الأحد، 29 يناير 2012

حوار حول المادية (4)

مداخلة الزميل لينكوف :
لينكوف : ...على أية حال العقلانية سواء كانت مادية أو غير ذلك لا تدعوا إلى الإيمان بأشياء غير موجودة وغير معقولة التصديق أو التعصب لفكرة أو رأى أو تصديق أى شئ دون بحث أو تروى.
العقلانية لا تدعوا أن نكون كالقطيع نتبع أشخاص فى أقوالهم وأفعالهم دون قدر من الشك بغرض الوصول للحقيقة.

الرد :

ما الفائدة من العقلانية إذا كانت تعني المشاهد و الموجود ؟ الموجود اما الحواس موجود ، ولا داعي لإعمال العقل فيه !! لا تحتاج إلى عقلانية لتثبت ان امامك كوب شاي !! بل تحتاج الى حاسة البصر او اللمس فقط .. لكن كيف ستعرف ما وراء الجبل وأنت لا تستطيع ان تذهب لتشاهد بعينك ؟ هنا تحتاج للعقلانية .. وعليك أن تنظم علاقتك بما وراء الجبل من خلال ما تقوله العقلانية .. أما ان تهمل ما تقوله ، فإنك في هذه الحالة مثل من يرمي سلاحه ويبقى في مكانه .. مستمتعا بما عنده من متع في وقت قليل ، فقد يكون وراء الجبل اعداء ينتظرون مثل هذه الفرصة ، فرصة عدم استعمال العقلانية ..

ليس كل شيء امام اعيننا .. لولا العقل لم يكتشف الانسان شيئا .. ما معنى اكتشاف ؟ اي اكتشاف شيء لم يكن موجودا ،  البوليس يعتمد على العقلانية ليكتشف من الجاني ، العالم في مختبره يعتمد على العقلانية ليكتشف من خلالها و خلال العلم ما لم يكن موجودا ومعروفا .. الانسان بوجوده على هذا الكوكب ، ولا يعرف شيئا عن اصله ومصيره وجدوى وجوده و ما يجب عليه ان يفعل ، هو بحاجة لأن يعمل العقلانية ، كالبقية تماما ، ليكتشف ما ليس موجودا ..

اذا استعمل المحقق العقلانية مدحتموه ، واذا استعملها الطبيب والعالم مدحتموهما ، واذا استعملها الانسان ليستدل على جدوى وجوده ، عبتم ذلك عليه ! مع ان الوضع نفسه ! فهناك معرفة مطلوبة وغير موجودة ، والعقل هو وسيلة البحث عنها ، مع الفارق الهائل في القيمة .. فليس من اكتشف جدوى وجوده مثل من اكتشف له العلم كم تبيض الجرادة .. أو دلته على تحفة اثرية مفقودة في سفينة غارقة من ايام نابليون .. رغم احترامنا لهذه الاشياء ، الا أنها لا تقارن بأن يكتشف الانسان نفسه ، فمهما ضاعت الاشياء ، فهي لا تساوي ضياع النفس .. فالنفس اثمن من الاشياء ، وانتم تريدون ان تقنعوا الناس بالعكس ..

اذا العقلاني هو من يجري العقلانية على كل شيء ، ولا يقف في طريقها للبحث عما يحتاجه الانسان ، ماديا او نفسيا .. و عرقلة العقلانية تعتبر من اضطهاد العقل و العلم ، وهي ممارسة اشتهر بها الماديون والملاحدة .. يريدون توجيه العقل .. " فابحث هنا ولا تبحث هناك ".. " والسؤال هنا مهم ، والسؤال هناك عبثي " .. من أعطاهم الحق في تقويم العقل وايقافه متى يشاءون واطلاقه متى يشاءون ؟؟ هذا اعتداء على حرية التفكير والعقل ..

يقول هيتشنز : لك الحق أن تسأل كيف تكونت الأرض ، و لكن ليس لك حق ان تسأل لماذا تكونت الأرض ، فهذا سؤال غير علمي .. مع أن السائل لا يقارن بين قيمة السؤالين اطلاقا ، و السؤال الثاني هو ما يعنيه اكثر من الأول ، فليس كل شخص رائد فضاء ولا طيار ليهتم بكيفية خطوط الطول ودوائر العرض وارقامها ، لكن كل شخص يعاني من معضلة الوجود ..

السؤال : باي حق يمنع العقل وتوقف مسيرته ؟ دعه يبحث ، فلو لم تكن لديه حاجة ما بحث ، ألستم تقولون ان العقل هو وسيلة المعرفة لكل شيء ؟ اذا لماذا يمنع عن هذا النوع من المعرفة ؟ هذا عدوان سافر على حرية العقل ، ويتهمون الدين بعرقلة حرية العقل وهم يمارسونها علنا !! ..والمصيبة انه بإسم العقل والعلم ! على الناس ان لا يطيعوا مثل هذه الادعاءات التي تحارب حرية العقل والتفكير ..

وهذا ليس له اي مبرر ، هم يريدون ان يحددوا العقل بالعلم فقط .. و اذا سايرناهم و قلنا اعطونا ادلتكم العلمية على اي شيء تقولونه ، قالوا : العلم بالعقل ، ولجأوا للفلسفة والنظريات ! ووعدونا بان العلم سيكتشف قريبا و يثبت كل ادعاءاتنا ونظرياتنا انها صحيحة ، فانتظروا العلم .. لماذا يتكلمون قبل ان يقول العلم كلمته ؟ العلمي لا يتكلم الا بعد العلم وليس قبله .. 


واذا احرجوا بالعقل لجئوا الى العلم .. وإذا احرجوا بالعلم لجأوا لى العقل ، من خلال طرح النظريات التي لا تتوقف ولا تبالي بالدليل ..

اصبح العلم يحتاج إلى الاعلام اكثر من البراهين .. وكأن المختبر هو كاميرا الإعلام .. لا فرق بين الافلام الجديدة والنظريات الجديدة ، فالمصدر واحد .. كلها تصاغ من خلال الاخراج والكاميرات والدعاية ..

انتهى عصر العلم ، وبدأ عصر الإعلام .. 

*******************************************************************************************
مداخلة الزميل سنسول :
سنسول :...

لماذا نحب الازهار بدل الطحالب؟!

الجواب: للونها و رائحتها و شكلها.

اللون: اشعاع ناتج عن تهييج الالكترونات في الوردة يصل الى العين و يتفاعل مع مكوناتها فترسل العين سيالة عصبية الى الدماغ ليفسره الدماغ على انه لون احمر او اصفر جميل و هو في الحقيقة مجرد اثارة للالكترونات!

الرد :

أنت تكلمت عن الوردة ، ولم تتكلم عن اللون بشكل عام ! إذا بموجب كلامك كل الناس يحبون اللون الاحمر حتى ولو كانت الدماء ! والضفدع الاصفر السام شيء جميل ! والصرصار و حشرة البيتل لهما الوان جميلة ! لماذا اخترت الوردة من بين كل ذوات اللون الاحمر ؟ بموجب كلامك اذا : صاحب العيون الحمراء يتمتع بالجمال !!

ثم لماذا سماه الدماغ لونا جميلاً ؟ و لماذا هناك وردة اجمل من وردة ، مع ان اللون واحد ؟ كلامك الذي تسميه علميا ربما يفسر لنا وقوف الناس امام الإشارة الحمراء اعجابا بجمالها ! و إلا لماذا يقفون ؟ فهي تشع اليكترونات تسحرهم !!

ولماذا يختلف الناس في عشقهم للالوان ؟ هناك من يكره الاحمر رغم قوة تهييج اليكتروناته ..

الحقيقة ان اللون الاحمر متميز عن الالوان الاخرى لندرته في الطبيعة ، هذا كل ما في الامر .. فتلاحظه العين قبل غيره ، فالاسود موجود بكثيرة (الصخور + الظلام + السماء ليلاً + الفضاء + نتائج الاحتراق+ البحر ليلاً) ، والابيض موجود بكثرة (قرص الشمس في رابعة النهار ، تقرب الاشياء للون الابيض ، بما فيها الماء + الحليب + الحيوانات ، يندر ان ترى فيها لونا احمر خالصا ، بينما تجد الالوان الاخرى اكثر من الاحمر + القمر + النجوم) . الاخضر موجود بكثرة في الطبيعة ، والاصفر موجود بكثرة ، بل ان شمس الاصيل تعكسه على الاشياء وتحولها الى اللون الاصفر . النباتات اذا يبست تحولت الى الاصفر .. البني متوفر بكثرة (التربة ، الصخور ، جذوع الاشجار) والأزرق كذلك (السماء و البحر) .. الوان التربة والتضاريس والجبال فيها كل الالوان تقريبا واندر ما فيها هو الاحمر ..

ولون الليزر الاحمر اقل خطورة من الوان الليزر الاخرى على العين ، والاحمر لون باهت ولا يصلح للانارة ، والا لكانت انارات الشوارع بالاحمر .. والابيض الصافي اوضح من الاحمر الصافي ..

و لندرة الاحمر يستخدم في الاضاءة التحذيرية .. واختاروه لونا خاصا للتحذير ، من باب الخوف من الخطر ، مع ان الانواع الاخرى تسمح بانتشار الضوء اكثر من اللون الاحمر ؛ بدليل عدم استخدامه في الاضاءة ، حيث يستخدمون اللون الابيض او الاصفر ، و هما لونا القمر و الشمس الطبيعيين .. واللون الاحمر لون قاتم .. وشمس الغروب تقترب من الاحمر ، وهذا دليل على انه لون قاتم ..

الالوان النارية (الضوئية) هو اللون الابيض (النور الكامل) والاصفر والذهبي و البرتقالي ، ثم الاحمر واخرها الاسود (اي اللا نور)  .. والالوان النباتية : الاخضر والاصفر والبني ..      

اللون الفسفوري انعكاسه اقوى من الاحمر ، ولهذا يستعمل في التظهير والتحذير .. و اللون الاحمر هو لون الدم ، ولهذا اختاره الخالق - والله اعلم  - لان خروج الدم امر خطير .. فيلاحظ بسهولة ، لانه لون نادر ومتميز .. و لهذا السبب اختاروا اللون الاحمر ليكون علامة تحذيرية ، و كأنهم يشيرون الى الدماء .. والدم يعني الخطر .. فصارت العين في اي مكان تلتفت بسرعة الى اللون الاحمر من باب طلب الامن .. لأنه ارتبط بالتحذير .. وما دام ان هذه هي ارتباطات اللون الاحمر ، فلماذا الوردة الحمراء جميلة ؟

اذا اللون الاحمر ملفت للنظر ، بسبب : اولا : ندرته ، ثانيا : ارتباطاته .. وليس بسبب قوة موجته .. مع احترامي للعلماء ..

ربما يقول أحد أن هنالك ألوان أخرى مميزة ونادرة كالبنفسجي وليس فقط الأحمر, لكن هذه الألوان تشتبه مع ألوان أخرى منتشرة فالبنفسجي قريب من الأزرق لكن الأحمر لون أساسي.
سنسول :
الرائحة: مركبات كيميائية تطلقها الورود تتفاعل مع النهايات الشمية في الانف ثم سيالة عصبية الى الدماغ .

الرد :

وانتهى الامر !! حتى الروائح السيئة يحدث لها نفس العمليات التي ذكرتها ..! 

السؤال الذي تهربت عنه : لماذا هذه الرائحة جميلة ، وتلك الرائحة قبيحة ؟ اين العلم المادي هنا ؟ انت أخبرتنا بما لم نسأل عنه ..كعادة الماديين عندما تسألهم من اين جاءت الارض ، يتكلم لك عن الجاذبية وخطوط الطول و الانفجار الكبير ونزوح القارات .. اي ان السؤال بوادي ، والجواب بوادي ..

كل هذه الامور يعرفها الناس واصبحت معروفة ، و ليست معرفتها حكرا على الماديين وليسوا هم من اكتشفها ، فلماذا يرددها الماديون ؟ الجميع يعرف النهايات الشمية والسيالات العصبية والمركبات الكيميائية ، فلماذا ترديد هذا الكلام وكأن العلم لا يعرفه الا الماديون ؟

يكون الجواب هذا مناسبا لو سألكم الناس كيف تتم عملية الشم .. فنحن لا نعرف ..        

سنسول :

الشكل : نفس الشيئ كما اللون.

طبعا يختلف الحكم في الدماغ من كائن لآخر حسب التراكم التطوري فالرائحة الزكية عندنا قد تنجذب اليها النحلة بينما يهرب منها الذباب !

الرد :

هذا ليس جوابا علميا ، بقدر ما هو تهرب من الجواب : لماذا الرائحة الزكية عندنا ، و ليست زكية عند غيرنا ؟

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق