جانب من جوانب اعجاب
الناس بالقصص والروايات والافلام هو جانب التعلم، فمثلا ينظرون كيف العروس تلبس
وكيف يكون الاحتفال بها لكي يقتبسونه لحياتهم، وكذلك المواقف والتصرفات المفاجئة
وردود الافعال والرد على الكلمات والتهجم الخ، وكأنه يساهم في بناء شخصية الإنسان،
لأن كل إنسان يبحث عن القدوة الافضل في كل شيء.
جانب آخر : وهو
متابعة القصة والحبكة، لأن شيئا له بداية تريد ان تعرف نهايته والمداخلات التي
فيه، لأنه يوجد مثير أو مقدمة مثيرة ويريد أن يعرف الحل ، بحثا عن حاجات الشعور،
علّه يجد شيئا يساعده في بناء شخصيته. لهذا فالاطفال يعشقون القصة اكثر من
المتقدمين في السن.
وجانب آخر وهو
الشخصيات، وهو مهم جدا، لأنه مثير وجذاب ، كلما تنوعت الشخصيات كلما وجد الانسان
شخصية تعجبه، وهو تابع ايضا للبحث عن القدوة.
عند وصول الشخص الى
القدوة الطبيعي الذي يبحث عنه الشعور، يخف عنه الاهتمام بالقصص والروايات ، ويبدأ
يتحول النظر اليها الى متشابه، فهي افلام وقصص مختلفة لكنها في الاخير متشابهة.
من الدوافع ايضا :
تجريب النفس من خلال القصة، بحيث تجعل نفسك مكان البطل، وترى : هل سيقدم البطل رأيا
وتصرفا أفضل من رأيك ام لا. فتعمل نفسك "البطل الرديف" ، فإذا قدّم ما
هو اعلى منك ولا تستطيعه اصبحت الشخصية لا تُنسى ، وإذا قدّمتَ افضلَ منه (في
خيالك طبعا) سيتحول إلى دور ثانوي (كومبارس) ..
من الدوافع ايضا :
نصرة الفضيلة والحماس الذي يأتي ويزداد مع عقدة القصة وحبكتها، لهذا يصاب بخيبة
أمل عندما تُبتر القصة أو تنتهي نهاية غير سعيدة. و كل قصة لا يتضح فيها الخير أو الشر
فاشلة، والأفشل منها ما ينتصر فيه الشر على الخير ..
هناك دوافع شكلية وسياحية
مثل : التعرف على الأثاث والديكور والملابس ومناسبتها للمناسبات الاجتماعية،
والمعالم السياحية والآثار ، والبحث عن جديد في هذه الامور، وهذا الدافع عند
المرأة اكبر بشكل عام، بسبب ارتباطها بالمنزل والأسرة. ولا يعمم على الجميع، فهي تريد
أن تعرف العالم من حولها من خلال الشاشة او الرواية، كرحلة سياحية.
وايضا من الدوافع :
التعلم على الكلام، سواء من لغة ثانية او من نفس اللغة، لان الجميع في القصة
والفيلم لديهم حضور بديهة.
هناك ايضا دوافع
فكاهية، لانه لا تخلو القصة مهما كانت من موقف طريف أو شخصيات ظريفة.
ايضا الدافع
الثقافي، فلا بد في كل قصة من معلومات جديدة ، لأن كل قصة تركز على بيئة جغرافية
واجتماعية في زمان محدد، لأن الزمان والمكان من وحدات بناء القصة. هذا عدا اكتساب
ثقافة لغوية وعادات وتقاليد من مجتمعات اخرى ، بما في ذلك أمثال وعبارات واستعارات
وصور وطرق تفكير الى غير ذلك .. ولهذا صارت الافلام والروايات من اقوى عوامل نشر
الثقافة الغربية مثلا. فمدمن الافلام الغربية عادة يأخذ حياته الاسلوب الغربي.
ايضا من الدوافع :
تشغيل الخيال، وما يأتي به الخيال أجمل، بعبارة اخرى: أنت تستمتع بخيالك اكثر مما
يُقدَّمه خيال غيرك .. لهذا القصص التي نقرأها تُشبِع الناحية الخيالية اكثر من
تصوير نفس القصة على هيئة فيلم، لأنه يقلل دور الخيال، بل نصاب بالإحباط عندما تُمثَّل
قصص قرأناها. لهذا الاطفال يحبون الشخصيات الكرتونية اكثر من الشخصيات الحقيقية،
فمثلا قصة هايدي او روبنسون كروزو تمثل للأطفال بالكارتون افضل من شخصيات حقيقية
لا تجذب انتباه الاطفال، لأنها اقل في إعمال الخيال ..
إن الانسان يعيش في
الخيال اكثر من الواقع، أليسوا يقولون (لا حياة بلا امل)؟ والامل شيء لم يتحقق في
الواقع .. وهذا يدلنا على ان التفكير الواقعي البحت والادب الواقعي شيء لا تبحث
عنه النفوس، ولهذا هو فاشل، فالقصص الكلاسيكية والرومانسية تلاقي اقبالا اكثر من
القصص الواقعية، مع ان الموضة في الادب الواقعي. وهذا يكشف لنا اهتمام الانسان
بالدين والاخرة والحياة بعد الموت، وكأن شعور الانسان يعرف ان الواقع ليس نهاية
المطاف كما يريد الماديون والأدب الملحد الفاشل مع الانسان الذي رضي بالحياة
الدنيا واطمئن لها ولواقعها.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق