الاثنين، 18 يونيو 2012

حوار شاكي (3-6)



شاكي:

الورّاق كتب:
اذن المسألة مسألة اختيار وليست مسألة ادلة . و ادعاء العقلانية هو ادعاء مجرد ، بدليل رفضكم للمنطق في قضايا كثيرة .. اذن انتم لا تملكون ادلة عقلية كاملة ، بل انتم تهينون العقل نفسه في مواضع كثيرة . اذن المسألة ليست إلا رغبة و اختيارا ، وكل صاحب رغبة يجد ما يسكت عقله به .

وصدق القرآن الكريم الذي اخبرنا بهذه الحالة ، حالة الرافضين للإيمان اصلا : وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَاباً مِّنَ السَّمَاءِ فَظَلُّواْ فِيهِ يَعْرُجُونَ (14) لَقَالُواْ إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَّسْحُورُونَ (15).


وهذا يجعلنا نعود إلي بيت الدعارة ، فلماذا يخلقني اساساً وهو يعلم هذا مسبقاً ؟ هو يعلم نتيجة اختباري ، أليس هذا عبثاً ؟

الرد:
هذا تقدم الرد عليه في السابق ولا داعي للتكرار .. أنت ترفض بدون تفنيد . وبدأت العاطفة تغلب على العقلانية عندك ..
 

شاكي:
أليس هذا قمة الافلاس ، أليس هذا شيئ سخيف ؟ أن يقل هذا المطلق القدرة هذا الكلام ؟ انه لا يدل إلا علي عجز ، عجز في القدرة علي اثبات وجوده ، فهل ينكر أحد وجود الشمس كما ذكرت لك سابقاُ ؟ إنما هذه الايات تدل علي تهرب بشري ، لا يستطع أن يفجر ينوبعاً كما فشل محمد !
ينبوع مياه لا يتسطع !!
ألم يتحدوه ؟ اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة ..إلخ ؟ لماذا لم يفعلها ، لانهم لن يؤمنوا بعدها ، ولماذا ارسل الرسول ؟
لماذا خلقهم وخلقنا ؟ طالما انه يعمل وفق منطق العلم المسبق ؟ أليس هذا تناقض وتعارض وإلافلاس ومغالطات كن منصفاً سيّد "الورّاق"

الرد:
هذا فقط عندك ، فالعبث والسخف لا يـُحكم بها الا بعد علم ، وانت تستعجل وتحكم بالسخف بدون احاطة ، وهذا ليس من الحكمة طبعا أن نصدر الاحكام قبل ان نعلم التفاصيل .. اظنك تتفق معي في هذه ..

اذن لا يحسن التعويل على هذه الحجة كثيرا . نصيحة لك ان قبلت شيئا مني ، و جربها في الواقع : اصدر حكما على احد بدون علم و احاطة ، سيقال لك : أخطأت .. قس هذه على تلك ، و تنحل المشكلة بسهولة .. ان احببت السهولة .. 

و مع هذا انت ترغب بالحياة !! فلماذا ترغب بها وهي مفروضة عليك ؟ لماذا لا تتحرر من هذا الفرض ؟ ولماذا تحب هذا الفرض ؟ هذا تناقض ! ان تدعي انك مظلوم في شيء و انت تحبه ! وما اكثر التناقضات لديكم لو كان عدم التناقض يهمكم وليس الرغبة المسبقة .

علم الله عند الله ، و يعنينا واقعنا ، فكن واقعيا اكثر ولا تحلق بعيدا ، فنحن بشر زوار لا نعرف شيئا ، و سنمضي لا نعرف شيئا ، إلا ما أ ُذن لنا بمعرفته .

وما دمت تستطيع ان تتحرر من شيء ، فليس مفروضا عليك . اذن الحياة ليست مفروضة بالمعنى المنطقي ، لانه يمكن التحرر منها متى شئت .  


شاكي:
الورّاق كتب:هل انت تتصور ان الجنّة كباريهات و دور دعارة ؟ هذا التصور غير منطقي و انت رجل عقلاني كما تحب ان توصف . اذن انت لا تفرق بين من يضاجع زوجته بالحلال ، وبين من يضاجع مومسا في دار دعارة !! ماذا نفعل لك ؟ انت تنظر الى الفعل بطريقة مادية و تجرده من روابطه .. !

في الجنة ازواج مطهرة ، لم يطمثهن انس قبلهم ولا جان ، هذا تحديد من القرآن و لكنك لا تريده ، لأنه لا يوافق هواك . أما المومسات فقد طمثهن غيرهم من الانس و ربما من الجان !! الا يوجد فرق في الصورة ؟ قليلا من العقلانية التي تنادون بها ليل نهار !


حلال !!ماهو الحلال الذي يسمح به الكائن الخرافي ؟ ثم مامعني مطهرة ؟ وطاهرة ، وهل الطاهره هي التي لا يلمسها أحد ؟ أين العقلانية في هذا الامر ؟ أي عقلانية تلك ؟ بل هي شهوانية
ورغبات مكبوته ، حررها رجل بدوي بخياله ، فيجامع مئات الحور العين اللاتي ترتد بكارتهن ، انها حيوانية لا أكثر ولا اقل ،
الامر عزيزي هوحاجة بيولوجيّة للتكاثر في الدنيا ، ولان مؤلف القرآن بشري فلا يمكن لخياله البشري أن يخترع اي اسلوب جديد للمتعة ، فبالغ في الامر إلي ان تحوّل إلي الشكل الحيواني كما تري !

الرد:
الالحاد هو الذي ينادي بالشكل الحيواني اذا اردت ان تكون منصفا ، فهو لا يحرم ولا وطء الامهات ! هذا لو اردت الانصاف ! أما ان تقول كيف تكون امراة لا تضاجع الا زوجها مطهرة ، و تسأل اين العقلانية هنا ، فهذا السؤال يوجه لاي احد في الشارع و سيخبرك ، سيقول انها مطهرة ، لانها لا تخون زوجها و ليست مومسا ، فهل هذا صعب ؟ هل يحتاج الى مزيد من العقلانية للتفريق بين المومس و الزوجة الطاهرة ؟
                        
انت قلت انهن مومسات في الجنة ، قلنا لك كلامك غير دقيق ، فالقران تكلم عن ازواج مطهرة ، لا يمسهن الا ازواجهن ، قلت كيف تكون المراة التي لا يمسها الا زوجها مطهرة ؟ قلت لك اسأل اي عابر سبيل في الشارع ! وانتهينا على هذا .. 

شاكي:الورّاق كتب:الم يقل القرآن : و عندهم قاصرات الطرف ؟ اي من الحياء ، فلا ينظرن إلا إلى ازواجهن ، فكيف يكن مومسات و هن يستحين من غير ازواجهن ؟ هل تقدم قرآنا من عندك حتى تثبت وجهة نظرك الالحادية ؟ انت في الحوار خرجت كثيرا عن الواقعية والمنطقية والموضوعية .. وكأنك تريد ان تـُسمع صوتك الداخلي ، بينما نحن نريد ان نستفيد ، ولن نستفيد بدون المنطقية والواقعية و الموضوعية .. انت تريد ان تشوه لنا القرآن وتضع فيه ما ليس فيه ونحن نعرفه والجميع يعرفه .. انت في هذه الحالة لا تشوه القرآن بقدر ما تشوه مصداقيتك وموضوعيتك وتشكك في مصداقيتك ..


المشكلة أنني لا أري أنت من يري ، انا اري انها حاجة بيولوجيّة ، تحملونها مالا تحتمل ، فالتي تعبر عن رغبتها الجنسية لا يطلق عليها عاهره إلا أنتم ،

الرد:
اها .. الان فهمت .. انت الان تدافع عن العاهرات !! اذن لماذا تريد تشويه الجنة بان فيها عاهرات ؟؟ و ها انت ذا تدافع عن حقوق العاهرات ! ولا تجرّمهن ! اليس هذا تناقضا يا سيد ؟ ام ان التناقض لا يؤثر على منطقيتك ابدا و تبقى سليمة دائما ؟ بدأت تتناقض بتسارع ملحوظ !! فيا للهوى والرغبة كيف تفعلان بالانسان وتخرجه الى وضع لا اقول عنه شيئا ..

كيف تدافع عن العاهرات اكراما ، ثم تصف حور الجنة بالعاهرات انتقاصا ؟ الا تشعر بتناقضك ابدا ؟ متى ستشعر ؟

شاكي:
و الذي يري ان رغبته الجنسية تميل إلي شيئ أخر ، تطلقون عليه شذوذ ! ، أنتم من يفسر الاشياء كما تريدون وفق الاهواء ،

وتؤلون وتحرفون ، هل المومسة هي التي ترغب في الجنس الحاجة البيولوجيّة !! والتي تخفي تلك الرغبة هي الطاهرة العفيفة ؟
هذه ثقافة شرقية ، وجهل ، التي تري ان الشرف والعفة يمكن في قطعة لحم تتواجد بين فخذي المرأه ! وعلي كلٍ أري ان التراث يخبرنا بحوريات يتقاتلن علي عمر وعباس ووحش الاسباجتي الطائر !! ألم يصلك تلك الخزعبلات ؟ ومحمد ينظر إلي يمنه فيبكي ويساره فيضحك وبلابلا !!

الرد:
لا تنتقي لنا اذا كنت عقلانيا ، فقد شبعنا من الانتقاء . مضمون كلامك : يجب ان تنفذ كل الرغبات البيولوجية متى جاءت و باي وضع ! اليست هذه هي الحيوانية ؟ انت الان تلغي العقل ، و تقول : استجب لرغباتك البيولوجية ليس الا .. وعلى المراة ان تفعل ذلك ولا تهتم باي لحم في جسمها . بل لا تهتم حتى لو حملت ، فالاجهاض وقتل الاجنة امر سهل عند الالحاد ، انه مسألة تخلص من لحم زائد . هكذا يراها المادي ، و ليست جريمة قتل لحياة بشرية ..

لا تعد لتمجيد العقل مرة اخرى ! فقد تعبنا من الانتقاء و التكبير والتصغير ، ولا توقف هذا القانون الذي افترضته .. اذن : عندما تشعر بحاجة للتبول وانت في القطار واذا لم يتوفر مكان مخصص ، عليك ان تنفذ الحاجة البيولوجية ولا تحبس البيولوجيا ! فأنت لم تضعها في نفسك ! عندما تكون جائعا وليس معك نقود ، عليك ان تدخل الى مطبخ المطعم و تأكل ما تشاء ! فأنت لم تخلق هذه الحاجة البيولوجية ! فالله من خلقها !

ثم انك تغالط : تقول ان عليها ان تمنع هذه الحاجة البيولوجية ، و كأن الاسلام يطالبها بان لا تتزوج ابدا !! هذه مغالطة ، كل شيء له اصول ، نعم الحاجات البيولوجية موجودة ، و العقل والذوق والاخلاق ايضا موجودة وكلها تحتاج الى تنفيذ وليست البيولوجيا فقط ، و ان كنتم لا تعترفون بها ، مع انها مؤثرة فيكم .. فحتى لا نكون بهائم ، علينا ان نخضع حاجاتنا البيولوجية لعقولنا و اخلاقنا ، و الا كنا كالانعام تماما .. و لا احد عاقل يطمح ان يكون يوما من الايام في مرتبة الحيوان البيولوجي . و ان كانت افكاركم تطمح الى ذلك في الخفاء ، بل الى السماح بالشذوذ الذي لا تقبله ولا الحيوانات ..

و صدق القران العظيم : (إن هم الا كالانعام بل هم اضل سبيلا) وما أدق كلمة : ( بل هم اضل سبيلا) . فالانعام لا تأخذ الا حاجتها ولا تدمر البيئة ، اما المادي المؤمن بالصراع و التفوق فيريد ان يأخذ كل شيء له و يريد تغيير الطبيعة . كما تفعل الراسمالية المادية ..

الفكر المادي يظلم حتى المادة ،انه فلسفة التكبر و الظلم ..      
شاكي:
الورّاق كتب:
كيف تقول انه لا يريد شيئا و النص امامك ؟ أتصنع كتبا سماوية كما تريد ؟ هو لا يحتاج منا شيئا ، لكنه يطالبنا بأن نكون على الصراط المستقيم لمصلحتنا ، اي هو يطلب منا ، لكن لنا و ليس له .. وانت تقول انه لا يطلب اي شيء ! ولا يأمر بأي شيء !

يجب ان نهتم بالدقة حتى نستطيع ان نبلور فهما دقيقا عن هذا الموضوع او غيره ، افضل من ان نرمي الكلام على عواهنه ، خصوصا و نحن نتكلم عن نصوص مكتوبة ! على طريقة اختبار اوبن بوك open book ..

ثم انتم مختارون للعبثية اصلا ، ليس لهذا السبب انتم مؤمنون بها ، بل هي مقصودة بذاتها ، وهي اساس الفكر المادي الملحد الذي لا يؤمن بنظام ، لسبب بسيط وهو لانه لا يؤمن بمنظم ، والنظام لا يوجد الا بمنظم ، لهذا صارت العبثية هي مخ النخاع في الفكر المادي الملحد .. و منها ينطلق وبها يرى الحياة .. لأنه ببساطة لا يوجد اله ، اذن توجد عبثية و فوضى .. والفوضى والعبثية دائما تناسب من لهم اهواء يريدون تنفيذها ، ولا تناسب من لهم عقول يريدون تغذيتها واشباعها ، لان العبثية لا تشبع العقل ، وان كانت تشبع الشهوات – كما تبدو لاصحابها لأول وهلة ، وهي في الحقيقة والآخر ليست كذلك - .


انا لم اقل ، أنا اسايرك ، هو بالفعل يريد ، وما خلقت الجن والإنس إلا ليعدون ، أنا اريد منه شيئاً ، ولو خيرني في أن اوجد او لا فسأختار لا ،

الرد:
اذن ما دام انه لو خيرك فستختار الا توجد ، و ما دام امكانية الا توجد موجودة ، فما الذي يمنعك ؟ الخيار ما يزال موجودا ، و تستطيع ان تخرج من الحياة متى شئت . اذن انت لست ملزما بالحياة ، و مع ذلك انت تحبها و تكره اختيار الخروج ! مع ان هناك وسائل سهلة لهذا الخروج ، و كأنك نائم ..

أرأيت كيف يكون تفكيرنا اذا خرجنا عن واقعنا ؟ و صرنا نضرب يمينا و شمالا في الهواء ؟ واقع الملحد هو خصمه دائما في كل افكاره (يوم تشهد عليهم ايديهم و ارجلهم) .

وحتى يسألك عن رغبتك بالوجود ام لا ، لا بد ان يوجدك ! و حينها ستقول نفس كلامك الان : لا اريد ان اخرج من الحياة ! هل انتهى هذا الاشكال ام فيه بقية ؟ ام تريده ان يسأل روحك ، و أنت لا تعترف بوجود الروح اصلا ؟  
شاكي:
لماذا يفرض علي لعب دور الابله في مسرحية سخيفة يؤلفها ويخرجها هو ؟
العبثية هي ما يفعله الاله ، خلق اشياء لا يريدها ولا يستفيد منها ، ويجلس كل يوم يراقب ويلعب كما يوضحها تراثكم

الرد:
ما دمت تكره العبثية لهذا الحد من الاله ، فلماذا تحبها في الحياة ؟ ام انه الكيل بمكيالين كالعادة ؟ من يكره العبثية يلجأ للنظام ويبحث عنه و يوجده إن لم يوجد ، لا أن يهنأ بالا به و يفسر الدنيا من خلاله .

اذن انت غير صادق في كرهك للعبثية ، انت تكرهها عند الاله و تحبها في الحياة ، مثلما انك تكره البغاء في الجنة وتدافع عنه في الدنيا !!

تناقض ٌ معهود ما لنا الا السكوت له .. لأننا نعرف اسبابه ، في كلمة واحدة : انا أرغب وانا اكره .. ولا فلسفة ولا يحزنون .

شاكي:
الورّاق كتب:اي حقيقة وهي بلا نظام ؟ العبثية لا تقدم نظاما ، فكيف تكون العبثية حقيقة ؟ العقل لا يرصد شيئا اسمه العبثية والفوضوية والصدفية ، العقل يعرف : بما أن .. إذن .. ، كسلاسل منطقية مترابطة . اذن العبثية لا يمكن ان تكون حقيقة . وإلا فلنتخلص من العقل حتى نقبل العبثية كحقيقة ، لكن سنقبلها بماذا اذا تخلصنا من العقل ؟ العقل و العبثية ضدان ، والإلحاد بني ما يسميه فكرا على العبثية ، اي على اللا معقول ، واي عبثي او فوضوي هو شيء غير معقول ، اي لا يمكن تسجيله في العقل الذي خلق لمعرفة النظام .

تستطيع ان تسمي العقل اسما اخر و هو : حاسة النظام في الانسان . و اذا قدمت فلسفة كاملة للحياة مبنية على العبث ، فعلى العقل السلام . فالعبثية تدخل من باب و العقل يخرج من الباب الآخر . و بعد هذا كله يتبجح الماديون العبثيون بالعقلانية و العلم ! هذا امر عجيب و تناقض حاد وغريب ، و كيف يـُدرس العبث والفوضى و هو عبثي ؟ هذا قتل للعلم و العقل معا . و ما كان اصله عبث سيكون فرعه عبث . اما فكرة الفوضى التي تخلق نظاما ، فالفكرة نفسها يلفظها العقل ، لأنها غير منطقية وغير موجودة في الطبيعة ابدا ، و لم تمر على العقل البشري يوما من الايام . انها من صنع الخيال ليس الا . فلا حالة واحدة عرفها البشر انوجد فيها النظام من لا عقل ولا ارادة .. ولا في حالة جزئية بسيطة ، فكيف اذا كان نظاما معقدا اشد التعقيد ومتناسقا مع بقية الانظمة ؟ كيف يكون كل هذا النظام في الكون جاء دفعة واحدة من العبث ؟ حتى تقبل هذه الفكرة عليك ان تتخلص من عقلك ، وهو شرط ضمني على الملاحدة ان يصرحوا به ..

انها نفثة خيالية لم تلامس الواقع يوما من الايام ولاتعرف لها طريقا . حتى الخيال يحتاج الى بعض العقل حتى يهضم .. شطحة متناهية في الغرابة و القبح معا ، وهكذا كل من يريد ان يتخلص من وجود الاله فالضحية هو عقله و ذوقه دائما .. وهذا اكبر دليل على وجود الله .. ان نفي وجوده يمحق عقلانية نافيه .. ولو لم يكن الا هذا الدليل لكفى من يتذكر ..

فالشيء لا يأتي من ضده ، والملاحدة يصرون على ان الشيء ياتي من ضده ، ومع ذلك يتبجون بالمنطقية ! اي انهم يريدون ان يكونوا منطقيين رغما عن المنطق . على طريقة : كرر و كرر حتى تصدق ! العقل يعرف ان وراء كل نظام وعي و عقل و ارادة ، العقل يوصل الى الله ويقف عنده ، والعقل مأخوذ من الحياة كلها . اعزاءنا الملاحدة المنطقيين يكسرون هذه ايضا ! و يصرون على منطقيتهم بقوة الاعلام الراسمالي ! انهم يريدون ان يثبتوا العبث باستخدام المنطق عبر لبس مريلة العلم ! ويريدون اثبات ان المنطق جاء من العبث ، و النظام من الفوضى . اذن اين ذهبت الفوضى ما دام حل محلها النظام الكامل ؟

لاحظ ان كل حواري معك ومع بقية من حاورته من الملاحدة ادافع انا فيه عن العقل اكثر من دفاعي عن الدين ، لتعرف كيف ان الالحاد عدو للعقل قبل الدين ، ومدى ارتباط الاسلام الحقيقي بالعقل . لا يوجد عاقل يستطيع ان يقبل ان الصدف هي التي صفت الرموش على العين ، و وزعت الاعصاب على الاصابع لتقبضها وتبسطها . وهذا من ملايين الامثلة الاكثر تعقيدا مما ذكرت ، بينما عاش البشر لالاف السنين واكثر ، لم يروا الصدف تفعل نظاما ، بدليل محافظتهم على العقل ، فلو كانت العبثية موجودة لما احتاج البشر للعقل .

طرح الملاحدة يساوي "طرح" العقل ، و لم يظهر في التاريخ اي فكر يتصادم مع العقل مثل فكرهم .. و بنفس الوقت يدعي العقلانية ! ما اكبر المغالطات التي يريدون من العقل المسكين ان يبتلعها : كون كامل جاء من الفوضى ، بل جاء من اللاشيء ، و بنفسه ! اشتغلت عليه الفوضى حتى عقدته اعقد تنظيم ! يا للجنون الذي يـُفرَض على عقلاء العالم ! اقل جزئية في هذا النظام القادم من الفوضى العمياء ، يـُدرس عشرات السنين حتى يفهم تنظيمه و ليس عبثيته ، ولا يـُوصَل إلى آخر نظامه !

فعلا الفلسفة المادية عدو للعقل ، ومن حقها ومعذورة عندما طالبت بموت الفلسفة و بشرت به ، لان العقل هو الذي يفضح تهافت هذه الفلسفة التي لم تتهافت فلسفة كتهافتها امام العقل . و سوف تدوسها البشرية وترميها وراء ظهرها عندما تكتشف حقدها الدفين على العقل و انسانية الانسان ، فالانسانية اثمن ما عليها هو عقلها و احساسها ، وليس مادتها كما يتصور هؤلاء الماديون .

ان طرحهم غريب جدا على البشرية ، ولم تعرفه في السابقين ، كل ما في الامر ان البشرية لم تدقق في طرحها حتى الان . وكل من ابتعد عن الالحاد فبسببين : اما بسبب الاخلاق او بسبب العقل ، او بهما معا ..

ان القول بالعبثية لا يحتاج الى دليل ، اي انها مخرج مريح ، و لكن القول بالنظام هو الذي يحتاج الى اثبات . اذن فكرهم فكر هارب عن الحقيقة و ليس واجدا لها كما تقول . من يقول ان المنزل احترق بفعل فاعل سوف يطالـَب بالدليل وراء الدليل ، اما من يقول انه احترق من نفسه ومن الصدف ، فلا يطالب بدليل لانه خرج عن نطاق العقل ، والعقل نظام و تسلسل .. لا تستطيع ان تثبت بالنظام العبثية ، ولا تستطيع ان تثبت بالعبثية النظام ، اذن من اختار العبثية فقد اختار اللاعقل واختار الطريق السهل ، و من اختار النظام فقد اختار العقل واختار الطريق الصعب.



غريب أمرك ، الحقيقة ما يوجد دليل عليها ، فإن كانت عبثية فهي الحقيقة ، سواء قبلتها ام لا ، العبثية موجودة في مليارات المجرات والاحجار حولك وفي كل مكان ، موجودة في النجوم وانفجاراتها في الفضاء ، موجودة في الحياة ، موجودة فيك ، ملاييين الحيوانات المنوية تخرجها لتستقبل البويضة واحد فقط ، هناك نمور وفهود واسود الامر اشبه باطناب وجودي لا معني له ، أنظر حولك العالم في قمة العبثيّة ، أنظر إلي الديناصورات ، إلي انقراض جماعي للحياة ، أنظر إلي الحروب والمجاعات والاطفال ، الاديان عبارة عن خمر ، المتدين يغيب نفسه بها ، فتراه يرفض الواقع ويسرح في خياله بعيداً عن الحقيقة المؤلمة ، ثم يتخيل كائن خارق كشماعة يعلق عليها كل شيئ ، الامر اشبه بالصديق الوهمي لدي الاطفال فما قلته لك هو ألا تخرج بعيداً عن الواقع وتفرض وتتخيل


الرد:
اثبت لي قانونا واحدا تغير ، حتى نصدق العبثية . طبعا لا تستطيع ، اذن لا يوجد عبثية ، باختصار شديد .. انها الحقيقة التي تزعجك باسلوب علمي .

تتصور ان الانفجار – لو صح - عبث ، انه الاف و ملايين القوانين تعمل بنظام ، ولا يمكن ان يكون غير ما كان بالنسبة لظروفه . عندما تصب كأس الماء على الارض ، فكل حركة لاي قطرة بنظام وقوانين لا يمكن ان تكون غير هذا .. 

بالنسبة لك ترى انه انفجار عبثي ، لكن بالنسبة لداخل الاشياء نفسها هو دقة و نظام ، والعلم يدرس الاشياء من داخلها وليس من داخل داوكينز او داخل شاكي . انتم مرة تنظرون الى المادة كمادة ، و مرة تنظرون الى المادة من خلال ذواتكم و افكاركم ، تبعا للتناقض المعهود .

خروجكم و دخولكم من و إلى ذواتكم هو المشكلة دائما .. جعلكم تتصورون - لأنكم ملحدين - اي شيء تقولونه انه عقلاني وسليم 100 % لأنكم لستم مؤمنين ! هذا هو الدليل على عقلانيتكم !! بينما انتم مزقتم العقل والعلم وجعلتموهما قطعا تستعيرونها و ترمونها متى تشاءون كالمناشف .. هل انتهينا من موضوع العبثية ؟ ما زلت انتظر الدليل .

اما كلامك عن الحروب و خلطك عباس على دباس ، فأنت لم تراعي اختلاف الارادات و الاختيارات ، و جعلت الحروب مثلها مثل انفجار النجم ، بنظرة هوليوودية ! أرجو ان يزول هذا الوهم الالحادي بعبثية الكون ، لانه وهم بالكامل ، انتم تتكلمون عن العبثية من خلال الراصد ، فداوكينز ينظر الى الحشرات ، و يقول ما فائدتها ؟ اي بالنسبة لحضرته ! اذن ما ليس له فائدة "لي" فهو عبث !!

هكذا يجب ان نفهم شخصية الملحد ، انه شخص يعبد ذاته و يرى الامور من خلال ذاته المصلحية و ليست ذاته الحقيقية ، والا لكان الامر اهون . على هذا : ستختلف صور العبث بين شخص وشخص ، و ما تراه نظاما قد اراه عبثا .. هذه نظرة غير علمية ولا عقلانية ، انها نظرة سطحية للامور من خلال مصلحة الراصد ، و مدى ما يعرفه . و كل شيء خارج عن نطاق معرفته فهو عبث . و العاقل عادة لا يقول هكذا عن اي شيء خارج نطاق معرفته و لا يصفه بالعبث مباشرة .

انا اقول : لا يوجد اي عبث علميا ، و عليك اثبات العكس علميا ، و دعنا من خرافة الكوانتم .. لان كل شيء منضبط و خاضع للقوانين ، وهذا بحد ذاته كافي لنفي العبثية في الكون ، اما اثبات العبثية من خلال الراصد ، فهذا امر لا قيمة علمية و لا منطقية له ، فالطفل يراك و انت تكتب رسالة هامة على لوحة المفاتيح ، انت من خلاله كراصد تقوم بعبث و لعب بالاصابع ، اذن هي فكرة نسبية لا قيمة لها ، مع احترامنا لذاتك و ذات داوكينز كراصدين ذاتيين .  

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق