الخميس، 14 يونيو 2012

حوار شاكي (2-4)


 الورّاق كتب:
اختبار في العبادة : هل يشكرون ام يكفرون .. فلا تناقض هنا كما توقعت .. الاية من وجهة نظري تبين هدف المخلوقين و ليس هدف الخالق .. فهدف المخلوقين هو ان يعبدوا .. و هذا هو الواقع (لاحظ ان كلمة "يعبدون" بدون ياء النسب ! ) ، و لاحظ ان الجميع يعبد .. فمن يعبد الشيطان و من يعبد الله ومن يعبد الغرب ومن يعبد السلطة أو المال ..


كما أقل دائماً وأبداً يبرهني عقل المتدين ، فالمتديون لديهم عقلاً متطوراً -بالعكس- فيأتون بأفكاراً مدهشة ، مثيرة لا يمكن لاي شخص غيرهم أن تخطر علي باله حتّي ، ليتني متديناً ّ!!!
السيّد "الورّاق " يريد أن يقل لا يوجد هدف للخالق من خلقه لنا ، ولكن الهدف لنا هو هدفنا ، نحن من جعلنا الله يخلقنا وليس هو ، بهدف أن نكون عبيد ، فمن يعبد الله يدخل الجنة ، ومن يعبد الشيطان الذي يهمس في آذنناو يجري في دمائنا يحرقه الله في الجحيم ، تباً لنا يارجل كم أننا سخفاء أن نطلب من الله هذا الهدف فيسارع بالموافقة دون تردد ! !!


الآن انت تهاجم كلاما منطقيا ، على طريقتك في تسخيف كل ما هو منطقي .. نعم شأن الله لله وشأننا لنا ! اين المشكلة ؟ الله لم يطلعنا على اسراره كلها ، ولا ينبغي له منطقيا ، و لم يقل انني خلقتكم عبثا ، فما بالك مهتم بالاله اكثر من نفسك ؟ و هذه من العجائب ايضا : ان من نفى الله ينسى نفسه و يدور تفكيره حول الله !! فسبحان الله العظيم !! واللي على راسه بطحا يحسس عليها ! انت لن تستطيع ان تخرج من هذه الحلقة المفرغة ، بل وكل ملحد ، يفكر في الله اكثر من نفسه .

لدى الملحد قدرة عجيبة على ان يسخّف الحقائق كما يشاء ! و بكلمة كن فيكون ! 

لم اقل انه لا يوجد للخالق هدف من خلقنا كما تقولني ، انا اقول : الله اعلم باسراره ، والله عادل لأننا نرى عدله و زرع فينا حب العدل ، والله غير عابث لاننا نرى خلقه ليس عبثا ، اما ان نعرف كل اموره فهذا طلب مستحيل .. ضع الامور في اماكنها و ارح نفسك من قفز الايائل ! ولا تخلط الامور مع بعضها حتى تقدم كلاما يـُفهم ، و لا تقوّل احدا ما لم يقله .. انت قولت القران ما لم يقله فكيف لا تستطيع ان تقولني !!

محاولات التسخيف لا قيمة عقلية لها ، فمن يقف امام البحر و يسخفه ، سيسخفه الناس هو و ليس البحر . وانا لا ادعي اني بحر ، بل انا اعترف بجهلي ، واعرف ما يمكن ان اعرف و ما لا يمكن ان اعرف .   

وبالطبع الاخ مسكين وجهة نظره الشخصيّة التي يسعي لاقناع نفسه بها ، لا تعدو كونها مجرد محاولة بائسة ليثبّت نفسه علي الوهم والهراء ،
فناهيكم عن أن الهدف هو هدفنا وهذه الجمل القذافيّة ـ ولكن لننظر إلي هذا المقطع لاحظ ان كلمة "يعبدون" بدون ياء النسب ، بحق يوليوس قيصر ، لتلاحظ أنت يطعمون

، بدون ياء النسب !! فلربما تكون سمعت عن لام للتعليل، والفعل مضارع وحذف الياء ، ولربما وفق وجهة نظرك يطعمون أي لا يطعمون لذلك نري أطفال الصومال يموتون جوعاً ؟
اللعنة كيف كنت مسلماً ولم اكن أري هذه الاشياء المنطقيّة ؟ لكم أنا حزين علي إلحادي ، أحسنت سيّد "الورّاق " ،

تظل اللام (لام التعليل) على خلاف بين الفرق ، هل هي للتعليل ام لا . ان المعنى الذي ذكرته انا تدل عليه بقية ايات القران كما وضحت لك في الرد السابق ، فالقران اثبت وجود عبادات غير عبادة الله .. اذن خلقهم ليعبدون ، لكن ماذا يعبدون ؟ هذا هو السؤال .. و العبادة قضية حتمية كما ذكرت لك سابقا .. وإن كنت لم تسخـّفها حتى الآن ! فالرد عندك هو التسخيف ..

اقتباس من الرد السابق : و قوله تعالى : (ما اريد منهم من رزق وما اريد ان يطعمون) ، هذا يبعد فكرة الانسانيين بأن تجعل لك هدفا ساميا في تمريض الجرحى او مساعدة الفقراء في المجاعات ، كهدف سامي يكفي عن اتخاذ دين و عبادة اله .. لأن الله هو الرزاق ، و ما سوف يقدم للفقراء فهو من رزق الله اصلا .. والجميع سوف يفنون اصلا ، اذن لا يصلح هذا ان يكون هدفا الحياة ، لانه غير ممتد ، بل يصلح لان يكون جزءا من هدف .. اذن هدف الحياة هو العبادة ..

هذا غير ان بقية القرآن تتفق مع هذه الفكرة ، في نسبة الرزق الى الله ، و كون الرزق اصلا من الله ، وهو الذي سير السحاب و انبت النبات ، رزقا للعباد ، لا يعني انه يقول : لا تطعمون الطعام وأنا أتكفل بذلك بدلا منكم ! ولا تطعموا اطفال الصومال فانا من سيطعمهم ! بل انه يختبرنا فيما رزقنا .. و بحسبة عقلية بسيطة تستطيع ان تقول : ان الله يطعم و نحن نطعم ، فكيف عجز عقلك ان يبلع هذه الاشكالية البسيطة ، بينما استطاع ان يبلع العالم كله بتنظيمه و وجوده ويجعله محض صدف ! .. قال تعالى ( واطعموا القانع والمعتر) ( ويطعمون الطعام على حبه مسكينا و يتيما واسيرا) (وآتوهم من مال الله الذي اتاكم) ، فلا تعارض هنا ..

هذا يذكرنا بكلام الكفار السابقين : (قال الذين كفروا للذين آمنوا أنطعم من لو يشاء الله اطعمه) .. ناسين فكرة الاختبار في رزق الله الذي آتاهم من غير حول منهم و لا قوة ، فهم لم يخلقوا الثمار ولا الانعام ولم ينزلوا المطر ولم يخزنوا الماء في التربة ، إلا إن كنت انت فعلت هذه الاشياء كلها فنحن لا ندري .. اذن انت تعيش بنعم لم تفعلها ، من الذي فعلها ؟ الا يستحق الشكر ؟ هكذا يجب ان نفكر ، ان كنا عقلانيين ..

والشكر من العقلانية لأنه يربط السبب بالمسبب ، وقانون السببية هو اساس العقل .

وشكرا على افادتك اللغوية .   
  
الورّاق كتب:
هذا كلام ينطبق في المحيط البشري .. والاله له علمه ، و نحن نؤمن بعدله ، ونؤمن انه لا يعبث ، ولكننا لا نعرف الحقائق كلها ، و لا تستطيع عقولنا ان تستوعب كل الحقائق : (سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا) ،(يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا) ، (وما اوتيتم من العلم الا قليلا) ، فبقية الاسئلة داخلة في علم الله الكثير .. المهم ان نكون واقعيين منطقيا و ننظر وضعنا كبشر (لم يخلقوا شيئا و هم يخلقون) .. و لهم معرفة اتيحت لهم من زاوية معينة فقط ..

جميل ، من أين لك أن تنفي عبث الاله . هل صعدت إلي العرش وأدركت هذه الصفات به ؟

العقلانية تكفي عن الصعود الى العرش ، فهذه مخلوقاته لا عبث فيها و كلها تسير في نظام دقيق . و تعب الملاحدة و هم يبحثون عن صور العبث في خلق الله ، ولاحقهم العلم في افشال مسعاهم .. 114 عضوا من ايام داروين في جسم الانسان يقولون انها عبث ، فكك فكرتهم العلم واحدة تلو الاخرى ، و اثبت اهميتها لجسم الانسان ..

داوكينز يبحث في اعناق الزرافات عن عصب او عرق لا يجد فائدة منه بطريقة تثير الضحك ، هذا هو علم الملاحدة ، محاولات فاشلة في اثبات العبثية ، وهذا ما يسمونه علما ، وهذا ما يدور حوله تفكير من يسمون بعلماء الالحاد والتطور ، و هو مبلغهم من العلم - ان جاز ان يسمى علما - .. فسمكة عيونها فوق راسها يقولون لنا انها كانت تنام على جنبها في قاع البحر ، فآذت الرمال عينها ، فاضطرت ان ترفع عينها فوق رأسها بدلا من ان تغير وضعية نومها او مكانه !!! هكذا تفكيرهم : يتركون الاسهل ويذهبون الى الاصعب ..   

أن يكون عادل طيب رحيم مسكين كريم أم انك تفرض وتدعي وفق المنطق البشري وجود كائن خارق فلا بد من أن يكون مطلق الصفات ومتي ناقشتك بهذه الصفات تهربت بحجة سخيفة أن الاله فوق المنطق ؟
أليس هذا مثير للشفقة أن تفرض شيئاً وفق منطق ما ، وترفض أن يناقشه غيرك وفق نفس المنطق ؟

مشكلتك الآن انك لا تعرف حدود المنطق ، وهذه مشكلة اللادينيين و الملاحدة وليست مشكلتي .. انتم لا تعرفون حدود العلم ولا المنطق ، و تتكلمون كثيرا بالعلم والمنطق .. انها دروس ابتدائية في العلم والمنطق ، بل واي شيء ، يجب ان تعرف حدوده ، والا فانت لا تعرفه ! اذن منطقيا انتم لا تعرفون المنطق ولا العلم !

لذلك انا اقول انني لا اعرف الله تمام المعرفة ، لانه ليس في نطاق علمي ، و المنطق لا يستطيع ان يصل اليه و هو مطلق ! والمنطق مقيد ، حدود المنطق في هذه القضية كما بين الفلاسفة : انه يدلنا على علة اولى فاعلة واعية حكيمة خيرة ، و هنا نقف ويقف المنطق ..

عندما نتابع قانون السببية ، نجد انه يجب ان يكون هناك سبب اول ، والا فستستمر السلسلة . هذا الاله غير عبثي بدليل خلقه الغير عبثي ، الذي يمكن دراسة ما تبين منه علميا ، فمن يقدم شيئا يـُدرس علميا ، هل يقال انه عبثي ؟ العبث فوضى ، والله خلق لنا النظام في كل شيء حولنا ، و كوننا لا نعرف شيئا ، لا يخولنا ذلك بأن نصبغه بالعبثية .. فإذا وجدتك تضع حقيبة و حبلا و كتابا و كيسا فارغا في سيارتك او مكتبك ، هل اتهمك بالعبثية فورا ؟ قد يكون لك مبررات في كل هذه الاشياء وانا لا اعرفها ، و لكني ارى اعمالك السابقة بأنها كانت منظمة و على اساس . اذن هذه المنطقة التي لا اعرفها : هل يجوز لي منطقيا ان احكم عليها بالعبثية وانا رايت عدم عبثيتك في امور اخرى اعرفها ؟ ساكون انا مشوش الذهن في هذه الحالة و ليس انت .. وهذا بالضبط الذي انت واقع فيه .. ترى تنظيم الله ودقته في خلقه وبحث النفوس عنه وارتباط الناس به ، وتقف عند قضية لا تعرفها : لماذا خلق الله الكون ؟ و بما اني لا ادري ، اذن هو عابث !! ما هذا المنطق وأنت رجل تحب ان توصف بالعقلانية ؟ هذا تدمير للعقلانية .

لاحظ ان السؤال لا يعنيك بالدرجة الاولى بقدر ما هو يعني الله ، و العاقل العقلاني دائما يسال عما يعنيه ، ولا يوقفه ما لا يعنيه عما يعنيه ..

كيف نقول عن من خلق هذه القوانين الطبيعية الصارمة بأنه فوضوي وعبثي ؟ كيف تدخل العقل ؟ عندما تجد ساعة مصنوعة بدقة ، فبأي عقلية ستقول او ستحتمل ان صانعها عبثي وفوضوي وغير دقيق وغير واعي ؟ ان قلت هذا ، فسيكون على حساب عقلانيتك ولن يصدقك الناس بأن صانع هذه الساعة فوضوي و عبثي وغير مبالي ، فما بال ان يصدقوك اذا قلت ان الصدف بنتها بغير وعي وانها جمعت نفسها بنفسها بعد ان انفجرت مادتها انفجارا كبيرا ثم تحولت الى ساعة دقاقة منظمة ؟؟  

ارايت كم هي الخسارة العقلية والمنطقية التي تدعون الناس اليها ؟ و تسمونها بالعقلانية ؟    

 الورّاق كتب:
أنت الآن كسرت المنطق من ظهره ! كيف سيصدق هذا الطفل خصوصا بعد ان يكبر بهذه الفكرة وهو لم يرى لها ولا تطبيق واحد؟ أخطأت في تأريخ المنطق وظلمته, أنت الآن تتكلم عن العادات والتقاليد والمفاهيم المحلية ولا تتكلم عن المنطق. المنطق مشترك, المنطق حقيقة, المنطق علمي ومجرب ويجري تجريبه كل يوم. المنطق أكثر تجريبا من العلم وهو رصيد البشرية وأعظم منجزاتها على الإطلاق, مع أنها لم تصنعه بل استقرأته من الطبيعة, فكون الأول قبل الثاني حقيقة لا يمكن أن تتغير ولا تحتاج إلى تجريب لأنها تحصيل حاصل, و كون الجزء داخل في الكل حقيقة لا يمكن أن تتغير ولا تحتاج إلى تجريب.

غريب وفق الكم يمكن أن يتواجد الإلكترون في مكانين مختلفين في نفس الوقت ، وان الضوء هو جسيمات ، وموجات في نفس الوقت والكثر من الاشياء ، فأين المنطق في هذا ؟ والكم أيضاً يمكن أن تنشأ الجسيمات الافتراضيّة من لاشيئ ، فهل هذا منطقي ؟!


هنا المصيبة .. ان تستطيع ان تصدق كل هذا الحجم من مخالفات العقل و بسهولة !! ثم تاتي لتدعي المنطقية والعلمية بنفس السهولة !! وتطالبني بها ايضا !! كل شيء سهل على الملحد ! يستطيع ان يقول ما يشاء ويفعل ما يشاء : اليس يرغب في ذلك ؟ ما الذي يمنعه اذن ؟؟ اليس حرا ً ليبراليا ؟ والحرية عكس القيود ، و المنطق قيد .. اذن ليكسر هذا القيد كما كسر غيره . ودائما بداية تكسير القيود من الدين ، بما فيها قيود العقل .

استغرب كيف تستطيع ان تصدق ان يوجد الشيء من اللاشيء ، وان يكون في مكانين في وقت واحد ! اذن تستطيع ان تصدق ان يكون الطائر يسبح في البحر و يطير في السماء بنفس الوقت ! ما الذي يمنع ان يكون الطائر في ثلاثة اماكن ، ما دام ان العقل كسر ، فلنتكلم كما نريد .. يكون الطائر في الجو والبحر والبر !! في وقت واحد ، والحمد للمادة و نيلز بور ومن معه ..

انها نظرية وضعها الملاحدة ليخرجوا من مآزقهم المنطقية ، و ليبرروا كسرهم للمنطق .. طبعا لا يستطيعون ان يقدموا شيئا مشاهدا ، فلجأوا إلى عالم ما تحت الذرة ، اي ما ابعد ما يمكن ان يعرف و يقاس ..

حتى اينشتاين رفض هذه النظرية السخيفة ، لانه لم يكن ملحدا ، و قال ان الله لا يلعب النرد .

وهذه الجسيمات الدقيقة ، فقط لم تستطع وسائل القياس ان تصل الى سرعتها لتعرف سرعة انتقالها من مكان الى آخر ، لأنها اسرع شيء في الوجود ، قياسا على العلم والمنطق ، وهكذا هو الخبث الممهد للخرافة : ذهبوا الى اسرع شيء في الوجود ، اي الذي لا يمكن ان تـُلاحق سرعته ، وقالوا : انظروا انه يكسر لكم المنطق الذي تحاربوننا به !

انظر الى المروحة الكهربائية التي تدور بسرعة كبيرة ، ستجد ان مراوحها حسب نظرك في كل مكان داخل الدائرة ، و قد تنعكس دورتها حسب السرعة والبطء .. فهل نغير المنطق لاجل المروحة الكهربائية أو نظرية تبناها الملاحدة ؟ النظرية ليست علما قطعيا ثابتا ..

لاحظ ان في نظرية الكم كل ما يشتهيه الملحد ، فهي تجعل الشيء يوجد من لا شيء ، و يكون في مكانين في وقت واحد ، ويتنقل بين طبيعتين !!

العلم يرفض هذه الاستنتاجات في نظرية الكم ، فكيف يكون علما للمادة بينما الجسيمات لا تخضع لنفس القوانين مع انها هي مكونات المادة ؟ انها كما يريد الملحد تماما : فوضى تخلق نظاما .. هذه ليست نظرية علمية قدر ما هي سيناريو وادعاء الحادي ، معتمدا على عدم مقدرة الناس لاثبات العكس ..لانهم لا يملكون وسائل قياس ادق من الجسيمات واسرع ..

وهكذا يدق المكر الى اقل من الميكرو ، ولكن يبقى شعور الانسان هو المنتصر دائما مهما خـُدع العقل ..

في الاسطر السابقة كنت تصرخ علي بطلب المنطق ، وها انت تكسره بكل سهولة !!! فكيف يجتمع في راس واحد احترام المنطق وتكسيره في نفس الوقت ؟ كيف تسقط المنطق الثابت بنظرية غير ثابتة ولا مشاهدة وليست علمية ولا قطعية الثبوت ولا يدل عليها كل العلم البشري و تبقى نشازا عنه ؟

النسبية مهدت لنظرية الكم ، مثلما اللادينية مهدت للالحاد .. تدرّج في الانتقال .. والضحية دائما هو العلم والعقل والانسان .. هذه الثلاثة هي ضحايا الفكر المادي الملحد دائما ..

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق