الأحد، 19 أكتوبر 2014

افضح الشيطان .. (6)


من معاكسة أساليب الشيطان التي أشرت لها في المواضيع السابقة أن تعمل مثل ماهو يعمل لكن بمنهجك واختيارك ، فمثلما يوسوس الشيطان للشر تكون أنت توسوس للخير . الشيطان يعد ويمني ويخوّف, والمؤمن يستطيع أن يفعل مثل هذا للخير والحق.

الله لم يضع مقابلا للشيطان, كملاك يوسوس للخير مثلا، لكن أراد أن يكون المؤمن الحقيقي هو المقابل للشيطان, فقال تعالى: {إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا} والعدو كفؤ وند لعدوه ، و وضَع الشعور الإنساني الثابت (الفطرة) الذي ينطلق منه المؤمن في مواجهة الشيطان، و أرسل الأنبياء ليبينوا للناس. الشيطان يعمل لأجل الباطل و نحن نعمل لأجل الخير ، والشيطان يشوه الخير والمؤمن يشوه الشر وهكذا...


الله ليس بمقابل الشيطان ، لأن الله ليس له ند ولا كفؤ : {و لم يكن له كفوا أحد}, فالمؤمن هو ند و كفؤ الشيطان, فمن الخطأ مقابلة الله بالشيطان.  و ليس الشيطان أذكى من المؤمن أو أقدر لكنه دؤوب ، و لم يجعل الله الشيطان أعلى قدرة من البشر. يستطيع الشيطان أن يزين الشر ، ويستطيع المؤمن أن يزين الخير ، يستطيع الشيطان أن يقدم وعودا و كذلك المؤمن ، يستطيع الشيطان أن يفسر الظاهر و سلوكات الناس تفسيرات سيئة و يستطيع المؤمن أن يفسر بطريقة إيجابية ، يستطيع الشيطان أن يُكَبِر وينتقد أخطاء أهل الخير ، ويستطيع المؤمن أن ينتقد أخطاء أهل الشر ، والدليل أن نفس وساوس الشيطان يقولها شياطين الإنس {وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا}، هذا يعني أن الشيطان ليس لديه قدرات لا يطيقها البشر.


ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق