الإسلام خير ما يمثـّل كلمة دين , لأنه ينتشر بدون مبشرين في الأغلب إذ أكثر المسلمين دخلوا في الإسلام دون فتوح وعلى قلة و ضعف مادي في الدعاة . إنه يغطي مناحي الحياة بجدية , والإنسان يريد لدينه أن يغطي حياته على خلاف ما يـُتصور , وإلا لن يعتبره دينا ..
الدين الذي
يُراد منه أن ينعزل عن الحياة بحجة التقدم والتكنولوجيا لا يعتبره الشخص دينا ، بل
ينظر إليه بازدراء وعدم ثقة , وكيف يعتنقه وهو غير قادر على دخول الحياة ؟ إنه دين
ضعيف هو أقوى منه لأنه يدخل الحياة بينما دينه يعجز , أي ربه يعجز , وكأنه أقوى من
ربه . لهذا تخلوا القدماء عن عبادة الأصنام لأنها أضعف منهم إلى عبادة رب واحد
أقوى منهم وأكثر إقناعا لعقولهم .
الإسلام الحقيقي
فقط هو الدين القوي الواثق بنفسه في العالم , كيف تشعر و تثق بدينك وأنت تعرف أنه ضعيف
و يتهرب من نواحي الحياة ويتركها سبهللا ؟ مثل هذا الدين لا تمتلئ منه العين .. فأنت
إذا آمنت بإله لا يعني أن تحنطه كالصنم في معبد أو كنيسة .. كلمة إله تعني أنه معك
أينما كنت و أن كلامه هو الحق و مطلع على قلبك , وأنه هو الأدرى بشؤون حياتك و صلاحها,
و إلا ما فائدته ؟ ما فائدة أن تقول أنني مؤمن و لكن ديني لا يستطيع أن يواجه
الحياة و لا الفلسفة ولا المنطق ولا العلم ولا الواقع ؟ ولا دخل له إلا بدور
العبادة و بعض المناسبات السنوية ؟ سيكون أشبه بالنسب منه بالدين ..
لهذا الإسلام يمشي على قدميه لوحده , و كل يوم
يدخل في الإٍسلام أناس من تلقاء أنفسهم باحثين عن الحقيقة , رغم حملات التشويه
المستعرة ضد الإٍسلام مستغلين أخطاء بعض أتباعه بالفهم أو التنفيذ, و لكن تلك
الحملات تعمل على إبراز الإسلام إلى السطح من غير أن تدري , و الشخص العادي الطيب يقول
: لماذا كل هذا الهجوم على ذلك الدين ؟ ولماذا يكرهونه إلى هذا الحد و كأن غيره
بلا أخطاء ؟ دعني أتعرف عليه ! ومن هنا قد تنشأ علاقة حميمة بينه وبين ما تعرف
عليه ، إذا كان باحث عن الحقيقة و ليس عابئ بالإعلام الموجه من مـُلا ّكه و من
وراءهم .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق