الأربعاء، 15 أغسطس 2012

انتقائية القيم .. داء في كل مجتمع ..



اي مجتمع يغذى اعلاميا بنقاط مُركـّز عليها ، و ليس بينها رابط ، تكون النتيجة ادلجة وتغييب . فالقيم يجب ان تكون منظومة متكاملة ، ومترابطة منطقيا وليس فيها فراغات . كل مجتمع تتحكم فيه مجموعة من القيم المضخمة اعلاميا ، والمجتمع الغربي الذي يعتقد انه حر هو الاكثر في هذا المجال .. فهو مجتمع يركز على قضايا متناثرة وما بينها فراغات ، مثل قضية تعدد الزوجات وعمل الطفل والرق والعبودية ، وحقوق العامل والحرية الشخصية ، وقيم الديموقراطية ، والفن وتقديس الفنانين الكبار والمشاهير اكثر مما يستحقون ، لكن في المقابل لا نجده يستفظع اضرار اخلاقية اخرى ، مثل الربا او القمار او الخمور واضرارها ، او الراسمالية واضرارها ، او التدخل في شؤون الشعوب الاخرى ، وحتى استعمارها ، او التاثير على الناس نحو الاستهلاكية ، او الزنا ، او الشذوذ الجنسي . وهذه الحالة نسميها حالة الانتقاء القيمي او التفريق الاخلاقي ، و هذه الحالة تدل على ان قيم المجتمع ليس هو الذي وضعها ، بل تشير الى من له مصلحة في تركيز قيم و اهمال قيم اخرى ، وبالتالي ليس المجتمع حرا .. بما في ذلك المجتمع الغربي ، صاحب القيم الموحدة والمضخمة والمجتزأة . حتى السارق يحب ان ينتقي قيما ليـُعامل بها ، مثل التسامح . والمدير المتسلط تعجبه قيم مثل الانضباط والطاعة والهدوء . وبالتالي لا قيمة كبيرة لباقة القيم المنتقاة دون بقية القيم ، فالحق يؤخذ كله او يترك كله . واضرار القيم المنتقاة قد تكون اكبر من نفعها .  

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق