السبت، 19 يناير 2013

حوار في التاريخ والحضارة وعدة مواضيع اخرى 2 ..

============== تحديث 2 ==============




اقتباس






دعاة التغريب غير واقعيين ولا يقرأون تاريخ الاندماج الحضاري عند كل الامم .. يطالبوننا بان نلعن ماضينا ولا نذكر فيه الا النقاط المظلمة ، في حين نرى الغرب نفسه ينصف المنصفون فيه ماضينا اكثر من ابناءنا ! انظر الى اللغات الاوروبية القريبة من اسبانيا مليئة بآلاف الكلمات العربية ، فكيف لا يكون لنا اي دور في حضارتهم ؟ هم قاموا بعملية تلاقح ودمج ، ولم ينشأوا حضارتهم من الصفر الكنسي كما تحب ان يكون ، وكأنك تريد ان تفهمنا بانهم كنسوا الكنيسة واقاموا المصنع ! حضارتهم مثل غيرهم من الحضارات ـ تبدا بما عندها و تاخذ مما عند غيرها ، ولا تتخلى عن جذورها .. هذا هو الوضع الصحيح : نقف على اقدامنا ونأخذ بايدينا ، والتاريخ خير شاهد ..



أما التغريب فأنا لست من دعاته، أنا من دعاة النقد الذاتي الايجابي.

الرد :

جميل تصنيفك لنفسك, لكن اين الإيجابية إذا أظهرت العرب بمظهر غير القادرين على تعاطي العلم و ماضيهم يشهد بذلك : قتال وليالٍ ملاح ؟! و العلم للموالي ! هل في هذا ما يدفع العربي للإيجابية وهو يرى صورة آبائه وأجداده بهذا الشكل ؟ أم يحطمه ويبقيه في مكانه وكأنك تقول للعربي انت لا تنفع لا في الحاضر ولا في الماضي وشكرا للموالي ذوي الأصول غير العربية ؟! لأن هذا الأصل أصل غبي وغير قابل للحضارة بدليل الماضي والحاضر !! إذا كان هذا هو النقد الذاتي فماذا يكون التحطيم الذاتي والتجريح الذاتي ؟

إذا أردت أن تحطم العربي وتعطنه في عنصره فماذا عساك أن تقول أكثر من هذا ؟! المطلوب هو النقد الذاتي البناء الذي يفتح أبواب الأمل ولا ينظر نظرة سوداوية قاتمة تغلق منافذ النور, و ليس الذي يهدم ويسوي بالأرض . هذه وجهة نظري فيما أسميتَه نقدا ذاتيا .

استعملَ مثل هذا النقد الكثيرون مع الأسف من المتأثرين بالثقافة الغربية, أو لأسباب شعوبية وقـَبـَلية , وأسموه نقدا ذاتيا مثلما فعل طه حسين و بشار و ابن نواس وغيرهم من قبل, بينما هو التحطيم بعينه , وحجتهم أننا عرب مثلكم نمارس النقد الذاتي !

العرب كغيرهم من بني آدم, وها هي العقول العربية المهاجرة تصنع الإبداع في أراض غريبة , لأن الظروف لم تساعدهم على ترابهم , بسبب آثار النقد الذاتي غير الإيجابي التي لا ترى الإبداع يشرق إلا من الغرب ولا يمكن أن يشرق ممن قضى آباؤهم حياتهم بالقتال والليالي الملاح..!

النقد الإيجابي يبدأ بإيجابية و يذكر الميزات قبل العيوب, فأين هي إيجابيات العرب التي ذكرتها ؟ وأين ميزاتهم الأخلاقية على الأقل التي ما تزال تتميز في جوانب كثيرة على اخلاقيات الغرب نفسه وبشهادة المنصفين منهم؟



اقتباس






انتم تريدون الا نقف على اقدامنا ولا على حضارتنا ، حينها سنكون كشجرة اجتثت من فوق الارض ما لها من قرار .. ومهما فعلنا لن نكون ألمانا ولا امريكان ، فالالمان فقط المان والامريكان فقط امريكان ، والعلم للجميع ياخذه الصيني والعربي والامريكي الجنوبي ، ولا شأن للثقافة والدين في العلم ، ولا يوجد دين في العالم يحارب العلم اصلا ، فلماذا حروب الطواحين الوهمية ؟



أنا لا أريد الا أن نصبح "نحن" و لا اريد أن اكون ألمانيا بل أريد أن أكون أفضل منه و لست بأقل من ذلك، و مشكلتنا أننا لا نأخذ العلم فنستفيد منه و لا نحارب الا العلماء و كما لا يوجد دين يحارب العلم لا يوجد دين له فضل على العلم ايضا، اليابان دولة كافرة بمفهومنا عزيزي،



الرد :



دعك من مفهومنا .. أنت تقول لا يوجد للدين فضل على العلم , أي عممت على الدين ، ثم تقول أن اليابان كافرة بمفهومنا ! المثال و الوصف غير منطبق على القضية ..



اليابان لها أديان ، ومع ذلك لم يقف الدين في وجه العلم , فلماذا وقف في أوروبا فقط ؟ هل رأيت أنها كذبة إلحادية مضخـّمة ، أن الكنيسة وقفت في وجه العلم ؟ لماذا لم تقف كنيسة الهند و اليابان والصين وغيرها في وجه العلم ؟ وكلها لها أديان ولا تزال مثلما لا تزال المسيحية في اوروبا وأمريكا ؟ لماذا سمحت للعلم ؟



اما فضل الدين على العلم فقد بينته لك بالتفصيل دون أن ترد عليه بالتفصيل و كأنني لم اقل شيئا .. قلت لك : لا يقوم علم أو حضارة إلا بوجود دين في الأساس ، و أثبت ذلك مثلما يثبته التاريخ والآثار ، و كل هذا لا يعنيك .. أنت تريد ألا يكون للدين أي علاقة بالعلم .. حسنا هذه رغبتك و أنت حر, لكن لا يوافقك المنطق ولا الواقع ولا التاريخ , بل أنت تسير وحدك و تقرر عدم وجود أي علاقة أو إيجابية .



 يجب أن يكون دافع العلم هو الرغبة في التفوق و الحياة الكريمة و أن تفخر بانجازاتك، قراءة الفاتحة ستقربك من الله لكنها لن تزيد من علمك بمقدرا حبة خردل، اتركوا الدين في القلب و دعو العلم يغذي الأمخاخ..



الرد :



لماذا الرغبة في التفوق ؟ أليس هذا رغبة في الصراع ؟ والصراع يعني سحق الآخرين والوقوف على جثثهم ؟ وسحق الآخر يعني أن يسحقك الآخر ربما ، و يبقى واحد على المبدأ الهمجي الرأسمالي وغير الاخلاقي : "البقاء للأقوى" .. بينما الدين يدعو للأخلاق : {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين} ، لا سَحقا للعالمين . على هذا فالنتيجة فناء ودمار و ليس تقدم , و لك عبرة في حربين عالميتين وما خلـّفا من دمار ومئات الملايين من القتلى والمشردين .. هذه فكرة التفوق والصراع التي تنادي بها.



قراءة الفاتحة تقول {اهدنا السرط المستقيم} ، أي نبحث عن الصحيح في كل شيء لأنه مستقيم , وهذا هو طريق التقدم الحقيقي و ليس على جماجم الآخرين وأخذ ما عندهم أو ابتزازهم ..



السعي للتفوق يعني سحق الآخرين ويعني ضياع المحبة ونشوء العداوة وزيادة الآلام على الأرض المتعبة أصلا.. إذن هو طريق متخلف وإلى التخلف والهمجية يقود .. هناك فرق بين من يبحث عن الحق لأنه حق و بين من يبحث عن التفوق لأنه تفوق وحسب و لأنه يخدم غروره ورغبته في التفوق .



انظر إلى فكرتك التي ترددها عن التفوق في مجال كرة القدم التي استخفت بعقول البشرية باسم التفوق وكأس العالم , وكم ينفقون عليها من قوت عيالهم وكم يتعرضون للجلطات بسبب كرة جلدية دخلت في أيّ الشباك , و ما أنتجته من عداوت وشتائم مدعين أنها تقرّب بين الشعوب ! بينما هي تسبب العداوة والنفور بين أهل البلد الواحد , لأنها قائمة على فكرة الصراع والتفوق ، وإن كان صراعا غير مسالم .



الفاتحة لا تقول : اهدنا طريق التفوق ، بل الطريق الصحيح المستقيم ولو على حساب مصالحنا .. هذا هو الفرق بين أخلاقية الفكرة وعدم أخلاقيتها. يجب أن يكون المنطلق أخلاقي وليس همجي ورأسمالي يريد سحق الآخرين و أخذ ما عندهم والتسلط عليهم , فالقوة ليست قانونا يـُقبل بحُكمِه وإلا لانتهت البشرية .. ولولا وجود الأديان بدعوتها للأخلاق و الخير وكسرها لشوكة القوة والتفوق الدنيوية لفنيت البشرية من زمان ..



وكل ابتعاد عن الدين سوف يؤدي إلى تمجيد القوة والبقاء للأقوى .. كلما ابتعد الله كرمز لأقوى القوى الخيَـّرة كان الصراع بين القوى البشرية لتحتل مكانه .. مثل الفصل الذي يخرج منه المعلم يبقى بعده صراع القوة بين التلاميذ من يحل محله .. مسألة سد فراغ قوة وهيمنة .. هذا ما يحدث إذا تعلمن العالم , إنه مؤذن بفناء كوني لو نـُحّي الدين نهائيا من الأرض , لكن هذا لن يكون أبدا ، فمن يريدون الخير موجودون و يعرفون أن الله هو رمز الخير أيا كان دينهم ..



" إنما الأمم الأخلاق ما بقيت ** فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا" ..



لكن شوقي نسي أن يضيف :



و ذهاب أخلاقهم لابد مرتبط ٌ ** بذهاب أديانهم لو أنها نُصُبُ)!


و لك العبرة في أوروبا و أمريكا و حروبها الطاحنة مع نفسها ومع العالم في الماضي والحاضر والآن بعد سيطرة الأفكار المادية والعلمانية , و لم يعرف العالم الحروب العالمية إلا في فترة العلمانية , لهذا تسمى بالحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية , جديدة في نوعها ودمارها وبشاعة أسلحتها.


اقتباس






التنافس على التقدم لم يجعل الصين او الهند تسيء لنا ، رغم دخولهم في تنافس التفوق ورغم قوتهم عبر التاريخ ، فمن الانصاف الا تقارن موقف الصين معنا بمواقف الدول الغربية المشينة دائما معنا و مع قضايانا التي هي بسببهم ، اليست اكبر قضية عندنا هي قضية فلسطين و ما يتعلق بها ؟ من زرعها ومن اهتم بها ؟ اليس الغرب ؟ لماذا لا نكون واقعيين اذا لم نكن منصفين ؟



لن أتكلم عن التخلف المتواصل الذي عاشته الصين قرونا و لا حرب الأفيون و لا تدمير اليابان لها و لا الحرب الأهلية و لا نهضتها من لا شيء تقريبا و لكن و لمزيد من الانصاف سأضع لك مثال المانيا الغربية المسيحية التي تم تسويتها بالأرض و مقتل ما لا يقل عن 10 مليون من سكانها في 6 سنوات فقط و على اذلالها و استنزافها خصوصا على يد اليهود و مع ذلك أنتجت لنا المرسيدس و الأديداس و و و و من المنتجات الألمانية التي تفوقت على منتجات من هزموها و احتلوها و استنزفوها، هل تعلم أن البي ام دبليو تملك الآن الرولزرويس و السكودا و الميني؟ هل تعلم أن الفولكس فاجنتملك اللامبوجيني و البوجاتي و البنتلي؟ هل هذه العظمة الالمانية قد قامت على اكتاف الدين المسيحي أو القومية الالمانية؟ هل عاقهم ابتزاز اليهود و اذلال الغرب الآخر لهم على التقدم و اكتساح اعدائهم الغربيين؟ هل اسرائيل هي السبب في أن المخابرات المصرية اصبحت دولة داخل الدولة؟ هل كانت اسرائيل تملك سلاح طيران أو بحرية عندما كانت مصر قادرة على دك تل ابيب في حرب 56 و قبل أن يبدأ العدوان الانجليزي الفرنسي؟ هل اسرائيل هي السبب في أننا لم نحمي أبو القنبلة الذرية المصرية يحيى المشد أو سميرة موسى؟ كيف تهزم عصابة 7 جيوش عربية الا اذا كنا مهزومين داخل انفسنا قبل أن تبدأ الحرب اساسا؟ هل في هذا تغريب أو ليبرالية أو انسلاخ أو نظرة واقعية على المرآة بدون مكياج عربي؟

الرد :

مع احترامي لمقارناتك فهي غير دقيقة , فالصين دولة عظمى من الأساس .. مليار من البشر يحكمهم رجل واحد في أقصى آسيا ! و ليس لديهم إسرائيل .. يقطنون على تسعة ملايين متر مربع من الأراضي الخصبة المليئة بالخيرات والمعادن وفيها آلاف الأنهار و ليس المئات . ألمانيا دولة غنية و متقدمة تكنولوجيا حتى قبل الحرب .. فولكس واجن صنعت قبل سقوط ألمانيا بقرار من هتلر , بل إن الغواصات مخترع ألماني والرادار وكذلك المحرك النفاث أثناء الحرب.

و من الصعب مقارنة ألمانيا بمصر و مقارنة الصين بمصر , قارِنـّا بالدول الأفريقية على الأقل . غير ذلك لا وجود للديموقراطية .. فالأنظمة تبتعد عن شعوبها و تقترب حسب المصالح والظروف , و تـُجبَر بسبب ضعفها على الإذعان لليد الغربية الضاربة والمهيمنة على العالم والمهووسة بشيء اسمه إسرائيل ومصالح إسرئيل , بل تأخذ من ضرائب شعوبها لتعطي إسرائيل , و لك أن تسأل لماذا تخسر الدول الغربية علاقتها بكل هذا العدد من الشعوب والدول مقابل دولة صغيرة لا تسمن الغرب ولا تغنيه من جوع ؟

من هنا يجب أن نفكر حتى نفهم العالم كيف يسير أو يـُسيَّر في الأصح , مـَن الذي يمسك البقرة الغربية من قرونها ليحلبها لاسرائيل رغم تذمر شعوبها و ممثليهم الوهميين في البرلمانات ؟ كيف استطاع ذلك ؟ إلا أن يكون مهيمنا على الحكومات الغربية نفسها التي يُساق إبناؤها  إلى المحارق الحربية خدمة لإسرائيل , ولا يترشح الرئيس حتى يكيل الوعود لاسرائيل قبل شعبه و هي دولة أجنبية في الشرق الأوسط !

هذا لا يعني اننا غير مسؤولين عن أخطائنا و تخلفنا, لكن يجب أن نرى إلى النيّر المضروب على عواتقنا أولاً و الذي يمنعنا من التحرك كأمة هي أصلا مفككة , و قادمة من جهل وتأخر عن ركب العالم الحديث , و ليس كالألمان و لا الصين من الدول العظمى التي كبت ثم قامت ..

قارن بين نسبة الأمية في مصر وألمانيا قبل ان تـُهزم, ليس هذا فقط بل لك أن تقارن في كل شيء , ولا تنسى موضوع إسرائيل ، فألمانيا لم تـُزرع فيها إسرائيل ، وإلا لما سُمح بأن تصنع المرسيدس وتشتري الرولزرايز لأن هذا سيعني إختلالا في توازن القوى مع الابن المدلل.


اقتباس






اما كلامك عن حضارة المسلمين وتلخيص دور العرب بأنهم مجرد غزاة ، فهذا تحليل لا تطبـّقه مع اي امة مع الاسف ، لولا الاسلام لما وجدت الدولة الاسلامية ، العرب كانوا قبائل متخلفة متناحرة ، وهؤلاء العلماء الذين تسميهم موالي لم يعرفهم العالم الا من خلال الاسلام والحضارة الاسلامية واللغة العربية التي انصهروا فيها وتعرّبوا وتركوا لغاتهم الاصلية ليس بالسيف طبعا كما تحب ان يكون ، لان هناك من لم يتركوا لغتهم كالفرس ولم يجبرهم السيف على ذلك ..



ان كنت ترى أن من حارب محتل آخر لبلدي و طرده منها و بدلا من أن يأخذ الجزية منه أخذها مني و حلبني كالبقرة - تسمية عمر بن الخطاب و عمرو بن العاص لمصر - ليس غازيا فماذا أسميه؟ محرر الشعوب؟ لماذا لا نسمي الأشياء بمسمياتها؟ أم هو فاتح عندما يكون عربي أو تركي، غازي عندما لا يدين بالاسلام؟

الرد :

هذا كلام لا يقره التاريخ ولا الواقع. تاريخيا المصريون لم يقاوموا العرب المسلمين بل قاومهم الرومان المحتلين وإلا لما كان لعمرو بن العاص أن يفتح مصر بأربعة آلاف جندي فقط, بل فرح المصريون بقدوم العرب وبدينهم الجديد ولم يقبلوا دين الرومان رغم طول استعمارهم .. ألم تنتبه إلى هذا ؟ لم يتكلم المصريون بالرومانية بل تعلموا العربية بسرعة وتعربت مصر بكاملها .. هل الأربعة آلاف جندي ألزموهم بترك لغتهم ودينهم بينما الفرس لم يتركوا لغتهم وقبلوا الإسلام ؟ لماذا لم يلزم الفاتح الفرس بالعربية ؟ هذا يعني ان مصر كانت عطشى لأن تنضمّ مع جيرانها وإخوانها العرب و رافضة ً لوجود الرومان الأغراب القساة .
أنت تعلم أن مصر مقبرة للغزاة و أرض الكنانة كما سماها العرب – أي كنانة السهام المصوبة إلى كل غازي - وسلاح قوي في يد من يستغله . لماذا لم تـَقـْبر هؤلاء الأربعة آلاف بدوي ؟ بل أخذت دينهم و لغتهم ! لماذا لم يقف المصريون مع الرومان و يكونوا كنانة لهم ؟ بينما قبرت هولاكو الغازي الدموي المرعب الذي أفنى العديد من الدول بما فها الخلافة العباسية !

مصر أصبحت قوية أكثر بعد أن أسلمت, و قبرت الصليبيين رغم كثرة غزواتهم , لماذا لم تفكر هكذا ؟ سيساعدك التاريخ والواقع كثيرا, مصر ليست ألعوبة لأي فاتح ليتحكم في دينها و لغتها رغما عنها .. أين ثورات المصريين على حكم المسلمين ؟ بل إن شمال أفريقيا كله رحـّب بهم مثلما رحبت مصر و تقبلوا دينهم ولغتهم بنفس راضية ، مع أن أوروبا استعمرت شمال أفريقيا لأكثر من عشر فترات تاريخية ولم يصبح المصريون رومانا و لا أوروبيين ولم يقبلوا دينهم .

و أقباط مصر أخذوا المسيحية من إخوانهم وجيرانهم في فلسطين أيام المسيحية الأولى ولم يأخذوها من الرومان الغربيين رغم حملاتهم الصليبية , ولم يجبرهم الفاتحون العرب على ترك دينهم, وتركوا لغتهم القبطية بمحض إرادتهم إلى العربية ، ولم يفرض المسلمون الجزية على كل مصري كما يوهم كلامك ، فلا جزية على مسلم , بل على المسيحيين الذين رفضوا الدخول في الإسلام مقابل أن يحميهم المسلمون و يواجهوا الحروب بدلا عنهم ويعفَون من دخول الحرب حتى دفاعا عن مصر , ولم تكن جزية مرهقة كما يفعل الرومان , وظلوا في تعايش مع المسلمين ووئام إلى الأيام الأخيرة التي أراد فيها المخطط المبغض لأمتنا لصالح إسرائيل أن يشعل الطائفيات لضرب الخصم بالخصم ، ومع ذلك لم ينجح النجاح الذي توقعه ولن ينجح .. ورأينا المسيحيين يحرسون المسلمين في ميدان التحرير وكذلك فعل المسلمون معهم ليؤدوا قداسهم, ورأينا الهلال والصليب يرفعان معا. 

بل رحبت أفريقيا السوداء بالإسلام دون فاتحين وإلا فكيف وصل الإسلام إلى مالي ونيجيريا والسنغال وأوغندا وبقية دول أفريقيا ؟ بقية أفريقيا توضح لك كيف أسلمت مصر حبا لا غصبا . الإسلام بحد ذاته يسير على قدمين وليس دينا كسيحا يحتاج إلى تقديم المعونات والخدمات كما يفعل المبشرون المسيحيون بقوة الدولار الغربي مستغلين فقر الشعوب وعوزها على طريقة خذ الدواء وآمن بالمسيح , وما زال يسير ، فحتى أوروبا تخاف من انتشار الإسلام و أفزعهم تقبل المرأة الغربية للإسلام رغم تشنيعهم الشديد على معاملة المرأة في الإسلام كما تثبت الإحصاءات في بريطانيا مثلا.

يجب ان ننظر للأمور بدقة اكبر .. الإنسان ليس آلة , بل روح وأعماق و مزاج يستطيع أن يصل إلى مناطق لا يغطيها الإعلام المادي .. الإسلام خير ما يمثل كلمة دين , لأنه ينتشر بدون مبشرين في الأغلب إذ أكثر المسلمين دخلوا في الإسلام دون فتوح وعلى قلة و ضعف مادي في الدعاة . إنه يغطي مناحي الحياة بجدية , والإنسان يريد لدينه أن يغطي حياته على خلاف ما يـُتصور , وإلا لن يعتبره دينا ..

الدين الذي تريده أن ينعزل عن الحياة بحجة التقدم والتكنولوجيا لا يعتبره الشخص دين بل ينظر إليه بازدراء وعدم ثقة , وكيف يعتنقه وهو غير قادر على دخول الحياة ؟ إنه دين ضعيف هو أقوى منه لأنه يدخل الحياة بينما دينه يعجز , أي ربه يعجز , وكأنه أقوى من ربه . لهذا تخلوا القدماء عن عبادة الأصنام لأنها أضعف منهم إلى عبادة رب واحد أقوى منهم وأكثر إقناعا لعقولهم .

الإسلام الحقيقي فقط هو الدين القوي الواثق بنفسه في العالم, كيف تشعر و تثق بدينك وأنت تعرف أنه ضعيف ويتهرب من نواحي الحياة ويتركها سبهللا ؟ مثل هذا الدين لا تمتلئ منه العين . فأنت إذا آمنت بإله لا يعني أن تحنطه كالصنم في معبد أو كنيسة .. كلمة إله تعني أنه معك أينما كنت و أن كلامه هو الحق و مطلع على قلبك , وأنه هو الأدرى بشؤون حياتك وصلاحها, وإلا ما فائدته ؟ ما فائدة أن تقول أنني مؤمن ولكن ديني لا يستطيع أن يواجه الحياة ولا الفلسفة ولا المنطق ولا العلم ولا الواقع؟ ولا دخل له إلا بدور العبادة وبعض المناسبات السنوية ؟ سيكون أشبه بالنسب منه بالدين ..

لهذا الإسلام يمشي على قدميه لوحده , وكل يوم يدخل في الإٍسلام أناس من تلقاء أنفسهم باحثين عن الحقيقة , رغم حملات التشويه المستعرة ضد الإٍسلام مستغلين أخطاء بعض أتباعه بالفهم أو التنفيذ, ولكن تلك الحملات تعمل على إبراز الإسلام إلى السطح من غير أن تدري , والشخص العادي الطيب يقول لماذا كل هذا الهجوم على ذلك الدين؟ ولماذا يكرهونه إلى هذا الحد وكأن غيره بلا أخطاء ؟ دعني أتعرف عليه ! ومن هنا قد تنشأ علاقة حميمة بينه وبين ما تعرف عليه ، إذا كان باحث عن الحقيقة وليس عابئ بالإعلام الموجه من مـُلا ّكه و من وراءهم.  
 
اقتباس






و بنادق الغرب على مصر ايام نابليون هي من انتاج عرب الاندلس في الاساس .. و هي سر عصر النهضة و ليس ايطاليا ، واكتشاف امريكا كان فكرة عربية في الاندلس ، و جرت عدة محاولات .. ولا اظنك تدعي ان سكان الاندلس من الموالي ، فاكثرهم من قبائل عربية قيسية و يمانية زائد البربر ..



طيب من فضلك هل من رابط لأي معلومة عن بندقية الأندلس و كيف و من طورها و الى أين أنتهى مآلها؟
و لن أعلق على كون سكان الأندلس من الموالي و لكن أنظر أنت من صنفت الغزاة فقسمتهم الى عرب و بربر و لن أعلق.

الرد :

صنفتهم لأجلك , ولأنك تفكر بهذه الطريقة : طريقة التفرقة العنصرية ولا تريد ان تنظر إلى المسلمين والعرب كأمة واحدة مثل بقية الأمم في حين تنظر إلى الصين والألمان والأمريكان كأمة واحدة ولا تفرق بين إبداعات أبنائها رغم علمك بوجود اختلافات عرقية !

إن عرب الأندلس لهم إبداعات علمية وأدبية مشهود لها من قبل الغرب قبل الشرق , و ليس الأندلس مكانا لموالي الفرس لأنه ليس بغداد . لا تنس أنك ربطت الإبداع بالموالي فقط , والأندلس ليس فيها من غير العرب إلا البربر و هم النسبة الأقل وليست الاكثر ، بل أكثر الأندلسيين من القبائل اليمانية المهاجرة , بدليل لجوء عبد الرحمن الداخل إليهم ، لأن العصبية اليمانية على ولاء مع الأمويين , ولولا قوتهم وكثرتهم لما استطاع بهم أن يسيطر على بقية الأندلس.

أما عن المراجع فهي كثيرة عربية وأجنبية, اقرأ "حضارة العرب" لجوستاف لوبون, و اقرا لزغريد هنكه الألمانية كتابها "شمس العرب تسطع على الغرب", وكتاب "الذخيرة" لابن بسام , ونفح الطيب وغيره من المراجع الأندلسية الأدبية والتاريخية ستجد فيها الكثير من ابداعات الأندلسيين بما فيها استعمال البارود في القتال بين المدن الأندلسية و عن محاولاتهم اقتحام بحر الظلمات أي المحيط الأطلسي , تبعا لنظرية الإدريسي بحتمية وجود قارة بالجهة الغربية من الأرض توزنها بعد بحر الظلمات ، و هي موجودة في خريطة الإدريسي المشهورة.




اقتباس






نقل الثقافة خطأ كبير ، ولا علاقة له بالتقدم ، والعلم والتقنية ليست وجها للثقافة الغربية ولا علاقة لها بها ، لانها تراكم انساني منذ الحضارات القديمة ، والجميع شارك فيها ولا زال .. والحضارة الغربية قامت واستمرت وما تزال مع وجود الكنيسة والدين ، بل اديان كما تفضلت .. ولا علاقة لترك الدين بالتقدم .. بل ان القبائل الوحشية الهمجية اقل ما يكون فيها الوازع الديني ولم تتقدم .. بينما كل الحضارات قامت في رحاب الدين، بما تحمله من علوم ، والتاريخ شاهد وليس انا .. و عرب الجاهلية كانوا من اقل الشعوب وازعا دينيا و اكثرها تخلفا حضاريا ، فلن يمشي علينا الربط بين ترك الدين والتقدم بحجة خلاف بسيط بين جاليلو واحد قساوسة احدى الكنائس حصل في احد القرون الوسطى الغابرة ، رغم الصداقة الحميمة بينهما .. فلعبة التكبير والتصغير لم تعد تفعل نفس الفعل في السابق .. ولا اتهمك انك تمارسها ، لكنك متثقف من ضمن المتثقفين بالثقافة الوافدة السائدة بإعلامها الضخم ..



أخيرا اتفقنا أن الحضارة تراكم انساني، شكرا.
أما الدين فكما ذكرت سابقا لا علاقة له بالتقدم و لا التخلف و لكن يمكنني أن أنسب أحد اسباب التخلف لرجال الدين، جاليليو لم تكن مشكلته خلاف بسيط عزيزي بل كان سيتم حرقه لولا توبته عن العلم و التفكير، و هناك غيره تم حرقه أو قتله، لم تطلق كلمة العصور الوسطى "المظلمة" هباء، تعالى عندنا هنا مثلا و قل لي من الذي كفر نصر حامد أبو زيد و جعله يهرب و زوجه من البلد، هذه هي الكارثة عندما يتم حشر الدين مع العلم في خندق واحد.

الرد :

أبو زيد يمثل العلم ؟! أم يمثل العلمانية ؟ بينهما فرق ، مع أني ضد مصادرة حرية الرأي ولا أقول أنه لا يوجد من أتباع الدين من يقفون في طريق العقل قبل العلم , وهذا يحدث حتى من اتباع غير الدين ..

انظر إلى فكرة الستار الحديدي الملحدة الشيوعية والتي تحارب الثقافة والكتب المستوردة , هذا بدون دين .. انظر إلى فكرة معاداة السامية والتي تحاكم الباحثين والمؤرخين وتدفـّعهم آلاف الفرنكات لأنهم فكروا وبحثوا عن حقيقة تاريخية .. هذا يكون في دول علمانية ..

انظر إلى الإلحاد وهو يدعم نظريات خرافية ويلزم بها المدارس و الجامعات كنظرية التطور غير الثابتة علميا ويجرّد كل عالم لا يصدق بها من مكانته و ربما من منصبه , هل الدين الذي فعل هذا أم الإلحاد ؟ لا تـُخصِّص للدين ما يقع من غير الدين حتى تكون منصفا .. فقط أثبت له ما لا يقع إلا منه حتى يستحق أن يوصف به إن كنت موضوعيا في بحثك , خصوصا و أن الدين الحقيقي ليس شرطا أنه موافق على كل ما يفعله أتباعه ، بل يؤثـّمهم في كثير من الحالات , لكن للناس في ما يعشقون مذاهب ، و كم من قمع الحريات جاء باسم الدفاع عن الحريات و الليبرالية وبدون دين ، كقضية الحجاب في فرنسا ومحاربة الرموز الدينية في المدارس هناك رغم ادعاء احترام حرية الاعتقاد ، وكأن الرمز الديني يعني نهاية العلم و فناؤه بتعصّب علماني مشين لا يختلف عن التعصب الديني عند البعض لدين مخالف للأديان هو الإلحاد والعلمانية .

المغول دمّروا مكتبات بغداد وتراثها لم يكن دافعهم الدين قدر ما هو لهمجية السيطرة , وهكذا .. لكن نشوء الحضارة والعلم لا يكون إلا بسبب الدين ، ولو استمر احترام الدين و اخلاقياته لسلمَ العلم من التزوير والاستغلال , ولـَسلمت الشعوب من همجية العلمانية و قنابلها الذرية .

إذا كانت الكنائس قوية و تـُحرق العلماء فلماذا لم تقض عليهم ؟ من الذي تدخل و منعها من اتمام مهمتها الهمجية بعداء العلم جملة وتفصيلا وإحراق أتباعه و كتبهم دفعة واحدة ليحرق بعضهم بعضا ؟! أتصدّق هذه الخرافات بسهولة وبنفس مبالغاتها ؟! هل إحراق البشر بالأمر الهين ؟ و إذا كانت الكنيسة بهذه القوة لماذا لم يحكم رجال الدين بدل الحكام الأرسطقراطيين ؟ و لماذا عجزت عن اتمام مهمتها ؟ ألم يكن من الأجدى أن تحرق كل من لا يعترف بالمسيح أصلا فضلا عن ان يخالفه في وجهة نظر معينة وهو مؤمن به كجاليليو المسيحي وليس الملحد ؟ مع أن المسيح لم يقل بتسطح الأرض ! ثم أن جاليليو لم يدّعِ ادعاءً ، بل أثبته بالمنظار والمنطق والعلم , و منطقيا لا يعتبر مثل هذا مجدفا في الدين , بل لم يتطرق للدين أصلا ولم يسبّه حتى يستحق الحرق أو الطرد من الكنيسة , لأن كلامه كله عن كوكب المشتري وأقماره ، و بالمنظار الملاحي ..

ثم إن عصرالنهضة العلمية بدأ قبل جاليليو بمائة وخمسين سنة ، فلماذا لم تحارب الكنيسة العلماء السابقين لجاليليو ؟ جاليليو لم يأتي مدعيا بل جاء مثبتا . و من البعيد وصْفه بالمجدف والمهرطق , و أثبت نظرية معروفة وتعرفها الكنيسة و مع ذلك لم يـُحرََق ولم يتراجع عن اكتشافه لأنه اكتُشِف وانتهى الأمر .

وتتكلم عن الأعداد الكثيرة من حالات الحرق وتستشهد بجاليليو الذي لم يحرق ومات حتف أنفه!

دعونا من التهويل والمبالغات, مع الاعتراف بوجود متعصبين وأغبياء في كل دين أو فلسفة , لكن من التعصب المضاد تعميم التعصب . وقد تراجعت الكنيسة عن نظرية بطليموس إلى نظرية كوبرنيكوس واستمرت المسيحية ولم تسقط , ولو كان هذا العداء كبيرا و حقيقيا لوجدت عمليات إرهابية يقوم بها المتعصبون والمتطرفون دون أمر الكنيسة ضد العلماء في أي مجال علمي , وهذا لم يحدث , مما يشير إلى عدم وجود عداء بين العلم و الكنيسة المتـَّهمة. وما يزال يوجد متعصبون مسيحيون ولم تسجـّل حالات اقتحام لمختبرات علمية أو احراقها.

ليس كل ما يقال يدخل على العقل إلا باثباتات , ولا تذكر جاليليو , ام أنه هو القضية الوحيدة الذي اختلفت معه إحدى الكنائس ؟ والقضية الواحدة لا تعني إصدار حكم عام شامل إلا من المغرضين , والمغرضين معروفون و هم دعاة التحرر من الدين والإلحاد لصالح الرأسمالية اليهودية التي تعاديها المسيحية , وطـُرد اليهود بسببها عدة مرات من دول أوروبا , فكان لصالحها أن تنحّي الدين وتشوهه وتحل محله الإلحاد حتى تسلم الجالية اليهودية الغنية من أذى المسيحية , من خلال العديد من المنظمات التي ينتظمها اسم الماسونية و التي تعمل بسرية كاملة.

أما تهويل ظلام العصور الوسطى وجهلها وتخلفها فهذا مبالغة أخرى , وتسميتها بالعصور الوسطى المظلمة تسمية ليبرالية إلحادية ، و إلا فالزمن متصل والحضارة تدريجية وتراكمية , وما أكثر الإبداعات التي تدخل ضمن نطاق ما يسمى بالعصور الوسطى المظلمة . وما الذي يجعلها مظلمة أكثر من غيرها بل مما سبقها مع أن الحضارة تراكمية ؟ هذا تناقض .

كل هذا لأجل تشويه المسيحية كدين ، لأن هذه العصور تبدأ من سقوط الإمبراطورية الرومانية الوثنية و انقسامها ، و هي فترة انتشار المسيحية , و هي فترة اضطهاد اليهود وطردهم ، لهذا هي مظلمة في عين شالوم وكوهين , أي أن ظلام أوروبا هو المسيحية التي تعاديها اليهودية , وما يقابل الظلام إلا النور ، و هو فترة سيطرة الأفكار الإلحادية والرأسمالية اليهودية .. هكذا تحب الرأسمالية اليهودية أن يكون ، و كان , وهكذا يكتب التاريخ المنتصرون و أصحاب المال ..
والصحيح هو أن نقسم تاريخ أوروبا إلى فترة سيطرة القيم و الأرسطقراطية ، و فترة سيطرة المال اليهودي والديموقراطية التي تعني سيطرة الرأسمالية , وهي فكرة نبشها اليهود كعادتهم في تنبيش التاريخ ونقل صوره من حضارة لحضارة تبعا لمصالحهم , من تاريخ مدينة واحدة تجارية هي أثينا تتنافس أ ُسرها ولا تريد أن تتصارع دمويا ، فاقترحوا أن يكون الرأي شورى بينهم اي ديموقراطية ، و معناها حكم الناس و ليس شخص واحد , حتى لا يقتحمهم أعداءهم الإسبرطيين إذا تصارعوا , وهو شبيه بوضع قريش في مكة و دار الندوة ..

وقد وظف اليهود إعلامهم المملوك لأجل نشرها ، و إلا فأوروبا لم تعرف الديموقراطية يوما من الأيام ، بل كانت تمجد ملوكها كأسر عريقة , فمن أين جاءت فكرة الديموقراطية لرجل الشارع الفرنسي أو الإنجليزي ؟ لاحظ أنها ابتدأت في إنجلترا ، وكر اليهود وحصنهم البروتستانتي , بعد ان ابتكروا البروتستانتية تخفيفا من عداء الكاثوليكية لليهود , و شقا للصف المسيحي وضرب بعضها ببعض في حروب دموية ما تزال آثارها إلى اليوم في إيرلندا بين الكاثوليكية والطائفة الجديدة المبتكرة .. فكرة أصولية يهودية كي تضم التوراة إلى الإنجيل وتسمى كلها بالكتاب المقدس كما فعل الملك جيمس الإنجليزي البروتستانتي في طبعته .

الرأسمالية لا تسيطر دون ديموقراطية ، لهذا أشعلت الثورات على ملوك أوروبا , لأن الأرسطقراطية تحمي الدين و القيم و القومية و الوطنية ، و الديموقراطية تعني تحكم رأس المال في كل شيء حتى السياسة , بما في ذلك الفكر والثقافة ، من خلال امتلاك دور النشر والصحف ووسائل الإعلام وحماية الأقليات وحقوق الاعتقاد والتعبير .. كل هذا في صالح الجالية اليهودية الرأسمالية, وهذا لا يعني أن الديموقرطية نظام سيء ، لكن يجب أن ننظر إليه نظرة أخرى أيضا في أنه الحاضنة الوحيدة لتـَفـَرعـُن الرأسمالية ، فالديموقراطية تخفف من سيطرة الفرد ، لكن تزيد من سيطرة رأس المال و تحكمه في الجميع حاكما ومحكوما.

يكفي المسيحية فخرا على الإلحاد أن لها مبادئ أخلاقية والإلحاد ليس له مبادئ أخلاقية سوى القوة وبقاء الأقوى.   

ًلماذا لم تحرق الكنيسة الفلاسفة الذين تشككوا في الدين قبل جاليليو وفي زمنها ؟ أم أن مهمتها فقط في إحراق علماء الطبيعة الأبرياء ؟! مع أن الكنائس كانت هي دور العلم و الثقافة والأقل نسبة أمية ! و فلاسفة القرون الوسطى من القساوسة وليسوا من التجار أو العسكر . و إذا كان جاليليو تاب فلماذا انتشر كتابه وعلمه ؟ لماذا لم يحرقوها ويمنعوها من الظهور ؟

فسر لي منطقيا كيف يعادي الدين العلم ؟ أليس العلم لإصلاح شؤون الحياة ؟ و رجال الدين يعيشون الحياة ! هل يضرهم اكتشاف طريق الرجاء الصالح ليسهل التجارة ؟ أم يدمر دينهم اختراع آلة تضبط الوقت ليمارسوا عبادتهم بدقة ؟ أم يزعجهم المصباح الكهربائي إذا أنار لهم طريقهم إلى الكنيسة ؟ أم وسيلة نقل تحملهم إلى كنائسهم؟ هل يضايقهم علم الجبر والكيمياء والطب الذي يعالجهم ؟ نريد أن نقتنع أن الدين يعادي العلم على إطلاق الكلمة كما تردّد ممن يدعون العلمية والموضوعية .

و لماذا لم يتوقف العلم في أوروبا رغم وجود الكنيسة ؟ أليست تحرقهم كما تقول ؟ بل زعم بعضهم أن كوبرنيكوس أ ُحرق مع كتبه مع أن كتابه لم ينشر إلا بعد وفاته , و لماذا سمحت الكنيسة بنشره ؟ و جاليليو أثبت نظرية كوبرنيكوس الذي نقلها ممن قبله , فأين هي الكنيسة عن كل هذا ؟ ثم إن الكنيسة كانت تعتمد على نظرية علمية هي نظرية بطليموس التي تقول بأن الأرض مسطحة وبطليموس ليس رجل دين بل عالم يوناني اسكندراني.

معذرة لا أستطيع أن أصدق مجزرة العلماء التي تتكلمون عنها , وهي لا تدخل العقل .. انظر إلى العلم ، إنه دخل كل الديانات العالمية , فأين هي المحارق ؟ أم أن هذا خاص بالمسيحيين فقط رغم تسامحهم الديني المشهور ؟

و أنا قلت ان الحضارة تراكم إنساني و لكن سببه الدين الذي يدفع إلى التفكير في الحق على شكل منطق وعلم , والخير على شكل أخلاق , والجمال على شكل فن , وماذا بقي للعقل بعد ذلك ؟ الإنسان لم يعش دون دين ، و هذا ما يثبته التاريخ وعلم الآثار بالإجماع , فأين مراجعك التي تثبت أن البشر عرفوا الدين فجأة و هم ينعمون بالحضارة الملحدة ؟ لا تقل : كان لهم دينا لا يقبله دينك , المهم أنه دين و يرجع إلى إله واحد أو مسيطر على بقية الآلهة ..




اقتباس







ثم ها هم الموالي حسب تعبيرك على شكل عقول مهاجرة ، من الهند والصين و مصر والشام والعراق وباكستان وغيرها ، يساهمون في حضارة الغرب وعلومها ..



و سيظلون هكذا لأنهم مضطهدون و مهمشون في بلادهم، هل نلوم الغرب ايضا؟

الرد :

لكنك لم تذكر الموالي في حضارة الغرب كما تذكرها في حضارة المسلمين. 


اقتباس







كل امبراطورية لم تقم دفعة واحدة ، بل من خلال الفتوح في العصر القديم ، فهل نجردها من ما ينسب اليها من عطاء حضاري و ثقافي بإسم انها مارست الغزو ؟ الامريكان انفسهم غزاة ومحتلون ، روما احتلت حضارة اليونان ، فهل نجرد الرومان من الحضارة لأنهم احتلوا اثينا ؟ ام ان هذا ينطبق على حضارتنا الاسلامية فقط ؟ الانصاف مفيد .. انت تطالبنا بالنقد الذاتي وهذا ما يجب ان يكون ، حتى الليبرالي المستغرب عليه ان يمارس النقد الذاتي .



أنا لا ألوم العرب و لا الرومان و لا الأتراك و لا اسرائيل على تخلفنا، أنا ألومنا ،أنا ألومنا نحن يا عزيزي، عندنا القدرة و القوة لكن المانع الأساس من عندنا نحن لا الغرب لذا كان انتقادي لك و لكل من أيدك لأنكم لا ترون في انفسكم الا الماضي و أفضال الماضي و اللوم المستمر على الآخرين.

الرد :

من قال لك اننا لا نرى في انفسنا الا الماضي ؟ ومن قال لك اننا معجبين بواقعنا ؟ و حتى بماضينا ؟ لان فيه الغث والسمين ، على الاقل اتكلم عن نفسي ، و ما الماضي الا واقع مضى ، بغثه و سمينه ، لكنك لا تريد ان نقول للمخطئ اخطأت ، و تريد ان نقبـّل يد الجلاد الغربي ونلعن ماضينا ! مع انه مضى ، بينما الجلاد موجود .. المشاكل لا تواجه بالهروب ولا بجلد الذات ، بل بالشفافية والمبادرة والرؤية الواضحة ..

الماضي مليء بصور الظلم والفساد والتظليل والخرافات ، وايضا مليء بصور من الصدق و الوفاء والعلم والبحث عن الحقيقة .. والنظر الى الماضي من زاوية واحدة ايجابا او سلبا ليس الا تطرفا في التفكير .. 

ثم ما الذي يمنع ؟ لماذا لا تريد أن نلوم عدونا مع لوم أنفسنا ؟ هل هذا في حب عدونا أم فينا ؟ و كيف تحل المشكلة و أنت تهمش أجزاء مهمة منها ؟ إن كانت دولة محتلة تحتل أراضيها و تلوم المحتل , فهل تلومها لأنها تلوم غيرها ؟َ! أليس اللوم إنتباه للمشكلة و بداية للتعامل معها ؟ ألست تريدنا ان نلوم انفسنا حتى نصلح اخطائنا ؟ اذن اللوم مفيد من وجهة نظرك ، فلماذا لا نوجهه للمسيء وليس فقط الى ذواتنا ؟

 لماذا لا تحب أن يُذكر الغرب إلا بالخير وهو لم يفعل معنا إلا الشر؟ ألا يجعلنا هذا لا نثق بالغرب و بالتالي نعتمد على أنفسنا كما تحب ؟ هل اليابان لم يلوموا أمريكا على إسقاط القنابل الذرية ؟ و ترى الياباني ينهر الياباني الآخر إذا سب أمريكا ؟

اللوم لا يعني التوقف وعدم تصحيح الوضع , أنت الآن في خانة من يدافع عن الغرب وإسرائيل و يبرئ ساحتهم بطريقة غير مباشرة ويريد أن يضع اللوم على تراثنا و ماضينا وأنه هو المسؤول عن تخلفنا , وليس للاستعمار أي ذنب ولا للاحتلال أي جريمة !! إنهم يبحثون عن التفوق وهذا من حقهم حسب قانون البقاء للاقوى الاخلاقي الذي تعتنقه !!

أليس الاحتلال مشكلة ، أم أن المشكلة هي أجدادنا ؟ هل اجدادنا هدموا قرى الفلسطينيين واقتلعوا زيتونهم ؟ هل ترى عنترة العبسي من فعل ذلك أم عمرو بن العاص ؟ أم قيس وليلى ؟ أم صلاح الدين يبني المستوطنات ويشرد الاطفال ويقتلهم لانهم تظاهروا لاجل حقوقهم المهدرة عالميا لاجل تفوق اسرائيل ؟ يبدو ان ماضينا هو سبب وجود اسرائيل وليست الحركة الصهيونية ! علينا اذن ان ندعها وشأنها ونلوم ماضينا الملعون ! ذو العبيد والموالي والجواري ! هذا ليس نقدا ذاتيا , هذا تقريع ذاتي وتعامي عن المشكلات الحقيقية الرازحة ، و بالتالي عدم التكيف و التعامل معها بالطريقة المناسبة .

إن تجاهل المشكلة يعني البعد عن حلها . أنا لا أدعو للتوقف والكسل والتخاذل , ولا أدعو لإغماض الجفون عن اسباب مشاكلنا .. انت تريد أن تسحبنا من مشاكل الحاضر إلى مشاكل الماضي ، بينما نحن نعيش في الحاضر ! تريدنا أن نكرر مشاكل القدماء , تريدنا أن نتحدث طويلا عن مشكلة العبيد عند أجدادانا ولا نتحدث عن انتهاك حرماتنا واحتلال أراضينا واستعباد شعوبنا حتى لا نكون نفكر بالمؤامرة ! و هذا لصالح أي مؤامرة ألا يفكر أحدٌ فيها .

يجب أن نطرح كل مشاكلنا وبدون انتقاء ولا إغماض جفون ، سواء في عاداتنا أو أفكارنا أو مذاهبنا أو احتلالنا .. لا ينبغي أن نحدد للناس أين يجب ان يفكروا و أين يجب أن يتعاموا , بل نقول أظهروا كل مشاكلكم على السطح و ناقشوها بكل حرية .. هكذا يكون النقد الذاتي المفيد , وليس شرطا أن يكون نقدا ذاتيا فقط ، بل نقدٌ للخطأ ، حتى لو صار من غيرنا علينا ..

أنت تريد أن نفكر بعيوبنا فقط ولا نفكر بعيوب الغرب و لا إسرائيل , هذه محصلة مجهودك . لا تحدد لنا فيم نفكر أو لا نفكر ، بل قل فكروا وحسب , لا يجب أن يكون النقد ذاتيا فقط ، فهذا خطأ, بل النقد لكل خطأ ، منا أو من غيرنا : {كنتم خير امة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر} ، أي سواء منكم أو من غيركم ، بينما انت تريد ان نحدد المنكر فينا فقط !! اللوم نتيجة للصواب والخطأ وليس شيئا نوجهه كما نشاء ، فلو لم يخطئ الغرب لم يواجه باللوم من المسلمين .. فالصين لم تتلق لوما من المسلمين مع انها دولة غير مسلمة و قوية بما فيه الكفاية ..

ولا نقصد بالغرب الشعوب البريئة ، بل حكوماته المتآمرة مع اسرائيل ضد نهضتنا وتكريس التخلف فينا لضمان تفوق اسرائيل .. وهذا لا يعني انه لا يوجد حل ، فلو شئنا و وعينا جميعا لما يُحاك لنا لما استطاع احد ان يغصبنا على واقعنا .. لكن هناك ضغوط خارجية موجهة بالذات ضد اي شيء يدعى العرب ، وعلى العرب ان ينتبهوا لهذا ويتخذوا منه حافزا للصمود والتقدم ، وانت لا تريد ان ينتبهوا لهذا الحافز ! فقط عليهم القيام بلعن الماضي .. ! 

اليابان يحتفلون احتفالا حزينا بضحايا القنابل النووية الأمريكية كل سنة , ويضعون الورود على قبور القتلى قبل خمسين عاما , فهل هذا نقد ذاتي أم نقد لأمريكا ؟ مع أن المشكلة ذهبت منذ عشرات السنين , قل لهم : مارسوا النقد الذاتي ودعوا عنكم جرائم أمريكا !


اقتباس







و بريطانيا التي تتحدث عن عدالتها وديموقراطيتها هي من قام بقمع شعبها و كانت على وشك انزال الجيش الى الشوارع لاجل مظاهرات ضد الراسمالية .. ما بال الديموقراطية عجزت عن ان تتحمل متظاهرين سلميين ؟ ام انهم لمسوا الجرح والحاكم الفعلي الدكتاتوري لبلادهم ، وهو راس المال الذي يملكه واحد بالمئة ويدبر الاعلام والعلم و الثقافة والتنكولوجيا والسياسة وهو عصب الحياة عندهم ؟ لا فرق .. شعوب متخلفة يحكمها دكتاتوريون ، و غرب يحكمه راسماليون ، والجميع مستبد ، والشعوب هي التي تدفع الثمن في كل مكان في العالم ..



معلومات غير صحيحة على الاطلاق، بريطانيا هي مقياسي للديمقراطية و أعتبرها أقل الدول الديمقراطية فسادا، لا توجد دولة كاملة لكن هناك دول تبذل أقصى ما تستطيع و تتفوق على غيرها.

الرد :

لماذا قمعت بريطانيا وامريكا مظاهرات وول ستريت مع انها مظاهرات سلمية والقانون يسمح بذلك ؟ ولماذا تعتم عليها البي بي سي اعلاميا ؟ مظاهرات بعشرات الالوف لا تستطيع رؤيتها الا على اليوتيوب ، و انت ترى الشرطة تسحب المعتصمين بحجج واهية كالنظافة العامة ! تسحبهم من المظاهرات بعنف و اذى جسدي لحد الدماء بدعوى المحافظة على صحتهم من الاوبئة والجراثيم ! هل هذا مقياس الديموقراطية ؟ بامكانك ان تتفرج كما تشاء في اليوتيوب ومواقع احتلوا وول ستريت في العالم الغربي الديموقراطي شكلا حتى المساس بالراسمالية او اليهود ولو بكتاب بريء مضمونا ..

الادعاءات سهلة لكن الواقع هو المقياس .. 
 
 
اقتباس







نحن لا نريد الخطاب المتعصب لا للتراث ولا للغرب ، نريد المنطق والواقع ، حتى نمارس النقد الذاتي بموضوعية .. حتى انسلاخنا من جلودنا يحتاج الى نقد ذاتي من ضمن ما يحتاج ..



و ضف على ذلك التخلص من عقدة الاضطهاد و رمي مشاكلنا على الآخرين، هذا هو أكبر مشكلاتنا.

الرد :

الآن تبين ما تريد ، تريد تبرئة الغرب من اضطهادنا والتآمر على مستقبل شعوبنا ، هذا هو اكبر مشكلة من وجهة نظرك وهذا ما يهمك وكأنك محامي عن الشيطان الامبريالي الصهيوني ! .. نحن لا نتبلى على سياسة الغرب ، انظرها امامك .. و ارجع الى التاريخ قليلا .. وهذا لا يعني التعامل بعنف او ارهاب او اقصائية تجاه الشعوب او الافراد ، هذا ظلم ، فالافراد انفسهم في الغرب ضحية مؤامرات راسمالية .. وانظرالى مظاهراتهم في وول ستريت وانها ضحية كغيرها من الشعوب لمؤامرة راسمالية صهيونية عظمى حول العالم .. وما النظام العالمي الجديد الا احدى خطوات تلك المؤامرة الراسمالية ، وهذا ليس كلاما خياليا ، فرأس المال هو محرك كل شيء في الحياة ، خصوصا في الغرب ، فالإعلام مملوك ، وحتى السياسة مملوكة .. 

اقتباس







نقطة في آخر ردي :

اريد ان اعرف لماذا وصفت صلاح الدين بانه ابله ؟ إذا تفضلت .. وكيف يتناسب هذا مع شخص اقام امبراطورية من الصفر وطرد الصليبيين وحرر القدس ؟



لأنه كان رحيما رؤوفا، كان يجب أن يعرف أن هؤلاء الدمويون الهمج اعداء الانسانية الذين قتلوا 70 ألف من سكان القدس عندما "فتحوها" سيعتبرون رحمته بهم اهانة لهم و عار سيلاحقهم و ذل من مسلم عربي همجي لا يتناسب مع تفوقهم العرقي لذا صبروا اجيالا و اجيالا حتى عادوا لنا مرة أخرى و دمرونا مرة أخرى و تركوا لنا ابناء جلدة من تربيتهم يلعقون حتى الآن أحذيتهم حتى لو كانوا سلفيين أو اخوانا، لو قضى عليهم تماما صلاح الدين كما فعل خلفه بيبرس في التتار لما فكروا في العودة مرة اخرى و لأرتعدوا لمجرد التفكير و كانوا سيموتون بأحقادهم و لم يكن ليأتي أحدهم على قبر صلاح الدين بعد موته بقرون ليقول "ها نحن اولاء قد عدنا يا صلاح الدين"...

تحياتي الخالصة


الرد :

الذين عادوا هم اليهود وليس الصليبيون .. الآن فهمت لماذا صلاح الدين ابله كما ترى .. انت تطالب بتبرئة الغرب ، والآن تتمنى سحق الغرب وكأن لم يكن موجودا ؟ ام تقصد بالغرب المسيحي دون الغرب الالحادي ؟ ها انت تضع مشاكلنا من جديد على الغرب وتتمنى لو ان صلاح الدين سحقهم عن بكرة ابيهم حتى لا يعودوا الينا ! انت الآن تجلد الغرب اكثر من جلد صلاح الدين !

صلاح الدين كان في قمة الاخلاق والقوة في نفس الوقت .. ولا اظنه يستحق كلمة ابله على هذا الموقف على الاقل ، لان الاسلام يؤيد مثل هذا التصرف .. و لماذا يقتل الاسرى والمستسلمين ؟ فهذا ليس من خلق الاسلام ..

وشكرا لك وآسف على الاطالة ، و استفدت كثيرا من الحوار معك ..

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق