الاثنين، 18 يونيو 2012

حوار شاكي (3-9)




شاكي:
، دول كاملة ملحدة ، تعيش في رخاء ، دول ملحدة أرجو ان نتعلم منهم ، نتعلم كيف يعيشون ،

الرد:
إذن ما بال مئات الألوف يهيمون في شوارع 1000 مدينة في الغرب ، هل لأن الرخاء زاد عليهم في بيوتهم فافترشوا الشوارع ؟ لتكن واقعيا يا أخي وتتابع أخبار الرخاء في تلك الدول التي يقبع 99 بالمئة من شعبها تحت الاستغلال والديون الربوية كما تقول لافتات المتظاهرين..

في الايام السابقة انتحر أحد الأمريكيين لأن البنك الربوي يريد أن يخرجه من منزله المرهون . لقد شنق نفسه بسبب الرخاء الرأسمالي الذي لا يؤمن بإله و يؤمن ببقاء الأقوى ..

الدنيا تغيرت ياعزيزي ، غير إحداثياتك ، جدد فكرتك عن رخاء الغرب المادي الذي لا يعتد بإله و لا يؤمن بالخير أو الشر ، فقط البقاء للأقوى ، فالشارع يتكلم هناك ، و يلعن مصدر كل الأفكار التي تحبها ، و يرسمهم على الكاريكاتيرات ، وماهذه إلا بداية لإيجاد عالم الخير بدلاً من عالم الشر .

إنها يقظة إنسانية الإنسان المخدَرة في الغرب والغير معترف بوجودها من قبل الـ 1 بالمئة المحتكرة في العالم ، انكسر حاجز عقدة المؤامرة و أصبحت الشوارع التي فيها مئات الألوف من الأفواه تقولها وتبحث عن تلك القوة الخفية ! ماذا نفعل لك عزيزي؟ فالرياح عكسية ، و الله موجود وهو الذي يدير العالم كيف يشاء . لم يتوقع أحد أن يحصل هذا ، لكنه حصل ، لأنه القدر الذي لا تقر بوجوده ، بعد أن ظنوا أنهم قادرون عليها .. فالمال في يدهم ، والسياسة خاضعة لهم ، والإعلام لهم ، ومع ذلك جرت الرياح بما لا تشتهي السفن ..  والصور كثيرة رغم التعتيم الإعلامي الرأسمالي .. بدأت لعبة المادية تنكشف لشعوب الأرض .
 شاكي:دون وجود الانسان الخارق الذي يراقب أعمالهم ،
فلو كنت تفعل الخير فقط لوجود ذلك المراقب الوهمي ، فأنت منافق ولا شيئ آخر
أن كنت لا تفعل الشر فقط لوجود ذلك المراقب الوهمي ، فأنت منافق ، هل هذا ما يريده إلهك ، سياسية القط والفأر ؟

الرد:
هذا كلام عاطفي غير مربوط بمنطق ، على مبدأ الحرية الشاملة الذي تتبناه . الغرب تحول للشر بعد سيطرة المادية عليه ، و التاريخ يثبت هذا ، حيث انتشر الاستعمار الفضيع و قامت حربان عالميتان مدمرتان ، و حرب شيوعية ملحدة أحرقت الأخضر و اليابس ، و قتلت لوحدها 50 مليونا ، غير مئات الملايين التي قتلت في الحروب العالمية و الاستعمار و الحروب الطائفية التي يزرعها الغرب ، قياداتٍ لا شعوبا .

و رزحت شعوب الغرب تحت سيطرة الإعلام المضلل و الرأسمالية المحتكرة للديون و السيطرة اليمينية المتصهينة التي كممت أفواه الناس حتى عن انتقاد سياسة رئيس وزراء دولة صغيرة في الشرق الأوسط ، زرعها الغرب بيده ليصنع الصراع الأقليمي الذي عانت منه شعوب المنطقة . هذا غير تدمير البيئة الذي رافق المادية منذ نشأتها ، و تدمير إنسانية الإنسان ، و انتشار الجرائم ، و قتل الأجنة بسبب الإباحية ، وانتشار الاستهلاكية و نضوب الموارد ، بل و قتل الغيرة و تحطيم الأسرة ، وغير هذا  كثير و كثير .

لا تصور لنا حياة الغرب كما تحب ، فقد بدأت شعوبها تتكلم بنفسها ، و الشعوب أصدق من الإعلام المملوك . حضارة الغرب توشك ان تحتضر ، و المجتمعات الرأسمالية بدأت بالانشطار على نفسها بعد الوحدة ، و هذا كله يدل على وجود الخطأ في الفكرة نفسها بين القلة المسيطرة و الاكثرية المستغـَلـَّة ، و هذا ما سوف تكتشفه الشعوب هناك ، بأن مشكلتهم مشكلة فكرة تسمى بالمادية بفروعها وتطبيقاتها .

المادية جعلت من الغرب صناع الحرب ، و اساتذة القتل ، و ألهبت الحروبُ شعوبهم بنيرانها ، وطالما استقبل الاهالي هناك توابيت ابناءهم من كل مكان في العالم ، لاجل مصلحة حفنة من الماديين المسيطرين وتجار السلاح المؤثرين في قرارات السياسة .

حضارة الغرب المادية هي نتيجة للراسمالية ، التي تدبر كل شيء هناك ، و الان الشعوب تثور على الراسمالية . بمعنى : المادية بدأت تدخل في مرحلة الرجل المريض . لان المشكلة وقفت عند جدار وول ستريت ، كيف سيكون الحل ؟ لا احد يدري . لا تستطيع الراسمالية ان تحل هذه المشكلة ، لأنها قائمة على اخذ بقية ما عند الناس ، فكيف ستعطيهم ؟ و على جدار وول ستريت انتطح الكبشان ، كبش الواحد بالمئة المسيطر ، وكبش الـ99% القوي الذي لا يعرف قوته .  


شاكي:
أنت تثبت لي ان جميعكم منافقون ، أشراراً بطبعهم ، ولا يفعلون الخير إلا خوفاً من الحرق ، ومتي زال هذا ، تصرفوا وفق طبعهم ، فيخرجون علي الناس حاملين اسلحتهم ، يقتلون ويغتصبون ، هذا تصوركم عن العالم دون وجود الهة ، ولكن الواقع يكذب هذا ، فهاهي الدول الغربية الكافرة التي لا تهتم بخانة الاديان ولا تعيرها بالاً ، تعيش حياتها بشكل أفضل مئات المرات من الدول المتدينه !
اري انك بحاجة إلي زيارة دكتور نفسي ، حقاً ، أنت مريض نفسي لتفرض وجود كائن ، ثم لا تري هدفاً ولا شيئاً إلا في رفع مؤخرتك له ، والطواف حول النيزك !!
فالملحد ليس وثني ايها العبد الذي لا يري سوي العبادة ، نحن لا نعبد المادة ولا تعبد شيئاً ، ولا نشكر أحد علي وجودنا ، فكما ذكرت لك الاديان كالخمر ، فالمخمور يظن الجميع مثله !

الرد:
بل انك تعبد المادة و تشكر المادة ! و في الاخير تعبد الشيطان بصفة غير رسمية .. و تمجد الشر و تعتبره هو الأساس و تلغي إنسانية الإنسان ، و تعتبره آلة تسير بالزيوت و السيالات الكهربائية ، مثل الروبوت في مصنع الراسمالي ! فلماذا تنكر مبادئ دينك ؟ هذه هي اخلاق السوق التي تلقنتها من اساتذة السوق في الغرب ، هي التي جعلتك تتلفظ بهذا الشكل و لا ترى حرجا في سوء الادب .. لانه لا يوجد اخلاق ولا خير ولا شر ، فقط مصالح . و مصلحتك الان مع الصراخ ، و انت في وضع محرج تظن ان البذاءة تخلّصك منه .

النقاش المنطقي ليس بالسهولة التي تتصورها يا عزيزي ، فمن تثور اعصابه اولا هو الخاسر فيه بالعادة ، و ها انت تثور اعصابك كالمفرقعات بعد سطر و سطر . لأنك تعرف انك لم ترد بالمنطق ، فتستنجد بالعواطف ، و عواطف السوق معروفة ..

انا لا انكر مبادئ ديني و اقولها بصراحة لانها حقيقية و جميلة . ديني يجازي على الخير ويعاقب على الشر ، و دينك لا يعترف بهما . ديني يشجع كل مختار فضيلة ، ويعنف كل مختار شر . دينك يقول : لا تشكر احدا و لا تعنّف احدا ، انما هي الظروف  (الاله – المادي) الذي يفعل ما يشاء .


شاكي:
الورّاق كتب:الآن انت تهاجم كلاما منطقيا ، على طريقتك في تسخيف كل ما هو منطقي .. نعم شأن الله لله وشأننا لنا ! اين المشكلة ؟ الله لم يطلعنا على اسراره كلها ، ولا ينبغي له منطقيا ، و لم يقل انني خلقتكم عبثا ، فما بالك مهتم بالاله اكثر من نفسك ؟ و هذه من العجائب ايضا : ان من نفى الله ينسى نفسه و يدور تفكيره حول الله !! فسبحان الله العظيم !! واللي على راسه بطحا يحسس عليها ! انت لن تستطيع ان تخرج من هذه الحلقة المفرغة ، بل وكل ملحد ، يفكر في الله اكثر من نفسه .

لدى الملحد قدرة عجيبة على ان يسخّف الحقائق كما يشاء ! و بكلمة كن فيكون !

لم اقل انه لا يوجد للخالق هدف من خلقنا كما تقولني ، انا اقول : الله اعلم باسراره ، والله عادل لأننا نرى عدله و زرع فينا حب العدل ، والله غير عابث لاننا نرى خلقه ليس عبثا ، اما ان نعرف كل اموره فهذا طلب مستحيل .. ضع الامور في اماكنها و ارح نفسك من قفز الايائل ! ولا تخلط الامور مع بعضها حتى تقدم كلاما يـُفهم ، و لا تقوّل احدا ما لم يقله .. انت قولت القران ما لم يقله فكيف لا تستطيع ان تقولني !!

محاولات التسخيف لا قيمة عقلية لها ، فمن يقف امام البحر و يسخفه ، سيسخفه الناس هو و ليس البحر . وانا لا ادعي اني بحر ، بل انا اعترف بجهلي ، واعرف ما يمكن ان اعرف و ما لا يمكن ان اعرف .


لم يطلعكم علي اسراره ، يعني ان هناك شيئاً غامضاً ، يعني انكم لا تعرفون لماذا خلقكم ، فالإله المطلق القدرة كامل الصفات ،لا يمكن ان يخلق شيئاً ، يحتاج إليه ، وإن خلق فهو خلق عبثي ، فانتم من يريد نفي جميع الصفات والمعضلات ، بحجة الجهل ، أنتم اساساً تفرضون وجوده بحجة الجهل ، وأنا لم أقوّلك شيئاُ ، فأنت من يظن ان الخالق خلقنا لحاجتنا ذلك ، نحن من يحتاج إليه ، ومن الذي أوجد من ؟
نعم نحن من اوجد هذا الكائن ، ورحنا نسخره لخدمتنا ، واستجابة الدعاء ، والشفاء ، وأعد لنا حياة خالدة ، وهذه التفاهات ،
ولكن لا تحاول أن تمنطقها رجاءاً .

الرد:
لماذا لا تريدنا ان نحاول ان نمنطقها ؟ هل لك مشكلة مع المنطق ؟ منطق رغباتك أنت ! فمن يمنعك ؟ ام ان المنطق نفسه يمنعك ؟

كل من يتكلم وهو يمنطق ، افضل ممن يتكلم بعواطف ، و هذا اقرار منك باني امنطق كلامي ، بينما انا لا اقر بانك تمنطق شيئا ابدا ، و لم تقدم فكرة منطقية واحدة . اذن المنطق معي و ليس معك بشهادتك . 

شاكي:
والذي يسخف الان هو انت ، في كل رد لا تقل سوي أنني اسخف !! فهذا ليس حواراً إن اردت ان تناقش ، ونعم انت جاهل والجميع جهلاء ، ولكن الفرق أنك جاهل وتحاول أن تحاجج بالجهل ، فتفرض وتستنتج اشياء علي جهل مسبق !
وتذكر الحشرات علي الوجه كمثال للتشبيه !

الرد:
انت لا تعرف الفرق بين التسخيف و عدم التسخيف ! إلى هذا الحد وصلت ! انظر الى عبارتك التي لم يجف قلمك منها ! (انت جاهل و الجميع جهلاء) !! هل هذا تكريم ام تسخيف ؟ و كذلك عبارتك (انت مريض نفسي وتحتاج الى طبيب نفسي) ، و تقصدني بهذا الكلام . هل هذا من التكريم ام من التسخيف ؟ ليست المشكلة انك تسخف ، المشكلة انك لا تعرف انك تسخف !!!

و ما دامت هذه البسيطة لم تعرفها وهي امامك ، فكيف نـُحمـّلك ما لا تطيق ؟ وكيف نثق برؤيتك للكون و الحياة وانت لم تر انك تسخـّف ؟ انت وضعت نفسك في هذا الموضع و ليس انا ، وايماناتك بافكار الماديين هي التي جعلتك هكذا .. فتفعل ولا تدري انك تفعل !

افكار استحوذ عليها الشيطان ، فماذا يـُنتظر منها ؟


شاكي:
الورّاق كتب:هذا غير ان بقية القرآن تتفق مع هذه الفكرة ، في نسبة الرزق الى الله ، و كون الرزق اصلا من الله ، وهو الذي سير السحاب و انبت النبات ، رزقا للعباد ، لا يعني انه يقول : لا تطعمون الطعام وأنا أتكفل بذلك بدلا منكم ! ولا تطعموا اطفال الصومال فانا من سيطعمهم ! بل انه يختبرنا فيما رزقنا .. و بحسبة عقلية بسيطة تستطيع ان تقول : ان الله يطعم و نحن نطعم ، فكيف عجز عقلك ان يبلع هذه الاشكالية البسيطة ، بينما استطاع ان يبلع العالم كله بتنظيمه و وجوده ويجعله محض صدف ! .. قال تعالى ( واطعموا القانع والمعتر) ( ويطعمون الطعام على حبه مسكينا و يتيما واسيرا) (وآتوهم من مال الله الذي اتاكم) ، فلا تعارض هنا ..


عزيزي"الورّاق " اسلوب تحايل يرثي له ، وماخلت الجن والإنس إلا ليعبدون ، ما اريد منهم من رزق وما اريد أن يطعمون " ليقرأها الاعجمي
حتّي ، فلن يخرج بم تقوله ، كما ان فكرة خلق البشر ليكونوا عبيد فكرة سخيفة ، تدخل في العبثيّة والاجبار ، والظلم ، ولا تتماشي إطلاقاً يطعمون ، فإما أن تطبقها علي الكل فتفسد أو أن تتكرها كما هي فاسدة

الرد:
كيف عرفت ان كون البشر عبيد لله تساوي عبثية و اجبار وظلم ؟ اين الاجبار ؟ تتكلم عن شيء غير موجود ! ها انت ذا ملحد وأنا مؤمن ، كل باختياره .. ويمكننا ان نتبادل المواقع لو شئنا .. اما الظلم فلم توضحه ، هل يـُظلـَم مخيّر ؟ انا اسألك .. اذن فكرة ساقطة ايضا ..

و كون الناس عبيدا لله افضل من ان يكونوا عبيدا لتجار الحروب و افكارهم . ان تضع جبهتك ساجدا لرب الكون و رب الخير و الجمال ليس اذلالا ، و الجبهة رمز لعزة الانسان . فالجبهة لله و ما سواها لما سواه ..

لهذا المؤمن الحقيقي هو الحر الحقيقي لانه لا يخضع لاي بشر ، اما مزاعمكم بالحرية فهي مزاعم غير حقيقية ، فمن لا يعبد رب الناس فسوف يعبد الناس و يخضع لهم . تعيـّرنا اننا نعبد اله الكون ، وتنسى انك تعبد حفنة حقيرة تمتص دماء الشعوب و تنظم لكم افكاركم !!

من يرى الحقيقة من ايمانه بالله ليس كمن يرى الحقيقة من خلال رؤية بشر مثله يسلمهم عقله و هم مثله ، متاثرين بردود الافعال وثقافة زمانهم .. ان هذا هو الذل بعينه . ان ابيع نفسي وعقلي وكرامتي ورايي لبشر مثلي ، له عقل مثل عقلي ، فانقل كلامه مترجما بكامله و أدافع عنه و كأنه كلامي ، و اعيش كما هو و كأنني غير موجود !! انها الذلة بعينها .. و العبودية التي تتهرب منها .. انه الرق الفكري و الاجتماعي الذي تقعون فيه وانتم لا تعرفون ..

انهم بشر مثلك ، فلماذا لا تفكر انت و لا تحيد عن كلامهم قيد انملة ، وترى في دولهم نبراسا كاملا ، و في شعوبهم و رموزهم ، بدون اي اضافة منك تثبت وجودك ! كل كلامك هذا ليس كلامك ، و لا كلمة واحدة انسبها لك ! كله منقول ! و مترجم حرفيا !! وقاله كل النقلة غيرك !! فهل هذه كرامة تضعون انفسكم بها ؟

يا اخي كن انت ولو قليلا .. حتى تـُرى على الاقل (تكلم انت حتى اراك) ، لانني ارى ساجان و داوكينز ونيتشه وفرويد و كنيسة الشيطان في كلامك .. انت لست موجودا .. اما كلامي فأتحداك ان تـُرجعه الى احد .. ولو فكرة واحدة ..

وانت قلت عني انني امنطق ،  اي افكر ، بينما انت تنقل بالكامل .. و فرق بين من يفكر وبين من ينقل .. الناقل عبد ، و المفكر حر .. هكذا جعلني ايماني ، وهكذا جعلك ايمانك .. وتأتي لتقنعني ان الدين خطأ بعد ان حررني من سيطرة كل معبوداتك ؟

حتى الخرافات الغير منطقية يقدمونها لكم ، و تبتلعونها كما هي .   

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق