كلهم في مستوى العبودية ، ولا احد منهم اطلع على عالم الالوهية بحيث يكوّن و يبني عقلا ومنطقا عن ذلك العالم .. المؤمن ليس مثل الملحد الذي اما ان يحتقر العقل ويرميه ولا يصدق ولا حتى بقانون السببية الثابت والازلي ، او يضخم العقل بحيث يكون حـَكـَما على عالمٍ لا يعرفه وهو عالم الالوهية .. وكأن العقل بالون يكبّر ويصغـّر ..

نحن نحترم العقل اكثر و نضعه في مكانه الصحيح ، ونعتبره مرجعا وحقيقة وليس منتجا بشريا "مثلكم في حالة احتقار العقل" .. لان العقل له حالات عندكم .. بل نرى ان حقائقه ثابتة ولا يوجد عقل غيره حتى من عالم فضائي كما تفترض ، فحقيقة ان الشمال عكس الجنوب لا يستطيع اي عقل ان يغيرها ، لكنها بمهاراتكم هي قابلة للتغيير .. لذلك حتى حقائق العلم المؤكدة لا تعتبرونها حقائق ثابتة كما فعل بوبر وغيره من الملاحدة ، بل هي نسبية وقابلة للتغيير او الانعكاس .

الدافع الثعلبي وراء هذه الفكرة الالحادية هو الهروب من وجود اي ثوابت .. حتى لا تقود الى احترام العقل والالتزام به الذي سيقود الى فكرة لا يريدونها ، وهي وجود صانع لهذا الكون واعي ويعرف ماذا يفعل ، وعليهم البحث عنه والالتزام بتعليماته .. في هذا السبيل قللوا من شأن الفلسفة وقللوا من شأن العلم لانهم لم يحترموا ثوابته  وكذلك الاخلاق لأنها ثوابت ، هذا كل ما في الامر ، وبالتالي فالعقل عبارة عن فلسفة وعلم قللوا من شأنه من باب تحصيل حاصل ..

كل هذه المجهودات المضنية والغير ناجحة منطقيا تزيد ايماننا نحن بحقيقة وجود الله ، وهذا من الخيوط الدالة على وجود الله : صعوبة نفي وجوده الا بعد تهشيم العقل و تقليل شأنه بفرعيه : المنطق والعلم .. وشكرا للفكر الملحد على دعمه الدائم لايماننا .. فقد كانت تساورنا شكوك قاسية بددها الملاحدة .. والحمد لله ..        

لامع : 
عرض مشاركةالورّاق في 04 أبريل 2012 - 11:55 م كتب :
اين الشر في الدين كفكرة عامة ؟ لا يوجد .. اما عن الممارسات والتطبيقات والاجتهادات الشخصية للأتباع ، فهذا موجود في كل مذهب حتى في الالحاد نفسه ، فتطبيقات الملحدين و افكارهم ليست بدرجة واحدة على الشرط ..


كفكرة عامة احترمها لانها كحكايات الف ليلة وليلة والتي تنتهي بنهاية سعيدة ترضي المتلقي نفسيا لكن خيرية شئ لا يدل على حقيقته لانه يمكن ان يكون من صنع الخيال وليس كل ما يتمناه المرء يجده . الممارسات والتطبيقات هي النسبية التي نتكلم عنها وهي ما يهمني , يهمني ان تكون انساني بحق تدافع عن القيم .

الرد:
من هرب عن منابع الإنسانية ، صار يطالب من يلتزم بها ان يكون انسانيا ! هذا أمر عجيب فلسفيا وليس شخصيا ..

تخيل احدا يرفض فكرة الخير والشر من الاساس ، ثم يطالب الناس بان يكونوا خيرين ، هذا بالضبط ما يفعله الملحد : لا يقر بوجود خير او شر ، بل مصالح ، والخير هو الانسانية ، والملحد لا يقر بوجود خير ولا شر ولا فواصل بينهما !! ثم ياتي ليطالب الناس بالانسانية !! ان هذا الامر عجيب .

اتمنى ان تجوّد فلسفتك وتسد ثغراتها ، حتى تصلح للتقديم ، و كلما كثرت التناقضات في فلسفة او نظرية ، كلما تقطعت خيوطها بيد من يناقشها .. لا قيمة لنقاش شيء متناقض ، لان التناقض خلل بحد ذاته ، وهو موجود في الفلسفة المادية الالحادية بشكل صارخ ، ويريدون من الناس ان لا يبالوا بهذه التناقضات وان يزدردوها كما ازدردوها هم  . ناسين ان للناس عقولا ، والعقل يقف عند اي تناقض ، حتى يلتئم أو يـُرفض ذلك المتناقض . ولا توجد حالة ثالثة يفعلها العقل مع التناقض . والخلل لا يـُتجاوز بل يجب ان يوقف عنده ، فإذا كنت تفحص اطار السيارة ووجدت فيه ثقبا ، ليس عليك ان تتجاوزه ، بل تقف عنده وتحكم على الاطار من هذا الثقب ، وانا اطلعتك على عدة ثقوب في نظريتك ولم تبالي بها ، وتريد ان تسير على نفس الاطار المثقوب ..

هذا شأنك ، لكن لا تقل ان الاطار سليم .. و واجب الاخرين ان ينبهوا من مثل حالك إلى أن إطاره ليس سليما ، و هو ساعتها يقرر ما يشاء ..      

لامع : 
عرض مشاركةالورّاق في 04 أبريل 2012 - 11:55 م كتب :
اما الالحاد كفكرة عامة ، فهي تحمل الشر فقط ولا خير فيها على الاطلاق


لماذا ؟ الالحاد لا ينفي الخير ولا ينفي القيم ولا ينفي الشعور والحب وعلم النفس والوعي .

الرد:
بل ينفيها جميعا ، وإن كان يتجمل بها مع المجتمع القادم من خلفية دينية ، وإلا فاساس الإلحاد مادي ، و المادة لا قيم فيها ، و تعامل الانسان مع المادة تعامل مصلحي فقط خالي من القيم ، فمن اين تأتي القيم من اكوام المادة ؟ الملحد ينفي الروح مصدر كل هذه القيم ، وإذا تعامل مع القيم فهو كمن يتعامل مع امر موجود لا يستطيع ان يغيره ، مثل تعامله تماما مع العادات والتقاليد ، ولا يستطيع الا ان يخضع لها ، فالإلحاد لا يفرق بين خير ولا شر . فالخير عنده هو المصلحة البرجماتية فقط ، والمصلحة شيء والخير شيء آخر ، بدليل تعارضهما الدائم .

الإلحاد لا يقر بشيء اسمه انسانية لأن مقياسه هو الحيوان ، وهو الاصل في تنظيره ، والحيوان لا يملك انسانية ، و الانسانية قائمة على فكرة الخير والشر ، والملحد لا يجد فوارق بينهما ويعتبرهما من صنع الاديان ، ولا يعترف الا بالمصلحة المادية فقط ، والانسان عنده مادة بالكامل ، اي ينطبق عليه ما ينطبق على عالم المادة والمادة خالية من القيم .. انك لا تجني من الشوك العنب .

من اين تاتي الانسانية إلى فكر كهذا الا ان يكون بالعافية ؟؟ وهذا يدلنا على انه لا معنى للانسانية بدون ايمان بالله ، ماذا قال فوكو وسام هاريس كملاحدة طليعيين ؟ اعتبروا الانسانية معيقة للعلم و يبشرون بفترة ما بعد الانسانية الالحادية ، وهو العالم الذي ينتظرونه كملحدين ، لسبب بسيط وهو ان فكرهم يهدف الى هذا و ليس ابتكارا شخصيا من عندهم ، فهم يستندون على قوانين المادة في تفكيرهم وليس على قوانين الشعور الانساني الذي لا يعترفون به ايضا و يعتبرونه مادة لم يكتشفها المختبر بعد ..

باختصار : الملحد يرى كل شيء مادة ، حتى اعماق الانسان والأفكار ، وكل ذي عقل يعرف ان المادة لا تملك شيئا من القيم ، فكيف من هذا الجدب الالحادي ياتي نبع الانسانية ؟ هذا مستحيل ، فالشيء لا ياتي من ضده .. لو سألتك ما ضد الانسانية ؟ ماذا ستجيب ؟ لن تجد جوابا فلسفيا الا المادية ، ولا يمكن ان يكون هناك شيء ليس له ضد . وان قلت ان الحيوانية هي ضد الانسانية ، فها انت تستند الى عالم الحيوان وتعتبره مرجعا في فهم الاخلاق . اي تستمد من عكس الانسانية ، إن قلت انها هي العكس ..

اذا منطقيا لا يمكن ان يكون احد ملحدا روحانيا او ملحدا انسانيا او ملحدا خيريا ، او ملحدا جماليا ، او ملحدا منطقيا ..      
لامع : 
عرض مشاركةالورّاق في 04 أبريل 2012 - 11:55 م كتب :
الالحاد يعني عدم الاقرار بوجود اله لاسباب مادية .


واين الشر في هذا ؟ يمكن ان يكون الاله شريرا (وهذا ما نراه في اله الاديان السماوية) فانكار وجوده هو نفي الشر واعتراض على الظلم في حق الانسان وليس كما تقول , طبعا اتكلم عن وجهة نظري لان كما تقول هناك تفاوت في التمسك بالفكرة والقناعات .

الرد:
الشر هو في تبني المادية بحد ذاتها وعدم الاعتماد على الشعور الانساني ، كل من ينظر الى الاخرين نظرة مادية هو يمارس الشر معهم ، انظر الى الراسمالي الجشع ، انه ينظر للبشر كمكاسب مادية ، لهذا لا يهمه ان يشتروا ما لا حاجة لهم به ، ولا يهمه ان يغرقوا بديون الربا ، ولا يهمه ان يفتقروا ويزداد ماله اكثر من حاجته ، ويرى نفسه مستفيدا من الحروب ومصائب البشر على حسب نشاطه التجاري ، لانه ينظر اليهم نظرة مادية ، لكن لو نظر اليهم نظرة انسانية فسيتغير الامر ، انظر الى اصدقائك نظرة مادية ، وسيسمونك شريرا ..

اذا لا تقل : اين الشر في هذا ، لانه هو الشر عينه ، فاللص بدافع المادة سرق ، و ليس بدافع اذية الناس . الشر الخالص نادر في الوجود اذ لا فائدة منه ، لكن المادية هي شر بدافع المنفعة .

انت الان في رفضك لاله الاديان تتبنى عكس فكرك ، ففكرك يقول : لا وجود للخير ولا للشر ، بينما استعملت سلاح مكافحة الشر مؤقتا لكي تسقط به الاله ، و نسيت رأيك كملحد في الخير والشر ، وهي حركة ثعلبية يقوم بها الملاحدة .

وادعاءك بالشر الخالص لاله الاديان ادعاء بلا دليل ، عليك ان تثبت اين هو الشر في اله المسلمين مثلا  ؟ طبعا بعد ان تعترف بوجد الشر وتحدده دون ربطه بالمصلحة ، لان المصلحة متغير والتحديد ضد التغير .. نحن نريد تحديدا .. ثم حدد مكمنه في الاله .. اليس الاله يحث على الخير ويشجع عليه و يحذر من الشرور ويعاقب عليها وينتقم للمظلومين ويسحق المتكبرين ؟ كل هذه العملية اليست نصرة للخير وأحسن من نصرتك التي تدعيها ؟ فأنت تنصر خيرا لا تعترف به .

الفقه الملحد يجيز التناقض ولا يجد حرجا في ذلك ، معتمدا على المؤثرات والاعلام .      

لامع : 
عرض مشاركةالورّاق في 04 أبريل 2012 - 11:55 م كتب :
و هل كل شيء نجد فيه اخطاء انسانية نتخذ منه موقفا فكريا ؟ انت عانيت من اخطاء انسانية في الدين كما تقول ، فقفزت الى مستوى فكري – وليس انسانيلا يقر بوجود اله ! وهذا قفز بين الاصعدة ، فالاخطاء الانسانية تعالج على الصعيد الانساني وليس على الصعيد الفكري ، كأن تطالب بفهم جديد للدين يتلافى تلك الاخطاء الانسانية ، والدين قائم على الفهم ، و مفتوح للجميع لان يفهموه كما يستطيعون ، وليس ملكية خاصة لأحبار او علماء او مشائخ كي نقول اننا لا نستطيع ان نغير في فهمنا شيئا لان "اصحابه وملاكه" رفضوا !! فالدين لله وليس لهم .


نعم نتخذ منه موقفا فكريا وهو الاعتراض ولكن الدين يتطلب منك ان تدخل فيه كافة ولا تنتقي لذلك نحن كافرون به لكن لو اعتبر انه اذا اخذنا منه اشياء فنكون مؤمنين فسأكون مؤمنا , انا لم اقفز مرة واحدة كما تتصور بل مررت بالتشدد الى الاعتدال ثم اصبحت قرآني وصوفي ثم لاديني , وكونك تقر بان فهمي للدين هو ما يعبر عن الدين فهو برأيي نفس السبب الذي جعلني غير محتاج للدين طالما الامر يعتمد على اشياء بداخلي انا تسمى الضمير والوجدان والعقل والشعور .

الرد:
هذا ليس اعتراضا بل رفض كامل ، لم اجد ملحدا حاول في الاصلاح الديني ، وهذا دليل على ان الرغبة والهوى ضد الدين اصلا وليس السبب مشكلة انسانية معينة كما يدعون .. المفترض ان يكون لك محاولات اصلاح ولكنها فشلت حتى نعتبرك باحث عن الحقيقة ، لكن لانه لا توجد محاولات و رفضت الجمل بما حمل ، هذا دليل على انك كنت تبحث عن شيء لا يعجبك في الدين حتى تتركه وترفضه كاملا .. اي ان فكرة الدين كلها لم تعجبك لانها تحمل الالتزامات ..

نعم : تأخذ الدين كله و تصلحه كله ، إذا كان كله يحتاج إصلاح ، اما ان تكون سبهللا بلا دين فهذا هوى ورغبة وليس التزاما بشيء .. و دائما صاحب الهوى يحب عدم الالتزام بشيء .. يفعل ما يشاء ويقول ما يشاء ، و دائما صاحب الهوى هو الابعد ان يصدّق بانه يهتم بالعقل او بالحقيقة او بالضمير او بالانسانية . لان الهوى يريد الحرية المطلقة ، وهذه كلها ثوابت ملزمة ، والالزام لا يتناسب مع الهوى .

وهذا الوضع يشبه من لا يريد ان يلتزم بعمله ودوامه ، فيستقيل ليرتاح في المنزل بحجة ان مديره زجره مرة من المرات امام الاخرين . اذا كل شيء اسمه عمل سيء ، وهكذا قفز الى الحكم العقلي .. تماما مثلما يفعل الملحد مع الدين .. (بما أن فيه عيب ، إذا يجب رفضه بالكامل) .. مع ان امكانية الاصلاح موجودة ، وكان بإمكانه ان يحل مشكلته مع مديره ، او ينتقل الى قسم آخر ، لكنه اصلا لا يريد العمل .

الالحاد ايضا مليء بالعيوب ، ولا بد انك واجهت شيئا منها ، فلماذا يرفض بالكامل كما فعلت مع الدين ؟ اذا هذا ليس حكما منطقيا لأنه لا يمكن تعميمه ، و لكنها مسألة هوى . والشيطان سلاحه الهوى ، لأنه لا يصمد للنقاش المنطقي عندما يوحي الينا باي فكرة و نتصدى لنقاشها ، فهو يهرب ثم يعود مرة اخرى ليحاول ادخالها في غياب الرقابة العقلية .     

لامع : 
عرض مشاركةالورّاق في 04 أبريل 2012 - 11:55 م كتب :
اذا عملية الهروب لم تكن سليمة ، والاولى دائما هو اصلاح المشاكل وليس الهروب منها ، حتى لا نكون مثل جحا عندما اراد ن يتبخر (من البخور) فاحترق ثوبه ، فقال : لا تبخّرت ابدا طول حياتي !! فهو رفض عملية التبخر كلها و لم يرفض احتراق الثوب فقط و ينتبه له !!

اذا هذه الحجج غير كافية ما دمت لا تستطيع ان تثبت الخلل الانساني في الفكرة الاساسية للدين ، اما اذا اثبت هذا ، فيكون لك حق بان تترك الجمل بما حمل ..


لم تكن هروب بل مواجهة للنفس والصدق معها , ومثالك لجحا يمكن اخذه على ربط فكرة الخير والاخلاق بالدين , الخلل الانساني في فكرة الدين هي الخداع فقبولك بشئ لا دليل قطعي عليه يتفق عليه الجميع هو شئ غير انساني لانه خداع وتضليل لكن الفكرة نفسها كمنطق او واقع ليست سيئة كما قلت سابقا بل في التفاصيل يكمن الشيطان كما يقولون .

الرد:
ابسط نظرة الى كلمة خداع ، انها تحمل الاذى . يعني كذبة تحمل الاذى ..
افترض ان الدين كذبة : عليك ان تحدد الاذى : من المتضرر ؟ وأنت تقول ان الدين مفيد ويدعو للايجابية ويريح النفس من اثقالها .. اذا فكرة الخداع ساقطة هنا لعدم اكتمال الشروط .
والخداع خلق سيء لانه يضر ، واذا كنت تفكر بهذه الطريقة ، فعليك ان ترفض ايضا فكرة الانسانية والروحانية ، لأنها ايضا بلا دليل متفق من الجميع ، وتجاربها غير منطبقة ، ولا وجود مادي لها ، فهل كل انسان تعامله بالصدق والاخلاص والمحبة سيعاملك بالمثل ؟ في كثير من الاحيان يعاملك بالعكس و يستغلك ، اذا هي فكرة مخادعة فكرة الانسانية التي تتبناها ، لعدم ثبوتها بالتجربة تبعا لمنطقك طبعا .
اذا انت ترفض الان بلا منطق ، وما ليس منطقا فهو هوى ، ولا شيء ثالث .
هذا عدا عدم قدرتك على الاثبات القطعي بانها خدعة ، اي انك لا تملك دليلا على عدم وجود اله ، بينما توجد الادلة المساندة الكثيرة على ذلك الوجود . وأولها قانون السببية وحتمية العلة الفاعلة الاولى . اذا هي حجة غير منسجمة ، و تمسّح بالإنسانية بشكل مكشوف ، حين تدعي انك ترفض الدين من شدة كرهيتك للخداع ، بينما تنظر للبشر نظرة مادية بموجب افكار الالحاد التي ترى الناس مجرد مادة تسري عليهم قوانينها فقط ولا ارواح لهم .     
لامع : 
عرض مشاركةالورّاق في 04 أبريل 2012 - 11:55 م كتب :
محمد لم يقرها لأنها عند المشركين ، و لو لم تكن عند المشركين لجاء بها ، لأنها من صميم الاخلاق . والدين ليس الا الاخلاق مع الخالق والمخلوقين و المخلوقات . الملحد ليس يأخذ بعض الاشياء ، بل كل ما عنده قادم من الاديان اصلا ، لان الالحاد صحراء مجدبة لا شيء فيها .

كل ما جاء به الدين له علاقة بالدين ، ولا يفعل مفعوله الا من خلاله . انت مثل من يريد ان ياخذ الاجهزة بدون كهرباء ، لان كل شيء له اصول . الا ترى انه لا يصلح للمؤمن ان يأخذ شيء من الالحاد ؟ فالافكار ليست مثل مقاعد المطعم ، تجلس في ايها تشاء .

كذلك الملحد لم يقر بها لانها عند المؤمنين بل لانها من صميم الاخلاق لكنك انت من يدعي ان الدين هو صاحب براءة الاختراع وهو وحده من جاء بها .

الرد:
وضحت لك سابقا في هذا الرد مرجعية الاخلاق الى فكرة وجود اله خيـّر عند كل الشعوب ومنذ القدم . كما ان الفصل الالحادي بين الحق والخير فصل غير منطقي ، انهم يقرون بامكانية وجود خير مبني على باطل ، وهذا لا يكون و غير مطرد ، فالباطل يبطل الخير ، و انتم تقرون بان الدين خير ولكنه جاء من باطل وهو الخداع ، ولم نر احدا خُدِع فكسب خيرا بسبب ذلك الخداع .

الخير والجمال هي من وجوه الحق ، والخير والاخلاق حق يتعلق بعلاقة الناس بعضهم ببعض كمنطقة من مناطق الحق ، اذا الاساس هو الحق ، و الباطل لا ياتي بخير . إذا فكرة الملاحدة فكرة غير واقعية كالعادة من ان الدين يقدم للانسان السعادة والراحة والنشاط والايجابية لكنه مبني على باطل وكذب .. ألم تسمع بقولهم : حبل الكذب قصير ؟ انهم عاشوا وماتوا ولم يكتشفوا الخدعة ولم تظهر لهم نتائجها السيئة ، و كل خداع لا بد انه سيكشف عن نتائج سيئة ، ما هي النتائج السيئة التي اكتشفها الملاحدة او المؤمنون بسبب الدين بينما هم تلافوها ؟

الواقع ان النتائج السيئة هي في جانب الالحاد اكثر من الدين ، ونسب الانتحار والامراض النفسية والاحصاءات النفسية تثبت ذلك . وهذا يعني ان الباطل يكشف عن سوءه عاجلا ام اجلا ، بينما باطل الدين كما تدعون لم يكشف عن سوءه و جعل الناس اكثر سعادة . اذا الفصل بين الحقيقة والسعادة فصل ضعيف . و دائما الملاحدة يعتمدون على كل شيء ضعيف . هذا الادعاء يشبه ان يقدم احد علاجا لمريض ، فيشفى شفاء كاملا ولا يعود اليه المرض طول حياته ، ثم ندعي ان علاجه كان باطلا ! فكرة متناقضة كالعادة ..

ولهذا وصف القرآن كيد الشيطان بانه ضعيف ، اي لا يصمد للنقاش المنطقي . 

لامع :
اذا كل ما جاء من الدين خاص بالميتافيزيقا فقط فلن يأخذ اللاديني منه شئ لكن الدين جاء وتدخل في تنظيم حياة البشر اجتماعيا واخلاقيا لذلك اصحابه ورجاله بشر يفكرون وتفكيرهم هذا نابع من عندهم والدليل اتخاذهم من الاديان والثقافات المخالفة لهم لذلك اذا اخذ الملحد شئ من القوانين او الاخلاق فهو لا ياخذها لانها جاءت من الدين بل لانه وجدها صالحة ومناسبة فاقر بها تماما كما فعل محمد .

الرد:
انت الان تعترف بان اصحاب الاديان رجال ويفكرون ، ولكنك لا تريد ان تفكر مثلهم وتعمل على اصلاح الدين . بل تريد رفضه كاملا وأخذ الوجهة الاجتماعية من الدين. والتي تعرف ضمنا انها تعارض فكرك الالحادي المادي. كل هذا لاجل العيش, لا حبا في هذه المنتقيات التي رفضت أساسها، والا لم تختر المادية كطريقة تفكير, والمادية لا تعرف الإنسانية وغريبة عليها , بل هي عكسها!

والمقارنة بمحمد خاطئة ، محمد يؤمن بوجود اله ، والملحد لا يؤمن بوجود اله ولا يؤمن الا بالمادة . محمد لم يكن محتاجا ، انه قدم اخلاقا ارفع مما هو موجود عند العرب ، ولكنه اقر الموجود منها ، ولو لم تكن موجودة لدعى اليها ، الا ترى انه هذبها وحذف منها واضاف ولم يبقها كما هي ؟ اي لم يبق خلقا واحدا كما هو ، إذا هو لم يقر الموجود بمعنى الكلمة, وكذلك فعل مع الديانات السابقة بل مع كتبها أيضا, إنه هيمن على كل الموجود وأخضعه للرؤية القرآنية, ولم يأخذ رقعا يغطي بها نقصه كما تتصور ثم تقارن وضعك بوضعه.

انت تحاول ان تسد شقوق ثوب الإلحاد برقع من هنا وهناك تقتصها من قماشات الأديان, لن يكون شكل هذا الثوب المرقع متناسقا, إنه أشبه بثوب الشحاذ. محمد عليه الصلاة والسلام لم يفعل هكذا بل صهر الموجود في بوتقة الاسلام وأخرج منها سبيكة واحدة وضاءة متناسقة, افعل هكذا ويكون مجهودك يستحق النظر وربما الاحترام, بشرط عدم استعمال الاسلوب الملحد في إجازة التناقض والقفز على الاصعدة ونفخ العقل و فشـُّه حسب الحاجة.

محمد  لم يقر الموجود في الاديان السابقة  كما هو , فقد اعترف بعيسى لكنه رفض كونه ابن الله , و اقر زواج العرب ولكنه حذف و بدل وغيـّر في اشياء كثيرة تتعلق به .. و أقر الكرم ولكنه رفض الاسراف الذي كان يتغنى به الجاهليون . اي محمد لم يكن ينتقي ، بل كانت شخصيته موجودة ، لأنه يحمل فكرا مختلفا عن فكر هؤلاء الجاهليين ..

اما الملحد فهو لا يحمل رؤية اخلاقية مختلفة ، انما يريد ان يتستر حتى يعيش بين الناس ، لانه لا يغير في اخلاقياتهم شيئا ، فليس المجال مجاله اصلا ، ففكره يرفض الانسانية والاخلاق من اساسها .. فقط يحتاجها للتعايش مع المجتمع بدافع المصلحة كما يشهد هو نفسه ، بان الاخلاق لا تُفهم الا من خلال المصلحة المادية والاجتماعية التي هي في الآخر مادية. وهذا اقرب الى النفاق الاجتماعي منه الى المبدأ الفكري . فيعتقد الملحد انه ترك الدين فقط ، كعبادة وطقوس وغيبيات ، ولكنه في الحقيقة ترك كل الجانب الانساني في الانسان ، وصار يفكر بطريقة مادية نفعية بحتة ، لأنه ألغى الروح مصدر الانسانية .. ولم يفرق بين مجتمع الانسان ومجتمع الحيوان ..

لا يدري الملحد كم هو خسر ، ولم يكسب شيئا الا الاوهام واشباح الكآبة .. ولا علم لديه ولا يحزنون سوى ظنون وتلاعبات لا تغني من الحق شيئا .. والحق له صدمة لن يفر منها احد ، لان الحق لابد انه موجود والملحد لا يقر بوجود اي حق، انما يقر بالفوضى والعبثية والصدف الغبية . والمسلم يعرف ان السماء والارض قامتا بالحق . إذا من الذي يبحث عن الحق ؟ هل من يدعي بعبثية الكون مؤهل لان يبحث عن حقيقة ؟ كيف يبحث وهو حكم مقدما بان الكون عبث؟ اما من يعتقد ان الكون قام بالحق فهو المؤهل والاقرب لان يبحث عن الحقيقة .. المهم دائما هو المبدأ .. من يؤمن بالعبث لن يبحث الا عن العبث .. ومن يؤمن بالحق والنظام فسوف يبحث عنه .. وسيجد منه ما قـُسم له . و كلُ امرءِ يأكل زاده .
   
وكيف تكون هذه التنظيمات الدينية صالحة ؟ اليست نظما انسانية واخلاقية ؟ هذه أشياء غير صالحة للفكر المادي الا ان يقبل الشخص ان يكون متناقضا مع نفسه ايضا .. فيحب ما لا يقره عقله ..   

لامع : 
عرض مشاركةالورّاق في 04 أبريل 2012 - 11:55 م كتب :
الفكر الالحادي كأنه يتطاول على الفكر الراسخ عند البشرية منذ القدم عن طريق المخالفة فقط ، مثل من يريد ان يعارض لاجل المعارضة ، فلو كان هذا المبدأ : خذ ما تشاء ولفق ما تشاء ، لكان معروفا عند البشرية منذ القدم . بل ان كل فكر ينبه الى التسربات التي قد تدخل عليه من فكر اخر .


الالحاد او اللادرية بمعنى اصح موجودة منذ القدم وكون اغلب البشر متفقة على شئ فلا يجعل ذلك الشئ صحيح بالضرورة ,

الرد:
اتفاق البشر على شيء يدل على أن في هذا الشيء شيء حقيقي بالضرورة حتى نكون دقيقين, وهذا قانون يجب أن يحتويه عقل كل عاقل, فالأمة لا تجمع على باطل كامل البطلان إلا أن يُسرق صوتها منها, ولا تستطيع ان تقدم نموذجا يثبت أن اتفاق البشر كان خاطئا بالكامل. أما مثال الملاحدة المكرر حول دوان الشمس حول الأرض أو دوران الأرض حول الشمس فهذا لا ينفي أن في كلام البشر حق,

إن الملاحدة يكررون هذا المثال الثمين جدا لديهم فقط عن دوران الأرض ليثبتوا أن المنطق البشري غير ثابت, لأن المنطق البشري هو الذي يقول لكل شيء سبب, ومن هنا أصبح المنطق عدوا للإلحاد, نعم كل شيء نراه يتحرك فوق رؤوسنا سنقول منطقيا هو المتحرك ونحن الثابت, كوبرنيكوس لم يلغ هذه البديهية المنطقية لكنه أضاف معلومة جديدة لم يعرفها البشر ولو عرفوها لأقروا بمنطقها.

نصيحة لكل عاقل,. دائما احذر من إجماع البشر ولا تقف ضده بالكامل, إنهم لم يجتمعوا رغم اختلافاتهم ورغم تباعد أماكنهم إلا على شيء جامع, محصته كل العقول والمشاعر. بعض الملاحدة يسخر من فكرة الزواج بنيما نجدها مشتركة أجمع عليها البشر, إذا البشر أدرى بما أجتمعوا عليه, التطاول الإلحادي على اجماعات البشر ينم عن غرور وسفاهة لا يختبئان وراء علم, وهذا ليس خاصا بالملاحدة فقط بل بكل من تطاول على ثوابت مجمَعٌ عليها, افرض أنك تريد ان تنفي الجمال والفن ستجد أنك تجدف ضد التيار, اي اصطدمت بالمشترك الثابت, فإما ان نحترم كل المشتركات في أساسها أو نرفضها كلها في اساسها,

لكن الملحد ياتي كعادته يحمل سلة الانتقائية ليجمع فيها ما لذ له وطاب ويرمي مالا يعجبه دون اي تبرير معتبرا نفسه الاله أو السوبرمان النيتشوي المهيمن على البشرية حتى في ثوابتها, ألا ترى ان الملحدين ليسوا مشترِكين في انتقاءاتهم ؟ هذا يعني أن الهوى لا يقدم حدودا ولا معالم, وانه هو الذي يحكمهم وليس المنطق, وكأن الملحد بهذه الانتقائية  أكبر من الله واكبر من البشر واكبر من الشعوب ومن القرون والأجيال ومن العقل والاخلاق والعلم ويسيرها كلها لتخدم نزواته ورغباته مغترا بحديد يطير أو يسير, وكأن كل تاريخ البشرية عبارة عن جهل من بشر ناقصي التطور, هذا سلوك طائش وغير حكيم يتمتع به أتباع الفلسفة المادية أكثر من غيرهم. 

و دائما العقل الجمعي يجب أن نأخذه في اعتبارنا إذا كنا عقلاء, فهو لم يجتمع إلا هناك ما يجمعه, مثلما ترى الطيور تحلق حول مكان في الصحراء,ل ا بد ان عندها شيء من ماء أو طعام, وإلا لما دارت رغم اختلاف أنواعها. الشعوب أجمعت على فكرة إله لكنها اختلفت في توصيفه وتجسيده وتشريعه, إذا عليك أن تأخذ النقطة التي اجتمع عليها البشر وتبدأ منها في البحث, مثلما أجمع البشر على حب الاخلاق. من السفه ان آتي وأضحك على هذا الثابت المشترك واقول أن الحياة ممكن ان تسير بدون أخلاق وأن الشعوب كلها غبية وانا فقط الذكي كما يصرح داوكنز بذكاء باهر أرفع من ذكاء المهرج! وهو يردد كلمة أغبياء على الشعوب المؤمنة وكل الشعوب مؤمنة,

إذا الارض لم يسكنها إلا الأغبياء وانتظرت طويلا حتى يخرج داوكنز ليكشف ذلك الغباء! لكن تفسير البشر للأخلاق هو القابل للبحث لأن البشر غير مجمعين على هذا التفسير والرأسمالي المادي هو وحده الذي لا يرى ضرورة لهذا . البشر أجمعوا على حب العدالة الاجتماعية واجمعوا على كراهية الاستئثار بالمال او النفوذ وسيكون سخيفا من يعارض هذا المبدأ, والمضحك انه سوف يتحجج بالمنطق مع ان المنطق ليس إلا مشترك جمعي, فكيف تقبل من إجماع البشر شيء وترفض شيء آخر؟ ستكون متناقضا  وغير حكيم وأولئك الأغبياء هم الذين علموا داوكنز المنطق ليهاجمهم به كما يتصور. وهكذا هي النظرة الإلحادية لا تتصف بالحكمة, فهذا نيتشه صادم وصارخ ضد كل ثوابت البشرية وبشّر بموت الإله وموت الأخلاق وسحق الضعفاء أيضا وبقاء الأقوياء فقط , فمات هو وماتت صرخته معه وعادت البشرية تبحث عن ثوابتها في عطش ظامئ .

الحقيقة لا تهاجم أحدا, لكن الإلحاد يهاجم الحقيقة في هجومه على ثوابت البشرية دون تقديم بديل وهو بهذا يفسد ولا يصلح.. يهدم ولا يبني.. ويترك اتباعه في صحراء مجدبة.

لامع : مثلا معظم البشر غير مسلمة فهل ايمانها صحيح بالنسبة لك ؟
الرد:
نعم فيما يتعلق بحتمية وجود إله .

لامع : ومثلا قبل تقدم العلم كانت البشر تؤمن بثبات الارض ومركزيتها في الكون فهل هذا يدل على صحة معتقدهم ؟ من يريد ان يعارض لاجل المعارضة سيخسر دنياه وآخرته باقتناعه ولن يكسب شيئا من ذلك وهو سيكون اما مجنونا او مجنون  اما الاخذ مما اشاء فلا ارى فيه تناقضا لان الملحد لم ينكر كل شئ بل انكر ما لا دليل على وجوده ماديا .
الرد:
ان تأخذ ما تشاء من اي شيء على أنه هو الأفضل دليل على أنك تعرف كل شيء , وهذا لا أظنك تدعيه, إذا ما دام أن أخذك ليس على أساس معرفة اذا سيكون على اساس هوى , إلا إذا ادعيت انك تعرف كل شيء , و رحم الله امرءاً عرف قدر نفسه وتواضع للجهل , لأن التواضع ليس فقط للعلم, فلا نتكبر على جهلنا وهو أكبر منا دائما مهما بلغنا من العلم, فمساحة ما نجهل أكبر من مساحة ما نعلم دائما .

لامع : 
عرض مشاركةالورّاق في 04 أبريل 2012 - 11:55 م كتب :

هكذا نرى ان كلمة : انا ملحد ، ليست بالكلمة الهينة ، عندما ننظر الى توابعها و متعلقاتها الكثيرة .. كأن كلمة انا ملحد تساوي : انا ارفض الموجود كله ولا املك بديلا .. لان كل الموجود له علاقة بالاديان ، والاديان متعلقة بفكرة مركزية واحدة (يوجد اله للكون) ، اذا الملحد هو الاكثر اختلافا مع الحياة بكل صورها و مع الناس . وهذا هو السبب في تساهل الملحدين في عقيدتهم الالحادية و ميلهم الفطري الذي يتعبون في مقاومته نحو الموجود ، رغم معرفتهم بان الدين هو الذي جاء به ، ولا تغني مجرد كلمة : الدين ناقل ، فالدين ليس ساعي بريد . و هم يعرفون ذلك جيدا والا لما حاربوه لو كان ناقلا بريئا ..


ليس كل شئ متعلق بالاديان ونحن اذا اعجبنا بفن لا نعجب به كما قلت لانه متعلق بالدين بل لجمال في ذاته , الملحد هو الاكثر اتفاقا مع الحياة بكل صورها لانه يتبع المتفق عليه والمتفق عليه هو الشك في تكاد ينعدم وبالتالي هو لا يريد ان يبني حياته على اعتقادات وظنون غيره , الملحد ياخذ العلم المادي وما يشعر به هو من مشاعر يشعر بها كل البشر فلا احد اختلف عن الوعي والحب والكره الخ كما انه لا احد انكر المنطق بشكل عام او العلم لذلك هو يتفق مع الوجود بل لما قال ديكارت انا افكر اذا انا موجود تعني انه شك في وجوده نفسه بسبب جزء من تفكيرنا يسمى الخيال

الرد:
جماله في ذاته من اين جاء ؟ لا تستطيع ان تفصل فن البشرية عن فكرها وتراكماتها التاريخية . أما الشعور والابداع والخيال فالالحاد عدوهما اصلا لأنه لا يعترف الا بالموجود امام الحواس ويقاس بطريقة مادية .

احدى المتفق عليها هو وجود اله لهذا الكون ، وهذا لم يتبعه الملحد ..
من المتفق عليه اصالة الاخلاق عند كل الشعوب ، وهذا لم يتبعه الملحد ..
وجود الروح عند كل الشعوب ، وهذا لم يتبعه الملحد ..
مقابلة الاخلاق بالمصلحة المادية : متفق عليه ولم يتبعه الملحد ..
فصل الانسانية عن الحيوانية : متفق عليه ولم يتبعه الملحد ..
وجود عالم خير وعالم شر : متفق عليه ولم يتبعه الملحد ..
البحث في الماورائيات : متفق عليه ولم يتبعه الملحد ..

اتفق على الاكل والشرب وضرورة النوم والغرائز ، حتى الفن والحب من الصعب ان نقول انه متفق به مع بقية الشعوب ، فالحب كعلاقة يومية بالناس والحياة قيد يعيق حرية المصلحة المادية ، و يتطلب التضحية بالمصلحة ، بينما المصلحة اهم وأقدس عند الملحد من كل شيء ، والمصلحة تفسد الحب ، وعشرة المصلحة دائما قصيرة ، اذا اين الاتفاق ؟ الم اقل لك ان اوسع خلاف هو ما بين الملحد و شعوب الارض المؤمنة ؟ وهي هوة لا يمكن ردمها بشيء .. اذا الملحد في خلاف مع الحياة كلها الا مع الغرائز المادية .. وفي وئام شديد مع افكار الشر حتى لو لم يفعلها ، ومن ليس مع الله فهو مع الشيطان .. الله يمثل الخير والشيطان يمثل الشر ، والملحد لا يرى فاصلا بينهما .. وما الشر الا عبادة المصلحة المادية ..

وما توجـُه الالحاد لاخذ الرقع من هنا وهناك إلا لما احسّ بالتوحد والبرد والبعد السحيق عن فكر و خيال شعوب الارض الدافئ ، والجفاف والبرد الذي عانى فيه من صقيع ووحشة المادة الميتة التي يعبدها.. انه ابتعد عن الحياة من يوم ان اختار المادة كنبراس لحياته ، و المادة لا تعني الحياة ابدا .. لأنها جامدة وميتة ..

ثم اين شك الملحد ؟ الملحد لا يسمى متشككا بل جازما .. لا نجده يشك الا في الدين فقط ، بل انه متأكد و ليس متشككا في الدين .. ومتأكد من عدم وجود اله وليس متشككا في ذلك ، ومتأكد من صحة افكاره التي تخالف البشرية !! اين الشك عند الملحد ؟ انه يتصور ان البشرية تستطيع ان تعيش بدون اي وعي بمصيرها وبدون اي نظم اخلاقية ، من يتكد من هذه الفوضى الا عقل لا يعرف الشك ؟

ها انت ذا متأكد ان كل كلامي خطأ : أين نسبة الشك في رأيك ؟ وكيف تقارن الملحدين بديكارت المؤمن اصلا ؟ ديكارت شك في كل شيء حتى في الالحاد ، اما الملحدين فهم اصحاب قطع و يقين ، انها ديانة شيطانية ، هذا كل ما في الامر ، تعمل على اضعاف فكرة الخير تنمية فكرة الشر تدريجيا ، ولا تجد ملحدا لا يحترم شخصية ابليس وان كان يعتبرها اسطورة .. ولو كان يكره الشر لكره شخصية ابليس حتى لو لم يصدق بوجودها .. انه يرى في ابليس المادي الماكر الثائر على الفضيلة الشهواني المعاند ..

لامع : . لماذا يحاربون الدين ان لم يعتقدوا بشروره ؟ هل هم مجانين ام حمقى ؟ اما اتباع الهوى فهي كلمة مطاطية فليس كل الهوى سئ اما تفضيل الدنيا على الاخرة فتلك الحجة اراها واهية جدا لانه سيظل مجنونا او غبيا لدرجة الجنون وفي هذه الحالة يستحق العذاب فعلا هاهاها

الرد:
لا اقول مجانين ، ولكنهم طلاب دعة وكسل ولا يهمهم ان يعرفوا الحقيقة ولا شيء مقابل الاسترخاء والمتعة الآنية ، وعادتهم انهم يسترخون على شاطئ الواقع باحثين عن لذة الآن الحسية ، ويمدون ايديهم : اعطنا دليلا ننظر هل يعجبنا ام لا . وهل نقبل بربك ام لا . و هم بهذا وضعوا انفسهم في وضع ليس لهم . الحقيقة ان الانسان هو المحتاج لإله وليس العكس ، وهو من يجب ان يبحث عنه ويقيم له الادلة لا ان يقدمها الاله . وهذا ما يقتضيه البحث عن الحقيقة وليس البحث عن المتعة فهما خطان مختلفان . والمحتاج هو الذي يبحث ويمحص ، لا ان يسترخي ويمد يده بتكاسل .

كذلك في اختيارهم للمتعة لم يسلكوا الطريق الصحيح ، فالمتعة تحتاج إلى الامن الداخلي واستقرار النفس ، و هم وضعوا انفسهم في حالة خواء وضياع هوية وخوف باطني عميق كفيل بافساد طعم كل لذة .  

لامع : 
عرض مشاركةالورّاق في 04 أبريل 2012 - 11:55 م كتب :
القضية المركزية هي : من اين تأتي القيم ؟

انت تقول ان القيم من الانسان ، من الذي يقتل ومن الذي يسرق ؟؟ أليس الانسان ايضا ؟ اذا قلنا ان الانسان هو مصدر القيم الخيرة ، فحتما سنقول ان القيم السيئة هي ايضا من الانسان ، و الانسان شيء واحد ، فكيف يحوي الشيء و نقيضه ؟


لو قرأت في تاريخ الفلسفة لعرفت كيف توصل الانسان الى تلك القيم , فهو كان يناقش البديهيات الحالية , فالتفكير كان في كل شئ وكان مليا , وسترى التطور الذي توصل له الانسان من حيث القيم والاخلاق والمنطق (ليحكم على الاشياء) , غير مهتمين كثيرا للميتافيزيقا بمعناها اللاهوتي , نعم الانسان متناقض لكن هذا التناقض متناغم مع الكون فانت ترى النور والظلام والحالة وعكسها فالبضد تعرف الاشياء كما يقال وهذه هي الطبيعة لذلك الانسان فرق بين الخير والشر على اساس المصلحة والنتيجة والطريقة والعادات المصاحبة فمن أين أتت القيم ؟ .... من حتميتها تماما كما جاءت القوانين والاعراف والاديان .

الرد:
متى كان التناقض تناغم ؟ الليل والنهار تناغم وليس تناقض ، فالليل لا يصطدم بالنهار ، ولا يفسد عليه عمله ، ونتيجة تتابعهما مصلحة الارض وسكانها . هذا قفز على المصطلحات .

وعندما تطور الانسان كما تقول : هل اصبح خيرا ام شريرا ؟ ام استمر الخير والشر فيه ؟ اذا لم يتطور وكذلك كان . ذكرت لك ان العقل الملحد يؤمن بالفوضى والتصادم في الكون ، فطبيعي ان يؤمن بتناقض الانسان ، وبالتالي يتناقض هو مثلما أكثرت من ذكر تناقضاتك التي لا تهمك ابدا . كيف تقدم فكرا مبنيا على تناقض وتفخر به ايضا ، وتسميه فكرا وفلسفة او نظرية ؟ هذا لا يُقبل الا اذا استغنيناعن العقل ، العقل لا يستطيع ان يجعل المتناقضات شيئا واحدا متناغما .

مشكلة الالحاد هي مشكلة فكرية وعقلية ، بل مجموعة مشاكل عقلية تسمى "إلحاد" .. يقول الالحاد ان الانسان متناقض ، ثم يقدم نظرية مبنية على تناقض !! مجوعة سيارات متصادمة مع سيارات امامها ، ثم نقول : حركة المرور منسابة ! هذه هي الحياة المتناغمة !

ليست المسألة صف كلمات و قفز على مصطلحات و حسن تهرب ، نحن نريد فلسفة يقبلها العقل ، لا فلسفة تناقضات تعتقد بالتناقض في اساسها ، ومن كان اساسه التناقض ستكون النتيجة التناقض في افكاره و رؤيته ، والكذب تناقض ، و انت لا تحب الخداع ابدا بينما تقر بالتناقض ، حتى انك رفضت الاله بكامله بسبب كره التناقض والخداع .. و هذا من الادلة على حرب الالحاد للاخلاق ، لأن سوء الأخلاق عبارة عن تناقض ، وهو يقر بالتناقض ولا يرى فيه بأسا .. وخيانة من يحسن الينا تناقض ، وعقوق الوالدين تناقض ، والالحاد يقر بالتناقض في كل صور الكون و الحياة . ثم ياتي ليدعي الاخلاق ..

انت تقصد ان حتمية القيم جاءت بسبب وجود المصلحة المادية التي تعتبرها سبب التفريق بين الخير والشر ، انت تعرف ان المصلحة مرنة و متغيرة ، فكيف ينتج المتغير ثابتا ؟ تناقضٌ ما لنا الا السكوت له في فلسفة أُسّها هو التناقض .. فلسفة ترى ان الليل والنهار صورة من صور التناقض والصراع !!  بل ان الذكر والانثى في الفكر الالحادي يعتبر تناقض و صراع !! والانتقال من الدو إلى السي في الموسيقى تناقض !! انهم لم يقلبوا الحقائق الى تناقض الا بدافع الصراع الذي يمجده الالحاد و يقر بحق الاقوى . انهم لا يفرقون بين التناغم و تبادل الادوار التكاملي وبين التصادم المدمر للجهتين ، وهي مشكلة كما ترى منطقية من ضمن مجموعة المشاكل المنطقية التي تكوِّن عقد ديانة الالحاد ..

ان الخيال الملحد لا يرى الحياة الا مجموعة من الصراع ، انه يرى الحيوانات المفترسة وهي تأكل طعامها وتحقق التوازن الذي يخدم الجميع ، تقوم بعملية صراع ازلي مع القطيع وتحاول افناؤه ولكنه لا يفنى !! كي تبرر للراسمالية ان تفني من هو اضعف منها من الاقتصادات ، وتسحقه من السوق من خلال الرجوع للشريعة الحيوانية وفهمها فهما خاطئا ..

الطبيعة لا تعرف الصراع ، بل تعرف الانسجام والتوازن ، والا لما بقيت لو كان الصراع هو اساسها ، وهذه بديهية بسيطة كيف تفوت على من يدعي العقلانية ؟ اليس الصراع من ملايين السنين كما يقولون ؟ اذا لماذا لم تفن الحياة والطبيعة وبقي الضعيف والقوي ؟ وهل من يؤمن بالصراع كحقيقة يستحق ان يوصف بالخيرية والانسانية ؟ الا يعني ايمانه هذا انه سوف يمارس الصراع وسحق الاضعف اذا استطاع ما دامت هذه عقيدته ؟ وهل يقارن بمن يقول ان السلام والتوازن والخير هو الاصل في الوجود ؟ بايهما نثق ؟ الاول هو فكر الملحد والثاني فكر المؤمن .. إذا الالحاد شبح مخيف طل على البشرية في اواخر القرن الثامن عشر . وزمجرة نيتشه الوحشية هي صوت ذلك التنين الخطير على الانسانية و قيمها ..

دائما الاراء الاخاطئة تبدأ من بديهيات خاطئة . والايديولوجيات الخاطئة تبنى على آراء خاطئة مفرداتها بديهيات خاطئة .. 

لامع : 
عرض مشاركةالورّاق في 04 أبريل 2012 - 11:55 م كتب :
كلامنا ليس عن الكمال ، بل عن عدم امكانية ذلك منطقيا ولا حتى واقعيا .. والا لوُجدت نماذج كثيرة .. حتى عدوك لا يمكن ان تاخذ منه شيء الا ان يكون ذاك الشيء ليس له علاقة بعداوتك و انت تطلبه اصلا


لم نختلف يا عزيزي

عرض مشاركةالورّاق في 04 أبريل 2012 - 11:55 م كتب :
هل تعتقد انك بريء من هذا ؟ وهل يمكن ان تكون بريئا ؟ الم ترفض الدين لان فيه شيء سيء كما تقول ؟ هل نسيت نفسك ؟


انا رفضت الدين لكن لم احكم عليه بانه كله شر لانه يحتوي على تنظيمات بشرية وليس ذلك علاقة بالاعتقادات التي ليس عليها دليل ,

الرد:
لماذا الإلحاد لا يقدم تنظيمات بشرية بينما قدمها الدين وتستعيرها منه واعجبتك فيه؟ الم ترفض الدين كاملا؟ لماذا لا ترفض تنظيماته؟ هذا تناقض يضاف إلى العشرات من التناقضات في هذا الحوار.  ألا يدل هذا أن الإلحاد فوضى؟ والفوضى هل تاتي بنظام؟ هل يوجد الشيء من ضده؟

العقلية الإلحادية تقول نعم وبكل ثقة, فقد وُجد الكون من اللاشيء وبدون اي إرادة! إن هذه العقلية تستطيع أن تقبل مالا يُقبل , لقد قبلت كونا كاملا من اللاشيء ومن يبلع الجمل يستطيع أن يبلع الموزة. فليس غريبا عليها أن تقبل أن الفوضى تصنع النظام والعلم. إنها تستطيع أن تقبل بكل شيء إلا أن يكون هناك إله , هذا هو ملخص العقلية الإلحادية.

وأنا لا يعنيني كون أحد يلحد او لا يلحد, أنا يعنيني ادعاء العقلانية والمنطقية في هذا السلوك االفكري, وتقديمه للناس على أنه هو الحقيقة وما سواه باطل, وإلا فليحد من يشاء وليشبع إلحادا فكل معني بنفسه ومسؤول عن قرارته. لكن تزوير الحقيقة للناس هو المشكلة, وأنا أعرض كلامي أمام الناس, ومن رأى فيه تزويرا فعليه أن يرد وسوف أتقبل مجبرا أو راضيا. وإذا استعملت كلمة "أنت" فهي للتمثيل فقط وأحترم اختياراتك الشخصية مالم تقم على أنها هي الحقيقة المطلقة كما يفعل الملاحدة.

لامع :  انا لم اقبل اشياء كثيرة في الدين لاني مقتنع بالدين , ارجو ان تكون وضحت الفكرة , الالحاد ليس مذهب بل موقف ورأي وهو بداية الحكم على الامر والحيادية والبحث عن اله غائب لذلك لن تأخذ منه شئ مثل الدين ايضا لا ناخذ منه الشئ المتعلق بما وراء المادة طالما لم يثبت على ذلك دليل .

المنطق ليس حقائق علمية ثابتة بل طريقة تفكير بناء على المعطيات فاذا زادت المعطيات تغير التفكير وكأنك تقول هنا ان المنطق شئ متسقل بذاته .

الرد:
كلا, المنطق حقائق علمية لا تقبل التغيير, ولم تتغير يوما من الأيام, والعلم لا يكون علما إلا إذا تحول إلى منطق, المنطق هو ما يجعلك تقول: بما أن إذا, والعلم الثابت يجعلك تقول هذا, المنطق لا يصادم بعضه, وأتحدى أن تحضر دليلا على تصادمه مع بعضه أو مع العلم الثابت وليس النظريات, جهود الباحثين الملاحدة منصبة على إثبات الفوضى في كل شيء, يريدون أن يثبتوا فوضوية المنطق وفوضوية العلم , وتزعجهم كلمة دقيق وقطعي وثابت, بل حتى أبسط الحقائق يريدون التشكيك فيها, مثلما فعل هيوم الملحد في محاولة التشكيك في قانون السببية القطعي, ومثلما فعل بوبر مشككا في قطعية الحقائق العلمية الثابتة, كيف بالله يسمى هؤلاء علماء؟! العلماء يحاولون زيادة رصيد البشرية من الثابت حتى ينظم حياتها, وهؤلاء منصبون على زعزة الثابت وتحويله إلى فوضى دون بدائل. لكل شيء آفة.. وآفة العلم وسوسة العقل هي الإلحاد.

المنطق لا يزيل بعضه بعضا, هذا فقط موجود في العقلية الإلحادية المؤمنة بالعشوائية في كل شيء, تلك العقلية التي تريد أن تخلق من النظام فوضى, لأنها مؤسسة على مبدأ الفوضى الذي آمنت به بدايةً بدافع الرأسمالية الفوضوية في روحها ومنهجها. والمنطق حقائق أزلية,  فاليمين عكس الشمال دائما وأبدا, و الكل أكبر من الجزء دائما وأبدا. وها أنت ذا بوضوح تهاجم المنطق وتقلل من شأنه وفي نفس الوقت تدعي العقلانية , تناقض جديد, أما أنا فلأني مؤمن أمجد المنطق..

إذاً من احق بالافتخار بالعقلانية: ألمؤمن  أم الملحد الي قلل من شأن المنطق ولا يعتبره ثابتا؟ مشكلة الملحد مع الثوابت فلا يريدها ان تقف في طريقه, وكل ثابت تشكك في ثبوته أنت تزيله في الحقيقة عن دوره, فتشكيك الإلحاد بالعقل هو تنحية للعقل, وتشكيكهم بالأخلاق هو تنحية للأخلاق, وتشكيكهم بالإنسانية هو تنحية للإنسانية, وكرههم للفلسفة لأنها ببساطة تفضح التنقاضات في فكرهم الذي حشروه في العلم رغما عن العلم, وتشكيكهم بثبوت العلم الثابت هو تنحية للعلم, ليفسح المجال لنظرياتهم العلمية التي هي عبارة عن فلسفتهم مغلفة بديثار العلم, إنهم يعيثون في الأرض فسادا, لكي لا يبقى شيء إلا الإلحاد والراسمالية.. الفوضى والدمار حيث يرقص الشيطان على دمار البشرية. تأمل ذللك ولا تأخذك العزة بالإثم. الملحد يريد الفوضى متصورا أنه هو من سينتصر فيها, ناسيا أن الفوضى تسحق الجميع, حتى منتصرها هو مهزوم في الأخير.


لامع :
ها انت تفكر بالطريقة القديمة , المنطق ثابت وكل شئ ثابت وقد وصلنا الى الحقائق منذ زمن بعيد ولا نحتاج الى البحث والتفكير والشك والاصلاح والتغيير ,
الرد:
أنت تقولني مالم أقل, أنا قلت المنطق ثابت , وما ثبت من العلم فهو ثابت, وهل الإقرار بالثابت يعني ألا تبحث عن الجديد؟ هذه إضافة تفضلت بها أعيدها إليك كما هي, من يعتمد على الثابت هو المؤهل لاستشراف الجديد وليس القادم من الفوضى والعشوائية!

لامع :  انت اذا افترضت شئ وجعله مطلقا فلن تصل الى نتيجة مفيدة لانك حكمت حكم مسبق على الاشياء ثم شرعت في التجربة فكيف يكون الاستنتاج صحيحا ؟!

الرد:
وهل أنت تنطلق بلا حكم مسبق؟ هل تصدق بهذا؟ لا يمكن لأحد ان ينطلق بلا حكم مسبق, هذه فرضية لا يمكن أن تكون واقعية, فعندما تقذف الكرة إلى السلة من مسافة ما في الملعب أنت تتبع فرضية قائمة على حكم مسبق هي أن الكرة سوف تقع في السلة, وقد لا تقع. عندما انطلق كولومبوس غربا لم ينطلق بلا نية وبلا حكم مسبق, ماجلان دار حول الأرض بناء على حكم مسبق بكروية الأرض لم يتأكد منه وذهب ليجربه,

إذاً هذه الدعوى دعوى غير واقعية ولا منطقية لافتقارها إلى الدافعية, وهي تقال لمجرد أن تُرمى على الآخرين ليس إلا, وإلا فالجميع واقع فيها. وهل أنت الآن وانت تكتب الرد لا تنطلق من فرضية ونية ورغبة في ان يكون كلامي خاطئا وكلامك مصيبا وان الإلحاد هو الصحيح والإيمان هو الخطأ؟ أنت مؤمن بالإلحاد يا رجل وتريد إثباته, وأنا مؤمن بالله واريد إثباته. المجنون فقط هو الذي يتصرف بدون رؤية مسبقة, هذا إن انطبق على المجنون أصلا, فهو أجن من الجنون! لا بد أن للمجنون وجهة نظر يريد أن يحققها ولو كانت خاطئة.

هذه الفكرة الغربية تكرر كثيرا دون أن يُفكر فيها. لا نشاط بشري بدون هدف, وكل العلماء في مختبراتهم لا يعملون بطريقة عشوائية على طريقة الإلحاد, بل يضعون تصورا ثم يحاولون إثباته سواء كان تصورا جزئيا أو كليا, والفرق هو في مدى التصور الجزئي او الكلي.

لامع :
المنطق هو جزء من العقل فالعقل ذات معنى واسع يندرج تحتها الكثير من المعاني
الرد:
ماهي هذه المعاني؟ العقل عبارة عن معلومات (ذاكرة) + معلومات قياسية (المنطق) + معلومات رمزية هي اللغة + تفكير وهو تطبيق القياسات على المعلومات, ماذا غير هذا في العقل؟ والذكاء هو سرعة ودقة إجراء تلك العمليات. أما الشعور فهو شيء آخر, وهو الذي يأمر العقل, والعقل من منتجات الشعور أصلا وليس شيئا مستقلا عن علاقة به, والشعور أوسع من العقل, و يعمل دائما على زيادة هذا العقل في قياساته ومعلوماته.

لامع : 
عرض مشاركةالورّاق في 04 أبريل 2012 - 11:55 م كتب :
لا بل متناقض في هذه الحالة ، لأن (ربما) تعني احتمالين : احدهما انه موجود .. و بنفس الوقت يقطع انه شرير ! اذا الاله شرير وموجود ، أو شرير غير موجود !! اذا يحكم على الاله الذي اوجده واوجد كل شيء بما فيه معرفته للخير بأن موجده شرير !! ليس بعد هذا التناقض شيء .. أي يحكم على ربه وليس ربه الذي يحكم عليه ، فالمخلوق يقيّم الخالق ويصحح اخطاءه ويعطيه الدرجات المناسبة . وإن كان شريرا وغير موجود فهذه أطم تناقضاً و مخالفة للمنطق ، بحيث يكون موجد الخير شرير . وما دام انه شرير في الحالتين ، فمن اوجد الخير ؟ ستقول : الانسان ! الانسان يحمل الشر ايضا ، والالحاد يؤكد ان هذه هي طبيعة الانسان .. اذا الخير فكرة ابتكرها الاقوياء ليخدروا بها الضعفاء ، كما قال إمام الملحدين نيتشه ..


على رسلك يا زميل , اذا كان موجودا فهو شريرا بالنسبة لنا لانه وضع فينا مقاييس الحكم على الاشياء وهي التفكير والشعور اذا نحن غير ملومين على ذلك
الرد:
أنتم تؤمنون بوجود الشر في الطبيعة مع أنكم لا تقرون بوجود الشر بين الناس, والنية واضحة هنا, بما أن الطبيعة أوجدها الله إذا فيها الشر , اذا الله شرير .. اما إذا قلتم بفواصل بين الخير والشر بين الناس ، فهذا يعني حدودا سوف تحد من انطلاقة الملحد .. هل النية واضحة الآن؟

أين هو الشر في الطبيعة؟ إذا جرى الوادي ولم يحترمه من حوله وغرقوا فيه : هل نسمي هذا شر من الطبيعة ؟ ام ان الوادي قدم الخصب للطبيعة و للأحياء الذين يحترمون قوانين الطبيعة؟

للإلحاد قاموس في تعريف المفاهيم والاشياء يختلف عن قواميس البشرية كلها, إذا جلست تحت المطر واصابك البرد : هل الطبيعة قدمت لك الشر أم جهلك واستخفافك؟ إذا تهور السائق واصطدم بجدار أو شجرة , هل نقول أنه شر فعلته الطبيعة ، ام انه رايه وتدبيره؟

الشر لا وجود له إلا في العالم الإنساني فقط , الشر غير موجود في الطبيعة ولا في الحيوان, و الشر ليس ملازم للإنسان لكنه يختاره هو ، والشر لا يعني الضرر وإلا لسمي ضررا ولم يسم شرا , إذا أصل الانسان خيّر , إذا الشر دخيلٌ جاء  به الشيطان و البسه ملابسا من الزينة حتى يَقبل مستغلاً الدوافع الإنسانية العجماء , والتي ليس فيها شر خالص ..

لاحظ أن الإنسان على سجيته الخيّرة ، ثم تقفز في ذهنه فجأة فكرة شريرة .. إذا اعتنقها صار شريرا, الشر يدل على وجود الله اسرع من دلالة الخير ، ومعرفة وجود الشيطان هي الاسهل .. ومن عرف وجود الشيطان عرف بوجود الرحمن .. فمن خلال الباطل نعرف الحق . و من الشر نعرف الخير . و يتحدد نقطة بنقطة ، كل نقطة شر توضح نقطة خير تقابلها ، وهذا يدل على ان الخير هو الاصل بدليل عدم امكانية معرفته الا بوجود لشر كدليل عليه ، ولن تعرف الصحة الا بالمرض ، و الشيطان الذي يدل على الشر هو اكبر دليل يدل على الخير من غير قصد بالنسبة لمن يريدون الخير اصلا .. 

لامع : , الشر في عرفنا هو السكوت على الشر الحادث , نعم قد يجدني ولكن هو شرير لا ارى تناقضا بل ارى ان الاديان جاءت لتصور الاله انه انسان خارق فعلا لانه يشبه الانسان الى حد كبير فهو يغضب ويمكر ويفرح ويضحك ويتكلم ويسمع ويرى وينزل ويطلع ويموت ويصحو الخ وهذا المفترض انه مناف لطبيعة الاله التي جاءت بها الاديان فهذا هو التناقض لعمرك لعظيم . كل ما نستطيع ان نؤكده ان الخير والشر النسبيين في الطبيعة نفسها وعلينا ان نبذل قصارى جهدنا لنتغلب على الصعاب وننشر الخير ولا اتفق مع نيتشة بالطبع هنا .
الرد:
على اي أساس لا تتفق مع نيتشه وأنت ملحد مثله؟ أم انها الانتقائية من بستان الالحاد هذه المرة ؟

ماذا يجب ان تكون طبيعة الاله ؟ هل انت تعرف ما معنى المشاعر وتعرف ماهيتها ؟ هذا غير ممكن ، تستطيع ان تعرف المعدة ولكن لا تستطيع ان تعرف ماهو شعور الحب مثلا .. لو كان الاله لا يشاركنا في الصفات السامية : كيف سنعرفه ؟ سيكون مثل اله اللادينيين : الاصم الابكم المعرض الخالي من الشعور والاخلاق ، ذلك هو الاله الشرير . اما قولك بأن السكوت عن الشر هو شر ، نعم إذا كان سكوتا ابديا كما يسكت الهكم اللاديني ، ولكن الله توعد الشر : (وما ربك بغافل عما يعمل الظالمون ، انما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الابصار) ، اذا هو ليس ساكت عن الشر .

ثم كيف تشبه المشاعر بشيء وأنت لم تحدد المشاعر نفسها ؟ و اذا لم يكن هناك رابط تفاهم ، فسيكون الوضع مغلقا و مخيفا بين المخلوق والخالق ، ونحن نعلم ان المشاعر النبيلة هي اثمن شيء عند الانسان ، فإذا كان الله لا يتصف بها ، فسيهون امرها عندنا . و الاخلاق و الانسانية قادمة من المشاعر ، اليس كذلك ؟ من هنا نفهم انتماء الخير والاخلاق عند المؤمن ، و مثاليتها من كونها صفات الله ..

قارن هذه الحبال الممتدة الى المطلق في نظرة المؤمن الى الاخلاق مع حبال الملحد الاخلاقية التي اجبر عليها ليتعايش مع المجتمع و تنتهي جذورها قريبا جدا على جدار المصلحة .. فرقٌ بين من يرى الاخلاق ممتدة الى كمال الاله المطلق ، وبين من يراها مجرد حيلة نسبية للحصول على المصلحة المادية .. هل اتضح الفرق ؟ اذا لا يجوز عقلا ان نقول ان الاخلاق عند الملحد مثلها عند المؤمن لان كليهما بشر ، فهذا غير كافي .. وهي مساواة جائرة ..

اما ما تسمونه شرور الطبيعة و القدر ، فهذا النوع لا يمكن الجزم بأنه شر .. فقد يكون هو الخير ولكن لا ندري ، و رب ضارة سارة ، و رب فقير لو اغتنى لصار طاغية ، و ربما تتأخر عن موعد فيحزنك ذلك ، لكن تكتشف انه وقع حريق في المكان الذي كنت تريد الوصول اليه .. اما شر الانسان - ونقصد به نية الشر بعد معرفة الخير وتصورُ ما سيحدث من خلال النظرتين -  فهذا لن يسكت عنه الله ..

وهذه الدنيا الا يكفيك قصرها ؟ وستأتي حياة ابدية بعدها ، يأخذ فيها كلٌ جزاءه الأوفى .. لأنه لو تدخل الله في منع الشر الذي يريد الكثيرون ان يختاروه ، لما كانت خيريتهم حقيقية بل جبرية ، والله يختبر البشر على ظاهر الارض ، ثم يعيدهم الى الدار الابدية التي جاءوا منها .. ولا ادل على هذا من أن كل موقف يعرض لنا باللحظة لنا فيه اختياران ، وهذا الكلام الذي تقرءوه يضعك بين اختيارين ، و احساسك العميق يعرف ذلك ، وأنت ستحدد ما ستختار بحرية كاملة ..

كل شيء تستطيع ان تنظر اليه نظرتين متضادتين وتقييمين متضادين ، و انت في كامل الحرية .. هذا لعمرك دليل على اننا في دار اختبار .. وغير مجبرين على اي شيء ، و بحرية كاملة ..    
لامع : 
عرض مشاركةالورّاق في 04 أبريل 2012 - 11:55 م كتب :
وهل نفع ارسال الرسول ؟ انت تتخيل ان الناس فقط ينتظرون ان ياتيهم رسول حتى يتبعوه ، فقد جاءتهم الانبياء و طردوهم و قتلوهم الا قليلا من المؤمنين .. المسألة ليست مسألة تبليغ ، المسألة مسألة بحث و اختيار للخير .. وهذه مفارقة مهمة جدا ينساها الملاحدة .. يتصورون تلقائيا ان الله هو المحتاج لايمانهم وان عليه هو ان يبحث عنهم ويوصل رسالته بشكل جيد و واضح ولا تقبل اي تشكيك


ما دام لم ينفع لماذا فعل الله ذلك ؟!

الرد:
ليهلك من هلك على بينة و اختيار حر ، وينجو من نجى على بينة واختيار حر.. يوم تشهد عليهم ايديهم وارجلهم وألسنتهم بما كانوا يعملون ..

لامع :
الناس تبحث او انا عن نفسي افعل ذلك ولم اجد دليلا على صدق الاديان وان صدقت فلازال هناك شرا فيها , مادام الله غير محتاج لايماننا لماذا توعد من لا يؤمن به العذاب وليس من يفعل الشر فقط ؟ اي شر في عدم الايمان باله يتحقق على الطبيعة او الناس ؟

الرد:
كل الشر .. وليس شراً معينا فقط .. لأنه كما بينت لك من قبل ان الايمان بالله هو اساس كل افكار الخير ، وهو نقطة التقاء جميع خيوطها . وعدم الايمان به هو قطع لتلك الخيوط بجملتها واتباع للمادية التي لا تعرف عالم الخير كله . والمصلحة لنا طبعا ، فالله غني عنا .. وربما تقول : اذا كان غنيا عنا ، فلماذا يعذب من يكفر به ؟ الجواب : بسبب سوء الأخلاق ليس الا .. و يكافئ الشاكرين و المتواضعين على اخلاقهم ..

إذا نحن من يجب ان نبحث ولا نتكبر ونجلس على عروش الالهة و نحن لسنا كذلك ، و نعلم اننا لم نوجد انفسنا ولا نعرف عن مستقبلنا شيئا ولا كيف نجلب الخير لانفسنا ولا كيف ندفع الشر عن انفسنا .. بالله عليك : من هو بمثل هذه الحالة : هل يجلس مسترخيا لا ينظر الى ابعد من ارنبة انفه غير مبال ولا مكترث ، يعيش ليومه ولمتعة اللحظة ، بل و يدافع عن وضعه المسترخي مدعيا العقلانية ، والعقلانية تقتضي البحث والتفكير ؟ ويطلب من الاله ان يقدم اوراقه عن نفسه لانه مشغول بالبحث عن اللذائذ العاجلة بدلا من البحث عن الحقيقة ؟

تخيل شخصا يغمى عليه ، فيكتشف نفسه في مكان غريب ولا يدري ما هو طريق النجاة ولا كيف جاء ولا من جاء به ، ولا ماذا يجب عليه ان يفعل ، ولا يعرف اي شيء هنا معرفة ً تشفي الغليل .. هل سيسترخي ويقول : على كل هذه الاشياء المفقودة ان تثبت نفسها لي بالادلة القاطعة و اراها بعيني حتى اقوم من مكاني ، ثم اقرر حينها هل ساتبعها ام سابحث عن حجة لرفضها .. مع يقيني بصدقها ، فانا حر .. ونجاتي غير مهمة لانني وجدت ما اتسلى به في هذا الركن ؟؟

هذا بالضبط هو ما يفعله العقل الملحد ..  

لامع : 
عرض مشاركةالورّاق في 04 أبريل 2012 - 11:55 م كتب :
اظن ان في كلامي السابق ، يوجد الخير و يوجد المنطق وتوجد الاخلاق و الانسانية ، ومع هذا لا يبدو انك ستقبل اي شيء منه .. و سوف تكفره كله و ببساطة ..

حسنا ، حاول ان تفهم لماذا تفعل هذا .. ؟


في كلامك السابق منطق ديني اعرفه من خطب الجمعة وكلام القرآن والاحاديث النبوية , لماذا ارفضه ؟

ليس تكبرا ولست قويا او الها ولا ارى ان ضعفي واحتياجي لاشياء ونقصي وعدم كمالي هو دليل على شئ آخر لم يظهر بعد

الرد:
اذا لم يكن شعور النقص والاحتياج دليلا على ما تحتاجه ، اذا ما فائدة الشعور به ؟ اذا عليك ان تشك بوجود الماء عندما تشعر بالعطش !! هذا مبدأ عقلي غريب لا يوجد الا في رؤوس الملاحدة !! تخيل لو طبقناه على العلماء ، هل سيكتشفون شيئا او يخترعون شيئا ؟ ما دمت ترفض مبدأ أن الحاجة إلى الشيء تدل على وجوده ، لو كان العلماء يفكرون بهذه الطريقة ، لما كان علم ولا اختراع ولا اكتشاف ولا فلسفة ، لانها مبنية على احساس بحاجات ..

كل احساس بمفقود دليل على موجود .. و هذه بديهية عقل يحذفها الملحد كلما مر في حالة "فشّ " العقل و تفريغ محتوياته .. 

لامع :
بل ارفض كلامك لاني اراه غير مقنع وغير انساني , غير مقنع لان كلامك بشكل عام هو ما اتفق معك فيه وهو النتائج (الخير والسلام والامن والامان وكل الاشياء الجميلة ) ولكن الحيرة التي تسببها الاديان وتفرقها والشك الذي رافق ابراهيم وابن الخطاب ولو في لحظات قليلة هو طبيعة الانسان
الرد:
كيف يكون الشك هو طبيعة الانسان ؟ الشك لايعني الاستقرار .. الشك يمر بالانسان وليس طبيعة الانسان ، الشك حالة تردد لا اقدام ولا احجام ، والشك توقف ، ولو كان هو طبيعته لما قدم رجلا على اخرى في اي شيء .. هل يوجد احد متشكك من كل شيء وعلى طول الوقت ؟ لن يعيش .. اذا كيف تقول ان الشك طبيعته ؟

ثم اين شكك في افكارك والحادك ؟ ام ان الشك يكيل بمكيالين وينتقي ؟ عندما كنت مؤمنا شككت في ايمانك ، و الان صرت ملحدا ولم تشك ابدا في الحادك !! المسألة مسألة اختيار و ليست مسألة عقل .. فالعقل لا يحتمل كل هذا الكم الهائل من التناقضات ، في حين يحتملها الاختيار و الهوى بسهولة ..

لامع : خاصة ان العلم الاكثر تاكيدا وتوثيقا يتغير من وقت لاخر مما يجعلنا لا نؤمن بحقيقة مطلقة
الرد:
هذه قفزة جديدة !! كيف يتغير العلم ؟ وهل يسمى علما وهو يتغير كل يوم ؟

كلمة علم تعني الثبات والرسوخ ، كم مرة تغيرت نتيجة 1+1على مر التاريخ ؟؟

لعبة هز الثوابت الالحادية دليل على نية غير جيدة في حق العلم والعقل والانسانية .. انهم يفرحون بان نظرية تغيرت هي اصلا لم تكن ثابتة ، او حقيقة كانت شاملة ثم فصّلت ، او اجزاء اكتشف لها اجزاء اخرى ، ثم يسمون هذا تغيرا في العلم !! بينما اسمه الحقيقي هو تكامل العلم وسعيه لسد ثغراته . لكننا امام قوم لا يحبون العلم لانه يعني الثابت .. وزيادته تعني زيادة الثابت ، و الليبرالي الملحد حر كما يتصور ، و الثابت عدو الحر .. و كل ثابت هو عدو لهوى النفس ونزواتها . اذا الملحد لا يحب العلم ولا المنطق ولا الاخلاق ولا الدين ، لانها ثوابت .. 

ولان الملحد لا يستطيع فعليا تحريك الثابت ، يقوم بمهمة التحرك بنفسه احيانا .. مثل من يريد ان يبتعد عنه الجدار فيعجز عن دفعه فيبتعد عن الجدار ويقول : ابتعد الجدار !!  ويكون الضحية مصداقيته وليس الجدار .. و من هنا تأتي عملية فش البالون العقلي و نفخه .. بمعنى أنه هو (الملحد) الذي يتغير و ليس العلم ولا المنطق ولا الاخلاق لا الدين .. وهذا ما يوضح التناقض الدائم في العقلية الملحدة .. 

لامع : وغير انساني في الوقت الحاضر كما ان تفكيري الآن قد يكون غير انساني في المتسقبل ويجب على الانسان وقتها الا ياخذ به كله .
الرد:
انت جعلت نفسك مركز الانسانية والعقل والكون !! الغير انساني ثابت والانساني ثابت ، و كونك تتنقل بينهما كالعادة فهذا شانك .. انتقالك عن الانساني لا يعني انه هو من تغير ، بل انت من تغير .. و اي متغير لا يعتبر مركزا ، في حين يصر الملحد على انه هو مركز الكون و محور القيم ، فإذا شاء صارت انسانية ، واذا شاء صارت لا انسانية ..

ارايت كم هي الحاجة العقلية لوجود الاله ؟ لان نفي وجوده يعني احلال الانسان مكانه فيكون الها مضحكا في ضعفه و تقلباته وعدم وعيه الكامل بأي شيء .. يحاول ان يفعل ما يشاء ويترك ما يشاء كما يفعل الاله بحرية مطلقة .. أرأيت أنها "ثغرة" لا بد أن تملأ ؟ فالعاقل لا يرض ان يكون مكان الاله وهو يعرف ضعفه . فمحور العقل هو وجود اله ، مثلما هو محور الاخلاق ان يوجد اله ، كذلك هو محور الفلسفة والعلم ، وبدونه تسقط كل هذه الاشياء الا ان يحل الانسان محله ، حينها تتخبط كل هذه الاشياء من تناقضها بسبب عدم المعرفة واتباع الهوى ، ويديرها من لا يعرف ولا حتى نفسه ، وهو الانسان (وحملها الانسان ، انه كان ظلوما جهولا) ، ولا اقبح من هاتين الصفتين في الاله الجديد ..

منطقيا : نفي الاله يساوي احلال الانسان بدلا منه ، وهذا ما اعترف به نيتشه نصا و طبقه بقية الملاحدة ضمنا ، فنصبوا انفسهم مرجعية لكل شيء . مما يعني ان ابعاد الاله يسبب فراغا ، لا بد ان يملأ ، والشيء الذي يسبب فراغ إذا فقد ، فذلك الفراغ يدل على وجوده .. و هذا من الخيوط الدالة على وجود الله يقدمها الملاحدة مجانا كما قدموا بقية الخيوط ..      

لامع : 
عرض مشاركةالورّاق في 04 أبريل 2012 - 11:55 م كتب :
هل الدين شيء والانسانية شيء ثاني ؟ الله يامر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى ، أي بكل فضيلة . الدين ليس شيئا مفهوما الا بالنظر اليه كأخلاق وفضيلة وطريق خير . وعلى هذا المفهوم يكون من لا يريده لا يريد الخير .


نعم الدين قد يحوي انسانية , الدين الحالي نظام قانوني اجتماعي لتنظيم حياة البشر في وقت ما , الله يأمر بالعدل والاحسان وفي نفس الوقت يأمر بالقتل والظلم للمرأة والعبد والمحكوم في الدنيا وفي الآخرة ظلم آخر وهذا تناقض راجع لتناقض الانسان نفسه لان الدين جاء منه . فهمك للدين بهذه الطريقة هو نابع منك انت ليس من الدين وهو الفكر الصوفي الذي نشأ في جميع الاديان متخلصا من الشرور وباقيا على الخير الذي حدثتك عنه .

الرد:
لماذا لا تقول أن هذا هو فهمك للدين ؟ أنت بروح مادية و مرتبط بثقافة غربية .. إن الإسلام أعمق من هذه الثقافة الغربية المعادية للإسلام اصلا و التي شنت الحروب عليه ولا تزال و ليست جهة منصفة ..

الإسلام لم يامر بالقتل كما يتصور المستشرقون الذين تتبعهم , بل قال : {لكم دينكم ولي دين},{ أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين} ، و أمر بالعدل حتى مع من نكرههم . والإسلام لم يظلم المرأة بل ساواها مع الرجل في الحقوق والواجبات وحافظ على عفافها وخصوصيتها, وهذا تكريم لها وليس ظلما. ونظام العبودية كان نظاما دوليا لا يستطيع الإسلام أن يلغيه , فداخل المسلمين لا يوجد عبيد , وهؤلاء العبيد نتيجة حروب مع غير مسلمين , إذا الإسلام ألغى العبودية داخل الإسلام لكنه لا يستطيع أن يلغيها كنظام عالمي , و مع ذلك فقد حث و فتح الباب لإكرام العبيد ولتحريرهم حتى من مال الزكاة و جعلهم احد مصارف الزكاة والكفارات .

إذا هذه النظرة ظالمة للإسلام , فالإسلام لم يقر نظام العبودية و لم يشرعه بين المسلمين, و كان يستطيع ان يفعل ذلك في زمن كانت فيه الحضارة الرومانية تجعل من لا يوفي ديونه عبدا لدائنه , فلماذا لم يفعل الإسلام مثلهم؟ إنه جعل دفع الديون الثقيلة مهمة كل المسلمين من خلال الزكاة , فتأمل الفرق : هل يوجد مثل هذا ، إذا تجاوزنا الرومان إلى الاسياد والأحباب في الغرب الآن؟ هل يوجد عندهم مثل هذا النظام و هم في قمة العصرنة والحداثة والديموقراطية والإنسانية وحقوق الإنسان؟

أليس نظام المكاتبة قضاء على العبودية ؟ فأي عبد يريد أن يتحرر ما عليه إلا أن يطلب من بيت المال أن يشتري حريته من سيده , أما من لا يرغب فلا يـُلزم بالتحرر وهو لا يريد , فهل هناك أرقى من هذا التعامل ؟ إنه أفضل من تحرير العبيد رغما عنهم كما فعل الغربيون , وقد رفضوا بتهور طائش حتى دفع التعويضات لأسيادهم الذين دفعوا فيهم أغلى الأثمان , اليس هذا ظلم للعبد الذي لا يريد ان يتحرر و للسيد الذي دفع المال؟ لكن عين الرضى عن كل عيب كليلة !

كلامي هذا عن الإسلام وليس عن المسلمين , و أنتم تريدون أن تجعلوا المسلمين هم الإسلام كعملية قفز اعتيادية يقوم بها الفكر الإلحادي البهلواني بسهولة .

لامع : 
عرض مشاركةالورّاق في 04 أبريل 2012 - 11:55 م كتب :
هذا لا يكون ، فالملحد مادي ، ولا شيء يجعل أحداً يلحد إلا المادية .


دعني انتقل بك الى نقطة, هل المادية بمعنى عدم التصديق الا بوجود دليل قطعي شئ سئ ؟

الرد:
نعم, لأنها لا تحترم الإيمان , والإيمان يعني الإحساس, والإحساس يعني الإنسان وإنسانيته, إنها تحترم المادة فقط ولا تحترم الشعور الإنساني .

الشجاع مؤمن لأنه يـُقدم بناء على إحساس لم يجربه بعد , والكريم مؤمن لأنه ينفق المال ولا يعرف هل يُشكر او يُكفَر بناء على شعور جميل في داخله , و لم يحتكما إلى المادة كما يفعل المادي الذي يريد ان يحسب أمواله وارباحه قبل أن يُقدم .. أرايت أن المادية أمر سيء و أنها هي أم الخلق الذميم كله ؟

والدين أخلاق, لهذا المادية لا تريد الدين, فالدين إيمان بغيب جميل يؤكده الإحساس ولا يخالفه العقل , بل يؤكده بطريقته الخاصة أيضا بناء على المنطق .. و المادية تعتمد على الضمانات المادية الأكيدة فقط ولا تعرف اي نوع من الإيمانات , لهذا مجالها ضيق وتسبب ضيق الأفق , اي يكون الإنسان ماديا كلما ابتعد عن إنسانيته , ويكون إنسانيا كلما ابتعد عن ماديته .

لامع :  انت اذا حدثك شخص قصة لست مطالبا بالتصديق او الايمان بها طالما لست متأكدا ولم ترى بعينك

الرد:
هذا إذا كنتُ مادياً ، فستنطبق علي شروطك ..

أنا أعرف كيف أؤمن, اما أنت فلا تعرف شيء اسمه إيمان ، فقط أدلة مادية من ضمنها أم العين .. إلا إذا كان لك هوى في ذلك الأمر ، حينها تذهب أم العين إلى غير رجعة .. إلا عندما يأتي ما لا تحب ، فتطالب بأم العين مرة اخرى (انتفاخ العقل) .. هل نسيت أنك إله تفعل ما تشاء وتترك ما تشاء كبقية الآلهة الملاحدة ، تلك الغرانيق العلا وشفاعتهن تُرتجى ؟ أستطيع بإحساسي أن أصدق القصة و ألتزم بها حتى لو لم أرى بأم عيني أو لا ، أصدقها بناء على إحساسي واستشارة عقلي .. والإحساس هو الأول دائما عندي ، لأنه هو مصدر العقل وليس العكس . وإذا تحرّك الإحساس ولم يصادم العقل فهنا يجب عليّ ان أقدم .

أم العين شرط عند الماديين فقط , لكن عند المؤمن (اقصد من يستطيع ان يؤمن باي غيب في دين او غير دين) ليست هي الوسيلة الوحيدة للمعرفة, إذاً من يؤمن تكون معرفته أوسع ، لأنه ليس كل شيء قابل لأن يـُرى بأم العين , وهذا سيعني قلة بالمعرفة و قلة في القرارت وانكماش وانصباب على المادية فقط ، تبعا لأم العين الضيقة.
 
لامع :  فهناك مثل انجليزي يقول لا تصدق نصف ما تراه ولا شيئا مما تسمعه يعني ان الكلام فقط بدون دليل ليس حجة فالكون لا يتحدث عن نفسه بل نحن الذين نفهم فهما معينا وفقا للمعطيات المتاحة ولطريقة تفكيرنا عن تاريخه ومع ذلك ليس شرطا ان يكون فهمنا كله صحيح مع انه مادي ومتفق عليه لاننا مختلفون في طرق الفهم والاستنباط ومهما تعددت الطرق فليست بالضرورة ان تكون صحيحة لانه قد يأتي كائن اذكى ويفهم بطريقة اخرى ومن هنا جاء استبعاد امتلاك الحقيقة المطلقة

الرد:
هذا تابع كله لمحاولات الإلحاد في نسف الحقائق لأنها تقف في طريق رغبته المسبقة بحجة احتمال قدوم كائنات فضائية تحمل منطقا غير منطقنا وتنسفه ، على سبيل القفز إلى الخرافات الإلحادية .. مع اني أتحدى هذه الكائنات الفضائية لو استطاعت ان تخطـِّئ ما ثبتَ منطقيا , لسبب بسيط وعميق , وهو ان ما نعرفه لا نعرفه , لكننا نعرفه .. اي أنه ليس من عندنا ، فعلمُنا من الله و ليس منا ، ولا يغيره إلا الله . لا تستطيع ان تثبت لماذا 1+1 لا تساوي 3, لكنك تعرف أنها لا تساوي 3 .. إنها معرفة ولا معرفة .. ولو كانت هذه المعرفة منـَا لعرفنا لماذا .

أنت تستخدم المنطق نفسه لهدم المنطق, و هذا يعني انه لا يوجد شيء غير المنطق اصلا , وهذا اعتراف ضمني مـُنتـَزَع بثبات المنطق ، و دلالة على مرجعية المنطق للعقل .. حاول أن تهدم العقل بغير العقل أو بالعقل , في الأخير أنت تستخدم العقل .. فاين المهرب هذه المرة ؟ آن للثعلب أن يتوقف ولو قليلا ..

كانك تقول: منطقيا المنطق غير ثابت ! و علميا العلم غير ثابت ! تريد أن تهدم الكل من خلال الجزء , و تقتل الشيء بنفسه و تصيد العصفور بالعصفور !! ارأيت كم هي المشاكل المنطقية في الفكر الملحد كثيرة؟
. لامع : اذن المادية بمعنى عدم التصديق الا بوجود دليل ليست شئ سئ , نحن نصدق على ما هو موجود بالنسبة لنا والاشياء المعنوية لا يمكن احد انكارها لانه يشعر بها ويتعامل بها اما من اين جاءت فعلماء الانثروبولوجي وعلم النفس التطوري يقولون انها جاءت تبعا للحتمية والضرورة بين القبائل ومن خلال تراكم التجارب والثقافات ,

الرد:
هل هذا كلام واضح بالنسبة لك ؟ هل أثبتوا ماديتها لك ؟ هل رأيتها بأم العين الآن بعد كلامهم ؟ يبدو أن بالون العقل الآن في حالة تفريغ محتوى !

ألا يجدر بالعقل الذي يشك بالدين كثيرا ، أن يشك بهذه الفذلكات ولو قليلا ؟ نلاحظ انك تلقيت كلامهم بإيمان هذه المرة ، وانت لا تعترف بالإيمان و التسليم ! و نلاحظ ان الحالات التي يهمل الماديون فيها قيمة المنطق هي عندما يمر بمنطقة أساسات , و ينتفخ عندما يمر بالفروع في كل قضية .

لاحظ أنه يضمر عندما نتكلم عن الخلية الأولى ، وينتفخ في حالة الحديث عن تطور تلك الخلية ! وينتفخ أكثر كلما اقتربنا من القرد والإنسان ليصل إلى أوج انتفاخه ! ضاربا ببقية سلاسل التطور عرض الحائط مع حلقاتها المفقودة إلى الابد !! فقد وصل إلى غايته وهي إثبات حيوانية الإنسان ليفجـُر أمامه !! فيا للعلمية عندما تديرها الأيديولوجية المسبقة والهوى المتبع والإعلام الراسمالي القوي!

يبدو أن كلامهم هذا فهـَّمك كل شيء ! ما اسهل حل الإشكالات عندكم إذا شئتم ! لقد حلها علماء الانثروبولوجيا ببساطة : تراكم تجارب و تطور عشوائي! هذه هي أحاسيسنا وإنسانيتنا باختصار إلحادي .

لامع : حتى في الحيوانات نجد لديها نظم وقوانين فرضتها الطبيعة عليها وان لم يدروا هم من اين جاءت فتبقى ضرورية ومهمة للعيش بصورة افضل .

الرد:
اما نحن فنعرف من اين جاءت : إنه من التطور وانتهى الأمر!

أليس للحيوانات غرائز ؟ أي علم مسبق تولد به لا تعرفه و لولاه لما عاشت ؟ من الذي أعطاها هذا العلم؟ ام تراه جاء من التجارب والتطور العشوائي غيرالواعي ؟هل هو موجود في الجينات ؟ العلم لم يثبت اي علاقة للجينات بالسلوك ، ولا يمكن ان يثبت أصلا فهذا ليس مجاله ؛ لأنه علم مادي ، والسلوك دوافعه معنوية , والمعنوي لا يـُرى بأم العين ، فكيف تؤمن به وانت مادي وتطلب ادلة مادية على وجود الله تـُرى بأم العين؟ و إن نفيته فكيف تستطيع ان تعيش بدونه؟

إنها ورطة الفكر المادي : كلما كثرت مخالفة الشيء للمنطق ، دلّ هذا أنه خاطئ في أساسه و ليس في فروعه و أن خطأه متجذر , فالخطا يـُستـَدَل عليه من كل الجهات والابعاد ، ولا يستطيع ان يتناسق مع ما حوله, و كل طرح الإلحاد غير متناسق مع ما حوله , مما يعني انه خاطئ في عمقه واساسه .

لا يستطيع العقل ان يتحمل مصاعب فكرة التطور التي تـُرجع كل شيء إلى الصدفة العشوائية , وتسبب للعقل عسر الهضم .. مسكينة هذه الصدفة, كل شيء هي مسؤولة عنه ! بل كل نظام مسؤولة عنه و هي صدفة !

ولو حملت الجبال ما تحمله   صارت دكا وخر داروين صعقا!             

لامع :
اما المادية بمعنى الانانية والبقاء للأقوى والعنصرية العرقية ففي هذا المنتدى اناس من ذلك القبيل من الملحدين طبعا وفي منتديات اخرى وفي الواقع اكيد لكن هذا ليس بسبب الالحاد

الرد:
على أي منطق تبرّئ إلحادك من المادية وتنسبه إلى إلحاد غيرك ؟

الإلحاد لم يكن اصلا إلا بسبب النظرة المادية التي تـُطالب بالدليل المادي فقط ولا تثق بغيره حتى تؤمن ، حيث لا قيمة للإيمان بعد الدليل المادي القطعي! إذا هو طريقة تفكير مادية لا تحترم الإحساس ولا تحترم إحساس الشعوب التي آمنت بالإله و بحثت عنه ، ولا تحترم الحاجة في داخل الشخص لمعرفة هدف الوجود...إلخ . فقط تحترم الدليل المادي .. أنا اتكلم منطقيا وأنت تتكلم بما تحب ان تصف به الإلحاد ..

من اين تاتي الأنانية ؟ اليست من طريقة التفكير المادية ؟ من اين تأتي عقيدة الصراع والبقاء للأقوى؟ أليست من طريقة التفكير الانانية التي جاءت بسبب التكفير بالطريقة المادية ؟ نحن في حوار منطقي , و انا أطالبك بالدليل المنطقي و العقلي مثلما تـُطالب المؤمن بأن يقدم لك دليلا ماديا مقنعا .. و رمي  المادية على اناس آخرين في هذا الموقع أو غيره لا يجعلك بريئا منها , فهي تشملكم جميعا .. إنها محاولة تخلص أنانية بحد ذاتها ! فتـُضحّي بالآخرين لأجل مصلحتك مع انك تشترك معهم بنفس المنطلقات ! ربما هم يفعلون ذلك من ورائك ! لاحظ أنك ترى في المادية عيبا و عارا تريد ان تتخلص منه , فلماذا تعتمدها إذاً طريقة في التفكير؟ لابد انه يوجد صراع بين قلبك وعقلك لهذا السبب.

 لامع : لانه لا يحتوي على نصوص يحتكمون اليها بل بسبب الشخص نفسها كحكمك على المؤمنين السيئين الذين لا يمثلون الايمان , الالحاد وحده ليس بشئ لذلك اقول واعيد وازيد- ولن امل ولولا ذلك اصلا ربما لما فرق معي الا اشك وافكر في ديني - التطبيق هو المهم , الالحاد ليس مرجعا بل طريقة تفكير في ما هو غير معلوم ,
الرد:
وإذا كانت طريقة التفكير هذه خاطئة ولا يستعملها صاحبها في كل الأحوال ؟

محاولة تسهيل الأمر بوصفه لفظيا لا تعني أنه صار امرا هينا , فالقاتل بالسم يستطيع ان يقول انني أسقيته الكثير من العسل ولم اغصبه ، و فيه القليل من الشوكران مع قليل جدا من السم ، و لم اكن أجزم انه سيموت , ولو رفضه لما ألزمته !

الكفر طريقة تفكير ايضا , والشكر طريقة تفكير , و الإجرام طريقة تفكير, فهل تتغير الأشياء بتلطيف أسمائها ؟

لامع : كما نقول البينة على من ادعى فنفي الشئ بدون دليل او على الاقل عدم التصديق به هو الأصل في الاشياء .
الرد:
المدعي له حاجة عندك , و لكن إذا كنت أنت صاحب الحاجة ، فهل سيظل مدعيا؟

الملحد أيضا مدعي وعليه أن يقدم البينة على إدعاء عدم وجود الإله الذي يدعو إليه , لأنه خالف كل الأوساط البشرية, و من خالف المتعارف عليه فالدليل عليه .


لامع :
جاءت الفلاسفة ورجال الدين والمفكرين والادباء ليحاولوا ايجاد الغايات والاهداف من وجودنا واعتقد هذا ما انشأ المعتقدات الغيبية ,

الرد:
أول شيء اسال نفسك : لماذا حاولوا إيجاد الغايات لوجودنا ؟ هذا يعني انها مشكلة عامة عند البشر ، فأنت لاهٍ عنها بأكبر ..

كل الفلاسفة والعلماء والادباء يبحثون إلا الملاحدة ! فقد أخبرهم علماء الانثروبولوجيا بكل شيء ! و كيف تجزم ان الاديان كلها من صنع البشر؟ هذا اسمه ظن و توقع, هـُم احتاجوا لشيء فلفـّـقوه , لماذا لا تفترض أن من أوجدهم و نظـّم حياتهم و أعد الرزق لهم سلفا هو الذي جعل لهم مشعلا يهتدون به ليجيبوا على هذه الاسئلة الموجعة ، و ان البشر يلوثون هذا السراج و يلطخونه بأفكارهم فيحتاج إلى تجديد , وأن هذا السراج لا يأتي إلى الناس بل عليهم هم ان يبحثوا عنه وينظفوا بلورته ، فالمحتاج إلى الماء يبحث عنه و ليس من واجب الماء ان ياتي إليه ؟..

أما من لا يبحث فهذا الحجة قائمة عليه ، بأنه اصلا لا يريد ان يعلم اي شيء بهذا الخصوص و مغتن عن الله إن كان الله موجود . أي يسلك في سبيل المتكبرين , والمتكبر لا بد ان ينال عقابه من صاحب الكبرياء الحقيقية . إن التكبر على الحقيقة اسوأ من التكبر على الناس .

لامع : ماذا سيضيف اليك لو امنت باله وبدين وانت شخص انساني وخير ؟ فقط الامل والرجاء ,
الرد:
كيف تكون إنساني و خيـّر ؟ اشرحها عقليا : كيف تجعل الناس خيرين وشرفاء وصادقين ، وانت تقدم لهم فكرا ماديا يقوم على المصلحة ؟!

تقول ان الإلحاد لا شيء ! اللاشيء لا يحمل الخير .. ان يعيش الإنسان خيـّرا ليس بالأمر التلقائي و السهل . فصاحب الخير يـُصارع و يتحمل لكي يكون خيـّرا . هل هناك خير بدون تحمل و صبر؟ ما الذي سيجبر صاحب الشيء على التحمل والصبر لأجل الخير فقط ؟ أنت تفترض شيء لا يمكن وجوده ، وهو ان يكون الإنسان خيرا وصبورا بدافع اللاشيء .. والدين ضرورة لتحقيق الخير وليس تكميلا وتتويجا كما تصورته .

الاخلاق ليست ساعة ذهبية نلبسها ثم نكون أخلاقيين و خيـّرين, إنها الصبر والمعاناة والتضحية بدون ضمانات و بدون أم عين .. كل هذا يحتاج إلى سند,  إلى دافع , إلى امتداد , إلى رؤية متكاملة تنطلق من الفضيلة ، عسى ان نحصل على بعض الفضيلة . اما ان تـُسمي الأخلاق التجارية والرأسمالية بأنها هي الخير ، فهذه قضية أخرى .
   
 لامع : والا لماذا مثلا وضع الانبياء قوانين جنائية مادام القصاص سيكون في الآخرة ؟ لحتميته واهميته , وهذا ما يتفق فيه الانسانيون العقلانيون , القصاص ضروري ومهم وتقديم المصلحة الشخصية على العامة ضار من قريب او بعيد لذلك يجب ويجب ويجب الخ

الرد:
هل هذا هو الدين فقط ؟

هذه التشريعات ضرورية لاستمرار الحياة : {ولكم في القصص حياة} ، ولم يقل أنها نهاية المطاف . و إلا فكل الحياة محل اختبار و محاكمة في الدار الآخرة , فالقاتل ظلما يُقتل ، وعقاب الآخرة ينتظره لأن القتل ليس هو عقابه و إنما لينتفي القتل .. اي لم تتحقق العدالة بقتل القاتل بعد , فلم يُحاسب بعد على نية الشر ولا على انانيته ولا على احتقاره لمشاعر ابناء واقارب المقتول ولا على ترويعه للناس ولاعلى تعويد غيره على القتل ولا على عصيانه لأمر ربه .. إلخ .. بل فقط أزيلت حياته مثلما أزال حياة المقتول .. والذي فعله هو أكثر من إزالة الحياة , لكنها أعمال معنوية .

عندما يأتي شخص ويعتدي على ممتلكاتك ظلما وعدوانا , هل يكفي انه دفع التعويض أو اتلفوا له مثلما أتلف لك ؟ هل زال الأثر نهائيا ؟ طبعا لا, هل سأحب هذا الشخص ؟ لماذا تكرهه وهو قد اخذ عقابه ؟ لأنه كشف عن سوءه و حبه للشر ابتداء .

التشريعات الدينية اقتضتها ضرورة المحافظة على الحياة ومعيشة الناس حتى يختبروا اختبارات الآخرة و يُعاقبوا و يـُجزَوا الجزاء الأوفى , فليست الدنيا مؤهلة لتكون دار جزاء أوفى , لا إكراما و لا عقابا .

لامع : 
عرض مشاركةالورّاق في 04 أبريل 2012 - 11:55 م كتب :
بينما الإلحاد تخلـص من قيود الأديان والأخلاق حتى يخلى سبيل المتعة .


لا تسمى هذا الحادا سمي ذلك حماقة او مراهقة او جنون , هذا الشخص لا يفعل ذلك لانه مؤمن او ملحد بل لانه سئ في نفسه فتجد المؤمن ايضا كذلك ولكن هذا الملحد له ميزة واحدة فقط عن المؤمن انه غير متناقض لانه عدمي ولكن يظل شخص سئ بكل الاحوال .

الرد:
أليست هذه نتيجة لرفض الدين أو رفض الدين والإله ؟ أم أن هذه النتيجة جاءت بالصدفة من ضمن بركة الإلحاد؟ نتيجة الإلحاد الانفكاك من اي التزام ، فلا حلال ولا حرام , وهذا الانفكاك لا شك انه يخلي السبيل لملاحقة المتعة . ولا أقول أن الإلحاد فقط هو الذي يدفع إلى ملاحقة اللذة , فهناك من يؤمنون و يصلون إلى هذه النتيجة ، لكنهم لم يصلوها بإيمانهم ، بل بالتخلي عن إيمانهم ، أي باقترابهم من الإلحاد, لأن الإلحاد لا إيمان له إلا بالمادة و متعها المادية .

لامع : 
عرض مشاركةالورّاق في 04 أبريل 2012 - 11:55 م كتب :
والروح بحد ذاتها ليس لها وجود مادي أي ماورائية


ما ادراك ؟ ربما تكون الروح هي الهالة Aura المحيطة بالانسان والتي يراها بعض الناس ذو قدرات زائدة وقاستها الاجهزة ,

لكنك مادي لا تؤمن بوجود شيء حتى تراه بأم العين !

هل ثبت هذا مختبريا عبر مراكز علمية ؟ لك أن تصدق حينها .. لقد قال لك أكثر الناس يوجد إله فلم تصدقهم , فكيف تصدق بنوادر من الناس قالوا أنهم رأوا الروح ؟ هذه المرة البالون اتجه إلى السالب و ابتعدت العقلانية المادية ! بعض الناس رأوا الأطباق الطائرة هل تقول أنها حقيقة علمية ؟

مع أن هذه الهالة قيل انها تـُرى على الصخور ايضا .. !

لامع :  لم لا تكون الروح مادة ولكن من نوع آخر كالمادة المظلمة مثلا ؟ انا لا اؤمن بوجود الروح لان ليس ثم دليل لكن في نفس الوقت توجد اشارات تفيد بانها قد تكون موجودة , دعك من الحاد شيوعيين وماركسيين القرن التاسع عشر , خذ بالجديد ولن تخسر .
اذا لديك نبذة عن نظرية الاوتار الفائقة وفيزياء الكم ستعرف ان هناك ابعادا موجودة رياضيا لكن لا نراها لذلك انا في موقف الحياد
.
الرد:
لكن طريقة التفكير التي تعتمدها من خلال المادية هي نفس طريقة تفكير ملاحدة القرن التاسع عشر و لم تغيرها , و لم تدخل مع الأدلة المادية ولا حتى أدلة الإحساس ولا بد انك جربت الاحساس ، فهو لا يخيب بما أنك روحاني ..

لماذا لا تضعه شرطا ثانيا مع شرط القرن التاسع عشر الجامد و وسيلة إضافية للمعرفة؟ صدقني ستعرف الكثير عندما تتحرر من قيد المادية عقليا كدليل وحيد . جرب ذلك ، ستجدني معك ، فلي خبرة طويلة في هذا المجال.
 لامع : 
عرض مشاركةالورّاق في 04 أبريل 2012 - 11:55 م كتب :
إذاً الإلحاد هو الذي يجمع الناس ، وهكذا تريد أن تقول ويجعلهم متحابين وروحانيين من دون آلهة وبدون نظم وبدون أي نمط ودون أي حرام وأي حلال وبدون أي جائزة للمحسن ولا عقوبة للمسيء ومع ذلك سيكونوا إخوة متحابين بسبب طيبة ورقة الإلحاد المبني على المادية التي هي مبنية على الأنانية ، وعدنا لجمع المتناقضات .


ليس الالحاد بل الانسانية , فسياسيو الصين والاتحاد السوفييتي وكوبا (شيوعيين) كانوا ملحدين ومع ذلك كانوا من اكبر مجرمي التاريخ وكان هتلر مؤمنا و محمد واصحابه فهؤلاء ملحدين وهؤلاء مؤمنين ولكن تساوو في الظلم فالعبرة بالخير والانسانية والدين والايمان ليس مقياس وليس كاف وطريقة التفكير هي نفسها وقليل من البشر من هم انسانيون بحق فاما ملحد لا يعترف الا بموازيق القوى اناني او مؤمن اناني مقصي لغيره طامعا في ثواب ربه المؤجل .

دعنا نتفق على الانسانية ولنترك الاختلاف في العقائد طالما لا يلزم احدنا الآخر بها .

الرد:
هذا كلام عائم يكرره الإنسانيون دائما .. أنت تريد ان تفصل بين الإنسانية و المعتقد , إذا ما فائدة المعتقد ؟ و لماذا يوجد ما دامت الإنسانية كيان قائم و كاف بحد ذاته؟

انت مؤمن بالإنسانية ، و هذا جيد .. هل تستطيع ان تضع لها منطقا ونظرية ؟ أم أنه كلام جميل وحسب ؟ هل تستطيع ان تثبت ان هذا المذهب ليس ضد الإنسانية ؟ تذكر انك تؤمن ، ضمن ما تؤمن به عن الإنسانية ، بالسماح بالتناقض كطبيعة بشرية .. تذكر ان التناقض من صوره : الكذب والخيانة الذي يخرج عن الإنسانية . الإنسانية ترى أن اتباع الإنسان لهواه و لذته صفة من صفات الإنسان .. و ما نشأ الصراع والمصائب إلا بسبب أن كلٌ يريد ان يأخذ اللذة له ! هل رأيت ان ثوب الإنسانية لا يستطيع ان يدفئ أحدا ؟

قدم لي نظرية متكاملة لا تناقض فيها وسوف اتبعك وأكون معك , أما ان تجمع الإلحاد المادي مع الإنسانية ،  والتناقض مع الخيرية ، والصراع مع الإيثارية ، والأخلاق مع الشهوانية ، و تقول هذه صفات الإنسان ! هذا لا يكون إلا في الخيال .. اريد أن تكون إنسانية حقيقية تنزل إلى الواقع ولا تستطيع المصالح ان تخترقها , وليست كومة ملفقة تـُرمى في وجه الدين حينما يوصف الملحد بالجفاف والبعد عن الإنسانية , فأكثر من ملحد تحول إلى الإنسانية بعد نقاش طويل عن الإلحاد و ماديته .

ما لم تقدم هذا النموذج في إطار فلسفي واضح يُفهم وغير متناقض مع نفسه ، فلن أعتبره إلا إحدى القفزات الهاربة عن طوق الدين والأخلاق كوهم فضيلة و لا فضيلة .. كلمة إنسانية لا تعني واقع الإنسان , إنها تعني مثالية الإنسان التي يحس بها كل إنسان ولا يطالها بسبب ضغط الواقع المليء بالشرور و الملزم بتلك الشرور لمن خضع له , و مذهبكم هذا يتكلم عن واقع الإنسان بخيره و شره كما هو دون اي تغيير .. أرايت انها ضد الإنسانية الحقيقية لأنها تقر الشر في الإنسان وتكرس وجوده ؟ كيف تسمى إنسانية وهي تكرس الشر باعتباره نتيجة لضعف بشري لابد منه ؟

فكرتكم هذه ليست إلا عملية اختطاف لسفينة الانسانية الحقيقية التي جاء بها الدين اصلا - إذا استبعدنا التلويث -  مثلما اختطفتم الفلسفة والعلم, ما فائدة إنسانيةٍ لا تطمح إلى واقع أفضل ومثالي ؟ ما فائدة إنسانية لا تريد تغيير الواقع و تسبح في مستنقعه ؟ إذا لنسمّها الواقعية ونستريح .. كل شيء عند الملاحدة لا يريد أن ينفك عن الواقع, إنهم عبدة الواقع واللحظة بجدارة , ولا ينزعهم من هذا سوى الموت الذي يتخطف الجميع ليل نهار ، و ينقلهم إلى وضع مختلف عن واقعهم تماما .

هكذا تتعب العقول و تكلّ و تتناقض في محاولة سد فراغ إله خير يتصف بالفضيلة ويجازي عليها ويعاقب لأجلها.

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق