الاثنين، 13 أغسطس 2012

متفرقات حول المرأة - 2




المرأة لا يـُمكن ان تـُحب من لا يعرف الحب ، حتى لو أَعجب عقلها .. و انا افصل بين الحب العقلي والحب القلبي ..

نعم لكل امراة مقاييس لشريك حياتها ، وقد يظهر لها انها تحبه بناء على هذه المقاييس ، لكن اذا وجدته لم يحبها ، عرفت انه لا يعرف الحب .. ولا يمكن ان تحب المراة رجلا لا يعرف الحب ، مهما تكاملت شروطه الخارجية ..

اذن المرأة تبحث عمن يحبها كي يـُحبه قلبها ، لان الانوثة في حقيقتها سالبة ، والرجولة موجبة ، اذن ، ومن ناحية الشعور ، فالرجل هو الذي يحب اولا ، ونحن هنا نتكلم في "الشعور" ، لا نتكلم في الواقع الخارجي . اما في الواقع ، فقد تقول المراة للرجل وهو خالي الذهن : أنني احبك ، و كأنها تقول : أنا اعرض عليك الحب كي تحبني ، حتى احبك ؛ بدليل انها تنسحب من هذا الرجل وتكرهه اذا لم تجد عنده حبا .. مما يعني انها لم تحبه ، بل عرضت عليه الحب حتى تحبه ..

و هذا ما يفسر ظاهرة واضحة ، وهي ان نجد رجلا واحدا تحبه الكثيرات ، و كل واحدة منهن تعرف ان اي امرأة تعرفه سوف تحبه ايضا .. وهذا ما فعلته زليخا مع نسوة المدينة عندما لـُمنها لأنها احبت عبدا من عبيدها ، و هي زوجة امون في اعتقادهم اله المعبد و من سلالة ملكية ، كما انها زوجة بوليفار ، عزيز مصر .. فدعتهن لانها تعرف ان جميعهن سوف يحببن هذا الملك الكريم ، بدليل تقطيعهن ايديهن ..

وهذا في رايي ليس بسبب جمال يوسف بقدر ما هو بسبب فضائل يوسف ، لان الحادثة صارت بعد ان شاع في البلد قصة استعصامه عن الفاحشة و سيرته و شخصيته المتميزة عن بقية الناس .. ولا شك انه لم يكن قبيح الشكل ، لكن لو كان عنده نصف الجمال الذي على الارض كما يقال لعرفه اخوته على الاقل .. لان هذا تميز واضح ..    

الحب قائم على الفضائل وليس على الاشكال .. الاشكال والظروف من جمال ومال و عمر الخ ، هذه ظروف مناسبة يقترحها العقل ، لكن للقلب احكامه الخاصة ، مثلما يقترح لك الفيسبوك اصدقاء ، ليس شرطا ان يكونوا مناسبين لك .. و كثيرا ما حصل الحب بين اثنين لم يتوقعا ان يـُحبا بعض ابدا .. وكثيرا لم يقع الحب الحقيقي بين طرفين مناسبين لبعض 100% بالنسبة للمواصفات الخارجية ..

اذن العقل ليس هو قاضي محكمة الحب .. بل القلب ، و القلب اعمى عن الواقع ، و لهذا قالوا ان الحب اعمى ..

هو اعمى ، لكنه يحس ، والعقل مبصر لكنه لا يحس ..  


وأقصد بكلام الحب في الموضوع السابق (متفرقات حول المرأة)  اقصد كلام الحب المتكلف .. اقصد ان التلقائية و البساطة هي الجمال الذي ينبت الحب الحقيقي ..

كثير من النساء تربط الحب بطقوس ومراسم ، و اذا لم تتوفر اعتقدت انه لا يوجد حب .. و هذا يشبه ربط الدين بمظاهر الدين .. انا لا اقول لا يجب ان يتكلمان في الحب ، بلى و لكن بتلقائية وبدون ضغوط ، مثله مثل الاحترام .. فمن يطالبك بالقيام له و تقبيل راسه ويديه لاظهار الاحترام ، لا يجعلك تحترمه في داخلك ..

ما اجمل السلوك المرتبط بالمشاعر الحقيقية دون تكلف و رسميات .. لان الحب والاحترام لا ياتي في اجواء تسلطية .. فتحية الجندي للضابط لا تعني حبا حقيقا او احتراما حقيقيا بشكل دائم ..

هناك 5 تعليقات :

  1. بوأيوب ( الكويت )14 أغسطس 2012 في 2:59 ص

    ما أجمل هذا الكلام وما أحسنه قد رميت سهمك في الصميم وما أحوجنا أن تبصرنا في أمور النساء فأنها لا تزال والله لغزا يحير العقول لكثرة تقلبات ومزاج هذا الكائن العجيب وأرى أنك تجيل قلمك فيما هو جديد في الفكرة والعرض والأسلوب على كثرة الكتاب في هذا الموضوع إلا أنك أكثرهم إبهارا لي وأرجو أن تتابع هذه السلسلة بإنتظار - متفرقات عن المرأة 3 بفارغ الصبر أيها الوراق فأنها من أجمل ما قرأت

    ردحذف
    الردود
    1. نورت المدونة بزيارتك العزيزة والتي أتمنى أن تدوم ..
      ولأجلك ولأجل الإخوة والأخوات القراء سوف أواصل هذه السلسلة إن شاء الله رغم أنها تسبب الكثير من الاعتراض :)
      لكني سأقول دائماً ما أحسه وأقتنع به قدر الإمكان أو أسكت ..

      والتناقض في شخصية المرأة أحد هذه الموضوعات التي تحتاج إلى بعض التركيز .
      المرأة دائماً يتنازعها تياران متناقضان ، تيار طبيعي هي مركزه ويتمثل بطيبة المرأة ورحمتها وتحملها وصبرها وعطائها الذي لا ينفد ، وتيار آخر مكتسب من خلال العقل والوجدان وغير طبيعي ويرتبط بالمجتمع ويتمثل بصور مختلفة كالمباهاة أو الغرور أو النظر إلى ما عند الناس والمقارنات والغيرة والحسد ...الخ ، وهي أفكار صناعية غير طبيعية ..

      وهذا ما يفسر التقلب في شخصية المرأة ، عندما تنتقل بين هذين التيارين ، فهي كثيراً ما تعزم وتندم ، تطلب الطلاق ثم تبكي بعد حدوثه!
      وهذا هو الوضع الكائن ، لكن هناك ما هو أفضل منه ، وهو أن يتفق عقلها مع شعورها حينها يذهب هذا التذبذب ، وهذا لا يكون إلا بالارتباط الكامل بالثابت، والثابت يثبت ، والله هو الأثبت والأدوم .

      والتذبذب ليس خاصاً بالمرأة ، بل كل رجل يعاني بدرجات من التذبذب ، لكنه واضح بشكل أكبر عند النساء ، وهي دلالة خيِّرة بشكل عام ، لأن من يخطئ ولا يندم فهذا دليل على استقراره على الخطأ ، وتذبذب المرأة دليل على إمكانية تغيرها للأفضل لأن جانب الخير حي وفعال ، وإن لم يكن هو المسيطر عليها ، وينطبق هذا الكلام على الرجال أيضاً ، قال تعالى {لا أقسم بيوم القيامة ولا أقسم بالنفس اللوامة} .

      شكراً ، وآسف على الإطالة

      حذف
  2. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  3. المرأه هي روح مثلها مثل الرجل وها التذبذب الذي وصفته هو نتيجة التربيه التي تربت عليها بحيث يتم افهامها انها روح ناقصه عن روح الرجل او انها لن تصل ابدا لدرجة الكمال الروحي للرجل (ناقصات عقل ودين )وهذه التربيه نتيجة للفهم الخاطئ للدين اوعادات وجدوا ابائهم عليها
    اما بالنسبه لل (كالمباهاة أو الغرور أو النظر إلى ما عند الناس والمقارنات والغيرة والحسد ...الخ ، وهي أفكار صناعية غير طبيعية .)
    فهي صفات نجدها عند الرجال ايضا بنسبه مساويه للنساء اذا كنت فعلا شخصا عادلا يا سيدي
    مثلا اذا كنت اريد شخصا اثق به في مكان ما سواء كان مسلمين ام غيرهم فأنا سأرى اولا اذا كان هذا الشخص جديرا بالثقه قبل ان ارى اذا كان رجل او امرأه فهما سواء من حيث الفضائل والرذائل الاخلاقيه
    اما ما ذكرته بأن التذبذب واضح بشكا اكبر عند النساء فهذا ربما في نساء بيئتك ومن حولك وهو يختلف باختلاف الظروف
    مثلا في بيئتي التذبذب هو صفه رجاليه بنسبة 70% والنساء هي التي تحترم كلمتها وتؤدي واجبها وتتضاعف مسؤولياتها بعكس الرجل الذي يبحث عن متعته معظم الاوقات غير مبالي بالعواقب على من حوله في انانيه بحته وربما يذهب مثل هذا الرجل الى خطبة الجمعه ليسمع الخطيب وهو يردد عبارات مثل ناقصات عقل ودين وكيف ان حواء اكلت من الشجره قبل ادم او اغوت ادم الخ
    ليخرج من المسجد نافشا ريشه كالديك الرومي شاعرا بالتفوق الاخلاقي والجسمي والعقلي ليكمل حياته غير شاعر بالذنب على اي ظلم يسببه لمن حوله من نساء اواطفال

    ردحذف
    الردود
    1. انا معك ، لكن ما قصدته بالتذبذب غير ما قصدتيه ، ووجود رجال انانيون يتقلبون في علاقاتهم بالجنس الآخر ، هذا ليس تذبذبا بقدر ما هو تقلب ، و وضحتي انتي دافعه وهو الانانية و اتباع الهوى على حساب العقل والمبادئ ، ما اقصده بالتذبذب هي صفة تكون في الرجال والنساء ، ولكنها اكثر في النساء ، وهي تقلب المزاج السريع ، دون معرفة الاسباب بوضوح ، بين مرح و كآبة وبين غضب و هدوء ، ولهذا فمرض الاكتئاب ثنائي القطب يصيب النساء اكثر بموجب الاحصاءات ، وهو عبارة عن تذبذب بين ضحك هستيري وبكاء حار ،

      اما التقلب والانتقائية ، فهما صفتان متلازمتان دافعهما عبادة الذات وليس خاصا بجنس دون آخر ، اما رجال بيئتك ونساؤها ، فشأنهم غريب وملفت للنظر !! اما حكاية نفش الريش لان الخطيب قال ناقصات عقل ودين ، مع اني لم اسمعها في خطبة في حياتي ، فاذا نظرنا بتوازن، نجد ان العادات والتقاليد الدينية ، ولا اقول الدين ، قد اعطت المراة ايضا تميزات من نوع اخر ، ففي مجتمعاتنا تتحرش المراة بالرجل فيـُضرب الرجل ! وتصدق صرخات المراة ودموعها حتى في المحاكم ، وتستطيع ان تفتري على اي رجل وتدمر حياته بكل بساطة . بل تستطيع ان تضرب الرجل ، لكن الويل له ان ضربها ، فسوف يعيّر بأنه يمد يده على امراة ، بينما توصف بالقوة والشجاعة اذا ضربت زوجها !! وتسمى بنت رجال !!

      ايضا المراة في مجتمعاتنا مخدومة وكأنها اميرة ، مما سبب لها الترهل وامراض مثل السكر لان كل شيء من مسؤولية الرجل ، الى حد كبير ، بحكم العادات والتقاليد ، وهذا طبعا متفاوت ، لكن الكلام على الاغلب ، اذن العادات والتقاليد الدينية ليست كلها ضد المراة بل بعضها تدلّع المرأة ، فالأفضل ان تكون نظرتنا عادلة . مع انني ضد كثير من هذه العادات والتقاليد القبلية المخلوطة بالدين ، واطالب بالعودة الى اساس الدين وروحه ومقاسه بعيدا عن العادات ، لننا نعبد الله ولا نعبد المجتمع .

      واذا قلتي ان شهادة الرجل بشهادة امرأتين ، لكن الواقع يجعل شهادة المراة عن عشرين رجل عندما تصرخ وتتهم رجلا بريئا ! حيث يضربه المارة بدون محاكمة .. وتراسل فتاة فتى عبر الانترنت ، فاذا علم اهلها انطلقوا ضده و وصفوه باقتحام البيوت !

      حذف