الاثنين، 23 فبراير 2015

معجزة حفظ القرآن


من العجيب أنه على كثرة الحروب والاختلافات التي صارت بين المسلمين إلى درجة تكفير بعضهم بعضا إلا أنهم لم يختلفوا على القرآن, فلم تظهر فئة تقول أن قرآنكم خطأ وقرآننا صحيح, بل الجميع متفقون على كل آية في القرآن, وحتى من اختلفوا مع عثمان رضي الله عنه لم يختلفوا مع المصحف الذي جمعه, وهذا دليل على حفظ الله سبحانه للقرآن. لا يوجد كتاب أتانا منذ أكثر من ألف سنة وموثَّق مثل القرآن, وجاء رغم كل الاختلافات بين المسلمين, فلا أحد تجرأ أن يغير فيه ويدس فيه؛ لعلمه أنه سيفضح, لأن جميع المسلمين مجتمعين على المصحف. هناك فرِق خارجة عن الإجماع وخارجة عن الخلافة وخارجة عن الإسلام نفسه لكنها لم تخرج عن القرآن! هذا أمر عجيب, وهنالك أقاليم بعيدة عن مكة وعن العرب وبإمكانهم أن يزيدوا ويحرفوا. لماذا ضاع الإنجيل واختلف وصار عشرات الأناجيل -غير الأناجيل المفقودة- بينما القرآن محفوظ رغم اختلاف المسلمين؟ مع أنه ليس بينهما فارق زمني كبير, فالقرآن قبل 1400 سنة والإنجيل 2000 سنة, وحدث ولا حرج عن تحريف التوراة.

حفظ القرآن أعجوبة ومعجزة, العرب خطباء وبلغاء فعجيب أنهم لم يصنعوا مصحفا, لكن يظل لا اختلاف على القرآن ولا نص منافس له. فلم يظهر عدة نصوص للقرآن ونحتار أيها القرآن الصحيح. هذه معجزة فعلا, فالقرآن نزل منذ وقت بعيد وكان العرب أكثرهم لا يقرأ ولا يكتب, وكان هنالك صراعات سياسية والسياسي قادر على أن يجمع البلغاء والأدباء والمفكرين ليصنعوا مصحفا آخر, ولكن ما حصل هو أن حتى أطغى الطغاة خدموا حفظ القرآن. الله شاء أن يكون المصحف واحدا ولا تحتار أيهما الصحيح, ليكون مثابة للناس ونورا لمن يبحث عن طريق الله. ولو فكر الملحد في حفظ الله للقرآن فقط لكفاه ليصدق أنه من الله.


هنالك محاولات شاذة لتحريف القرآن ولكنها لا يعتد بها لأنها مفضوحة ومحط سخرية بين المسلمين ولم تسبب انقساما بينهم, المفترض أن يأتي من يقدم نورا آخر وكلاما جديدا أرفع مستوى من القرآن وأكثر شمولية وأجمل أدبيا وأقوى بلاغيا..إلخ, بحيث يغطي على القرآن ويجعل الناس يختلفون أيهما نصدق هذا القرآن أو هذا, وهذا مالم يحصل, إذن القرآن محفوظ.

هناك 7 تعليقات :

  1. نحن امه جمعنا الله بلقران واخترنا ان نفترق بدس الاحاديث المكذوبة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم

    ردحذف
    الردود
    1. الاعتصام بحبل الله وهو القرآن وما والاه يجمع الأمة الإسلامية ، ولن تجتمع على غير ذلك ، لا مذاهب ولا غيره ..

      حذف
  2. عليه أفضل الصلاة والسلام

    ردحذف
  3. والله العظيم إني ماوجدت بغيتي إلا في هذه المدونة العظيمة العميقة في كل موضوعاتها التي تطرحها فجزاء الله خيرا بعد خيرا القائمين عليها

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا لك على هذا التشجيع، وغاية المطلوب ان تفيد المدونة في القضايا الملتبسة ، وهذا لوجه الله. أسأل الله ان ينفعنا وإياك وأن ينفع بنا.

      حذف
  4. بوركت وبورك علمك .. أنار الله دربك بنور الإيمان ونفع به المسلمين

    ردحذف
    الردود
    1. جزاك الله كل خير يا اخي الكريم ، تشجيعك يرفع المعنويات ويبشّر بالخير ..
      بارك الله فيك ووفقك لكل خير

      حذف