أحياناً يكون الصوت من أمامك ، ولكنك تحسه من خلفك
، مما يعني أن الشعور يتحكم بهذه الأمور من باب الحاجة إلى الأمن و ما شابه .
فالشعور لا يقدم لك الحقائق الواقعية كما هي، لأن الإنسان أهم من الحقائق الواقعية
. الشعور يجعلك تتأقلم وتتكيف مع الأوضاع ، فعندما يكون خائفاً أو في حالة نفسية
سيئة لا يكون للطعام طعم ، مع أن الطعام هو هو و الخلايا هي هي . لو قدّم لك
الشعور الطعام كما هو لما طقته ، وحتى السجين لو رأى الزنزانة كما هي لماتَ من
الهم ، ولكن الشعور يفتح له ، فيقول : هذا بهو السجن ، و ذاك البوفيه ، وهكذا .
فالشعور يتأقلم بالتكبير والتصغير. هذا يسمى بالنسبية الشعورية .
الحدس المادي يتعرض لمؤثرات، لأن الإنسان لا يتحكم
بالشعور. العقل يتبع المادة عن طريق الحواس ومُعيناتها ونتائجها ، مُعينات الحواس
هي أدوات القياس : التصوير، المسافات، الأوزان، وقياسات الإرتفاع والحرارة والضغط
: الترمومترات والبارومترات ... إلخ ، ومعامل و مختبرات العلوم ، و نتائجها التي
تسمى العلم . لكن الشعور يرى الأشياء برؤية تجمع بين المادة والإنسان ويوائِم
بينها ، كما ترى العصفور في القفص في لعبة الخداع البصري المشهورة .
الشعور لا يخدم المادة بل يخدم الإنسان . وينظر
الشعور إلى علاقة المادة بهذا الإنسان . مع أن الشعور يعطي الحلول الأفضل لنا من
استخدام العقول . العقل نتعامل به مع المادة لا مع الإنسان (قانون) . وكذلك الأنظمة
نكرهها لأنها تُعامل الإنسان بالعقل والأدلة والمنطق وليس مع الشعور. و ما دام من
يقول عن شخص عقلاني أنه غبي، فذلك يقتضي أن القائل هو الذكي . أي إنسان في حالة
خجل أو خوف سيكون غبي، لأن العقل موجود بينما الشعور لا .
موضوع استفدت منه جدا
ردحذفالحمد لله رب العالمين ، بارك الله فيك يا أخي أحمد .. وهذا ما نرجوه من مواضيع المدونة ، أن تقدم الفائدة والخير للجميع ..
حذف