الأحد، 29 يناير 2012

حول الذكاء العاطفي


ملخـّص من كتاب الذكاء العاطفي ..
للدكتور ياسر العيتي ..




ملاحظة مهمة :

(( أنا لا ألوم المؤلف ، بل ألوم الاساسات التي اعتمد عليها من كتاب دانييل جولمان عن الذكاء العاطفي ))

* * *
اقتباس :
إن نجاح الإنسان وسعادته في الحياة يتوقفان على مهارات لا علاقة لها بشهادته وتحصيله العلمي .
فقد بينت كثير من الأبحاث أن كثيرا من الأشخاص الذين تخرجوا من الجامعات الراقية بدرجات ممتازة لم ينجحوا كثيرا في حياتهم العملية أو الأسرية أو العاطفية في حين أن أشخاصا تخرجوا من جامعات عادية وبدرجات عادية استطاعوا أن شركات ضخمة ويكونوا ثروات هائلة ويتصفون بالاستقرار العاطفي . هذا لا يعني أنه لا دور للشهادات في تحقيق النجاح ولكنها لا تكفي وحدها بل لا بد من مهارات تعرف بالذكاء العاطفي .

ومن هنا يمكن تعريف الذكاء العاطفي بأنه قدرة الإنسان على التعامل الإيجابي مع نفسه ومع الآخرين .

وهناك سؤال : هل يمكن للإنسان أن يرفع من مستوى ذكائه العاطفي ؟ والإجابة :نعم وبالتأكيد . وقد أشارت الدراسات أن هامش التطوير في الذكاء العاطفي أوسع بكثير من هامش التطوير في الذكاء العقلي .

وهناك سؤال : هل الحدس أذكى أم العقل ؟ وعلينا أولا أن نعرف الحدس , وهو: ذلك الشعور الذي نشعر به تجاه شخص ما أو في ظرف ما دون أن تجد سببا منطقيا لذلك الشعور .
وقد يصدق الحدس حسب دراسة أجرتها جامعة هارفارد وصدق فيها بنسبة 80%
وقد يخيب الحدس إذا كان : -مظاهر الآخرين لا تدل على مخابرهم , -أو عندما يخطيء الإنسان في قراءة مشاعره هو .

وللعقل الباطن دور كبير في حياة الفرد والمجتمع حيث لا يقتصر تأثير اللوزة "مركز العقل الباطن " على تخزين التجارب المختلفة التي يمر بها الإنسان , بل تقوم بتحليل المعلومات الواردة إليها واتخاذ القرارات والإيعاز لعضلات الجسم للقيام بأفعال معينة .

وينطبق هذا على التربية فنحن عندما نصف أولادنا بصفات سلبية فإنها تُسجَّل في العقل الباطن ثم يتصرفون على بتأثيرها , مثل إذا كررنا على مسامع الطفل : أنت عنيد , فإنه سيصبح عنيدا بالفعل ؛ لذا علينا أن نتوقف عن تداول السلبيات في أنفسنا ومجتمعاتنا , ونكرر الحديث في الإيجابيات مهما كانت قليلة .

الرد :
هذا مخالف لمبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، اي مبدا الاصلاح والنقد . ولا اصلاح بدون نقد .. لا شك ان هذا المؤلف يمجد حرية التعبير و تعدد الاراء و يقول انها بناءة .. بينما هو الآن يناقض هذا المبدأ .. و يريدك الا تذكر الا الايجابي في الآخرين .. لكنه لا يريد ان تكون الديموقراطية بهذا الشكل .. أتدري لماذا ؟ لانه لا يريدك ان تـُغضب الاخرين ، وبالتالي لا تخسر ما سوف تستفيده ماديا منهم .. أي : تفكير براجماتي نفعي .. وليذهب الاخرون الى الجحيم ما دمتُ قد استفدتُ منهم ..

كل هذا الكتاب وامثاله ذات النسخ المليونية و المترجمة لكتّاب الراسمالية الغربية ، والتي تباع في محلات البقالة قبل المكتبات ، كلها تقدم دروسا في الراسمالية من خلال البرجماتية ، و لا تعنيهم الاخلاق لا من قريب ولا من بعيد .. والنجاح عندهم هو جمع المصالح في جيب واحد ..

إنهم يدربونا على اساليب الرسملة من خلال الصراع اللطيف المبني على المجاملة الكاذبة ..

 
اقتباس :
 أما كيف تكون سيد نفسك فقد توصل الباحثون إلى أن قوة الإرادة والتحكم في الذات يؤديان إلى السعادة والنجاح في الحياة .. ومن هنا على الإنسان أن يكون متحكما في نوازعه ورغباته لا تابعا لها .


الرد :
هذا تناقض !! لماذا يريده ان يتحكم في نوازعه ؟ اليس لكي يرضي نوازع اخرى فيه ؟ والا فما الدافع للتحكم ما دام المرء عبدُ لذاته كما هو في نظرتهم المادية النفعية ؟

و ما دام هذا هو الامر ، فهل هو فعلا تحكم في نوازعه ام انها تحكمت فيه ؟ على الاقل البعض منها ؟ تـُرى ما هو هذا (البعض) المتحكم ، و ما البعض المسكين المتحكَّم فيه ؟ لا شك ان الضحية هي نوازع الخير .. لأنها ضد المادية ، والنجاح عندهم هو المادية ونوازعها الانانية ..

ثم : الم يقل ان العواطف والمشاعر تاتي من نفسها و ليس لنا ان نتحكم فيها ؟ فكيف اذا سنتحكّم فيها ؟ كل ما في الامر اننا سنكبتها ، والكبت لا يعني ذهابها وذهاب اثرها .. فإذا كبت الانسان شعور الندم ، فهل يعني انه قد زال منه الندم ؟ اذا ادّعى السعادة وهو كئيب ، فهل يعني انه اصبح سعيدا و زالت عنه الكآبة ؟ ام انها ستعود اشرس من ذي قبل لأنها قد كـُبتت ؟ ثم من الخطأ الفادح اعتبار الانسان ورقة بيضاء على حسب ما يكتب فيها وعلى حسب ما يمسح في ذلك المكتوب و تعاد كتابته مرة اخرى .. ذاكرة الانسان ليست ذاكرة كمبيوتر ..

الماديون في الغرب مصرون على التعامل المادي مع الانسان كأي جهاز كمبيوتر .. كما يرددون : قل انا سعيد ، تصبح سعيدا ! اي اكتب في ورقة او في ذاكرة كمبيوترك الشخصي (الذي هو انت)  : "انا سعيد" ، فتكون سعيداً من فورك !    

 
اقتباس :
 إن مبدأ الذكاء العاطفي بسيط جدا يعتمد على إعمال الذكاء في العاطفة , فقد خلق الله العواطف لوظائف معينة منها حماية الإنسان من الأخطار والارتقاء بوجوده . فالذكي عاطفيا هو الذي لا يتجاهل عواطفه ولا يكبتها وإنما يفهمها ويتعامل معها بطريقة إيجابية , حيث إن كبتها يؤدي إلى الاحتقان وينعكس سلبا على صحته النفسية والجسدية ,


الرد : 
قبل قليل يقول أنه علينا ان نتحكم في مشاعرنا ونوازعنا !!



اقتباس :
وهناك قاعدة أساسية في الذكاء العاطفي تقول : نحن لا نستطيع أن نقرر عواطفنا ولكننا نستطيع أن نقرر ماذا نفعل حيالها . مثلا لا نستطيع أن نقرر متى نغضب ولكن نستطيع أن نقرر كيف نتعامل مع غضبنا .


الرد : 
نعم ، كان يجب ان يقف هنا كثيراً .. لأن هذا هو مربط الفرس ما دمنا لا نستطيع ان نقررها ولم نصنعها ، فلماذا لا تكون هي الاساس والمنطلق ؟ لأنها هي الشيء الوحيد الثابت فينا .. والإنطلاق الثابت يعتمد على اساس ثابت ..


كأنه يقول : كيف نتحايل على هذا الثابت .. و نمرر ما لا يريده رغما عنه لاننا اخترناه .. هنا معاكسة للطبيعة ، فكل شيء ثابت طبيعي .. و مخالفة الطبيعة والفطرة التي فطرنا الله عليها هي سر الامراض الجسدية والنفسية .. طبعا لا نستطيع ان نستجيب تلقائيا لاية نوازع فينا ، والا لكنا بلا عقل .. والانسان لديه نوازع متناقضة ، ففيه الفجور و فيه التقوى ، فايهما الذي يجب ان نزكيه من تلك النوازع ؟

ان وضع النجاح كهدف اعلى للحياة (الثروة والشهرة) ، هذه من اسقاطات الفكر المادي النفعي الغربي الدنيوي .. يجب ان يكون هدفنا هو الحق و ليس النجاح .. حتى اللص قد يكون ناجحا ماديا واجتماعيا .. و المسلم عليه الا يفكر كرجل مادي نفعي غربي في كل امر يتعلق بفهم الانسان والمجتمع والحياة ..

نحن نتفق معهم على ما ثبت من العلم الطبيعي المادي ، معهم نتفق ومع غيرهم ايضا ، اما ما يتعلق بالحياة والمستقبل و جدوى الوجود والاخلاق ، فهنا "لكم دينكم ولي دين" هي الجواب المناسب .. لأن غايات المسلم ليست كغايات الدنيوي العلماني ، و من غير المناسب ان يكون فهم النجاح بنفس الدرجة ، والاهداف بنفس الدرجة .. فكيف نتعلم صياغة اهدافنا ممن يختلف عنا في اهدافنا ؟

المسلم يعيش لله و لتحقيق كلمته في حياته ، و ليس يعيش لكي ينجح دنيويا : (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب) (وابتغ فيما اتاك الله الدار الاخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا) .. و طلب النفوذ والثروة والسلطة كهدف بحد ذاتها ، هذه هي الدنيوية بعينها .. و الدافع اليها ليست نوازع طيبة بالتأكيد ، مثل الغرور والانتقام وحب التسلط و الفخر والكبر .. و كل هذه الاشياء ذمها القرآن ..  

من يبحث عن الحقيقة ويلتزم بها فهذه افضل طريقة للنجاح في الحياة الدنيا و الآخرة ، وهي افضل طريقة لبناء العقل و الذكاء الحقيقي الغير مزيف والغير مخادع ..      

وأنا لا ألوم المؤلف ، بل ألوم الاساسات التي اعتمد عليها من كتاب دانييل جولمان عن الذكاء العاطفي ..  

 
اقتباس :
ومن قواعد الذكاء العاطفي :

-
إدراك العاطفة :ماذا يشعر ولماذا ؟
-
التعامل مع العاطفة بطريقة إيجابية خلاقة .


وسؤال آخر : كيف نستطيع التحكم في مشاعرنا ؟

هناك علاقة متبادلة بين التفكير والشعور والسلوك , ويمكن أن نتحكم بمشاعرنا بالتدخل بين التفكير والشعور أو السلوك والشعور .. مثلا حين نغير من طريقة تفكيرنا في أمر معين يتغير شعورنا نحوه وبالتالي سلوكنا .. فالإسلام فجَّر الطاقات الهائلة في نفوس المسلمين الأوائل عندما فهموه وتوكلوا على الله فتغير التفكير والسلوك .
وإذا تحدثنا عن حالة الانسياب وكيف يصبح الصعب سهلا .. في هذه الحالة يكون الدماغ في أقصى حالات التحفز بينما النفس في أقصى درجات الاسترخاء .. كأن يكون الإنسان مندمجا تماما في عمل يحبه كثيرا .وبالطبع فإن قدرة الإنسان على الإبداع تزداد في حالة الانسياب ..
ومن شروط الدخول في حالة الانسياب :
-
أن تحب العمل الذي تقوم به .
-
ان تقوم بالعمل وهو بالنسبة لك تحد ٍّ وليس تهديدا .
-
التركيز مطلب للدخول في الانسياب وهو إرادي بداية ثم يصبح مع الاندماج لا إرادي .
-
يحدث الانسياب في مرحلة متوسطة بين عمل سهل ممل وآخر صعب مرهق ..

ومن أسس الذكاء العاطفي : التعاطف, فهو أساس النجاح في العلاقات الاجتماعية ..
إن من أهم حاجات الإنسان في هذا الوجود حاجته إلى ان تقدر مشاعره من قبل الآخرين ,
ويعتمد هذا التقدير على ثلاثة أمور :
-
إدراك هذه المشاعر فأنت ترتاح للشخص الذي يقول (أراك منزعجا بشدة )
2-
تفهمها دون الحكم عليها "أي دون أن يبدوا رأيا فيها " كالذي يقول : أدرك تماما أن هذا الأمر مزعج بالنسبة لك )
3-
التعاطف وهو الأساس كالذي يقول (أفهم شعورك فقد مررت بمثل هذا من قبل )
وهذا يعتمد على القدرة على قراءة مشاعر الآخرين من خلال أفكارهم وتصرفاتهم .

 
الرد : 
ولكن ماذا لو كان الشخص على خطأ ؟ هل اقول له أنني احس بك ، واتعاطف مع خطؤه ؟ هذه فكرة غربية ، وهي من اخلاقيات السوق ، على مبدأ : الزبون دائما على حق ، ذلك المبدأ التجاري النفعي و المسؤول عن ثروة اليهود هناك .. 


 
اقتباس :و يتجلى أثر الذكاء العاطفي في عمل الفريق الواحد : فالإنسان الذكي عاطفيا أكثر قدرة على التعاون مع الآخرين والتفكير المشترك وتقبل النقد والرأي الآخر والحوار لحلول وسط .



الرد : 
كيف يجتمع وجود فريق واحد ، مع مبدأ الفردية الغربي ؟ و اذا قيل ان المصلحة المشتركة جمعتهم ، فالمصالح لا تخلق العواطف .. ألم يقل قبلها ان العواطف ثابتة ولا نتحكم فيها ؟ اذا المطلوب هو عواطف مزيفة .. و لهذا سموه ذكاء عاطفي (اخلاق تجارية) ، و معروف مدى رنـّة كلمة "ذكاء" في الغرب ، لأنها مفتاح الثروة .. حتى انهم يضيفونها (ذكي) الى كثير من المنتجات ، كالقنابل الذكية والهواتف الذكية ..


كأنه يريد ان يكسب الثروة (النجاح) من خلال العواطف ، وبما ان العواطف لا تأتي متى شئنا ، اذا اختلقها ، اذا نافق .. و هكذا تدور كتب دايل كارنيجي وغيرها .. اي العب على عواطف الاخرين ما دمت لا تستطيع ان تحضر عواطفك ، و اشعرهم انك تحس بهم و تفهم مشاعرهم ، حتى يعطوك مفاتيح ابواب المصلحة التي لديهم و انت تريدها و عينك عليها ..

وهذا يشبه فكرة قانون الجذب التي تعتمد على تحديد الهدف ثم إعمال البرجماتية باساليبها و التي اهونها النفاق ، لكي تصل الى ذلك الهدف .. و كما يتصورون أنه هو الذي يصل اليك ، و كأنك انت مغناطيس والاشياء برادة حديد لا قيمة لها حتى تلتصق بك و كأنك انت مركز الكون و ثقبه الاسود .. وهذا قمة الكبر و زراعة الكبر والاعجاب بالنفس الخ ، و إلا فعلى ماذا يجذب الاناني الذي لا يفكر الا بنفسه الآخرين والاشياء ايضا ويجعلها تدور حول هذه النفس الانانية الغير جذابة بل المنفرة ؟

انها خدعة الاحساس بالكبر ، ليتهم قالوا : تنجذب انت لاهدافك ، بل قالوا تنجذب الاهداف اليك . مع انهم يأمرونه بالجد والكدح والذكاء والعواطف المصطنعة .. و ما دامت الاشياء تنجذب فلماذا يبذل مجهوده ؟ انه خداع بفكرة العصا السحرية ،         
اقتباس :
فالقدرة على نجاح الفريق والمجموعة تعتمد على الذكاء العاطفي للمجموعة وليس الذكاء العقلي .

ومن شروط الذكاء العاطفي للعمل مع فريق :


-
القدرة على تقبل الرأي الآخر .
-
القدرة على الاعتراف بالخطأ وتغيير الرأي .
-
القدرة على الهدوء عند الاختلاف .
-
القدرة على الخلاف البناء .

ومن أسس الذكاء العاطفي إدارة الوقت ..

فمن استطاع أن يتحكم في نفسه استطاع أن يتحكم في وقته . وهذا يحتاج إلى جهد كبير وتصميم ,ومن مباديء تنظيم الوقت : -التخطيط اليومي لما يجب فعله .-ألا يكون البرنامج مزدحما . – ان يكون مرنا . – تقسيم الامور وتنظيمها وتقديم الأهم . –ومراعاة التوازن بين حاجات الروح والجسد والعقل بعدم إهمال جانب منها .
فالناجحون يحرصون على راحتهم وإجازتهم حرصهم على العمل والإنجاز ومن ذلك حرصهم على تنظيم وقت النوم والراحة ؛ لأن هذا يدفعهم إلى العمل والنشاط
والخلاصة :
فإننا يمكن أن نعرف الإنسان الذكي عاطفيا بأنه يحمل الصفات التالية :
-
إنسان يعرف نفسه بضعفها وقوتها ويقرأ مشاعره باستمرار.
-
إنسان يتحمل المسؤولية في علاقته مع الآ خرين
-
إنسان متعاطف ويتفهم مشاعر الآخرين
-
إنسان متفائل لا يشله الخوف من الفشل والعقبات
-
إنسان يعشق لعبة التغيير فيتقبل النقد ويسعى للأفضل
-
إنسان متسامح لا يحمل حقدا ولا غلا ولا ينشغل بكره أحد .

الرد : 
كيف يستطيع تنظيم وقته وهو يقرأ مشاعره ؟

هناك تعليق واحد :

  1. قراءه جيدة االله يعطيك العافية

    ردحذف