الخميس، 16 أغسطس 2012

مدى عدالة الإسلام في التعامل مع موضوع الرقيق (2)




رد على تعليق الأخ " إبراهيم @ibr1412" على موضوع " سؤال حول مدى عدالة الإسلام في التعامل مع موضوع الرقيق" :


"لعلك لم تذكر في مسألة الرق سبب الغائهم الرق وهو سبب لا علاقة له بالانسانية وأنما هو ناتج عن حاجتهم الى عمال ليعملوا بألمصانع, بعد بداية الثورة الصناعية كما ان من أكبر الداعين الى تحرير العبيد كان تاجرا للرقيق واعني هنا جون ستيوارت ميل."


التعليق:

معلومة جديدة .. شكرا على المشاركة, وقد ذكرت في كلامي السابق ما يصلح أرضية لإضافتك وهو أنه كلما قرروا ترك مجال لعدم الصلاحية أظهروا أنفسهم بمظهر الأبطال الأخلاقيين في تركه, كما فعلوا في موضوع العبيد وذم الاستعمار واجتياح الدول بعد أن طرِدوا بالقوة والصبر والتضحيات, وراح ضحية تشبثهم الملايين من أبناء الشعوب البريئة, وما الرأسمالية إلا وجه جديد لعبودية جديدة, تجعل الواحد بالمئة يملك ال99% ويغرقهم بالديون والاستهلاك وساعات العمل الإضافية, ليتحولوا تدريجيا إلى عبيد عند أصحاب رؤوس المال يعملون لملء بطونهم, فما الفرق بين العبوديتين؟  ومظاهرات احتلوا الشعبية العارمة في شعوب الغرب المخدوعة بالأدلجة ما هي إلا ثورة للعبيد الجدد وإن وضعوا لهم تماثيل الحرية ليستظلوا تحتها.

العبيد الذين كانوا عند المسلمين هم جاءوا نتيجة الحروب في بداية الإسلام لفترة وتوقفت, لكن استمرار تدفق العبيد والجواري لم يكن للإٍسلام دخل فيه ولا يقره, لأن هناك منظومة عالمية لتجارة الرقيق يديرها اليهود والأوروبيون بالدرجة الأولى, بدليل أن النخاس يعرض جواري من جورجيا ومن روسيا ومن الحبشة ومن القوط ومن الروم أي من أصقاع مختلفة بين شرق وغرب, والفتوح لم تصل هذه الأماكن ولم تفتح الحبشة ولا جورجيا ولا بلاد الروم الشمالية أو الشرقية, هذه الشبكة التجارية استمرت تعمل إلى فترات قريبة وبقاياها ما زالت تعمل في الخفاء حتى الآن ففي كل فترة تُكتَشف تجارة رقيق سرية, وقد استمر هذا الوضع لمئات من السنين حيث كانت الدولة الإسلامية مستقرة أيام العباسيين ومن بعدهم ولا وجود للفتوح إلى العصر الحديث.

لا يوجد أساس شرعي لتلك التجارة , لأنها عبارة عن اختطافات لأناس مسالمين, والكنيسة في العصور الوسطى وجهت الأوروبيين إلى جلب الرقيق من شرق أوروبا الذين لم يخضعوا للكنيسة, وتداول الجواري في قصور الخلفاء كله لم يكن تحت مظلة الإسلام لأن المصدر لم يكن شرعيا, فليس نتيجة حرب مع كفار معتدين, بل كان عملا تجاريا قذرا يسمى بتجارة الرقيق والنخاسة, وكان للأوروبيين والأمريكيين نصيب الأسد في كثرة العبيد على مدى التاريخ, حيث صُدر لأمريكا وحدها في فترة من الفترات 15 مليون زنجي,  و لم يسلم شعب من سرقة العبيد, فكان القدماء يخافون على أطفالهم من الأغراب حتى لا يسرقوهم ويبيعوهم في أسواق أخرى.  فال عمر رضي الله عنه: "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟" وكثرة العبيد في أوروبا وأمريكا ومستعمراتهم هي من أقوى أسباب وجود التفرقة العنصرية فيما بعد, لأنهم ينظرن إلى أي ملون على أنه عبد سابق. 

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق