ملخص افكار سام هاريس من كتاب (نهاية الايمان) الفصل السادس ، بعنوان (علم الخير والشر) والرد عليها

& العلم يستطيع ان يحدد القيم الاخلاقية ، ويجب ترك واهمال القيم الدينية وانها لا تصلح لان تكون اساسا لبناء اخلاق .

هاريس يتكلم عن احلام ، وليس عن واقع علمي ، ويقول : سوف يصل العلم يوما ما ، اي على سبيل الامنيات والتسويف . وهذا ليس طرحا علميا ، فالامنيات داخلة في الانشائية وليست في العلمية . ثم : هل استطاع العلم ان يحدد مادية المشاعر والاخلاق كلبنات اساسية موجودة في الدماغ حتى يتسنى له دراستها بالتفصيل ؟ هل هناك تفصيل بدون اساس ؟ هذا كله محض خيال لا يمكن ان يكون . لأنه يرد عليه ببساطة : اليست الاخلاق فرع من حياة الانسان ؟ اذن على العلم ان يثبت لنا اولا ما هي الحياة .. ويثبت ماديتها ، ويعيدها بعد الموت ، وينتجها من العدم كخط تصنيع ، ثم بعدها نسأل عن الفرع في فرع من الحياة ، وهو الإنسان ..

كل هذا قفز على المطلب ومغالطات عقلية ، من ملحد واضح المأرب والهدف وليس محايد ، فهاريس مبشر الحادي سخر العلم لاجل الالحاد وليس العكس .  

& الاخلاق مرتبطة ارتباطا وثيقا بالسعادة والالم ، فكل ما يجلب السعادة هو اخلاقي ، وكل ما سبب الم هو لا اخلاقي .

هذه فكرة ابيقورية يعتمدها الالحاد وتثبت ان اللذة هي سبب الالحاد ، وواقع الاخلاق ليس بهذا الشكل ، فالاخلاق تقتضي التضحية بالمصلحة العاجلة في مثل خلق الكرم ، او تحمل الالم في مثل مواقف الشجاعة ، اي على عكس كلام هاريس ، صحيح ان العاقبة الاخلاقية سعيدة ، وليس عاجلتها التي تنفـّذ بها ، وهذا يدلنا على ان الدين شيء واحد ، لأن الم المؤمن العاجل بسبب الاخلاق ينقلب سعادة فيما بعد ، وكذلك في الاخرة ، وسعادته ونعيمه العاجل المرتبط باللاخلاق ياخذ طريقه لينقلب الما بالتدريج . في الدنيا ، ثم عذاب في الاخرة . وهذا هو واقع امتداد الاخلاق واللاخلاق في الدنيا ، منسجم تماما مع امتدادها في الاخرة . 

اذا طبقنا فكرة هاريس والماديين ، يصبح البخل والجبن اخلاقا ، لان فيهما لذة عاجلة ، وهاريس لا يؤمن الا بالعاجلة ، السارق عندما يسرق مليونا يشعر بسعادة ، فهل السرقة اخلاق ؟ اذن لم يكن هاريس ولا الماديون المصلحيون دقيقين ولا الابيقوريون في توصيف الاخلاق ، والهوى كان السبب في هذا الميل وليس ضعفا في العقلية ، لان الهوى والرغبة تضعف العقل ، من ناحية منطقيتها .