الجمعة، 3 أغسطس 2012

رد على مقالة : منطقيــة التطـوّر ..!!




إن مسألة "الخلق " أو التصميم الذكي باعتبارها الإطار المرجعي الذي يحدد أصل الكائنات الحية في وجهة النظر الدينيه، تدعي أن الحياة معقدة جدا بحيث انه يكون من الصعب بل من المستحيل انها حدثت على نحو عشوائي ، وأنه لابد من وجود " الخالق " أو المصمم ، وتدعي أيضاً أن تكوين جميع الكائنات الحية من الأجزاء الميكانيكية الصغيرة (الاعضاء) التي ُرتبت بشكل هادف لتحقيق الغرض منها !تحتاج الي مصمم قادر علي فعل هذه الاشياء ، وبهذا تستند إلي المنطق ، ولكنها تناقض ذاتها فهي لم تخبرنا كيف تكون هذا المصمم الذكي ؟؟


الرد:
هل ما سبق متفق عليه منطقيا ؟ أم لا ؟ قبل ان نصل الى المصمم ..
ولا تفسر لنا عبث هذه الحياة ، فعلي سبيل المثال لا الحصر :
أشجار البلوط تنتج الآلاف من البلوط ، التي تكاد تفشل جميعها في أن تصبح أشجاراً ، العديد من انواع الاسماك المختلفة تنتج الآلاف من البيض علي أمل أن تنجو إحداها ، فمثلاً سمك " الرنجة " (Clupea harengus) تنتج ما يقرب من ثلاثين ألف بيضة في المرة الواحدة ، بينما ينتج سمك "التونة " ( Tuna) مليون ونصف إلي ثلاثة ملايين بيضة في المرة الواحدة وكل هذا يذهب سدي !!


الرد:
كيف يذهب سدى ؟ والا لانقرضت هذه الانواع اذا كانت بذورها وبيوضها تذهب سدى بالكامل ! هذه هي الحكمة ، الا تضع بيضك في سلة واحدة ، من فعل هذا و دبره حكيم ، فلو كانت تبيض بيضة واحدة لكان انقرض النوع من زمان ، ولو تلقح كله و سلم كله ، لصارت كارثة بيئية ! هذا هو التوازن .

عندما تقدم على عدة وظائف وشركات لطلب وظيفة ، هل تكون عابثا اذا كثّرت من الشركات ؟ ام انك تكون حكيما ومحتاطا ؟ لماذا سلوكك هذا يسمى حكمة ، بينما سلوك السمكة يسمى فوضى ؟ مع ان كل هذه الطلبات التي قدمتها قد ترد و تفشل ، او ينجح واحد منها .. فقط الانصاف .. كيف يكون الانسان منطقي وهو يكيل بمكيالين منطقيين ، مكيال له ومكيال للطبيعة ؟ المنطق واحد . فسلوكه حكيم وسلوك الطبيعة فوضى مع انه سلوك واحد ! 

الذكور تنتج الملايين والملايين من الحيوانات المنوية ، وجميعها تقريباً يموت قبل أن يأخذ فرصة لتخصيب البويضة ، فمثلاً ذكر الإنسان ينتج حوالي ثلاثمائة وخمسون مليون حيوان منوي تموت جميها في رحلة البحث عن البيوضه ، ولا يصل إلا القليل منها ،وبعد هذا كله نجد أن حوالي ثلث حالات الحمل عند أنثي الإنسان تفشل أو يحدث اجهاض تلقائي في الأشهر الثلاثة الأولى.


الرد:
هل هذا يعني انه اصبح فوضى ؟ ام حماية لفرص الحياة تبعا للظروف والتقلبات ؟ بل ان هذا دليل على ان الخالق زود الكائنات بما يجعلها تحافظ على نوعها رغم كل الظروف . الفوضى تعني اللاغاية ، وهذه الملايين من الحيوانات المنوية لها غاية ، وكثرتها تعطي فرصة اكبر للاخصاب ، اذن ليست فوضى .. انظر الى الراسمالي وهو يوزع الدعايات بالملايين ، ويعلم انها ليست كلها ستأتي بزبائن ، ولكنه يريد ان يكرس نفسه وبقاؤه يف السوق ! لماذا الكيل بمكيالين في قضية واحدة ؟

هذه الاعتراضات ضد المنطق ، وليست معه . والتطوريون اهملوا ربما هذا الجانب المنطقي لاجل الجانب المعلوماتي . انهم يقولون عن شيء انه غير منطقي واذا دققت النظر وجدته منطقيا .. فلماذا قالوا عنه انه غير منطقي ؟ اذن هم بحاجة الى دراسة المنطق مثلما درسوا العلم .    
وطبقاً لمنطق" الخلق " أو التصميم الذكي الذي يقول أن الاعضاء مرتبة بشكل هادف و بغرض محدد ومعين من قبل "الخالق " أو المصمم ، فإنه يجب ألا يوجد أعضاء عديمة الجدوي أو ليست ذات فائدة أو ليست عشوائة فاقدة أدني متطلبات التصميم ناهيك عن كونه تصميم ذكي أم لا ! وبهذا تقع مسألة " الخلق " هذه في مشكلة كبيرة فمثلاً في حيوانات مثل " خلد جرابي " أو (Marsupial mole ) فهم يقضون معظم وقتهم تحت الأرض ، ولهذا هم عميان ، بعد أن أصبحت عيونهم بلا جدوي بعد أن انخفضت العدسات تحت الجلد !!


الرد:
هذا غير صحيح ، الخلدان ترى بنطاق يسمح لها بتمييز ضوء النهار من ظلام الليل ، وليست عمياء بالكامل ، وهذا الرابط يشهد بذلك :

http://www.newscientist.com/article/dn14994-
blind-mole-can-still-tell-night-from-day.html

ونجد أن مسألة"الخلق" أو التصميم تفقد منطقيتها في وجود ثدي للذكور ، وأيضاً الحيتان " الدلافين والحيتان " يجب أن تتنفس الهواء ، على الرغم من كونها مصممة على العيش تحت الماء ، ولهذا يجب أن تصعد إلى السطح بصورة منتظمة لالتقاط أنفاسها، ثم تعود مرة ثانية، لأنها لا تستنشق الهواء تحت الماء و يمكن أن تختنق اذا لم تصل الى السطح في الوقت المناسب !

كل هذه الاشياء لا تفسر مسألة "الخلق" أو التصميم الذكي ، حدوثها بينما نجد التطّور يفسر كل هذه الاشياء ، هذا بجانب وجود الكثير من الحفريات ، التي تؤكد ما يقوله التطّور ، فالامر ليس مجرد كلام إنشائي بدون دليل ،

والواقع يثبت منطقية التطور أكثر ، فمسألة" الخلق " ليست حلاً بكل تأكيد فهي تفرض وتدعي وجود "خالق" لكنها جعلت الامر أكثر صعوبة ، فوجود "الخالق" وتعقيدة وتكوينة مرة واحده ، يحتاج الي "خالق " كي يخلقه ، ولكنهم يقولون أن هذه السلسة يجيب أن تتوقف لاننا نخلط بذلك بين صفات الخالق والمخلوق ، وان الخالق له صفات الخلق ، ولكنهم بذلك تناسوا تماماً أنه يمكن أن يكون هناك خالق أقوي منه وأقدر منه ، يستطيع أن يخلق خالق !!

وهذا الخالق لابد له من خالق أكبر وأقوي ، وبهذا نحن نفترض بدون أية أدلة ، ونقع في سلسلة لا نهائية ، من الادعاءات والكلام الانشائي
بينما التطور يوضح لنا الامر بشكل منطقي ، فالكائنات الحية جميعها يرجع إلي أصل واحد ، هو خلية أحاديه ، كما تحدثت في موضوع سابق عن انفجار النجوم "السوبرنوفا" وعبارة عن سحابة من الغبار والحطام تنتشر عبر الفضاء. حاملة معها جميع العناصر مثل الكربون ، ولكي تتكون الخلية الحية فهي تحتاج إلي بعض العناصر مثل الكربون والهيدروجين والاكسجين والنيتروجين ،

هذه العناصر تجمعت داخل المحيطات مكونةً بكتريا أحادية الخلية ، أخذت تتنفس الغازات الموجوده في الماء ، وتخرج الاكسجين
وهكذا إرتفعت نسبة الاكسجين ، مما يمهد الطريق لظهور كائنات أكثر تعقيداً ،

الرد:
و كأن الكاتب يتحدث عن فقاعة او لون من الالوان تكون من خلال اختلاط عدد من العناصر والاشياء !! هذه حياة ! وهي معجزة المعجزات وليس للعلم فيها ولا خيط معرفي واحد باعتراف العلم . فكيف يكون الاصعب على العلم هو الاول في الوجود ؟ والاعقد هو الاسهل والمستطاع ؟

اما ملاحظة بعض الظواهر على الاحياء وقياسها على علمنا المرحلي ، فهذا خطأ منهجي اصلا . كان الداروينيون في  الماضي يذكرون اكثر من 114 عضو في جسم الانسان بنفس الطريقة انها اخطاء وفوضى ولا فائدة منها . كلما تقدم العلم صار يقصص من هذه المائة والاربعة عشر ، الى ان وصل الى الزائدة الدودية واثبت ان لها جدوى .

انهم كانوا يعتبرون اللوزتين بلا اي فائدة ، فهل هذا المنهج سليم في التفكير وقد اثبت خطؤه ؟

والمغالطة هنا هي اعتبار ما توصلنا اليه من العلم هو نهاية العلم ، في الوقت الذي نقر فيه بان العلم لم ينتهي .. هذه مغالطة منطقية وقع فيها التطوريون وتناقضوا . لا يصدر الحكم النهائي الا بعد العلم النهائي . وكم من الاشياء قيل عنها انها بلا فائدة ن تبين فيما بعد ان لها فائدة واكثر من فائدة ، (وما اوتيتم من العلم الا قليلا) .

انه غرور بالعلم المعاصر واكتفاء به . واعتباره اخر المطاف ، لاجل نفي الدين . والا لما وقعوا في هذه المغالطة المخالفة للمنهج العلمي .وغيرها من المغالطات بل و التزويرات. ولا ثقة بصاحب مصلحة . وفي اثبات التطور مصلحة للماديين والملاحدة .

بعد ذلك تكون ما يُعرف بالمايتوكوندريا "mitochondria" وهو مصدر الطاقة للبكتريا ، عن طريق انصهار إحدي البكتريا داخل الاخري وأصبح المايتوكوندريا تجري به جميع العمليات الكيماوية. كما إنها- المايتوكوندريا - تحتفظ بحوامضها النووية المختلفة عن البكتريا التي تحتويها، كما إنها قادرة علي الاحتفاظ بـ" دي ان اي " (DNA) الخاص بها ،
بعد عدة أجيال من انشطار هذه البكتريا عبر ملايين السنوات ، حدث اختلاف بسيط في ترتيب" أحماض الأمينو أسد " (Amino acids ) مما أدي إلي ظهور كائن أكثر تعقيداً يعرف بـ" الميوتانت " (mutant ) ، ثم باختلاف العوامل البيئية تكيّفت هذه الكائنات
مما أدي إلي ظهور" الأميبا " ( Amoeba ) وهي كائن حيّ صغير وحيد الخلية تحتوي خليته علي نواة ،
ثم تدريجياً تكونت حيوانات ذات خليتين عن طريق إلتحام خليتين مع بعضها  ثم الـ Trilobite ، وهي تتكون من رأس وصدر وذنب ، ثم بعدها تكونت ألـ profallotaspis وهي كائنات تشبه الأسماك ، فلديها أطراف وخياشيم وعيون ، ولكنها عيون بدائة جداً جداً ، ثم ظهر بعد ذلك الـ Pikaia  أول حيوان له عمود فقري ، بعد مرور الملايين من السنوات تطورت هذه الحيوانات ، حتي ظهر القرش
وكان من الطبيعي أن تهرب منه باقي الكائنات ، مما أضطر هم الي الخروج الي اليابسه ،
وهناك كان المتحتم عليهم التكيّف علي البيئة أو الموت ، وطبقاً لقانون الانتخاب الطبيعي الذي يسمح للكائن بالاحتفاظ بالجينات المفيدة له ، في ظل تغير العوامل البيئية ، مما يسمح للكائن بالقدره علي التكّيف مع هذه التغيرات ، تلك التغيرات وهذا التكيف أدي إلي ظهور حيوانات برمائية ، وكان الاكسجين يتوافر بكثرة في الجو مما سمح لهذه الكائنات بالنمو السريع ، فظهرت الديناصورات ولوفرة الاكسجين ، أصبحت ضخمة الهيكل ،


الرد:
الان ابتدأت العقدة في هذه الحبكة الدرامية و السيناريو الدرامي الذي يثير الضحك اكثر من البكاء .. القرش يطردنا من البحر ! ثم نتحول الى برمائيات وجدت اكسجينا اكثر مما كانت تتوقع ، فاسرفت في استنشاقه وتحولت الى ديناصورات عملاقة ! يا للملهاة الغير منطقية ! من اولها الى آخرها .. والمحشورة في كيس العلم حشرا لم يستطع ان يستوعب طرافها واذيالها ، فضلا عن العقل . والعاقل لا يضحك الا من تناقض منطقي حاد .. لعل الدب قفز الى البحر ليكون حوتا يؤدب ذلك القرش النزق ! فيكون هو البطل المنتقم ..

العلم لم يقدم يوما من الايام اي موقف يثير الضحك ، بل كان دائما وقورا وبعيدا عن المرح ، الخرافة هي التي تفعل ذلك في العادة ، بينما علم التطور يجعل الانسان لا يتمالك نفسه عن الضحك عندما يتصور بعض ما يقال في تلك النظرية مما يعني انها ليست علما فالعلم لا يثير الفكاهة .. مع المعذرة لمؤمني التطور ..   
وبناءاً علي تطور الكائنات جميعها من نفس الخليه ، كانت جميعها تمتلك أطراف بنهاية كل طرف توجد خمسة أصابع. الطيور جعلت من أطرافها العليا أجنحة ، هذا ما يفسر تشابه جناح الطيور مع عظام يد الانسان !

الرد:
الحصان له اصبع واحد ، والبقرة لها اصبعان ، فلماذا الكاتب قفز الى الطيور وترك الثدييات التي تشترك مع الانسان اكثر في التشابه ؟ ثم اذا كان تكوين الخية الحية بهذه البساطة ، فلماذا لا تنتج في المختبر رغم الحرص الشديد لذلك والفائدة الكبرى لاتباع التفكير المادي ؟ واذا كان الامر صعبا ومعقدا الى هذه الدرجة ، فلماذا يعرضه الكاتب ببساطة ؟

لاحظ انه في موضوعه يتكلم عن المنطقية ، والشيء الذي لا نعرفه ولا نستطيعه ، كيف نشرح تكونه بالتفصيل ؟ ومع ذلك نبقى منطقيين ؟ هذا ما فعله الكاتب ، ومن تبعهم من التطوريين . يشرحون تكون الحياة وتطورها بكل بساطة ودرجة درجة ، و اذا طولبوا بالتجربة لووا رؤوسهم وغضبوا وغيروا الموضوع . واتهموا محاوريهم بالجهل بفكرة التطور .

كما يفعل داوكينز وغيره . ثم انهم يحيلوننا على مجهول ، كملايين السنين والانتخاب الطبيعي المجهول بحد ذاته . والاحالة على مجهول تنتج الجهل ولا تنتج العلم . ويحيلون كل شيء الى جهة غير واعية ، رغم الوعي والهدف في الاحياء . وبعد ذلك يقولون ان التطور منطقي ! فهل من المنطق احالة الوعي الى لا وعي ؟ ام احالة الوعي الى وعي اكبر منه ؟    


وهكذا تطورت الكائنات الحية، ثم تطورنا نحن من سلف مشترك بيننا وبين القردة العُليا ، الامر استغرق الكثير من الوقت معتمداً علي قانون الانتخاب الطبيعي ، وتغير العوامل البيئية العشوائية ، فمثلاً نجد انسان أفريقيا أو الانسان الذي يعيش في أماكن ترتفع بها درجات الحراه يمتلك أنف مفلطح ! هذا الانف تكون نتيجة تكيفه مع البيئيه ، ليسمح له بدخول أكبر كم من الاكسيجن ، لانجد هذا الانف في انسان يعيش في اماكن تنخفض بها أو تعتدل درجات الحراة !

كما قلت في البداية ، التطور أكثر منطقيةً من إدعاء " الخلق " ووجود مصمم ، بناءاً علي إعتبار الكائنات الحية من أصل واحد ، استطاع العلماء إنتاج الانسولين لمرض السكر وذلك عن طريق زرع " بلازميد " يحتوي جين إنتاج الأنسولين داخل خلايا بكتيرية فتقرأ هذه البكتريا الشفرة الخاصة بالجين مما يحولها إلي البكتيريا منتجة للأنسولين ،
وهذا ما يعرف بالـ "الهندسه الوراثية " (Genetic engineering ) ومنها استطاع العلماء تعديل بكتريا لانتاج الوقود .
فكل شيئ حولنا يصرخ بالتطور لا بمسألة "الخلق " ، كل شيئ يؤكد ويدل علي أن التطور حقيقة مؤكده لا مجرد فرض وإدعاء لا وجود له ، الواقع هو التطور والتطور فحسب


الرد:
هذه لوحة انشائية دعائية ليس الا ، والا فالمنطق والواقع وكل شيء ضد فكرة التطور ، لا شيء يؤيدها سوى بعض الملاحظات التي لم يكتشفها العلم بعد ويبين فائدتها ، او بعض الاحافير المشبوهة اصلا بسبب كثرة ما اكتشف تزويره ، لاجل اثبات الالحاد من خلال التطور ، فهي نظرية دينية وليست نظرية علمية . تخدم المتدينين بدين الالحاد . لهذا لا يجب الثقة المباشرة بكل ما يطرحوه لان شهادة المستفيد مجروحة . والعلم يحتاج الى حيادية .

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق