الثلاثاء، 25 يونيو 2013

حوار حول الله والأديان ومدى صحة الإسلام.. الجزء الثالث.



الجزء الثالث من حوار الوراق مع ابنة أبي نواس

اقتباس من الوراق :

والحساب في الآخرة على النية وليس على أحكام وقوانين . وإلا فلماذا يغفر الله لمن يشاء ؟ حتى لو كان مذنبا ؟ ولا يغفر لغيره ؟ لأنه يعلم النيات ، وهو عادل ، فالمسألة نسبية , والناس متساوون في موضوع النية ، ولا أحد يستطيع أن يفرض على أحد نية و اختياراً ، وإن كان يستطيع أن يفرض عليه عملاً .

ابنة ابي نواس :

اذا السالفة على النيات احجز لي كرسي جنبك في الجنة 
وعن نفسي ما اقدر اوعدك الا بتمنياتي بقلة الدود في الغرفة الأخيرة 
الاعمال ليست بالنيات فالقرآن يقول (وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا)
الزنا بنية طيبة مليئة بالحب والتصالح من الشريك والمجتمع لا يمنع الخلود في جهنم !

الرد :

وبالرفاه والبنين ايضاً !! وما دخل الزنا بالحب ؟ فالحب شعور راقي ، ارقى من شهوات الجسد ، والمحب الحقيقي يرى في محبوبه او محبوبته ملاكا لا يكاد يضع عينه بعينه ، والحب لا يكون مع اي احد ، ولكن الجنس غريزة حيوانية ويمكن ان يكون مع اي احد تقريبا من الجنس الاخر ، و لكل من الحب والجنس مواصفاته المطلوبة ، والتي تتناقض احيانا ، فالماديين يفسّرون الحب بالجنس ، لانهم لا يعرفون إلا الجنس ، متصورين ان العشاق يعانون من شبق جنسي يودي بهم للبكاء او الانتحار ، وهذا يدل على سطحية الفكر المادي الدائمة ، وارتباطه بالمظاهر ، ولذلك تتشابه الامور عليه كثيراً ، خصوصا فيما يتعلق بالانسان ، ولا يحسن التفريق بينها ، لانه يعتمد على العقل فقط ولا يعتمد على الشعور ، وبالتالي تاتي اجاباته نصفية وسطحية . وهو فكرُ في الحقيقة لا يصلح للانسان ، ومستواه اقل ، وسوف يتطور عنه الانسان وتتجاوزه البشرية يوما من الايام .

وعلى أي اساس سمي الزاني الاخر شريكاً ؟ قصدك شريك بالزنا وليس شريكا بالحياة ؟ لان شريك الحياة هو الزوج هاو الزوجة . 

والذين يمارسون الزنا ، هل هم يمارسونه بدون نية زنا حتى لا تكون الأعمال بالنيات ؟ النيات الطيبة لسنا نحن من يحددها . وبهذا أنتي جرّدتي الله من تمييزه الطيب من الخبيث ، و صرتي الآن تميزين الخبيث من الطيب ، وقبل ذلك كنتي تعرفين الضار والنافع بشكل كامل !! بينما أنتي لا تفرّقين بين الحب والجنس ! وحتى اشياء عادية واقعية لا تعرفينها ، مثل أن الإنسان يبحث عن الله في لحظات الخطر اكثر من بحثه عنه في حالة الترف ، بعكس ما تتصورين انه ابعد ما يكون عن التفكير في الله وهو في حالة جوع او خطر . وتصورتي ان البجث عن الله تطور عقلي مرافق للحضارة والترف ، وهذا تماما غي رالواقع ، فكلما ترف الانسان كلما ابتعد عن الله ، (واذا اردنا ان نهلك قرية امرنا مترفيها ففسقوا فيها ) ، و تصورتي ان الاطمئنان والصحة النفسية - والتي هي مشكلة العصر - بقلقها وكابتها وانتحارها مسالة تافهة ، لا تحتاج اطباء ولا مصحات ولا ايمان ولا يحزنون . كل ما في الامر فقط ان يريدوا ان يكونوا مطمئنين فيكونوا كذلك ، من وحيك كما تخيلتي نفسك مينيرفا : كن فيكون !! متناسية ان كل الاوجاع النفسية هي مثل الالم الجسمي ، منبهات لوجود خلل في مسيرة الانسان ، واخلاقه وافكاره بالذات ، مع نفسه ومع غيره ومع خالقه بالذات . ومتناسية ان النية هي قصد صادق للفعل (تعريف) ، وليست كلمة نقولها : "نحن نريد الخير!!" ، ثم نفعل بموجبها ما نشاء ! حتى لو كان شرا .

لو كنتي تتكلمين عن احترام الحب والزواج المبني على الوفاء ، لايّدك كل الناس ، ولكنك تتكلمين عن فاحشة ينفر منها كل ذوق سليم ، وليس الزناة محترمون في العالم كله ، إلا ممن هم مثلهم ، (انه كان فاحشة و ساء سبيلا) ، هناك سبل شرعية افضل منه ، حتى في المجتمعات التي تجيز الزنا ، لا تُحترم فيه المومسات بقدر ما تحترم ربات البيوت الشريفات ، بغض النظر عن الدين . وإذا اردتي ان تعرفي صحة فكرة فعمّميها ، سترين ان صورة الحيوانات تعود مرة اخرى لتفرض نفسها . تصوّري كل الناس تزني ببعضها ، دون استثناء لمحارم او لغير محارم ، والشبه كبير في هذه الحالة مع الحيوانات ، وعدنا للأغنام مرة اخرى .

التعميم سيجعل أي لقاء بين ذكر وانثى بدافع غريزة ، مجرد دقائق ويفترقان ، ليلتقيان مع اجساد اخرى . هذا شيء مقزز للنفس ، لأنه يؤثِر الغريزة الحيوانية على الشعور الانساني الراقي . وكل مرة تؤثَر الغريزة الحيوانية على الشعور الانساني (قانون) ، فالناتج يكون رذيلة ، مثل من يأكل بدافع الجوع قبل أصحابه ، فسوف يرذلون عمله هذا ، فهو آثر الغريزة على الفضيلة . ومن هنا يبدو قبح الزنا في أحد وجوه القبح .

هذا الوضع البئيس لا يقارَن بالزواج المبني على الحب ، حيث تشبع العاطفة الانسانية اولا ، اما الزنا فيشبع الشهوة الحيوانية اولا ولا يشبع العاطفة الانسانية ، لان النية مقصودة للغريزة اولا وليست للشعور ، فكلاهما يكذب على الآخر لأنه غير مستعد للارتبط به ، ولو كان يحبه لارتبط به . ومن تهمّه الفضائل لا يقبل الفكرة إلا بعد نجاح تعميمها : عمّم و اقبل (قانون) . واعتمادكِ على فكرة رضا الطرفين ، اذا عممناها ، لا نجدها سليمة ولا مقبولة عندك حتى ، مما يدل على الانتقائية  ، فطرفان يتعاطيان المخدرات فتمسكهما الشرطة ويرفضهما المجتمع ، وطرفن يقتتلان برضاهما فستتدخل الشرطة ويرفض فعلهما المجتمع ايضاً ، و طرفان يلعبان القمار بارزاق اولادهما ، سينفر منهما المجتمع ويكرههما ، مع انهما متراضيان وغير مجبورين ، وطرفان يريدان الانتحار برضاهما طبعا ، على ان يقتل كل منهما صاحبه ، فسيتدخل المجتمع بمؤسساته لمنع كل صور هذا الرضا . و اب يبيع ابنه او ابنته برضا الاطرف الثلاثة ، فسيتدخل المجتمع ، وهكذا . ففكرة الرضا إذاً ساقطة بالتعميم ، و ليس شرط رضا الطرفين بحجّة ، واذا تراضا طرفان على رذيلة فهل هذا تشريع كافي للرذيلة ؟ الحروب تقوم برضا الطرفين ايضاً .

والحب هو حاجة لإرتباط ، فلماذا لا يكون زواجاً بدل الزنى إن كان حبا حقيقيا ؟ وإلا فليس حبا حقيقيا بل بدافع الغريزة . لأن من لا يحب ان يرتبط ، فليس بمحب حقيقي ، فكل حب يقتضي الارتباط . والزنى عبارة عن خيانة متفق عليها من الطرفين .

تعقيب اضافي : نعم غرفتك موجودة ورحمة الله أوسع من السموات والأرض, هل أنت فعلا صادقة في النيات الطيبة حتى لو لم توافق مزاجك في كل الأحوال؟ أم أن النية الطيبة هي ما يوافق مزاجك؟ عمر المزاج والهوى ماحدد الطيب من الخبيث بل يحدد المتعة من عدمها .

وقبول فكرة الزنا بالتراضي يجر لقبول ما بعده مثل انتشار العري وانتشار اللواط والسحاق وزواج المثليين وزواج الحيوانات الثديية كأن يتزاوج رجل مع كلبة أو إمرأة مع خنزير وكل هذا حدث في المجتمعات التي أباحت الزنا, لأن الغريزة الجنسية مبنية اساسا على التنوع, والملل يدفع إلى تجارب جنسية جديدة حتى تدفع بالمجتمع إلى وضع منحط, لأن الغريزة الجنسية ليس لها حد وليس لها إشباع مثل النار التي لا تشبع, فالشخص يتعب ولكنه لا يشبع والذي يوقفه هو التعب أو النوم وليس الشبع. وهذا مختلف عن غريزة الأكل فهي الغريزة الوحيدة التي لا يمكن إشباعها .

ثم إن أي شيء يوضع في الصدارة وهو لا يحتمل هذه المكانة سينتج ملل يدفع إلى التغيير والتنويع في الوضعيات, ولأن تأثير الجنس فعال وسريع سيتحول الإعلام شيئا فشيئا إلى إعلام جنسي وهذا ماحصل.

ستستمر الممارسات الجنسية مع كل الأشياء والحيوانات, والحشرات هي الحد التي ستقف عنده ممارسة الجنس وفعلا هذا الحد الذي وقف عنده الغرب, وبدأوا ينشرون ثقافتهم الجنسية على شباب العالم ..فالجنس في المجتمع الغربي تعظم وتضخم حتى العلاج صار بالجنس, وأفكار اليهود وعلى رأسهم فرويد هي التي فتحت الباب بشهادة الغربيين أنفسهم حيث انتشرت الصور العارية في الشوارع بعد كلام فرويد عن الكبت الجنسي. الجنس هو شيء يمكن أن يسيطر كأن تعرض على شخص مشاهد مثيرة سيستمر تفكيره في الجنس وستكون الحياة نوم وجنس لأنها غريزة قوية, لهذا أمر الله بالعفاف والحجاب , فهو مخطط رهيب لتدمير الشعوب. تصور شباب تعرض عليهم المشاهد الجنسية ليل نهار, هل يستطيعون أن يفكروا بشيء آخر؟ إذن هذا عبارة عن عملية غسل دماغ , من الصعب على شاب يتابع قناة جنسية وينتقل بعدها لمتابعة قناة علمية أو أخلاقية! لهذا الإسلام حرم العري والإثارة الجنسية وكل مقدمات الزنا ( ولا تقربوا الزنا ), بهذه الحالة يستطيع أن يعيش الإنسان بسلام بدون التأثير الشديد أو المغاطيس الجنسي وسياط اللذة, وبهذه الحالة يمكنه أن يعمل ويتمتع بحريته من هذا القيد الحيواني وهذا ما أراده القرآن للمجتمع. والنفور من الجنس هو نفور من الممارسة ولا يعني أن الشهوة انتهت.

يشعر الإنسان بانحطاطه وهو يقوم بعمل حيواني لا ينتج فكرا ولا علما والجنس غير إنساني بل حيواني والإنسان يكره نفسه كلما رأى نفسه حيوان  , فالهوايات مثلا لو كان يحب السيارات لبحث عن شيء آخر لأنهم وضعوا هذه الأشياء في الصدارة وهي لا تستحق, والتقزز يأتي من كثرة الممارسة الحيوانية والوضعيات الجديدة التي يفرضها الملل , مما يثبت سخافة فكرة فرويد  عن الكبت وذلك أن الغريزة الجنسية لا تشبع .

وإشتهاء الحيوانات دليل على عدم وجود حل, يمكن أن يشبع من الممارسة لكن الغريزة لا تشبع , وليس لها حل إلا بالانصراف عنها وإعطاء الشعورات الأخرى حقها  ..حتى صار يطغى على الفن والأدب والفكر وعلم النفس مما أنتج ضحالة وغباء وكسل يشتكي منه التربويين في الغرب بل حتى ضعف القدرات العقلية , والجنس يفقد لذته بهذا الشكل, أي كثرة الإمساس تفقد الإحساس, فاللباس الذي كان يثير في الخمسينات  مثلا لم يعد مثيرا عندهم في هذا الزمن  وهكذا خطوات شيطان تقود دائما إلى الهاوية, فكل شيء جنس في جنس والغريزة لا تقف عند حد ولا تشبع .

أي شيء يسيطر على الانسان ويصعب فكاكه منه ، سيكون مجال للاستغلال ، وإذا كان ذلك الامر مشتركا بين الجماهير سيكون إذا نقطة استغلال وابتزاز ، عن \طريق المنتجين والمسوقين وبيوت الدعارة ، والمرأة غالبا تستغل الرجال وهي المستفيدة وهي المغرية ايضاً ، إذا فهي المسؤولة الاولى عن هذه الرذيلة لانها هي المستفيدة الاولى غالبا ، ماديا ومعنويا .

وغريزة الرجل دافعة ، وغريزة المرأة سالبة (مستقبل) .

والنفس راغبة إذا رغّبتها   وإذا ترد إلى قليل تقنع

في رأيي أن الإنحدار الجنسي وتعاظمه في الغرب سيحدد طبيعة عقول و طاقات الأجيال القادمة هناك لأن الإنحدار ولتوسع والتفسخ مستمر ومتسارع ويفيض على العالم ، لا ننسى أن الغرب قبل عقود لم تكن حاله متفسخة إلى هذا الحد ، فضلا عن القرون السابقة للحضارة الغربية ، كاحتشام الملابس المشاهد في أفلام الكاوبوي القديمة . الإنحدار الجنسي  يحول الإنسان إلى حيوان ، فذكور الحيوان المعدة للتلقيح ليس لها في الحياة إلا الأكل والتلقيح ، فمتى سيفكرالإنسان الذي وضع في هذا القفص الجنسي وكل وقته جنس في جنس ، وإثارة في اثارة . والتفنن في عالم الجنس لا حد له بحيث أصبح عالما له تقنياته المتنوعة ، وسيكون هو العالم الغربي فيما بعد بسبب تأثير الإعلام الممنهج لهذا الشيء , وهذا يذكرك بحال قوم لوط الذين أسرفوا في الجنس ، مما أفضى بهم إلى الجنس المثلي لدرجة طمعهم في أي وافد إلى بلدتهم قبل أن يفكروا فيه عقليا وماعسى أن يكون لديه ، وهذا يدل على التردي العقلي الذي وصلوا إليه بسبب  الإفراط في الجنس المقبول من الجميع .

ففي الوضع السابق كان الجنس يمارس في الخفاء والعمل والتفكير في العلن ، فكيف ستكون الحال عندما يمارس الجنس في العلن ولم يكن في الخفاء عمل ولا تفكير الا بالجنس غالبا  .

ان منهج القرآن أحكم وأصوب بمطالبته بغض البصر وتحريم الاغراء على النساء واظهار الزينة ، لأن الغريزة تشغِل وتتعِب ولا تشبع ، على عكس منهج فرويد المطالب باشباع اللذة الجنسية ، متوقعاً أن لها آخر أو حد ، والحقيقة أنه كما قلنا ، لا يوجد شيء يدعى كبتا جنسيا . فمحاولة إشباعها مثل ملاحقة السراب بعد ان تكون قد اذهبت المال وعرضت الشخص للاستغلال و اضرت صحته وعقله ووقته ، ثم تعاود هذه الرغبة من جديد وكأن شيئاً لم يكن . القرآن كذلك لم يطالب بالابتعاد عن مثيرات اي غريزة اخرى سوى غريزة الجنس .  

أنتم تبحثون عن اللذة كما تدّعون ولكن ليس طلباً لها ، بل هروبا من الألم الذي تعيشونه ، وهذا ينتج الاسراف في الفواحش بشكل منفر ، وكل اسراف منفّر اصلاً . وكلما زيّن الشيطان شيئا و فُعِل ، زيَّن لما بعده ، بحركة انحدارية .

وكل فكرة تجعل الإنسان في وضع واحد مع الحيوان ، هي فكرة مقززة (قانون) ، والانسان كافح طويلا ليثبت اختلافه عن الحيوان . بينما أنتم تريدون أن تساووه مع الحيوان بفكر مادي رجعي . والعجيب أنكم تنادون بالتطور وتؤمنون بنظريته رغم هذه الرجعية إلى عالم الحيوان الذي تطورتم منه كما تقولون ، مما يثبت بطلان نظرية التطور للافضل بعد هذه العودة إلى الحالة الحيوانية ، وعليه ، فماذا سيكون التطور اللاحق ؟ هل سيكون لعالم القشريات ؟ أنتم لا تحبون ان تأكلوا وتشربوا بنفس طريقة الحيوان ، ولا شك انكم لا تقبلونها ، فما بالكم تقبلونها في سلوكه الجنسي ؟ وحرية الزنا تجعل المجتمع الانساني سواء بسواء مع المجتمع الحيواني اذا عممنا الفكرة ، والتراضي موجود ايضا في عالم الحيوان . بل أنتم تروّجون لحيوانية الإنسان كأساس يجب أن يُبنى عليه النظر للإنسان من كل النواحي وليس في ناحية الجنس فقط ، وتعلنونها صريحة ، مقللين عدد الأنواع بحيث تصبح حيواناً وحشرات فقط ، بدلاً من انسان وحيوان . وهذه هي الرجعية ما دمتم تؤمنون بالتطور . ودعوى حرية الزنا (والتي تعني الشيوعية الجنسية) ، التي تنادون بها ، هي من صميم هذه الرجعية .  فالانسانية لن تستمر في قبول هذا الفكر الذي يحاول الحط من قيمة الانسان وتجريده من تميزه الانساني الرائع .

والزنا لا يدل على وفاء ، فالزاني والزانية بعبارة أخرى خائن وخائنة متفقين على الخيانة مقابل ان يسكت كل واحد على الآخر بدافع المصلحة ، وهي اللذة المشتركة ، وغير محترمَين للشعور الانساني ، وخاليان من الوفاء ، لان الانسان اذا استسلم لغريزته ، فهو يحب ان ينوّع ولا يحب البقاء على طعام واحد ، فينتفي بهذا الحب ، لأن الحب يحتاج لوفاء .

الحب خلق ، والجنس غريزة مادية . هذا غير قضية تفكك المجتمع والاستغلال والابتزاز العاطفي وانتشار الامراض والاضطرار لاعمال غير انسانية كالاجهاض أو التخلص من اللقطاء وضياع الانساب وكثرة الايتام ، وانتشار الزنا يسبب الشك الدائم بين الزوجين ، ويثير مشاعر الغيرة التي تسبب مشاكل اجتماعية كبيرة ،  ولا يوجد فائدة بيولوجية منه ، لأنه ليس مبني على اساس تكوين اسرة ولا انجاب اطفال ولا على اساس اخلاق و وفاء . فالزناة لا يوفون ، لان الغريزة تحركّهم ، والغريزة تحب التنوع . وبعد كل هذا تتحدثي عن الزنا بنية حسنة !! بل اريد أن أعرف ما هو النية السيئة بنظر مانيرفا إذا كانت توجد في قاموسها الالهي ؟

اذا لم يكن للاخلاق مرجع كما هو القران عندنا ، فان اللذة والمصلحة والاعتياد تذوِّب الاخلاق ، ( حتى يرى حسناً ما ليس بالحسنٍ )  

فنحن هنا ندافع عن الانسان قبل ان ندافع عن الاسلام ، ونحاول ان نفك عن عنقه اغلال المادية المقيتة التي خنقته او تكاد .

اقتباس من الوراق :

فمحكمة الآخرة ليس القضاة فيها جماعة محلفين من البشر يحكمون على الأعمال والأدلة الظاهرية ، فصعوبة فهم الملحد الغربي لموضوع الألوهية لأنه ينظر إلى الله إلى أنه بشر أو رجل وليس إلهاً ،
حالة الألوهية غير حالة البشرية ، ومن هنا تخرج التناقضات الحادة في موضوع الألوهية ، والأسئلة الإلحادية المتكررة : من أوجد الله؟ لماذا لا يساوي الفرص بين الناس؟ كيف سيحاكمهم ؟ هو متكبر لأنه يريد العبادة ؟ لماذا يصنع الزلازل والبراكين؟ لماذا لا يصلح الدنيا ؟ لماذا لا يشفينا من الأمراض؟ لماذا لا يجعلنا خالدين ؟ لماذا يعذب من لا يطيعه بالنار؟
وهذا طبعاً بسبب تأثير أفكار الديموقراطية والنفور الشديد من الديكتاتورية ، فهذه الأفكار تشبه الله بالديكتاتور البشري ، وكأنه رئيس دولة ، وإن لم يحقق مطالبهم فإنه معزول ، ويستبدلونه بالعلم (كمرشح جديد) لعله أن يحقق مطالبهم التي عجز الإله أن يحققها! الشيء المهم دائماً هو أنانيتهم و مطالبهم المادية وليست الأخلاق مع الله ومع المخلوقين .
ابنة ابي نواس :

أتفق معك جزئيا
محاكمة الله بهذه الأسئلة سببها النظام الاجتماعي والسياسي المتغير
ولكن لا تنسى أن الله اتخذ النظام الاجتماعي والسياسي رداءً حينما عرّف عن نفسه بأن له كرسي وعرش
وأن الملائكة يحملون عرشه وينفذون أوامره كصورة مألوفة لأي ملك ذو حاشية من القرون الوسطى
ولكن صدقني الدافع لهذه الأسئلة ليست الأنانية بل الخوف على المجتمع ومحاولة الارتقاء
المنظمومة الدينية تؤثر في لاوعي الجماعة والأفراد المؤمنين بها
ولذلك تحتاج هذه المنظومة إلى الإصلاح والتشييك عليها بين الفينة والأخرى لأن تأثيرها أبعد من تأثير صفقة بين الله والفرد
على سبيل المثال لا الحصر : المفاهيم الدينية التي تقبل الخنوع للإله تسهّل الخنوع للحاكم الظالم
المفاهيم الدينية التي تصطفي قوم وتفضلهم .. تسهّل اعتداءهم على غيرهم
وهكذا

أما الأسئلة التي ذكرتها فهي تحتاج لإجابة ..
والبحث عن دوافع وبواعث الأسئلة ليس جوابا لها كما تعلم

الرد :

الله سمى نفسه متكبرا مع أنه ذم المتكبرين ، وضع الالوهية – اكرر – ليس كوضع البشرية ، إذا تكبر البشر وجعل له حاشية وعرش ولا يُسال عما يفعل وشعبه يسالون ويحاكمون ، فالوضع هذا غير مناسب لبشري ، ولكنه مناسب لإله ، لأن الله كبير حقاً ، وهؤلاء الاباطرة والملوك ليسوا كما يحبوا ان يصوروا انفسهم ، فالله سمى نفسه المتكبر والملك والجبار والعزيز ، هذه صفات حقيقية وليست ادعاءات ، ولكن اذا فعلها البشر فهم يدّعون وليست بالحقيقة ، لأن الموت يختطفهم من بين قصورهم وحاشيتهم ، ويرميهم في المقابر مع مساكين شعبهم بسواسية ، وكانه يقول لهم : انتم مثل غيركم ، ولا ميزة لكم على غيركم ، والله حي لا يموت ، ولا أدري ما العلاقة بين ان يكون لله ملائكة ، وان تكون رفاهية البشر والمجتمع هي الغاية وليست الفضيلة !! فهو لم يخاطبنا كمجتمع الوهي ونظام سياسي متقلب مقابل مجتمع بشري ، هو خاطبنا كمفرد (الله) وهذا ما تصوّرينه بأن له ملائكة وعرش ، نحن بشر مقابل واحد هو الله وليس مقابل مجتمع سماوي ونظام سياسي . فالله يقول : (أدعوني استجب لكم ) ولم يقل : ادعوا اي ملك من المجتمع السماوي . وهذا فرق بيننا : أنتم تبحثون عن الرفاهية والتنعم لمجتمع ديموقراطي يحكمه الشعب كمطلب اول ، ونحن نبحث عن الحقيقة والاخلاق كمطلب اول .

ثم كيف اصدقك والمسألة هي مسألة بحث عن مصالح ورفاهية ؟ وهل هذا بعيد عن الانانية ؟ عدم الانانية في البحث عن الفضائل وليس في البحث عن التنعم في مجتمع ، فكل فرد سيصله طرف من هذا التنعم ، واحترام المصلحة العامة لا ينفي الانانية . وكلمة الرقي كلمة غير واضحة ، الرقي كما أراه هو انتصار للانسانية والاخلاق ، والرقي كما ترينه ويراه المادي الغربي هو مزيد من التنعم والوفرة الاقتصادية والسيطرة على الطبيعة والشعوب الاخرى ، وبيننا لا زال الفرق قائماً . في نظري : لو اصبح الانسان لا يعمل شيئا بيده ، وخضعت المادة له وخدمته ، فليس هذا برقيّ ، مهما كثرت تقنياته ، لأنه خدم جسمه ولم يخدم شعوره وانسانيته ، بل أذلهما مقابل الجسد المادي ، فهو مزيد من الانحطاط . والعجيب انكم – اصحاب الفكر الغربي - تكرهون صورة الدكتاتور الامبراطور وانتم تتمنونها لكم ، ان فردا و ان مجتمعا ، فهو يفعل ما يشاء وله حرية مطلقة ويخدمه المال والخدم ، وهذا مطلبكم ، فتكرهونا لغيركم ونتمنونها لانفسكم ، وهذا من التناقض ان احب شيئا واكرهه في نفس الوقت ، وكل مجتمع مادي يريد ان يكون دكتاتورا على المجتمعات الأخرى بل وعلى الطبيعة وليس على افراد المجتمع ، وهذا واقع المجتمع الغربي ، فهو دكتاتور على المجتمعات الأخرى وغير ديموقراطي معها ، في نفس الوقت الذي يعامل افراده بديموقراطية الى حد كبير ، فصار هناك تواطؤ عام على هذه الفكرة : "لا يكون احد علينا دكتاتور ، ويكون مجتمعنا كله دكتاتورا على غيره من المجتمعات ، ولا باس في ذلك" .

الدكتاتور ينعم بالوفرة والخصوبة والرفاهية ، وهي المطلب الذي تسعون لأجله وتدورون حوله ، وهذا تناقض مضحك في الفكر الغربي ، وهذا يجعلني اشير الى الخطا الذي وقعتي فيه بجعل المجتمع معيارا للصواب والخطا في موضوع الزنا السابق ، عندما قلتي برضا الطرفين والمجتمع . ففي الغرب ، المجتمع هو معيار الفضيلة والرذيلة والصواب والخطا ، بموجب الاغلبية من الاصوات ، وهذا المعيار غير سليم لمعرفة الخير والشر ، فالمجتمعات تهمها مصالحها اكثر من قضية الفضيلة او الرذيلة ، هذه المجتمعات الغربية وافقت على شرور كثيرة ، من ابرزها الاستعمار وبيع فلسطين وانتهاك سيادة الدول والشعوب وغيرها كثير ، ولو انقطعت سلعة ضرورية عن ذلك المجتمع وهي موجودة عند دولة ضعيفة لا تحب ان تبيعها ، ألن يعلنوا الحرب عليها واحتلالها بموافقة الاغلبية ؟ اكثر الناس لا يامرون بالخير قدر امرهم بالمصلحة ، (وان تطع اكثر من في الارض يضلوك عن سبيل الله ) ، ولم يقل يضلوك عن المصلحة العاجلة ، وهكذا الشان دائما ، فراي المجتمع سينتج اهتماما بالرفاهية والوفرة ، دون السؤال عن : من اين جاءت هذه الوفرة ؟ فالأغلبية لا تهمه الاسئلة الاخلاقية ، بقدر ما يهمهم حل المشكلة المادية وامتلاء مخازنهم بالسلع الرخيصة والمواد الخام لمصانعهم .

واذا استعرضنا المجتمعات ، نجد ان كلا منها يتميز بمساوئ او ايجابيات لا توجد في المجتمعات الاخرى ، وهذا يشير الى فكرة التواطؤ الاجتماعي ، فكلما صار الموضوع يحمل مصلحة او في رفضه مضرة ، يتواطأ أغلبية المجتمع على قبول تلك الفكرة او السكوت عن الخطأ ، على طريقة : (اسكت عني واسكت عنك) ، إلا نزرا قليلا ممن يحبون الحقيقة لا يلتفت لهم وهم الذين نراهم في المظاهرات الغربية قليلة العدد ضد غزو العراق مثلا . ولو كان المجتمع مقياس الفضيلة لأصبحت المجتمعات متساوية في هذا الشان وليس بينها تناقض . إذا فالمجتمع ليس مقياسا دقيقا للفضيلة والرذيلة ، حتى لو تقبل الرذيلة ، فلا يعني ذلك انها تحولت إلى فضيلة . وانك ان يكفيكي قبول المجتمع فهو لا يكفيني ، لأن هناك رذائل في المجتمع تنتقدينها انتي في المجتمع ، فكيف يكون مقياساً والمقياس ذاته عائب ومنقود ؟ 

وتعقيبا على موضوع الزنا : الآية تقول : وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً [الفرقان : 68] ، وكلمة (ذلك) تعني كل السابق ، وليس فقط الزنا ، لأنه لم يثبت ان الزاني مخلد في النار كما تحاولين ايصاله ، هو لم يثبت كما ثبت أن قتل النفس بغير نفس جزاؤه الخلود في جهنم ، وهذا من شدة حماية الإسلام لحق الحياة . فقاتل الحياة مخلد في النار ، وقوله : يفعل ذلك ، ولم يقل ينوي ذلك ، فهذا من رحمة الله أنه لا يحاسب على النية السيئة قبل تنفيذها ، ويجزي على النية الحسنة  حتى لو لم تنفّذ . ولا يوجد فعل بلا نية مسبقة ، واظن ان هذا منطقي ، إلا النسيان ، والنسيان ليس فعلاً ، وحتى المجنون ينوي ما يفعل ، ولكنه لا يدرك نتائج ما يفعل .

اتفق معك على موضوع التشييك المستمر للمفاهيم الدينية ، بل واطالب به ، وهذا خير من التطرف بنفي الدين كله دون محاولة اصلاحه ، فما لا يؤخذ كله لا يترك كله . ولكن بالنسبة لفكرة الخضوع لله وأنها تجر إلى فكرة لخنوع للبشر أو الحاكم الظالم ، فهذه فكرة غير منطقية ، فلو جئنا بفرد يخضع لدكتاتور او رئيس قبيلة ، فهل هذا يعني أنه سيخضع للدكتاتور الآخر في المجتمع الآخر ؟ طبعا لا ، لأن مكان الخضوع ممتلئ ، أي يوجد من يخضع له ، فكيف يخضع لضدّه ؟ إن من خضوعه له ألا يخضع لغيره ، وغيره يعني ضده ، إذاً من يخضع لله حقيقة لن يخضع لغيره ، لأن مكان الخضوع أصبح مملوءا ، وأما صاحبنا ذاك الذي خضع للدكتاتور الدنيوي ، فربما ياتي دكتاتور اقوى من الاول وينهيه ، فيخضع رفيقنا له ، أما الخاضع لله ، فلن يأتي دكتاتور أو غيره ليغلب الله ، اذاً سيستمر غير خاضع لأحد إلا لله ، وهذا هو المنطق إن شئتِ . وهكذا يرتفع الإنسان بالاسلام لله عن مستوى الخضوع  للبشر ، فالمسلم الحق – وليس بالهوية -  سلّم حياته لله الملك المهيمن ، والله ليس من البشر ، ليبقى البقية كلهم يخضعون للبشر بشكل أو بآخر ، تماما مثل حالك ، ولا أحد سالم من ذلك ، فأنت خاضعة لمفكري الغرب وترددين كل ما يقولون وتدافعين عنهم ، وربما كنتي قبل ذلك خاضعة لغيرهم من البشر ، ربما لمجتمعك الخاص ، ولو جاء فكر آخر وانتصر على هذا الفكر ، لخضعتي للقوي الجديد . ولو تغير الفكر الغربي ، وهو يتغير بالمناسبة ، لنسيتي الرموز الاولى والخطاب القديم ، وبهذا لا تستطيعي ان تقفي أنتي على ضفة والبشر على ضفة أخرى ، لا يستطيع ان يفعلها الا من اسلم أمره لله ، مثلما وقف النبي ابراهيم في ضفة والبشر كلهم في ضفة اخرى ، (ان ابراهيم كان امة) أي وجهة مختلفة عن الجميع ، من أمّ يؤم المكان .

ولأن الضفة التي سوف تقفين عليها فيها بشر اقوياء اخترتيهم أما المسلم لله الحق ، فيستطيع أن يقف بمفرده في كفة ، والعالم كله في كفة أخرى ، لأنه يراهم بشر ، بدون تقديس ، أما أنتي مثلا ، فأنتي ترين الناس : بشراً ، وغربيين . برابرة ومتحضرين . ولا تستطيعين الفكاك من هذا الشيء حتى لو ادعيتي نقدا خجولا تحتفظين به لنفسك في شأن المجتمع الغربي الذي تقدسينه حقيقة بموجب كلامك وانطلاقك من رؤيتهم فقط ، قابلة لخلفيتهم العبرانية والمسيحية ، مع أنها ليست خلفيتك ولا خلفية مجتمعك فيما يبدو . من باب "تبعية الأقوى" المعهودة عند البشر منذ القدم .

وهذه طبعا من افكار الغرب المغرورين كثيرا بديموقراطيتهم ، ومتصورين أنها أعلى شيء وصل له الانسان ، حتى اعتبروها نهاية التاريخ ، ويحاكمون الله من خلالها ، مع أنها موجودة من ايام اليونان قبل 3000 سنة ، وبموجب الديموقراطية قُتل سقراط الفيلسوف لأنه تشكك في راي الاغلبية ، والاغلبية تحركها بارونات المال ، أي ان الديموقراطية هي حكم الاقوياء بإسم الشعب ،

و صعوبة تقبّل فكرة الديموقراطية عند العرب هي بسبب الأساس القبلي ، من حيث يُرى الزعيم على أنه ممثل ورمز للمجموعة وليس خادما للشعب كما تراه الديموقراطية ، والنيل بهذا الرمز يؤذي شعور جميع الافراد ، مثلما تنظر الاسرة للاب حتى لو كان مخطئا .

الديموقراطية حتمية لكل مجتمعات الترف والمصلحة ، والسير اليها تدريجيا ، اي انها ليست هي التي تأتي بالتطور ، بل هي نتاج من نتائج الازدهار المدني والاقتصادي ، لذلك لم ينجح اعتسافها على مجتمعات لم تعيها ، الديموقراطية ثمرة وليست وسيلة .

واذا كثرت الوفرة خفّت الصراعات بين افراد المجتمع ، وبدأوا يفكرون في طريقة تخدم مصلحة الجميع ، وتجعل الصراع مع غير المجموعة ، وبالتالي تكون أفكار الديموقراطية تزدهر ، وهذا هو السر في بداية الديموقراطية في مجتمعات صغيرة ، من مجتمع المدينة الواحد ، وتطبيقها على المجتمع الصغير اسهل من تطبيقها على الكبير . ويكون تطبيقها في حالة الوفرة والرخاء أسهل من حالة الشدة والازمات ، بل ان الديموقراطية تنتكس في حال الحروب ، حيث تفرض احيانا كثيرة الاحكام العرفية ، وهذا يثبت ان الديموقراطية متلازمة مع الرخاء والامن والثقة والمصالح المشتركة خارج المجتمع بالدرجة الاولى .

تستطيع جماعة من اللصوص ان تقيم ديموقراطية ، فيتخذون لهم رئيسا بالانتخاب والترشيح ، ويقرر برلمانهم التشريعي حدود الجرائم التي تتناسب مع مصالحهم وحقوق الفردية لكل لص ، ويعرض الرئيس مشاريع السطو او الاختلاس التي يقترحها ليصوّت عليها برلمان العصابة ، ولو ان احدهم اخذ نصيب الاخر من المسروقات فيستطيع ان يرفع للقاضي المستقل من افراد العصابة بموجب دستور العصابة الذي اقره المجلس التشريعي الذي كان همه ان يحفظ حقوق الافراد ، وهكذا تسير العصابة بحياة ديموقراطية وبرلمانية ، وتمارس سرقاتها وسطوها ، وهذا يثبت لنا ان الديموقراطية ليست راعية للفضيلة ، الفضيلة هي الرقي الانساني ، اذ لم يرتقي الانسان بعد كما يحب ان يتصور الغربيون ،  ولا تستحق الديموقراطية كل هذا التبجح الغربي لأنها غير ملتزمة بالفضائل بل ملتزمة بمصالح ورفاهية الاعضاء ، حتى ولو على حساب شعوب ضعيفة ، اوعلى حساب الطبيعة نفسها وافسادها .

ما فائدة نظام دقيق مع روح همجية ؟ هذا النظام سيجعل الهمجية منظمة وباقية على حالها ، أردت من هذا الكلام ان ابين من حجم الديموقراطية الحقيقي كاسلوب يصلح للخير والشر ، وليس هو منتهى الرقي الانساني .  

الاسلام لا يصطفي قوم ..الإسلام يصطفي الطيبين الصادقين الذين يحبون العدل والإنسانية وهؤلاء هم الأبعد عن الإعتداء حتى لو اقتضت المصالح ّلك وهذا ما لا يملكه الليبراليين لأنهم لا يملكون حدا فاصلا بين الخير والشر سوى المصلحة فالمصلحي المادي يظلم إذا اقتضت المصلحة أما المسلم الحق فلا يظلم حتى لو اقتضت المصحة لأنه ملتزم بالقيمة والقيمة ثابتة اما المصلحة فمتحركة والمصلحي بموجبها متلت يوم لك ويوم عليك وشعارهم لا توجد صداقة دائمة ولا عداوة دائمة بل مصالح دائمة .وما زلت أتكلم عن الإسلام كفكر وليس عن افراد أو جماعات و\ارجو ان يناقش الإسلام كفكر واخلاق  .

اقتباس من الوراق :

 كما قلت سابقاً أن العلم هو المرشح الجديد لإصلاح الدنيا ، المشكلة في الدوران حول المصالح الدنيوية وكأنها كل شيء وكأن هذه الحياة خالدة ، فالله في الفكر الغربي يعني علاقته بمصالحنا الحياتية فقط ، ولا شأن له ولا حتى بالأخلاق ، إما أن ينجح كمهندس وطبيب وإداري ورجل دولة وإلا فعليه أن يُبعد، فليس بإله من لا يحقق طلباتنا المتزايدة على المادة والمتع حتى لو تناقضت ، أليس قادراً على كل شيء؟ فلماذا لا يجيب ولا يدفع؟ كما قالت اليهود {يد الله مغلولة} ، وهذا يكشف عن مدى الأخلاقية في مثل هذا التفكير الذي يحمل التكبر والأنانية وقصر النظر .
فهل استطاع الدين أن يوقف المفاسد والفقر والأمراض ؟ هل الله يستجيب لمطالبنا بسرعة وعملية أم لا ؟ إذاً يجب أن يُنحى كخادم غير صالح للشعب ، الله يجب أن يكون في خدمة الشعب ، في الوضع الديموقراطي الشعب أقوى من الحكومة فهم يريدون فرض هذا الشيء على الله ، وعقولهم لا تعرف التفكير إلا هكذا ، فصار الله كخادم او موظف إما أن يعمل جيداً أو يُنحى ، وذهبت إرادة الله وما يريد وحكمته وآياته من الخلق وجنته وناره وأخلاقه أدراج الرياح أمام إرادة الشعب المهووس بالمصالح والديموقراطية.

ابنة ابي نواس :

أحسنت
هو هكذا تماما
لأن الله منتج بشري يتطور مع المجتمعات
ولذلك كان الله أنثى في الزمانات ..
ثم تحول إلى الإله الذكر المسيطر الذي يشبه الأب أو شيخ القبيلة الذي له قومه المحدودون كما في بني اسرائيل
ثم أصبح الله ملك الملوك ذو الحاشية والسلطان
وأخيرا تحول إلى الله الديمقراطي

الرد :

هذا رجم بالغيب وافتراضات ليس إلا ..بموجب فكرة التطور المسيطرة على العقل الغربي, الذي يعاني من سيطرة بعض الأفكار عليه وهي لا تقدم ولا تؤخر كأي وجهة نظر , فلو كانت هذه الفكرة صحيحة لماذا لم يتطور مفهوم الله ؟ ما تكلمت عنه هو علاقة الناس بالله, لكن مفهوم الله لم يتغير فجميع الأديان قديمها وحديثها أفرادها يقرون بوجود إله واحد هو علة كل شيء وهو خير ويحب الخير ويكره الأشرار, هل تطور هذا المفهوم ؟ طبعا لا, إذن الفكرة كما قلت عابثة ليس إلا ..

فهذا المفهوم راسخ في ضمائر الشعوب وهو المحور بغض النظر عن ترجمة كل مجتمع لعلاقة هذا الإله بهم, لأنها كما قلت لك محكومة بحاجة ذلك المجتمع وظروفه , فمجتمع يمر بحروب سينظر للإله كقوة مدمرة للأعداء وحتما سيكون رجلا محاربا وربما وضعوا له تماثيلا على شكل مقاتل ضخم المنكبين ,  ومجتمع منبوذ سينظر للإله على أنه خاص بهم وهو إله منتقم ومحابي لهم كما هو الإله عند اليهود, مجتمع يعاني من تقلبات المناخ او الجفاف سينظر للإله على انه إله خصب ويبني التصورات والخرافات بناء على ذلك, لكن الفكرة الرئيسية هي نفسها ..

إذن وجهة نظرك  الغربية عن الإله خاطئة .. وهذه الأشياء ليست تطورا فلو عادت تلك الحاجات القديمة لعادت تلك النظرة إلى الإله, بمعنى لو أن مجتمع يعاني من مصيبة و كثر فيه موت النساء ( وبعد الشر) لأنهن بسبع أرواح فالأكثر هو موت الرجال, لربما أصبحت المرأة مقدسة وربما تحولت الآلهة إلى امرأة, ولو تحولت هذه المجتمعات إلى القتال المستمر لربما نحيت هذه المرأة ليحل محلها الإله المحارب, وربما تعود من جديد أو تقف بجانبه كما هو الحال في تعدد الآلهة , إذن هذا الاختلاف في النظرة للإله هو بمقتضيات ظروف كل أمة ومجتمع, فآلهة الفايكنق آلهة محاربة تمجد القوة لكنها تبقى آلهة مهيمنة, بينما يسوع عند المسيحين إله المحبة والتسامح. 

أما الله في القرآن فهو إله كل شيء كما عبر عن نفسه ولا يمثل ردة فعل لظروف المجتمع. إلا في محاولات بعض المسلمين لتطويع الفكرة لحاجتهم وظروفهم, لكن الإسلام يختلف عن كل الأديان بوجود النص الإلهي الذي كثيرا ما يشكل فارقا مع فهم كثير من المسلمين, لأنهم بشر كغيرهم, فنظرة كل أمة للإله على حسب حاجتهم للإله والدين ايضا وحتى القيم والمثل ينظر لها الناس على حسب حاجتهم, فالأمة التي تحتاج للغزو والقتال تمجد فضائل مثل الشجاعة والفروسية والنجدة وإغاثة الملهوف وحماية المستجير, والأمة التي تعيش رخاء واستقرار تمجد فضائلا مثل السلام وتقبل الآخر.

أرجو أن تكون الفكرة واضحة بإثبات خطأ النظرة الغربية لتطور الدين .

اقتباس من الوراق :

 هذا ببساطة تفكير الغرب المعجب بنفسه، أي أن فكرهم عن أي شي غير واقعهم منطلق من واقعهم وقياساً عليه فقط، فالله يعني الدنيا وأثره فيها ، ولا قيمة للآخرة بل لا يمكن تصورها من شدة تأثير الواقع والمصلحة ، فالواقع السياسي والاقتصادي من أهم العوامل في بناء العقل الغربي الذي تستمدون منه أفكاركم بالكامل كمستغربين عرب ومسلمين سابقين .

ابنة ابي نواس :

لسنا مستغربين
الالحاد ضارب في العروبة منذ أزل
من كان يجادل محمد إذن في قرآنه ؟
إن هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما نحن بمبعوثين
لا دليل على حياة اخرى .. وبالتالي لا داعي لتضييع الوقت
وعلى المدعي البينة

الرد :

الكلام الذي ترددينه الآن كلام العرب الملحدين أم الغرب ؟ ثم إنهم كانوا عبدة أصنام ولم يكونوا ملحدين وآلهتم آلهة دنيوية كآلهة اليهود بل هم يعترفون بوجود الله( ومادعوناهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى )  إذا لم يكونوا ملحدين كما تصورتي يحتاج الأمر للدقة أكثر.وفكرة الدار الآخرة موجودة في الديانات السماوية وهي الفكرة الرائعة فلسفيا وأخلاقيا و عن طريقها يمكن تفسير الحياة بشكل يدخل العقل افضل من التفسيرات الدنيوة التي تتجنب السئلة الكبيرة أو تجيب عنها بطريقة غير مقنعة الدار الآخرة هي الغطاء الفلسفي للدار الدنيا وهي التي تكمل إمتداد الإنسان لأن شعوره يكره التوقف وتكمل إمتداد المنطق والأخلاق  وهي التي تضفي الجمال علىالحياة الدنيا وتجعل الإنسان يستسيغ تحملها وتحمل الإلتزام بالأخلاق رغم لصعوبات التي ستواجه.

اقتباس من الوراق :

 فأوضاع المسلمين نتيجة عدة عوامل ، والازدهار الغربي بأساسه قائم على امتصاص خيرات الشعوب (أي أنه مسروق) ، إلى حد سرقة آثارهم وتحفهم وذهبهم ومناجمهم ومخطوطاتهم وحتى ملحهم ، حتى تحولت بلدانهم إلى بؤر للتوتر مثلما زرعوا ودعموا الكيان الصهيوني ، فليست كل أوضاعهم السيئة بسبب الإسلام طبعاً، بل بسببهم وسبب غيرهم ، أو فهمهم المغيّر للإسلام ،، إذاً لا يصح الحكم على المسلمين إلا على من قال أسلمت نفسي لله وهو صادق ، وما أكثر مسلمي الهوية فقط .

ابنة ابي نواس :

اتفق معك .. لا أحمّل الدين وحده سبب تخلف الشعوب
فالأسباب كثيرة ومن ضمنها الدين الذي يتأثر بدوره بالحالات المتردية والمتخلفة
لكنني أدعوك أن تكون منصفا وألا تحكم على الليبرالية إذن من خلال ممارسيها
فكما لم تكن 1400 سنة كافية للحكم على الاسلام من خلال المسلمين
فإن خمسة قرون غير كافية للحكم على اللليبرالية من خلال تاريخ الليبراليين 

الرد :

المشكلة ليست حكم على تصرفات, أنا معني بالفكرة و ارتباطها بالفضيلة, وعلى هذا الأساس انتقد الليبرالية, مع ان واقع الليبراليين الغربيين يبدو مزدهرا ومغريا جدا لأكثر شعوب العالم الثالث وأنا منهم, هل تتوقعين أن تصل الليبرالية إلى إيثار الفضيلة على المصلحة مع أنها قامت على المصلحة ولأجل المصلحة؟ فاقد الشيء لا يعطيه ولا يُطلب الشيء من ضده. 

أنا أنتقد الليبرالية من أساسات أفكارها وليس من واقعها وأتمنى أن تنتقد الإسلام من واقع أفكاره وليس من واقع أتباعه, فالقرآن يقول ( يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ) والليبرالي يقول مصلحتي فوق كل اعتبار, فأيهم الأخلاقي وأيهم الأحق بأن ابدي إعجابي به؟ من يدعوك لأن تطعم جائعا حتى لو تحملت أنت الجوع أم من يقول لا يهمك سوى أن تشبع نفسك ودعك من العواطف فالبقاء للأفضل والأقوى؟َ!  

على مثل هذه الأساسات أنتقد وليس على الواقع فقط. سقت أمثلة حتى لا ينظر الذين يهتمون بالواقع إلى أن واقع الليبرالية نور على نور. لو سكن الليبراليون بمنازل على النجوم وليس فنادق خمس نجوم لن يعجبني فكرهم لأنه يحتقر الأخلاق و يعظم الأنانية, يعني جاي على عكس ما أنا أحب, والحب الأخلاق أثمن من الترف المادي, على الأقل من وجهة نظري القاصرة.

ثم هل فقط الدين هو مايتأثر؟ وتغيير الدين لا يعني بقاء الدين الأصلي كما هو..

اقتباس من الوراق :

 إذاً أنا أسألك ، وأتمنى إن استطعتِ أن تأتي بنقد غير نقدهم لأنفسهم ، إن استطعتِ ، ليس قصوراً في ذكائك ، بل لاختيارك ، فأنا مثلاً لا أستطيع أن أقدم أي نقد للقرآن لأني أختاره ، وحتى لو لم أفهم شيئاً فيه أو تعارض مع فهمي فأنا سأحمله محملاً حسناً ، كذلك ستفعلين مع الحضارة الغربية ، لذلك لن تقدمي نقداً غير ما هو في حدود المسموح وما تفوهوا به هم عن أنفسهم وحضارتهم.
لأنك إن جئت تنقدين شيئاً لابد أن تخرجي عنه ، وكيف تخرجين عن شيء أنت اخترتيه وأنت فيه؟ فأين ستقفين في تلك اللحظة الناقدة؟ وعلى أي أرضية؟ وأنا أتكلم عن الأساسات للفكر الغربي ، لا عن حالات خاصة ، فالمسلم يستطيع أن ينتقد الحضارة الغربية ، ولكن الملحد إن لم يكن يسارياً لن يستطيع أن ينقد شيئاً اختاره ، هكذا يبدو لي .
ابنة ابي نواس :

بالعكس .. انت تختار القرآن لأنك لا تجد فيه ما تنقده وليس العكس
لا أظن أن أحدا من المسلمين يرى في القرآن خطأ ويقول لا بأس فهو من الله !
اختياري لليبرالية كخيار سياسي واجتماعي (وبالمناسبة لي تحفظات على الليبرالية الاقتصادية)
هو لأنني أجدها أفضل الموجود
لكنك لا تجد الاسلام افضل الموجود
بل الافضل نهائيا ، إذن المقارنة غير دقيقة
بخصوص الحضارة الغربية ..
لست خبيرة في هذا المجال ولن اتكلم في شيء لا اعرف عنه الكثير
لكن الحضارة جهد انساني مشترك ساهمت فيه جميع الشعوب
ووجود أخطاء هو أمر مبدئي وبديهي يبعدها تماما عن التنزيه .. وهنا تختلف الحضارة مع الدين


الرد :

غير صحيح , اخترته وانا مليء بالشكوك منه وبدأت تتفكك شيئا فشيئا ولا أقول أنها إنتهت ومازال عندي أشياء لم أفهمها جيدا الفهم المريح لكنني أؤمن بأني سوف أفهمها مثلما  فهمت ماقبلها الذي لم أكن أفهمه من قبل لأن العلم الحقيقي من الله أي من الإيمان الحقيقي بالله وليس من العقل المجرد المتغير , لن أستطيع أن أقول بأن القرآن خاطئ لأنني شككت بأشياء فيه وخرجتها تخريجا سيئا اكتشفت العكس فيما بعد أنا إنسان أثق بشعوري أكثر من عقلي وأنتم على العكس تثقون بالعقل رغم ضعفه و بطئه أكثر من أحاسيسكم رغم سرعتها ودقتها .

نفهم من هذا أنك تحبين مافيه خطأ على الأفضل المطلق وهذا عكس شعور الإنسان الذي على هذا الأساس بناء الحضارة بناء على طلب الأفضل المطلق , كنت في مثل حالك يوم من الأيام وأعجبني النموذج الغربي أيما إعجاب ولكن طلب الأفضل هو الذي ألح علي في مواصلة البحث لأن النموذج الغربي لا يطلب الأفضل ولا يدعي الأفضل ويحب المادية والأنانية التي لا أحبها ويفخر بأنه أفضل الموجود وأنا لاأريد أفضل الموجود فكل الموجود لا يعجبني فأنا أريد ألأفضل المطلق , كنموذج مثالي لأنشغل بأخطائي في الفهم والتطبيق خير لي من أنشغل بأخطاء المنهج وأخطاء التطبيق أيضا , عرفت أن الإنسان لا يعرف مجالا حتى يدخله فبالتالي لا يمكن أن أحكم على اإيمان وأنا لم أدخله بكل كياني من عقل وإحساس أما قبولك للأدنى فهذا شيء عجيب أن يقبل الإنسان الأدنى كمنموذج ولا أظنك تقبلين الأدنى في كل شيء  من مأكل وملبس ومشرب فلماذا تقبلينه في هذه الناحية أنا على العكس تماما أستطيع أن أقبل الأدنى في المأكل والملبس لكن لا يمكن أن أقبل الأدنى كنموذج أحتذي به في حياتي الإنسان يعيش هو وعقله في حياة عمياء لا يستطيع أن يصل إلى الأفضل المطلق بنفسه وما الحضارة التي تتكلمون عنها إلا تطور مادي وليس أخلاقي فهل الأخلاق تطورت مقارنة بالقدماء طبعا لا بل تردت في أوجه كثيرة نحن نتكلم عن حياة الإنسان المعنوية وليست المادية هي في عمى وتخبط وليس في تطور مما يثبت بأنه لا بد من وجود نموذج أكبر من عقولنا نسير عليه ونكتشف كلما سرنا أمنه يهدي إلى الصحيح وإذا سرنا عليه ولم نكتشف ذلك يثبت لنا أنه نموذج خاطئ نقطة الخلاف بيننا وبينكم أننا نقول لا ينبني المبنى إلا بوجود مخطط مسبق وأنتم تقولون سينبني بتجربة الصح والخطأ ( أفمن يمشي مكبا على وجهه ) لأنه يتلمس الصح والخطأ ( أهدى أمن يمشي سويا على صراط مستقيم)  لأنه يرى نموذجا أمامه , كيف ستهتدي البشرية بنفسها لقيمة شيء هي تحتقره أصلا ولا تبحث عنه فمن لا يبحث عن شيء هل سيجده ؟أيهما أحسن حال المسافر الذي يملك خريطة يمشي عليها أم المسافر المتكبر الذي يقول سأعتمد على نفسي لأعرف الطريق ؟ في رحلة الإنسان هل استطاع أن يتخلص من فكرة السلاح والحرب مثر رغم مالاقاه من ويلات في حروب على مدى التاريخ الحقيقة أننا نجده الآن يصنع ترسانات كافيه لإبادة البشرية أرجو أن تكون قد فهمت قصدي بأن المنهج الذي تتبعينه لا يهدي إلا لتطور في عالم المادة فقط وليس في العالم المعنوي وانت كما قلت مجهود بشر مؤمنين أو غير مؤمنين الأخلاق كما بينتن من قبل تضيع وتندرس بسبب المصالح إذا الإنسان بحاجة إلى نموذج يلتزم به حتى لو لم يفهمه وعلامة صحة النموذج آثاره على من يطبقه سواء فرد أو مجتمع مع الإصرار على كلمة يطبقه لا على أن يعسفه على مزاجه كما فعل أكثر المسلمين ,  وهذا ماحصل معي آمنت بالقرآن واقتديت بالأنبياء ووجدتني كل يوم أتعلم جديد وأكسب طمأنينة أكثر فكيف أترك نموذجا وأنا قد استفدت منه وحولني إلى إنسان سعيد بدلا من كونس كئيبا أيام الليبارالية , وأصبحت حياتي ذات معنى بعد أن كنت ترسا في آلة , لا نستطيع أن نتعلم شيء حتى نؤمن به وأعرف أنك لن تصدق بهذه الفكرة لأنك تريدين أن تري النتائج أولا ثم تطبق الفكرة مع أن هذا شيء واقع في حياتك فعندما تؤمن بقيمة شخص أو كتاب ستجدين أنك استفدت منه أكثرمن كونك غير مؤمنة به ولا واثقة ,  آمنت بقيمة العلم والقراءة مع أنك لم تستطيعي أن تحددي بالضبط ماهي الفوائد التي سوف تجنينها , الطالب الذي لا يؤمن بأهمية التعليم لا يتعلم لو لم يؤمن المكتشف بوجود الشيء الذي يبحث عنه لما اكتشف شيئا حركة الحضارة لم تقم على الصح والخطأ بل قامت على الإيمان أي أقامها مؤمنون بشعورهم على الأقل ..آمن الإدريسي بوجود قارة بعد بحر الظلمات فاكتشف كولومبس تلك القارة , لا يستطيع الإنسان أن يتحرك بدون نية والنية هي إيمان بتحقيق شيء قبل تحققه وكم من العلماء والمكتشفين تلقوا سخرية الواقعيين المرتبطين بالنتيجة وليس الإيمان من أمثال طريقتك في التفكير ثم أثبت إيمانهم بنهم كانوا على حق إذا لا معرفة بدون إيمان ومعرفة الله تحتاج إيمان وإلا لا يمكن معرفته ولهذا أنا متمسك بالإسلام رغم نفاشي الطويل وقرآتي لأفكار المعارضين له من كل المذاهب والفلسفات لم يستطيعوا أن يهزوا شعرة واحدة في إيماني بل زادوه لأني أصبحت أعرفهم هم  من داخلهم قبل أن أعرف ما يكتبون لأني أنا عرفت وأرد عليه من معرفتي بالله وليس من ذكائي وقدراتي .

كيف أنك لست خبيرة وكل كلامك ينطلق من الحضارة الغربية  أنت تعرفينها أكثر من الغربي العادي فأنت تتنفسين هوائها وروحها وكل انتقادك هذا انتقاد من الفكر الغربي المادي ومنقول نقلا أمينا وهو منتج من منتجات الحضارة الغربية ورأينا كيف عجزت عن انتقاد الحضارة الغربية محتجة بغدم معرفتك وكما قلت لك من يقدس شيئا لا يستطيع أن ينتقده ليس نقصا في ذكاءك بل لأنك اخترت كما قلت والإختيار يعني القبول المطلق .

 فأنت ترين نصوصهم كما أرى  أنا نصوص القرآن .








ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق