الأحد، 28 أبريل 2013

الحب ، كيف تحب المرأة الرجل؟ متى يسقط الحب؟ من يبدأ الحب؟ علامة القلب الكبير.

هذا الموضوع كان إجابة على تعليق الأخت м α я ṯ н ч н في منتديات الطنايا, على موضوع متفرقات حول المرأة 1


м α я ṯ н ч н :

أتّفق معكَ أخي الورّاق فيما أسلفتَ عن المرأة , وأجدتَ فيما نسجت , ولكن استوقفتني هذه العبارة وآثرت إبداء رأيي , إذا سمحت:
اقتباس:
"المرأة تُحَب ولا تحِب , فإذا رأيت امرأة تحِب فإن الرجل قد أحبها من قبل ، فالمرأة تبحث عن من يحبها كي تحبه ."

قد تنطبقُ هذه العبارة على بعض النساء, ولكن حينَ نقول أنّ الحُب من الله , وليسَ مُبتدءاً من امرأة أو رجل , هُنا نقف بينَ قلبين , بغض النظر عن كونهما رجلاً أم أمرأة , المرأة قد تُحِب , وقبل أن تتلقّى حُباً من أحدهم , ولكِن في واقعنا يُعتبر إفصاحُها مشكلةً وخيمة , فخجلاً منها , ودرءاً لـ النظرة السوداويّة التي قد تتلقّاها , تُخفي ذلك الحُب اليتيم في الأعماق , لعلّه يكونُ مُتبادلاً :)
مجرّد وجهة نظر , عن نقطة بين درر تلك المتفرقات ,
سلمتَ على الطرح الأنيق ,
الله يعطيك العآفية ,
لآهنت :)


الورّاق:


الأصل أن كل شيء من الله وليس الحب فقط، لكن الله جعل لكل شيء أسباباً وكيفيات وقوانين ، والشعور الإنساني له قوانين ، لاحظ أنك لن تستمر في حب أحد أناني ، إذاً للحب قوانين تعتمد على الفضيلة ، وبما أن دور الأنوثة هو دور تابع ، فالتابع يحتاج إلى إذن المتبوع ، ليس شرطاً أن يحب هذه المرأة بذاتها حتى تحبه ، لكنه يحب أن يحب المرأة على أعلى مستوياتها الخلقية والنفسية وهي تعلم ذلك أو تتوقع ذلك منه ، ويقدِّر عطاءها وميزاتها ، لهذا المرأة لا تحب الرجل الفظ الخالي من المشاعر ومتبلد الإحساس مهما بدا وسيماً وجذاباً في شكله أو ثرياً مليونيراً أو أي سبب مادي آخر. نفهم الموضوع من حيث موقع الأنوثة من الذكورة ، والتابع والمتبوع ، قال تعالى {الرجال قوامون على النساء} .

شخص عادي يمكن أن يحب شخصاً مشهوراً وعظيماً في المجتمع يراه بصورة نموذجية متكاملة على مظنة وتصور أنه سوف يقدر مشاعره النبيلة نحوه لو عرفها ، لكن إذا ذهبت هذه المظنة فلن يحبه ، بل حتى لو عرف عنه فظاظة وإساءة أخلاق مع غيره لما أستطاع أن يحبه ، لأن المظنة سقطت، إذن الإذن من المتبوع ليتبعه التابع ، وكل هذا يجري بالإحساس وليس في الواقع الظاهر ، قال تعالى  {ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك} لأن التابع يعتمد على المتبوع في كل شيء حتى في الحب ، والرسول متبوع والصحابه أتباع، ولهذا قالوا أن المرأة تحب الرجل الذي أحبها ، والتابع ليس عنده استعداد ليضحي لمن ليس عنده استعداد لتقدير ما يقدمه ، وليس عنده استعداد لمحبته والعطف عليه .

من لا يحترم حبك لا تستطيع أن تحبه ، وهذا مايفسر كره التابع للمتبوع الشديد إذا كان فظاً وقاسياً كما يحصل من الموظفين مع مدرائهم ، ولهذا قالوا: لا يسود الحسود ،وقالوا: ليس الغبي بسيد في قومه لكن سيد قومه المتغابي، أي: المتغاضي عن الهنات ، لأن التدقيق الزائد يؤدي إلى الفظاظة ، ويسودهم ويتملكهم صاحب القلب الكبير..

المرأة ينطبق عليها نفس الشيء فهي تبحث عن صاحب القلب الكبير ، وصاحب القلب الكبير هو يحب الناس وإلا لم يكن قلبه كبيراً ، لذلك هو الذي بدأ بالحب. الهنود مثلاً أحبوا غاندي وهم أتباعه وأسموه روح الهند ( مهاتما ) ، لماذا ؟ ، لأنه أحبهم قبل أن يحبوه ، ودافع عن قضاياهم دون أن يطلبوا منه ، وقد صام عن الطعام لأسبوعين لأجل تعرض المسلمين للخطر من الهندوس وهو هندوسي ، ولو كان مشغولاً بنفسه فقط لم يحبوه ، ونفس الحالة تنطبق على كل تابع ومتبوع وليس المرأة فقط .

والحب شيء والانجذاب السطحي والجنسي شيء آخر، إذ الحب يبدأه الكبير ، ومن لا يعرف كيف يحب لن يحبه أحد ، وعلامة القلب الكبير هي سعة دائرة المحبة لديه ، ومن يحب أكثر وأكبر فقلبه أكبر ، لهذا قال المسيح عليه السلام ( أحبوا حتى أعدائكم ) ، وقال تعالى: {ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه وليٌ حميم} ، وهو نفس المعنى تقريباً ، يعني هو من أحبك كشخص ، في حين أنك أحببت الخير ، فمن يحب الخير يُحَب كشخص ، والآية أدق من عبارة الأنجيل .

السبت، 27 أبريل 2013

هل الاخلاق تختلف من مجتمع لآخر ؟ (نقد النظرة المادية للأخلاق) ..


الأخلاق لا تتغير في دوافعها ، بل تتغير ملامستها وإخراجها للواقع ، فدافع الكرم وقيمة الكرم هي واحدة لكنها تأخذ صوراً مختلفة بحسب البيئات،  بل وبحسب الظروف ، فشخص يعطيك جالون ماء في الأوضاع العادية لا يعتبر كرماً كبيراً ، لكن إذا تصورنا قافلة من العطشى و أعطاك أحدهم جالون ماء ، أليس كرماً فياضاً ؟؟

الفلسفة المادية تعاني من السطحية ، فهي تتصور أن الأخلاق تتغير ، ولو سايرناها لتصورنا شعباً يتقزز من كرم حاتم الطائي ، وشعباً آخر يستهجن شخصية البطل اليوناني "أخيل" ويفضل الجبان عليه ، وشعباً آخر يكره قصة قيس وليلى ويراها من الأدب الرخيص وأن الدعارة أنبل منها ، ولوجدنا الإنجليز بعد أن تقدموا وتغيرت أخلاقهم يتمنون أن ريتشارد قلب الأسد لم يكن منهم يوماً من الأيام بسبب أخلاقياته التي أصبحوا يكرهونها ، ولأصبحت شخصية "شايلوك" معظمة ومبجلة عند  الإيطاليين..!! وهذا تسطح يصعب تحمله .

صور الأخلاق هي التي تختلف ، لكن الشيء نفسه واحد ، فأن يطلق أحدهم الرصاص فوق رأسك دون سبب.. أمر فضيع أخلاقياً ، لكنه من صور الكرم عند بعض القبائل! بل حتى عند بعض القبائل النائية في الغابات من صور كرمهم أن ينام الضيف مع زوجة المضيف! في حين أن هذا العمل يعتبر دناءة عند شعوب أخرى ، فالخلق نفسه لم يتغير وهو الكرم ، لكن طريقة ترجمة هذا الكرم والتعبير عنه هي التي تختلف تبعاً للظروف والأوضاع الاقتصادية والبيئية ، فلا يحق للعقل المادي أن يقول أن الأخلاق تختلف من  مكان لآخر وأنه لا يعول عليها وليست ثابتة . فيجب التدقيق قبل القول. لأنهم يخالفون الحقيقة بوجه بارد ببرودة المادة ويظلمون الإنسان .

ولو كانت هذه النظرة الغريبة هي الحقيقة لسقطت كل الآداب القديمة لأن العالم تغير عنها ، فلماذا يُقبل الناس على الأدب الكلاسيكي بشغف ويتفرجون على الأفلام التاريخية ويستمتعون بشعر الأقدمين الذي يتغنى بالفضائل بل ويحفظونه ويرددون أسماء أبطال الأساطير مع أنهم يعلمون أنهم أساطير ؟؟ لكن الفضيلة ليست أساطير، لماذا؟ أليس زمنه ولى؟!

ولم يشكك أحد بالأخلاق إلا الماديون بعد القرن الثامن عشر، وهي نظرة غريبة على العالم.
الأخلاق ثابتة لأنها مرتبطة بدوافع الإنسان العليا والباقية بقاء الإنسان ، و التي لا يؤمن بها الماديون، و لهذا عجزوا في تفسير الأخلاق ، يريدون أن يفسروا الأخلاق بناء على الدوافع الدنيا ومن هنا تظهر الصعوبة . إنها بنفس صعوبة من يريد جر القطار بالحصان ، ويدخل الجمل في سم الخياط ، فالزمن سوف يتجاوز مرحلة الفلسفة المادية ، وحتماً سيكون ذلك عاجلاً أو آجلاً ، لأن دخولها في التفاصيل هو الذي سيسقطها ، وهي ملزمة أن تدخل في التفاصيل وهي لا تحب ذلك ..

لا قيمة للصور طالما أن الأخلاق لم تتغير ، و لا يمكن لها ذلك ، و هي ثابتة منذ وجد البشر ، فلماذا بذلُ المجهود وراء الصور ؟

وانظر اليها بالنسبة للفرد نفسه ، تجد أن صورة الكرم عنده تتغير أكثر من مرة في حياته ، وكذلك بقية الأخلاق ، ولكن الدوافع أبداً لا تتغير .. بل تتغير صور الكرم مع الفرد عندما ينتقل من بلد إلى آخر ، فإذا كان في قرية بدوية ، تجده يكرم ضيوفه مثلاً بأن يذبح لهم خروفاً ، لكن لا يستطيع أن يفعل هذا في اليابان مثلاً ، سيكون ذلك أمراً غريباً و لن يعطي نفس شعور الكرم إلا إذا استطاع أن يفهّمهم الصورة .. ولكن الدافع لا يحتاج إلى أن يفسره لهم .. كل ما في الأمر أن يربط الصورة المجهولة بالنسبة لهم بالدافع المعلوم عند الجميع والمشترك الفطري ..

الماديون يسعون إلى ما ليس له قيمة حقيقية وهي الصور المتغيرة ، ويريدون ان يؤرّخوا للأخلاق من خلالها ، على أساس أن لها بداية مفترضة كأي موضة من الموضات . هذا هو التسطح ، والتسطح يعني الاكتفاء بالصورة المادية للشيء دون البحث عن مضامينه و مفاهيمه ودوافعه ، أي: نصف الحقيقة أو أقل ..

 الفلسفة المادية إذن هي التسطح بعينه ، و هذا ليس سباً او شتماً ، بل حديث منطقي أدافع عنه .. نحن نصف أي شخص بالسطحية إذا اكتفى بالقشور المادية و ظواهرها دون النظر للدوافع المعنوية ، كما أننا لا نرضى أن يقيِّمنا أحد بموجب ما نلبس فقط ، فلماذا يقيِّم الماديون الأخلاق بموجب لبسها وصورها فقط ؟ هذا من صور التناقض ..
بعبارة اخرى : المادي هو الشخص الذي يقيّم غيره بما لا يرضى ان يقيـَّم به هو .   

الإسلام متمم لمكارم الاخلاق ..

 الإسلام أبقى الأخلاق النبيلة، لكنه أضاف أخلاقاً جديدة وألغى سوء أخلاق كانت موجوداً ، فألغى صور الزواج غير المقبولة أخلاقياً كأن يرث الابن زوجة أبيه وتكون له من بعده، أو زواج الشغار بالتبادل بين البنات، وألغى وأد البنات، وألغى نسبة المتبنى إلى اسم متبنيه دون اسم أبيه الحقيقي وذلك احترماً لذلك الوالد ، وألغى مبدأ نصرة الأخ ظالماً أو مظلوماً، والتعصب القبلي، ومعاملة الأرقاء بخشونة حيث كانوا سلعة دون اعتبار لآدميتهم، وحوّل الإسلام السبي إلى ملك يمين، وألغى البغاء،  ومنع التمثيل بالجثث، وحرم في القتال إحراق الأشجار وقتل الشيوخ والعبّاد حتى لو كانوا من ديانة أخرى ..

وكل التشريعات هي عبارة عن أخلاقيات مضافة ، مثل النظرة للمرأة فقد كانت دونية في كل الحضارات السابقة فجعلها الإسلام معادلة للرجل في الحقوق والواجبات، وألغى الإسلام التبتل ورفض الزواج باسم الدين .. وغير هذه كثير لا يسع المجال لذكره .

هل المؤمن يحب الجنة بسبب المصلحة ؟


تحليلات الماديين غير منطقية ، لماذا غير منطقية ؟ لأن منطق المصلحة من حيث هي مصلحة مرتبط بالعاجل ، ولم تـُسمى مصلحة إلا لارتباطها بالعاجل ، وعلى قدر قرب الثمرة يسمى الأمر مصلحة ، فهذا هو منطق المصلحة ، مثل لو عرضتَ أرضاً للبيع و أعلنت انها سوف تكسب ضعف ثمنها بعد خمس سنوات لكـَثـُرَ الزبائن لطلب شرائها ، فإذا قلت أنها ستكسب بعد 15 سنة فسوف يقلـّون تبعاً لقانون المصلحة ، و إذا قلت بعد 40 سنة سيكونون أقل ، و إذا قلت بعد 70 سنة فسوف يضحكون ، وإذا قلت بعد الموت فسوف يصفونك بالجنون..!
هذا هو منطق المصلحة وهو غير منطبق على جنة يدخلها المؤمن بعد أن يكون تراباً وعظاما وينقضي العالم كله ..


لاحظ أن ربط فكرة دخول المؤمن الجنة بالمصلحة ربط ضعيف جداً لا يجعل الصورة قابلة للاقناع ، كعادة التحليلات المادية البعيدة عن الإقناع، ثم بعد دخول المؤمن الجنة والنجاة من النار ، فتبعاً لهذه الفكرة فلا قيمة لمحبة الله ! بل سينصبّ الحب كله لمحبة الجنة ، فهل يقبل العقل هذا الشيء؟ 

المؤمنون و هم في الجنة : ألا يحبون ربهم لأنهم ضمنوا أنه لن يخرجهم منها؟  فهل هذا شيء يـُتصور؟! ألا يجعلنا هذا نتشكك في التحليل المادي كله و أنه غير منسجم مع العقل؟! أم أن العقل أصبح لا قيمة له؟

إذن ليس قانون المصلحة المادية هو من يحرك المؤمن ، بل أمر معنوي آخر هو محبة الله و محبة أن يوجد هذا الإله لأنه رمز الخير ، إذن المؤمن الحقيقي آمن لأنه يحب الخير ويستعد لتقديمه على المصلحة ، و قانون المصلحة عرفناه ، فكلما قربت الثمرة كلما استحق كلمة مصلحة ، بل إن المؤمن الحقيقي مستعد للتضحية بما يسمى بالمصلحة المضمونة ، فهل في المنطق المادي أن تضحي بمصلحة مضمونة لأجل مصلحة بعد نهاية العالم والكون وهي غير مضمونة أيضاً؟؟!

البعض من المؤمنين يحاولون أن يجمعوا بين الفكرتين ولا أقول كلهم ، فلا يريدون التفريط بالعصفور الذي في اليد و يرمون شباكاً على العشرة التي في الشجرة ، وهذا تناقض يفيد أنهم رجّحوا فكرة المصلحة ، إذن فكرة المصلحة تفسد الإيمان ، والشيء لا يُبنى على ما يُفسده ..

الخميس، 25 أبريل 2013

رد على شبهة (العلم يغيّر المنطق) في مثال دوران الارض حول الشمس : (شبهة كوبرنيكوس) ..


المنطق لا يهدمه شيء ، بل هو الذي يهدم .. الوهم شيء والمنطق شيء آخر ، و جهل الناس بأمور كثيرة جعلهم يبنون لها منطقاً ، و متى ما اتضحت لهم الرؤية أعطوها المنطق الكامل لها ، فكون الإنسان لا يعرف أن الأرض تدور حول الشمس و هو على سطح الأرض ، و لم يملك مناظير و لا سفناً فضائية ، ويرى الشمس وهي تنتقل من الشرق إلى الغرب ، و كذلك الكواكب ، ثم يقول أن الشمس تدور على الأرض، فهو منطقياً لم يخطئ ؛ لأنه اعتمد على وسائله ، بل حتى الآن يقولون : الشمس طلعت والشمس مالت إلى المغيب ، ولا يقولون أن الارض دارت حول الشمس ، وأشعرونا ان الشمس هي التي تغيب ..

لو قال أحد بكلام كوبرنيكوس بلا دليل لكان كلاماً غير منطقي ، و طبعاً غير علمي ، أما كوبرنيكوس فلم يهرطق ، بل قالها مع إثباتات ، أي أن كوبرنيكوس عدل المعلومة و لم يعدل المنطق ..

منطقياً : أي شيء تراه في السماء ويدور و يرتفع في الأفق ويختفي ، هل تقول أنك أنت الذي تدور و تختفي عنه؟ بينما هو ثابت ؟ لا طبعاً .. هذا جنون! و مخالفة المنطق جنون ..

كوبنيكوس لم يغير هذه الحقيقة ، لو أن كوبرنيكوس غيّر من منطق أن أي شيء نراه يرتفع فوقنا و نتابع سيره و يختفي بأنه خطأ دائماً بما في ذلك الطائرة والطيور والقذيفة ، لكان كلام الماديين فعلاً صحيح في أن المنطق يتغير وأن كوبرنيكوس غيّر المنطق .. ولو كان كلامهم صحيحاً لكان الطائر الذي يطير فوق رؤوسنا يجب أن نقول عنه أنه ثابت و نحن الذين ندور حوله !!

هل رأيت التهافت في النظرية المادية؟ و مع هذا يردد هذه الكلمة كل الملاحدة تقريباً في أن العلم يغير المنطق كما فعل كوبرنيكوس ..

دفاع عن المنطق والعلم ..



يهرب الماديون كالعادة الى العلم كملجأ ليختبئوا وراء عباءته لكي يثبتوا أن العلم لا منطق فيه ، و هذا هدم للعلم وليس تكريماً له ..

هم لا يريدون المنطق، و يريدون العلم شاهداً لهم ، و لو شاهد زور ، تبعاً لثقة الناس بالعلم ، كأنهم يقولون : إذا كنا نحن لا منطقيين، فالعلم لا منطقي أيضاً.. إذن دعونا من المنطق فهو يضايقنا كثيراً، وهذا العمل بحد ذاته غير منطقي ، لأن ثقة الناس بالعلم بسبب ثبوته ليس إلا ، فإذا تشكك الناس في ثبوت العلم فلن يعود مفيداً لهم كشاهد و ملجأ . إنهم يخربون بيوتهم بأيديهم، و هكذا رفضُ الإيمان بالله يهدم كل شيء ، حتى المنطق والعلم والأخلاق . 

المنطق العام هو علم أصلاً ، و أثبتته التجربة .. ليس صحيحاً أنه كلما وجدنا غلطة في فهم العلم و فهم السابقين له نلتفت للمنطق لنشكك فيه كله! بينما عقول الماديين هي الآن تعتمد عليه في الرد والنقاش !! وضع الماديين مثل من يكسر سلاحه بيده .. 

إذن علينا ألا نثق بكلامهم طالما أنهم يشككون في المنطق كله كما يحاولون أن يثبتوا ، في حين أنهم يعتمدون على المنطق في إثبات ادعاءاتهم! إنها جناية كبيرة على العقل البشري و عداوة واضحة له يتزعمها الفكر المادي الملحد.. لأنه اكتشف أن المنطق من ألد أعدائه ، فما عليه إلا أن يهدم المنطق و يشكك في العلم أيضا ، لأن الأخير بدأ أيضاً يقف في وجوههم .. وإذا سقط العلم و المنطق نجحت الحيوانية التي يدعون إليها ..

المنطق لا يهدمه شيء ، بل هو الذي يهدم، الوهم شيء والمنطق شيء آخر ، و جهل الناس بأمور كثيرة جعلهم يبنون لها منطقاً ، و متى ما اتضحت لهم الرؤية أعطوها المنطق الكامل لها ، فكون الإنسان لا يعرف أن الارض تدور حول الشمس و هو على سطح الأرض ، و لم يملك مناظير و لا سفناً فضائية ، فيرى الشمس وهي تنتقل من الشرق إلى الغرب ، و كذلك الكواكب ، فمنطقياً لم يخطئ ؛ لأنه اعتمد على وسائله ، بل حتى الآن يقولون : الشمس طلعت ، والشمس مالت إلى المغيب ، ولا يقولون أن الارض دارت حول الشمس ، و أشعرونا أن الشمس هي التي تغيب ..

لو قال أحد بكلام كوبرنيكوس بلا دليل لكان كلاماً غير منطقي ، و طبعاً غير علمي ، أما كوبرنيكوس فلم يهرطق ، بل قالها مع إثباتات ، أي أن كوبرنيكوس عدّل المعلومة و لم يعدّل المنطق ..

منطقياً : أي شيء تراه في السماء ويدور و يرتفع في الأفق و يختفي ، هل تقول أنك أنت الذي تدور و تختفي عنه؟ بينما هو ثابت ؟ هذا جنون ! و مخالفة المنطق جنون .. كوبنيكوس لم يغير هذه الحقيقة ، لو أن كوبرنيكوس غيّر من منطق أن أي شيء نراه يرتفع فوقنا و نتابع سيره و يختفي بأنها خطأ دائماً بما في ذلك الطائرة والطيور والقذيفة ، لكان كلام الماديين فعلاً صحيح في أن المنطق يتغير وأن كوبرنيكوس غيّر المنطق .. ولو كان كلامهم صحيحاً لكان الطائر الذي يطير فوق رؤوسنا يجب أن نقول عنه أنه ثابت و نحن الذين ندور حوله !! هل رأيت التهافت في النظرية المادية ؟ و مع هذا يردد هذه الكلمة كل الملاحدة تقريباً في أن العلم يغير المنطق كما فعل كوبرنيكوس ..

العلم يغيّر المعلومات أما المنطق فلا يُغيّر .. لأنه لا يسمى علماً أصلاً إلا من خلال المنطق .. و عندما أسأل أحداً عن تعريف العلم فسيقدّم لي تعريفاً يعتمد على المنطق! إذن المنطق هو الذي سمى العلم علماً .. أي أن المنطق هو المهيمن على العلم ، و نقول عن الشيء أنه علمي إذا قال المنطق ذلك و ليس العكس ..

لاحظ أن كل مشاكل الفلسفات الغربية مشاكل بديهيات ، يمرون عليها بسرعة دون تمحيص .. لهذا فالفلسفة الغربية من وجهة نظري ليست بالشيء العظيم .

كيف نستطيع أن نحدد الأشياء بدون المنطق؟

هناك مناطق لم يكتشفها العلم ، فهل كل ما لم يكتشفه العلم ، نلتفت على العلم و المنطق و نهدمهما؟ هناك ظواهر كثيرة لم يكتشفها العلم وتبدو متناقضة مثلما بدت الظواهر السابقة للسابقين ، فجاء العلم و وضحها ، المادة محكومة بقوانين ثابتة .. و ليس من المنطق و العلم أن نقول غير ذلك ، و من قال غير ذلك فهو يشكك في العلم ولا يحبه و له أهداف ميتافيزيقية ..

هذا الكلام كله ينطبق على عالم المادة فقط .. لا سحر في المادة و لا معجزات كما تحاول أن تفعل نظرية الكم التي تريد أن تثبت عدم المنطقية ، و تقول أن الجسيم يكون في مكانين في نفس الوقت ! هذا هراء بلا شك . المسألة مسألة سرعة فائقة لم تستطع قدراتنا أن تلاحقها .. ولو قبلنا هذه المعلومة الجزيئية فقط ، لصار العقل كله لاغياً .. ونتحول إلى بهائم كما يتمنون ..

المغالطة الخبيثة هي أنهم يفصلون بين العلم والمنطق في العادة ، لكنهم في قضية كوبرنيكوس جعلوهما شيئاً واحداً ، فقالوا كوبرنيكوس هدم المنطق ! بينما هو هدم المعلومة! بعبارة أخرى : يفصلون العلم عن المنطق متى شاؤوا ويدمجونهما متى شاؤوا ، على حسب المصلحة الإلحادية .. أي أنهم يتبعون الإلحاد ولا تبعون العلم .. 

لا يشكك في العقل إلا عدو العقل ، ولا يعادي العقل إلا من أثبت له العقل خطأه و خالف هواه .. من يرد أن يصيد في الظلام هو الذي يقمع العقل أو يشكك فيه، وهي ممارسة قديمة .. و على الاقل كانوا القدماء يقمعون العقل ، و لكن هؤلاء فاجؤونا بالتشكيك فيه! والعقل ليس إلا الحقيقة ، إذن هم أعداء الحقيقة ، ولا تـُعرف الحقيقة إلا بالعقل ..

إذن نحن مقبلون على عصر ظلام جديد ، و كلما كـُبِت العقل سُمّيت الفترة فترة ظلام ، و لا يعادي العقل إلا من له مآرب يكشفها العقل . و الملاحدة يتزعمون حرباً جديدة على العقل..  

لا سحر في المادة ولا معجزات ، بل قوانين ، علمنا منها ما علمنا و جهلنا ما جهلنا ، وهذا ما أشار إليه القرآن: {خلق السماوات والأرض بالحق} ، والحق يمكن الاستدلال عليه ، عاجلاً أو آجلاً ، والعلم الثابت حق ، حتى لو شكك الملاحدة اليهود مثل (بوبر) بثبوت العلم ..         

المنطق يشبه النور ، يريك الأشياء البعيدة غير واضحة ، فتصدر عليها أحكاماً تكون منطقية في لحظتها ، لكن إذا زادت المعلومات زاد المنطق .. فالنور أراك مثلاً جسماً أبيضاً من بعد له شكل المربع ، حتماً لن تقول أنه دجاجة ! ربما تقول أنه سيارة أو عربة قطار أو خيمة ، تقترب أكثر ، يتضح لك أنه سيارة ، و لكنك تخمن أي نوع من السيارات؟ فتعطيه الأقرب بالنسبة لمعلوماتك ، تقترب أكثر ، تجد أن بعض معلوماتك خطأ ، لكنه منطقي في حينه .. وهكذا نرى أنه بدون المنطق لا يوجد العلم أصلاً، ولا يمكن أن يوجد .

عندما قلت عن الشيء الذي رأيته من بعيد أنه خيمة مثلاً ، فأنت اعتبرتَ أنك في الصحراء و كثيراً ما توجد الخيام فيها ، ولكن لما اقتربت أكثر ، أصبحت هذه المعلومة خاطئة و صار الأنسب أنها سيارة . و هذه السيارة لم تقل أنها سيارة عسكرية لأنها بيضاء ، بل اعتبرت أنها سيارة أحد الرحالة ، فاقتربت أكثر ووجدت أنها سيارة إسعاف .

لو قلت من البداية أنها سيارة اسعاف ، فهل ستكون منطقياً؟؟ طبعا لا، بل ستكون ضربة حظ أو جنوناً أصاب ليس إلا..! فما بالك لو كانت هذه السيارة هي سيارة آيسكريم رغم أنه في الصحراء؟! لو قالها شخص منذ البداية سيكون مجنوناً !!

إذن المنطق لا يشكك فيه أبدا و لم يخطئ أبداً .. المعلومة تـُصحّح و لكن المنطق لا يـُصحّح .. حتى طريقة علاج القدماء كانت منطقية بموجب المعطيات التي لديهم، و لكنها لم تكن علمية .. 

المنطق ثابت و لا يتغير ، والتشكيك فيه ليس بهذه السهولة التي تشبه البراءة و إن كانت مآربها خبيثة .. و كلما عرفنا تفاصيل أدق ، كلما ألبسها المنطق ثوبها الأدق بدل الأقرب .. و لو تغيّر المنطق مرة واحدة، إذن يجب أن يـُلغى العقل كله ولا يُعتمد عليه حتى في إثبات هذه الحقيقة ، وهذا لم يحدث أبداً و لن يحدث ..

كل شيء غير منطقي هو غير علمي بالدرجة الاولى ، لا يمكن أن يكون الشيء علمياً وغير منطقي بنفس الوقت كما يحاول الملاحدة إقناعنا . هذه المحاولة تكفي لهدم كل شيء ، بل لا نستطيع أن نقتنع بكلامه بعد أن انهدمت عقولنا .. أم يريدوننا أن ناخذ المنطق إذا كان مناسباً لهم ونتركه إذا خالفهم؟ يبدو أن هذا هو المطلوب .. بحيث يخبروننا متى يجب أن نفكر ومتى يجب ألا نفكر وكيف نفكر وأي جوانب من المنطق نصدقها و أيها لا نصدقها !! 

إن مهمة من يشكك بالمنطق أن يخبرنا بالسليم منه و المعطوب ، ولكن كيف سيثبت السليم من المعطوب؟ طبعاً سيحتاج للمنطق ! إذن كيف سيثبت لنا أن هذا المنطق (وهو الميزان) غير معطوب؟ لا يهدم الشيء نفسه بنفسه ، لا تستطيع أن تكسر الفأس بالفأس نفسه . و العلم لوحده عبارة عن جنون غير مفهوم، ولم يتحول إلى علم إلا لمنطقيته .

لابد من قوة خارجية كي تهدم العقل ، و لا توجد قوة يملكها الإنسان إلا العقل، أنت تفهم العلم بالعقل ، والعلم الذي لم تفهمه هو ليس علما ً، بل هو نوع من المجهول ، لا كيان له إلا من خلال العقل .. تخيل طفلاً يقف أمام مختبر لا يعرف شيئاً عنه ، هو لا يملك إلا عقله ، و حتى تدخل التجربة إلى الطفل و تحوّلها إلى علم عنده لا بد من المنطق والعقل .

إذن العلم ليس كياناً مستقلاً ، ولو كان كذلك لعرفـَهُ المجنون غير المنطقي ، وليس العلم إذن إلا منطقاً ، وإلا سيبقى أشياء مجهولة ، مثل أن ينظر الطفل أو المجنون إلى تجربة في المختبر غير مشروحة ولا مـُدخـَلة في منطقه ..

أما اختلاف صور المنطق عند الناس فهذه ليست حجة ، لأن الجهل والمعرفة متفاوتة النسب بين الناس . بينما المنطق متفق عند الجميع إلا المجنون و صاحب الهوى الذي يضطر لمعاندة المنطق . و من هنا نفهم أن الهوى هو طريق الجنون ، لأنه يبعد الشخص عن المنطقية .

كل البشر يعرفون أن الجزء أصغر من الكل . و يعرفون أن الفوق فوق والتحت تحت ، واليمين يمين واليسار يسار ، و أن الطائرة أسرع من السيارة، و أنه لا حكم على شيء حكماً دقيقاً إلا بعد معرفته ، و أنه لا يحق لك أن تتـّهم إلا بدليل ، وهكذا .. منطق مشترك بين الناس و ثابت و أزلي .. بل إن العلم نفسه يشرح المنطق ، فكل الناس يعرفون منطق الجاذبية ، و لكنهم لم يعرفوا علميتها من خلال قوانين نيوتن .. و يعرفون منطقية الحركة والسرعة والطرد المركزي ، ولكنهم لم يكونوا يعرفون بعلميتها ، ولذلك هم يعتمدون على هذا المنطق في بنائهم وهندستهم .

وبالتالي فمن السخافة دعوى الملحدين بموت الفلسفة ، والفلسفة تعتمد على المنطق ، و إذا مات المنطق مات كل شيء بما فيه العلم ولم يـُفهم ، وإذا لم يـُفهم لم يكن شيئاً .



الأربعاء، 24 أبريل 2013

مهرب "الإنسان كائن معقد" !!


كلمة "الانسان كائن معقد" هذه مهرب عند الماديين والملاحدة عند عدم القدرة على اثبات مادية الانسان الكاملة المُطالـَبـِين بها ، وهي كلمة غير علمية ، و يكررها الملاحدة دائما ، بمعنى : انتظروا العلم حتى يحل ذلك التعقيد ، بينما هم لا ينتظرون العلم ، و يقدمون الحكم قبل الاثبات .. والفتوى قبل الدليل .. لأنهم الاقوى اعلاميا و تدعمهم الراسمالية العالمية .. فنحن مطالبون بانتظار العلم ، أما هم فليسوا مطالبين بانتظاره .. و هذا هو الحوار اليميني : يلزم غيره بما لا يلزم به نفسه ..

هم يدعون ان الانسان مادة كله .. اذن عليهم اثبات ماديته علميا اولا ، وتقديم مشاعره على شكل اجرام ، ولو كانت صغيرة ليراها الناس ، لان المادي لا يؤمن الا بما له جرم و يشغل حيزا من الفراغ .. و ما سواه فغير موجود ، و كلمة "معقد" لا قيمة علمية لها كما ذكرت .. ثم ياتي الامر الاخر وهو ارجاع كل سلوكه إلى المادة ..

ومثلها ايضا كلمة : أن الحاجات كلها من اجل بقاء الفرد والجماعة .. هي كلمة فضفاضة اخرى و مضللة للعقل ، لأنه فعلا توجد حاجات للبقاء ، و لكن توجد حاجات اخرى مختلفة المنحى .. يجب ان يكون الطرح علمي و دقيق و مفصّل ، لأن هذه المعلومات تـُقدّم على انها بديهية . والمشكلة دائما هي في البديهيات والمسلمات .

انا طبعا لا أسلّم بهذه البديهيات كما يطرحونها .. لأن هذا التعريف غير شامل . يقولون : لا يفعل الانسان شيء الا لمصلحته ومصلحة الجماعة ، والجماعة بحد ذاتها وجدت لمصلحة الفرد كما يقولون ايضا .. اذن : الفرد لا يفعل شيئا الا لمصلحته ، هذه هي النتيجة ، و كلمة "مصلحة المجتمع" اصبحت لاغية و بلا قيمة ، ومع ذلك يضعونها !! هذا شرخ في البناء الفكري للنظرية المادية .. فلماذا تـُذكر الجماعة مع انها وسيلة من وسائل خدمة الفرد ؟ لماذا تذكر هي دون غيرها من الوسائل ؟

المشكلة هنا عقلية و منطقية .. كيف يضحي الفرد بنفسه لاجل الجماعة كما يقولون ، بينما قيمة الجماعة مبنية على خدمتها للفرد ، والخدمة مادية لان الصّرف هنا كله مادي !! هل اتضح التناقض ؟؟ 

هذه النظرية المادية لا تستطيع ان تشمل الواقع بكل صوره .. ثم ماذا تفعل مع شخص يضحي بمصالحه الخاصة والمجتمع ضده في نفس الوقت ؟ بل ان المجتمع يعاقبه ؟ : الم يقتل المجتمع فيلسوفا عظيما وانسانا نبيلا مثل سقراط ؟ مع انه كان يبحث عن الخير لهم ؟ و كان يستطيع ان ينجو بنفسه ؟ الم يقتلوا الانبياء ويحاولوا صلبهم ؟ اذن لماذا ضحى سقراط مع ان المجتمع لم يقدّر تضحيته ؟ .. طبعا هو لم يستفد من المجتمع إلا حفنة من السم ، والماديون يقولون أن الفرد يضحي لخدمة المجتمع لأن المجتمع يخدمه من باب تبادل المصالح المادية طبعا ولا شيء غيرها ! فالحياة سوق تتبادل فيه السلع من وجهة نظر الماديين ، فهل السم الذي قدموه له هو الخدمة المطلوبة ؟

كل المقدّمات والمسلمات التي يطرحها الماديون خاصة بهم ، و ليست علمية و لا واقعية حتى . انها تغطي جزء من الواقع و ليس كله . و في العادة تـُقدَّم المسلمات اذا كان الجميع يؤمن بها ، ولا قيمة لتقديمها اذا كان من يؤمن بها هو طرف واحد فقط . سيكون هذا عملا لا فائدة منه ، لان كل ما ستبنيه على مسلمات أنا اشك بها ، لا قيمة لها عندي .. لكن ما تبنيه على مسلمات نتفق عليها معا ، فسوف يعنيني و سأُجبر على التفكير فيه ..

حتى يكون الحوار مفيدا ، علينا ان نبحث عن المسلمات المشتركة وننطلق منها ان وجدت ..

وهم المجتمع ..


في الحقيقة أن الفرد هو المجتمع ، ولكن مع تفاوت الأفراد ، فليس كل الأفراد هم المجتمع .. و تأثيرات الأفراد في المجتمع أكبر و أوضح من تأثيرات المجتمع في الأفراد .. ألسنا نسمع عن أفرادٍ غيّروا مجرى التاريخ؟ و لكن أين "المجتمع" الذي غيّر مجرى التاريخ ؟ أو مجرى الفرد حتى؟

كلمة "مجتمع" كلمة غير علمية في الأساس ، بدليل عدم القدرة على إثبات وجودها .. تستطيع أن توصّف مجتمعاً معيناً ، ثم تـُحضِر أفراداً منه بطريقة عشوائية ، حينها لن تجد تطابقاً بين توصيفك للمجتمع و توصيفاتك التي ستعطيها للأفراد .. لأنك ستجد الأفراد مختلفين ..

كلمة "مجتمع" كلمة تقريبية ليس إلا و ليست علمية .. و إذا وُجـِدَت بعض المشتركات بين الأفراد فهي قناعات فردية ، و ليس شرطاً أن هناك شيء اسمه "مجتمع" هو الذي أملاها عليهم ؛ بدليل اختلافهم حتى في مستوى هذه القناعات .. 

إذن لا يوجد شيء اسمه "مجتمع" .. بل يوجد شيء اسمه "أفكار لها نفوذها" ، سواءً من داخلها أو من خارجها .. و يوجد شيء اسمه "سلطة و قوة" ، و يوجد شيء اسمه "تأثير وإعلام" .. أما "مجتمع" ككائن حي ، فلا يوجد ، ولا يمكن أن يـُقاس بالفرد .. فإذا قلت : مجتمع ، التفـِتْ إلى مراكز التأثير الإعلامي والسياسي وتجد هناك رغبات و مصالح أفراد ..

إذن هناك أفراد متنفذون يستطيعون أن يغيّروا توجهات الناس ، والناس أفراد، والمجموع دائماً مفعول فيه و ليس فاعلاً .. 

الأفراد يريدون السيطرة على المجموع والتأثير فيه ، فهذا يطلب الشهرة وذاك يطلب السيطرة والثالث يطلب التفوق الاقتصادي ، وآخر يطلب التأثير الخطابي أو الصحفي .. وآخر يوجههم إلى الحرب و آخر إلى الاقتصاد ، و آخر يبعدهم عن الدين ، ثم يأتي التحليل السطحي فيما بعد ليقول أن هذا المجتمع عسكري ، و ذلك المجتمع الآخر مجتمع لا ديني ، والمجتمع الآخر متدين.. إلخ ، وأن المجتمع يريد ، و الحقيقة أن الفرد هو الذي يريد .. و الفرد هو من جعل المجتمع يريد .. إما بالضغط أو بالتوهيم والتأثير ..  

الأفراد فاعل ، والمجموع مفعول فيه .. دائماً ابحث عن "الأفراد" وراء ما يسمى "المجتمع" .. دائماً هناك أفراد يتكلمون باسم المجموع ..

بعبارة أخرى : تـُستخدم الفردية لتفكيك الناس عن شيء لا يريد المـُفكِّـك أن يستمروا عليه ، ثم يرفع شعار المجتمع لكي يبني المجتمع بالشكل الذي يريده .. لاحظ أن كلمة "الفردية" بدأت تختفي ، وهي التي ضج بها الغرب لعدة قرون ، بعد أن تم تحريره عن المسيحية .. و الآن يُراد أن يُجمع الأفراد على فكرة المادية و الرأسمالية كمشرّع أعلى و خفي للمجتمع .. وحينها يجب أن يـُحترم شيء اسمه المجتمع .. و تـُنحّى كلمة الفردية .. و تـُصدّر للشعوب الأخرى .. و مع تكريس فكرة المجتمع ، تبدأ كلمة الحرية بالسحب ..

الفرد الآن هو خادم للمجتمع ، والمجتمع تحت سيطرة وسائل الإعلام التي يملكها أفراد .. إن التلاعب بورقة الفردية والمجتمع هو لأهداف سياسة القطيع والسيطرة عليه ..

دعاة الليبرالية والمادية والبهيمية في الغرب كانوا يقولون : دعه يعمل دعه يمر ، وكانوا يسخرون من قيم المجتمع ويحاربونها علناً .. فلمّا انبنى المجتمع كما يريدون ، صاروا يحثـّون على احترام المجتمع واعتبار رأيه واحترام قيمه ، لأنهم بذلوا مجهوداً إعلاميا ضخماً لتحويل المجتمع ولا يريدون أن يخسروه .. 

إنهم يعرفون أنه لا وجود حقيقي للمجتمع ..

تأملات في اللا مادية ..


الحكمة تعني الإحاطة ، والنظرة المادية جزئية ، والمادة كلها جزء أو نصف المعرفة البشرية ، وعندما نتكلم عن العلم ، فمن الذي تعلم ؟؟ و ما معنى التعلم ؟؟ هل هو الدماغ ؟ 

لنحلل الدماغ ، ونبحث عن العلم في داخله ! هل العلم مادي ؟ هل الحكمة مادية ؟ نحن لا نعرف مادية الذي عرف المادة ، فكيف نقول عنه أنه مادي لأنه عرف المادة فقط ؟ هل هذا دليل؟ هل كلما عرفنا شيئاً أصبحنا مثله ؟؟!!

تتذوق طعم العصير ، و تقول أن طعمه رائع أو حامض .. العصير موجود مادياً ، و لكن الذوق نفسه أين هو ؟ مع أن اللسان موجود و الحلمات الذوقية والموصلات العصبية موجودة و المخ موجود ، مع العلم أننا نعرف الطعم أكثر من معرفتنا باللسان والموصلات ! 

هل أحد غير الإنسان يستطيع أن يثبت للعصير لوناً أو طعماً أو رائحة ؟ إذن طعم العصير : هل هو في العصير أم في الإنسان؟

إذن نحن نعرف غير المادي فينا أكثر من معرفة المادي فينا !! و هذا يدل على أننا لسنا ماديين في وجودنا بشكل كامل ، و لما احتجنا لطبيب يخبرنا عن أجسادنا و يبين صفاتها التشريحية التي لا نعرفها !! 

السؤال : لماذا نعرف غير المادي أكثر من المادي؟ لماذا نعرف المشاعر أكثر من الأفكار و أوضح ؟ لماذا نشك في أفكارنا ومعلوماتنا ولا نشك في مشاعرنا ؟ 

الغاضب لا يشك أبداً أنه غاضب ، والخائف لا يشك أبداً انه خائف ، لكننا نشك أن هذا أطول من ذاك ، ونشك أن هذه الفكرة حقيقية أو غير حقيقية ، و نشك في تشخيصنا لأمراضنا .. 

أليست المعرفة الكاملة هي التي "بلا شك" ؟ معرفتنا الأكيدة صارت في شيء غير مادي !! بينما الأشياء المادية حتى أجسامنا تطرّق لها الشك ! فلو كنا ماديين في حقيقة وجودنا ، لكان الأمر على العكس : لتأكدنا من المادة و شككنا في غيرها .

لو سألتك عزيزي : من الذي يقرأ الآن؟ ستقول : أنا !! .. من أنت ؟ 

هل أنت أصابعك أم عيونك أم قلبك أم دماغك أم رجلك أم يدك .. أين الوجود المادي لكلمة (أنا) فيك ؟؟ هل هو انت الآن أم قبل 10 سنوات او عندما كنت طفلاً ؟ رغم التغير المادي الكامل؟ 

و إذا قلت أنها مجموعي ، فهناك من بـُترت أطرافه ولا يزال يقول (أنا) ، رغم نقص ملايين الخلايا .. كلمة مجموع تتأثر بالزيادة والنقص ، و أما (أنا) فلا تزيد ولا تنقص ، فالكل يقولها : الطفل و الكبير والذكر والأنثى في كل اللغات ، بل يقولها النائم ويتعامل مع ماديات وهو نائم ! مع انه لا وجود للمادة و هو مستلق في فراشه !

الأشياء المادية التي نتعامل معها موجودة في ذاكرتنا ، فهل تشغل حيزاً من الفراغ هناك و لها جرم ؟ مع أنها هي هي ! ولا يمكن أن يكون الشيء نفسه في مكانين في وقت واحد .. 

في ذاكرتنا مُدُن بكاملها ، فأين وجودها المادي "هناك" ؟ مع أن إدراكنا لها و هي في ذاكرتنا بنفس إدراكنا لها و هي في حيزها المادي ! 

وإذا قيل انها موجودة في خلايا الذاكرة ، فسنقول ان الشخص المثقف أكثر يحتاج خلايا أكثر في دماغه حتى يعبّئ ذلك المستودع الصغير بتلك الأشياء الكبيرة لأن لها جرم مادي بناء على النظرية المادية ! وهذا غير صحيح.

إذن : كل شيء مادي هو جـُزر في بحر المتافيزيقيا ، ولم أقصد بها ما بعد الدنيا ، بل في هذه الدنيا ! نحن نعيش في الميتافيزيقيا ونتعلمها ، و في اللحظة التي تقول فيها : فهمت هذه المسألة ، فما الذي جرى؟ ما هو الفهم؟ 

كل شيء ميتافيزيقي ، و لا وجود مادي إلا للمادة فقط التي تسبح في بحار الميتافيزيقيا مؤذنة بسقوط الفلسفة المادية لأنها تنطلق من الجزء لتحكُم على الكل ، والمادة جزء وليست كل .. 

إذن نحن نفهم بطريقة غير مادية ، فعلينا أن نحترم هذا العالم ولا نكون كالماديين الذي لا يحترمون إلا ذوات الأجرام ، وإذا سألتهم كيف رأيتها ، تكلم عن العين وعدساتها وشبكيتها الخ !! 

العين وسيلة ، ولكن ما هي الرؤية ؟؟ هنا نكون خرجنا إلى الميتافيزيقيا ، و هنا يتهرب الماديون كالعادة ويذهبون ليتكلموا عن المخ ومركز الرؤية فيه .. 

الرؤية شيء والجهاز البصري (من العين إلى المراكز) شيء آخر ؛ بدليل أنك تستطيع أن ترى في ذاكرتك وأنت مغمض العينين! مثل الرؤيا في الأحلام ! أين الجهاز البصري هنا ؟ 

وكيف يستغرب الماديون بعد هذا أن يـُقال ان للإنسان روح؟ إذن ما هو الذي يرى فينا و أعيننا مغمضة ؟ أحيانا تمر الأشياء أمام عدسة العين ولا نراها !! 

إذن الرؤية ليست تساوي العين ومركز البصر في المخ ، بل حتى قد ثبت أن مراكز الحواس بينها تواصل بل وتناوب في العمل ..

الجمعة، 19 أبريل 2013

العقيدة والأخلاق ..



العقيدة عبارة عن فكرة لستَ ملزماً على كل الأحوال بتنفيذها ، وقد لا يكون هناك مجال لتطبيقها أساساً ، بينما الأخلاق هي حياة وتضحيات ومبادئ ..
العقيدة لا مجال فيها للتنفيذ ، و العقيدة أكثرها سلبي بصيغ مثل : لا تفعل كذا ، أو لا تقل كذا ..

قيمة العقيدة أساسها من الأخلاق ، و من الأخلاق أخذت قيمتها ، لأن الدين أساسه أخلاق وليس أفكاراً غير مربوطة بالإنسان ، ولا يرتبط شيء بالإنسان إلا بكونه معروفاً .. والمعروف يعني الأخلاقي ، والشعور الإنساني لا يفهم إلا من خلال الفضيلة ..

العقيدة مربوطة بالهوية ، بدليل أنك تجد شخصاً ملتزماً بالعقيدة لكنه غير ملتزم بالاخلاق ،، لكن شخصاً ملتزماً بالأخلاق ستدفعه أخلاقه إلى صحة العقيدة وإلى الوعي بتلك العقيدة ..  

أساس كلمة "دين" تعني الاخلاق : ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) .. ماذا تفيد العقيدة بدون أخلاق؟ نتيجة العقيدة لوحدها مجرد هوية اجتماعية و رفض للآخر وسبب للصراع .. الأخلاق تفيد في كل شيء بما فيها العقيدة، لأن التعامل مع الله قائم على أساس الشكر ، والشكر أخلاق .. والصدق مع الله أخلاق ..

الأيدولوجية القائمة على الفكر الديني أو العقائدي تضطر للمساس بالأخلاق في بعض صورها ، أما العقيدة القائمة على الأخلاق لن تنتج سوء أخلاق ، والأخلاق أصلاً مأخوذة من الحق والباطل وليس من الميوعة أو الروحانية .. لهذا القرآن لم يتكلم عن الأخلاق بقدر ما تكلم عن الحق والباطل ..

كل ما فعله الأنبياء مع أقوامهم هو تذكير بالأخلاق ، وليس صراعاً على عقائد ، لاحظ أنهم يقولون : اعبدوا الله وحده.. ويقولون أيضاً: لا تبخسوا الميزان ولا تقطعوا السبيل واتركوا اللواط ..إلخ من التذكير بالأخلاق.

لاحظ ذم الله للكفار في القرآن تجده يذكر مساوئ أخلاقية مثل : مناع للخير ، معتد أثيم ، عتل بعد ذلك زنيم ، الذين هم يراؤون ويمنعون الماعون ، يدع اليتيم ، الخ .. هذا يعني أن الدين أخلاق مع الخالق والمخلوقين والمخلوقات .. وهذا هو معنى الخير ، و يجب أن يُنـظـَر إلى رؤية الدين من خلال كونه أخلاقاً ، لا من خلال كونه أفكاراً جامدة كعقائد ..

النظرة الشيوعية نظرة أيديولوجية تقوم على فكرة وليس على أخلاق ، و لهذا فشلت .. الأخلاق تعني الإنسان ، والإنسان لا يعرف الفكرة حتى ترتبط بالأخلاق ، فكيف يصنفها بأنها حسنة أو سيئة إلا بموجب الخير أو الشر .. و النظرة إلى الخير والشر تعني الأخلاق  وتنتجها .

الفصل بين العقيدة والأخلاق له نتائج سلبية على الدين وليست في صالح الدين كدين بحد ذاته .. والإنسان أياً كان ينظر إلى أي عقيدة ما من وجهة نظر أخلاقية و ليست فكرية مجردة .. لهذا اتـّباع الحق ورفض الباطل من الأخلاق ..

كل ما تعتقده بدون أن تربطه بالأخلاق هو فكرة مجردة لن تفيدك حتى ترتبط بذاتك ، و لن ترتبط بذاتك حتى تـُفهـَم ، ولن تفهمها حتى تـُتـَرجَم  أخلاقياً .. و إذا كانت الأخلاق هي التي ترسم وتحدّد معالم العقيدة ، سيكون هناك انسجام ، وتكون هناك قوة اقناع وقوة جذب ..

رد على موضوع : "الاسلام دين لا يقنع.... ولكنه لا يدحض" ، في منتدى اللادينيين العرب ..



 قبض الريح :

تحياتي
المقصود باستحالة دحض الاسلام هو انه لا يمكن تفجيره من الداخل أي بابراز تناقضه الداخلي ،فمهما حاول المعترضون بيان عدم انسجام مقولات الاسلام بعضها ببعض، ومهما كانت الامثلة التي يقدمونها كدليل على ذلك..... فمحاولاتهم فاسدة منطقيا ،وهذاما يتعب اللادينيين انفسهم فيه وينجح المتدينون عادة في صد هجومهم..
ولكن لماذا ينجح الدينون هنا ويفشل اللادينيون؟؟
لانهم ببساطة لن يجدوا اية تناقضات ، ولكن لماذا؟؟
لان الاسلام ليس فقط القرأن لوحده ولا السنة لوحدها ، وكلاهما لا يشكل الاسلام الحقيقي، بل يجب ان تضيف اليهما عنصرا ثالثا هو التأويل او "التفسير، الايضاح، الشرح،الفهم الصحيح..." ، اجتماع هاته الثلاثة يشكل الاسلام الكامل،فما تراه انت تناقضا في القرأن او تناقض في السنة، او تناقضهما مع بعض ،او مع الواقع او العقل او الاخلاق... ليس صحيحا بل هو من سوء فهمك لمفهوم الاسلام، لأنك تغاضيت على العنصر الثالث في الاسلام والذي لا يكتمل الاسلام الا به وهو التأويل، وهذا الاخير كفيل بازالة كل ما تراه انت تناقضا وهاته الوظيفة هي من صميم مهماته
ويزداد الامر استغلاقا على منكر الدين حينما يدرك ان للتأويل شروطا صارمة،وضعها علماء الدين لا من خارج النسق الديني بل من داخله، فالنص مقدما على العقل ومعاييره القاصرة
إن الامتناع المنطقي هنا ليس في القضايا الدينية فحسب بل في كل موضوع من طبيعته ان لا يكون محلا للنقاش
ولعل الدين في عمومه هو النموذج الامثل لتلك المواضيع
وبمعنى آخر اذا كنت امام موضوع تحاول اثباته او دحضه، فلابد ان يكون الموضوع واضحا ،محدد المعالم لا يقبل التأويل ،فاذا لم يستجب الموضوع لهاته الشروط فمحاولتك بائسة لا معنى لها

المقصود بان الاسلام لا يقنع هو لانه يقول كل شيء
-
بفضل التأويل- ومن يقول كل شيء في الحقيقة لا يقول اي شيئ

احتراماتي

الرد :

لماذا لا تناقش التأويل نفسه ؟ وتدحضه ؟ مثلما دحضت النصوص كما تقول ؟

المشكلة التي تواجه اللاديني في دحض الإسلام هي منطقية الإسلام و واقعيته ، ولا يخرج الملحد واللاديني بعد مجهوده إلا بقليل من القشور التي يرفضها حتى عقلاء المسلمين ، بمعنى آخر : يعود ومعه بعض المفاهيم المتطرفة ، لكنه لا يمسك بأصل الدين نفسه ، أي لا يستطيع تخطئته ، ويعود بخفي حنين .. وهذا ما لاحظناه : يفوزون بالقشور وليس باللب .. والسبب الذي يجب أن يفكر فيه من يريد أن ينقض الإسلام من جذوره أنه سوف يكسر منطقيته وعقله هو في هذه المهمة الخاسرة .. {وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال} ..

وثمن إنكار وجود الله هو إنكار العقل وتمطيطه بطريقة لا عقلانية .. و بئس المكسب من هذه الغارة .. أن تعود وقد خسرت عقلك و معك بعض التطرفات والاجتهادات الخاطئة التي لا تكفي لإسقاط الدين من عيون أتباعه .. وإنما إسقاط تلك التطرفات المجتهدة التي يمتلئ بها الإسلام عبر مسيرته الطويلة ..

النقطة الثانية التي تـُضعف اللاديني والملحد : هي عندما يلتفت المسلم إلى العقلية اللادينية والإلحادية ليجد التناقض الصارخ وعدم العقلانية والخواء الروحي فيهما ، ولا يوجد من يبدّل أمه بجنيّة وعقله في رأسه .. و إن كان الإسلام مراً ، فالإلحاد أمرّ منه ، وإن كان فيه بعض ما يُرى أنه تناقض في لحمه ولباسه لا في عظمه ، فالطرح الإلحادي متهالك في هيكله العظمي وكسيح ومشوه في أصله وخلقته ، وميت وهو في بطن أمه ..

من أراد أن ينقض الإسلام عليه أن يقدم بديلاً أفضل من الإسلام ، و هذا ما لا يملكه الملحد واللاديني .. لنكن واضحين .. وشكراً للجميع ..