الأربعاء، 29 أغسطس 2012

رد على @alzain80 حول نسبية المنطق 2 ..



المنطق يعتبر خادم لجميع العلوم ويستخدم كغاية للوصول للحقيقه
ولو كان كل البشر منطقهم واحد لما كان الخطا قبل اكتشاف الحقيقه !

الرد:
المنطق أساس لمعرفة الحقيقة، ولم نقل أن المنطق هو كل الحقائق وأنه لا جدوى من العلم! المنطق مثل أدوات القياس وأدوات الوزن ومثل الخريطة بالنسبة للمسافر لكن لا أحد يسافر على متن خريطة! فالخريطة تخبر المسافر أنه أخطأ أو أصاب ، وأنت قلت أنهم يكتشفون الخطأ، فبماذا اكتشفوا الخطأ؟ بالعقل والمنطق طبعاً ؛ لأنه هو الذي يحكم على الأشياء بأنها خطأ أو صواب، فكيف يكون نسبياً وهو معيار لمعرفة الخطأ من الصواب؟؟

ولو قلنا معك بنسبية المنطق لأقررنا بعدم وجود معيار وأن كل شيء فوضى، بالتالي لن يكون هناك علم؛ لأن المنطق هو الذي يصدر الأحكام على نتائج العلم، وهو الذي يدفع العلم للتجربة والبحث، ولا علم لمن لا عقل له أو لمن عقله نسبي!

لا يمكن أن تستمر الحياة والبشر لا يملكون معياراً يعرفه الجميع أو يستطيعون معرفته ، وهو ما سماه الله بالمعروف.

فكرة (أو شبهة) نسبية المنطق مغالطة يشيعها الماديون والملاحدة واللادينويون؛ لأنهم يتهربون من الثوابت الملزمة ، وبما أنهم أقروا بعبثية الكون والحياة تكون النتيجة: عبثية المنطق المبني عليها  وعبثية الأخلاق المنطلقة منها، وهذا مصداق قوله تعالى : {يبغونها عوجاً} ودافع العوج هو العواطف ، والعطف هو الميل ، إذاً هم ينطلقون من عواطف ورغبات؛ ولهذا يشككون في المنطق والأخلاق ويستعملونها مرة في صالحهم ويتهمونها بالنسبية إذا خالفتهم!!

أي أنهم يتناولون الفلسفة بطريقتهم البراجماتية: "خذه إذا وافق مصالحك وارفضه وشكك فيه إذا عارض مصالحك ، فالحقيقة هي أنت ورغباتك وأنت محور الكون (تأليه الذات النيتشوي الملحد) ".
 بل حتى ثبوت ما ثبت من العلم هم يتشككون فيه كلما عارضهم ، ولا يهتمون بالتجربة العلمية ويقطعون بثبوت التطور دون تجريب ولا مشاهدة ، انطلاقاً من أساس خاطئ هو عبثية الكون والحياة .

وذكرت لك أمثلة منطقية لم توضح النسبية فيها ، مثلاً: أن يكون للشيء نتيجتان متضادتان ، فكل العقول ترفض هذا ولا نسبية فيه، إذا استثنينا من له مصلحة ، فهل يزعم أحد أن الشيء يكون موجود وغير موجود في نفس الوقت؟! أين النسبية في المنطق الرياضي (وهو أساس العلم) ؟!
هل يمكن أن يكون [الأقل] أكثر من [الأكثر] عند بعض العقول ولا يكون عند بعضها؟؟! حتى نقول أن المنطق نسبي.

ثم علل منطقياً وفلسفياً لماذا المنطق نسبي؟.. فهي ليست كلمة تقال، سوف تعتمد على المنطق في شرح أي شيء حتى نسبية المنطق ، إذاً لماذا تعتمد عليه وهو نسبي؟؟ تدري لماذا؟ لأنه لا يوجد إلا هو ، لدرجة أن الفلاسفة سموا الإنسان حيواناً ناطقاً ، لأنه لا يملك شيئاً يفرقه عن الحيوان إلا وحدة المنطق .

وإن كنت أقول أن الإنسان مخلوق مميز بين الحق والباطل ، فإذا ألغينا أداة التمييز وميّعناها بالنسبية يصبح الإنسان كالحيوان، وهذا ما يريده الفكر المادي الإلحادي حيث الدعوات الصريحة للحيوانية وعيش اللحظة بدون تأمل إلا في المتعة .

وشكراً على المداخلة .

هناك تعليق واحد :

  1. ما هو المنطق ؟ وما هو العقل ؟
    كل شيء قابل للخطأ والصواب والصدق والكذب فهو عقلاني فالعقل هو الخطوات والمراحل ما قبل العلم فاذا تحقق العلم فقد انتهى دور العقل اما المنطق فهوعلم الجمال والفنون واللغات ودراسة صور الفكر وطرائق التفكير والاستدلال.
    والمنطق ليس له قيمة العقل لان العقل محل التكليف
    فالمنطق نتائجه لا توجه السلوك كالعقل فما يميزه الانسان بعقله وقلبه ويراه صوابا فانه يوجه السلوك وبالتالي يكون عليه حقوق وواجبات فتكون محسن ان اخترت الطريق المستقيم وتكون مذتب ان ارشدك عقلك الى السوء فتستحق العقاب
    والكلام فيه طويل .
    والسلام

    ردحذف