الجمعة، 3 أغسطس 2012

افكار وردود من كتاب "الخلل في الاسلام" لإرشاد منجي ..




فكرة:
 آية (الرجال قوامون على النساء .. الاية) ، برأي الكاتبة أنه لكي تستحق المراة الضرب لا يتعين عليها ان تعصي احدا بل يكفي ان يخاف زوجها نشازها او عصيانها .. فإن هواجس الرجل تصبح مشكلة المراة ..


الرد : الكاتبة ارادت ان تفهم بالطريقة التي تعجبها ، وجعلت المراة تـُضرب بدون ان تفعل اي ذنب .. وهذا لا يصدقه العقل .. بعد ملاحظة التدرج في الاية .

ثم ان القران ينهى عن الاخذ بالشك بدون التثبت . و كلمة (نشوز) لا تعني خروج عن اوامر الزوج لانها اوامره فقط ، بل تعني نشوزا عن الحقيقة ، بدليل ان العلاج يبدا بالعظة الحسنة ، والعظة لا تكون الا على امر باطل يدمر بيتها وحياتها ومستقبل اولادها ، لكن اذا اصرّت يبدأ بطريقة سلبية (اهجروهن في المضاجع) ، والضرب غير مبرح ، يعني ضرب ينبه المتمادي في غفلته ، ومن لا ينتبه و احساسه ثقيل ، يحتاج الى من يهزه حتى يستيقظ ، وهذا مستوى راقي و متدرج في التعامل و واقعي ولا يحلق في الخيال .

و رب ضربة من زوج تحتقره زوجته و لا تعتبره رجلا وتظن انه جبان و يخاف منها ، فغيرت نظرتها ، و جعلتها تحترم زوجها و بيتها ، خصوصا انه قد صبر عليها و وعظها و هجرها ، اي استنفد كل ما بوسعه .

اما مداراة المراة فقط لانها مرأة وابعادها عن العقاب لانها (مرأة) ، فهذا غير منطقي كما قال بوذا (لاتضربوهن ولا بزهرة) ! هذا سيقود المرأةاو بعض النساء الى التمرد والسيطرة ، ومن أمن العقوبة اساء الادب ، فالمرأة تظلم مثلما يظلم الرجل ، فلماذا يعاقب الرجل ولا تعاقب المرأة ؟ الإسلام ساوى بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات والعقوبات . (السارق والسارقة) ، (الزانية والزاني) .


فكرة : آية (نساؤكم حرث لكم فاتوا حرثكم انا شئتم ) ، اعتبرتها الكاتبة اهانة للمراة بتشبيهها بالحقل وانها ليست مساوية للرجل في الجنس ، وان كلمة (انا شئتم) تعطي للرجل سلطة على المراة يفعل بها ما يشاء .


الرد : هذا افتعال ، فالموضوع جنسي كما هو واضح ، و معروف ان الرجل هو الفعال في العملية الجنسية مثل بقية الذكور ، و العملية الجنسية كلها تشبه عملية المحراث في الارض ، الرجل هو الذي يضع البذور ، و هو تشبيه بليغ . ثم تحمل بالثمار بعد هذه العملية . ومن نصائح الحكيم (بتاعوحتب) الفرعوني في الزواج : {اجعل قلبها فرحا ما دمت حيا ، فهي حقل مثمر لسيدها} .

وهل الحقل المثمر للانسان شيء محتقر او نقيصة ؟

و قولها ان كلمة (انا شئتم) تعطي السلطوية للرجل ، فهو كلام متعسف من المحاكم على سرير الزوجية الذي تحكمه البيولوجيا ، فالانثى ليست فعالة وتحب ان تكون غير فعالة في العملية الجنسية ، بينما الذكر يحب ان يفعل ما يشاء في طريقة الممارسة ، و ليس في نهب اموالها واكل حقوقها او قطع رقبتها كما تتصور الكاتبة ، متأثرة بفكرة التظلم الحقوقي المبالغ فيه ذات الاصل اليهودي في مجتمع مختلف عنه .


فكرة : (يجب معاملة القران مثل معاملة التوراة والانجيل ، على اساس انها كلها ليست حقائق مطلقة ، وقابلة للتأويل بما يتناسب مع ما نريد ، وان اعتبار القرآن صراطا مستقيما لا يأتيه الباطل هو الاكذوبة التي ضرت بالمسلمين ، وعليهم ان يفعلوا مثل ما فعل اليهود و النصارى) ..


الرد : طبعا القران ليس كالتوراة والانجيل ، القرآن منطقي ، بينما التوراة والانجيل مليئة بالتزوير والخرافات المتناقلة . بل كل فكر نريد ان نقارنه بالقران ، يغلبه القران و يبين خطؤه و قلة واقعيته وليس فقط التوراة والانجيل .

ان مشكلة المسلمين هي ما تنادي به الكاتبة بالضبط ، و هي محاولة فهم القران كما يريدون ، لا كما هو . 


تقول الكاتبة : التقيد بالقران هو من قيد حرية التفكير عند المسلمين .


الرد : الواقع ان اتباع القران هو الشيء الوحيد الذي ينتج حرية فكرية كاملة ، لننظر الى هذه الكاتبة التي تعتقد انها حرة في تفكيرها : نجد ان موضوع اليهود و مصالحهم رغم نجاحهم اهم عندها من مصالح شعبها الباكستاني المسلم والمسلمين رغم ضعفهم ، بل انها تنسب العنف والقسوة الى المُحتـَلين الضعفاء و تبرئ جلاديهم المعتدين .. فهل هي حرة في تفكيرها وهل هي منطلقة من مصالحها و مصالح قضيتها ؟ انها ضحية لاعلام صهيوني مكثف تلقته في امريكا و رددته بدون تفكير فضلا عن الحرية في ذلك التفكير ..

وهكذا لا يتحرر فكريا الا من كان عبدا لله وحده ، حيث تزول كل القدسيات والتعظيمات ، بما فيها قدسية الحضارة والقوة .. فهي تـُعبد ايضا كغيرها (لا ننسى ذلك) .. ومن كان تقديسه متجها الى السماء ، لم ير على الارض من هو افضل منه الا بمجهوده ، وتقديس الله ينفي تقديس البشر ، و الا لكان شركا معه .

فكرة : آية (وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً) ، تنتقد الكاتبة الاية بانها تشترط وجود امور قبل اعتاق العبيد والاماء ، اذا كان لديهم امكانية الارتقاء بمكانتهم . 


الرد : هذا استنتاج مستعجل مبني على فكرة غربية خاطئة وهي تحرير العبيد فورا بدون تعويض للمالكين ، سواء كانوا قادرين على الاعتماد على انفسهم او كانوا غير ذلك ، و هي فكرة لا ينقصها الحمق . ليس كل عبد بعد ان اعتاد على نمط حياة ان يؤخذ و يرمى بالشارع فجأة مسؤولا عن نفسه و اولاده ان كان له اولاد . لكن عملية العتق في الاسلام عملية راشدة . و في هذا تشجيع للعبيد و المالكين على الارتقاء وهو داخل في تحمل المالك مسؤولية عبده حتى بعد عتقه . لانه و بقليل من المنطق : ماذا يستفيد المالك من هذا الشرط ؟ و هو ان يكون في العبد خير و رشد ؟ فالمصلحة للعبد وليست للسيد .

ولا يعني هذا ان يتخذ المالك شرط الرشد ليمنع العبد من المكاتبة ، لان الناس تعرف وتشهد ، ويستطيع ان يعرض العبد قضيته على القاضي ويثبت رشده ، ويدفع المسلمون له من الزكاة ان كان لا يستطيع حتى يعتق .

ومن مصارف الزكاة الثابتة اعتاق العبيد ، اي ان اعتاق العبيد مسؤولية كل المسلمين ، دون ان يتضرر ذلك المالك الذي يحثه الدين على التكرم و التنازل لاجل حرية العبد . قال تعالى : (فلا اقتحم العقبة وما ادراك ما العقبة فك رقبة) .

هذا هو الاصل في الاسلام : اعتاق العبيد بلا قيد ولا شرط ، اذ لا عبودية في الاسلام . و لا رق في اي حرب بين المسلمين ، و المسلم لا يستعبد المسلم .

اذا تعارفت الدول على منع العبيد ، فأول من يصادق على ذلك هم المسلمون  فيما يـُفترض ، لان دينهم هو اول من نادى بتحرير العبيد في العالم و شجع عليه ولم تفعل ذلك الديانات المزامنة له ولا السياسات التي جاءت بعده ، و هذا قبل ان تظهر هذه الفكرة في القرنين الاخيرين في اوروبا وامريكا .

لا يوجد مصدر للعبيد في الاسلام الا في حروب مع كافرين معتدين يعتمدون على مبدأ استرقاق الاسرى على سبيل المعاملة بالمثل المعمول به في ذلك الزمان و الى عهد قريب جدا .

بالتالي لا يوجد نظام عبودية في الاسلام اليوم ولا يجوز ان يوجد ، لانه مخالف لغايات الدين و هي تحرير العبيد والقضاء على العبودية ، الا ان توفرت نفس الظروف العالمية السابقة .


تفسير اية : (ان الدين عند الله الاسلام) ، وانها تعني نفي كل الديانات السابقة .


الرد : هذا غير صحيح ، بل الاقرب ان كل الديانات السابقة هي الاسلام ، بمعنى الاستسلام لله رغم اختلاف بعض الشرائع . و لان الاية الاخرى تقول (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) .

فكرة : ان اليهودية هي اساس المسيحية و الاسلام . وعلى المسلمين الا يسيئوا الى اليهودية لانهم بذلك يسيئون الى الاسلام .


الرد : فكرة يهودية غير حقيقية ، فابراهيم لم يكن يهوديا ولا نصرانيا ، و القران اقرب الى ملة ابراهيم ، اذن اليهودية واحدة من الحلقات من سلسلة ديانات منتظمة بخيط واحد ، هو خيط الديانات السماوية التوحيدية . وكلها ليس بعضها اساسا لبعض . بل هي شيء واحد (ان الدين عند الله الاسلام) ، و كلها تدعو الى اسلام الذات لخالقها وما يريده من فضيلة ، لا لشهواتنا وشياطيننا . و دعوى كل الانبياء متكررة ( ان اعبدوا الله ما لكم من اله غيره) ..

على المسلم ان ينكر صحة اليهودية والمسيحية بواقعها ، لا في اساسها ، وبينهما فرق .

فكرة : اذا كانت اليهودية والمسيحية والاسلام دين واحد ، فما الحكمة من جعلها كيانات منفصلة ؟


الرد : الناس هم الذين فرقوا دينهم و كانوا شيعا ، فلما افترقت اختلفت ، وبالتالي تنافرت ، والا فكل نبي يصدق بالنبي الذي قبله . وهذا يفعلونه في الدين الواحد على شكل مذاهب و نحل ، فما بالك بديانات بينها فترات طويلة ؟ مما يدل على ان الدين الالهي واحد في الاساس . كلما شوهوا نموذجه بعث الله نبيا ليجدده ، فيعطيه الناس اسما اخر , والقران يتكلم عن انبياء وليس عن ديانات . فلم يذكر لنا اسم ديانة صالح ولا هود ولا شعيب ولا يعقوب ولا يوسف ولا نوح ولا ادريس ، لان الدين واحد . والدين المحرف غير واحد .

القران لا يقر بوجود ديانات بل بدين واحد .  

فكرة : اية (لكل جعلنا شرعة ومنهاجا) ، هناك من يفهم ان هذه الاية تجعل الجميع في سباق و ان عمل الخير لا يكون الا اذا تسابقوا في خلافات من هو الاحق في تنفيذ مشيئة الله .

الرد : هذا الفهم خاطئ . فالدين عند الله هو الاسلام ، وهناك فرق بين الشرعة والدين . فالدين واحد ، والشريعة قد تختلف من امة الى امة . لكنها في اطار الفرعيات ، والقران لا يعطي رخص و اجازات لكل الديانات انها صحيحة مثل الاسلام ، لكنه يصحح اساسها اذا عادوا اليه ، وحينها سيلتقون مع المسلمين بسهولة .

فكرة : اية (وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ) ، البعض يظن انها تعني المذاهب والملل ليستنتج ان الله اراد لنا ان نتصادم ونتصارع .


الرد : هذا فهم خاطئ لان الاية تنص على شعوب وقبائل وليس ملل و مذاهب ,,

فكرة : قراءة بعض الايات عن قتال اليهود لتقديم فكرة سيئة ، و هي مناقضة لايات اخرى متروكة و يـُفهم من تلك الايات العداوة وتأصيلها على قوم او دين معين ، وبالتالي تشوّه القران .


الرد : ماذا نفعل بالنية المسبقة و الاختيار الحر بين الخير والشر ؟ اي نص من الممكن قراءته بوجهين متضادين ، هما الخير والشر . و اي قانون او مبدأ يمكن ان يـُعامل بنفس الطريقة . و هذا يدلنا على انه لا يمكن اجبار احد على الخير او على الشر . ولا يمكن منع احد من الانتقائية . والله سيحاسب الجميع . (يوم تبلى السرائر)

فكرة : تخطيء فكرة تفوق الاسلام على الديانات الاخرى ، و ان هذا الموقف يلحق الضرر بالعالم و يسبب التطرف .


الرد : هذا ايضا من الفهم ذو الوجهين ، هناك من يفهم بانه تفوق عراكي و احقية لسحق الاخر ، وهناك من يفهم انه تفوق في الخير الذي منه التسامح و تحمل اذى الاخرين . اذن التفوق في الخير لا ينتج الشر . فلا خوف من ذلك . المسألة مسألة اختيار نوع من الفهم دون غيره .

هناك تعليقان (2) :

  1. بالفعل جزاكم الله خيرا فتلك الردود واضحه انما استغرب من الدكتور محمد خليل كيف استسلم لافكار ارشاد منج.. .القرأن واضح ولن تنجح افكارهم الهدامه

    ردحذف
  2. جزاك الله خيرا ، وصدقت في قولك بأن القرآن واضح ..

    ردحذف