الاثنين، 18 يونيو 2012

حوار شاكي (3-14)



شاكي:

الورّاق كتب:

الانتخاب الطبيعي مجرد نظرية فاشلة. الأرض وجاذبيتها و مادتها لم تصنع نفسها, إذا قدمت لك كوبا من الماء وشكرتني ستكون مجنونا من خلال وجهة النظر هذه, فأنت تشكر الكأس ولا تشكرني, لأنه هو الذي حفظ لك الماء وليس أنا, بموجب قوانين الكثافة بين السائل و الصلب.

و أحدُ يضع لك المرطبات في الثلاجة كل يوم, ليس هو الذي برد لك المرطبات ، بل الثلاجة و بطريقة عشوائية, وأنت بالصدفة و دفْع الظروف فتحت الثلاجة وتناولت مافيها, هذا هو جوهر ما تدور حوله أفكار الإلحاد.


لأترك الشيخ حيث لفظ شيخ يوحي بالثقة لديك ، لتعرف هل التطور حقيقة أم لا ؟ وتعرف من هو الفاشل وماهو الفشل ؟ وماهي الافكار الخرائيّة .

لاحظ التطور حقيقة ، وتطورنا من سلف مشترك مع القردة حقيقة ، التحوير هنا في وجود شيئ وراء هذا التطور ، ولكن ذلك ليس دليلاً علي الخلق كما تؤمن ايها الشيخ "الورّاق" !

الرد:
هو حقيقة عندك فقط .. لانك تريده ان يكون حقيقة .. وعند من يريدون الحياة البهيمية على طريقة التأصيل الكابالية .

الحقيقة لا تكون جنونا ، و الجنون لا يكون حقيقة . الافكار الاساسية للتطور غير عقلانية ، اذن ما ينتج عنها غير عقلاني ، اذن التطور ليس حقيقة . لان اساساته غير حقيقية و لا مشاهدة . هذا عدا الملاحظات العلمية الدامغة على نظرية التطور كعصر الكامبري وغيره ، و فقدانها لملايين الحلقات المفقودة ، و تهربها عن الخلية الاولى و انكشاف سمكة الكولاكنث التي علقت عليها النظرية امالها ..

وانكشاف محاولات التزوير المتكررة ، و انكشاف ضحالة الطفرات الجينية والتي الضار منها اكثر من المحسِّن رغم ندرتها الشديدة ، وتحميلها فوق طاقتها بشهادة العلماء . نظرية هكذا معطوبة من كل ناحية ، كيف تقدمها لنا كحقيقة 1+1=2 ؟ الا يستحق العلم شيئا من الاحترام لذاته ولو لمرة واحدة ؟  

لم ير احد الصدف تصنع تركيبا ، فكيف جمّعت الدنيا صدفها و ابعدت الضار منها لتصنع الانسان والحيوان والنبات ولا تصنع غيرهم ؟ و لو وجدت عملية انتقاء واعية للصدف ، لن تستطيع ان تصنع الانسان . فأريحونا من هذا التخبط خارج العقل . ولماذا لم تعمل الصدف الا مرة واحدة فقط وتوقفت ؟ اين مخلوقاتها الجديدة ؟

لا الومكم اذا كرهتوا الفلسفة ، و اردتم من الناس ان يتبعوا العلم فقط ، و اتباع العلم ماذا يعني ؟ يعني قبول ما يقولونه ممن تسمونهم علماء و يخرجهم الاعلام العالمي المملوك من الراسمالية التي ترفض تصوير المظاهرات ضد الراسمالية بكل حرية و مهنية ! ..

اي تطالبون البشر بالدوغمائية بعد ان حاربتوها باسم الدين . تقولون لنا : تجردوا من عقولكم واقبلوا كلام ثقاة العلم الملحد و مشائخ المختبرات وحفاري القبور الثقاة ، نحن نقول لكم : انهم ثقاة ! انهم متخصصون ! انهم عظماء ! انهم عباقرة ! انهم صادقون ومخلصون ! اذن ما الذي يمنعكم من الثقة بهم وهم مشاهير الى هذا الحد ، و تعبت الماسونية على ابرازهم ؟ احترموا جهودها على الاقل !! 

تـُعرف صحة النظرية من خطئها ، بناء على منطقيتها قبل كل شيء ، وما لا يصح منطقيا ، لن يصح علميا الا بأدلة جامعة مانعة مجربة رؤيا العين ، حتى يـُغيَّر العقل البشري كله بناء عليها ، وهذا ما لا تستطيعه نظريتكم البائسة رغم دعمها بالمليارات . لان علمنا مبني على المنطق .

عندما تريد ان تكسر العقل البشري كله ، عليك ان تقدم بديلا كاملا و عقلا جديدا . وهذا ما لا تستطيعه . اذن هي نظرية فاشلة . العقل لا يمكن ان يكسره احد ، رغم محاولاتكم البئيسة لكسر المنطق ، و يبقى العلم الحقيقي هو المحترم للمنطق ، و بقية النظريات التي لا تحترم المنطق ولا تؤسس عليه ، تبقى في نطاق الخرافات الالحادية . و ما اكثرها ، وستسقط مع الزمن ، لأن ما ينفع الناس يمكث في الارض ، وأما الزبد فيذهب جفاء ..  

اذا قلت حقيقة تخالف بها العقل ، فموقفك صعب جدا ، و الادلة المطلوبة لا تنتهي بحد . لان المسألة فيها تغيير للعقل وليس مجرد معلومة . تغيير العقل يعني تغيير الانسان بالكامل . فلا تكلفوا انفسكم كثيرا بالادلة المعتسفة ، فهي ليست مقنعة ولا كافية . والعقل اثمن عند البشرية من اهواءكم .

لا يشترى كل شيء بالمال ، العقل اثمن من المال . فوفروا اعلامكم وابحاثكم المفبركة ، فعقلاء العالم لن يصدقوكم . فكل مخالف للعقل لا يُصدّق . اما المساير للعقل فله حقه من التصديق .

والايمان بالله مساير للعقل ، لذلك لا يحتاج لادلة كاملة ، لانه لن يغير العقل ، اما تطوركم والحادكم فهو الذي يحتاج لادلة كاملة لأنه يقتضي تغيير العقل . حتى أصدقَ ان الفوضى تصنع النظام ، احتاج الى ادلة كبيرة و كاملة ومشاهدة ، لان المسألة فيها تغيير للمنطق ، و حتى اصدق ان اللاشيء والعدم ينتجان وجودا ، فهنا سوف ينكسر عقلي ، فهنا احتاج الى ادلة كاملة العلمية من خلال كل الحواس .

كل شيء يساير العقل لا يحتاج الى ادلة كاملة . فزجاج محل مكسور و شخص يجري بسرعة خارج المحل ، دليل على انه سارق ، و ان لم يكن دليلا كاملا ، فيجب اخذه بالاعتبار لانه متساير مع المنطق . اما انتم فتطالبون بتغيير المنطق بادلة فقيرة و ضعيفة و تحوطها شبهة التزوير ، وغير كاملة ولا مشاهدة . اذن قضيتكم خاسرة ولا تستحق الاخذ بالاعتبار . الا على البسطاء ، وحتى البسطاء مصيرهم ان يكتشفوا الحقيقة ، بداية من التشكك ، لان التشكك ليس فقط خاصا بالدين كما تحبون ان يكون ، فسيطال نظرياتكم ايضا . والضخ الاعلامي لا يعوض عن العقل .

بدأ يزداد معارضو فكرة التطور ، رغم انهم محارَبون من المؤسسات العلمية التي تديرها الراسمالية والماسونية .

شاكي:

الورّاق كتب:
لماذا لا يكون هو الخالق وهو الذي خلق المادة وخلق لها صفاتها وسخرها, والتسخير من خلال القوانين طبعا ويشير إليها, إذن من سيكون الخالق؟ أين المنطق؟ هل غاب هذه المرة أيضا؟

لان تلك القوانين عشوائية ،

الرد:
كيف تسميها قوانيناً وتصفها بالعشوائية ؟ كلام للعقل فقط ! كلمة "قوانين" تعني انضباط ، مثل قوانين المرور, وكلمة "عشوائية" تعني فوضى مثل ان تنطفئ إشارة المرور, كيف تجتمع الأضداد برؤوسكم بسهولة ؟

شاكي:

ووجودنا بمظهرنا الحالي ليس حتمي ، بل هو نتيجة لعدة عوامل بيئية ، تطوريّة ، ..إلخ ، فلو صممت برنامجاً

ليقوم بطباعة عدة احرف ، فطبع لك كلمة "ملفقةلاسلااش" ، فلن أطلق عليك مؤلف تلك الكلمة ! حيث انك لم تكن اساساً تعلم بان البرنامج يطبعها دون غيرها !

هذا كلام انشائي ، فكيف عرفت ان وجودنا الحالي ليس حتمي ؟ تحتاج الى وجود يشبه وجودنا و مختلف عن وضعنا ، حتى تثبت ان وجودنا على وضعنا ليس حتمي . و ليس كلمة (ملفقةسلاش) ذات الدليل القوي !! وانت لا تملك هذا الوضع . اذن انت تدعي بلا دليل .. 

اما اقحام القرد كمثال على النسخة الخطأ من وضعنا ، فهو ظلم لهذا الحيوان المسكين ، انه حيوان من ضمن الحيوانات . وليس فيه اي خاصية بشرية .

شاكي:

الورّاق كتب:
كيف تفهم العشوائية؟ أنت تريد وصف يجعلك تفهم عشوائية المادة من شخص غير عادي يستنبط عشوائية المادة! إذا قدم معادلة يعني انه قدِّم نظام, فهل تستمر في تسمية شيء بالعشوائي مع أنه قُدِّم له معادلة دقيقة؟ اين المنطق هذه المرة أيضا؟ أم المنطق نظرية الكم أسقطته من ضمن ما أسقطت؟ ولماذا إذن يجري الاحتجاج به؟ أم أنه خادم حسب الطلب؟ نعم كل شيء يخدم الآلهة الصغرى!

هل العشوائية يمكن أن تُفهَم؟ وهل تستمر العشوائية عشوائية وهي مفهومة؟ هل نسيت أن الفهم هو إدراك النظام؟

عزيزي لا يوجد من وضع قانوناً للعاميّة المصريّة ، في حين انني استطيع ان استنتج لك اشياءاً ثابتة تماماً كقواعد اللغة العربية الفصحي ، وكقوانين المادة !
في حين الامر عشوائي تماماً ،

الرد:

لماذا عشوائي وهو تتحكم به قوانين تستطيع ان تكتشفها ؟ هل عدم اكتشاف قوانين شيء ، يعني انه عشوائي ؟ اللهجة المصرية تسير على قوانين ، لم توضع لها كتب في النحو المصري نعم ، و لكنه ممكن ، اذن اللهجة المصرية ليست عشوائية ، لان لها قوانين يمكن ان تـُكتب .. مثلها مثل اي نظام لغوي في العالم . اللغات ، وهو نظام موحد في اساساته ، و كلها تسير على نظام منطقي هو اسماء وعلاقات بين تلك الاسماء . فكونك لا تعرف من قال المثل الدارج ، هل يعني انه عشوائي ؟ من سيصدقك ان الامثال لم يقلها احد غير معروف الاسم ؟ و بعضها معروف قائلها .. مع ان الشعوب تتناقلها ولا تعرف قائلها ، فهل جاءت بالصدفة ايضا ؟ هذا هو تفكيركم ، فتأملوه .. 


 شاكي:

أكبر دليل علي ذلك هو ان اللغة تطورت من حركات الاشارة ، حركات الاشارة هذه ، تختلف باختلاف البيئة ، وتختلف الي الان إلي يومنا هذا بين دولة واخري كحركة( أنت مجنون) مثلاً ، فلا يوجد من وضع قانون لتسير عليه المادة ، ناهيك عن ان الكم بين العشوائيّة في تصرفاتها ، وكما وضعت في الرابط الذي ارسلته لك

الرد:
من يثبت ان اللغة تطورت من حركات الاشارة ؟ يبدو انك تتكلم عن لغة الصم والبكم التي تحتاج للاشارة ، لماذا يشيرون و هم لهم السنة و جهاز نطق جاهز وتخرج من افواههم اصوات يمكن تشكيلها ؟ البهائم تتخاطب بالاصوات ، فما بالك بالانسان ؟ القرود تتخاطب بالاصوات وليس بالاشارة .

هل نتخيل معك انهم يعرفون معنى جنون ولا يعرفون معنى شمس و شجرة ؟ كلمة جنون كلمة مفاهيم ، والمفاهيم اصعب من اسماء الذوات .. انت تقدم صورة كوميدية عنهم .   
شاكي:

الورّاق كتب:
أين هي الآليات؟ هل خرافات التطور هي الآليات ؟ إذن ليعيدوا خلقنا ما داموا يعرفونه ويعرفون آلياته بدقة , بعد ان يحذفوا الاعضاء غير العملية . بل ليخلقوا ذبابة واحدة ما دام أنهم يعرفون كل شيء عن الذبابة!


ارجع إلي من يعلم الاحياء ، فالذي يجهل اساسيات الاحياء لا يستطيع ان يتحدث عنها ، ناهيك عن انك تستطيع الان أن تختر جنس ونوع طفلك قبل ان يوجد في بطن امه ، كما تستطيع ان تختار صفاته ، ولو عينيه وشعره ..إلخ
ماذا عن الانواع التي أوجدها التطور من الكلاب والقطط ؟ أري انك تتحدث بجهل كالعادة ولكن بجهلٍ شديدٍ هذه المرّة

الرد:

كالعادة لم تجب ولا تستطيع ان تجيب الا بالهروب .. تتكلم لي عن تطور كلاب وقطط و انا انكر التطور كله في الكلاب وغير الكلاب ؟ اما ما وصل اليه العلم من معرفة و تغيير في بعض الصفات ، فهذا لا يعني انه خلق . و لا يعني معرفة الحياة ، ولا يعني اي صفة معنوية او اخلاقية ممكن ان يتحكم بها العلم . انه تهجين مطور ، الاستنساخ تهجين مطور و مختبري مأخوذ من تهجين الحيوانات الذي يفعله المربون في استنسال الانواع ذات الصفات التي اعجبتهم من اغنام او خيول او غيرها .


شاكي:
الورّاق كتب:لم يخرج العلم عن وصف القرآن ، فهو مرتبط بالظواهر, ودراساته يسميها بظاهرة كذا وظاهرة كذا, {يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا} فيا لدقة القرآن.

و لاحظ اننا نتعلم من الآليات التي لا تحب ان تسميها قوانين ، كما قال تعالى (علّم الانسان ما لم يعلم) ، فالإنسان معلّم وليس متعلم بنفسه ، اي لسنا نحن من وضعها ، كآليات اللغة .. فقط نحاول ان نترجم ما نعرفه ، و هذا ما يسمى علما . هل كلما وُجدت آليات منظمة و منضبطة ، يدل هذا على انه ليس لها موجد ؟ ايّ عقل يفكر بهذا الشكل المقلوب ؟ عمم الفكرة .. اذن علينا ان نستمر بهذا المنحى ، فكلما راينا شيئا منظما و متقنا و متناسقا ، نقول : آلياته هي التي صنعته ، ولم يصنعه أحد ! و ليس بحاجة ليصنعه احد لأنه كما ترى يعمل بآليات .. ونقول هذا عن المصنع الاوتوماتيكي الذي يعمل بآلية ذاتية ، فليس له موجد . انظر الى آلياته ! فآلاته تشتغل بالتناوب والتنسيق فيما بينها ، حتى لو كنت تعرف بداياته من تلك الاليات .

اذن نحن لا نعرف الاليات كما يقول هذا الادعاء ، وحتى لو عرفت الاليات ، لا ينفي هذا ايجاد خالق ، لسبب بسيط ، وهو: لماذا تصرفت المادة والكون بهذا الشكل ؟ من وضع لها القوانين ؟ والقوانين نظام ، والنظام مرتبط بإرادة عاقلة و واعية .. هذا عدا انه لا يجوز عقلا ان يوجد شيء بلا سبب .. حتى المادة الاساسية للكون . القضية ميتة من كل النواحي .

أي وصف لاي قرآن عزيزي ؟ الذي يدعي ان ماء المرأة يساهم في تكوين الجنين ؟ أم الذي يخبرك بدوران الشمس حول الارض ؟ أم الجبال اوتاداً ؟

الرد:

الجنين يتكون من تلقيح حيوان منوي من الذكر لبويضة من الانثى . فكيف ماء المراة لا يساهم ؟ البويضة الملقحة هي من المرأة ، اي من ماء المرأة . لكن ما المقصود بالماء ؟ ولا تحتج بآراء المفسرين القدماء .. والعرب يعرفون علاقة الخصية بالاخصاب ، فقد كانوا يخصون الحيوانات . اما ما بين الصلب والترائب فلا يعرفه الا العلم الحديث كما يوضح الرابط ..


لم يخبرنا بدوران الشمس على الارض ، الا كما نراها ، ولم يقل ان هذه هي حقيقتها ، مثلما رأى ذو القرنين الشمس تغرب في عين حمئة ، اي (كأنها) تغرب في عين حمئة ، بالنسبة له ولنظره ، وليس كحقيقة علمية ..

ولم ياتي الرسول كبروفيسور علمي ، هو جاء لاصلاح الانسان واخلاقه ، سواء علم عن دوران الارض حول الشمس ام لم يعلم .. فالانسان هو الانسان . ثم لم يصدقوه بما يحسونه ، فكيف يصدقونه وهو ياتي بنظريات جديدة للكون لا علاقة لها بقضيته ؟

القران جاء على حسب افهام الناس ، لئلا يقولوا انه ياتي بكلام غريب ، فيكون حجة عليهم . مع انه يشير عادة بطريقة غير مباشرة تدل على ما جهله الناس كحركة الارض و دورانها و غيرها . مثل : ( يكور الليل على النهار) ، (والأرض بعد ذلك دحاها) ، مثل ما يـُدحى الكيس فيتكور . و مثل (وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب) ، و مثل (رب المشارق والمغارب) ، اشارة على كروية الارض ، حيث كل مكان مشرق و كل مكان مغرب . و مثل (فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان) ، و صور انفجار النجوم تشبه شكل الوردة ، كما صورها منظار هابل . و مثل (يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء) اشارة على ضيق التنفس كلما ارتفعت عن سطح الارض . وغير ذلك كثير من الاشارات .

 تكفيك كلمة "علقة" في جدار الرحم ، كي تصدق بالقران لو كنت تبحث عن الحقيقة . انظر الى صورتها .. فهل كان مع محمد مجهر ليرى فيه هذه العلقة التي لا ترى في جدار الرحم ؟ و تشبه شكل علقة الماء تماما ؟

بل هناك علماء اسلموا بسبب الاعجاز العلمي .. مثل موريس بوكاي وغيره .

و الجبال اوتادا : لماذا تسخر منها ؟ لم يكن العرب يعرفون ان للجبال جذورا ضاربة في العمق ، حتى يتوازن الجبل ، مثلما يطفو الجبل الجليدي على جذر تحت سطح الماء ، ومثلما تـُصنع السفينة بجذر عميق في الماء كي يجعلها تتوازن بطفوها .


وتشبيه الجبل بالوتد في هذه الحالة هو ادق تشبيه ، فالوتد جزء منه ظاهر وجزء مغروس ، كأنه ضرس . لا اظن هذا الكشف يجعلك تسخر و تستهزئ .. انه اعجاز ولكنك لا تحبه ، فماذا نفعل ؟

لان محمد امي و ليس عالم جيولوجي حتى يخبرنا عن جذور الجبال ، ولا عالم احياء حتى يخبرنا عن علقة لا ترى الا بالمجهر . و ليس عالم فلك ليخبرنا عن اشكال النجوم المنفجرة . و يشبهها بأدق تشبيه يمكن ان يكون لها .. لن تجد مثالا للجبل كالوتد ، و لن تجد مثالا على البويضة الملتصقة بجدار الرحم بذيلها الطويل كالعلقة . ولن تجد مثالا للنجم المنفجر مثل شكل الوردة الحمراء .

امثال القران نفسها اعجاز بلاغي و ادبي : (كمثل الكلب ان تحمل عليه يلهث او تتركه يلهث) ، لأن الكلب يتعرق من فمه . (مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل اسفارا) .. لن تجد ابرع من هذا التشبيه لنقلة الكتب والعلم من احبار اليهود و هم لا يعون من مضمونها شيئا .. ولا يستنيرون بما فيها .. بل يعاكسونها و مع ذلك يحملونها ..

التشبيه بحد ذاته اعجاز ادبي في القرآن ، فأمثلة القرآن لا ياتي شاعر او فصيح يقدم افضل منها . (وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون) ..

لاحظ مثلا تشبيه نور الله ( مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ) ..

و لاحظ تشبيه الدنيا وغرورها وتهرب متعتها على حساب العمر ، كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء ، هذا مثالها ..

وتشبيه الحياة الدنيا (اِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ) .

وتشبيه كلام الخير والحقيقة بالشجرة السامقة الجميلة المترفعة عن الدنايا ، فاصلها ثابت لا يتزحزح ومرتبط بالحقيقة ، ورأسها في السماء سموا وجلالا .. وتؤتي نفعها الطيب في كل حين ، اي تنتقل ، و في كل حين لها ثمار ، ولا يُعرف اين تقف . وسيكون نفعها مستمرا في كل حين ..  

والكلمة الخبيثة بشجرة خبيثة و سامة و شوكية يجتثها الناس من فوق الارض فتجف وتطير بها الرياح يمينا و يسارا ، لانها غير مرتبطة بالحقيقة . و بالتالي غير ثابتة (الارض) . كذلك كلام الكافرين يتقلب حسب الظروف والمزاج ، ويتناقض ولا يبالي بتناقضه (ما لها من قرار) ، و ما ادق هذا الوصف على انتقائية وتقلب افكار الكافرين بالدين من عباد الدنيا و عباد المادة . يتناقضون ولا يهمهم ان تناقضوا .. اذن كلمتهم ليس لها قرار ..

والكافر من يكفر الحقيقة بعد ان عرفها ، و هم المقصودون في القران و ليس كل من ليس مسلم ، فالقرآن لا يحرض على قتل من ليس مسلما ، بل القتال دفاعا ضد الكفرة بشرط ان يكونوا معتدين ..

و الانتقائية علامة على الكفر . و رفض الشكر للخالق و المخلوقين على سبيل جبرية الظروف علامة على الكفر . و نفي الشعور الانساني وميله للفضيلة ، هذا كفر بالذات . فالكفر لا ياتي خاصا بوجود الله ، الكفر صفة عامة و ليس مصطلحا اسلاميا فقط ، فانظر الى المادية والالحاد ، اسست على الكفر بكل شيء فاضل وجميل . انها تكفر بالانسانية ، وتكفر بالاخلاق ، وتكفر بالروح ، وتكفر بوجود الخير ، و تكفر بثبوت المنطق والعلم . هذا كله بعد ان كفرت بوجود الله . اما الذي لم يعلم او الذي لم يتأكد وهو يبحث عن الحقيقة ، و لم يتعمد الظلم والاساءة والانتقائية ، فلا يشمله معنى كافر الموجود في القران ، حتي يحدد موقفه .

الكفر قصد و اختيار و ليس جهل . قد يتبنى طريق الالحاد شخص مغرر به ، لا يعني هذا انه اطمئن قلبه به ، فما زال يبحث عن الحقيقة . و القران تكلم عن "الذين كفروا من اهل الكتاب" و ليس عن كل اهل الكتاب . الكفر صفة داخلية اكثر من كونها خارجية . لهذا تحدث القران عن كفار قريش و ذمهم ، ولم يذم بقية قبائل العرب مع انهم لم يكونوا مسلمين . فلم يتحدث فقط عن رفض كفار قريش للنبوة بينما كانوا اناسا طيبين ، بل تكلم مع هذا على كفرهم بالاخلاق والفضيلة ، و اتصافهم بالمادية الصارخة : (الهاكم التكاثر) ، (ثم ذهب الى اهله يتمطى) غرورا وتفاخرا على الناس ، (الذين هم يراءون ويمنعون الماعون) ، (الذين يكنزون الذهب و الفضة ثم لا ينفقونها) ، (اولئك هم العادون) الظالمون القاسية قلوبهم . وهذا دليل على ان الكفر له مستويات وليس مستوى واحد .

فالالحاد كفكر و ليس اشخاصا ، لا يكفر بوجود اله و انتهى الامر ، لقد كفر بوجود الاخلاق كدافع ذاتي في الانسان ، و سماها مصلحة مادية ، اي شرع للنفاق و الاخلاق التجارية ، و كفر بوجود الروح والروحانية في الانسان ، و امن بالصراع وبقاء الاقوى ، و لم يعترف الا بالمادة والمصالح المادية فقط . و سخِر من الاخلاق والرحمة . و امن بالفوضى وشكك في النظام ، و ركز على الشهوات الحسية واهمل حاجة الانسان الى السمو الروحي . و رفض وجود الحقيقة المطلقة ، فكيف يبحث عنها !! وكفر بالمنطق وقانون السببية ، وكفر بثوابت البشرية عن وجود الخير والشر ، وهكذا ..

مجموع هذه الاشياء تنتج مستويات من الكفر و ليس كفرا واحدا ، وليست قضية وجود اله من عدمه ، و البقية كبقية البشر ..

لا يكون شخص بريء و مسالم لكنه لم يعرف الاسلام ، مثل ابو جهل او ابو لهب او الوليد بن المغيرة ، تحت مسمى واحد .. و الايمان ليس فقط الايمان بوجود اله ، هناك ايمان بوجود انسان و انسانية ، هناك ايمان بوجود خير يكافح عالم الشر ، ووجود نظام للكون ، و ايمان بالفضيلة ، هناك ايمان بوجود الحقيقة حتى لو غابت .

الشهامة ايمان ، وعمل الخير للناس ايمان بانه لن يضيع ذلك العمل ، الشجاعة والكرم ايمان ، رغم الضرر المادي . والدار الاخرة والجزاء والعقاب ايمان ،  فالايمان سلسلة مترابطة من الجمال ، اعلاها و اساسها الايمان بالله .

حتى غير المسلمين هم درجات ، و ليسوا بمستوى واحد . و القران امتدح قسيسين ورهبانا و هم على ديانتهم . بينما توعد بشدة الذين آذوا موسى واصحاب الاخدود .

من صفات الكافر انه يكذب بالدين ، اي لا يصدق بضرورة ان يكون هناك جزاء على الخير والشر و ادانة للظالمين ، (مناعا للخير معتد اثيم) ، متخرّص و غير متثبت ولا يهمه ان يتثبت ، تغره الحياة الدنيا و طول الامد بالحياة . و غير عقلانيين ولا يلتزمون بالعقلانية والمنطقية . بهذا يكون اللاادري اهون من الملحد  ، واللاديني الذي يؤمن بوجود اله بلا دين اهون من اللاادري ..

و القران تكلم عن الكفر و وصفه و وصف الكافرين .

هناك 5 تعليقات :