الجمعة، 3 أغسطس 2012

ماذا تحب المرأة في الرجل و متى تتهمه بالغباء ؟





ليس من السهل أن تحب المرأةُ الرجلَ, وحب الرجل للمرأة أسهل، فالمرأة تطلب الكثير من أجل أن تُحِب, فتُحب الرجل الأقوى منها في كل شيء والله أعلم. المرأة تريد الشخصية الكاملة فلو أحست أنه غير كامل فسيسقط اعتباره عندها مباشرة، وكم من شباب يتظاهرون ويتزينون ولو علموا بصورتهم عند المرأة لخجلوا واستحوا من أنفسهم. المرأة تريد الرجل ناعماً ولكن ليس ناعماً في لباسه وأكله.. كلا، تريده ناعماً في مشاعره وعواطفه, وتريده في نفس الوقت قوي الجسم و متعدد المهارات وشمولي المعرفة، وأهم شيء تريده المرأة في الرجل الــكـــلام, أي أن يعرف كيف يتكلم, فأهم ما عليها هو الكلام. أي أن المرأة تريد أحدا يعطيها الكثير وعسى أن تحبه! لكن إذا أحبت يكون هذا الرجل هو حياتها.

انظر إلى العشاق بالتاريخ والأدب سواء عربي أو غير عربي تجد أن العاشق الذي أحبته المرأة فعلا شخصيته متكاملة، فتقرأ شعره تجده فعلا إنسان ناضج وفاهم وقادر وفصيح وبليغ ، فالمرأة لا تحب عبثا على الشكل فقط. انظر إلى الفرسان والناس الذين أحبتهم المرأة مثل المشاهير ، هي تُحس أنه قادر أن يفهمها ويحن عليها فالمرأة تريد من يفهم ولا تريد الغبي من وجهة نظرها. المرأة إذا اتهمت رجلا بالغباء فهو لأنه لا يفهم لغة الإيحاء, فهي لا تستخدم التصريح كثيرا وتريد من يفهم من التلميح ، فكم سمعنا من بنات يعلقن على شباب ناعمين بازدراء على اعتبار أنهم لا يتحملون المسؤولية ، فلا يكفي كونك تزينت باللباس أنك أعجبت المرأة وخصوصا المرأة الذكية ، المرأة الذكية تريد الكثير , وإذا كانت جميلة أيضا تكون شرهة جدا ولا يملأ عينها أحد ، فتجد أكثر من يعشن العنوسة هن أكثر من كنّ أهلا للزواج دون غيرهن ، فتجدهن جميلات وذكيات ويفهمن فتكون عانسا لأنه ليس أي أحد يملأ عينها ، أو بالأخص لا تريد الزواج إلا ممن أحبته .

ما يحبه الرجال أو قطاعات المجتمع من كبار وصغار فالمرأة مثلهم ستحبه.

كثير من حالات الحب حصلت بعد مشاجرة ونقاش، فترى مثلا في الأفلام يكون موقف بينهم بنزاع أو مشاجرة ثم انقلب إلى حب لأن كلا منهم عرف مدى الآخر فعرف عنه أنه عـميـق وليس سطحيا.

من يُبين للمرأة عيوبها ستـحـبـه، لكن ليس بشكل مباشر ولا يخدش مشاعرها. كونك تنتقد المرأة أو الزوجة بأشياء جزئية تتعلق بنظافتها أو عملها في المطبخ أو ملاحظات في اللباس...الخ ، فهذا لا يكفي لأن تعظمك أو ترسمك في الصورة التي أنت تريدها ، لكن إذا كانت اهتماماتك كبيرة جدا وتهتم بالفضائل العليا المطلقة فهنا ستكون حلقت في سماء لم تصل له هي ، أما عندما تنتقدها باللباس مثلا فقد تنتقدك هي في اللباس أيضا! وقد تركز على قضية تعتبرها جوهرية تتعلق بالطبخ أو التزين وماشابهها فتسقط من اعتبارها ، لأن المرأة لا تريد التفاهة في الرجل أبدا فلا تريد التافه بل تريد أن يكون الرجل اهتماماته سامية وهو العالي ، وكم من نموذج من الرجال هربت منهم المرأة في ليلة الزواج من كلمة قالها الرجل بيَّنت سطحيته فعافته .

الرجل المفكر الذي يولد أفكارا ومعاني هو أكثر من يبهر المرأة, فلا تحس أنه مبرمج بل يُنتج ويبتكر.

في موضوع الشكل .. التناسق والنظافة للرجل يهم المرأة أكثر من ملاحقته للموديل ، فأحيانا يضحكن على رجال يلبسون من الموضة لكن ليس هناك تناسب فيتخذنه ضحكة ، فالنساء ناقدات دقيقات ومباشرة ينتقدن. المرأة طبعا تحب الشكل الجميل وكذلك الرجل يحب الشكل الجميل ، وهو عنوان لافت لا شك ثم تذهب تتفحص بعد ذلك ما خلف هذا العنوان ، و الويل لمن تتفحصه امرأة فتنتقده إما بذوقه أو كلماته أو صوته أو مشيته ... ستُخرج فيه شيئا و لابد.

أهم الأجزاء كلها هو ما يتعلق بعقل الرجل وروحه فإذا أعجبها هذا فسيجعلها تتقبل النقص ، لأن النقص لن يكون أصليا , فما دام الأصل واللب سليما واكتشفَت ذلك فإنها ستتحمل العيوب الأخرى ، وأهم شيء عندها أنه يستطيع أن يُحب ، لأن الحب وعدم الحب هو مقياس العقل من الجنون , فالذي لا يستطيع أن يُحب لا تحبه المرأة .

المرأة تنتبه لأي شيء يتعلق بالحب عند الرجل وهي حساسة جدا له، كأن هذا الشخص يمر بمرحلة حب أو يبحث عن حب أو أنه يعرف كيف يحب أو لا يعرف كيف يحب، وهذا هو تعاملها المبدئي مع الرجل ومن هنا تنظر إليه. ما يبين هذا الشيء أنها من الممكن أن يحبها أحد وتعلم أنه يحبها وتعجز أن تحبه, مثل الرجل قد يعلم أن امرأة تحبه ولكنه لا يحبها أبدا، فهذا يدل على أن موضوع الحب قوي جدا في حياتها . من الممكن أن الرجل يتقبل المرأة إذا علم بأنها تحبه بشكل أسهل من المرأة ، أما المرأة إذا لم تحبه ينتهي الأمر مهما فعل , فإذا علمت أن هذا لا يصلح للحب فمهما دفع لها وأغراها لا توافق ، لكن الرجل من الممكن أن ينخدع وتخدعه لو تزينت له أو لا يجد أحدا أو لا يرى حب حقيقي فيوافق عليها و"يمشي حاله" ، أما المرأة فيصعب عليها إلا أن تتنازل عن موضوع الحب نهائيا وتتزوج زواج مصلحة فقط ، وهذا ما هو حاصل في أكثر الزيجات هو زواج مصلحة, لذلك الزوجة التي قبلت بالزوج من باب المصلحة تزعج زوجها لأنها جاءت لمصلحة ، ومستعدة أن تتخلى عنه بمجرد أن تنقطع مصلحته وهذا حاصل ، فكثير منهن هكذا فإذا مثلا تعب الزوج أو كبر أبناؤه.. الخ, تنازلت عنه قدر ما تستطيع وأخرجته من حياتها ، لكن من تُحب لا تخرجه من حياتها لأن الـحـب يُـعـطي قــوة احـتـمـال فيفقدك الخوف. وانظر إلى التاريخ كيف أن المحبين تحملوا ولم يهمهم فضيحة ولا غيرها ، فهذا أحد ملوك انجلترا تخلى عن الحكم من أجل أن يذهب مع حبيبته وتنازل عن العرش رسميا وخرج ! هذه قوة احتمال ، انظر إلى المجاهدين على مدى التاريخ من الصحابة ومن بعدهم وغيرهم .. من أين لهم هذه البسالة في الحرب والصبر على الموت وعلى الجوع والتعب والسفر؟ إنه من الحب فهم يحبون قائدهم الذي معهم، وقبل هذا وأهم منه أنهم يحبون ربهم ويتمنون لقاءه، فالحب هو الذي أعطاهم القوة والشجاعة والتحمل، بدليل انظر إلى نخوتهم في الحرب.. فيقول عنترة:

وَلَقَد ذَكرتُك والرِّمَاحُ نَوَاهِلٌ ..
مِني وبِيضُ الهِندِ تَقطُرُ مِن دَمي ..
فَوَددتُ تَقبيلَ السُّيوفِ لأنَّهَا .. ( السيوف التي تجرحه!)
لَمَعَت كَبَارِقِ ثَغرِكِ المتبسٍّم ..

فلم تغب عنه من يحبها في هذا الموقف, فالحب هو الذي يسيّر المواقف.

المرأة في كل مجتمع هي رائدة الذوق وهي تدفع الرجال للتطور, أن يكونوا أرق في أذواقهم وأحسن في أشكالهم وفي أعمالهم ، فالرجل يبحث دائما عن المرأة وهناك تنافس بينهم ، والمرأة كأنها هي الحكَم لأنها هي الأقرب للطبيعة ، لكن الرجل المتكامل المرتبط عقله بشعوره يصنع ذوق المرأة وهي بحاجة تعليمية اليه، وفي كل المجتمعات تقريبا يكون الزوج أكبر سنا من الزوجة ، فلماذا تختار واحدا أكبر منها؟ لأنها تبحث عن من يكون أفضل وأقدر وأكثر تجارباَ وأقوى جسماَ ... الخ.

وتعليل أن المرأة تطلب الكمال في الرجل أكثر مما يطلبه الرجل في المرأة ، لأن المرأة في الجانب الأضعف في وجودها في المجتمع كما تتصور ، فمن حقها أن تطلب من يقوِّيها ويسندها . أما الرجل فهو في الدور الأقوى فهو لا يركز على تكامل المرأة ويعتبر أنها تحت رعيته ومن الممكن إصلاحها . المرأة لا تضمن أنها تصلح الرجل لذلك لا تقدم بسهولة على الزواج أو الحب من أحد لا تعرف عن تكامل الصورة التي تطلبها فيه .



هناك 6 تعليقات :

  1. يعطيك العافيه
    واقع نعيشه ترجمته حروفك

    ردحذف
  2. كثيرا ما حاولت فهم نفسي في مسألة الحب .. قلبي لم يتقبل أي رجل لهذه اللحظة .. ثم استسلمت للواقع خطبت من رجل أصفه بالغباء .. الغباء الموجود في هذه السطور ..
    أشكر من كل قلبي من كتب هذه الكلمات .. لأول مرة أحس بأني فهمت نفسي :)

    ردحذف
    الردود
    1. عفوا اختي الكريمة ، وأنا من كتب الموضوع ، وأنا الآن استلم شهادة تقديرية منكِ ، لأني رجل ، وأحاول أن أتقمص شخصية المرأة وأنظر كيف تنظر للرجل والحياة.

      كلامك مشجع، وزادني ثقة. واسعدني وجودك في مدونتي. وشكرا لك ..

      حذف