الاثنين، 18 يونيو 2012

حوار شاكي (3-10)




شاكي:
!
فكما ينسب إلي الملائكة قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ ، فهل هذا هو العلم الذي يعلمه الاله ؟ خلقنا لنعبد اشياء اخري غيره ، ثم يحرقنا في الجحيم ؟ ياللمنطق عزيزي

الرد:
من قال لك اعبد غيره ؟ تستطيع ان تعبده ولا يعذبك ، و لكنك لا تحبه لانه يرمز للخير ، ولا يعطي مجالا لنية الشر . لذلك تركته بإرادتك الحرة ، و كلٌ يتحمل مسؤوليته . و ما ظلمكَ من خيّرك .

ليست المشكلة الا تعبده ، بقدر ان يعجبك عالم الفوضى والشر ولا تطلب بديلا له . حسنا : لا تعبده ، و لكن عليك ان تقول ان الخطأ خطأ و الفوضى سيئة ، وانه يجب البحث عن الحق حتى ولو في غير الدين . انت لا تريد هذا ، تريد ان تبقى الامور كما هي ، فوضى و لا حساب و لا عقاب ، والقوي ياكل الضعيف ، وتقول هذه هي الحقيقة و ترتاح لها !

اذن الادانة من جهتين وليست من جهة واحدة .. من جهة رفض العبودية لله ، و من جهة قبول افكار الشر والكفر بالانسانية والاخلاق وعبادة المادة وحدها لا شريك لها وعدم الرغبة في التغيير .. فالله يحاسب الملحد على كفره ، و الانسانية تحاسبه على كفره بها . والعقل يحاسبه على تلاعبه بالمنطق . والعلم يحاسبه على اختراقه وتجييره لصالح اهدافه ، والتشكيك به اذا عارض الاهواء .    


شاكي:
الورّاق كتب:عقلانية تكفي عن الصعود الى العرش ، فهذه مخلوقاته لا عبث فيها و كلها تسير في نظام دقيق . و تعب الملاحدة و هم يبحثون عن صور العبث في خلق الله ، ولاحقهم العلم في افشال مسعاهم .. 114 عضوا من ايام داروين في جسم الانسان يقولون انها عبث ، فكك فكرتهم العلم واحدة تلو الاخرى ، و اثبت اهميتها لجسم الانسان ..

داوكينز يبحث في اعناق الزرافات عن عصب او عرق لا يجد فائدة منه بطريقة تثير الضحك ، هذا هو علم الملاحدة ، محاولات فاشلة في اثبات العبثية ، وهذا ما يسمونه علما ، وهذا ما يدور حوله تفكير من يسمون بعلماء الالحاد والتطور ، و هو مبلغهم من العلم - ان جاز ان يسمى علما - .. فسمكة عيونها فوق راسها يقولون لنا انها كانت تنام على جنبها في قاع البحر ، فآذت الرمال عينها ، فاضطرت ان ترفع عينها فوق رأسها بدلا من ان تغير وضعية نومها او مكانه !!! هكذا تفكيرهم : يتركون الاسهل ويذهبون الى الاصعب ..


عقلانيّة ؟أي منطق بشري ! المشكلة عزيزي انكم تفرضون وجود الاله وفق المنطق البشري ، ثم ترفضون كل معضلة منطقية في وجود صفاته !
ودوكينز لا يبحث عن عصب الزرافة ليثبت انه لا فائدة له ، التطور لا يطور اشياء لا فائده منها ، وإنما يترك اثاره ، فعصب الزرافة المرتد يبين تطورها، وليس تصميمها ، انظر هنا

هذا ليس له علاقة بوجود الكائن الوهمي !! وإلا لماذا توجد هكذا ؟ أنت مطالب بالرد يامن تعارض الواقع !

الرد:
اقنعتني جدا يا صاحب الصدف المتراكمة والمنسقة لنفسها بالصدفة ! اي منطق واي عقل تركتموه وانتم تقولون ان كل شيء خلق نفسه ورتب نفسه بالعمى والصدف الغير واعية ! ماذا بقي للعقل ؟ لماذا اذن العقل ؟ لندع الامور ترتب نفسها كالعادة !! الا ما ابعدكم عن العقلانية وانتم لا تشعرون ..

الزرافة صنعتها الظروف ، والظروف صنعت غزالا بجانبها ! يا للعجب !! يا للضحك !! الظروف العمياء الغير واعية صنعت عقل الانسان الواعي و خياله الجميل !! يا للضحك !! يكفيكم هذا وحده ليخرجكم من نطاق العقلانية الى نطاق الفانتازيا والخيال العلمي . وبموجب تفكيركم : يجب ان تلغى فكرة (فاقد الشيء لا يعطيه) ، لانه اعطى الكثير هذه المرة ، بل اعطى كل شيء ..

كل ما وجدوا شيئا لم يفهموه قالوا انه عبث ! الا ما اشد موضوعيتهم وعقلانيتهم !


شاكي:
الورّاق كتب:
مشكلتك الآن انك لا تعرف حدود المنطق ، وهذه مشكلة اللادينيين و الملاحدة وليست مشكلتي .. انتم لا تعرفون حدود العلم ولا المنطق ، و تتكلمون كثيرا بالعلم والمنطق .. انها دروس ابتدائية في العلم والمنطق ، بل واي شيء ، يجب ان تعرف حدوده ، والا فانت لا تعرفه ! اذن منطقيا انتم لا تعرفون المنطق ولا العلم
!
لذلك انا اقول انني لا اعرف الله تمام المعرفة ، لانه ليس في نطاق علمي ، و المنطق لا يستطيع ان يصل اليه و هو مطلق ! والمنطق مقيد ، حدود المنطق في هذه القضية كما بين الفلاسفة : انه يدلنا على علة اولى فاعلة واعية حكيمة خيرة ، و هنا نقف ويقف المنطق ..


بل مشكلتكم هو المحاججة بالجهل ، وأن الانسان قاصر ، فتفرضون وجود هذا الشيئ الذي لا تعرفون له صفات ، ولا تملكون علي وجوده دليل ، فكما ذكرت لك المنطق ليس مطلق ،والعلم لا حدود له ، بدليل انه يتطور ويتطور ، وكل يوم نكتشف شيئاً جديداً يجعلنا نسخر من خرافات وتفهات الاجداد والاسلاف ، الذين عبدوا النار حين تم اكتشافها ، فكونه خارج نطاق علمك ليست مشكلتي ، بل مشكلتك انت ، لانك تفرض وجوده اساساً ، وتبني استنتاج أكبر مما تمتلك من معلومات

الرد:
بل نعرف له صفات ، وذكرت بعضا منها ، واقرب دليل على وجوده هو اقرب جملة ذكرتها لك : قلت لك المنطق يقتضي وجوده حتميا .

(المنطق ليس مطلق ، والعلم لا حدود له ) .. هنا أضحكتني .. طبعا لا تريد للمنطق ان يكون مطلقا حتى لا يحتج به عليك ، لانك ستخالفه كثيرا ، اما العلم فقد فصلته عن المنطق بدون ذنب ، وبدون تبرير علمي او منطقي لهذا الفصل ، واردت ان يكون مطلقا بلا حدود ، ليقدّم كأمل مغشوش يحُل محل الاله ..

لا تنس انك قبل قليل كنت تقول انه لا يوجد شيء مطلق ، والآن جعلت العلم مطلقا! اما تغييرك للفظة "العلم مطلق" بلفظة "العلم لا حدود له" .. فهي تهرب مكشوف ومضحك ، حتى لا يقال لك : انت تؤمن بالمطلق ! وكلمة "لا حدود له| ، تعني أنه مطلق ! .. ما لنا ومال تناقضاتك فهي لا عد لها ، و هذه تلاعبات لفظية صبيانية تدل على افلاس الفكر الملحد لأنه يضطر للتلاعب بالالفاظ . ولا يضطر للتلاعب بالالفاظ الا الخائف من انكشاف التناقض عنده ، حتى لا يقال لك : انت ترفض المطلق في كل شيء بينما تنسب المطلق الى العلم . فتقول : انا لم اقل العلم مطلق ! بل قلت : العلم لا محدود !! مكتفيا بمعنى المطلق دون لفظه ..

كيف يكون العلم بلا توقف ، بينما المنطق يتوقف ؟ فسّرها لنا ان كنت تعرف العلم او تعرف المنطق !

العلم و المنطق متلازمان ، والمنطق يدفع العلم و العلم يضيف للمنطق . فكيف سيقف احدهما و يستمر الاخر ؟ هل تـُقدِّم علما خاليا من المنطق ؟ كيف تفهمون العلم و المنطق ؟

هل يوجد علم ليس له اي منطق ؟ هل العالِم يدخل المختبر ويخبّط بطريقة عشوائية حتى ينتج علما بلا منطق ؟ و من سيعي ذلك العلم و يرصده اذا نـُحي المنطق ؟ اليس هذا هو التجديف في الهواء ؟

هذا هو تطبيق فكرتكم - فكرة الفصل بين العلم والمنطق - عندما تعونها.. اذن نستطيع ان نستبدل العالم بالمجنون او ربما قرد ! حتى يخبط بعشوائية ويخلّط بدون وعي ، بموجب فكرتكم عن العشوائية ..

و كيف يسمى العالم عالما وهو بلا عقل ولا منطق ؟ لان المنطق مفصول عن العلم كما تريدون ! فعلى اي اساس يسمى عالما ، و ما يقدمه علما ؟ علمُ لمن و العقل مُنحّى ؟ هل اقتنعت انكم تحاربون العقل ؟ لانه عدو مبين لكل افكار الظلام و اهواء النفوس و الرغبة في تعمية الناس والسيطرة عليهم لصالح قوى خفية ..

العلم نور ، ولا علم بدون عقل . والا فماذا يـُنير العلم ؟ هل ينير اروقة المختبر الخالي من العقلاء كما تطلبون ؟

انتم تفصلون بين الفلسفة و العلم ! هل يوجد علم بلا فلسفة ؟ الفلسفة والمنطق تاتي قبل ، ثم ياتي العلم ليثبت . او ياتي العلم بالصدفة ، فياتي دور المنطق والفلسفة لربطه بالمنطق العلمي العام .

انت هنا كشفت لنا انك لا تعرف كليهما : لا المنطق ولا العلم ، فقط تعرف الالحاد .. قضيتك الاجتماعية ، التي تزيل فواصل العيب والحرام . وتجعل كل شيء مباح وعلى طلبك .

لان العلم يتقدم ، جعلت هذا دليلا على انه لن يقف عند اي حد ؟ هذا الكلام غير علمي ولا منطقي . فاذا كانت السيارة تتقدم ، وكل ساعة تقطع مسافة ، هل يعني هذا انها سوف تلف العالم مكانا مكانا ؟

العلم مربوط بحاجات الانسان ، وهي محدودة ، وبحواس الانسان وهي محدودة ايضا .. اذن العلم محدود . وبدأ يقترب من حدوده . بدليل : اين تقدم العلم في مجال الحياة والوعي ؟ قدم معلومة واحدة - ان استطعت - تفسر الحياة ، طبعا لا يوجد . اذن العلم له حدود . و انتم تعرفون هذا ، و لكنكم تريدون تمريرها على الناس .  لتغروهم بالامل الخادع . و بحثكم عن بديل للاله من خلال العلم ، دليل على حاجتكم للاله . فكيف تـُنكر ما تفعله ؟    


شاكي:
الورّاق كتب:
عندما نتابع قانون السببية ، نجد انه يجب ان يكون هناك سبب اول ، والا فستستمر السلسلة . هذا الاله غير عبثي بدليل خلقه الغير عبثي ، الذي يمكن دراسة ما تبين منه علميا ، فمن يقدم شيئا يـُدرس علميا ، هل يقال انه عبثي ؟ العبث فوضى ، والله خلق لنا النظام في كل شيء حولنا ، و كوننا لا نعرف شيئا ، لا يخولنا ذلك بأن نصبغه بالعبثية .. فإذا وجدتك تضع حقيبة و حبلا و كتابا و كيسا فارغا في سيارتك او مكتبك ، هل اتهمك بالعبثية فورا ؟ قد يكون لك مبررات في كل هذه الاشياء وانا لا اعرفها ، و لكني ارى اعمالك السابقة بأنها كانت منظمة و على اساس . اذن هذه المنطقة التي لا اعرفها : هل يجوز لي منطقيا ان احكم عليها بالعبثية وانا رايت عدم عبثيتك في امور اخرى اعرفها ؟ ساكون انا مشوش الذهن في هذه الحالة و ليس انت .. وهذا بالضبط الذي انت واقع فيه .. ترى تنظيم الله ودقته في خلقه وبحث النفوس عنه وارتباط الناس به ، وتقف عند قضية لا تعرفها : لماذا خلق الله الكون ؟ و بما اني لا ادري ، اذن هو عابث !! ما هذا المنطق وأنت رجل تحب ان توصف بالعقلانية ؟ هذا تدمير للعقلانية .

لاحظ ان السؤال لا يعنيك بالدرجة الاولى بقدر ما هو يعني الله ، و العاقل العقلاني دائما يسال عما يعنيه ، ولا يوقفه ما لا يعنيه عما يعنيه ..

كيف نقول عن من خلق هذه القوانين الطبيعية الصارمة بأنه فوضوي وعبثي ؟ كيف تدخل العقل ؟ عندما تجد ساعة مصنوعة بدقة ، فبأي عقلية ستقول او ستحتمل ان صانعها عبثي وفوضوي وغير دقيق وغير واعي ؟ ان قلت هذا ، فسيكون على حساب عقلانيتك ولن يصدقك الناس بأن صانع هذه الساعة فوضوي و عبثي وغير مبالي ، فما بال ان يصدقوك اذا قلت ان الصدف بنتها بغير وعي وانها جمعت نفسها بنفسها بعد ان انفجرت مادتها انفجارا كبيرا ثم تحولت الى ساعة دقاقة منظمة ؟؟

ارايت كم هي الخسارة العقلية والمنطقية التي تدعون الناس اليها ؟ و تسمونها بالعقلانية ؟


السببية إما أن تطبقها كقانون مطلق ، وبذلك تخبرني من الذي أوجد الهك ، أو تبقي نسبية فلا حاجة لها ، فنحن لم ننفي وجود السببية في واقعنا البشري الذي نعيشه والتي نظنها كما نراها قانونا كونيا موضوعيا "اصيلا" يعمل في كثير من القوانين الفيزيائية في الطبيعة ، فالسببية ليست الا قانونا عقليا ووجودا ذهنيا تعويديا تكون من خلال مشاهداتنا وملاحظاتنا للعلاقة بين الاشياء استدعى اعطاء صفة الضرورية التتابعية التراتبية في اذهاننا عنها وليس لتلك الصفة السببية اي وجود حسي خارجي يمكننا قياسه او التثبت والتحقق منه بل هو وجود ذهني ثانوي انتزاعي غير مطلق ليس الا !

الرد:
هذه محاولات غش في الامتحان .. محاولة تهميش ما لا يـُهمّش .. لقد برعت في ذلك ! لكن على مين ؟ العلم الذي تتبجح به يا سيدي كله سببية . اذن شك بالعلم و ارحنا من ترديد هذه الكلمة .

كل العلم هو وجود ذهني اساسا .. والذهن غير معروف ! ماذا افعل لك وانت مادي ؟ والعقل لا وجود مادي له قبل ان تقول هذا عن السببية .. هذه اخر عصرة للذهن الملحد لينفي بها حقيقة ضاربة لا تتزحزح ..

هكذا وضعكم ، كناطح صخرة يوما ليوهنها .. فلم يضرها واوهى قرنه الوعل ..

طبعا ... مشكلتكم مع قانون السببية .. تتحايلون عليه وعجزتم .. قلتم انه وجود ذهني ! كل المعرفة و العلم وجود ذهني اصلا ، و كل العلم سببية ، فأين المفر ؟ هذا تهافت وضعف .. السببية تتابع و وجود ذهني لا يعني شيئا خارجيا , ان لم يكن هذا التهافت فماذا سيكون ؟ قل هذا الكلام عن كل شيء اذن !

1+1=2 وجود ذهني ، و وجود خارجي ايضا .. و السببية نفس الشيء .. فتحت الباب بالمفتاح ، والمفتاح هو سبب فتح الباب المقفل .. حاول ان تفتحه بدون مفتاح لا ينفتح ، ادخل المفتاح وأدره ، ينفتح ! اذن ما هو سبب فتح الباب ؟ هو المفتاح .. اليس هذا وجود خارجي ؟ مثل الوجود الخارجي لـ 2 في العملية السابقة .

واذا رفضت او شككت بأن المفتاح ليس هو ما فتح الباب رغم تكرار التجربة في كل ابواب العالم ، فماذا سيقال عنك ؟ هل ستكون عقلانيا وعلميا ام خياليا الحاديا ؟

ان التشكيك بقانون السببية هو فضيحة على العقل الملحد اصلا .. ودليل على الادلجة ، لانه هو القانون العلمي الوحيد الذي شككوا فيه الى هذا الحد بدافع ايديولوجي وليس فكري علمي .. اذن كل ملحد عبارة عن ايديولوجي وليس علمي .. الا اذا رفض التشكيك بقانون السببية ، حتى يدخل في نطاق العلمية والعقلانية .. والا فسيظل مفتقرا لهما رغم تغنـّيه بالعلمية والعقلانية ..

انها فضيحة كشفت لنا الادلجة .. والمحرك الاساسي للفكر عند ادعياء العلم من الملاحدة .. وهذا يعني ان الحادهم أهمّ من علمهم ومنطقهم و اكبر ، وعلى الاثنين الخضوع له ، طيبا او غصبا . مثلما فعلوا مع نظرية التطور المهترئة من 140 سنة و هي تـُبعث للحياة كلما دب اليها الموت . و لو لم يكن قانون السببية يقف في وجوههم لما فعلوا معه ما فعلوا ، الامر واضح الان لكل ذي عقل ..  

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق