الأربعاء، 8 أكتوبر 2014

جواب على تساؤلات حول المنطق والإحساس بوجود الله


*هل نحن من صنع المنطق بالملاحظه وبما تعرفه عقولنا وبواقعنا؟ يعني ان المنطق هو من صنع عقولنا لأنها تعمل بهذه الطريقه ونرى كل شيء بهذه الطريقه لكن في الواقع لا يوجد منطق؟

نحن نستخدم 10% فقط من عقولنا هل لو استخدمنا 100% من عقولنا سيتغير المنطق وبالتالي بديهية وجود الله؟

المنطق هو ما صنعنا وليس نحن من صنعناه, الطبيعة و قوانينها انعكست على إحساسنا المميِّز حتى لما هو خارج ذواتنا فترجمَته عقولنا إلى مصطلحات منطقية وقوانين. متى يقال عن الشيء أنه منطق؟ إذا جُرب ملايين التجارب و يطّرد في كل مرة, لو  كانت الطبيعة تخالف منطقنا لكان هناك شك أن عقولنا التي لا يعمل منها إلا 10% هي التي صنعته, نحن لا نخلق شيئا نحن مخلوقين, كل مرة نضع واحد مع واحد يخرج إثنان , صاغته عقولنا على شكل: 1+1=2, فهل هي فكرتنا أم أنها قوانين طبيعية أحسسنا بها وجربناها و صغناها؟

أما فكرة أنه لا يعمل من عقولنا إلا 10% ولو عملت مئة بالمئة لسقطت بديهة وجود الله, فأستغرب و يحق لي, لماذا لم تقل لربما ثبت أكثر وجود الله؟! ما الذي يمنعك أن تقول هذه الفرضية مع الفرضية الأخرى؟ لا أتدخل في النيات لكن هذا هو المكتوب أمامي.. وإذا كانت العشرة بالمئة سليمة وأثبتت وجود الله بحد ذاتها ما بالك لو كانت مئة مئة؟! كان الأولى أن تطرحها بدلا من الفرضية السالبة أو معها, لكن جل من لا يسهو..

هذا غير أن هذه الفكرة أثبت علم النفس والأعصاب خطأها, لأنه ثبت أن كل جزء في المخ يعمل. ويبدو لي أن الذي طرحها لا يقصد العقل بل يقصد القدرات والإبداع, وهذا صحيح جدا إن كان يقصدها.

المنطق ليس من قدرات العقل بل هو إسقاط الطبيعة على إحساسنا فيترجِم العقل ما أحسسنا فيه بشكل متكرر, ليس إلا, فإن كان المنطق كاذب فالطبيعة كاذبة وهذا لا يعقل, إذن المنطق سليم لأن المنطق علم مجرب بل هو أكثر العلوم تجريبا. الكل مثلا أكبر من الجزء , جربها مليون مرة ستكون صحيحة, إذن هي علم ثابت. وماذا يبقى من العقل إذا تشككنا في المنطق؟ سنذهب إلى الجنون! وهل سيكون هناك علم بلا عقل؟ و هل سيكون هناك عقل بلا منطق؟

أنت تقول ربما أن عقولنا صنعت المنطق لكن في الواقع لا يوجد منطق, على أي أساس هذا الكلام؟ كيف؟ مثّل! المنطق قال: اثنان في اثنان تساوي أربعة, هل الطبيعة تقول غير ذلك؟ و أليست الطبيعة واقع؟ إذا لم تكن واقع فما هو الواقع؟


*
لماذا لا اشعر بالله؟ او ايا كان اللذي خلقنا في السماء؟ عندما اصلي وادعوا لا اشعر بصلة روحية,اشعر اني اكلم وهما او سرابا غير موجود
الشعور والاحساس بالله اكبر سبب يحدد ايماني

هذا خطأ, فالإحساس يكون نتيجة وليس سببا..

وللأسف لا اشعر به! لا روحيا ولا بأرض الواقع ولا اشعر بفرج من كربه ادعوه لأجلها سنينا,لا امشي على (الله استجاب لي اذن الله موجود) لكن اريد ان اشعر بوجوده فقط,اريد ان ارتاح وان اشعر باليقين به وبأن الفرج موجود,وان اليسر بعد العسر,لكن لا اشعر بصلة حقيقيه به كما في الماضي وكان قبل ان لا اشك بأي شي تعلمته حينما كان ايماني بالتقليد كان قويا
وعندما اصبحت اشك واحاول اجد الخلل واصلحه ضاع كل شيء,ايماني روحانيتي يقيني ثقتي بالله كل شيء ضاع
ادعوه لا يسمع ولا يلبي ولا يمطمئن قلبي,ولا اعلم مالسبب

تقول: "لا امشي على (الله استجاب لي اذن الله موجود)" والآن تقول : " ادعوه لا يسمع ولا يلبي ولا يمطمئن قلبي,ولا اعلم مالسبب"!!

قديما كنت اشعر انه يحبني والآن اشعر انه نبذني وطردني من رحمته,كل انسان يستحق فرصه وانا اشعر اني محروم من هذه الفرصه وانه تم الحكم علي
مشكلتي روحيه اكبر من منطقيه وعقليه مع الله وهذه المشكله لايحلها المنطق ولا العقليات مهما قرأت وتبحرت
بدأت اتقبل الواقع واقبل فكرة ان اعيش مثلما اريد من غير اعتماد او محاولة صلة مع الله , كثير اناس يعيشون بهذا النحو لكني اردت ان يوجهني الله وان يدلني وان يفرجها علي هو لأشعر فقط انه راض عني وانه تقبلني
لكن ربما ذلك لن يحصل
هل مررت انت بما امر به ؟ هل تشعر بما اشعر به؟

الرد :

قضية وجود اله ليست قضية خاصة بنا شخصيا وانتهى الامر .. والله لم يره أحد، اذن حتى نشعر بالله أو نتأكد من وجوده، نحتاج أن يعمل كل شيء فينا، وبالذات عقولنا. أنت الآن تقلل من شأن العقل والمنطق, فهل تقلل من شأنهما في أمور الحياة والمصلحة؟

الشعور اليقيني بشيء ليس أمامنا يحتاج الى قناعة عقلية ومنطقية وشعورية، إفهم اكثر تتيقن أكثر ، وهذا ينطبق على كل شيء. أنت تقبل بحقائق العلم، كالذرة والكهرباء والجاذبية بلا أي شك وأنت لم ترها، لكن عقلك متأكد منها، هذا اليقين جاء بسبب العقل، وإلا لم ير أحد الذرة ولا الكتروناتها ولا ولا ..

حتى تتأكد من وجود الله، فكر في البديل ، إذا لم يكن الله موجودا كيف نفسر الكون وتناغمه وتوازنه و وجوده؟ هل نفسره بخرافات الملاحدة المضحكة التي لا تقنع عقلا ويفضحها العلم كلما تقدم ؟ ولا شك أنك تضحك منها لأنك إنسان يصلي ويؤمن بالله. بضدها تتميز الاشياء .. هذا اذا كنت جادا وتريد فعلا ان تتيقن بوجود الله ..

الاستجابة للدعاء ليست دليلا قطعيا وكافيا عن بقية أدلة وجود الله ، و اذا لم يحصل سقط الايمان بالله ! كأنك تقول : أستجب لي في كل مرة ادعوك ، وإلا فأنت غير موجود ! هذا ربط غير منطقي أصلا، هل كل من لا يستجيب يصبح غير موجود؟ عندما تطرق باب احد ولا يجيبك، هل هذا دليل أكيد على أنه غير موجود ؟ هذا التفكير يجعل الله مجرد خادم، فالخادم إذا لم يجب نفهم أنه غير موجود في المنزل!

زوال الشكوك أو قلتها هي التي تنتج حالة صفاء إيماني ويقيني. وزوال الشكوك يحتاج إلى مغامرة ايمانية وإتّباع لما يرضي الله بموجب قرآنه، ولو على حساب النفس وأهوائها، إذا فعلت كل هذا و لم تحس بوجود الله فتعال وأسأل ..

ثم ما هي حقيقة مشكلة: "لا أحس بوجود الله" ؟ هذه حيلة من الشيطان، بديلة من حيلة: "لا اقتنع بوجود الله" ، هذا هو المستوى الثاني، يعطيها لمن هم اكثر عقلا، فالملحد مثلا لا يقتنع بوجود اله، ويدعي ان عقله يقول ذلك .. فيكذب و يمخرق ويزوّر ويصرخ في وجه معارضه ليعيش تحت وهمه. أما من قال "نعم كل شيء يشير الى وجود الله" ، تأتي الحجة الثانية : "إذن لماذا لا اشعر بوجوده؟ لو كان موجودا لاستجاب لي مباشرة (كما يفعل الخادم)، اذن هو غير موجود" وهذه المرة ليس بالعقل والعلم بل بالعواطف الأنانية الشخصية ، لما عجز عن العقل فالشيطان يتنقل بين العقل والعواطف .. مع أن هذا المطلب غبي إذا قارناه بمقتضيات الاقتناع بوجود الله، ومن ضمنها أنه يجب وجوبا أن يكون للكون إله شامل واحد أعلم منا و أحكم، وهو خالق عقولنا والقوانين.. الخ، وأن علينا نحن طاعته وليس العكس . حتى لو استـُجيب لك وحُلت مشكلتك، هل ستقتنع أنها انحلت لان الله استجاب، أم ستُرجع النتيجة لاسباب أخرى ؟ هذا المنهج الخاطئ يقتضي اذن ان يستجيب كل مرة، حتى تزول الشكوك ونتأكد أنه هو الذي يستجيب، وبالتالي من الذي يأمر الآخر ويتحكم بالآخر ؟َ! هل يكون الإله خادما والمخلوق سيداً يطلب ويأمر كما يشاء وعلى طول الخط حتى يتم الإثبات؟! فكرة تجربة الله فكرة شيطانية غبية كبقية افكار الشيطان كلها غبية إذا فحصها العقل .. قال تعالى (ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السموات و الارض) ..

اذن هذا المنهج لمعرفة الله خطأ، نسميه منهج تجربة الله المتكررة، انت تريد تجربته بينما الله هو الذي يختبرنا وأراد تجربتنا، لا يمكن لمخلوق ان يختبر خالق، هذا غير منطقي و لا أخلاقي مع الله. اذن حجة (لا يستجيب الله لي إذن هو غير موجود) سقطت ، وهي حجة قائمة على الأنانية وتكبير الذات وكأنها محور الكون ..

الدين ليس علاقة شخصية مع اله قادر على كل شيء وأنا محتاج لكل شيء وهذا كل شيء ! الله أحالنا إلى طريق مستقيم ولم يحلنا إليه مباشرة، فالله له طريق يُوصل إليه وهو الاستقامة وعمل الصالحات وكراهة الباطل ، من خلال الطريق نحس بالله ونحس بالمحبة، أما أن نأتي بطريقة نفعية نريد أن نشعر بالله من خلال مصالح وحل مشكلات ينفذها لنا ! أين الروحانية التي تطلبها لكي تثبت وجود الله؟

قال تعالى (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) ، اذا كان انسان لا يقدر قيمة الفضائل وليست مهمة بحياته، كيف سيحس بوجود الله ؟ هذه الفضائل من روح الله أودعها في الإنسان ليعرفه من خلالها, لهذا أمر نبيه بالتذكير و لم يأمره بالتعليم, فالتعليم يكون لشيء جديد. نحن نحس بوجود الله من خلال الفضائل وجمالها و جلالها، إضافة للرصيد المنطقي الذي يثبت وجوده, وإضافة لإجماع أو شبه إجماع البشر المعتمد على المنطق أن للكون إله, و هذا ما نحسه في داخلنا و تثبته العقول منذ وجود الإنسان, و نسف هذا الثابت يحتاج إلى نسف كل الثوابت و هذا ما لا يستطيعه عقل ملحد مهما زوّر و فذلك وغالط. لن يشك أحد في المنطق مهما اجتهدت مؤسسة الإلحاد الدينية للتشكيك فيه, لأنه من الثوابت وإذا زالت الثوابت ماذا يبقى؟   

ما دمت تطلب روحانية، لماذا لا تبحث عنها في مظانها ؟ انظر إلى صفات الله كلها فضائل : الكريم الحليم الودود الشكور الصبور، الخ .. من خلالها اعرف الله، اعرف قيمتها أولا ثم اعرف الله .. الله اعطانا اسماءه لنعرفه، وليست للتفنن وكثرة اسماء فقط, وكلّ يعرف باسمه.. بل الله قال (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها) أي ان أي اسم حسن هو لله . اذن الطريق لله هو طريق الفضيلة، قال تعالى : (ولو علم فيهم خيرا لأسمعهم) ، والخير هو حب الفضيلة .. هذه المرحلة تأتي بعد مرحلة الاقناع العقلي والمنطقي.

يبدو ان ما تعاني منه هو اقتناع عقلي وعدم اقتناع عاطفي بوجود الله ، ويمكن نسميها استعجال عاطفي، وهذه حالة يمر بها كثير من الناس، وانا منهم مررت بها، وتجاوزتها الحمد لله.. بعد أن فهمت أن العلاقة مع الله اخلاقية وليست مجرد طلب و تنفيذ وإلا لاوجود! لا أحد يستغني عن ربه، لكن كل شيء له أخلاق حتى الطلب.

سر العلاقة مع الله أعتقد والله اعلم، هي مدى اخلاقيتك مع الله ومع خلقه ومع نفسك. انظر الى الصفات التي كرهها الله في الناس، عندما تكلم القرآن عن الانسان بشكل عام أي الإناني الدنيوي العلماني، وانظر الى صفات الكفار في القرآن، كلها سوء أخلاق: (والله لا يحب كل مختال فخور) (وطائفة أهمتهم أنفسهم) (إن الله لا يحب المتكبرين) ، (مناع للخير معتد أثيم) (ولكن كانوا انفسهم يظلمون) (وما قدروا الله حق قدره) (الذين هم يراءون ويمنعون الماعون) وغيرها كثير ، وأرجو ألا تكون ممن قال الله عنهم : ( ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمئن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة).. تجنب كل هذا وافعل العكس ستشرق روحك بنور الله الذي وضعه على الأرض وهو ما ينطق به القرآن (الله نور السموات والأرض).. قال تعالى (قد أفلح من زكاها) ولم يقل أفلح من تأكد مئة بالمئة من وجود الله! زكّ نفسك تعرف الله, حيث يكون الخير يكون الله.. لا ننشغل بالله ووجوده، و لننشغل بأنفسنا وتزكيتها، أينما اتجهت للخير ستجد الله ..

الله كما نفهمه في الإسلام ليس مثل الإله في المسيحية, الأب والأم والابن والدلع .. الإله الذي يضحي بابنه لكي نسلم من آثار ذنوبنا القبيحة, هذا تدليع و تشجيع على الشر, أما في الإسلام: {من يفعل سوء يجز به} {ولا تزر وازرة وزر أخرى} {ومن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره}, ففي الإسلام الحقيقي ليس هناك علاقة شخصية مع الله مثلما هو في المسيحية, ولا مع شعب معين أو مع الشعوب كما هو في اليهودية. ولا كرامات لأحد. بل الله يمن على الجميع بنعمه. اليهود جعلوا الله خادما للشعب اليهودي والمسيحيين جعلوا الله "أباهم الذي في السماء" بينما في القرآن الله يختبرنا {يوم تبلى السرائر} ويعطينا أو يحرمنا أختبارا، وليس إذا اعطانا يكون ذلك العطاء دليلا على حبه لنا ولا إذا حرمنا يكون حرمانه دليلا على كرهه لنا, وهذه من الأفكار الدنيوية العلمانية التي رد عليها القرآن : {فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول رب أكرمن, وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول رب أهانن} .. إن فهمَ العلاقة مع الله يكون من خلال التقوى والصراط المستقيم، وليس من خلال عطاءه ومنعه، فإذا أنا على طريق الخير فأنا على خير ، وإن كنت أكره الخير او اتكاسل عنه واستعجل في الشر، و اتشكك واسير مع شكي واتيقن وأخذل يقيني، إذن أنا لست بخير .. هذا الطريق تعرف من خلاله موقعك من الله، كما تكلّم الله عن الانبياء، فأكثرهم عاشوا في تعذيب ، لكن الله انعم عليهم بهذا الطريق .. لهذا جعلهم الله قدوة لنا ، ولن يكونوا قدوة لنا بنعمٍ أكلوها وعاشوا فيها، بل هي فضائل ممتدة يستطيع أن يقلدها من اراد الخير.

عندما تحس بالبعد عن الله فاعلم انك بعيد عن طريقه المؤدي اليه ..

مثلا في اليهودية بمجرد ان نسبك من ذرية يعقوب أنت في رعاية الرب، بل ابنه، والمسيحية بمجرد ان تؤمن بيسوع كمخلص، دخلت في ملكوت الرب وغُفرَت كل ذنوبك، وصارت علاقتك بالله شخصية. وعند كثير من المسلمين اذا انت أديت الأركان الخمسة، صرت في حظوة الله ووصلت الى الطريق، مع أن الله وضح طريقا وصراطا مستقيما، ليس فقط في عبادات معينة. والعبادات اخلاق مع الله وشكر له.

الصراط يعني طريق، والطريق ما وُجد الا للتواصل، نجد أن القرآن لم يتعامل مع الانبياء لذواتهم وشخوصهم أو أنسابهم، بدليل معاتبته لهم، بل وتوعدهم بأشد العذاب اذا تجنبوا الصراط، بل وعاقب بعضهم في الدنيا كما في قصة يونس. اما في المسيحية فنجد ان عيسى البشر النبي يُحوّل لإله، بعلاقة شخصية كاملة. واليهود ابناء الله وأحباؤه، و شعب مختار، كلهم، بغثهم وسمينهم. كل هذه محاولات للتملص عن الصراط المستقيم.

الكثير من الناس يتعامل مع الله بعلاقة عاطفية، وأكثر الملحدين ألحدوا بسببها، يقول : أدعوه وأرجوه ولا يستجيب لي ! علاقة الله ليست علاقة شخصية مع أحد، هي من خلال قربه أو بعده عن صراطه، قال عن الجاحدين المكذبين (نسوا الله فنسيهم) ، و هم في الأخير في جهنم ، هل لهم قيمة وهذا هو مصيرهم ؟ هذا الفهم هو الذي يربي الإنسان ويبعده عن الاتكالية ويصلح نفسه بنفسه دون أن يعتمد على احد، هذا خالي من الاتكالية. أما الاتكال على فئة هي الافضل وهي المغفور لها او علاقة بنوة مع الله أو شفاعة اولياء فهذه لا تصنع تربية، ولا تجعل الانسان يغير سلوكه ونياته.

الأمانة التي تحدث عنها القرآن لا تجد أي دين يذكرها إلا هو، أن تتحمل مسؤولية اعمالك ونياتك، بينما في الديانات الاخرى والمذاهب تخلو منها، فتجد أحدا ينجيك من تصرفاتك ، لكن في الإسلام والقرآن لا يوجد مخرج من ذلك ..   

الله اعطانا صراطا كاملا ماديا ومعنويا، فلا يصلح أن نجتزئ منه ونقول هذا هو طريق الله وكفى ، لا من مادي فقط ولا من معنوي فقط. بعضهم اجتزأوا طريقا معنويا، وبعضهم اجتزأ طريقا عِبَاديا أو عقَديا. ومن المسلمين من يعتقد ان الطريق الى الله عن طريق أوليائه والمقربين منه. مع أن المقربين منه لا يعلمهم الا هو، حتى لو وُجدوا فلا تزر وازرة وزر اخرى، ولا يغني أحد عن أحد. الاختبار في الاسلام فردي وليس جماعي، ولا يُختبر احد بدلا عن احد .. في الإسلام الوصول الى الله مباشرة وبدون وسطاء، لكن من خلال طريق، من خلال سبيل الله، وليس بمجرد أن تكون في أزمة ثم تلتفت الى الله. هذا الطريق تسلّم نفسك لله فيه بالكامل (قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين) ، وهكذا تتحقق العبودية، بالمُلكِيّة الكاملة لله، وهو طريق الخيرات والصالحات. بل إن الاسلام هو الديانة الوحيدة التي تجعل بينك وبين الله طريقاً وليس عرق او طبقة إجتماعية أو علاقتك بوليّ .. (إلا من أتى الله بقلب سليم) (إن أكرمكم عند الله اتقاكم) وليس من يعرف أتقاكم ويقدم له نذرا أكثر أو يحب أقارب نبيه أكثر فقط، أو يدرس العلوم الشرعية أكثر .. صراط الله هو صراط الخير والحق والجمال (فاستبقوا الخيرات) (الذين آمنوا وعملوا الصالحات) . ومن سلكه سيحس بوجود الله ويمتلئ قلبه حبا وإيمانا وتوكلا ..

وشكرا لك ومرحبا بأسئلتك ومشاركاتك..

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق