الأربعاء، 29 يوليو 2015

حول مفهوم القوامة وأسباب المشاكل الزوجية ..

ملاحظة: يتردد في هذا المقال وغيره من مقالات المدونة ذكر كلمة "الصناعي" وهي: كلمة تشمل كل الأفكار الباطلة سواء مقصودة أو غير مقصودة, والباطل لا أساس له في الطبيعة, لهذا نسمي الحق بالطبيعي, وعليه فالشخص الصناعي هو من يتبنى الأفكار الصناعية سواء بقصد أو بغير قصد, وهي في أساسها أفكار من صنع الشيطان مقحمة على الطبيعة


أتصور أن أكبر أسباب فشل الزواج وكون الطلاق ظاهرة اجتماعية هو خروج المرأة عن دورها الطبيعي وعدم اعترافها بمكانة الرجل كقائد للأسرة, و لو وجد الرجل امرأة تحبه وتتبعه سيرتاح معها ولن يبحث عن غيرها -إلا في حالات مخالفة للقاعدة-..  لكن الأسر تتفرق وإن لم يحصل طلاق حصل طلاق مقنع و كل يعيش في عالم منفصل عن الآخر, وإذا قيل لماذا فغالبا يرجعون السبب للرجل وأنه مهمل للبيت ولا يهتم لزوجته و "عينه زايغة", وهذا قد يحصل فلا أقول أن سبب كل طلاق هو المرأة, لكن من المعروف أن المرأة هي أساس الأسرة وبالتالي هي أساس المجتمع وليس الرجل, إذن هي التي بيدها أن تتماسك الأسرة أو تتفرق بالدرجة الأولى, أكثر من الرجل. تخيل لو أن الرجل تزوج امرأة طبيعية تحترم زوجها وتحبه وتتبعه ولا تعيش مستقلة عنه, من الصعب أن تتفكك أسرتها ويبحث زوجها عن غيرها, لأنها أحكمت تماسك الأسرة.

لماذا الرجل تعب كثيرا في العمل من أجل أن يجمع المال الكافي لأن يتزوج امرأة و يجد مسكنا؟ هل من أجل أن يهملها ويبحث عن غيرها؟ فعَل هذا لأجل أن يبني أسرة ويحافظ عليها, لهذا يقال بنى فلان بفلانة إذا تزوجها, أي يريد أن يبني بيتا و حياة, لكن تحصل المشاكل غالبا بسبب أنها تعانده ولها رأي مستقل عنه ولا تشاركه بحياته وتتقرف من أشياء يعتبرها عمل و شيء ضروري بحياته و لا تهتم بعالمه واهتماماته ولها اهتماماتها الخاصة, واهتماماتها نسوية ومنشغلة بصديقاتها وقريباتها ولا تريد أن تدخل في عالم زوجها, وتتعامل معه ليس كما هو بل من التصور الشائع عن الرجال.

وأتساءل.. امرأة كهذه –نسوية النظرة والتفكير ومتحزبة ضد عالم الرجل- لماذا تتزوج؟ مشكلة أكثر من يتزوجن أنهن لم يفهمن فكرة الزواج ولا يعرفن ما معنى أن تكون زوجة, لهذا تحصل مآسي بسبب هذا, فيحتفلون بالزواج ويفرحون به ويخسرون لأجله لكن بعد مدة قليلة تفاجأ أنه حصل طلاق وانتهى كل شيء! هل كل هذا من الرجل؟ الرجل تكلف ودفع أكثر أمواله من أجل تكوين أسرة لماذا يتخلى عن تعبه بهذه السهولة؟ فكرة الشراكة والمساواة الليبرالية والحركات النسوية هي المصيبة, فالشركاء سيتشاكسون حتما, والزواج يجب أن يكون وئاما وانسجاما وليس تشاكسا, والأطفال يحتاجون لجو من الوئام وليس جو من الصراع والتنازع.

مثلما المرأة عليها الخضوع لزوجها فالرجل عليه واجبات وتبعات هذا الخضوع, أن يقدِّر خضوعها ويحميها ويقف معها ويسندها ويتحمل الخطر لأجلها, هذا كله مقابل خضوعها, أما من دونه فسوف يقول: (أنا أغامر وأتحمل المشاكل والأخطار والتعب من أجل امرأة ترى نفسها ندا لي؟! إذن اذهبي أنتي! إذا أتى لص للمنزل اذهبي أنت واحمي المنزل مادمت شريكة!), كما قال جحا لزوجته عندما أيقظته من نومه وقالت: "لص يا جحا!" فقال: "اذهبي أنتي فقد تكون لصة!" إذا جاء الخطر صارت تابعة لزوجها وإذا جاء الأمن صارت شريكة ومتساوية في كل شيء والتبعية إهانة!

هذه لعبة تمارسها كثير من النساء في بلداننا مع الأسف, فإذا جاء موضوع النفقة تقول المرأة النفقة على الرجل شرعا والمرأة تابعة له, و في موضوعات أخرى تكون ليبرالية وتقول أنا شريكتك في الحياة ولي حريتي و راح زمن "سي السيد" وزمن خضوع المرأة للرجل! لكن في المسؤوليات الصعبة والخطرة يكون هو الرجل وهو المسؤول عن البيت! فمرة شريكة وند ومرة تابعة للرجل, فصار الرجل المسكين مخدوعا.

هذه الألاعيب غالبا لا يستطيع الرجل أن يكتشفها ويواجهها, لكن ردة فعله منها تكون عادة على شكل انسحاب, فتسبب شرخا قد لا يستطيع أن يعبر عنه لكنه يعمل عمله, فيبدأ الرجل لا يحب الجلوس كثيرا في المنزل ويكثر الخروج مع أصدقائه, وربما لو تعرّف على امرأة أخرى وبينت له خضوعا ستسحره, ولاحظ قول الله : "فلاتخضعن بالقول" فسلاح المرأة الفعال هو الخضوع. الليبرالية إذن حولوا المرأة إلى مسخ مشوه من رجل, فلا هي أنثى ولا هي ذكر شريك بالكامل. مادامت شريك إذن يجب أن يكون كل شيء مناصفة, فالخطر يكون مناصفة والمسؤوليات والنفقة..إلخ, هذا معنى شريك.

لو كانت المرأة خاضعة ومخلصة لزوجها فسيكون بحث عن الرجل عن غيرها أمر نادر, لأنه من يريد أن يضيف هما إضافيا لحياته؟ فشيء متعب جدا أن يكون للرجل أكثر من أسرة وأكثر من بيت وكلها تحت مسؤوليته, وكل بيت يحتاج صيانة, وأطفال كل أسرة يحتاجون رعاية وتربية, هذا غير المشاكل التي تحصل بين كل زوجة والصراعات, لا يفعل الرجل هذا عادة إلا وهو مضطر لذلك وليس رغبة منه, صحيح أن هناك أناس أثرياء مثلا ويأخذون الزواجات كلعبة للمتعة لكن هذا أمر نادر ولا يُعتبَر.

المشكلة أنه من الأفكار السائدة بين النساء قول: " لا تخلصين لزوجك وتثقين به ولا تعطينه أسرارك لأنه سيرى ذلك ضعفا وقد يستغله ضدك" أو فكرة: "احرصي ألا يبقى معه أموال حتى لا يتزوج بها غيرك"! وكأن الزواج صار حرب استنزاف! فالفكرة السائدة هي أن الرجال ليس لهم أمان وحين تغريه أي امرأة شابة سيذهب يلاحقها ويترك زوجته..إلخ, وبالتالي على الزوجة أن تؤمّن نفسها بوظيفة وتحافظ على أموالها لأن الرجل بأي لحظة ممكن أن يتخلى عنها. هذه الأفكار لوحدها كفيلة بتدمير البيت, فيشعر الرجل أنه مشكوك فيه وليس ثقة ومنبوذ, وزوجته تجهز نفسها أن تعيش بدونه, فطبيعي إذا وجد من تتكلم معه باحترام وخضوع ستجذبه بقوة, فبسبب تلك المعاملة التي يجدها في بيته ستنمو عنده رغبة بالزواج و البحث عن حب, بل ربما بعضهم يستغل الشيطان وضعه ويدفعه للانحراف, فالمرأة لها دور كبير في ترابط الأسرة بل لها الدور الأكبر, ولها الدور الأكبر في تفكك الأسرة, فالترابط من عندها والتفكك من عندها, على عكس الفكرة السائدة. الرجل هو الذي كوّن المشروع وهو الذي خسر عليه أكثر من المرأة, إذن هو الأبعد عن التساهل في تدميره و الأحرص على بقائه.

وقد تقول امرأة أنها تحب أن تكون خاضعة لزوجها وتعيش في عالمه لكن لا يوجد رجل يستحق هذا النوع من الثقة, لكن مادامت تحمل مثل هذه الأفكار السيئة عن كل الرجال لماذا تتزوج؟! لماذا تقرر تكوين أسرة وتنجب أطفالا وهي ترى أنها بهذه الظروف السيئة؟ هذه لم تهتم حتى بأطفالها. مادام الآباء كلهم سيئين إذن لما تكوِّن أسرة؟ فلتعش مستقلة حرة مادام هذا تفكيرها. وكأن الرجل صار عنصرا فاسدا في المجتمع ولا خير فيه لكنه شر لا بد منه!

نرى في المجتمع أن أكثر من يتشكى من زوجه هو المرأة, لكن هل يعني هذا أن الرجال لا يعانون؟ من يعرف الرجل معرفة قريبة سيعرف معاناته لكنه لم يتعود أن يشكو لأحد, فأتصور أن معاناة الرجل في الزواج غير الناجح أكبر من معاناة المرأة على عكس الفكرة السائدة, وكما يروى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه إذا أتاك من يشكي أن أحدا فقع عينه فلا تحكم فقد يكون الآخر فقعت كلتا عينيه! فليس من يشتكي هو المظلوم دائما, والرجال عادة ليسوا كثيروا الشكوى, صحيح أنه إذا غضب ممكن أن يتخذ قرارات لكن الرجال بشكل عام كتومين, والمجتمع يسمح عادة للمرأة بالتعبير عن مشاكلها العاطفية أكثر, بسبب فكرة أن المرأة ضعيفة, وكثيرا ما تستخدم النساء قوة الضعف هذه في التأثير والإعلام. ولاحظ في الزواجات التي تطلب فيها المرأة الطلاق و يتم أن الأبناء غالبا ينحازون إلى الأم ويرونها هي المظلومة بالطلاق, مع أنها هي التي طلبته والرجل كان يريد المحافظة على الأسرة! وهذا بسبب قوة إعلام المرأة.

وهذا لا يعني أن النساء هن الظالمات والرجال كلهم بريئين, فهناك رجال فعلا ظالمين وقساة ونساء يتحملن ليحافظن على الأسرة, لكن أتكلم عن الأكثر وليس الكل.

علينا أن نفهم مفهوم القوامة بشكل أوضح.. القوامة للرجل على المرأة هي عبارة عن تبعية و مسؤولية, فتكون بتبعية المرأة للرجل على شرط أن يتحمل الرجل المسؤولية، فالقوامة تتعلق بطرفين وليس بطرف واحد، أي إدارة الأسرة والمسؤوليات العامة تكون للرجل، والمسؤوليات الداخلية في المنزل للمرأة، لكن أمير البيت هو الرجل وهو قائده. أما أن يتحمل الرجل المسؤولية لكن بدون تبعية فهذا ظلم للرجل, فإذا جاءت الأشياء الخطيرة والمسؤوليات قيل أنت الرجل والمسؤول و لك القوامة, وإذا صار في الأمر قرارات قالت المرأة أنا لا أريد وأنا حرة وشريكة ولك أفكارك وعالمك ولي أفكاري وعالمي! ما معنى شراكة؟ إذا كانت تشاركا في الحياة فحتى طفلك ووالديك وصديقك وقطتك يشاركونك في الحياة, فهل الزوجة شريكة في كل الحقوق والواجبات والمسؤوليات؟ كلمة شراكة كلمة عامة وغير محددة. كل منظمات العالم تحتاج إلى قائد أو مدير, الأسرة من هو قائدها؟ لماذا يَقبلون أن يكون لكل تنظيم قائد بينما الأسرة لا يقبلون أن يكون الزوج هو القائد ويعتبرون هذا إهانة للمرأة؟

تعدي المرأة على دور الرجل أنتج أخطاء في الأسرة لأنه نشوز على التبعية الطبيعية, وبهذا تكون سبب شرخ في الأسرة والجميع سيتحملون نتيجة خطئها سواء الزوج أو الأولاد وحتى هي, والنشوز الذي نهى عنه القرآن يوضح معنى القوامة, فالنشوز عكس القوامة. إلا إذا أمر الرجل بأمر منكر واضح. للرجل حدود في قوامته, مثل أن يتعدى على زواج ابنته بلا سبب منطقي وواضح فلا يحق له ذلك، فهذا خروج عن القوامة إلى الديكتاتورية.

والقوامة لا تعني فقط الطاعة, فيمكن أن تطيع أحدا لأن رأيه أعجبك لكن هذا لا يعني أنه صارت له القوامة عليك, القوامة هي اعتراف بالمكانة أي أن المرأة يجب أن تعترف بتبعيتها لزوجها، والطاعة من تبعات هذا الاعتراف بالقوامة، وهناك أشياء تستطيع أن تطيع زوجها فيه وأشياء لا تستطيع, وربما أشِياء تستطيع أن تبين لزوجها أن رأيه خطأ ويغيره,  فالقوامة لا تعني أن كل ما يقوله الرجل صواب ويجب تطبيقه, ولا تستطيع المرأة أن تنفذ كل ما يطلبه زوجها بحذافيره. الأهم هو أن المرأة تحمل فكرة أن زوجها هو مدير المنزل وتحترم مكانته وترى رأيه هو الأساس, وهذا ينتج الاستماع والاحترام والاعتذار عن التقصير وإبداء الرأي والنصح له, فمن احترامها لزوجها أن تعبر عن رأيها ووجهة نظرها, فالاحترام لا يعني الخضوع الأعمى بل يعني النصح والإخلاص والبحث عن الأفضل. من علامات خضوعها واحترامه له أن تقول وجهة نظرها, أما التي لا تقول رأيها فهذا يشير أن تبعيتها له من خوف وليس من اختيار.

وهكذا تسير القوامة من جهة المرأة, و يبقى تنفيذ القوامة المتعلقة بالرجل.. ونستطيع أن نرجع أسباب فشل الزواج إلى الاختلال في القوامة سواء من جهة الرجل أو من جهة المرأة. واختلالها من جهة الرجل يكون بفكرة الديكتاتورية أو بالتخلي عن المسؤوليات, واختلالها من جهة المرأة يكون بفكرة المساواة والاستقلال والحرية أو بفكرة السيطرة, فالمشكلة عندما تحمل فكرة أنها شريكة لزوجها, أو أسوأ من ذلك أن تراه خادما لها, وفي الحقيقة كلمة شريك هي تلطيف لكلمة خادم, لذلك النساء الصناعيات يرون المرأة الناجحة هي التي تتحكم بزوجها وينفذ لها ما تريد, كما تقول الشاعرة الشعبية :
مـاهــم بـخـافـيـنـي رجـال الـشـجـاعـه ،،، ودي بـهـم بـس الـمـنـاعـيـر صـلـفـيــــن

اريـد مـنـدسٍ بـوسـط الـجـمـاعـــــــــه ،،، يـرعـى غـنـمـهـم والـبـهـم والـبـعـاريـن

اذا نـزرتـه راح قـلـبـه رعـاعـــــــــــه ،،، يـقـول يـا هـافـي الـحـشـا.. وش تبغين
وان قـلـت له هات الحطب قال طاعـه ،،، عـجـل يـجـيـب الـقـدر هـو والـمـواعـيــن
ولـو اضـربـه مـشـتـدة فـي كـراعــــه ،،، لا هـو بـشـاكـيـنـي ولا الـنـاس داريـــن


الرجل والمرأة الصناعيَّين يرون علاقة الزواج معركة من أجل من يكون هو الديكتاتور والمتحكم في الآخر, ومن يتمكن من سحق الآخر هو من سيكون سيد البيت! والمرأة الصناعية لا ترضى عن زوجها إلا إذا صار خادما لها أو صار ديكتاتورا أقوى منها فتخضع له. فالصناعيون يستعيضون عن القوامة الطبيعية بالديكتاتورية والتسلط والبقاء للأقوى, وعن التبعية الطبيعية بخضوع المغلوب, فالمرأة الصناعية تحب أن يكون زوجها صناعيا وظالما حتى لو ضربها و أهانها, لهذا نرى بعض الزوجات تحب زوجها مع أنه شخص ظالم بل و يظلمها هي ويضربها لكنه متعلقة فيه. وكأن المسألة كلها خدمة لأفكار إبليس وإرضاء له .


هناك فرق بين القيادة أو الزعامة وبين التسلط، فالقائد لا يخرج إلى نطاق الظلم والإساءة لأنه حينها سيكون متسلطا وليس قائدا. في كل المجتمعات البشرية تجد الناس يختارون قائدا لهم لأنهم يحبونه ويثقون فيه. وعلى المستوى الفردي, المرأة التي يعجبها رجل و تحبه ورغبت بالزواج منه كأنها تقول أريدك أن تكون قائما وقائدا لي، وهنا تحس أنها أنثى. ومن سمات القوامة أن ترغب الزوجة بطاعة زوجها بدون أن تحس بتكلف, وباختيارها, وتجد الراحة في طاعته، فهو تسليم من المرأة عن حب وليس بسبب إحساس بسلطوية الرجل، فليست القوامة طاعة حرفية أو طاعة متسلط، ولكن القوامة أن تفرض المرأة على نفسها طاعة الرجل لحبها له وثقتها به. والزواج في القرآن لا يوجد به سلطوية و إنما {مودة ورحمة} وقوامة وعدم نشوز, فالرجل يرحم المرأة والمرأة ترحم الرجل عندما يكون أحدهما في موقف ضعف كمرض مثلا، أي أن القوامة هي قوامة شعورية وليست قوامة سلطوية، فتكون طاعة المرأة هي نتيجة ما تشعر به من حب نحو زوجها فتجدها تطيعه بأمور لم يطلبها حتى.


أما المرأة التي لا تريد قوامة لأي رجل فهي مريضة بأنوثتها، فعليها أن تحقق أنوثتها أولا قبل أن تفكر بالزواج والإنجاب، وبعض المريضات بهذا تجدها حتى تتبرأ من أبنائها بحجة أنها لها حياتها و لا تريد شيئا يعيق حريتها! مثل هذه المرأة لا تستحق أن تتزوج. وعلى الرجل قبل أن يتزوج أن يسأل المرأة عن نظرتها لفكرة القوامة, بل على المأذون أن يوضح ذلك لهما اتباعا لكلام الله. لذلك أكثر مشاكل الزواج ننسبها للمرأة وليس للرجل وهذا بشكل عام، لكن المجتمع تعود أن لا يلوم المرأة على فشل الزواج وهذه المشكلة، بل يضع أكثر اللوم على الرجل.


عندما أقول تبعية فأنا أقصد أنها تبدأ بثقة شعورية أولا ثم تأتي الثقة العقلية فيما بعد، وبشكل عام من يقدّم الشعور لا تخف عليه.


وفكرة أن الزواج يفشل بسبب عدم التوافق بالشخصية أو الهوايات فكرة خاطئة، فالمهم هو التوافق باختيار الخير, واعتراف بالأدوار والقوامة، وفي الطبيعة لا يوجد شيء اسمه توافق و إنما هناك تابع ومتبوع، فالشمس تتبعها الكواكب والكواكب تتبعها الأقمار, والشمس غير الكواكب والقمر غير الأرض فليس بينهما تشابه.


القوامة الطبيعية تحافظ على علاقة الحب وتديمها, لذلك لاحظ الآباء الذين يتسلطون على أبنائهم يدمرون علاقة الحب ويتهرب أبناؤهم منهم. وهناك فرق بين تبعية الطفل وتبعية المرأة, فالمرأة ناضجة وتبعيتها نتيجة دورها الأنثوي الطبيعي بدافع محبة واقتناع، لكن الطفل يتبع نتيجة حاجة فحياته معرضة للخطر إذا لم يتبع الكبار. وليس في التبعية للرجل إهانة للمرأة, الإهانة للمرأة هي أن تُمسَخ رجلا، وانظر لحالها الذليل في العالم الليبرالي فقد حولوها إلى عامل مثلها مثل الرجل.


الأنوثة والذكورة هي أدوار طبيعية أساسية، و أفكار الليبرالية تقود الى تحويل المرأة الى رجل مشوه، وهي فكرة غبية أساسها شهواني لأغراض حيوانية دون احترام لعقلها وأنوثتها، فيبعدون المرأة عن بيتها و أولادها وزوجها وهذا تشويه لها، فيكثر اللقطاء ويقل الزواج ويكثر الطلاق, وترى المرأة في الجيش وتحارب مع الرجال بدلا من أن تكون في حديقة منزلها تسقي أشجارها مع أولادها وتنتظر زوجها، ففي الغرب اصبحت المرأة ضحية للفكر الليبرالي.

المرأة هي المسؤولة عن الإنجاب وهي التي تحمل وترضع وتراعي الصغار, وهذا يحتاج إلى شروط تعرفها المرأة جيدا، كأن تكون الأسرة مستقرة في بيتها والزوجان مخلصان لبعضهما وكل يقوم بدوره, لهذا من الطبيعي أن تكون طبيعة حياة المرأة مختلفة عن الرجل. الغرب يعتبر المرأة الشرقية مظلومة مع أنها أكثر استقرارا من المرأة الغربية، فلم تُخلق المرأة للتنقل مثل الرجال في كل وقت.. مع ذلك الرجل الذي لا يحتاجها ولا يأبه بها ويأخذها للتسلية.

المرأة المتأثرة بالأفكار الليبرالية انخدعت فرأت ميزات في عالم الرجل وأهملت ميزات في عالم الأنوثة, مع أن لكل دوره, لو تأثر الباذنجان بالتفاح لأن خدوده حمراء سيصبح منفرا بلونه وسيقال أنه متعفن! كل ميسر لما خُلِق له, صنوان وغير صنوان تسقى بماء واحد, والأكُل مختلف.. يجب أن نعترف بعالم اسمه عالم الأنوثة, ليس فقط الأنوثة الجسدية, أقصد الأنوثة المعنوية.. فما هو هذا العالم؟... 

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق