الاثنين، 9 يناير 2012

المستقبل


الشاب دائماً يكره من يفتح معه موضوع المستقبل ، أي مثل اسئلة : ماذا ترغب أن تصبح في المستقبل ؟ و ما إلى هذا القبيل من الأسئلة .. و هذا السؤال مزعج لكل الشباب ، و تجدهم غير راضين ، فيقول : إن شاء الله سأتوجه إلى التخصص الفلاني أو غيره ، و يقولها بنفسٍ غير راضية ، ولا تدري هل يستطيع أن يحقق هذا الطموح أم لا ، وهذا لأنه يوجد خطأ في عرف الطبيعة ، فبالطبيعة عليك أن تصلح نفسك و تراجع نفسك طبيعياً ، وهي ستثمر الثمرة المقسومة لك ، وستؤدي دورك الطبيعي ..

التوكل هو أن لا تحدد لنفسك شيئاً ، وترتجي الله .. تقول الآية : (عليكم أنفسكم) ، و أيضا ان تصلح نفسك ، وأفكارك ، وترى هل هي تتماشى مع الصراط المستقيم أم لا ، و كل رغباتك تُطَوّعها لهذا الخط ، و تعدّل نيّاتك و بيتك من الداخل ، و في ذلك الوقت ستظهر لك مشاغل بموجب هذا التوكل والإصلاح ، لأن كل إناء بما فيه ينضح ..

فبالتوكّل يرتاح الإنسان من إتعاب نفسه وإجهادها ، فالاختيار بحد ذاته متعب ، فما بالك بالوصول ؟ فإذا حددت لنفسك أن تكون كذا على مدى سنوات ، فستظهر لك ظروف تمنع و معيقات ، ثم ستحسّ أنك لم تحقّق أهدافك ، وهذه يعاني منها الشباب كلّهم.

والإنسان الطبيعي سيضحك عند توجيه هذا السؤال له ، فسيقول أن الله وحده هو من يعلم ، فأنا أعمل بالمتاح الذي هيّأه الله لي ، فلو كان عنده أرض مثلاً اشتراها أو امتلكها بأي طريقة ، فسيقول أن هذه أرضي ، فلا بد أن أصلحها واستفيد منها ، أو عنده قدرة ما ، فسيستثمرها .. ثم الظروف والأوضاع والحياة ستخرج النتائج و محصلة ذلك فيما بعد ، فهو لا يعلم ولم يحدد نفسه بشيء و ايضا مرتاح ..

فإذا حدّدت شيئاً فأنت تربطه بزمان ومكان بتحديدك هذا ، والظروف عبارة عن متغيرات تقطع الطريق عليك ، فكم من شاب حدّد لنفسه أن يكون مهندساً أو يدرس في الخارج أو أي من هذا القبيل ، ثم يتفاجأ بظروف عائلية تمنعه وهو في عِزْ دراسته ، فيضطر لأن يرجع و يعاني ويعيد من جديد ، وكثير من هذا يحصل ، رغم أنه قد تَعِب في بناء نفسه سابقا .

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق