الثلاثاء، 7 أكتوبر 2014

التعامل الأخلاقي مع النفس


الإبداع هو حاجة شعورية قبل أن يكون الدافع له هو الشهرة و طلب إعجاب الناس, المهم في الإبداع أن يعجبك أنت قبل أن يعجب الآخرين, ففي التعبير عن الشعور الأهم هو أن يعجبك أنت وليس شرطاً أن يعجب الآخرين, فإن أحس الآخرون بالحالة الشعورية التي انطلقت منها ثم عبرت عنها فإنها ستعجبهم.

الرضى عن الذات هو الأهم أن يحصل عليه الإنسان , هل يستطيع الإنسان أن يرى نفسه بالمرآة وهو راض عن نفسه؟ أجمل منظر هو منظر شخص يرسم لوحة أو يكتب قصيدة فأعجبته وهو يتأملها لوحده , لأن التعبير تابع لحاجة الرضى عن الذات وهو من حاجات الشعور , هذا أكثر شيء يصنع الثقة بالذات و هو تشجيعك لنفسك , أكثر من تشجيع الناس لك , فالإنسان مثلما يرتبط بالله ويرتبط بالطبيعة والمجتمع لابد أن يرتبط بنفسه لأنه كيان وطبيعة. لابد أن يكون للإنسان أخلاق مع نفسه مثلما يكون له أخلاق مع الآخرين , فالبعض يتعامل مع نفسه بقسوة وجلد ذات ولا يعدل مع نفسه حتى لو عمل عملا جميلا فإنه يحقّره , فليس القاسي مع نفسه أكثر هو أخلاقي أكثر لأن الميزات التي لديك هي نعم من الله عليك وشكرها يزيد مهاراتك أكثر وبالتالي تزداد ثقتك بنفسك أكثر, و نقاط الثقة الموجودة لديك هي أنت و هي التي جعلتك تقف على الأرض.

 من الأخلاق مع الذات احترام الشعور, فهذا الضمير الذي يتكلم لابد أن تستمع له وكذلك الإحساس, وليست الأخلاق فقط مع الناس, وقلنا أن الأخلاق تكون مع الله والنفس والمخلوقين والمخلوقات , فلا بد من علاقة المحبة مع النفس وهذا ضروري حتى للصحة, فكثير من الناس تجده يحطم جسمه أو يبشعه مثلا ويرى أنه لا يجيد المشي أو التسلق مثلا أو غيره, لكن هذا ليس بصالح الجسم الذي رافقك منذ أن كنت صغيرا. شكر النفس والجسم والشعور والعقل هذا من شكر النفس, وأسوأ الظلم هو ظلم النفس , هذا بالإضافة إلى الظلم الذي تعرض له من الناس و العقد التي زرعوها فيه, والشيطان يرغبنا بهذا الشيء ليحزن الذين آمنوا .

التعامل الأخلاقي مع النفس يحميك من تأثير الآخرين لأن تعاملك الأخلاقي يفهمك نفسك و يعرفك بحدودك وما عملته , هذا التعامل يعطيك الانسجام والترابط بين أعضائك الداخلية المعنوية والمادية, بحيث تترابط مع الدوائر العليا في الشعور فلا تعيش حالة خصام داخلي مع نفسك. كل نعمة لدى الإنسان تحتاج الشكر, وبالتالي تشكر الله على هذا العطاء لأن شكر النفس أو شكر الناس يؤدي إلى شكر الله, والعكس بالعكس. والشكر مفتاح للثقة, وبالشكر تزيد الثقة وتدوم النعم لأن الله غني عنا فإذا شكرناه زادنا, وهذا يبني الثقة بالنفس أكثر , عندما تشكر جسمك ستثق به أكثر وستجد أنه يعطيك قدرات أكثر , حتى العقل عندما تزداد ثقتك به فإنه يصبح أكثر مرونة. وأي إنسان يركز على عيوبه فقط فإن النتيجة هي الفشل , وأي شيء تثق فيه من قدرات تبرع فيه, و أفضل ما تكون الثقة من الصغر .

التعامل غير الأخلاقي مع النفس يسبب عدم تناسق وتشتت , لو قلت أنا عندي حساسية من كذا و لا أستطيع أن أفعل كذا ولا أعرف كذا.. الخ , فإن هذه أحكام قضائية جائرة على النفس. أكثر من يقف في طريق الإنسان هو الإنسان نفسه.

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق