الخميس، 27 يونيو 2013

فكرة وتعليق : تعميم منطق المخالفة




ليس صحيحا ان اي امر او نهي في القرآن الكريم للذين امنوا انه كان متفشيا عكسه بينهم كما يقول البعض، مثلا آية {قل للمؤمنين يغضوا من ابصارهم ويحفظوا فروجهم} فعلى منطق المخالفة يعني هذا ان المؤمنين كلهم كانوا لا يغضون ابصارهم ولا يحفظون فروجهم ! وهذا تعميم خاطئ جدا ، و الا فكيف يكونون مؤمنين وكل هذه الموبقات موجودة فيهم ؟ اذا قال المدرس لتلاميذه : ذاكروا ولا تكسلوا ، لا يعني هذا انهم كلهم كسالى ولا يذاكرون ! لكن يوجد منهم من يفعل ذلك . فهذا الامر يحفّز النشيط و يزيده نشاطا وينبه المهمل . واذا قال القرآن {يا ايها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على اهلها} فعلى منطق المخالفة أن العرب كانوا يدخلون بيوت غيرهم بلا استئذان ولا سلام ! و هذا امر لا يعقل ! لأن الناس يختلفون في حيائهم واخلاقهم ، ولا يشمل الناس حكم واحد .

تطبيق هذه النظرة وتعميمها على اوامر القران الذي نزل على العرب قد يحمل شبهة شعوبية تريد اظهار العرب بشكل غير اخلاقي . اذا عممنا اوامر القران ونواهيه للذين آمنوا على مبدأ منطق المخالفة ، ستكون النتيجة أن العرب يزنون لان القران نهى عن الزنا وانهم يقتلون لانه نهاهم عن القتل ، ويفسدون في الارض لان القران نهى عن الفساد في الارض ، ويدخلون بيوت غيرهم بلا استئذان لان القران نهاهم عن ذلك، وانهم يأكلون من خبائث الارض لان القران يقول كلون من طيبات ما رزقناكم، وهكذا نجد انه تطبيق غير منطقي ويحمل اساءة لاي امة يطبق عليها هذا المنطق.

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق