الأحد، 13 يناير 2013

حول الخير والشر الاخلاقيان والماديان ..



حوار في موضوع تأمل في آية هديناه النجدين في منتدى نادي الفكر :

أنس :

وأنا اقول لك بدوري :

وماذا لو تاملنا بعمق في هذه الآية؟
{
وإن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُواْ هَـذِهِ مِنْ عِندِ اللّهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُواْ هَـذِهِ مِنْ عِندِكَ قُلْ كُلًّ مِّنْ عِندِ اللّهِ فَمَا لِهَـؤُلاء الْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً} النساء78
فكيف تقول أن اختيارنا بين الخير والشر يحدد افكارنا؟
واين تجد هذا الإختيار والنص صريح حيث يقول:أن الكل من عند الله.وما رأيك في هذا التناقض؟ وشكرا

الرد :

اقرأ موضوعي هذا في المدونة وسيجيب عن تساؤلك وما توهمته من تناقضات ..

http://alwarraq0.blogspot.com/2012/12/hopeveve.html

-------------------------------------------------------------------------

انس :

ألأخ الوراق أجبتني بقولك:
اقرأ موضوعي هذا في المدونة وسيجيب عن تساؤلك وما توهمته من تناقضات

موضوعك هذا هو هروب من الحوار وتبريرات إنشائية لا دليل لك عليها سوى اجتهادات لا تجيب على السؤال.
أنت أعطيتني آية من القرآن تذل على اختيار الإنسان طريق الخير أو الشر
وأنا اعطيتك آية من القرآن تناقض تلك الآية حيث ان الكل من عند الله . أي الخير والشر.فكيف تقول لي أنني اتوهم ؟ فإذا لم يكن هذا تناقض ةفما هو التناقض؟ عيب عليك يارجل.
وإليك تفسير الآية في الجلالين:
"
وإن تصبهم) أي اليهود (حسنة) خصب وسعة (يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة) جدب وبلاء كما حصل لهم عند قدوم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة (يقولوا هذه من عندك) يا محمد أي بشؤمك (قل) لهم (كل) من الحسنة والسيئة (من عند الله) من قبله (فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون) أي يقاربون أن يفهموا (حديثا) يلقى إليهم ، وما استفهام تعجيب من فرط جهلهم ونفي مقاربة الفعل أشد من نفيه "
وحسب التفسير والميسر:
"
وإن يحصل لهم ما يسرُّهم من متاع هذه الحياة, ينسبوا حصوله إلى الله تعالى, وإن وقع عليهم ما يكرهونه ينسبوه إلى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم جهالة وتشاؤمًا, وما علموا أن ذلك كله من عند الله وحده, بقضائه وقدره, فما بالهم لا يقاربون فَهْمَ أيِّ حديث تحدثهم به."
أريد منك جواب بالدليل من القرآن والسنة.بدون لف ولا دوران وشكرا
.

الرد :

انت حددت الخير والشر بالخصب والجدب !! بينما الخير والشر الاخلاقيان امر مختلف .. قال تعالى في سياق الذم (وانه لحب الخير لشديد) اي الخير المادي المصلحي .. وقال تعالى في سياق المدح عن الخير الاخلاقي (يسارعون في الخيرات) .. هذا الخير الاخلاقي الموجب ، اي عطاء ، اما الخير المادي فهو اخذ .. والخير المادي والشر المادي هو من عند الله ، لان الله هو مدبر الكون ، قال تعالى (بيده الخير) اي المادي ، اما الخير و الشر الاخلاقيان فهما بيد الانسان ، ولكن الله هو الذي خلق الانسان وبالتالي هو الذي جعلهما بيده ، لان له ارادة حرة يـُختبر بها .. وبهذا لا يكون الله شريرا لانه جعل الخير والشر بيد الانسان ، وأنعم عليه بنعم لا تعد .. وحتى الشر المادي لا يحمل شرا اخلاقيا .. (وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم) ، ورب ضارة سارة ، ومصائب قوم عند قوم فوائد .. ولولا الكوارث الطبيعية والموت لما حصل التوازن البيئي ..

اذن ايهما الاصل : الخير والشر الاخلاقيان ام الماديان ؟ الواضح ان الاصل هو الخير والشر الاخلاقيان ، فعادة من ينوي لك الخير يعطيك من المادة ما تحتاجه ، لهذا سمي ذلك العطاء خيرا .. فيقال هذا الانسان عنده خير ، اي مادي ، وفيه خير ، اي اخلاقي .. فالارتباط بينهما ارتباط من نوع المجاز المرسل علاقته السببية .. وهذا يدل على تأصل مفهوم الخير والشر الاخلاقي قبل النفعي .. مثل ما سمي مجرى الوادي مجرى ، لان الماء جرى فيه ، فالعلاقة هنا مكانية .. ولا يمكن ان نقول : ان الوادي سمي مجرى قبل ان يجري السيل فيه !

.. قد يضرك احد وهو يفعل خير لك ، و قد ينفعك احد وهو ينوي شرا لك ، كيف يكون هذا ؟ عندما نفرّق بين الخير والشر الماديان و الاخلاقيان نفهم الموضوع ..

الخير والشر الاخلاقيان اذن مرتبطان بالنية وليس بالنتيجة .. الخير الاخلاقي على حساب الخير المادي ، فالكريم يضحي بماله اي بخيره المادي لاجل خيره الاخلاقي ، ويضحي بخير جسمه وعافيته و وقته لاجل خير اخلاقي .. فيضحي بالخير لأجل الخير ..

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق