اي مجتمع
يغذى اعلاميا بنقاط مُركـّز عليها ، و ليس بينها رابط ، تكون النتيجة ادلجة وتغييب
. فالقيم يجب ان تكون منظومة متكاملة ، ومترابطة منطقيا وليس فيها فراغات . كل
مجتمع تتحكم فيه مجموعة من القيم المضخمة اعلاميا ، والمجتمع الغربي الذي يعتقد
انه حر هو الاكثر في هذا المجال .. فهو مجتمع يركز على قضايا متناثرة وما بينها
فراغات ، مثل قضية تعدد الزوجات وعمل الطفل والرق والعبودية ، وحقوق العامل
والحرية الشخصية ، وقيم الديموقراطية ، والفن وتقديس الفنانين الكبار والمشاهير
اكثر مما يستحقون ، لكن في المقابل لا نجده يستفظع اضرار اخلاقية اخرى ، مثل الربا
او القمار او الخمور واضرارها ، او الراسمالية واضرارها ، او التدخل في شؤون
الشعوب الاخرى ، وحتى استعمارها ، او التاثير على الناس نحو الاستهلاكية ، او
الزنا ، او الشذوذ الجنسي . وهذه الحالة نسميها حالة الانتقاء القيمي او التفريق
الاخلاقي ، و هذه الحالة تدل على ان قيم المجتمع ليس هو الذي وضعها ، بل تشير الى
من له مصلحة في تركيز قيم و اهمال قيم اخرى ، وبالتالي ليس المجتمع حرا .. بما في
ذلك المجتمع الغربي ، صاحب القيم الموحدة والمضخمة والمجتزأة . حتى السارق يحب ان
ينتقي قيما ليـُعامل بها ، مثل التسامح . والمدير المتسلط تعجبه قيم مثل الانضباط
والطاعة والهدوء . وبالتالي لا قيمة كبيرة لباقة القيم المنتقاة دون بقية القيم ،
فالحق يؤخذ كله او يترك كله . واضرار القيم المنتقاة قد تكون اكبر من نفعها .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق