الخميس، 9 أغسطس 2012

تعليق على ملخص افكار ابن رشد ..



يرى ابن رشد أن لا تعارض بين الدين والفلسفة، ولكن هناك بالتأكيد طرقاً أخرى يمكن من خلالها الوصول لنفس الحقيقة المنشودة.
الرد:
كلمة "فلسفة" من كلمات الوسائل ، والوسائل تستعمل للخير وللشر ، والفلسفة ليست شيئا واحدا . وبالتالي ليست كل الفلسفة توصل الى الدين ، وليس كلها لا توصل الى الدين ، فالفلسفة المادية مثلا توصل الى الالحاد ، والفلسفة التي تجمع بين الانسان والمادة توصل الى الايمان وتتفق مع الدين الصحيح وتدعمه ، لان الفلسفة عبارة عن منطق وعقل ، وبحث عن الحقيقة من خلالها . وهي كغيرها من الوسائل ، كالكاس الذي يوضع فيه الماء او السم . 
ويؤمن بسرمدية الكون

الرد:
هذه الفكرة اخذها بالتلقي من التراث اليوناني المبني على فكر وثني ، مع انها مخالفة للفلسفة والمنطق ، الذي يقر بأن لكل شيء بداية . اذن هي فكرة لا تناسب الفيلسوف المنطقي . 

ويقول بأن الروح منقسمة إلى قسمين اثنين: القسم الأول شخصي يتعلق بالشخص والقسم الثاني فيه من الإلهية ما فيه.

الرد:
ربما يقصد الغرائز الانسانية العليا والغرائز الحيوانية وكلاهما موجود في الانسان . 

وبما أن الروح الشخصية قابلة للفناء، فإن كل الناس على مستوى واحد يتقاسمون هذه الروح وروح إلهية مشابهة.

ويدعي ابن رشد أن لديه نوعين من معرفة الحقيقة، الأول معرفة الحقيقة استناداً على الدين المعتمد على العقيدة وبالتالي لا يمكن إخضاعها للتمحيص والتدقيق والفهم الشامل، والمعرفة الثانية للحقيقة هي الفلسفة، والتي ذكر بأن عدد من النخبويين الذين يحظون بملكات فكرية عالية توعدوا بحفظها وإجراء دراسات جديدة فلسفية.


الرد:
الاصل ان يكون الايمان على بصيرة ، وليس على عمى ، وأن يكون العلم مصاحبا للايمان . حتى يحصـّنه ويقويه ، قال تعالى (انما يخشى الله من عباده العلماء) ، اي المؤمنين العلماء ، ولم يقل المؤمنين فقط ، والمعرفة العقلية بحقائق الدين هي حق للجميع وليست خاصة بالنخبة ، لأن الجميع لديهم عقول و قادرين على التعلم . لكنه يوصّف الواقع ، وهذا التقسيم موجود فعلا في الواقع .

العقل السليم طريق يوصل الى معرفة الله او الاقرار بوجوده على الاقل كما هو عند اللادينيين الذين يعتمدون على العقل والعلم فقط دون الايمان ، ومع ذلك توصلوا الى حتمية وجود اله كامل . وفي الحقيقة ان كل الطرق تؤدي الى روما ، اي كل الطرق تؤدي الى الايمان اذا صدق الانسان مع نفسه ولم يتبع هواه . لان الحقيقة الشاملة ليس لها دليل واحد ، (وفي كل شيء له اية .. تدل على انه الواحد) .

الفلسفة المادية ليست طريقا مؤديا للحقيقة لانها تلغي وجود الانسان وتنظر للمادة فقط ، مع ان الانسان موجود ، اذن هي اهملت الجزء الاهم من الحقيقة .       

دافع ابن رشد وبقوة عن التأويل و الأجتهاد في فهم الأيات القرأنية
وكان رايه صريحا وجريئا اذ انه كان يعني :

اذا ما توافق العقل مع الشرع فانه لا توجد هناك مشكلة وان اختلفا فانه يجب علينا ان نعيد تفسير الأيات تفسيرا يقبله العقل لأن الله هو من خلق لنا العقل و ارسل لنا الدين و الطبيعي ان لا يتعارضا
(ونحن نقطع قطعا كل ما ادى اليه البرهان و خالفه ظاهر الشرع ان ذلك الظاهر يقبل التأويل على قانون التأويل العربي و هذه قضية لا يشك فيها مسلم ولا يرتاب فيها مؤمن )


تعريف ابن رشد للفلسفة: تعني المصنوعات التي يصنعها الصانع تدل عليه، وكلما عرفنا الموجودات معرفة أتم تكون معرفتنا بصانعها أتم. والشرع ندب (المندوب أي المستحب) إلى اعتبار الموجودات والنظر بها وبيان دلالتها. حيث دعا الشرع إلى اعتبار الموجودات لأن النظر في الموجودات نظر عقلي، وهناك أكثر من آية تشير إلى اعتبار الموجودات بالعقل

· "فاعتبروا يا أولي الأبصار"

· "أولم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض"

· "أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت وإلى السماء كيف رفعت"

· "ويتفكرون في خلق السماوات والأرض"

وهذا النصوص- وفقًا لابن رشد- تشير إلى وجوب استعمال القياس العقلي.وبهذا يتضح تشديده على كلمات النظر، والاعتبار، والتفكر، والرؤية، ويعتبرها أدلة دينية على وجوب النظر العقلي في الموجودات. يفسر ابن رشد كلمة الاعتبار فيقول أننا من مقدمات معلومة نستنتج نتيجة مجهولة، أي من مقدمة كبرى فمقدمة صغرى نستنتج نتيجة، إذا سلمنا بالمقدمات الكبرى والصغرى ينتج عنها بالضرورة نتيجة، وبهذا الشكل سوّغ ابن رشد دراسة المنطق

الرد:
العبرة تعني العظة ، وهي كما قال فيها استنتاج عقلي ، لكن المطلوب من العبرة هو التأثير العاطفي وليس الوقوف فقط عند النتيجة العقلية ، وسياق الآية يدل على هذا ، قال تعالى : يخربون بيوتهم بأيديهم و أيدي المؤمنين فاعتبروا يا اولي الابصار ) .. وهذا يدل على علاقة العقل والتفكر بالايمان ، وهذا مطلب متكرر في القرآن ..

اذن لا عبرة لقوم لا يعقلون ولا يميزون . فليس العقل للعقل فقط ن بل العقل للشعور ، وهذه وظيفته الاساسية ، خادم للشعور الانساني قبل ان يكون خادما للجسد المادي .  


أقر ابن رشد بشرعية المنطق، وأكد القياس بآية "واعتبروا يا أولي الأبصار". ويقول ابن رشد مثل قول الكندي في أننا يجب أن نأخذ الحقائق حتى لو كان قائلها من ملة غير ملتنا، وأن النظر في كتب القدماء واجب بالشرع وأن الفرد لا يستطيع أن يحصل العلم وحده ويجب أن نستفيد من بعضنا البعض ومن السابقين. شرعيا، أوجب ابن رشد النظر العقلي في القضايا التي توصل إلى الله وينبغي أن يتوفر في من ينظر بهذه العلوم أمران:

· ذكاء الفطرة.

· العدالة الشرعية والفضيلة الخلقية.

ويقول ابن رشد إذا غوى (أي ضل وانحرف) غاوٍ بسبب النظر في الوجود لا يمكن أن ننكر الصنعة نفسها عن الأكفاء بالنظر فيها ودراستها لأن بعض غير الأكفاء للنظر قد أخطأ.

قال ابن رشد أيضا أن الناس مختلفون في جبلتهم فهناك أناس يجري عليهم القياس البرهاني وأناس القياس الجدلي. نظر ابن رشد إلى العلاقة بين الدين والفلسفة وخلاصة موقفه في المسألة:

إذا قررنا قضية مثل قضية العالم مخلوق، فلا يخلو هذا الوضع (أي خلق الوجود) أن يكون الشرع قد سكت عنه أو قال قولا ما. اليقين الفلسفي البرهاني حق ولا يمكن أن يتعارض مع حقيقة ذكَرَها الشرع:

· قول سكت عنه الشرع: يجوز الكلام فيه.

· قول قرر بشأنه الشرع قولا ما: إما قرر بشأنه قولا موافقا لما قدره العقل: فلا نتكلم فيه، أو إما قرر بشأنه قولا مخالفا لما قدره العقل: فنلجأ للتأويل.

تتلخص أطروحة ابن رشد في هذه المسألة في:

1. أن الشرع أوجب النظر بالعقل في الوجود و أوجب دراسة المنطق من ناحية مفسرا آية "واعتبروا يا أولي الأبصار". معنى الأبصار القياس، وأوجب النظر في الوجود من علل الموجودات.

2. الوجه الثاني أن هذا النظر ليس بدعة وينبغي أن نأخذ به و لا يمكن أن يتحقق لفرد واحد فهو إسهام لأفراد كثيرين فيجب أن نلجأ للأمم الأخرى.

3. العلاقة بين ما يقرره العقل البرهاني وما تتفق به الشريعة، كل منهما يعبر عن الحق، والقضايا البرهانية العقلية هي حق، وما نطق به الشرع حق، والحق لا يضاد الحق بل يؤكده ويشهد له، أي ليس هناك تناقض بين الحكمة (الفلسفة) والشريعة.

فيكون مرجع ابن رشد النهائي هو العقل


الرد:
هنا تحفـّظ على اطلاق الفلاسفة القدماء العنان للعقل على انه مطلق وغير محدود ، تماما مثل ما وقع فيه العلمويون في هذا العصر ، في نظرتهم للعلم بانه مطلق وقادر على تفسير كل شيء ، وكلاهما نظرة متطرفة تشبه ايضا كلام المتحيزين للنصوص فقط ، بان النصوص فيها تفسير كل شيء ، والحقيقة انه لا يمكن ان يعرف كل شيء من شيء ، ولا يـُحمل كل شيء على شيء واحد مع وجود غيره ، في هذا اضعاف للقدرة البشرية التي يراد تنميتها .

ومن هنا وقع الفلاسفة المسلمون في شطحات ضارة جدا ونقلت البحث الى ما ليس للعقل فيه مجال ، كموضوع الالوهية والصفات وعالم الغيب ، والتي بسببها وجدت الحساسية من كلمة "فلسفة" وخطرها على العقيدة ، بسبب اقحامها ما ليس لها ، لكن الفلسفة كعقل في نطاق العقل وهو عالم الشهادة الذي نحن فيه اذا ارتبطت بالمنطق الصحيح ، ستكون حاجة لا بد منها للفهم ولتقوية الايمان ، ولان الله مدح اهل العقول وخصص القران بهم ، قال تعالى : (لاولي النهى) (لقوم يعقلون) (لاولي الالباب) ..

المشكلة مشكلة تعصب وغلو في اي مجال .

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق