الخميس، 2 أغسطس 2012

فكرة وتعليق - 14 : الكارما " العدالة الشاملة الفلسفة الاخلاقية للبوذية


الفكرة:

الكارما "
العدالة الشاملة
الفلسفة الاخلاقية للبوذية

تقوم على مفهوم الاخلاق الطبيعية وهي مجموع الاخلاق والقيم التي انتجتها الانسانية على مدى تاريخها مصدرها الانسان وليس لها أي علاقة او مصدر سماوي وقد قام بوذا سابقا فلاسفة عصر النهضة والأنوار الاوربي ببحث وتأصل هذا المبحث من مباحث الفلسفة وهو الاخلاق بفصله عن اية جذور تقوم على البعد السماوي القائم على مسلمة ان مصدر الاخلاق هو الله او الاله في كل الاديان والكتب المقدسة لها لو تم تنقية هذه الفلسفة الاخلاقية من بعدها الميتافيزيكي الذي يغلب عليه الطابع الهندوكي الماثل بالتقمص وإعادة الانبثاق بشكل لا نهائي للكائن الحي وقصر هذه المنظومة على الانسان لكان لها شأن اخر في منظومة القيم الانسانية التي تجد مخرج لقيمة وغائية الاخلاق ذات الاصل الانساني وتلك ذات الاصل الديني .

وقد ورد تعريف الكارما في الموسوعة الحرة على انها :
" يطلق لفظ كارما على الأفعال التي يقوم بها الكائن الحي، والعواقب الأخلاقية الناتجة عنها. إن أي عملٍ، خيِّرا كان أو شّرا، وأي كان مصدره ، فعل، قول أو مجرد إعمال فكرة، لا بد أن تترتب عنه عواقب ، ما دام قد نَتَج عن وعي وإدراك مسبوق ، وتأخذ هذه العواقب شكل ثمارٍ، تنموا وبمجرد أن تنضج تسقط على صاحبها ، فيكون جزائُه إما الثواب أو العِقاب. قد تطول أو تقصر المدة التي تتطلبها عملية نضوج الثمار (أو عواقب الأعمال)، غير أنها تتجاوز في الأغلب فترة حياة الإنسان ، فيتحتم على صاحبها الانبعاث مرة أخرى لينال الجزاء الذي يستحقه .

لا يمكن لكائن من كان أن ينال جزاء لا يستحقه ، نظرا لأن الكارما تقوم على عدالة شاملة. يعمل نظام الكارما وفق قانون أخلاقي طبيعي قائم بذاته وليس (كما في الأديان الأخرى) تحت سلطة الأحكام الإلهية. تتحدد وفقا للكارما عوامل مثل المظهر الخارجي ، الجمال، الذكاء ، العمر ، الثراء والمركز الاجتماعي. حسب هذه الفلسفة يمكن أن لكارماتٍ مختلفة ومتفاوتة ، أن تؤدي في النهاية إلى أن يتقمص الكائن الحي شكل إنسان، حيوان، شبح أو حتى إحدى شخصيات الآلهات الهندوسية . "

التعليق :
اولا : من الخطأ نزع الاله عن البوذية ، وإلا فكيف تقوم ؟ وهذا الجزاء العادل من الذي يضمنه اذا لم يوجد اله ؟ ومن الذي يحول الارواح الى حياة اخرى قد تكون حيوانية او شبحية ؟ هذه الاعمال تتطلب اله .

ثم : ان الاخلاق نعم اساسها موجود في الشعور الانساني ، لكن قيامها وتحولها الى الايجابية وملامستها الواقع ، لا يتم الا بوجود اله . و الا ماذا يستفيد منها صاحبها ؟ لانها تقتضي تضحية بالمصالح ، واذا نفينا وجود اله يعوض ، واقررنا بحياة واحدة لا بعث بعدها ، سوف تنهار الاخلاق ، لعدم الصلاحية ، من هنا نفهم ارتباط الاخلاق بالدين . وان الالتزام بها يحتاج الى دين . خصوصا ونحن نعرف موقف الفلسفات الوضعية الملحدة من الاخلاق . فهي لا تجد فرقا بين الخير والشر ولا تقر بأصالة الاخلاق ، بل تعتبرها من معطيات الاديان ، وتعتبرها امر نسبي غير ثابت الاساس ، وهذا الموقف موقف يقلل من شأن الاخلاق وينحيها عن الواقع ، وهو يشهد لنا بان الاخلاق لا تقوم وتكون فعالة بشكل دائم الا بوجود ايمان بالله..

فقد راينا موقف من لا يؤمنون باله من الاخلاق ، وهذا دليل كاف ..

ثم بخصوص الكارما : ما شأن الاخلاق بالمظهر الخارجي والعمر والجمال والذكاء ؟ هذا كلام عن الشخصية وليس عن الاخلاق التي هي تضحية بالمصالح لاجل معنويات سامية ..

هناك تعليقان (2) :

  1. اظن ان الكارما اخترعت لكي تفسر التفاوت بين الناس
    ماليا وشكليا ووضعيا
    مثلا هناك شخص يولد لعائله غنيه لديه ام جميله واب وسييم بالتالي فهو جميل الشكل عائلته تعتبر نبيلة الاصل فهو يتلقى الاحترام من الكل الاغنياء والفقراء لديه ذكاء عقلي وبالتالي لايجد صعوبه في التعلم ونيل اعلى الشهادات وهذا يؤدي حتميا الى نيله اعلى المناصب ويكون لديه اعجاب وحب من احسن الاناث من جيله وتسير حياته سلسه بدون مشاكل ويولد له ابناء مثلا بعد ارتباطه بأمرأه تماثله شكليا واجتماعيا وتمضي حياته جميله لا يواجه فيها سوى اليسير من العقبات التي يتغلب عليها بسهوله يجد الثناء والحسد من الجميع
    مثال آخر لشخص ولد لأبوين متوسطي الشكل حالتهم الماديه ضعيفه هذا الشخص مستوى ذكائه متوسط وليس لديه الواسطات اللازمه لذلك فهو لا ينال سوى مستويات عاديه من التعليم عادة تكون هناك مشاكل كثيره وعقبات في بيئته المتواضعه التي ينشأ فيها ويتعرض لصعوبات كثيره يتخرج ويعمل عملا متواضعا او ربما لايجد عملا ويعمل اعمال متفرقه يتزوج فتاه متوسطه الشكل والحاله الاجتماعيه مثله بنت عمه مثلا او لا يتزوج ينجب اطفالا عاديين او لا ينجب لانه لا يتحمل تكاليف الانجاب
    مثال ثالث
    شخص يولد لام فقيره واب متوفى او ابوين فقيرين يعيش في اسوأ الظروف يصاب بأمراض بسبب الفقر وقد تقع كميه من اسنانه بسبب سوء التغذيه لا يحلم بالتعليم لان المنطقه التي ولد فيها ليس فيها مدرسه او عليه ان يعمل منذ الطفوله لكي يعيش ولا يمكنه تحمل تكاليف التعليم يحتقر ويهان من الجميع مهما عمل واجتهد لا يمكنه تحسين وضعه او نوعية حياته
    الزواج هو حلم بالنسبه الى من مثله لان نساء طبقته يعملن في الدعاره او زوجات ثانيات منذ طفولتهن لرجال الطبقه الوسطى
    يصادفه سوء الحظ في كل اتجاه ولا يرى من مباهج الحياة الا القليل النزر
    في النهايه يموت والداه ويتركا له اخ معاق يقوم برعايته او يقوم برعاية والديه المسنين وحده حتى وفاتهما ثم يموت هو بدون ان يحس بأي طعم لحياة لم يعرف فيها الا الشقاء
    لم يستطع الناس الذين اخترعوا الكارما تقبل الاختلافات بين هؤلاء الاشخاص الثلاثه مثلا حسب نظام القدر مثلا اذا كان الثلاثه طيبون اخلاقيا ولم يؤذوا احدا ومتدينين ومؤمنين فأن الثلاثه سيدخلون الجنه
    وبهذا يكون الاثنين الاخيرين قدا عانيا في حياتهما اكثر من الثالث فلماذا يكون مصيرهم واحدا
    لذالك ولماذا يكونون سواء في الجنه حسب الاديان هذا غير عادل
    فيفسر على ان الاول حسب نظام الكارما عمل اعمال جيده في حياته السابقه استحق بها ان يولد بهذا الشكل اما الثاني فهو عمل اعمال سيئه ولكن ليست بالغة الضرروكذلك لم يساعد من يريد مساعدته فلذلك استحق ان يولد على شكل الشخص المتوسط الذي يتطلع دائما الى اعلى
    اما الثالث فهو ارتكب اعمال سيئه بحق غيره او خرب حياة اشخاص اخرين او تكبر على من هو افقر منه وبالتالي استحق ان يولد هذا الشخص
    وكثير من الاسيويين عندما يحصل له شيء جيد يقول لابد انني عملت شيئا جيدا في حياتي السابقه وعندما يحصل له مكروه يقول لابد اذيت احد في حياتي السابقه

    ردحذف
    الردود
    1. انا اتفق معك على سبب اختراع الكارما ، ولا اتفق معها على تقسيم السعادة على اساس مادي يتعلق بالمال والشكل ، اكثر المنتحرين هم من الاغنياء وليسوا من الطبقة التي تتساقط اكثر اسنانها ، والانتحار قمة التعاسة ، اذن الاساس الذي قامت عليه في تصنيف السعادة غير سليم . السعادة في الجانب المعنوي اكثر من وجودها قي الجانب المادي .ورب فقراء اسعد حساة من اغنياء .بدليل ان كل طبقة تحسد الطبقة الاخرى على ما عندها من مميزات وحريات ،

      حذف