القرآن جد, وأسلوبه الجاد
يذكرك بجد الحقيقة والطبيعة, مثل الحريق التي إذا اشتعلت لا تداهن ولا تجامل, ومع
الجد مقترنٌ الجمال, مثل البحر والوادي والسيول, فكل شيء موجود في الطبيعة, جميعا
يأتي الجمال والقسوة والرقة.. جمال وجلال.. جمال مع خوف ومع رجاء.. مثل الرعد ومثل
الصواعق هنالك جمال وخوف ورجاء وكل شيء.. إلا الهزل, فالهزل هو الشيء الوحيد غير الموجود
في الطبيعة, {وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين}, كل هذا هو الطبيعة
وكل هذا موجود في القرآن: {إنه قول فصل وما هو بالهزل}. ولاحظ أن القرآن يصف
الكفار بأنهم يلعبون. هذا الفصل بين الجد والهزل يكفيك لتصدق بالقرآن, فهذا الفصل
لم نعرفه في الفلسفات ولا في الأديان الأخرى, والضحك كله أساسا هو ضحك على عدم
الجدية. الشعور الإنساني جاد ولا يلعب حتى لو لعبت أنت, وكلما تقترب من الحقيقة
كلما تكون جادا أكثر.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق