الفكر الالحادي يحاول ان يحصر ويؤطر الاسئلة
المطروحة عليه في اطار وحدود العلم ، فمثلا لا يحبذ اسئلة من قبيل : من خلق الارض
؟ بينما يؤكد ويفضل على طرح اسئلة مثل : كيف تشكلت الارض وكيف تتحرك ، وما هي
حسابات حركتها ..
كذلك من صور الانتقائية في الفكر الملحد :
انتقائية العلماء الذين يريد ان يجعلهم ضمن روافد الفكر الالحادي، بحيث يكسب هذا
الفكر زخماً علميا اكثر ، والعالِم لديه هو الملحد اولا ، أو ما يفيد الملحد
والالحاد من فِكر ذلك العالِم . النوع الاول من مثل داروين وفرويد ودوركايم ،
والنوع الآخر من مثل ديكارت وسبينوزا وهيجل ، حيث يُنتَقَى منهم ما يخدم الفكرة
الالحادية فقط ، ويتم حذف الباقي وتجاهله ، فديكارت اخذوا منه مذهب الشك فقط ،
وحذفوا مذهبه في ان المعرفة تبدأ من الله اولاً ، وهيجل أخذوا منه الديالكتيك
التاريخي ، وتركوا البقية من افكاره وفلسفته . هذه الانتقائية تكشف مذهبية الالحاد
، وتثبت أنه دين مستقل لا يستطيع ان يعتمد على العلم كله ولا العلماء كلهم كما
يدّعي .
كذلك انتقائية التناول ، فهُم ينتقدون الدين من
خلال الاخلاق ، ولا يبنون فكرهم على الاخلاق ولا يريدون ان يُنقَد من خلال الاخلاق
، لأنه يهمّش الاخلاق ولا يريد ان يجعلها ثابتا يتقيد بها . لكن عندما ينتقد غيره،
يشهر سيف الاخلاق على موضوع النقد عليه ..
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق