الخميس، 19 فبراير 2015

حول الدعاء والأدب فيه ..


ردا على سؤال زائر على مقال "لماذا لا يستجيب الله لدعائنا؟ وهل الحياة سيئة؟ وكيف نتخلص من التعاسة؟" : 


انا واحد من الناس الذين دعوا الله كثيرا كثيرا بدون مبالغه لم يستجيب الله لدعائي تضايقت وشعرت بالقهر العظيم واعود وادعوه ولا يستجيب لي اتصدق اصلي حتى اني استغفر الله باليوم ثلاثين الف مره اعطي الفقير واحن على المسكين ابر بوالدتي اقيم الصلاه حتى اني احيانا اسبق المؤذن الى المسجد واقرا القران كثيرا وكتيب اذكار الصباح والمساء في جيبي ومع هذا لم يستجيب لدعائي مع انه ضروري جدا لحياتي وكل هذا لم يجعلني انكر وجود الله لأنه هو حر ان استجاب لي لطف من عنده ورحمه وان لم يستجيب لي لا استطيع ان اخذ منه حاجتي بالقوه فهو اقوى مني وانا ضعيف الحاجه التي اريدها هي لله وليست لي ان اعطاني اياها اشكره وان لم يعطيني اياها فهو حر.لن اكف عن الدعاء حتى يستجيب لي وان مت لن اترك الدعاء اما ان يستجيب لي واما ان ادعوه حتى اخر انفاسي في هذه الحياه . ايماني بالله لا يزحزحه شي ابدا

الرد :

هذا الإيمان والأعمال الصالحة الكثيرة التي تفعلها لدرجة انك يوميا تستغفر اكثر من ثلاثين الف مرة، مع ان الرسول يستغفر حوالي مائة مرة كما ورد في حديث،  جميل بحد ذاته، ويستحق الشكر، لأنه من الله، ولا بد أنك دعوت الله أن يجعل إيمانك راسخا وإلى آخر لحظة في حياتك، واستجاب لك. أي مؤمن غايته ان يكون هكذا، (بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان)، ما هو هذا المطلب الذي اصبح الايمان والأعمال الصالحة وسيلة لأجل الحصول عليه و وقودا لأجله؟ مع أنها يُفترض أن تكون هذه هي الغاية. وها هي حياتك تسير، بدليل انك تسابق المؤذن وتبر بوالدتك وتتصدق وتستغفر بعشرات الالوف من المرات، هذا يدل على ان صحتك جيدة، وان لديك مال فائض تتصدق به.

ليس من الأدب مع الله ان نشترط عليه شيئا معينا يفعله لنا أو لغيرنا، وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم، اشكر النعم الكثيرة السابقة اولا قبل ان تضع الله في تحدي واشتراط، لماذا تدعو الله بشيء معين؟ هذا يدل على انك تعرف المصلحة اكثر من الله. ادع الله ان يختار لك أو لغيرك ممن تحب الخيرة والهداية وهي الاهم، في الدنيا والاخرة، وان يرضى عنك واسترح، لأن الله يعلم وانتم لا تعلمون. و دع شؤون الله لله، لأن اشتراط شيء معين على الله ليس من ادب الدعاء. حتى الانسان العادي يرتاح لمن يثق به ويفوّضه أكثر ممن يفترض عليه طلبات معينة يُقطع بأنها هي الأصلح ويُلح عليها بالذات، تخيل نفسك رب اسرة، تحب أن يطيعوك ويحترموك ويقدموا طلباتهم وانت تنظر الاصلح لهم وما تستطيعه، الله يستطيع كل شيء لكنه عالم بكل شيء ايضا وحكيم اكثر من حكمتنا، المهم ان يرض عنا، لا ان ينفذ طلباتنا، لأنه إذا رضي فهو أدرى منّا بما ينفعنا. هذا موقف المؤمن الافضل من وجهة نظري والاكثر أدبا مع الله وتفويضا له وتوكلا عليه. 

نضع في البال أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، وكل ما ذكرته هي أعمال طيبة وصالحة، لكن النفس، لم تتكلم عنها، ولا عن محاولة تغييرها.

أرجو أن تقرأ موضوع ذكر الله ومعرفته، فقد يفيدك.

هناك تعليق واحد :

  1. الله يشترط علينا ايضا ان نعبده ليدخلنا الجنه انتم تصلون وتعبدون الله بشروط وهي دخولكم الجنه كلامك بالاعلى وردك على الشخص السائل غير مجدي

    ردحذف