الأحد، 27 يناير 2013

جزئية المنطق في الثقافة المادية الغربية (معاداة السامية كمثال) ..


المنطق ليس معمماً عند الإعلام الغربي (الذي هو ابن الثقافة الغربية المادية) سواء كان اجتماعياً أو علمياً أو تاريخياً أو عرقياً ، بل هو جزئي ، فكل قضية لديها منطق خاص بها ، ولا ينتقل المنطق نفسه إلى قضية أخرى ، وهذا ليس خاصاً بالغرب بل كل أصحاب الأهواء هكذا .. والذي يتبع هواه يصاب بالكبر ، فينظر للأشياء من خلال نفسه ..

إنها لا تؤمن بمنطق واحد عام لكل شيء .. فكل شيء نسبي ومنطقه خاص به .. وهذا يُفسح مجالاً للعبة الأهواء والمصالح ..


فكرة رفض معاداة السامية هي نفسها فكرة عنصرية ، فالمفترض أن تكون رفضاً للمعاداة العرقية تجاه أي عرق ، وليس تجاه عرق معين!  لأن في هذا إبراز له و تمييز بالأفضلية عن بقية الاعراق . حتى لو كان ذلك العرق على خلفية معاناة ومورس عليهم التمييز العرقي يوماً من الأيام ، فكل الشعوب مرت بمعاناة ، و هذا لا يبرر التمييز العنصري .. إذن يجب رفض التمييز العرقي على الجميع و ليس على عرق خاص ..


كأن رافض معاداة السامية يقول: ن هذا العرق لا يجوز انتقاده ويجوز انتقاد الأعراق الأخرى..!" هذا بحد ذاته يعتبر تمييزاً عنصرياً ، والتمييز العنصري قد يكون بالسلب أو بالإيجاب ، و رفض معاداة السامية يعتبر تمييزاً عنصرياً من نوع الموجب . و هذا يحمل رسالة أن بقية الأعراق لا قيمة لها ما دام ميَّز عنصراً معيناً وطالب بعدم معاداته ولاحق منتقديه ..


ثم إن التمييز الموجب يقود إلى التوسع ، وإدخال ما ليس في التمييز العنصري ضمن التمييز العنصري .. مثل نقد سياسات الحكومات الإسرائيلية ، تعتبره منظمات معاداة السامية داخلاً في معاداة العرق السامي..! مع أنه نقد لاداء حكومة لا علاقة له بنقد العرق . إذن التمييز الموجب يقود إلى السكوت عن أخطاء أي أحد ينتمي إلى ذلك العرق، وإلا سيصنف نقداً للعرق كله . وهكذا كل شيء يـُؤسس على خطأ يقود إلى أخطاء جديدة .. 

كل من يتبنى هذه الفكرة يكون قد دخل في حيز العنصرية .. وهذه الفكرة سوف تخرُج أوتوماتيكياً من حماية العرق إلى حماية أي إساءة تصدر من أحد أفراده ، حيث يجب السكوت عنها ، والاكتفاء فقط بذكر الإيجابيات، وهذا يحد من حرية الرأي والتعبير ..

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق