الأربعاء، 13 يونيو 2012

حوار في موضوع: عن النقد، في منتدى التوحيد




متعلم :

== لم تبين أخي الكريم ما هو "الرد من الداخل" ولا ما هو "الرد من الخارج".

==
إذا اعترض المبطلون برواية تنافي صفة الكرم على نبينا عليه الصلاة والسلام ، فتثبيت صفة الكرم عمومًا لدى نبينا عليه الصلاة والسلام قد يُطلق عليه "الرد من الخارج" .. وهو هنا مهم ، بل هو الأهم .. فلا يصح وصفك هنا "للرد من الخارج" هكذا بإطلاق بأنه هروب وضعف.

الرد:
هذا رد من الداخل و ليس من الخارج .. لأنه رد موضوعي .. سيكون رداً من الخارج لو اننا اكتفينا بشتمه وسبه لانه تجرأ فقط .. 

متعلم :
اقتباس:
فعندما تسمع شخصا ينادي البائع بكلمات وقحة و بصوت عال ، وهو يقف مع بقية الزبائن المهذبين .. هل يحتاج هذا الشخص أن ندرس حياته وظروفه حتى يحق لنا ان نقول ان هذا الشخص وقح و احمق ؟؟
نعم، نحتاج أن ندرس حياته وظروفه لإطلاق حكم كلي عليه من حيث الوقاحة والحمق .. لأن المرء قد يخرج عن عادته لظروف عابرة تقتضي هذا.

الرد:
هذا شيء لا يستطيع احد ان يطبقه في حياته ، و سيقتضي حمل ملفات ضخمة عن كل شخص وتحديثها كل فترة ، وهذا سيعطل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. و المحاكم لا تنظر في تاريخ السارق منذ طفولته ، فيكفي انه سرق وثبتت عليه التهمة ..

متعلم :
 اقتباس:
أنا أحكم على الشخص الذي كتب هذا الكتاب ، على مبدأ : لكل حادث حديث .. و ليس على الشخص الذي غيّر افكاره .. فحديثه آخر .. وهذا بسبب أنها موجودة ولم يسحبها ..
بل الحديثان واحد ، لاتحاد الشخص .. والتعلل بعدم السحب ليس بقوي، لأن المؤلف قد لا يستطيع سحب النسخ بعد رواجها.

الرد:
ولكن هل كل الناس يعرفون انه غير افكاره ؟ اذا كان هذا قائم فكلامك صحيح ، و لكن هناك من سيقرأ كتابه الاول ، و لن يقرأ الآخر .. فهل نتركه يتأثر بالأول لأننا ما زلنا نحاكم الرجل ؟  

متعلم :اقتباس:
يجب علينا ان نبتعد عن الشخصنة كتابة ، والشخصنة فهماً ايضا
الشخصنة كلمة مجملة تحتاج إلى تحديد دقيق للمراد منها .. لا سيما وأن الملاحدة أشهر من طنطن بها في وجه المعترضين عليهم .. فكلما حكمت على جهل أحدهم أو قصور تفكيره دفع في وجهك بتهمة "الشخصنة" .. وكالعادة – مع الأسفسرت هذه الخيبة في صفوف كثير من المسلمين حتى المتصدين لجدال الملاحدة !

الرد:
نعم ، ومعذرة : فأن تحكم على احد بجهله و قصور تفكيره وتكتب هذا الكلام له ، فهذا رد خارج الموضوع وليس داخله .. الافضل ان تجعله هو بنفسه يكتشف جهله و قصور تفكيره ، لأن الإسلام ينهانا عن البذاءة والشتائم الشخصية ..

الإسلام رحمة للعالمين ، حتى لغير المسلم .. نحن نحترم انسانية غير المسلم ، و لكننا لا نحترم افكاره او معتقداته بحد ذاتها ، و نبين خللها واخطائها .. دون المساس باشخاصهم ، بل نحن مطالبون بالتسامح عمن شتمنا ، قال تعالى ( وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما) .. هذه وجهة نظري ..  

متعلم :اقتباس:
وإن كان للقصيمي او نيتشه - او ايا كان - كلامٌ آخر ، سابقا او لاحقا ، فأنا لست ملزماً به
كلا، بل أنت ملزم به، لأنه قد يتراجع عن كلامه في موضع آخر ، وقد يفسر ما أجمله .. وقد وقد ..
وبالجملة ، فالحكم على الفكرة شيء ، والحكم على "فكر" الشخص شيء آخر ..

الرد:
أنا هنا احكم على الفكرة و ليس على فكر الشخص ، بل لا يهمني فكره ابدا ، بل يهمني الفكرة ، هذا كل ما يهمني ، فربنا و ربهم الله ، الله الذي يعلم السر واخفى .. وحتى لو حكمت على الشخص ، فحكمي مربوط بفكرته في وقتها الذي نشرت به .. ليس ما يهمني الحكم على نيات الناس ومحاسبتهم لان الله سيحاسب الجميع .. مهمتي ان انكر الخطأ حتى لو ذُكر ان صاحبه تراجع عنه طالما انه منشور ومتداول بين الناس ..

و لو اتبعنا ما أشرتَ اليه ، اذا لما جاز لنا ولا لغيرنا اي نقد ، لانه ربما يكون قد تاب و تراجع في منزله !! الخطأ لو انني حكمت على الناس بالاشتباه والظن ، لكان الامر صحيحا ، اما اذا كان له كتاب منشور و صريح وانقل نصه امام القارئ ليتأكد بنفسه ، فلا لوم على احد هنا اذا انتقد تلك الفكرة الخاطئة المنشورة والصريحة بدون تأويل وبدون سباب ولا شتم ..

لو لم ينشر ذلك الشخص كتابا لما انتقده احد ..  

متعلم :اقتباس:
وكما يقولون : لكل حادثة حديث ..
نعم، ويلزمك إذا كنت بصدد الحكم على فكر شخص، ألا تهمل بعض "حوادثه" .. بل تضم "حوادثه" بعضها إلى بعض لتعلم حقيقة فكره الذي تتصدى للحكم عليه.

الرد:
كلامك هذا صحيح اذا كان همي هو تقديم دراسة عن ذلك الشخص وفكره طول حياته ، اما اذا كان همي نقد فكرة معينة وخاطئة ذكرها ، فلست ملزما هنا ، لأن الصواب صواب ، إلا من باب التفضل .. والله يجازي على الصواب .. فبدلا من الإنشغال بمتابعة حياة الشخص ، أذهب إلى أفكار خاطئة أخرى لأنبّه منها ..  

 متعلم :كلامك أخي الكريم إجمالاً موهم ، وغير مفسر ، فحبذا لو قطعت بمعانيك، وشرحتها بأمثلة ترتبط بها، وقيدت هذا كله بقواعد استخرجتها من كتاب الله وسنة وجهود أهل العلم.

الرد:
أنا أعتقد أن كلامي كان واضحا, وليتني أستطيع أن أوضح أكثر,هذه قدرتي. وأنا مسلم, والمسلم يتدبر القرآن, أي يكون القرآن أمامه ولا يكون هو أمام القرآن, وهذا ما أمرنا القرآن به ولم يأمرنا أن نحشو كلامنا بالآيات فقط, ,

أمرنا الله أن نتكلم ونحن وراء القرآن وليس أنه أمرنا ألا نتكلم إلا بالقرآن حتى لو كانت الآية بعيدة عن الموضوع, {كتاب أنزلناه إليك مباركاً ليدبروا آياته} أي أن يكون القرآن هو إمامنا وقائدنا , القرآن وما والاه,  ولن تجد أن شاء الله أن كلامي مخالف للقرآن بل يسير على هداه, وهذا ما اجتهد لأجله, وستسدي إلي جميلا إذا نبهتني إلى أي تعارض مع كلام الله فهذا ما لا أريده أبدا, ومع هذا فأنا أستعمل الآيات والأحاديث محاولا أن تكون في موضعها الصحيح بدون تعسف. وجزاك الله خيرا.

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق