الأربعاء، 6 أغسطس 2014

المسلم داعية سلام ..

الإسلام دين السلام وتحيته السلام، وتحية السلام علامة على علاقة المسلم بغيره .. الله يقول (فإن جنحوا للسلم فاجنح لها) وقال (لا تعتدوا ان الله لا يحب المعتدين) أي مسالمين ، وقال إبراهيم لأبيه وهو كافر : (سلام عليك سأستغفر لك ربي)، فالسلام هو عنوان المسلم ، وأول ما يهتم به أي احد في علاقته مع الآخر هي السلمية من عدمها، اذن المسلم هو رائد السلمية والبادئ والمصرح بها من خلال التحية. والسلام هو أصل علاقة المسلم مع الآخرين, يؤكد ذلك تحريم الإسلام للاعتداء والظلم والغدر والسرقة والزنا والكذب والنميمة..إلخ في العلاقة مع الآخرين, وهذه هي ترجمة السلام تقريبا, فمن لا يسرقك ولا يكذب عليك ولا يغدر بك ولا يقتلك ولا يعتدي عليك ولا يحتقرك هو يتعامل معك بسلام. ولا يصح أن تقول لأحد : السلام عليكم وأنت تضمر له شرا، فهذا خداع .. 

وقال تعالى آمرا نبيه في تعامله مع الكفار : (فاصفح عنهم وقل سلام) ، وقال ايضا عن المؤمنين (وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما). كلمة سلام وإسلام من أصل لغوي واحد، الإسلام هو إيجابية السلام وعكسه العناد والمراوغة والشر، هو سلام مع الله ومع المخلوقين والمخلوقات .. سلام مع الله لأن ضدها محاربة الله روسوله. وقال تعالى : (وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين) ، فكيف بعد هذا كله يأتي من يقول : لا يجوز أن تسلّم على غير المسلمين ؟! بل وضايقه في الطريق حتى لو لم يؤذيك ولا غيرك! بينما الله يأمرنا بالسلام معهم؟ هذا السلام مع أقوام معاندة ظالمة .. 

وحتى أمر القرآن بقتال البغاة والمعتدين هو لأجل تحقيق السلام ، لا لأجل السيطرة كما يتصور التفكير البشري الذي قسم العالم الى دار سلم ودار حرب عند كثير من الفقهاء مع الأسف ، فكيف نكون أمة السلام ونحن نسمي أكثر بلاد العالم ديار حرب وهي لم تحاربنا ؟ حتى أن البعض يشرع لمن سافر إلى بلادهم أن يسرق إذا استطاع أن يأمن على اعتبار أن مالهم للمسلمين!

كلمة "مسلم" ايضا ترمز للسلام .. فانظر كيف فعلت التأويلات .. قال تعالى (وما ارسلناك الا رحمة للعالمين) .. وإبراهيم رد تحية السلام على قوم منكرون ، أي لا يعرف عنهم شيئا هل هم مؤمنين أم غير مؤمنين . المسلم كما نفهم من القرآن هو داعية سلام، أما ما نفهمه من ركام التراث والاجتهادات انه داعية حرب وضحوك قتال!

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق